
رسالة الشرق الأوسط للعالم: "القوة بدون عدالة طغيان"
بكل بساطة هذه الفكرة لها نتيجة واحدة هي انهيار القيم الدولية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، مما يؤهل إلى مسار أكثر فوضوية في النظام الدولي، وقد بدأت مؤشرات هذا التحول الخطيرة في تمرير فكرة إسرائيل الكبرى عندما عرض نتنياهو في سبتمبر 2023م خارطة إسرائيل الكبرى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
نتنياهو لا يجسد سوى مسار واحد يتمثل في أن السلطة بدون عدالة هي طغيان، وهنا يأتي السؤال الأهم: كيف يمكن للقانون الدولي أن يكون أداة العدالة ويخدمها في ظل مسار سياسي إسرائيلي لا يرى أمامه سوى تنفيذ أهدافه؟ وهذا ما يمثل قمة الابتزاز الاستراتيجي والتسلط السياسي، كيف يمكن لدول العالم أن تقبل تمدد فكرة بدأت بالاستيطان وترغب أن تنتهي إلى الطغيان، ليس من اليوم بل منذ زمن بن غوريون الذي قال إن "إقامة الدولة، حتى لو كانت على جزء بسيط فقط من الأرض، هي التعزيز الأقصى لقوتنا في الوقت الحالي ودفعة قوية لمساعينا التاريخية، سنحطم الحدود التي تفرض علينا...".
إسرائيل اليوم وبهذه الفلسفة السياسية التي تتنامى وتهدد حتى النظام الدولي تشكل سلطة مطلقة وممتدة لن تشكل خطرا على الشرق الأوسط فقط؛ بل ستشكل خطرا على البشرية، وكما يقال في الدراسات فإنه "عندما تكون السلطة استبدادية فإنها لا تظهر أي رحمة"، العدالة الدولية هي الحارس لحماية النظام الدولي من الطغيان الذي تمارسه إسرائيل، وإلا فالبديل المتوقع هو الفوضى والحروب.
السلوك الإسرائيلي لن يقود المنطقة إلا نحو الاستبداد المؤدي إلى انتهاك جميع القوانين والقيم والمبادئ الدولية، وهنا سوف تتحول الحياة في الشرق الأوسط إلى تداخلات وتناقضات لا يمكن أن يُرى فيها الصواب من الخطأ، فالعالم في ظل هذا الطموح الإسرائيلي الخطير لا بد أن يبحث عن سيادة القانون وتحقيق العدالة، لأن إسرائيل ونتنياهو تحديداً لن تجدي معه أي نبرة عادلة في ظل غياب واضح لمعايير دولية وسلطة عادلة لتنظيم سلوك الدول، إسرائيل وبمشاركة الدول الكبرى أيضا تفرض الخلل في النظام الدولي وإلا كيف لإسرائيل أن تنشر أمام العالم فكرة توسعها على حساب دول يعرفها التاريخ منذ آلاف السنين.
إسرائيل بقيادة نتنياهو وبعد حرب غزة تهدف إلى الابتعاد عن تعريف محدد للنظام الدولي في محيطها الجغرافي، فهي ترغب في استثمار الفضاء السياسي الدولي القائم والمرتبك من أجل تحقيق الفوضى وتسريع فكرة تحقيق الأهداف الكبرى، خاصة أنه لم يعد هناك موقع يمكن من خلاله تحديد من يمتلك التأثير الدولي بشكل صارم كما كان الحال في زمن التوازن القطبي، اليوم ليس هناك من هو قادر على فرض نسخته المفضلة من النظام الدولي على الشرق الأوسط سواء أميركا أو روسيا أو الصين، وكما قال كارلستروم في مجلة فورين أفيرز: "انسوا الحديث عن الأحادية القطبية أو التعددية القطبية، الشرق الأوسط غير قطبي لا أحد مسؤول".
عندما بدأت الحرب في غزة تعهد نتنياهو بتغيير المنطقة لصالح إسرائيل وقال حرفيا: "ما سنفعله بأعدائنا في الأيام المقبلة سيكون له صدى معهم لأجيال"، هذا السلوك الإسرائيلي هو الأكثر فتكا بالعدالة الدولية وليس أمام القوى الدولية سوى خيارات محدودة تتمثل في ردع إسرائيل التي ترغب في الفتك بسفينة الشرق الأوسط التي هي في الحقيقة لا تحمل دولها فقط بل إن كل القوى الدولية موجودة على سفينة الشرق الأوسط التي تحاول إسرائيل اليوم بسلوكها السياسي أن تخرقها، مما يعنى تسرب الفوضى إلى داخل منطقة اتفق العالم أنها حجر الزاوية في النظام الدولي بغض النظر عمن يحكم العالم ويديره.
المشروع الإسرائيلي يعمل على تسييل العدالة فيما يخص الشرق الأوسط وتحويلها نحو القوة الإسرائيلية تحت فكرة عقدية يتم مزجها بشكل دائم وتلميعها بطلاء الحق والحقوق في الحياة والعيش، حيث تدرك إسرائيل أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال القفز على حقوق آخرين الذين هم أهل الأرض، المشروع الإسرائيلي بهذه الصيغة التي يطرحها نتنياهو هو إعلان فوضى تعتقد إسرائيل أنها الرابح الوحيد؛ ولكن الحقيقة أنها هي أول الغرقى عندما تتحول المنطقة إلى مسرح للحروب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 39 دقائق
- الرياض
تصدر سعودي لقائمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية وفق تقارير المنظمات الدوليةالمملكة.. دور ريادي في إغاثة المحتاجين
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف التاسع عشر من أغسطس من كل عام، تؤكد المملكة التزامها الثابت بمبادئ العمل الإنساني، ومواصلتها لدورها الريادي في تقديم الدعم والإغاثة للمحتاجين حول العالم، تجسيدًا لقيمها الإسلامية والإنسانية الراسخة، وجاءت هذه المناسبة لتسلّط الضوء على حجم الجهود التي تبذلها المملكة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تصدرت قائمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية وفق تقارير المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، وفي هذا اليوم تستعرض المملكة جهودها المستمرة في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، والتي تُجسد التزامها الراسخ بتخفيف معاناة المحتاجين حول العالم، وتستند المملكة في مبادراتها الإنسانية إلى قيم ديننا الحنيف، الذي يحث على إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته. ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي تأسس في مايو 2015 بتوجيه ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ركيزة أساسية في الجهود الإنسانية السعودية، حيث يقدم مساعدات في مجالات متعددة تشمل الأمن الغذائي، إدارة المخيمات والإيواء، التعافي المبكر والحماية، التعليم والمياه والإصحاح البيئي، التغذية والصحة، إلى جانب دعم العمليات الإنسانية والخدمات اللوجستية، والاتصالات في الطوارئ، ومنذ تأسيسه حتى عام 2024، قدم المركز أكثر من 130 مليار دولار أمريكي لدعم 170 دولة حول العالم. مركز دولي وانطلاقاً من دور المملكة الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعاراً منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزاً دولياً مخصصاً للأعمال الإغاثية والإنسانية، دُشنت أعماله في مايو 2015، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الإستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالية، وروعي في المشاريع والبرامج التي يقدمها المركز، أن تكون متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم التي يعيشون فيها أو تعرضوا لها، وتشمل المساعدات جميع قطاعات العمل الإغاثي والإنساني. ويسعى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن يكون نموذجاً عالمياً في هذا المجال، مستنداً على مرتكزات عدة، من بينها مواصلة نهج المملكة في مد يد العون للمحتاجين في العالم، وتقديم المساعدات بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية، والتنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة، وكذلك تطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية، وتوحيد الجهود بين الجهات المعنية بأعمال الإغاثة في المملكة، واحترافية وكفاءة العاملين في المركز والمتطوعين، إلى جانب ضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تُستغل لأغراض أخرى، وأن تتوافر في المساعدات الجودة العالية وموثوقية المصدر. جائزة عالمية وفي نوفمبر لعام 2024 حقق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جائزة الإنجاز الإنساني العالمي التي قدمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية للمركز نظير أعماله الإغاثية والإنسانية الدولية الكبرى التي غطت مختلف أنحاء العالم، وتسلم الجائزة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة من المدير التنفيذي للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية ديلانو روزفلت، في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأوضح الدكتور عبدالله الربيعة أن هذه الجائزة تعد اعترافًا دوليًا بالدور النبيل الذي تضطلع به المملكة في ميادين العمل الإغاثي عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، وتجسد المكانة الدولية المرموقة التي تحظى بها المملكة في المجال الإنساني، مشيرًا إلى أن المملكة أخذت على عاتقها إغاثة الملهوفين، ونجدة المتضررين، ومساندة المحتاجين واللاجئين أينما كانوا، مؤكدًا أن المملكة كانت وستظل سباقة في العمل الخيري والإنساني، وفي طليعة الدول المانحة على المستويين الدولي والإقليمي. أعلى المعايير ويسعى مركز الملك سلمان للإغاثة ضمن رؤيته لأن يكون مركزًا رائدًا للأنشطة الإغاثية والإنسانية، وذلك من خلال تطبيق أعلى المعايير العالمية في هذا المجال، وكذلك أفضل الممارسات المتعلقة بالحوكمة، ويرتكز على قيم أساسية تتمثل في الحيادية والشفافية والجودة والاحترافية والمبادرة والإبداع وبناء الشراكات ودعم المجتمعات. وفي عام 2024، تبوأت المملكة المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، وفي 31 يوليو 2024، كشف الدكتور عبدالله الربيعة أن المملكة قدمت أكثر من 130 مليارًا و34 مليون دولار، في إطار مساعدات إنسانية وإغاثية في الفترة بين 1996 - 2024م، استفادت منها 170 دولة حول العالم، وعلى مدى العقدين الماضيين، ساهمت المملكة بمبلغ 2.2 مليار دولار أمريكي لدعم برنامج الأغذية العالمي في مكافحة الجوع، حيث تم الوصول إلى المحتاجين في 31 دولة، وتُعزز المملكة شراكاتها مع المنظمات الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث تعمل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تمكين المجتمعات من خلال بناء السلام والمبادرات الاقتصادية في اليمن، وفي إطار رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، أطلقت مبادرة لتسليط الضوء على أهمية الحلول التقنية في تمكين الابتكار وحل المشكلات، من خلال دعم آليات الاستجابة التنظيمية والإشرافية للتصدي للجائحة، وتؤكد المملكة التزامها الراسخ بدعم القضايا الإنسانية العالمية، ومساهمتها في التخفيف من معاناة المتضررين من الحروب والكوارث. نهج مؤسسي وتُظهر هذه الجهود المستمرة التزام المملكة العميق والمستدام في مجال العمل الإنساني، مما يعزز مكانتها كداعم رئيسي للسلام والتنمية في العالم، وتتعدد قنوات العمل الإنساني في المملكة، وتشكل منظومة متكاملة من الجهات الحكومية والمؤسسات المتخصصة والمنظمات غير الربحية، التي تعمل وفق رؤية موحدة تقوم على مبادئ الشفافية، والكفاءة، والمهنية، والتعاون الدولي، ويوجد داخلها عدة جهات إغاثية وإنسانية عالمية تعمل بالتعاون مع الجهات المحلية لتقديم المساعدات والدعم في مجالات متعددة مثل الإغاثة الطارئة، التنمية المستدامة، الصحة، التعليم، مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو الجهة الرسمية الرئيسة المعنية بتنسيق وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية خارج المملكة، ويتميز بتنوع برامجه في مجالات الصحة، والتعليم، والأمن الغذائي، والمياه، والإيواء، ويدير مشاريعه عبر شراكات مع منظمات دولية ومحلية، كذلك الهيئة السعودية للهلال الأحمر التي تركز على تقديم الخدمات الإسعافية والإنسانية داخل المملكة وخارجها، وتشارك في برامج الإغاثة الدولية، خصوصًا في حالات الكوارث والطوارئ، إضافةً إلى الصندوق السعودي للتنمية -SFD- وإن كان يركز على التنمية، إلاّ أن جزءًا كبيرًا من تمويلاته يوجه لدعم البنية التحتية والخدمات الأساسية في الدول المتضررة، بما في ذلك مشاريع إنسانية ذات طابع تنموي، كذلك يوجد جهات رسمية داعمة للعمل الخيري والإنساني مثل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، التي تشرف على تنظيم العمل الخيري داخل المملكة، بما في ذلك الجمعيات الأهلية، وتضع الأطر النظامية التي تضمن حوكمة العمل الإنساني، أيضاَ اللجنة العليا للإغاثة، التي تُشكَّل أحيانًا بموجب أوامر سامية لتنسيق استجابات المملكة العاجلة للأزمات الكبرى، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب، إضافةً إلى أنه يوجد في المملكة المنظمات غير الحكومية والجمعيات الاهلية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي، جمعية الهلال الأحمر السعودي، جمعية إطعام، وبنك الطعام السعودي، مؤسسة الوليد للإنسانية، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني -من خلال برامج تعزيز التماسك الاجتماعي ودعم السلام-، كذلك يوجد المنصات الإلكترونية الرسمية للعمل الإنساني مثل: منصة ساهم، تابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة، وتتيح التبرع المباشر للمشاريع الإنسانية في الخارج، منصة إحسان، تشرف عليها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وتجمع مبادرات التبرع الموثوقة داخل المملكة، منصة تبرع، معتمدة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتركز على الجمعيات الأهلية المحلية، إضافةً إلى أنه يوجد العمل الإنساني في المحافل الدولية، وتمثيل المملكة في هيئات الأمم المتحدة الإنسانية مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية -OCHA-، وعضوية فاعلة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة التعاون الإسلامي في الجانب الإغاثي، وبهذا التنوع في القنوات، تؤكد المملكة أن العمل الإنساني ليس مجرد مبادرات موسمية، بل هو نهج مؤسسي واستراتيجي يرسّخ مكانتها كدولة مانحة ذات تأثير عالمي في تخفيف المعاناة الإنسانية. موقع مرموق وقد تبوأت المملكة اليوم موقعاً مرموقاً في العمل الإنساني العالمي، وتقدير المجتمع الدولي لجهودها، وأبرز الجوائز التي نالتها في هذا المجال جائزة الإنجاز الإنساني العالمي من المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية– العربية، وكذلك جوائز دولية تشمل جائزة المؤسسات الصديقة للأسرة والطفل من جامعة الدول العربية، لتقديمها خدمات دعم للأطفال والأسر في فلسطين، وشهادتا ISO للحوكمة ولإدارة الامتثال، ما يعكس التزامها بالمعايير الأوروبية والدولية، أيضاً جائزة فوربس الشرق الأوسط للمسؤولية الاجتماعية، تقديرًا لتأثيرها الإنساني والإبداعي، إضافةً إلى تحقيق رقم عالمي في مشروع زراعة القوقعة للأطفال السوريين في تركيا، حيث تم تنفيذ 122 عملية خلال 14 ساعة فقط ، وتأسيس جسر بري وجوي للمساعدات إلى سوريا، لتسليم مساعدات غذائية وطبية عبر رحلات جوية إلى كافة المحافظات السورية، ومن المبادرات الإنسانية الأخرى مشروع مسام لتطهير الأراضي في اليمن من الألغام، الذي أزال أكثر من 350,000 قطعة ذخائر حية، واستجاب ذلك بإشادة من مجلس الأمن المدني التابع للأمم المتحدة، ومؤسسة البصر العالمية التي تقدم حملات جراحية وعلاجية للعيون في إفريقيا وآسيا، بالتعاون مع "KSRelief"، وتنفذ آلاف العمليات المجانية في دول مثل نيجيريا، وحازت على تقدير علمي وإنساني إضافي، إلى جانب تحقيق الجائزة العالمية للمعلم -Global Teacher Prize 2025- لمنصور المنصور، وهو معلم سعودي عمل بالفطرة الخيرية وتعليم السجناء، وحصل على الجائزة بقيمة مليون دولار في قمة الحكومات العالمية في دبي، والمملكة عبر مؤسسات مثل "KSRelief" ومبادراتها الإنسانية، تحتل موقعًا رائدًا عالميًا في المساعدات الإنسانية، وقد تلقّت تكريمات دولية بارزة وجوائز تعكس التزامها بالجودة والتأثير الإيجابي، إلى جانب استمرار المبادرات التنموية والخيرية المحلية والعالمية. فصل التوائم ومن أبرز نماذج العمل الإنساني والطبي المتميز عالميًا "البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية"، وأُطلق البرنامج عام 1411هـ / 1990م بهدف استقبال حالات التوائم السيامية من مختلف دول العالم وفصلها ضمن منشآت المملكة الطبية، وحتى منتصف عام 2025، استقبل البرنامج 150 حالة من 27 دولة، وفصل 65 توأمًا بنجاح، وحتى نهاية عام 2024، أجريت 61 عملية فصل ناجحة، وتُعد عمليات الفصل جزءًا من طيف عمليات تقييم وإجراءات شاملة، وأبرز حالات عام 2025 حتى الآن حوى وخديجة -بوركينافاسو- واستغرقت حوالي ست ساعات ونُفّذت على خمس مراحل بمشاركة 26 طبيبًا وأخصائيًا، كذلك عملية أسماء وسمية -إريتريا- واستغرقت نحو 15 ساعة، وأُجريت في 15 مايو 2025، يارا ولارا -سعوديتان-، ونفذت في 17 يوليو 2025، سيلين وإيلين -سوريتان-، ونفذت في 27 يوليو 2025 خلال ثمان ساعات، وهي رابع حالات فصل لتوأم سوري ضمن البرنامج، وتُغطّي المملكة كافة نفقات العملية، بما فيها العلاج والتأهيل بعد العملية، وإقامة ذوي التوأم، بغض النظر عن الجنسية أو الدين، وتبلغ تكلفة العملية الواحدة بين 300 ألف ريال إلى مليون ريال، وتنفذ العمليات في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال -مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني-، ويتضمن الفريق الطبي غالبًا نحو 25–36 مختصًا من أطباء وجراحين وممرضين وفنيين، وتختلف مدة العمليات تبعًا لتعقيد الحالة من عدة ساعات إلى أكثر من يوم، وأقيم المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في الرياض نوفمبر 2024؛ تزامنًا مع تبني الأمم المتحدة ليوم التوائم الملتصقة، بحضور الخبراء وتبادل الخبرات العالمية.


صحيفة سبق
منذ 41 دقائق
- صحيفة سبق
رئيس فلسطين يُصدر مرسومًا لتشكيل لجنة صياغة الدستور المؤقت استعدادًا لمرحلة الدولة
أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، مرسومًا رئاسيًا يقضي بتشكيل لجنة لصياغة الدستور المؤقت، تمهيدًا للانتقال من السلطة إلى الدولة، في إطار التحضيرات للانتخابات العامة بعد وقف العدوان الإسرائيلي وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة. وأوضح المرسوم أن اللجنة ستكون المرجع القانوني لصياغة الدستور المؤقت بما ينسجم مع وثيقة إعلان الاستقلال، ومبادئ القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، إلى جانب المواثيق المتعلقة بحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وذلك في خطوة تهدف إلى تجسيد قيام دولة فلسطين ومؤسساتها. كما نص القرار على تسمية رئيس وأعضاء اللجنة، وهم من الشخصيات الوطنية والسياسية والمجتمعية، إضافة إلى كفاءات قانونية ودستورية، مع مراعاة تمثيل المجتمع المدني والنوع الاجتماعي. وتضمن المرسوم أيضًا تشكيل لجان فنية متخصصة وفق مجالات عملها، إلى جانب تنظيم آليات عملها واجتماعاتها حسب النظام الداخلي، فضلًا عن إنشاء منصة إلكترونية لاستقبال الاقتراحات من مختلف شرائح المجتمع، للوصول إلى صياغة دستور مؤقت يعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الانتقالية المهمة. ويأتي هذا التطور في سياق الاستعدادات للمؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في سبتمبر المقبل، والذي يُتوقع أن يشهد بحثًا معمقًا لآليات تنفيذ حل الدولتين.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
إسرائيل الكبرى
في مقابلة تلفزيونية مع شبكة إخبارية إسرائيلية زعم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أنه يشعر بأنه في مهمة روحية دينية تاريخية.. وعندما سأله المحاور: هل يقصد مشروع إسرائيل الكبرى، أجاب، بثقة: جداً.. وذكر بعض الدول العربية، التي تخطّط إسرائيل للتوسّع في أراضيها لبناء إسرائيل الكبرى، من بينها دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بموجب معاهدات سلام موقعة، مثل: مصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، وأردف قائلاً: إن إسرائيل الكبرى تشمل أراضي فلسطين التاريخية، بالإضافة إلى مصر، والأردن، وسوريا، نزولاً جنوباً تجاه شمال شبه جزيرة العرب، في خطٍ مستقيم يبدأ من منتصف جمهورية مصر العربية شرقاً، لوسط شبه جزيرة العرب. هذه التصريحات الخطيرة، ليست بجديدة، صدرت قبل ذلك من رموز سياسية رسمية، كانت في داخل مؤسسات الحكم، في الدولة العبرية، ألمح إليها أول رئيس وزراء إسرائيلي ديفيد بن جوريون، عندما قال: علينا بناء دولة ديناميكية توسعية.. كما نُسب إلى رئيسة وزراء إسرائيل، أثناء حرب ١٩٧٣، قولها: إني أشتاق لرائحة أجدادي! مهما قيل، في تفسير أو تبرير تصريحات نتنياهو، تتجاوز كونها مناورة سياسية، بين النخبة الحاكمة في تل أبيب.. ولا هي مجرد تصريحات صحفية، تتناقلها وسائل الإعلام، أو مجرد نقاش حول قضية تشغل الرأي العام الإسرائيلي ووسائل التواصل الاجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي، هذه تصريحات تعكس عقيدة سياسية توسعية لدولة معادية للسلام، تضمر شراً لاستقرار المنطقة، وتبيت أمراً خطيراً جللاً، للسلام في أرض الرسالات، وللعالم. في حقيقة الأمر: لا يمكن فصل ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقتٍ تمارس فيه إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، لطرد أهلها منها، بإجبارهم على مغادرتها، ومن ثَمّ إعادة احتلال القطاع، عن سياق محاولة نتنياهو وحكومة الحرب التي يرأسها، استعادة قوة الردع، التي كشفت هشاشتها وضعفها واخترقتها فصائل المقاومة بغزة. هذه التصريحات العنصرية البغيظة المعادية للسلام والإنسانية تعكس عقيدة سياسية دينية تشترك فيها الحركة الصهيونية مع حركة اليمينيين الإنجيليين البيض في شكل تحالف خطير بينهما، ضد الإسلام والمسلمين. سبق للرئيس الأمريكي، في بداية فترته الثانية (الحالية)، زعمه: من أن إسرائيل دولة ديمقراطية متقدمة، لكن إقليمها في منتهى الصغر يمثّل فقط نقطة في خضم محيط من الأراضي العربية، تحكمها أنظمة رجعية مستبدة. هكذا وبكل صراحة يتكلم رئيس أقوى دولة في العالم وأغناها وأكثرها تقدماً، وهي المسؤولة الأولى عن استقرار وسلام العالم، يحرض دولة مارقة معادية للسلام، للتوسع على حساب أراضي وأمن جيرانها العرب! بعد كل هذه العجرفة والوقاحة في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المستفزة والمعادية للسلام يبقى هناك من يأمل في عقد معاهدات سلام، بل وتطبيع مع الدولة العبرية!؟ بل وصل بالبعض إلى المشاركة الفعلية في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة والأراضي الفلسطينية للإجهاز على المسألة الفلسطينية، مرة واحدة وللأبد!؟ حتى أن المرء ليستغرب لماذا يقف البعض لجانب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بسلوكيات سلبية وإيجابية، وهم يرون بأم أعينهم كيف تخترق استراتيجية الردع الإسرائيلية، من قبل فصائل فلسطينية محاصرة تتعرّض لآلة عسكرية جهنمية، لم تعد قادرة على تحقيق أي من أهدافها العدوانية على قطاع غزة، في أقصى نقطة من أرض فلسطين التاريخية لا تتجاوز مساحتها ٣٦٠ كم مربع. أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ كشفت الكثير عن المشروع الغربي في قيام إسرائيل، كما أظهرت كم هي سياسة الاسترضاء التي يتبعها بعض العرب، تجاه إسرائيل، لتطال كل محبٍ للسلام في العالم، في الوقت الذي ما زالت فيه ذكرى محاولة الحلفاء استرضاء هتلر على حساب سلام العالم وأمنه ماثلة. لقد قادت دبلوماسية الاسترضاء تلك إلى الحرب العالمية الثانية، التي راح ضحيتها أكثر من ستين مليون نسمة، في ثلاث قارات، شملت المياه واليابسة والأجواء، من شرق المعمورة وحتى غربها. لعلّ أولئك ممن بقي من العرب يسعى لاحتواء إسرائيل بنهج الاعتراف والتطبيع معها، لا يختلفون كثيراً عن النخبة السياسية التي تحكم الدولة العبرية، وربما أنكى خطراً وكيداً على السلام، فإسرائيل آجلاً أم عاجلاً سيكونون هم أول ضحايا استراتيجيتها التوسعية. بناء إسرائيل الكبرى، لم تعد أضغاث أحلام عند المهووسين من قادة إسرائيل الذين غشيت أبصارهم أساطير غيبية، لا تجد طريقها إلا في مخيلة أعداء السلام والإنسانية، من عتاة جبابرة التاريخ ومجرمي الحروب، من أمثال: هتلر وستالين ونيرون جنكيز خان وهولاكو. باختصار: إسرائيل، لا فرق سواء صغرى أم كبرى، لن يكون لها موضع قدم في أرض السلام والرسالات.. وهي في أي صورة تكون فيها إلى زوال. تلك حقيقة تاريخية، كما هي نبوءة إلهية سماوية. لكن علينا ألا نأخذ بمقولة: «للبيت ربٌ يحميه»، عندما يكون الهدف الاستراتيجي الأول لبني صهيون وحلفائهم من مهووسي التطرف المسيحي الأرعن هدم القواعد، وتقويض كل ما يرمز إليه من عقيدة وعدل وصلة بين رحمة السماء والسلام على الأرض. أخبار ذات صلة