
ممثلة يمنية تنتقد اللهجة التعزية تشعل تفاعلاً واسعاً في اليمن
أشعلت الفنانة والممثلة اليمنية منى أسعد، جدلا واسعا في اليمن على خلفية انتقادها للهجة التعزية، بأحد تعليقاتها على موقع التواصل الاجتماعي الأزرق "فيسبوك"، في قضية تحولت إلى ترند في اليمن.
وقالت أسعد التي تنحدر من محافظة صنعاء والتي شاركت في مسلسل الرمضاني "دًرة" الذي يبث على قناة "المهرية" في أحد تعليقاتها "إنها تكره اللهجة التعزية وتجيب لها الغاثي".
ورغم مسحها للتعليق وكتابتها منشورا بصفحتها قدمت فيه اعتذارها وأنها لم تقصد الإهانة والإساءة لتعز وأهلها أو العنصرية بقدر ما كانت تمزح في تلك التعليق.
وفي السياق قال الكاتب الصحفي سامي نعمان " اصحاب تعز معنيون أن يكبروا فوق "البعاسس" ويكبروا إلى مستوى المحافظة الوطنية التي تتقبل الجميع وتنتقد الجميع وتجسد متنفساً يذكر بالقيم المدنية والحضارية وحرية التعبير والحقوق المدنية". متابعا "عليهم أن يحترموا حرية التعبير".
وأضاف "كتابة عبارة من قبل الممثلة منى أسعد ترد فيها على تعليق مستفز قد يكون مزحا أو رد فعل عفوي أو حتى غير عفوي لا يستحق هذا الانفعال".
بنظر نعمان فإن الموضوع لا يستحق أن يحدث جلبة وحالة استنفار تصل حد التحقير والطعن، فهذا ليس من المروءة" حد قوله.
"جميعنا وخصوصا اصحاب تعز "يناجمون" ويسخرون بمزاح وبغيره عشرات المرات خصوصا مع اصحابنا وأحبابنا الاقرب لنا كالعدين وريمة ووصاب وعتمة والصبيحة وإب وخبان.. ومع أبناء صنعاء وذمار وخنفر ولحج والحضارم وغيرهم". وفق الكاتب نعمان.
وقال "لكن واحد يمزح ويتكلم علينا مزحة عابرة او انفعال لحظي بكلمة تصادف مزاجاً سيئاً ومستثمرا بارعاً يروج لادعاء الاساءة "فقد سب آلهتنا"، ونعمل لها أو له زفة عصبوية وبعدين نقول عنهم إنهم يبحثون عن شهرة وترند".
وأردف "الدنيا سهلة والحياة أبسط من كل هذه المعارك النيزكية.. تقبلوا الامور بروح رياضية.. هذه هي الحضارة يا رفاق، ويجب تجسيد ثقافة الاحترام والنقاش الراقي إن حدث لبس أو سوء فهم خصوصا من أبناء وبنات تعز، فالحكمة والتسامح والروح الرياضية وتقبل واحترام الرأي وتجاوز الهفوات يجب أن تكون سمات تعز الحضارية".
الصحفي محمد السامعي ، وجه انتقادا حادا إلى الفنانة منى وقال "قليل عقل ودين وحياء، وبلا ضمير وإنسانية ووعي، كل من ينادي بالمناطقية أو العصبية أو من يعامل هذا إيجابا أو سلبا، فقط لأنه من صنعاء أو من عدن أو ذاك من الضالع أو من صعدة أو غير ذلك".
وأضاف "من يزرع المناطقية لن يحصد إلا بغض الناس ومقتهم، ومن يصنع العصبية لن يحصل سوى كراهية الخلق ونقمتهم ونفورهم".
وتابع "نحن يمانيون كرماء مكافحون صابرون رغم أنف العالم أجمع، وكل من ينادي بقيم الهدم والخراب والمناطقية والتحريض ضد أي منطقة أو مديرية أو محافظة يمنية، ليس منا".
الصحفي فتحي بن لزرق يتفق مع ما قاله سامي نعمان وكتب "الحلوة الصنعانية منى أسعد قالت في تعليق لها ان اللهجة التعزية مش حلوة، أصحاب تعز زعلوا وقالوا انها تسب الهتنا".
وأضاف "طبعاً كرأي شخصي أكثر من لهجة يمنية أراها غير جميلة وصعبة الفهم والشعور والاحساس بأن لهجة ما غير جميلة ليس جرم يحاسب عليه صاحبه".
وأردف "الرأي الشخصي حق لصاحبه، طالما لم يكن فيه أي تجريح أو انتقاص من قيمة أي شخص، حتى فيما يخص منى نفسها، انا اشوفها حلوة غيري قد يراها خلاف ذلك، في الأخير هي أمزجة " ، حد قوله.
ماجد الطيار أورد المثل "احترم تُحترم"، وهذا ينطبق على الجميع، سواء كانوا مشاهير أو جمهورًا. كما يقول
وأضاف "الممثلة المبتدئة منى أسعد التي علقت على لهجة تعز في إحدى المنشورات، قائلة: "تجيب الغاثي.. نست وتناست أن لها متابعين من تعز ويجب احترامهم"، وأن لهجتهم وثقافتهم جزء من هويتهم التي يجب احترامها.
وقال "في سعيها وراء الشهرة، تلجأ بعض الشخصيات إلى أي وسيلة لجذب الانتباه، حتى لو كانت على حساب الذوق العام أو القيم الأصيلة. المشكلة ليست في الشخص نفسه، بل في الجمهور الذي يمنحهم هذه الشهرة دون تمييز. نحن نصنعهم بتفاعلاتنا ومتابعاتنا، ونعطيهم مساحة أكبر من حجمهم الحقيقي".
واسترسل الطيار بالقول "لنوقف صناعة التافهين قبل أن تطالنا ألسنتهم، ولنعطِ الفرصة لمن يستحقون أن يكونوا قدوة حقيقية في مجتمعنا".
الصحفي محمد الصهباني "كلمة أخرى عن الذين يدافعون عن منى أسعد: لم نُعانِ سخرية من لهجة تعز من هذا المنعطف فقط، بل من عقود، وحتى على الصعيد السياسي الرسمي".
وأضاف "أتفق معكم في السخرية فيما بيننا، لكن أن تسخر مني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي أكبر مكب نفايات في العالم، ثم تقول: "إلا تعليق"، فهذا استخفاف بكرامتي. ولا أستبعد أن تكون منى أسعد قد تعمدت البحث عن مساحة شهرة مؤقتة، خاصة أنها فنانة يفترض أن يكون لديها قدر من الوعي في احترام كافة التنوع اللهجوي اليمني في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، دون استثناء".
"لكن أن تستهينوا بمشاعر الناس على هذا النحو، فهذا ليس استهزاءً فقط، بل هو تمرد على القيم الثقافية التي تجمعنا. لا تظنوا أن الشهرة ستغطي عيوبكم أو أن الكلمة العابرة على وسائل التواصل ستظل دون تبعات" كما يقول الصهباني.
وأكد أن اليمن غني بتاريخها ولهجاتها المتنوعة، ولا مجال للمزايدة على هذا التنوع الذي هو منبع قوتنا، وأي محاولة لتهميشه هي محاولة لتمزيق نسيجنا الاجتماعي.
صلاح محمد إسماعيل، علق بالقول "كلما شعر الإنسان بالانتماء الأشمل والأجمع لبلده كلما أنبهر وأعتز بتنوعه الثقافي من اللهجات إلى الأزياء والمأكولات والعادات وغير ذلك. وكلما ضاق الانتماء وأنحصر في منطقة أو محافظة أو عزلة كلما شعر بأن التنوع خارج منطقته الصغيرة شيئا غريبا عنه وربما تهديدا له".
وقال "لا يمكن أن تكون منتميا انتماءا حقيقيا لبلدك ككل دون أن تشعر بالانتماء لكل ما فيه حتى في أبعد نقطة جغرافية عن مكان ولادتك وترعرعك؛ لناسه ولهجاته ومأكولاته وأزيائه وطقوس الناس فيه وغير ذلك من المظاهر الثقافية والاجتماعية". وهذا لن يجعلك تشعر بالغرابة في الاختلاف عمن يتحدث لهجة غير لهجتك ويرتدي زيا غير ملابسك، بل على العكس ستشعر أن هذا جزء من هويتك اليمنية الكبيرة.
واستدرك "عن نفسي، أحب كل اللجهات اليمنية دون استثناء، وأجد فيها تنوعا خلاقا وأصيلا يعبر عن الثراء الثقافي والحضاري والبيئي باعتبارها جزءا من هويتي اليمنية الكبيرة وليست شيئا مختلفا عني. وهذا يجعلني أستمتع بالإنصات لكل من يتحدث بلهجة يمنية ريفية "نقية" بغض النظر عن المنطقة أو المحافظة".
عادل السبئي، يقول "من الواضح أن منى اسعد لم توجه إهانة مباشرة لتعز أو لأهلها بل عبرت عن وجهة نظرها تجاه اللهجة التعزية بطريقة ما ولكنها لم تكن قاصدة بشكل او بآخر الاهانة فهي ردت بتعليق وهذا قد يكون رسالة لشخص بعينه بمعنى انها لم تنزله بمنشور بشكل متعمد للإساءة لتعز .
وقال "مهما كان قاصدة او غير قاصدة تضل وجهة نظرها ومن حق أي شخص أن يبدي رأيه في أي لهجة أو ثقافة وهذا لا يعني الانتقاص من المجتمع التعزي الذي تعرفه منى وجماعتها أو التقليل من شأنه ".
وأردف "تعز مدينة عريقة بتاريخها وثقافتها وأهلها ولا يمكن لتعليق واحد أن يؤثر على مكانتها، لنرتقِ بأنفسنا ونتجنب افتعال وخلق الترندات فالكلمة مسؤولية بالفعل أو رد الفعل ".
في حين قال أسامه سويد " في زمن السوشيال ميديا الكلمة لم تكن مجرد كلام ينقال ويتنسى صارت محسوبة وموزونة تفرق بين حرية التعبير وقلة الاحترام الفنان اليوم مش بس بأعماله وصوته حتى تعليقاته تحت المجهر وأي زلة بسيطة ممكن تحوله من محبوب الناس إلى هدف للانتقادات والهجوم .
وأضاف "اللهجة مش مجرد نطق اللهجة هوية وأصل ولما حد يستهزئ بها أو يقلل منها الناس تحس إنه مس كرامتها يمكن يكون التعليق عفوي أو رأي شخصي لكن لما ينقال بفضاء عام لازم صاحبه يتحمل النتيجة لأن الكلام لما يخرج ما يرجع".
ويرى أن الفنان ليس شخصا عاديا هو واجهة صوته مسموع وتأثيره كبير ولازم يحسب كل كلمة قبل ما يقولها لأن جمهوره هو رأس ماله ومن غير احترام جمهوره ما عد يبقى له جمهور من الأصل احترام ثقافات الناس ولهجاتهم مش مجرد مجاملة هذا أساس النجاح والاستمرارية ".
ا لإعلامي أحمد باشا قال " معظم المسلسلات والبرامج هذا العام تم إنتاجها وتصويرها في #تعز ، والتي كانت بيئة آمنة وحاضنة لكل القادمين إليها هروباً من التضييق والتقيد لاعمالهم".
وأضاف "جميعهم شعروا بالألفة والمحبة والبساطة في مجتمعنا بالإضافة للتسهيلات الحكومية والمجتمعية في الاحياء والقرى التي تم التصوير فيها والذين ووفروا لهم كل الوسائل والإمكانيات لإنجاح أعمالهم".
وقال باشا "لا اعتقد ان احداً خرج بتجربة سيئة، لذلك نتمنى ان يحملوا رسالتها وينقلوا تجاربهم وانطباعاتهم بمصداقية الى مجتمعاتهم خاصة التي تعرضت فيها تعز للتشويه الممنهج لسنوات وهكذا يردون الجميل للبسطاء الذي آمنو بهم وبرسالتهم الفنية".
اليمن تعز منى أسعد اللهجة التعزية عنصرية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة هي
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- مجلة هي
"قلبي ومفتاحه" العندياب يتحدث عن تجربته مع شخصية أسعد المتناقضة
قطع الفنان دياب شوطًا طويلًا في التمثيل، على مدار سنوات، رسم فيه ملامح خريطة عالمه التمثيلي، بدقة شديدة ومتناهية، من خطوة إلى أخرى تنقل في أدواره التمثيلية بين نوعيات درامية مختلفة، تصدر أدائه التمثيلي في عدة مواسم درامية أحاديث ونقاشات الجمهور والنقاد، ممثل غير متوقع، يعمل وفق متعته الفنية وينقل هذه الحالة للمشاهدين، لا يهتم بالمنافسة والدعاية الوهمية، موهبته اللافتة أفضل وسيلة إعلانية لديه. خطف الأنظار بأدائه التمثيلي في مسلسل "قلبي ومفتاحه" بموسم دراما رمضان 2025، بدور تمثيلي حصد إشادات على الصعيدين النقدي والجماهيري، حيث كسب الرهان في الموسم الدرامي الأقوى من بين مواسم السنة.. يكشف دياب في مقابلة لـ "هي" تفاصيل تجربة مسلسل "قلبي ومفتاحه"، ويوضح صعوبات الدور التمثيلي، وما أضافه على الشخصية التمثيلية، وعن تلامس قضية انفصال الزوجين في أحداث القصة الدرامية مع فيلم "زوج تحت الطلب" للفنان عادل إمام، وعن التنوع في أدائه التمثيلي، وحضوره في ساحة الغناء، ويرد على سؤالنا له: هل أصبح اسمًا مضمونًا للنجاح؟ في البداية.. كيف تفاعلت مع الإشادات النقدية والجماهيرية على مسلسل "قلبي ومفتاحه"؟ تجربة فنية ممتعة، جمعتني لأول مرة بالمخرج تامر محسن، كُنت أطمح أن يجمعنا تعاون فني، وقد حدث بالفعل في مسلسل "قلبي ومفتاحه"، لم أتردد لحظة في خوض التجربة مُنذ بدايتها، سعيد بوجودي مع فريق عمل متميز، كل فنان مؤدي دوره على أفضل وجه ممكن، والحمد لله هناك إشادات كبيرة للغاية عن المسلسل، وهذا أكثر شئ يسعدنا وينعكس على صناع العمل بالإيجاب. دياب بشخصية أسعد في مسلسل قلبي ومفتاحه ما الصعوبات التي واجهتك في أداء شخصية "أسعد" بمسلسل "قلبي ومفتاحه"؟ الصعوبة كانت تصب في كيفية تحويل الشخصية إلى لحم ودم، وخروجها بالشكل الذي ظهرت به لوصولها إلى الجمهور كما وصلت في الحلقات، سعيد أن خرجت الشخصية بهذا الشكل، توجيهات المخرج تامر محسن ساعدتني كثيرًا، لم يبخل أبدًا في أي تفصيلة، دائما ما يعطي الممثل الكثير من الخبرات، أعتبر التعاون معه بمنزلة مكسب كبير بالنسبة لي. ماذا أضفيت من جانبك على شخصية "أسعد" بعيدًا عن النص المكتوب؟ أضفت روحي وإخلاصي لأداء دور "أسعد" كما طلب مني المخرج تامر محسن بالتحديد، دون أن أزيد أو أنقص شيئًا، هذا يعود لأن النص المكتوب من قبل المخرج تامر محسن والكاتبة مها الوزير، لم تنقصه تفصيلة واحدة ولو صغيرة، ساعدني ذلك للغاية في الوصول إلى روح الشخصية والتعامل معها وفقا للنص الدرامي المكتوب. هل ترى أن شخصية "أسعد" مزيج لعدة شخصيات حياتية في شخص واحد؟ هي بمثابة عدة شخصيات حياتية في شخص واحد بالفعل، حيث أنه شخصية مليئة بالتناقضات، تراه يعطي لوالدته الأموال ويطبطب عليها، لتقول عليه أنه بار بأمه، في المقابل يصرخ في وجه زوجته، لتراه رجل وضيع، وفي تعاملاته مع العاملين في معرضه، ومع أهل المنطقة والشخصيات الكثير من حوله. دياب بشخصية أسعد في مسلسل قلبي ومفتاحه ماذا تقول عن تناقضات دور "أسعد" في مسلسل "قلبي ومفتاحه" وانتقال الحالة الفنية للمشاهدين بالحيرة حيال تصنيفه كـ شخصية إيجابية أو سلبية؟ كل شخص يكبر على حسب نشأته، هو نسخة من والده، ولا يرى أنه من العيب أن يتزوج من ثانية، لاسيما وأنه نتيجة سلطته المالية أن يحق له فعل أي شئ دون مناقشته، هذا يضفي على الشخصية جزء كبير من الأنانية، ويدفعه أن يكون متسلط في تعاملاته مع كل من حوله، جنبًا إلى جنب، مع نظرته واقتناعه بأنه طالما يلبي متطلبات أسرته وعائلته، فلا يحق لأحد مناقشته، على النقيض، لديه مرجعية دينية طوال الوقت، على أساس نشأته، يصلي ولا يترك المسبحة من يديه ويتصدق طوال الوقت، هي شخصية مليئة بالتناقضات الإيجابية والسلبية، وهذا كله يصب في مصلحة الشخصية التمثيلية في نهاية الأمر. كيف لامست أصداء شخصية "أسعد" من الجمهور بين المحبة والكراهية؟ سعيدة بالإشادات التي وصلتني عن المسلسل والدور، وبحالة التفاعل الكبيرة من قبل الجمهور والمشاهدين مع "أسعد"، ووصلو الحالة الدرامية لهم من زوايا مختلفة، كل يرى الأمور بعينه، حملت الشخصية بتفاصيلها الدرامية أوجه عديدة، بتناقضاتها بين الإيجاب والسلب، وطالما أن الدور يتأرجح بين الكفتين، أنا سعيد أن آراء الجمهور تأرجحت بين المحبة والكراهية، بوجهات نظر متعددة. دياب بشخصية أسعد في مسلسل قلبي ومفتاحه كيف تُصنف دور "أسعد" في مسلسل "قلبي ومفتاحه" من بين أدوارك التمثيلية خلال مسارك الفني؟ وهل تُعده بمنزلة مرحلة نُضج فني؟ دور جديد ومختلف، سعدت للغاية بالتعاون مع المخرج تامر محسن، بخلاف جمال الطريقة البديعة المكتوب بها الشخصية، وإدارة الأستاذ تامر محسن لزمام الأمور في العمل والممثل، إلا أن الفنان بين الحين والآخر ينضج فنيًا، ويصبح لديه خبرات تراكمية. هل هذا يعني التزامك بالنص المكتوب بنسبة 100%؟ بالفعل، تم الالتزام بالنص المكتوب بنسبة 100%، حينما يكون بين يديك نص درامي مكتوب بحرفية عالية من المخرج تامر محسن والمؤلفة مها الوزير، مع توجيهات مخرج رائد ومتميز، حيث الدقة المتناهية في التركيز على كل كبيرة وصغيرة في العمل، هذا يُسهل من مهمة الممثل، بواسطة توجيهات المخرج وفق النص الدرامي المتميز. دياب بشخصية أسعد في مسلسل قلبي ومفتاحه كيف ترى تلامس قضية انفصال الزوجين "أسعد" و "ميار" مع فيلم "زوج تحت الطلب" للفنان عادل إمام؟ بعد أن دخل المشاهد في الحالة الدرامية لمسلسل "قلبي ومفتاحه"، عرف أن قضية انفصال الزوجين ليست القضية الأساسية للعمل، حيث لدينا المرجعية الدينية المعروفة، وقضية طلاق الزوجين ناتجة عن الثقافة والنشأة الخاطة المتكونة في داخل شخصية أسعد، هو يعتقد أن المحلل ما يقوم به في أحداث العمل، لقد أعطينا الجمهور المساحة ليتفكر ويعرف أن ما يقوم به أسعد في هذا الصدد أمر خاطئ، وهذا عرضناه في الرسالة التي وصلت إليه من الشيخ الذي طلب الحصول على رأيه، نتيجة مرجعيته الدينية المؤثرة في شخصيته طوال الوقت. ما أكثر قصص الحب اللافتة بالنسبة لك بعين المشاهد من بين الواردة في مسلسل "قلبي ومفتاحه"؟ كل حواديت الحب في حكاية مسلسل "قلبي ومفتاحه" جذابة للغاية، وتدفعك للتعاطف والتفاعل مع جميع الثنائيات والقصص الموجودة في المسلسل. ماذا وراء التنوع الفني في أدوارك التمثيلية كل عام عما سبقه؟ الحمد لله قدمت في العام الماضي دور "أدهم" ضابط الجيش المصري المنضبط، ونموذج يحتذى به، ضحى بنفسه من أجل كل من حوله، وفي العام الجاري أقدم دور "أسعد" الأناني المتسلط، التنوع في أداء الأدوار التمثيلية المختلفة متعة كبيرة بالنسبة لي في التمثيل. دياب بشخصية أسعد في مسلسل قلبي ومفتاحه هل ترى أن الجمهور يُفضل الدراما القريبة من واقع حياته؟ المشاهد يلامسه العمل الفني الجيد، بغض النظر عن اختلاف النوعيات الفنية، الضروري حدوثه من أجل تنوع أذواق الجمهور والمشاهدين، الحقيقة أن الدراما المصرية كل عام تُقدم وجبة فنية متنوعة ما بين العديد من النوعيات الفنية في موسم دراما رمضان. ماذا عن الغناء، ولماذا تلتزم أسلوب تقديم وطرح الأغنيات المنفردة؟ متواجد على الساحة الغنائية، وأقدم أعمال بصفة مستمرة، الأمر يتوقف على الفكرة المميزة الذي تجذبني لتقديمها، بعيدًا عن الرغبة في الحضور والتواجد، انطلاقًا من ذلك، أُقدم الأغنيات المنفردة، في ألوان غنائية مختلفة. دياب هل تهتم بالمنافسة؟ لا أهتم إلا بالتركيز على أعمالي وأدواري الفنية، أجتهد لأقدم أفضل ما بداخلي، أشعر بالمتعة الفنية في لعب شخصيات تمثيلية متنوعة، دون النظر إلى أي حسابات أخرى، أتمنى الخير للجميع، وأشعر بسعادة في نجاح الصناعة بشكل عام، من أجل إسعاد الجمهور. في النهاية، هل بات دياب اسم مضمون في تجسيد أي شخصية تمثيلية؟ لا يمكن أن أقول ذلك عن نفسي أبدا، الآراء عني يقولها أهل المهنة والمختصين والجمهور، ألتزم أسلوب الصمت، ولا أركز إلا على الأداء التمثيلي وحسب، أعمل فقط دون النظر إلى أي أشياء أخرى.


الشرق السعودية
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
"قلبي ومفتاحه".. صدام العوالم والرهانات الصعبة لتامر محسن
قبل 4 أعوام، وخلال الموسم الرمضاني 2021، أجرى كاتب هذه السطور حواراً مع المخرج تامر محسن تلمسنا فيه ملامح شغفه بمسألة الصدام بين العوالم المختلفة، منذ أن قدّم أولى تجاربه مع الراحل الكبير وحيد حامد في مسلسل "بدون ذكر أسماء" عام 2013، ثم فيلم "قط وفأر" عام 2015، ثم بعد أن بدأ يعمل بقلمه كتابة وتأليفاً كما في مسلسله الأشهر "هذا المساء" عام 2017، حيث تتجلى في كل تجربة فكرة الصدام العنيف بين عالمين مختلفين، ويكاد يكونا متنافرين. وأخذت المسألة خطوة أوسع في مسلسل "لعبة نيوتن" عام 2021، حيث بدأ مشروعه الدرامي بدائرة صدام العوالم من خلال أشخاص، ثم تطور إلى طبقات اجتماعية، ثم على مستوى الحضارات، كما رأينا في مشهد المحاكمة التي تُلقي فيها شخصية "هنا" منى زكي، مرافعتها حول الاختلاف ما بين تصورها عن علاقتها بابنها في مصر، وعلاقتها به في أميركا، كدليل على اتساع مساحة الصدامية وطموحها بالنسبة لمحسن كبيئة نفسية وشعرية تنمو فيها حكاياته عن البشر والعلاقات. هذا الموسم يقدم محسن تجربته الجديدة "قلبي ومفتاحه" مع الكاتبة نفسها التي قدّم معها "لعبة نيوتن" قبل 4 أعوام مها الوزير، دون أن يبتعد عن غواية الصدام بين العوالم المتنافرة، وتيمة الخروج من البيئة الآمنة إلى "دنيا" مختلفة بصورة جذرية، وهو الخروج الذي يحرك خياله وهمومه الإبداعية. نماذج بشرية في تجاربه السابقة، شاهدنا الشاب الخجول المنطوي الكرتوني، وهو يدخل عالم وزير الداخلية المستبد لكي يستعيد جثمان أمه الخادمة التي توفت في فرح بنت الوزير "قط وفأر". وشاهدنا الزوج رجل الأعمال الناجح المتزوج من امرأة أرستقراطية شامخة الأصل والملامح، وهو يقع في حب صاحبة المسمط التي تحول له منزلها المتواضع إلى حرملك مفتقد قبل أن تعلن له أن نتيجة دخوله عالمها الصغير هي ثمرة تتشكل في أحشائها الجافة منذ زيجتها الأولى البائسة، "هذا المساء". وهناك بالطبع الزوجة المصرية التي أرادت أن تمنح ابنها القادم مستقبل أكثر نضارة حسب نظرتها الضيقة، فتسافر إلى أميركا، كي تمنحه الجنسية، فتسلبها إياه القوانين المغايرة لعالم آخر لا يشبه الزاوية المحدودة التي جاءت منها، كما في "لعبة نيوتن". بالمناسبة يبدو "محمد عزت" بطل -أو لا بطل- "قلبي ومفتاحه" هو الوجه الذكوري لشخصية "هنا" في "لعبة نيوتن"، هناك قدراً من التشابه بين "هنا" في بداية تجربتها في أميركا بهذا القدر من البراءة والطيبة -حتى لزوجها "مؤنس" عن بعد- وبين الطيبة والنقاء والخفوت الشخصي الذي يتسم به "عزت"، والذي لا نراه تقريباً يرفض طلباً لأحد خلال أكثر من نصف الحلقات، بما فيهم الطلبات المتطرفة كعرض الزواج من الزبونة الجميلة الخشنة، ثم طلب الطلاق في الليلة نفسها، ثم الزواج ثم الطلاق -في لعبة "قط وفأر" يبدو لـ"ميار" اليد العليا فيها- أو حتى على مستوى انصياعه لرغبة خاله "الشناوي" أن يعمل مع "أسعد" الشرير الرائع، وإقناع "أسعد" له أن يمضي على نفسه شيك بمليون جنيه ضماناً وسيطرة. يبدو "عزت" وكأنه تم تحويل "هنا" إلى رجل ومد خط الاستجابة على استقامته، مما أدى إلى دخوله لعالم "أسعد" و"ميار" أو لنقل إلى أحراش شارع "اللبيني" في محافظة الجيزة، كما تصورها كاميرا الدرون في لقطة متكررة تبدأ من أعلى الأفق المفتوح نزولاً إلى أسفل وسط العمارات والمنطقة الشعبية، والتي تختلف بشكلٍ كبير عن الحي العتيق الأصيل، رمز عالمه الدافئ المغلق، الذي يعيش فيه "عزت" مع والدته. خروج "عزت" أصلاً للعمل كسائق تطبيق نقل، هو في حد ذاته خروج غير آمن من عالمه المحدود إلى الشوارع الواسعة، فهو قضى فترة دراسته في معامل الفيزياء المغلقة تحت وطأة أم متسلطة بحنانها الزائد، ثم تعرض للاحتيال من قبل شريكه السابق، ولم يوافق على أن يقاضيه؛ لأنه يكره الأذى. شخصية خطيرة على مستوى البناء، يعتبر "عزت" شخصية خطيرة على أي صراع درامي، لأن أفعاله محدودة وأغلبها هو ردود فعل وليست قرارات، وبالتالي يظل تطور الصراع لمستوى أعلى مرهون بقرارات شخصيات أخرى، على رأسهم بالطبع (أسعد/دياب)، الذي التف حوله جل اهتمام المشاهد ليس فقط لقوة بناء الشخصية ولا لمتانة الأداء. وتمكن دياب من القبض على كل جمرها المشتعل، ولكن لأن "أسعد" درامياً، ومن بعده "ميار" بالطبع، هما اللاعبان الأساسيان اللذان تعتمد عليهما الدراما لتصعيد الصدام وخلق شحنات التوتر، بينما تأتي استجابة "عزت" كشخصية منقادة -درامياً- هي المكمل، لكي تعود الذروة مرة أخرى إلى "أسعد" أو "ميار" طوال الحلقات تقريباً. ربما بسبب وضع شخصية "عزت" الدرامي، اتهم جماهيرياً بأنه شخصية ضعيفة و"غلبان" بالتعبير الشعبي الدارج، صحيح أنه في لحظة ما يواجه "ميار" ويدافع عن نفسه في مشهد السيارة الشهير، وكأنه يشرح موقفه للجمهور، ولكن سر الاتهام تحديداً على المستوى الدرامي سببه كما أشرنا ليس لأنه شخص طيب ونقي "مش عارف ليه حد يكذب أصلاً" على حد تعبيره الراقي عن استغرابه من فعل الكذب الذي يمارسه البشر بشكلٍ مجاني وسهل. ولكن لأن البناء الدرامي بالأساس سحب من "عزت" منذ البداية العديد من العناصر التي تؤهله، لكن يثقل في ميزان التوحد أو الارتباط به على عكس "أسعد" الذي رغم كل شروره، إلا أن نشاطه الدرامي وتناقضاته الواقعية والملموسة في المجتمع من حولنا، ودأبه كخصم على أن يسير دون هوادة باتجاه تحقيق أهدافه دون انتظار ردود فعل الآخرين -بل هو صاحب الفعل، ورد الفعل كما شاهدنا في الحلقات الأخيرة- وصولاً إلى النهاية نصف الشعرية، نصف البوليسية التي أودت به، والتي لا تليق على مستويات كثيرة بشرير رائع مثله. سردية العوالم المتصادمة على ما يبدو أن صُنّاع العمل اختاروا طريق الرهانات الصعبة فيما يتعلق بسردية العوالم المتصادمة، خصوصاً فيما يتعلق بشخصيات "عزت" و"ميار" -التي يظل تاريخها غائماً وغير يقيني- ربما أكثر من "أسعد" الذي سريعاً ما نعرف الكثير عن خلفياته وحياته وحاضره، بينما يبدو كل من "عزت" و"ميار" سابحين في غموض يغلف تاريخهما الذي يتكشف ببطء عبر الحلقات. الرهان المقصود هنا، هو الرهان على صبر الجمهور لكي يتخذ موقفاً منهم، خصوصاً "عزت"، على مستوى سيكولوجية التلقي لا يستطيع المتفرج أن يكوّن موقفاً واعياً أو غير واعٍ، متوحد أو نافر من أي شخصية في أي عمل قبل أن يتعرف على جانب كبير من تاريخ الشخصية، لكي يطمئن وجدانه إلى أن الموقف الذي تشكل بداخله، هو الموقف الصحيح للانسجام أو تحقيق الإيهام اللازم لكي يقتنع بدوافع الصراع ونتائجه، وصولاً إلى الذروة وتحقق الفرضية. رهان الثنائي تامر محسن ومها الوزير، على هذا الصبر تاركين "أسعد" يصول ويجول بقرارته، و"ميار" تعيد إنتاجها في سياق علاقتها بـ"عزت" الذي سريعاً ما يستجيب لكل ما يُطلب منه، صحيح أن هذه الاستجابة تحقق للصراع فكرة تورط الشخصية في عالم ليس لها ومن الصعب عليها فك شفرته، وهو ما يزيد من تورطه في رمال عالم "اللبيني" المتحركة، ورمال علاقته بميار التي تتحول إلى غرام شديد يحيط بكل حواسه. صحيح أن هذا ربما يحقق جانباً من الفرضية التي يمكن اعتبارها سؤالاً يبدأ بماذا لو أن شخصاً بريئاً نقياً عفيف اللسان طيب الأخلاق هادئ الطباع مستجيب ومنقاد يدخل أو يهبط -حسب حركة الكاميرا المشار إليها- إلى عالم سفلي ملوث بالكذب والدكتاتورية والتجبر وفرض النفوذ والتحكم الذي يصل إلى حد الشعور بألوهية كاذبة، يكاد "أسعد" في بعض الأحيان أن ينطق بالآية الشهيرة للملك النمرود "أنا أحيي وأميت". هذا السؤال المفترض لصدام عالمين يأتي عبر بوابة قصة الحب الغريبة بين غريبين، وهو ما يقودنا للحديث عن النوع الذي اختاره الصنّاع من أجل أن يصبغ تأويلات الإجابة، الإثارة الرومانسية المغلفة بخاتم الجريمة "Romantic Thriller Crime"، وهو ما انعكس بشكلٍ كبير من خلال اختيارات عناوين الحلقات من أشهر أسماء الأفلام في السينما المصرية، التي قدمت هذا الخليط من الأنواع، ولكن مع غلبة الرومانسية عليها بما فيها حتى الكوميدي، مثل "إشاعة حب" أو "يوم من عمري"، بالإضافة إلى اختيار عناوين تخص العلاقة الثلاثية الشهيرة الزوج والزوجة والحبيب مثل "طائر على الطريق" و"موعد على العشاء" و"أنا وأنت وساعات السفر" أو العلاقات الثلاثية بشكلٍ عام مثل "السفيرة عزيزة" الزوج والزوجة والأخ الشرير، أو "سلام يا صاحبي" الزوج والزوجة والعاشق المحروم، أو الحبيب والحبيبة والعلاقة المستحيلة كما في "يوم من عمري"، أو الفوارق الطبقية أو الاجتماعية مثل "المتوحشة" أو الحبيب والحبيبة والمجتمع الذي يحول بينهما مثل "الحب فوق هضبة الهرم"، وصولاً إلى أقصى تجليات العلاقة الثلاثية في مستواها النفسي المعقد، كما يأتي عنوان حلقة "زوجتي والكلب"، وهو فيلم يتحدث عن زوج خائن تعذبه خيالات خيانة زوجته مع مساعده الشاب الذي يرسله بخطاب لها، بينما هو منعزل في فنار بعيد، بل يبدو عنوان الحلقة وكأنه على لسان شخصية "أسعد" حين يكتشف العلاقة/ الزيجة بين "أسعد وميار". اختيارات ذكية تعكس ثقافة سينمائية واعية، وتحية واجبة لمخزون من تاريخ السينما المصرية العريقة، وتأطير لطبيعة النوع الغالب على التجربة ككل، وإن كانت النهاية للأسف انحازت إلى لون الجريمة، وتحولت إلى ذروة بوليسية، وتاهت التفاصيل التي تخص قصة الحب التي تتعرض لاختبار عنيف عبر مؤامرة "أسعد" بتصوير "ميار، وعزت" في غرفة الفندق، ومحاولة بث الشك في قلبها بأن "عزت" هو من ارتكب هذا، وهي أزمة عنيفة كانت تتطلب أكثر من مجرد اقتناع "ميار" المطلق، ودون أن يبدو عليها الشك حتى في أن "أسعد" هو من وراء الفيديو! ومن قبل حتى أن يعلن "عزت" من سجنه أن "ميار" زوجته، وبالتالي ينفي عن نفسه تهمة تصويرها في لحظاتهما الحميمية. حيل ساذجة مشكلة ذروة العمل أن انحيازها لنوعية الجريمة وتلفيق تهمة القتل عبر حيلة ساذجة، مثل وضع جثمان متعفن في سيارة "عزت" -وهي حيلة فتحت أبواب الجحيم على أسعد نفسه بمنتهى الغباء- المشكلة هي أن الجريمة أيّاً كان توظيفها تظل وضع استثنائي على مستوى المشاعر والانفعالات والتفاصيل، وتستدعي التعاطف مع الشخصية البريئة المتهمة مهما كانت الخصومة العاطفية -كما رأينا ميار وهي تجزم لعزت أنها لا تشك فيه، وأنها تعلم أن أسعد وراء الفيديو- في حين أن اللون الرومانسي يكسب المشاعر والعلاقات عمقاً أكبر، خصوصاً أنه متراكم بصورة وجدانية كبيرة عبر عشرات التفاصيل خلال الحلقات. بداية من الأغاني، ومشهد الرقصة، والمقابلات الجسدية، وحالة الاحتفاء بالنظرات الرقيقة، ليس فقط بين "عزت وميار" ولكن حتى على مستوى الشخصيات الفرعية، مثل العلاقة الثلاثية الأخرى بين "عم نصر" بائع الطعمية، و"شناوي خال عزت" و"مهجة أم أسعد"، أو العلاقة الثلاثية الأخرى والأقل حضوراً والأكثر خفوتاً وركاكة، وهي علاقة "أخت أسعد"، و"أحمد الذي يعمل عنده"، و"ابنة خالة عزت" التي أرادت أن تنتقم لكرامتها من رفض "عزت" لها. هناك أيضاً رهاناً آخر، لكنه غير موفق نسبياً بأن يحافظ النص على جاذبيته حتى النهاية عبر الجريمة، وليست عبر الإثارة العاطفية، وهو ما جعل الحلقة الأخيرة أقرب لانتكاسة ما بعد الذروة، لأن الذروة العاطفية تحققت بلم الشمل العاطفي والمادي بين "عزت" و"ميار" بهروبها معه أم القبض على "أسعد" بسبب الجثة المدفونة عنده في المخزن، فهو تحصيل بوليسي حاصل ومتحقق في خيال الجمهور من البداية، ولم يكن هناك ما يستدعي انتظاره أو التفاجئ بحدوثه، بل أن استسلام "أسعد" وجلوسه "بالشراب" في منزله، وكأنه ينتظر الشرطة لتكتشف الجثة، وتقبض عليه بدا غير مفهوم أو مناسب لطبيعة شخصيته! والتي انهارت فجأة أبعادها الراسخة من البداية، وصارت أكثر هشاشة، ليس فقط بسبب السر الذي اكتشفه، والذي أشعل جوفه ناراً، وجعله في الحلقات الأخيرة يكثر من شرب الماء، وهي تفصيلة شعرية رائعة، ولكن بسبب أن الحلقات يجب أن تنتهي بأن ينال الشرير عقابه. رغم أن هروبه على سبيل المثال وتهديده للعلاقة بين "أسعد وميار" وإصرارهما على أن يبقوا سوياً، رغم ذلك يتناسب أكثر مع طبيعة الشخصية المرسومة من البداية، فنحن نراه محاطاً لأي أزمة مشابهة بالحصول على جنسية أجنبية تتيح له خروج آمن في أي وقت، وهي الجنسية التي لم يستغلها سوى في دخول نادي القمار غير المسموح للمصريين، كذلك طبيعة اللون الذي اختاره الصنّاع لثوب الحلقات كانت تشير إلى أن الذروة المقبلة عاطفية إنسانية أكثر منها بوليسية، ولكنهم اختاروا الحل الأسهل والأكثر طمأنة للجمهور بأن العدالة يمكن أن تتحقق أحياناً -على عكس الواقع- وأن الشرير ربما يأخذ عقابه، ولكن على الشاشة. تبقى الإشارة إلى أن "قلبي ومفتاحه" سوف يظل، رغم الرهانات الصعبة والهنات السردية، واحداً من أهم الأعمال التي عُرضت خلال النصف الأول من موسم رمضان 2025، وأن التحديات التي خاضها تامر محسن كمخرج تحديداً على مستوى توجيه الممثلين، من سيطرته على مي عز الدين التي اتسمت تجاربها الأخيرة بالهيستريا، واللون الشعبي الفاقع، وتقديمه لدياب في قمة نضجه الأدائي بعد الذروة التي بلغها سابقاً في تجربة "تحت الوصاية" قبل عامين، وإعادة إنتاج لأداء أشرف عبد الباقي الجاد، أو حتى استدعاء محمود عزب في دور ميلودرامي بعيداً عن صورته الذهنية الكوميدية القديمة، كل هذا يعني أن التجربة لا شك سوف تضاف إلى رصيد هذا المخرج صاحب المشروع المتراكم والرؤية المتجددة. * ناقد فني


الموقع بوست
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- الموقع بوست
ممثلة يمنية تنتقد اللهجة التعزية تشعل تفاعلاً واسعاً في اليمن
أشعلت الفنانة والممثلة اليمنية منى أسعد، جدلا واسعا في اليمن على خلفية انتقادها للهجة التعزية، بأحد تعليقاتها على موقع التواصل الاجتماعي الأزرق "فيسبوك"، في قضية تحولت إلى ترند في اليمن. وقالت أسعد التي تنحدر من محافظة صنعاء والتي شاركت في مسلسل الرمضاني "دًرة" الذي يبث على قناة "المهرية" في أحد تعليقاتها "إنها تكره اللهجة التعزية وتجيب لها الغاثي". ورغم مسحها للتعليق وكتابتها منشورا بصفحتها قدمت فيه اعتذارها وأنها لم تقصد الإهانة والإساءة لتعز وأهلها أو العنصرية بقدر ما كانت تمزح في تلك التعليق. وفي السياق قال الكاتب الصحفي سامي نعمان " اصحاب تعز معنيون أن يكبروا فوق "البعاسس" ويكبروا إلى مستوى المحافظة الوطنية التي تتقبل الجميع وتنتقد الجميع وتجسد متنفساً يذكر بالقيم المدنية والحضارية وحرية التعبير والحقوق المدنية". متابعا "عليهم أن يحترموا حرية التعبير". وأضاف "كتابة عبارة من قبل الممثلة منى أسعد ترد فيها على تعليق مستفز قد يكون مزحا أو رد فعل عفوي أو حتى غير عفوي لا يستحق هذا الانفعال". بنظر نعمان فإن الموضوع لا يستحق أن يحدث جلبة وحالة استنفار تصل حد التحقير والطعن، فهذا ليس من المروءة" حد قوله. "جميعنا وخصوصا اصحاب تعز "يناجمون" ويسخرون بمزاح وبغيره عشرات المرات خصوصا مع اصحابنا وأحبابنا الاقرب لنا كالعدين وريمة ووصاب وعتمة والصبيحة وإب وخبان.. ومع أبناء صنعاء وذمار وخنفر ولحج والحضارم وغيرهم". وفق الكاتب نعمان. وقال "لكن واحد يمزح ويتكلم علينا مزحة عابرة او انفعال لحظي بكلمة تصادف مزاجاً سيئاً ومستثمرا بارعاً يروج لادعاء الاساءة "فقد سب آلهتنا"، ونعمل لها أو له زفة عصبوية وبعدين نقول عنهم إنهم يبحثون عن شهرة وترند". وأردف "الدنيا سهلة والحياة أبسط من كل هذه المعارك النيزكية.. تقبلوا الامور بروح رياضية.. هذه هي الحضارة يا رفاق، ويجب تجسيد ثقافة الاحترام والنقاش الراقي إن حدث لبس أو سوء فهم خصوصا من أبناء وبنات تعز، فالحكمة والتسامح والروح الرياضية وتقبل واحترام الرأي وتجاوز الهفوات يجب أن تكون سمات تعز الحضارية". الصحفي محمد السامعي ، وجه انتقادا حادا إلى الفنانة منى وقال "قليل عقل ودين وحياء، وبلا ضمير وإنسانية ووعي، كل من ينادي بالمناطقية أو العصبية أو من يعامل هذا إيجابا أو سلبا، فقط لأنه من صنعاء أو من عدن أو ذاك من الضالع أو من صعدة أو غير ذلك". وأضاف "من يزرع المناطقية لن يحصد إلا بغض الناس ومقتهم، ومن يصنع العصبية لن يحصل سوى كراهية الخلق ونقمتهم ونفورهم". وتابع "نحن يمانيون كرماء مكافحون صابرون رغم أنف العالم أجمع، وكل من ينادي بقيم الهدم والخراب والمناطقية والتحريض ضد أي منطقة أو مديرية أو محافظة يمنية، ليس منا". الصحفي فتحي بن لزرق يتفق مع ما قاله سامي نعمان وكتب "الحلوة الصنعانية منى أسعد قالت في تعليق لها ان اللهجة التعزية مش حلوة، أصحاب تعز زعلوا وقالوا انها تسب الهتنا". وأضاف "طبعاً كرأي شخصي أكثر من لهجة يمنية أراها غير جميلة وصعبة الفهم والشعور والاحساس بأن لهجة ما غير جميلة ليس جرم يحاسب عليه صاحبه". وأردف "الرأي الشخصي حق لصاحبه، طالما لم يكن فيه أي تجريح أو انتقاص من قيمة أي شخص، حتى فيما يخص منى نفسها، انا اشوفها حلوة غيري قد يراها خلاف ذلك، في الأخير هي أمزجة " ، حد قوله. ماجد الطيار أورد المثل "احترم تُحترم"، وهذا ينطبق على الجميع، سواء كانوا مشاهير أو جمهورًا. كما يقول وأضاف "الممثلة المبتدئة منى أسعد التي علقت على لهجة تعز في إحدى المنشورات، قائلة: "تجيب الغاثي.. نست وتناست أن لها متابعين من تعز ويجب احترامهم"، وأن لهجتهم وثقافتهم جزء من هويتهم التي يجب احترامها. وقال "في سعيها وراء الشهرة، تلجأ بعض الشخصيات إلى أي وسيلة لجذب الانتباه، حتى لو كانت على حساب الذوق العام أو القيم الأصيلة. المشكلة ليست في الشخص نفسه، بل في الجمهور الذي يمنحهم هذه الشهرة دون تمييز. نحن نصنعهم بتفاعلاتنا ومتابعاتنا، ونعطيهم مساحة أكبر من حجمهم الحقيقي". واسترسل الطيار بالقول "لنوقف صناعة التافهين قبل أن تطالنا ألسنتهم، ولنعطِ الفرصة لمن يستحقون أن يكونوا قدوة حقيقية في مجتمعنا". الصحفي محمد الصهباني "كلمة أخرى عن الذين يدافعون عن منى أسعد: لم نُعانِ سخرية من لهجة تعز من هذا المنعطف فقط، بل من عقود، وحتى على الصعيد السياسي الرسمي". وأضاف "أتفق معكم في السخرية فيما بيننا، لكن أن تسخر مني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي أكبر مكب نفايات في العالم، ثم تقول: "إلا تعليق"، فهذا استخفاف بكرامتي. ولا أستبعد أن تكون منى أسعد قد تعمدت البحث عن مساحة شهرة مؤقتة، خاصة أنها فنانة يفترض أن يكون لديها قدر من الوعي في احترام كافة التنوع اللهجوي اليمني في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، دون استثناء". "لكن أن تستهينوا بمشاعر الناس على هذا النحو، فهذا ليس استهزاءً فقط، بل هو تمرد على القيم الثقافية التي تجمعنا. لا تظنوا أن الشهرة ستغطي عيوبكم أو أن الكلمة العابرة على وسائل التواصل ستظل دون تبعات" كما يقول الصهباني. وأكد أن اليمن غني بتاريخها ولهجاتها المتنوعة، ولا مجال للمزايدة على هذا التنوع الذي هو منبع قوتنا، وأي محاولة لتهميشه هي محاولة لتمزيق نسيجنا الاجتماعي. صلاح محمد إسماعيل، علق بالقول "كلما شعر الإنسان بالانتماء الأشمل والأجمع لبلده كلما أنبهر وأعتز بتنوعه الثقافي من اللهجات إلى الأزياء والمأكولات والعادات وغير ذلك. وكلما ضاق الانتماء وأنحصر في منطقة أو محافظة أو عزلة كلما شعر بأن التنوع خارج منطقته الصغيرة شيئا غريبا عنه وربما تهديدا له". وقال "لا يمكن أن تكون منتميا انتماءا حقيقيا لبلدك ككل دون أن تشعر بالانتماء لكل ما فيه حتى في أبعد نقطة جغرافية عن مكان ولادتك وترعرعك؛ لناسه ولهجاته ومأكولاته وأزيائه وطقوس الناس فيه وغير ذلك من المظاهر الثقافية والاجتماعية". وهذا لن يجعلك تشعر بالغرابة في الاختلاف عمن يتحدث لهجة غير لهجتك ويرتدي زيا غير ملابسك، بل على العكس ستشعر أن هذا جزء من هويتك اليمنية الكبيرة. واستدرك "عن نفسي، أحب كل اللجهات اليمنية دون استثناء، وأجد فيها تنوعا خلاقا وأصيلا يعبر عن الثراء الثقافي والحضاري والبيئي باعتبارها جزءا من هويتي اليمنية الكبيرة وليست شيئا مختلفا عني. وهذا يجعلني أستمتع بالإنصات لكل من يتحدث بلهجة يمنية ريفية "نقية" بغض النظر عن المنطقة أو المحافظة". عادل السبئي، يقول "من الواضح أن منى اسعد لم توجه إهانة مباشرة لتعز أو لأهلها بل عبرت عن وجهة نظرها تجاه اللهجة التعزية بطريقة ما ولكنها لم تكن قاصدة بشكل او بآخر الاهانة فهي ردت بتعليق وهذا قد يكون رسالة لشخص بعينه بمعنى انها لم تنزله بمنشور بشكل متعمد للإساءة لتعز . وقال "مهما كان قاصدة او غير قاصدة تضل وجهة نظرها ومن حق أي شخص أن يبدي رأيه في أي لهجة أو ثقافة وهذا لا يعني الانتقاص من المجتمع التعزي الذي تعرفه منى وجماعتها أو التقليل من شأنه ". وأردف "تعز مدينة عريقة بتاريخها وثقافتها وأهلها ولا يمكن لتعليق واحد أن يؤثر على مكانتها، لنرتقِ بأنفسنا ونتجنب افتعال وخلق الترندات فالكلمة مسؤولية بالفعل أو رد الفعل ". في حين قال أسامه سويد " في زمن السوشيال ميديا الكلمة لم تكن مجرد كلام ينقال ويتنسى صارت محسوبة وموزونة تفرق بين حرية التعبير وقلة الاحترام الفنان اليوم مش بس بأعماله وصوته حتى تعليقاته تحت المجهر وأي زلة بسيطة ممكن تحوله من محبوب الناس إلى هدف للانتقادات والهجوم . وأضاف "اللهجة مش مجرد نطق اللهجة هوية وأصل ولما حد يستهزئ بها أو يقلل منها الناس تحس إنه مس كرامتها يمكن يكون التعليق عفوي أو رأي شخصي لكن لما ينقال بفضاء عام لازم صاحبه يتحمل النتيجة لأن الكلام لما يخرج ما يرجع". ويرى أن الفنان ليس شخصا عاديا هو واجهة صوته مسموع وتأثيره كبير ولازم يحسب كل كلمة قبل ما يقولها لأن جمهوره هو رأس ماله ومن غير احترام جمهوره ما عد يبقى له جمهور من الأصل احترام ثقافات الناس ولهجاتهم مش مجرد مجاملة هذا أساس النجاح والاستمرارية ". ا لإعلامي أحمد باشا قال " معظم المسلسلات والبرامج هذا العام تم إنتاجها وتصويرها في #تعز ، والتي كانت بيئة آمنة وحاضنة لكل القادمين إليها هروباً من التضييق والتقيد لاعمالهم". وأضاف "جميعهم شعروا بالألفة والمحبة والبساطة في مجتمعنا بالإضافة للتسهيلات الحكومية والمجتمعية في الاحياء والقرى التي تم التصوير فيها والذين ووفروا لهم كل الوسائل والإمكانيات لإنجاح أعمالهم". وقال باشا "لا اعتقد ان احداً خرج بتجربة سيئة، لذلك نتمنى ان يحملوا رسالتها وينقلوا تجاربهم وانطباعاتهم بمصداقية الى مجتمعاتهم خاصة التي تعرضت فيها تعز للتشويه الممنهج لسنوات وهكذا يردون الجميل للبسطاء الذي آمنو بهم وبرسالتهم الفنية". اليمن تعز منى أسعد اللهجة التعزية عنصرية