
ما أجندة زيارة ترامب للسعودية وماذا تريد الرياض منها؟
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، يستهل بها أولى جولاته الخارجية، وتتصدر أجندتها ملفات التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية، وتشمل منتدى استثماريا وقمة خليجية، إلى جانب لقاءات ثنائية مرتقبة.
وتأتي هذه الزيارة التي وصفها ترامب بـ"التاريخية"، في سياق حراك دبلوماسي متواصل بين واشنطن ودول الخليج، وسط اهتمام واسع بمساراتها الاقتصادية والسياسية ومخرجاتها المتوقعة، وتستمر من 13 إلى 16 مايو/أيار الجاري.
ووفق مراسلة الجزيرة في الرياض وجد وقفي، فإن أجندة ترامب حافلة باتفاقات متوقعة تشمل الطاقة والدفاع والتقنية، مشيرة إلى لقاء سيعقد ظهر اليوم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحضور وزراء أميركيين ورؤساء شركات كبرى.
ومن بين أبرز مذكرات التفاهم التي تعوّل عليها الرياض اتفاق يتعلق بالطاقة النووية السلمية، وهي خطوة تفتح الباب أمام تعاون إستراتيجي في المجال النووي المدني بين البلدين.
ورجّحت وقفي أن يشهد اللقاء التوقيع على حزمة من التفاهمات الاقتصادية بين شركات سعودية وأميركية، في وقت تعبّر فيه واشنطن عن رغبتها في دعم المشاريع الكبرى ضمن رؤية السعودية 2030.
كما أشارت إلى اتفاقات دفاعية مرتقبة في ظل سعي المملكة لتعزيز قدراتها العسكرية عبر الشراكة مع واشنطن.
الأجندة السياسية
وعلى المسار السياسي، قالت وقفي إن ملفات الشرق الأوسط ستكون حاضرة بقوة بما يشمل الحرب في قطاع غزة والمحادثات الأميركية الإيرانية الجارية، التي أطلعت طهران السعودية على آخر تطوراتها خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض قبل أيام.
ولفتت إلى أن ترامب لم يعلن بعد موقفه من مطالب إيران بالإبقاء على نسبة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وسط ضغوط إسرائيلية لرفض أي تسوية مع طهران.
وأضافت المراسلة أن الملف السوري بدوره سيكون مطروحا بقوة، مع تداول تقارير عن احتمال رفع العقوبات عن دمشق إذا أبدت تجاوبا مع مقترحات أميركية لتحسين الوضع الإنساني، مما اعتبرته إدارة ترامب عنصرًا ضروريا للاستقرار الإقليمي.
أما مراسل الجزيرة من المركز الإعلامي بالرياض بدر الربيعان، فأشار إلى أن المملكة تنظر إلى هذه الزيارة باعتبارها نقطة انطلاق نحو إعادة تموضع إقليمي في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة.
واعتبر أن الشق الاقتصادي هو المحور الأهم في المحادثات، خصوصا مع انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بمشاركة واسعة من القطاع الخاص في البلدين.
وأوضح الربيعان أن التعاون المرتقب بين الرياض وواشنطن قد يشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنية والطاقة، في ظل اهتمام سعودي باستقطاب الاستثمارات الأميركية إلى مشاريع تنموية واسعة ضمن خطة التحول الوطني.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 32 مليار دولار خلال العام 2024، مما يعكس متانة العلاقة الاقتصادية، مع توقعات بإعلان عدد من الاتفاقات الجديدة عقب زيارة ترامب.
وفي السياق السياسي، أشار الربيعان إلى أن القمة الخليجية التي ستُعقد غدا ستناقش قضايا متعددة من بينها القضية الفلسطينية، حيث يتمسك الجانب السعودي بحل الدولتين وفق حدود 1967، كما لفت إلى مبادرة سعودية فرنسية لعقد اجتماع دولي في يونيو/حزيران المقبل لدعم هذا الحل.
الملفان السوري واللبناني
وكشف المراسل عن لقاء مرتقب سيجمع ترامب بولي العهد السعودي والرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس اللبناني جوزيف عون ، في إطار مساعٍ لتنسيق مواقف إقليمية تجاه الملفات الساخنة، وخصوصا تلك المرتبطة بسوريا ولبنان.
وأضاف أن الرياض تسعى إلى استثمار هذه اللحظة لبناء محور توافقي جديد في المنطقة في ضوء ما اعتبره تراجعا للدور الإيراني بعد التطورات الأخيرة في سوريا، مشيرا إلى أن التفاهمات الأمنية والسياسية قد تشمل أيضا قضايا مثل السودان وأمن البحر الأحمر.
ورأى الربيعان أن هذه هي القمة الخليجية الأميركية الخامسة، لكنها تأتي في ظرف مغاير يتسم بتحديات متزايدة ورغبة خليجية موحدة في بناء موقف مشترك، لاسيما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمات الإقليمية الأخرى.
ويرافق ترامب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت ونخبة من قادة الأعمال الأميركيين الأقوياء، منهم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا مستشار ترامب.
وقبل 8 سنوات اختار ترامب أيضا السعودية وجهة لرحلته الخارجية الأولى، حيث التقط صورة تذكارية مع بلورة مضيئة وشارك في رقصة بالسيف.
ويؤكد قراره مرة أخرى بتجاوز حلفائه الغربيين التقليديين والسفر إلى دول الخليج دور هذه الدول الجيوسياسي المتزايد وأهميتها الإقليمية في حل صراعات المنطقة، بالإضافة إلى علاقاته التجارية المتميزة معها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: حصلنا على معلومات استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية
عاجل | سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: حصلنا على معلومات استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية عاجل | سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: لم يتضح بعد ما إذا كان قادة إسرائيل قد اتخذوا قرارا نهائيا بشأن الضربة عاجل | سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: ضرب إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية قد ينذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط عاجل | سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: إذا ضربت إسرائيل منشآت نووية إيرانية سيمثل ذلك قطيعة صارخة مع الرئيس ترامب عاجل | سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: يرجح أن يعتمد قرار إسرائيل بشن الضربة على رأيها في مفاوضات واشنطن مع طهران عاجل | سي إن إن عن مسؤولين أميركيين: هناك خلاف عميق داخل الحكومة الأميركية حول احتمالية اتخاذ إسرائيل قرارا بالضرب عاجل | سي إن إن عن مسؤول أميركي رفيع: نكثف جهودنا لجمع معلومات استخبارية للمساعدة إذا قرر قادة إسرائيل شن الهجوم عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: لا تملك إسرائيل القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني من دون مساعدة أميركية عاجل | سي إن إن عن مصدر: من غير المرجح أن تساعد واشنطن إسرائيل في شن هجمات على مواقع نووية إيرانية حاليا إعلان عاجل | سي إن إن عن مصدر إسرائيلي: سنكون مستعدين لتنفيذ عمل عسكري بمفردنا إذا تفاوضت واشنطن على صفقة سيئة مع إيران عاجل | سي إن إن عن مسؤول أميركي: موقف إسرائيل كان ثابتا دوما بأن الخيار العسكري هو السبيل لوقف برنامج إيران النووي التفاصيل بعد قليل..


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
ترامب يعلن بناء "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مستوحى من نظام القبة الحديدية في إسرائيل. وأكد أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية الحالية. وفي حديثه للصحفيين بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء قال ترامب إنه "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وأشار إلى أن الكلفة الإجمالية للمشروع ستبلغ زهاء 175 مليار دولار عند إنجازه خلال ثلاث سنوات. وأوضح الرئيس الأميركي أن "كل شيء" في درع الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الذي يخطط له سيُصنع في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الجنرال مايكل جويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء، سيقود المشروع. وكان ترامب وقع في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وسبق أن وجهت روسيا والصين انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. يشار إلى أن تسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي أنشئت لحماية إسرائيل من هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وفي بادئ الأمر طوّرت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات. وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
8 أسئلة تشرح تفاصيل ما دار في اتصال ترامب وبوتين
في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن لحلحلة ملف الحرب الروسية الأوكرانية الذي يراوح مكانه منذ أزيد من 3 سنوات، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الاثنين- اتصالا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين استأثر باهتمام المتابعين وعُلقت عليه كثير من التطلعات للدفع بمسار السلام المتعثر. ويعد هذا الاتصال الثالث من نوعه بين الرئيسين خلال العام الجاري، وتكلل بإحراز "بعض التقدم" وفق ما أكده الطرف الأميركي، في حين قوبل بردود متباينة وبتصعيد أوروبي جديد لقبضة العقوبات على موسكو، مما قد يؤشر على أن ضوء السلام في نهاية نفق الحرب المتواصلة لا يزال بعيد المنال في الأمد المنظور على الأقل. فماذا جرى خلال اللقاء؟ وكيف كانت ردود فعل كل الأطراف على مخرجاته؟ وهل سيشكل مقدمة لحل سلمي للحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022؟ ماذا جرى قبل الاتصال؟ أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الرئيس ترامب اتصل بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل مكالمته مع بوتين. ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مطلع أن ترامب تحدث مع زيلينسكي بضع دقائق. كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر قوله إن الرئيس الأميركي سأل نظيره الأوكراني عما ينبغي مناقشته مع بوتين. وأجاب زيلينسكي بأنه يريد بحث وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، كما طلب من ترامب مناقشة إمكانية عقد قمة روسية أوكرانية بحضوره. ماذا جرى خلال المكالمة؟ قال الكرملين إن الرئيسين بوتين وترامب ناقشا خلال الاتصال ما وصفها بآفاق "مبهرة" للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن البلدين يعملان على صفقة جديدة لتبادل السجناء، تشمل 9 أشخاص من كل جانب، لكن موعدها لم يحدد بعد. وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين للسياسة الخارجية، إن الزعيمين لم يناقشا جدولا زمنيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن ترامب أكد اهتمامه بالتوصل إلى اتفاقيات بسرعة. وتابع قائلا "تحدث الرئيسان أيضا بتفصيل عن مستقبل علاقاتنا، ويمكنني القول إن الرئيس ترامب تحدث بتأثر عن آفاق هذه العلاقات". وأضاف "لقد أكد تحديدا أن آفاق العلاقات الثنائية بعد حل النزاع الأوكراني تبدو مبهرة، وأنه بصفته رئيسا للولايات المتحدة، يرى روسيا أحد أهم شركاء أميركا في الشؤون التجارية والاقتصادية". وأكد أوشاكوف أن ترامب وبوتين يؤيدان عقد لقاء شخصي، وسيكلفان فرقهما بالعمل على التحضير للاجتماع، ولكن لم يتم الاتفاق على مكان انعقاده بعد. وعندما سئل عما إذا كان الزعيمان ناقشا رفع العقوبات الأميركية، قال أوشاكوف "كما تعلمون، ذكر ترامب أن مجلس الشيوخ، من حيث المبدأ، لديه مشروع قانون جاهز بشأن عقوبات جديدة. لكنه ليس مؤيدا للعقوبات، بل إنه مؤيد للتوصل إلى اتفاقات". وأكد أوشاكوف دفء المحادثة، وقال إن الرئيسين خاطبا بعضهما باسميهما الأولين، وهنأ بوتين ترامب على ولادة حفيده الجديد. وأضاف "قال ترامب: فلاديمير، يمكنك الاتصال بالهاتف في أي وقت، وسأكون سعيدا بالرد عليك، وسأكون سعيدا بالتحدث معك". ماذا قال ترامب بعد الاتصال؟ أكد الرئيس الأميركي بعد الاتصال أن هناك فرصة جيدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، موضحا أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتطلعان لتوقف الحرب التي وصفها بأنها "مجزرة" ولم يرَ مثلها من قبل. كما قال إن "روسيا وأوكرانيا ستبدآن فورا مفاوضات لوقف إطلاق النار، والأهم من ذلك إنهاء الحرب". وأكد -عبر منصته تروث سوشيال- أنه "سيتم التفاوض على شروط ذلك بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه، لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد غيرهما"، مضيفا أن "لهجة وروح المحادثة كانتا ممتازتين". وأضاف "ترغب روسيا في إبرام تجارة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بعد انتهاء هذه المذبحة الكارثية، وأنا أتفق معها. هناك فرصة هائلة لروسيا لخلق فرص عمل وثروات هائلة. إمكاناتها لا حدود لها". كما قال إن أوكرانيا "يمكن أن تكون مستفيدا كبيرا من التجارة". وأشار ترامب إلى أنه أبلغ مضمون المكالمة فور انتهائها للقادة: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب. وتحدث ترامب للصحفيين في البيت الأبيض قائلا "الحرب في أوكرانيا ليست حربي، وأنا فقط أحاول المساعدة.. أعتقد أن بوتين يريد أن تنتهي الحرب. زيلينسكي رجل قوي وصعب المراس، لكنني أعتقد أنه يريد وقف الحرب". كما أشار إلى أنه تحدث مع بوتين مدة ساعتين ونصف الساعة تقريبا، ووصفه بأنه "رجل لطيف" كان يستمع "بجدية بالغة". وأضاف "أعتقد أن بعض التقدم قد تم إحرازه. الوضع هناك مروع.. ما يحدث مجزرة مطلقة. يُقتل 5 آلاف شاب أسبوعيا.. آمل أن نكون قد فعلنا شيئا ما". كما أكد أنه "سيكون من الرائع" أن تجري روسيا وأوكرانيا محادثات لوقف إطلاق النار في الفاتيكان، بعد أن أبدى البابا ليو الـ14 اهتمامه باستضافة المفاوضات. ماذا قال الروس؟ قال الرئيس بوتين بعد انتهاء المكالمة إن جهود إنهاء الحرب "تسير على الطريق الصحيح بشكل عام"، مؤكدا أن موسكو مستعدة للعمل مع كييف على اتفاق سلام محتمل. وأضاف -في لقاء صحفي قرب منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود- "اتفقنا مع رئيس الولايات المتحدة على أن روسيا مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني على مذكرة تفاهم بشأن اتفاق سلام مستقبلي محتمل". ووصف بوتين المحادثة مع ترامب بأنها ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية، معربا عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. وقال "روسيا تؤيد وقف الأعمال القتالية، لكن من الضروري تطوير أكثر المسارات فعالية نحو السلام"، لافتا إلى أن ترامب أعرب خلال المحادثة عن موقفه بشأن إنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا. وأوضح أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لفترة زمنية معينة أمر ممكن إذا تم التوصل إلى الاتفاقات ذات الصلة، مشيرا إلى الحاجة لإيجاد حلول وسط تناسب جميع الأطراف. من جانبه، قال مستشار الكرملين للسياسات الخارجية، يوري أوشاكوف إن الاتصال بين بوتين وترامب جرى في أجواء "ودية وبناءة"، موضحا أن ترامب وبوتين لم يناقشا جدولا زمنيا لوقف إطلاق النار. كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله للصحفيين: "لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن يكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، ولكن، بالطبع، الشيطان يكمن في التفاصيل". ماذا قالت أوكرانيا؟ قال الرئيس الأوكراني عقب المكالمة إن كييف وشركاءها يدرسون عقد اجتماع يضم قادة أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب الروسية على بلاده. وأضاف أنه يأمل أن يُعقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن وأن تستضيفه تركيا أو الفاتيكان أو سويسرا. وأكد أنه تحدث مع ترامب قبل اتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ثم أجرى محادثة هاتفية أخرى بعد ذلك شارك فيها قادة فرنسا وفنلندا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي. وذكر زيلينسكي أنه خلال مكالمته الأولى مع ترامب، شدد على ضرورة وقف إطلاق النار وفرض عقوبات على روسيا بالإضافة إلى ضرورة عدم إبرام حلفاء كييف اتفاقيات مع روسيا دون مشاركة أوكرانيا. كما قال إنه يتوقع أن تفرض أوروبا حزمة عقوبات جديدة "قوية" على روسيا، دون ذكر مزيد من التفاصيل، داعيا واشنطن إلى فرض عقوبات على قطاعي البنوك والطاقة في روسيا لتقليص إيراداتها التي تمول عملياتها العسكرية. ما الموقف الأوروبي؟ قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس -في منشور على منصة إكس- إن الزعماء الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا عبر العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على نتائج مكالمته مع بوتين. لكن ترامب لم يبد استعدادا لدعم هذه الخطوة. وعندما سُئل عن سبب إحجامه عن فرض عقوبات جديدة لدفع موسكو إلى اتفاق سلام، قال للصحفيين: "حسنا، لأنني أعتقد أن هناك فرصة لإنجاز شيء ما، وإذا فعلت ذلك، فقد تزداد الأمور سوءًا. ولكن قد يأتي وقت يحدث فيه ذلك". وقالت لندن وبروكسل إن العقوبات الجديدة ستركز على "أسطول الظل" من ناقلات النفط والشركات المالية التي تساعد موسكو على الالتفاف على تأثير العقوبات الأخرى المفروضة عليها بسبب الحرب. هل من ردود إضافية؟ إيطاليا قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن قادة أوروبا والولايات المتحدة تحدثوا وأبدوا ترحيبهم بتصريح الرئيس ترامب حول اهتمام البابا ليو الـ14 باستضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان، لكن الفاتيكان لم يؤكد أن البابا قد قدم مثل هذا العرض. وأفاد مكتب ميلوني -في بيان- بأنه "يجري العمل على البدء فورا في مفاوضات بين الطرفين يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن وتهيئة الظروف الملائمة من أجل إحلال سلام عادل ودائم في أوكرانيا". وجاء في البيان "في هذا الصدد، يعد استعداد البابا لاستضافة المحادثات في الفاتيكان أمرا إيجابيا. إيطاليا مستعدة للقيام بدورها لتسهيل الاتصالات والعمل من أجل السلام". ألمانيا أعلنت الحكومة الألمانية أن الولايات المتحدة وافقت على "التنسيق بشكل وثيق" مع الشركاء الأوروبيين في ما يخص المحادثات بشأن أوكرانيا، بعد المكالمة الهاتفية مع بوتين. كما قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول -على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في بروكسل- "أوضحنا مرارا أننا نتوقع شيئا واحدا من روسيا وهو وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة". وأضاف أنه "سيتعين علينا الرد" بما أن روسيا لم تقبل بوقف إطلاق النار. وتابع "نتوقع أيضا ألا يتسامح حلفاؤنا الأميركيون مع ذلك". وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس "من الواضح أن بوتين يريد كسب الوقت، وللأسف علينا أن نقول إن بوتين غير مهتم حقا بالسلام". وأكد أنه يتعين على أوروبا زيادة الضغط على روسيا من خلال فرض مزيد من العقوبات، لا سيما على مبيعاتها من الطاقة. قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته -بعد مكالمة ترامب وبوتين- إن مشاركة الإدارة الأميركية في جهود تحقيق السلام في أوكرانيا "أمر إيجابي للغاية"، لكن يتعين استشارة الأوروبيين وأوكرانيا أيضا. أعلنت الصين تأييدها للمباحثات المباشرة بين موسكو وكييف، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين تؤيد كل الجهود الرامية إلى تحقيق السلام"، مشيرة الى أن بكين "تأمل أن تمضي الأطراف المعنية قدما في الحوار والتفاوض". وأعربت المتحدثة عن أمل الصين "في أن تواصل الأطراف المعنية البحث عن اتفاق سلام عادل، دائم، وملزم، ومقبول من قبل الجميع، عبر الحوار والتفاوض". هل يشكل الاتصال مقدمة لحل سلمي؟ بعد الاتصال، قالت روسيا إنه يتعين على أوكرانيا أن تقرر إذا ما كانت ستتعاون في وضع مذكرة تفاهم قبل اتفاق سلام مستقبلي محتمل ناقشته موسكو مع الولايات المتحدة. وعبّر الرئيس بوتين عن استعداد موسكو للعمل مع أوكرانيا بشأن مذكرة تفاهم للتوصل لاتفاق سلام مستقبلي. وذكر أن المناقشات المتعلقة بالمذكرة ستشمل مبادئ تسوية وتوقيت وتعريفات وقف إطلاق نار محتمل، بما في ذلك إطاره الزمني. وعبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين عن أملها في أن تتخذ أوكرانيا موقفا وصفته بالبناء يتعلق بالمحادثات المحتملة حول المذكرة المقترحة من أجل "الحفاظ على مصالحها الخاصة". وأضافت "حاليا.. الكرة في ملعب كييف.. إنها لحظة مهمة". لكن مراقبين يرون أن أفق التوصل إلى حل نهائي للصراع أمامه تحديات كبرى، خاصة بعد أن قدمت موسكو مطالب وصفها الأوكرانيون بأنها "غير واقعية" خلال المحادثات الأخيرة بين الطرفين في إسطنبول، بما في ذلك مطالبة روسيا بالاحتفاظ بمساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها. كما أن تصعيد الأوروبيين لحزمة العقوبات ضد موسكو لا يعطي مؤشرات إيجابية على قرب استجابة الطرف الروسي لمطالب الغرب بوقف الحرب، وقد يزيد الطين بلة في علاقات روسيا المتوترة أصلا مع الغرب -خاصة المعسكر الأوروبي- ويضيق فرص التوصل لاتفاق قد ينهي الحرب في المدى القريب.