
عن نجمةِ داود حولَ عُنُقِ مورغان
ليسَ سَبقًا صحفيًا ان يركّز بعضُ إعلامِنا وأقلامِنا والكثيرُ من النشطاءِ المُضَللين والضالّين على وسائل "التقاتلُ الاجتماعي" على الزيّ المنجَّم سداسيًا إن على شكلِ قلادةٍ أو على شكلِ عقدٍ متدلٍّ في معصمِ أو عنقِ مورغان اورتيغاس ( يختلطُ حابلُ تلفُّظِ اسمِ الدبلوماسية الأميركية الحسناء بوابله بين أورتيغاس واورتاغوس وهي بالأساسِ عارضةُ أزياءٍ صيفيَّةٍ ثم معلقةٌ تلفزيونيةٌ سابقًا في "فوكس نيوز " ثمّ دبلوماسيةٌ واسمُ عائلتها ذاتُ جذورٍ إسبانيةٍ تعودُ إلى جذرٍ لغويٍ يوناني).
الدبلوماسيةُ بدأتْ جولتَها بلقاءٍ صباحيٍّ يومَ أمس مع رئيسِ الجمهورية العماد جوزاف عون وتحفَّظتْ عن التصريحِ من القصر الجمهوري. مشكلتُنا يا سادة ليست مع نجمةِ داود. نجمةٌ دخلت في غابرِ الأيام ضمنَ زخرفاتٍ إسلامية وُجدتْ على العمائرِ الإسلامية ومنها قلعةُ «الجندي» برأس سدر بسيناءَ التي أنشأها القائدُ الإسلاميُّ الكبيرُ صلاح الدين الايوبي فَوضعها على مدخلِ القلعة. مشكلتُنا بدأتْ حينما اعتمدها العدوُّ رمزًا على علمِه المُغتصِبِ للعلمِ الفلسطينيِّ على صواري أرضِ فلسطين المحتلة. بعضُ الإعلامِ يتعلَّقُ بالقشورِ بدلَ تركيزِه على الجوهر. الجوهرُ انَّ إسرائيلَ ثكنةٌ وعصابةٌ أشبَهُ بعصاباتِ " ماد ماكس" وليست دولة.
الخلاصة، أزمةُ المسيحيينَ والمسلمينَ الحقيقيةُ ليست مع نجمة. أزمتُنا مع صهاينةٍ يكرهونَ نجمةً أخرى. نجمةٌ سطعتْ في المشرقِ على المجوسِ منذُ ألفَيِّ سنةٍ فوَفَدوا إلى أورشليم قائلين: أينَ هو المولودُ ملكُ اليهود، فإننا رأينا نجمَهُ في المشرقِ وأتينا لنسجدَ له. أزمتُهم كانت مُذ سمعَ هيرودس الملكُ بالنبأِ فاضطربَ وجميعَ أورشليم معه فجمعَ كلَّ رؤساءِ الكهنةِ وكتبةِ الشعبِ وسألَهم: أين يولدُ المسيح؟ فقالوا له: في بيتَ لَحمِ اليهوديةِ فدعا هيرودسَ المجوسَ سرًّا، وتحقَّقَ منهم زمانَ النجمِ الذي ظهرَ ثم أوصاهُم أن يعودوا إليه ليخبروه بما يجدونه. وفي ذهابهم إلى بيتَ لحمٍ فإذا بالنجمِ الذي رأوه في المشرقِ يتقدَّمُهم حتى جاءَ ووقفَ فوق حيثُ كان المذودُ ففرحوا فرحًا عظيمًا.
هذه هي النجمةُ التي يجبُ أن يتعلَّقَ بها المسيحيونَ والمسلمونَ لا أنْ يصبّوا جامَّ غضبِهم على نجمةٍ معلَّقةٍ في معصمِ أو عنقِ امرأة. أما السيدةُ مورغان التي رُصِدَتْ تخفي نجمتَها على صدرها خلفَ سترتِها الزهريةِ تجنبًا لامتعاضِ الرئيس برّي فلا ضررَ ان تنجُمَ عن إحراجِ من يرتديها ولكن لو عرفت ما يغيظُ حقيقةً رئيسَ المجلس لاحتفظتْ بها ظاهرة. ان تضغطَ الحسناءُ الأميركيةُ على مجرمِ تل أبيب ليسحبَ الجنودَ الصهاينةَ من لبنان هو ما يريدُ الرئيسُ بري سماعَه.. بنجمَةٍ على العنقِ ومن دونِ نجمةٍ لا فرقَ البتة.
على ما قرأنا وسمِعنا كانت اجتماعاتُ السيدةِ الأميركيةِ بناءةً مع المسؤولينَ اللبنانيين وهذا جيّدٌ بالرغم من أن الثقةَ مفقودةٌ بالإدارة التي تمثِّلُها نائبةُ المبعوثِ الأميركيِّ في المنطقة. يبقى ان تكونَ علاقتُنا ببعضنا البعض نحنُ اللبنانيينَ بناءةً. أن يُضرَبَ الجنوبيونَ في عقرِ كرامتهم من أهلِ جَلدتِهم لأمرٌ أكثرُ إيلامًا من أن يُضرَبوا من أعدائهم. أنْ تنضمَّ أحزابٌ تتشدَّقُ بتاريخها المقاوم " للمحتلِّ" السوريِّ و " الدّخيلِ" الفلسطيني ولا تنضمُّ الى عوائلِ الشهداءِ بكلمةِ عزاءٍ ولو رفعًا للعتبِ وأن تنصرَ المحتَلَّ على الشهيدِ وتدعمَ الباغي على الجريحِ بما يعينُ الباغي على بَرمِ السكينِ في جراحِ المقاومين وأن تعتبرَ أنَّ الجيشَ الاسرائيليَّ " حرَّرَ " لبنان من اللبنانيين لأشدّ إيلامًا على هؤلاء من قصفِ المسيَّراتِ والمقاتلاتِ الاسرائيليةِ على الجنوبِ والبقاعِ والضاحيةِ الجنوبية لبيروت.
العدوُّ الحقيقيُّ للبنان هو خطابُ الحقدِ والعنصريةِ وخطابُ نُصرَةِ العدوِّ على البلدِ وأهلِ البلد. لا أجِدُ في وصفِ هؤلاء الذين فقدوا حسَّ الأرض والعَرض سوى الاستشهاد بالبيتِ المأثور: وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على المرءِ من وقعِ الحُسامِ المُهنَّدِ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
منذ 7 ساعات
- صيدا أون لاين
تصعيد جديد جنوبًا... سلسلة غارات تستهدف قرى حدودية
أفاد مراسل "ليبانون ديبايت" ان الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ مساء اليوم سلسلة غارات جوية مستهدفا المنطقة الواقعة بين بلدات يحمر الشقيف و عدشيت القصير ودير سريان ، ملقيا عددًا من صواريخ جو-ارض. وأفادت المعلومات عن وقوع اصابات جراء الغارات وفرق الاسعاف تتوجه للمساعدة. وعاودت مسيرات اسرائيلية تنفيذ سلسلة غارات جوية مستهدفة المكان الذي استهدفته الطائرات الحربية المعادية بغارات عند اطراف دير سريان منذ ربع ساعة مراسل "ليبانون ديبايت": الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ سلسلة غارات جوية بين بلدات يحمر الشقيف وعدشيت القصير ودير سريان مستخدمًا صواريخ جو-أرض — Lebanon Debate (@lebanondebate) August 6, 2025


ليبانون ديبايت
منذ 12 ساعات
- ليبانون ديبايت
الحجار: التنسيق بين الجهات أساس لضمان سلامة المواطنين
رصد موقع ليبانون ديبايت A+ A- ترأس وزير الداخلية أحمد الحجار اجتماع اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، حيث شدد على ضرورة تكامل الجهود بين مختلف الجهات المعنية وتفعيل التنسيق في ما بينها، مشيراً إلى أهمية التوعية وتطبيق القوانين بحزم، إضافة إلى تحديث البنية التحتية المرورية بما يسهم في حماية الأرواح وضمان سلامة المواطنين. وأكد الحجار أن تحقيق السلامة المرورية يتطلب تعاوناً وثيقاً بين الوزارات والإدارات الرسمية والبلديات والمؤسسات المعنية، إلى جانب تعزيز حملات التوعية ورفع مستوى الالتزام بالقوانين من قبل السائقين والمشاة على حد سواء.

لبنان اليوم
منذ 14 ساعات
- لبنان اليوم
72 ساعة تفصلنا عن القرار الذي سيُربك السوق ويشلّ الاقتصاد.. قرار أوروبي يهدد الليرة والدولار!
في تطور اقتصادي بالغ الخطورة، يستعد لبنان خلال أيام قليلة لدخول 'اللائحة السوداء' الأوروبية، في قرار من شأنه أن يضع البلاد أمام عزلة مالية حادة وتحديات إضافية في التعاملات النقدية والمصرفية، وسط غياب شبه تام لأي تحرّك رسمي جدي. الخبير الاقتصادي نيكولا شيخاني، وفي حديثه إلى موقع 'ليبانون ديبايت'، أوضح أن القرار الأوروبي جاء على خلفية إدراج لبنان سابقًا على 'اللائحة الرمادية' لمجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، نتيجة تفشّي الاقتصاد النقدي، وغياب الشفافية في القطاع المصرفي، ما أثار مخاوف جدية تتعلق بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ولفت شيخاني إلى أن وفدًا من 'فاتف' كان قد زار لبنان منذ عام ونصف، ورفع تقريرًا يُحذّر من مخاطر الاستمرار في هذا النهج، مشيرًا إلى أن السلطات اللبنانية لم تتجاوب مع تلك التحذيرات، ما أدى لاحقًا إلى اتخاذ الاتحاد الأوروبي قراره في 10 حزيران الماضي بإدراج لبنان على لائحته السوداء، على أن يدخل القرار حيّز التنفيذ بعد شهرين، أي خلال هذا الأسبوع. ويُحذر شيخاني من تداعيات اقتصادية كبيرة على لبنان، تشمل صعوبة في التعامل بالدولار واليورو على حدّ سواء، وتراجعًا حادًا في القدرة على الاستيراد والتصدير، مما سينعكس انكماشًا اقتصاديًا يُقدَّر بين 5 و7%، إضافة إلى ارتفاع في نسب التضخم والأسعار، وعوائق جديدة أمام الشركات والمصارف والتجار. كما نبّه إلى أنّ صمت الحكومة ومصرف لبنان حيال هذا التطور يُعدّ مستغربًا، قائلاً: 'لو حصل هذا في أي دولة أخرى، لكان جميع المسؤولين قد قدّموا استقالاتهم فورًا'. ودعا شيخاني، عبر 'ليبانون ديبايت'، إلى اجتماع طارئ يضم وزير المالية ووزير الاقتصاد وحاكم مصرف لبنان، من أجل وضع خطة عمل واضحة تلبي الشروط الأوروبية والدولية، بهدف إزالة اسم لبنان من اللائحة السوداء خلال فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، وهي المهلة المعتادة في حال تنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وفي ختام تصريحه، شدّد على أن المشهد ينذر بكارثة، مذكّرًا بأن لبنان يعاني أصلًا من أزمة ثقة، وقطاع مصرفي متعثر، وانهيار في الخدمات العامة، ليُضاف إلى ذلك اليوم خطر العزلة الأوروبية المالية.