logo
أسعار النفط والسلع الأولية ترتفع بدعم من تقلّص التوترات التجارية

أسعار النفط والسلع الأولية ترتفع بدعم من تقلّص التوترات التجارية

Asharq Business١٢-٠٥-٢٠٢٥

ارتفعت أسعار النفط ومعظم السلع الأولية الأخرى، بينما تراجع الذهب، بعدما خففت الصين والولايات المتحدة من حدة التوترات التجارية التي كانت تهدد بخفض الطلب على المواد الخام.
وزاد خام "برنت" بنسبة 1.6% ليستقر عند 64.96 دولار للبرميل، كما صعد "غرب تكساس" الوسيط بنسبة 1.5% ليُغلق عند 61.95 دولاراً للبرميل في نيويورك، في حين ارتفع النحاس بنسبة 0.8%. كما سجل الغاز الطبيعي الأوروبي وفول الصويا وخام الحديد مكاسب أيضاً، وقفزت أسهم كبرى شركات التعدين.
شكّل الهدوء المؤقت بين أكبر اقتصادين في العالم متنفساً لأسواق السلع التي اضطربت بسبب الرسوم الجمركية التي أضعفت توقعات نمو الاقتصاد العالمي في الأسابيع الأخيرة.
وسبق لمراقبي سوق النفط أن خفّضوا تقديراتهم للطلب، فيما بدأت الحرب التجارية تُظهر مؤشرات على انخفاض حجم البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة.
الاتفاق على آلية لمواصلة المناقشات
ستخفّض الصين الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 10% من 125%، فيما ستخفض الولايات المتحدة قيودها إلى 30% من 145%، بموجب اتفاق مؤقت مدته 90 يوماً.
في مؤتمر صحفي عقب المحادثات، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن أياً من البلدين لا يرغب في فصل اقتصادي بينهما. وأعلن الجانبان أنهما سيضعان آلية لمواصلة المناقشات بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وقال جون كيلداف، الشريك المؤسس في "أغين كابيتال" (Again Capital LLC): "لقد انجرفت سوق النفط مع موجة الراحة، لكن الضرر قد وقع بالفعل في الطلب على المدى القصير".
ومع ذلك، أشار إلى أن تراجع حدة الحرب التجارية أزال من 3 إلى 5 دولارات من الانخفاض في السوق، مما جعل الحد الأدنى الجديد للسعر يقترب من 60 دولاراً للبرميل.
الأسعار لا تزال منخفضة
منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترمب لأول مرة عن ما يُعرف بـ"الرسوم المتبادلة" في مطلع أبريل، ظلت أسعار السلع متقلبة. وعلى الرغم من الانتعاش الأخير، لا تزال أسعار النفط منخفضة بأكثر من 10% منذ ذلك الحين، في ظل مواجهة السوق لزيادة في الإمدادات من تحالف "أوبك+".
ورغم أن مستشاري تداول السلع لا يزالون يراهنون إلى حد كبير على تراجع النفط، إلا أنهم بدأوا بالتخلي عن مواقفهم المتشائمة القصوى.
ووفقاً لبيانات من "بريجدتون ريسيرتش غروب" (Bridgeton Research Group)، قامت الصناديق، التي يمكن أن تسرّع زخم الأسعار، بتصفية مراكز البيع المكشوف لتبلغ 82% في كل من خام "غرب تكساس" و"برنت" يوم الإثنين، انخفاضاً من 91% في 9 مايو.
وقد تخلت أسعار النفط عن جزء من مكاسبها اليومية بعد أن لمح ترمب إلى إحراز تقدم إيجابي في المحادثات النووية التي جرت يوم الأحد بين الولايات المتحدة وإيران، ما عزز التوقعات بتخفيف القيود على صادرات النفط الإيرانية في المستقبل القريب.
ويركّز المتداولون أيضاً على أولى زيارات ترمب الخارجية إلى الشرق الأوسط، حيث ستكون السعودية، القائد الرئيسي في "أوبك+"، المحطة الأولى.
انتعاش أسهم الشركات
ارتفعت أسهم كبرى شركات التعدين، بما في ذلك "غلينكور" (Glencore Plc) و"ريو تينتو" (Rio Tinto Plc) يوم الإثنين، وكانت من بين الأفضل أداءً في أسواق الأسهم الأوروبية. كما صعدت أسهم شركات الطاقة مثل "إكسون موبيل" (Exxon Mobil Corp.) و"شيفرون" (Chevron Corp).
أما أسعار النحاس، التي كانت قد هبطت بشدة عقب الإعلان الأول عن الرسوم، فقد تعافت مع مؤشرات على أن الطلب في الصين لا يزال صامداً في الوقت الراهن. ومع ذلك، جاء ارتفاع الأسعار أبطأ من وتيرة مكاسب النفط، في ظل حذر المستثمرين من استمرار الضبابية التجارية.
وقالت إيفا مانثي، استراتيجية السلع في "آي إن جي غروب" (ING Groep NV): "لا تزال هناك تساؤلات حول ما ستكون عليه النهاية، إذ إن الإجراءات ستكون سارية لمدة 90 يوماً فقط، كما أن مستوى الرسوم النهائي لا يزال غير معروف". وأضافت: "على الرغم من أن هذه الرسوم الجديدة أقل من المتوقع، فإنها لا تزال مرتفعة، وقد تواصل الضغط على الطلب على المواد الخام".
تراجع أسعار الذهب
في الأسواق الزراعية، واصلت العقود الآجلة لفول الصويا في شيكاغو مكاسبها لتتداول عند أعلى مستوى منذ فبراير. وتُعد الصين أكبر مشترٍ لفول الصويا في العالم، وقد تساهم التهدئة التجارية في استئناف تدفقات المحاصيل.
في المقابل، تراجع الذهب مع انخفاض الإقبال على أصول الملاذ الآمن. وقد تفاقم الانخفاض بفعل تهدئة في الأعمال العسكرية بين الهند وباكستان، بعدما دفع القتال الذي استمر أربعة أيام البلدين المسلحين نووياً إلى شفير الحرب الشاملة.
وهبطت أسهم كبار منتجي الذهب عقب تراجع المعدن. فقد انخفضت أسهم "نيوماونت" (Newmont Corp.)، و"باريك ماينينغ" (Barrick Mining Corp.)، و"أغنيكو إيغل ماينز" (Agnico Eagle Mines Ltd.) – أكبر ثلاث شركات تعدين للذهب – بأكثر من 6% في نيويورك.
وارتفعت أسهم الشركات التي تبيع أنظمة بطاريات تعتمد على خلايا صينية. فقفز سهم "فلوينس إنرجي" (Fluence Energy Inc.) بنسبة 23%، فيما صعد سهم "سانرن" (Sunrun Inc.) بنسبة 16%. وكانت "سانرن" قد أعلنت الأسبوع الماضي أن سلسلة الرسوم الجمركية التي فُرضت قد تُضيف ما بين 100 و200 مليون دولار إلى التكاليف الإضافية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهند تتوقع إبرام اتفاق تجاري مبدئي مع أميركا قبل يوليو
الهند تتوقع إبرام اتفاق تجاري مبدئي مع أميركا قبل يوليو

أرقام

timeمنذ 3 ساعات

  • أرقام

الهند تتوقع إبرام اتفاق تجاري مبدئي مع أميركا قبل يوليو

تناقش الهند اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة مقسماً إلى ثلاث مراحل، وتتوقع التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل يوليو، وهو الموعد المقرر لبدء تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، وفقاً لما ذكره مسؤولون في نيودلهي مطّلعون على الأمر. من المرجّح أن يشمل الاتفاق المبدئي مجالات مثل الوصول إلى الأسواق للسلع الصناعية وبعض المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى معالجة بعض الحواجز غير الجمركية مثل متطلبات مراقبة الجودة، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المناقشات. ولا تزال المحادثات جارية، ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة ترمب وافقت على عملية من ثلاث مراحل للتوصل إلى اتفاق تجاري. ويزور وزير التجارة الهندي بيوش غويال حالياً واشنطن في زيارة تستغرق أربعة أيام تنتهي الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يلتقي الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك لدفع المفاوضات قدماً. ولم ترد وزارة التجارة والصناعة الهندية ووزارة الشؤون الخارجية على الفور على طلبات للحصول على معلومات إضافية. كما لم يرد مكتب الممثل التجاري الأميركي ووزارة التجارة الأميركية على الأسئلة الموجهة لهما. اتفاق أوسع قد تشمل المرحلة الثانية من الاتفاق بين الهند والولايات المتحدة اتفاقاً أوسع وأكثر تفصيلاً، من المرجح أن يتم توقيعه بين سبتمبر ونوفمبر، وفقاً لمسؤولين هنود مطّلعين على الأمر، ومن المحتمل أن يغطي 19 مجالاً تم الاتفاق عليها في وثيقة الإطار المرجعي التي أُقرّت في أبريل. وقد يتزامن توقيت هذه المرحلة مع زيارة مرتقبة لترمب إلى الهند لحضور قمة قادة الحوار الأمني الرباعي المعروفة باسم مجموعة "كواد"، بحسب أحد الأشخاص. أما المرحلة النهائية من الاتفاق، فمن المرجّح أن تكون اتفاقية شاملة لن تُنجز إلا بعد الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي، وربما تُبرم في العام المقبل، وفقاً لما قاله المسؤولون الهنود. كانت الهند من أوائل الدول التي بدأت مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة عقب زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى البيت الأبيض في فبراير، بعد وقت قصير من تولي ترمب منصبه. واتفق الزعيمان على تعزيز التجارة والعمل نحو إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق الثنائي بحلول خريف هذا العام. ومنذ ذلك الحين، لمّحت نيودلهي إلى إمكانية تحقيق "مكاسب مبكرة مشتركة" قبل الموعد المحدد في الخريف. مؤشرات توتر على الرغم من تأكيد المسؤولين الهنود أن المفاوضات تسير وفق الخطة، ظهرت مؤشرات على وجود توتر في الأيام الأخيرة. ويبدو أن نيودلهي تتبنى موقفاً أكثر تشدداً في المفاوضات، إذ هددت بفرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية الأسبوع الماضي. من جانبه، ادعى ترمب أن الهند عرضت خفض الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى الصفر، لكنه قلل من أهمية التوصل السريع إلى اتفاق تجاري. كما أثارت تعليقات ترمب بشأن دوره في التوسط لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان استياءً في نيودلهي، إذ زعم مراراً أنه استخدم ملف التجارة كأداة تفاوضية لتحقيق هدنة بين الجانبين، بعد أربعة أيام من الصراع العسكري الذي كاد أن يتحول إلى حرب شاملة. ونفت الهند هذه المزاعم.

كيف تستفيد مصر من انخفاض أسعار النفط العالمية؟
كيف تستفيد مصر من انخفاض أسعار النفط العالمية؟

مباشر

timeمنذ 3 ساعات

  • مباشر

كيف تستفيد مصر من انخفاض أسعار النفط العالمية؟

القاهرة - مباشر: قال البنك المركزي المصري إنه من المتوقع أن يشهد الميزان التجاري لمصر تحسناً في ظل توقعات انخفاض أسعار النفط العالمي. وأشار المركزي في تقرير السياسة النقدية الصادر اليوم، إلى أن مصر مستورد صافي للمنتجات البترولية، لافتاً إلى أن تراجع أسعار لنفط يترتب عليه انخفاض تكلفة الواردات ما قد يساهم في تقليص عجز الحساب الجاري. ونوه إلى قرار تحالف أوبك بلس الأخير بزيادة مستويات الإنتاج إلى جانب زيادة إنتاج النفط من قبل بعض الدول غير الأعضاء قد يؤدي إلى زيادة المعروض من النفط وبالتالي انخفاض أسعاره. ولفت إلى أن تراجع عجز الحساب الجاري، قد يساعد في الحد من أثر الإجراءات التي اتخذت في الأونة الأخيرة لآجل ضبط الأوضاع المالية العام. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا

شعار تطبيق "ديب سيك" (رويترز)
شعار تطبيق "ديب سيك" (رويترز)

العربية

timeمنذ 3 ساعات

  • العربية

شعار تطبيق "ديب سيك" (رويترز)

في تطور لافت قد يعيد تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، كشفت "ديب سيك" عن تفاصيل جديدة حول نموذجها DeepSeek-V3، الذي نجح في تحقيق أداء يفوق بعض نماذج " OpenAI"، مثل GPT-4.5. التفوق الصيني جاء باستخدام 2048 وحدة معالجة رسومية فقط – أي ما يعادل جزءاً يسيراً من الموارد التي تعتمدها كبرى الشركات. الورقة البحثية الأخيرة التي نشرتها الشركة تحت عنوان "رؤى حول DeepSeek-V3"، توضح كيف يمكن للتصميم الذكي المشترك بين العتاد والبرمجيات أن يتجاوز حدود ما كان يُعتقد ممكناً في عالم الذكاء الاصطناعي. تصميم جديد وكفاءة غير مسبوقة يعتمد نموذج V3 على تقنية "مزيج الخبراء" (MoE)، حيث يتم تفعيل 37 مليار معلمة فقط من أصل 671 مليار في كل عملية تنبؤ، مما يُخفض بشكل كبير من استهلاك الطاقة والحوسبة، ويجعل النموذج أكثر كفاءة من نماذج ضخمة مثل GPT-3.5 أو GPT-4. ولعل أبرز ما في التصميم هو تقنيات مثل الانتباه الكامن متعدد الرؤوس (MLA)، والتدريب فائق الكفاءة بدقة FP8، والتنبؤ التخميني المتعدد، وكلها تساهم في تقليل استخدام الذاكرة والتكلفة إلى مستويات غير مسبوقة. 6 ملايين دولار فقط لتكلفة التشغيل بحسب الورقة، تم تدريب النموذج باستخدام 2048 وحدة معالجة من نوع NVIDIA H800، بتكلفة لم تتجاوز 5.576 مليون دولار. وللمقارنة، تشير تقديرات إلى أن تدريب نماذج مشابهة لدى شركات منافسة يكلف مئات الملايين. وتبلغ تكلفة الاستدلال باستخدام النموذج 2.19 دولار لكل مليون رمز، مقارنة بـ 60 دولارًا في بعض الخدمات الأخرى، مما يخلق فارقاً ضخماً في اقتصاديات الذكاء الاصطناعي. تداعيات استراتيجية تسببت الكفاءة العالية لـ V3 من "ديب سيك" في إحداث صدمة بأسواق التكنولوجيا، وأسهمت في هبوط سهم "إنفيديا" بنسبة 18% في وقت سابق من هذا العام، مع تزايد الاهتمام بنماذج أكثر ذكاءً وأقل استهلاكاً للطاقة. كما جذب النموذج انتباه الشركات والمؤسسات الكبرى التي تسعى لتقنيات يمكن تشغيلها محلياً أو عبر أجهزة متوسطة، وهو ما يتيحه تصميم DeepSeek-V3. بخلاف النماذج التجارية المغلقة، أتاحت "ديب سيك" نموذجها عبر منصات مفتوحة مثل "Hugging Face" و"OpenRouter"، وحصد المشروع أكثر من 15 ألف تقييم على "GitHub"، مع آلاف الإصدارات المعدّلة، في مشهد يعكس انتشاراً واسعاً عبر آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية. قفزة في الأداء لم يتوقف الابتكار هنا، بل أطلقت الشركة في مارس الماضي تحديث DeepSeek-V3-0324، ليصل عدد معالم النموذج إلى 685 مليار، مع تحسينات واضحة في اختبارات مثل MMLU-Pro وAIME، إلى جانب أداء أقوى في اللغة الصينية وتوليد الواجهات الأمامية. الذكاء الاصطناعي يدخل مرحلة جديدة في ضوء هذه التطورات، يبدو أن السباق لم يعد لمن يملك أكبر عدد من المعلمات أو وحدات المعالجة، بل لمن يستطيع تسخير الموارد بكفاءة غير مسبوقة. DeepSeek-V3 يقدم نموذجاً عملياً لمستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث يتميز بكونه ذكي، قابل للتوسيع، ومنخفض التكلفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store