مذابح معسكر الموت.. وصمت الحِملان!
* قتلت المليشيا آلاف المدنيين العزل في معسكر زمزم، وحرقت المعسكر ودمرته واغتصبت النساء وروعت الأطفال وقتلت الرجال والشيوخ وهجَّرت مئات الآلاف من قاطني المعسكر، فاضطر من بقوا على قيد الحياة إلى الفرار من المعسكر سيراً على الأقدام وعلى ظهور الدواب لمسافات طويلة، وروى الأطفال والنساء بدموع الدم شهاداتٍ مروعة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها مليشيات آل دقلو الإرهابية بحقهم وحق ذويهم، حيث تم حرق مواطني المعسكر أحياءً والتمثيل بجثثهم، بذات النهج الإرهابي المتوحش الذي حدث لمواطني مدينتي الجنينة وأردمتا في ولاية غرب دارفور، عندما ارتكبت المليشيا جرائم إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً وجرائم حرب ودفنت أبناء قبيلة المساليت وهم أحياء، كما قتلت الوالي المغدور خميس أبكر ومرافقيه ومثلت بجثامينهم ودهستها بالسيارات ورجمتها بالحجارة وعلقتها في الأشجار في يومٍ أسود وحزين، لن يغفله تاريخ السودان الحديث.
* اليوم شاهدنا مقطع فيديو جديد لأحد قادة المليشيا المجرمة وهو يتوعد سكان معسكر (أب شوك) بالقتل والتشريد ما لم يبادروا بإخلاء المعسكر، وسط صمت محزن من الحكومة السودانية، التي تعاملت مع الفظائع المروعة التي ارتكبتها المليشيا في معسكر زمزم ببرودٍ صادمٍ ومحزن، ولم تعقد حتى مؤتمراً صحافياً تكشف فيه حقيقة الأهوال الكبيرة والجرائم المروعة التي حدثت تحت سمع وبصر العالم أجمع، وبإشراف مباشر من المجرم الإرهابي المتمرد عبد الرحيم دقلو، الذي ظهر في مقطع فيديو من داخل معسكر زمزم اعترف فيه ضمنياً بمسئوليته المباشرة عن تلك الجرائم الصادمة.
* استمر صمت الحكومة السودانية فلم تعقد مؤتمراً صحافياً لتكشف فظاعة ما حدث في (زمزم)، حتى بعد أن تبارت العديد من المؤسسات الأممية والدولية والإقليمية والعديد من منظمات حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة وعدد من الدول في إدانة الجرائم المروعة التي ارتكبها المتمردون في معسكر زمزم للنازحين.
* أمِن المتمردون العقاب فأساءوا الأدب، وها هم يجاهرون برغبتهم في تكرار جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في معسكر أب شوك، ويجب على الحكومة السودانية ممثلةً في المجلس السيادي وحكومة إقليم دارفور ووزارتي الخارجية والإعلام والقوات المسلحة ممثلةً في ناطقها الرسمي المبادرة بعقد مؤتمر صحافي تحضره كل وسائل الإعلام العالمية لتكشف فيه حقيقة الجرائم المروعة التي وقعت في معسكر زمزم وتحذر المليشيا من تكرارها في معسكر أب شوك، الذي يقطنه مئات الآلاف من النازحين العزل، وتطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته ومعاقبة المليشيا الإرهابية وإلزامها بالكف عن قتل المدنيين وتهجيرهم وتنفيذ القرار الأممي الذي يقضي برفع الحصار عن مدينة الفاشر والكف عن مهاجمتها على الفور.
* أخرجت المليشيا لسانها للقرار الصادر من مجلس الأمن الدولي بخصوص مدينة الفاشر ورفضت تنفيذه واستمرت في محاصرة وتجويع ملايين المواطنين الأبرياء في مدينة عريقة، لم تجد من يأبه لأهلها المنكوبين.
* الفاشر الصامدة الأبية تنادي ضمير العالم الحر، وتطلب من المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته وأن ينفذ قراراته وتعهداته لإنقاذ أهلها من الموت جوعاً وقصفاً بالمدافع الثقيلة والمسيرات المجرمة، أما سكان معسكر أب شوك فينتظرون من العالم أن يهب ليمنع المليشيا الإرهابية من أن تفعل بهم ما فعلته برصفائهم المنكوبين في معسكر زمزم.
* لا يجوز للحكومة السودانية أن تصمت عن المذابح التي وقعت في معسكر زمزم، ونتوقع منها أن تتحرك لتكشف للعالم الأهوال التي ارتكبها المتمردون في حق مئات الآلاف من أهالي المعسكر الذي تحول إلى رماد، ونتوقع منها أن تنظم مؤتمراً صحافياً تدعو فيه كل وسائل الإعلام العالمية وتكشف فيه حقيقة ما حدث، وتعرض خلاله روايات الناجين من المحرقة ليعلم العالم أجمع مقدار الجرائم والفظائع التي حدثت في زمزم، وتحذر المجتمع الدولي من السماح للمليشيا بتكرار تلك الفظائع في معسكر أب شوك.. ألا قد بلغت؟ اللهم فاشهد!
د. مزمل أبو القاسم
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 4 ساعات
- حضرموت نت
الاتحاد الأوروبي يخصص 80 مليون يورو مساعدات إنسانية لليمن
أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، تخصيص مبلغ 80 مليون يورو (نحو 90.624 مليون دولار) كمساعدات إنسانية لليمن خلال عام 2025، في خطوة تعكس التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الشعب اليمني في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بفعل انقلاب المليشيات الحوثية التابعة لإيران. وذكرت المفوضية في بيان رسمي، طالعه 'المشهد اليمني' أن هذه المساعدات ستوجه لدعم الفئات الأكثر احتياجاً والمتضررين من الصراع المستمر، والنزوح القسري، والكوارث المناخية المتكررة التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن تنفيذ البرامج سيتم عبر شركاء الاتحاد الأوروبي الإنسانيين، ومنهم وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية. وأوضح البيان أن البرامج الإنسانية الممولة ستتضمن تقديم خدمات حماية مدنية، تشمل عمليات إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها، بهدف الحد من التهديدات التي يتعرض لها المدنيون وتعزيز سلامتهم في المناطق المتأثرة بالنزاع. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالشأن الإنساني في اليمن، والذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل. ويشارك في الاجتماع عدد من ممثلي الدول والجهات المانحة، إلى جانب مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، حاجة لحبيب. وتؤكد هذه المبادرة استمرار التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم الإنساني لليمن، في وقت تواجه فيه البلاد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تراجع التمويل الدولي وارتفاع مستويات الفقر والجوع والنزوح.

سودارس
منذ 6 ساعات
- سودارس
الأمين العام للأمم المتحدة : تعيين رئيس وزراء جديد بالسودان خطوة أولى نحو تشكيل حكومة تكنوقراطية
نشر في النيلين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: نأمل أن يشكل تعيين رئيس وزراء جديد بالسودان خطوة أولى نحو مشاورات شاملة تهدف إلى تشكيل حكومة تكنوقراطية واسعة لتحقيق السلام بالبلاد، ونشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لجهود التوافق الوطني . الجزيرة السودان script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.


Independent عربية
منذ 7 ساعات
- Independent عربية
"إغاثة غزة"... خطة أميركية مقبولة إسرائيليا مرفوضة أمميا
تهدف مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة إلى بدء العمل داخل قطاع غزة بحلول نهاية مايو (أيار) الجاري للإشراف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها. ماذا عن مؤسسة "إغاثة غزة"؟ ستشرف مؤسسة "إغاثة غزة" المدعومة من الولايات المتحدة على توصيل المساعدات داخل غزة، وأظهر السجل التجاري في جنيف أن المؤسسة أنشئت خلال فبراير (شباط) الماضي داخل سويسرا. وقال مصدر مطلع على الخطة إن المؤسسة تعتزم العمل مع شركتين أميركيتين خاصتين للأمن واللوجيستيات، وهما "يو جي سولوشنز" و"سيف ريتش سولوشنز"، وقال مصدر ثان مطلع على الخطة إن مؤسسة إغاثة غزة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار، ولم يتضح بعد مصدر هذه الأموال. وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن خلال وقت سابق هذا الشهر، إن مسؤولين أميركيين كباراً يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون، وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها دون المشاركة في إيصال المساعدات. كيف ستعمل الخطة الجديدة؟ أظهرت وثيقة لمؤسسة إغاثة غزة تداولتها منظمات الإغاثة خلال وقت سابق هذا الشهر أن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من أربعة "مواقع توزيع آمنة" يمكن لكل منها تزويد 300 ألف شخص بالغذاء والماء وحقائب أدوات النظافة، وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذه المواقع ستكون داخل جنوب قطاع غزة. وقال المصدر الأول إن الشركتين الأميركيتين الخاصتين ستدخلان المساعدات إلى غزة لنقلها إلى المواقع، حيث ستتولى منظمات إغاثة بعد ذلك توزيعها وليس الشركتين. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن بعض جماعات الإغاثة وافقت على العمل مع مؤسسة "إغاثة غزة"، ولم تعرف أسماء تلك الجماعات بعد. وقالت المؤسسة إن إسرائيل وافقت على زيادة عدد مواقع التوزيع وإيجاد سبل لتوصيل المساعدات إلى المدنيين غير القادرين على الوصول إلى مواقع التوزيع. وطلبت المؤسسة من الجيش الإسرائيلي تحديد "مواقع في شمال غزة قادرة على استضافة مواقع توزيع آمنة، تديرها المؤسسة ويمكن تشغيلها في غضون 30 يوماً"، وأضافت أنها لن تشارك أية معلومات شخصية عن متلقي المساعدات مع إسرائيل. لمَ لا تعمل الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟ تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل. وفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي طرحتها إسرائيل هي أنها "تفرض مزيداً من النزوح، وتعرض آلاف الأشخاص للأذى، وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الحاجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، وتجعل التجويع ورقة مساومة". لماذا طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟ منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي متهمة حركة "حماس" بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة. وطالبت بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع. ومطلع أبريل (نيسان) الماضي، اقترحت إسرائيل "آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات" إلى غزة، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها، قائلاً إنها تهدد "بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق". ومنذ ذلك الحين، تزايد الضغط على إسرائيل للسماح باستئناف دخول المساعدات، وحذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أن نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة وهو ما يعادل ربع سكان القطاع، فيما أقر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن "كثيراً من الناس يتضورون جوعاً في غزة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ووسط جمود في شأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن مؤسسة "إغاثة غزة" المنشأة حديثاً للإشراف على توزيع المساعدات، وذكرت المؤسسة قبل أيام أنها تسعى إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو الجاري. وفي غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب الآليات القائمة حالياً، إذ دخلت خمس شاحنات إلى غزة أول من أمس الإثنين، وهو ما وصفه فليتشر بأنه "قطرة في بحر"، وقالت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إنها حصلت على موافقة إسرائيل بدخول نحو 100 شاحنة مساعدات إضافية إلى القطاع. ما الآليات الحالية لتوصيل المساعدات؟ تقول الأمم المتحدة منذ اندلاع الصراع إن عمليتها الإنسانية في غزة تواجه مشكلات بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية والقيود التي تفرضها إسرائيل على الدخول إلى غزة والعمل في جميع أنحاء القطاع وعمليات نهب من قبل عصابات مسلحة. لكن الأمم المتحدة أكدت أن نظامها لتوزيع المساعدات فعال، وأن الأمر ثبت بصورة خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين قبل أن تستأنف إسرائيل العملية العسكرية منتصف مارس الماضي، وكانت إسرائيل تفحص المساعدات وتوافق عليها أولاً ثم تنقل إلى داخل حدود غزة حيث تتسلمها الأمم المتحدة وتوزعها. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أول من أمس "يمكننا العودة إلى ذلك النظام، لدينا آلية تعمل ولسنا في حاجة إلى إعادة اختراع العجلة"، وأضاف "لسنا في حاجة إلى شريك جديد في عمليات الإغاثة ليملي علينا كيفية أداء عملنا داخل غزة". وأوضح فليتشر أول من أمس أن ما تحتاج إليه الأمم المتحدة من إسرائيل لزيادة حجم المساعدات، هو فتح معبرين في الأقل إلى غزة، أحدهما في الشمال والثاني ضمن الجنوب، وتبسيط الإجراءات وتسريعها وعدم تحديد حصص أو فرض عوائق أمام الوصول إلى غزة، وعدم تعرض المساعدات للهجوم أثناء توصيلها، والسماح بتلبية مجموعة من الحاجات منها الغذاء والماء وأدوات النظافة والمأوى والرعاية الصحية والوقود والغاز.