
الخبير الإقتصادي محمد سيلا لـ'هبة بريس': مشروع 'سيماندو' سيغير إقتصاد العالم
حاوره : عبد اللطيف بركة
استضافت جريدة 'هبة بريس' المحلل الإقتصادي الغيني 'محمد سيلا' والذي يعد من المهتمين البارزين بالقضايا الإجتماعية والإقتصادية في إفريقيا.
إليكم نص الحوار كاملا:
أستاذ سيلا، قبل أن نتطرق إلى القضايا الاقتصادية، هل يمكنكم أن تشرحوا لنا أهمية سيماندو من الناحية الجغرافية والجيوسياسية؟
أود بداية أن أنوه بجريدتكم 'هبة بريس' واهتمامها بقضايا أفريقيا.. بالنسبة ل 'سيماندو ' تقع في المنطقة الإدارية لنزيريكوره في جنوب شرق غينيا، سيماندو هو سلسلة جبلية تمتد من مقاطعة كيروني إلى مقاطعة بيلا. إنها واحدة من أكبر احتياطيات خام الحديد غير المستغلة في العالم، مع تركيز استثنائي يتجاوز 65%.
من الناحية الجغرافية، كانت موقعها المعزول على بعد أكثر من 650 كم من الساحل يشكل عائقًا لفترة طويلة، مما يستدعي مشروعًا متكاملًا يتضمن ممرًا سككيًا وميناءً عميق المياه، هذه البنى التحتية قيد الإنجاز حاليًا.
من الناحية الجيوسياسية، تقع سيماندو في قلب المنافسة الاقتصادية بين القوى العالمية الكبرى، من ضمنها الصين، من خلال اتحاد SMB-Winning، والذي يرون فيه رافعة استراتيجية لتأمين الإمدادات من المواد الخام الحيوية، هذا عزز مكانة غينيا في الساحة التعدينية العالمية، لكنه في نفس الوقت يفرض عليها إدارة ذات سيادة حريصة ومتوازنة.
في حوارات سابقة، وصفت سيماندو كرافعة محتملة لتحويل غينيا إلى بلد ينتج 'الثروة' ما الذي يدفعك إلى هذه الاستنتاج؟
مشروع سيماندو يمثل فرصة فريدة لبلدي غينيا، حيث يتواجد احتياط يقدر بأكثر من 8 مليار طن من خام الحديد عالي الجودة (حسب آخر الأرقام من الحكومة الغينية)، و يمكن أن يؤدي استغلاله إلى توليد إيرادات سنوية تتراوح بين 1.5 و 2 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي الحالي.
ويتحدث صندوق النقد الدولي عن زيادة بنسبة تزيد عن 26% بحلول عام 2030، كل هذه الإمكانات تتجاوز مجرد الإيرادات من التعدين، فهي تشمل أيضًا إنشاء بنى تحتية ضخمة وخلق وظائف هيكلية، ويمكن أن يشكل هذا المشروع ديناميكية من التحول الاقتصادي العميق.
تذكر الهجرة الجماعية للشباب كأحد التحديات الرئيسية، كيف يمكن أن يغير سيماندو الوضع؟
سيماندو يمكن أن يكون رافعة قوية للاحتفاظ بالموارد البشرية، سيستدعي المشروع تشغيل يد عاملة في العديد من التخصصات مثل الهندسة، والبيئة، والقانون، واللوجستيك… وهذا يتطلب ربط المؤسسات التعليمية بالمشروع، والاستثمار في رأس المال البشري المحل، وتعد هذه الخطوة استراتيجية لمكافحة هجرة الأدمغة وإعادة بناء ثقة الشباب في مستقبل البلاد ، هذا المشروع قد يقلل من عدد المهاجرين الذين يتجهون حاليًا إلى المغرب هذا البلد الصديق الذي. تربطه علاقات متينة مع بلدي ، سوف يساهم بدوره بالتزاماته تجاه تنمية بلدان أفريقيا ليكون مشروع 'سيماندو' أمل الشباب الإفريقي الضائع.
تتحدث عن رؤية 'سيماندو 2040″ماذا يجب أن يحدث لكي تصبح هذه الرؤية واقعًا تنمويًا وليس مجرد شعار؟
رؤية سيماندو 2040 التي أطلقتها الحكومة الغينية تحمل الأمل، لكنها بحاجة إلى إجراءات متماسكة، يجب على الحكومة تكثيف جهودها لضمان أن تتحقق هذه الطموحات من خلال تأمين الإيرادات، والتخطيط لإعادة استثمارها في القطاعات الرئيسية، وتطبيق متابعة شفافة، يجب أن تُدرج هذه الرؤية في سياق بين الأجيال، مبنية على الشمولية، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة.
هل لديكم رسالة للشركاء الدوليين المشاركين في مشروع سيماندو؟
يلعب الشركاء الدوليون دورًا كبيرًا، لكن يجب أن يكون التزامهم قائمًا على الاحترام المتبادل، غينيا تطمح إلى شراكات عادلة، لا تقتصر على الاستخراج، بل تساهم في التحول المحلي، ونقل المهارات، واستدامة المشروع، من خلال هذه المقاربة، يمكن أن يصبح سيماندو مشروعًا نموذجيًا لإفريقيا، ويعزز في المستقبل تأسيس ممر اقتصادي إقليمي أو حتى أفريقي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العالم24
منذ 5 ساعات
- العالم24
نادي مغربي يرحب بإمكانية انضمام رونالدو لكأس العالم للأندية 2025
أعلن هشام آيت منا، رئيس نادي الوداد الرياضي المغربي، عن ترحيبه بإمكانية انضمام كريستيانو رونالدو إلى صفوف الفريق خلال منافسات كأس العالم للأندية 2025، مؤكدًا أن النادي مستعد لخوض هذه المغامرة رغم محدودية موارده المالية. وأوضح آيت منا في تصريحات إعلامية أن فكرة استقطاب النجم البرتغالي، حتى لو كانت احتمالا ضعيفا، تستحق المحاولة، مشيرًا إلى أن اللاعب ليس من النوع الذي يحركه المال فقط، بل يسعى أيضًا للتحديات الكبرى. وأعرب آيت منا عن استعداده لبدء الخطوات اللازمة إذا ظهرت أي فرصة لضم رونالدو، مؤكدًا استحالة تحمل راتبه الحالي مع نادي النصر السعودي، والذي يصل إلى 200 مليون يورو سنويًا، إلا أن المشاركة الرمزية للنجم في البطولة قد تكون واردة. وبذلك يصبح الوداد أول نادٍ يعلن صراحة عن رغبته في استضافة 'الدون' في نسخة المونديال المقبلة، والتي ستقام على الأراضي الأمريكية. وكانت تقارير صحفية قد تحدثت عن رغبة الفيفا في مشاركة رونالدو في البطولة العالمية، عبر صيغة إعارة مؤقتة إلى أحد الأندية المشاركة. ورغم استبعاد نادي الهلال من هذه القائمة، تبقى الاحتمالات مفتوحة أمام نجم النصر، خاصة مع قرب انتهاء عقده الحالي. وقد أسفرت قرعة البطولة عن وقوع الوداد في مجموعة قوية تضم مانشستر سيتي ويوفنتوس والعين الإماراتي، فيما سيحصل الفريق المغربي على مكافأة مالية قدرها 9.55 مليون دولار لقاء مشاركته، ضمن إجمالي جوائز تناهز مليار دولار خصصها الاتحاد الدولي لكرة القدم للبطولة، منها 125 مليون دولار للبطل.


هبة بريس
منذ 5 ساعات
- هبة بريس
عمور: جهة كلميم واد نون غنية بالمؤهلات والحكومة تعمل على تطويرها
هبة بريس – كلميم نوهت فاطمة الزهراء عمور، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في مداخلتها خلال لقاء 'نقاش الأحرار' بجماعة تمولاي بجهة كلميم – واد نون، أمس السبت، بالمؤهلات المهمة التي يمكن لاستثمارها الجيد ان يمنحها إشعاعا وطنيا ودوليا، مبرزة عمل الوزارة على تطوير هذه المؤهلات، وتعزيز إقبال السياح المغاربة والأجانب على المنطقة. وأعربت الوزيرة خلال اللقاء، الذي حضره وزراء تجمعيون وأعضاء من المكتب السياسي للحزب ومنتخبون ورؤساء جماعات ترابية ومواطنون، عن فخرها بالتطور الكبير الذي تشهده بلادنا بقيادة جلالة الملك. وقالت عمور إن الحكومة استطاعت بشجاعة تنزيل عدة مشاريع كبرى في إطار ورش الدولة الاجتماعية، رغم صعوبة الظروف، مذكرة باستفادة ملايين المغاربة في هذا الإطار من الدعم المباشر والتغطية الصحية ودعم السكن. وأضافت أن الحكومة ركزت كذلك على الاستثمار في القطاعات الإنتاجية من أجل خلق مناصب الشغل خاصة للشباب، ممثلة لذلك بقطاع السياحة الذي يُشغل أزيد من 800 ألف شخص بشكل مباشر و3 ملايين بصفة غير مباشرة. والذي سجلت أن الحكومة وجدته عند مجيئها متضررا بقوة جراء تبعات جائحة كوفيد، حيث أطلقت مخططا استعجاليا للسياحة بقيمة مليارَي درهم، وخارطة طريق السياحية بست مليارات درهم، ما مكن السياحة من التعافي وتحقيق رقم 17,4 مليون سائح غير المسبوق بسنتين قبل الموعد المحدد له. وسجلت أن هذا المنحى التصاعدي في عدد السياح متواصل، بعدما جعل المغرب الوجهة السياحية الأولى بأفريقيا، في أفق تحقيق رقم 26 مليون سائح سنة 2030، مع استثمار مناسبة تنظيم بلادنا لكأس العالم، مشيرة إلى عدد من الإجراءات والبرامج وآليات الاستثمار التي أطلقتها الحكومة لتطوير السياحة، من قبيل تعزيز الربط الجوي، والاستثمار في مجال الترفيهي، ودعم المبادرات والمشاريع الشبابية، والترويج لجميع جهات المملكة في إطار مجموعة سلاسل.


هبة بريس
منذ 7 ساعات
- هبة بريس
عامل الحسيمة يتفقد مشاريع تهيئة حضرية استراتيجية بالمدينة
فكري ولد علي – هبة بريس قام عامل إقليم الحسيمة مؤخرا بزيارة تفقدية لعدد من المشاريع التنموية الجارية بمدينة الحسيمة، والتي تندرج ضمن برنامج شامل لتحسين البنية الحضرية وتطوير الفضاءات العمومية. وتأتي هذه الزيارة في إطار تتبع تنفيذ المشاريع على أرض الواقع، وضمان احترام آجال الإنجاز والجودة المطلوبة. ومن بين المشاريع التي شملتها الزيارة، مشروع تهيئة ساحة إفريقيا، الذي يندرج ضمن خطة شاملة لإعادة الاعتبار للفضاءات العمومية الحيوية بالمدينة، وهو المشروع الذي يهدف إلى تأهيل هذا الفضاء الحيوي المحادي لمسجد غينيا 'السدراوي' من خلال تهيئة عمرانية حديثة تحترم رمزية المكان وتوفر فضاءً أكثر انسجامًا مع حاجيات السكان والزوار. كما وقف العامل على سير الأشغال بساحة الريف، المعروفة محليا بـ'فلوريدو'، والتي تشهد بدورها عملية تأهيل تهدف إلى تحسين جاذبيتها كساحة تاريخية وتنظيم استعمالها من طرف العموم، وقد تم تخصيص غلاف مالي إجمالي يقدر بـ700 مليون سنتيم لتمويل المشروعين معًا، في إطار رؤية موحدة لتحسين مراكز الإستقطاب الحضري بالمدينة. وفي السياق ذاته، شملت الزيارة الميدانية مشروع ربط مدخل المدينة بحي 'موربياخو' الذي يُعد من المشاريع الهيكلية الرامية إلى تسهيل حركة السير داخل المدينة وتحسين الربط بين الأحياء، ويدخل هذا المشروع ضمن سلسلة من التدخلات التي تقوم بها السلطات لتحسين الولوجية، وتخفيف الضغط على المحاور الرئيسية، خاصة خلال فترات الذروة. وتعكس هذه المشاريع مجتمعة الإرادة الجادة في تجديد النسيج الحضري لمدينة الحسيمة، وجعلها فضاءً متطورًا ومتكاملًا، يستجيب لتطلعات السكان والزوار على حد سواء، كما تعزز هذه المبادرات من موقع المدينة ضمن خارطة التنمية الجهوية والوطنية، عبر خلق بيئة حضرية ملائمة وآمنة.