
ترامب يعلن بناء "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مستوحى من نظام القبة الحديدية في إسرائيل. وأكد أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية الحالية.
وفي حديثه للصحفيين بالبيت الأبيض مساء الثلاثاء قال ترامب إنه "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا"، وأضاف "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة".
وأشار إلى أن الكلفة الإجمالية للمشروع ستبلغ زهاء 175 مليار دولار عند إنجازه خلال ثلاث سنوات.
وأوضح الرئيس الأميركي أن "كل شيء" في درع الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" الذي يخطط له سيُصنع في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الجنرال مايكل جويتلاين، نائب رئيس سلاح الفضاء، سيقود المشروع.
وكان ترامب وقع في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، مرسوما لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعا دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة.
وسبق أن وجهت روسيا والصين انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعا "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة.
يشار إلى أن تسمية "القبة الحديدية" تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي أنشئت لحماية إسرائيل من هجمات صاروخية أو بمسيّرات.
وفي بادئ الأمر طوّرت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني، لتنضم إليها لاحقا الولايات المتحدة التي قدّمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعما ماليا بمليارات الدولارات.
وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثرا يؤكدون أن هذه الأنظمة مصمّمة في الأصل للتصدي لهجمات تشنّ من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الهزيمة في البحر.. كيف تحولت روسيا إلى شريك صغير للصين؟
مقدمة الترجمة في مقال بموقع "ديفِنس ون" للشؤون العسكرية، كتب الأميركي "كولين فلينت"، أستاذ الجغرافيا المعروف بجامعة ولاية يوتاه الأميركية، مُتحدِّثا عن الجانب الخفي من الحرب الروسية-الأوكرانية، التي انشغل الكثيرون بما يدور في سمائها وعلى أرضها، ولم ينشغلوا بما يكفي بجانبها البحري، وهو الجانب الذي شهد نقاط الضعف الروسية الأبرز. وليس ذلك بسبب ما حقَّقته أوكرانيا من نجاحات بحرية في بداية الحرب فحسب، بل لأن خسائر روسيا في البحر الأسود فتحت الباب أمام مسار جديد في العلاقات الصينية-الروسية، يجعل من روسيا بوصفها قوة بحرية قادرة على الوصول إلى المياه البعيدة عنها حول العالم، ولكن شريطة أن تكون مجرد شريك "صغير" للصين، على عكس ما كان عليه الحال في ذروة قوتها العالمية أثناء وجود الاتحاد السوفياتي. بعيدا عن المعارك البرية الشاقة والضربات الجوية المُدمِّرة، كان لحرب أوكرانيا منذ اندلاعها بُعد بحري واضح. فبعد الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022 بوقت وجيز، فرضت روسيا حظرا بحريا فعليا على أوكرانيا، قبل أن يقف الروس مُتفرِّجين على أسطولهم وهو يتجرَّع هزيمة فادحة في معركة السيطرة على البحر الأسود. تلك الحرب المستَعِرة في المياه تبدو في طريقها إلى الأفول بموجب اتفاق أعلنت عنه الولايات المتحدة يوم 25 مارس/آذار الماضي. ووفقا لبنود الاتفاق الذي توصَّل إليه الطرفان في المملكة العربية السعودية، اتفق كلٌّ من روسيا وأوكرانيا على ضمان "أمن الملاحة في البحر الأسود، ووقف استخدام القوة في مياهِه، والامتناع عن استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية"، كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض. لم يَنل الجانب البحري من حرب أوكرانيا الانتباه الكافي مقارنة بالمعارك البرية والجوية، لكنه في الحقيقة جانب مهم ويُمكن أن تكون له تداعيات بعيدة. إن خسائر روسيا في البحر الأسود لم تُقيِّد فحسب قدرتها على إبراز قوتها وبسط نفوذها من خلال أسطولها البحري حول العالم، بل ونتج عنها تعاون متزايد بين روسيا والصين، حيث ظهرت روسيا بوصفها شريكا أدنى منزِلة لبكين من أجل الوجود في أعالي البحار. خسارة البحر الأسود لطالما جنحت النظرية الجيوسياسية إلى التبسيط الزائد في تصوُّراتها عن السياسة الدولية، فقد صنَّفت النظريات الجيوسياسية الشائعة منذ نهايات القرن التاسع عشر بلدان العالم بأنها إما قوى برية وإما قوى بحرية. ووصف مفكرون مثل الجيوسياسي البريطاني السير هالفورد ماكيندر والمُنظِّر الأميركي ألفرِد ماهان القوى البحرية بأنها بلدان تتمتَّع بالليبرالية الديمقراطية والتجارة الحرة، على النقيض من القوى البرية التي صُوِّرَت على أنها بلدان استبدادية ومُشبَّعة بالروح العسكرية. رغم أن تلك التعميمات استُخدِمت على مدار التاريخ لشيطنة أعداء بريطانيا والولايات المتحدة لا أكثر، لا يزال هناك اتجاه مُصطَنع لتقسيم العالم إلى قوى برية وقوى بحرية، يصاحبه تصوُّر مفاده أن الحروب البرية والبحرية مجالان منفصلان إلى حدٍّ ما. إن هذا التقسيم يعطينا انطباعا زائفا بأن روسيا تُحقِّق تقدُّما في حربها مع أوكرانيا (بسبب انتصاراتها على الأرض في شرق أوكرانيا)*. ورغم أن موسكو حقَّقت بالفعل نجاحات على الأرض وفي الجو، يجب ألا يجعلنا ذلك نغفل عن خسارتها المُدوِّية في البحر الأسود، التي شهدت تراجع روسيا من أمام السواحل الأوكرانية، والإبقاء على سُفنها بعيدا عن خطوط النار. وفقا لما أورده كولين فلينت في كتاب"المياه القريبة والبعيدة: الجغرافيا السياسية للقوة البحرية"، فإن البلدان التي تمتلك قوة بحرية لديها شاغلان أساسيَّان، أولهما أنها يجب أن تسعى للسيطرة على مناطق البحار القريبة نسبيا إلى سواحلها، وهي ما يُسميها "المياه القريبة"، وثانيهما أنها إن امتلكت الرغبة والقدرة تحاول أن تُبرز قوتها وتنشر نفوذها بعد ذلك إلى "المياه البعيدة" عبر البحار والمحيطات، وهي مياه أحيانا ما تكون "المياه القريبة" بالنسبة لبلدان أخرى. إن البحر الأسود شبه مُغلَق وصغير نسبيا، ويتكوَّن من المياه القريبة للبلدان المحيطة به: تركيا من الجنوب، وبلغاريا ورومانيا من الغرب، وجورجيا من الشرق، وروسيا وأوكرانيا من الشمال. ولطالما كانت السيطرة على هذه المياه القريبة محل نزاع على مر القرون، وقد لعبت دورا في الحرب الروسية-الأوكرانية الجارية. إن استحواذ روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014 أتاح لها السيطرة على ميناء سِفاستوبول البحري، ومن ثمَّ فإن ما عدَّته أوكرانيا "مياها قريبة" في يوم من الأيام، بات فعليا جزءا من المياه القريبة لروسيا بعد 2014. روسيا تسحب أسطولها من القرم أتاحت السيطرة على القرم لروسيا أن تُعطِّل التجارة الأوكرانية مع العالم، لا سيَّما تصدير الحبوب إلى القارة الأفريقية، التي تَتِم عن طريق المياه الدولية البعيدة. ولكن تحرُّكات روسيا سُرعان ما أُحبِطت نتيجة التعاون بين رومانيا وبلغاريا وتركيا، حيث سمح التعاون الثلاثي بمرور سفن الشحن الأوكرانية عبر المياه القريبة لتلك الدول، ومن ثمَّ عبر البوسفور إلى البحر المتوسط. وقد سمح استخدام المياه الإقليمية البلغارية والرومانية والتركية لأوكرانيا أن تُصدِّر نحو 5.2-5.8 ملايين طن من الحبوب شهريا قبل اندلاع الحرب، وهبط الرقم إلى مليونيْن في صيف عام 2023 بسبب الهجمات والتهديدات الروسية. قبل إعلان وقف إطلاق النار، أشارت توقُّعات وكالة الخدمات الزراعية الخارجية لوزارة الزراعة الأميركية إلى أن صادرات الحبوب الأوكرانية لعام 2025 ستشهد هبوطا، ولكن جهود احتواء السيطرة الروسية على المياه القريبة لأوكرانيا في البحر الأسود، وعزوف روسيا عن المغامرة بمهاجمة السفن في المياه القريبة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) المُطِلة على البحر الأسود (تركيا ورومانيا وبلغاريا)*، والنتائج الوخيمة التي يُمكن أن تنتج عن تصعيد من هذا النوع؛ أتاح لأوكرانيا الوصول إلى المياه البعيدة من أجل تحقيق المكاسب الاقتصادية وإبقاء اقتصادها على قيد الحياة. إلى جانب إجهاض قدرتها على إيقاف الصادرات الأوكرانية، وقعت روسيا تحت الهجوم البحري المباشر بواسطة أوكرانيا. فمنذ فبراير/شباط 2022، استخدمت كييف مُسيَّرات هجومية، ونجحت في إغراق وتدمير السفن الروسية، وقلَّصت من قدرات الأسطول الروسي في البحر الأسود، حيث أغرقت 15 سفينة من أصل 36 امتلكتها روسيا قبل الحرب، كما ألحقت الأضرار بسُفن أخرى. وقد أُجبِرت روسيا على تقييد استخدامها لميناء سِفاستوبول، وجعلت سُفنها ترسو قُبالة السواحل الشرقية للبحر الأسود، ومن ثمَّ فقدت القدرة على التحرُّك بفاعلية في المياه القريبة التي نجحت في السيطرة عليها بحيازة القرم عام 2014. البحرية: نقطة ضعف روسيا التاريخية إن انتكاسات روسيا البحرية في مواجهة أوكرانيا هي حلقة في سلسلة من الصعوبات التاريخية التي طالما عانت منها من أجل بسط قوتها البحرية، وما نجم عنه باستمرار ميل روسيا إلى التركيز بالأساس على حماية مياهها القريبة. ففي عام 1905، صُدِمَت روسيا بخسارة حربية بحرية درامية أمام اليابان. وحتى حين خاضت موسكو حروبا لم تخسرها بالكامل، فإن قوتها البحرية ظلَّت مُقيَّدة باستمرار. ففي الحرب العالمية الأولى، تعاونت روسيا مع البحرية الملكية البريطانية لتقليص النشاط التجاري الألماني في بحر البلطيق، وكذلك النفوذ التجاري والعسكري التركي (العثماني) في البحر الأسود. وفي الحرب العالمية الثانية، اعتمدت روسيا على الدعم المادي من حلفائها نتيجة الحصار البحري النازي الذي حصرها في بحر البلطيق والبحر الأسود، حيث سُحِبَت معظم السفن السوفيتية إلى السواحل الروسية أو أُعيد توظيف مدافعها من أجل الحرب البرية مع ألمانيا. في أثناء الحرب الباردة، ورغم ما بناه الاتحاد السوفيتي من زوارق حاملة للصواريخ سريعة الحركة، وعدد من حاملات الطائرات، فإن قدرته على الوجود في المياه البعيدة اعتمدت بالأساس على الغواصات، وكان الهدف الأساسي من أسطول البحر المتوسط السوفيتي هو منع توغُّل الناتو إلى داخل البحر الأسود. الآن، فقدت روسيا سيطرتها الكاملة على البحر الأسود، ولم تعُد قادرة على التحرُّك في مياه عُدَّت حتى وقت قريب "مياها قريبة" بالنسبة لها، وهي خسارة تُقلِّص قدرتها على نشر قوتها البحرية من البحر الأسود إلى البحر المتوسط. وأمام تلك الخسارة الواضحة في باحتها الخلفية، والموقف الضعيف في مياهها القريبة، لم تعُد روسيا تستطيع الوجود في أعالي البحار إلا بالتعاون مع الصين، التي تستثمر بقوة في قدراتها البحرية البعيدة. الشراكة مع الصين.. بشروط الصين في يوليو/تموز 2024، أُجريت مناورات بحرية مشتركة بين البلدين في بحر جنوب الصين جسَّدت بجلاء التعاون الصيني-الروسي. وصرَّح حينها "وانغ غوانغ جِنغ"، الضابط بقوات الجنوب في بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني، بأن "المناورات المشتركة الصينية-الروسية تُعزِّز تعميق العلاقات والتعاون العملي بين البلديْن في شتى الاتجاهات والمجالات، ورفعت بكفاءة من قدرات الصين وروسيا على مواجهة التهديدات الأمنية البحرية بصورة مُشتركة". يبدو هذا التعاون منطقيا من منظور عسكري محض في روسيا، فهو مشروع مفيد للطرفيْن من أجل بسط نفوذهما في البحر. ولكنه يصُب إلى حدٍّ كبير في صالح الصين، إذ إن روسيا تستطيع أن تساعد الصين في حماية مياهها القريبة في الشمال، وتأمين وصول بكين إلى المياه البعيدة في المحيط المتجمِّد الشمالي، وهي منطقة تتزايد أهميتها بسبب ما أحدثه تغيُّر المناخ من تقليل عوائق الملاحة الموجودة سابقا بسبب الجليد. تظل روسيا شريكا أدنى منزلة في هذا التحالف البحري، إذ إن مصالحها الإستراتيجية ستُلبَّى فقط إن تعامدت مع المصالح الصينية. باختصار، القوة البحرية تتعلَّق بالأساس بالقدرة على بسط القوة من أجل تحقيق المنفعة الاقتصادية، ولذلك فإن الصين ستستخدم روسيا على الأرجح لحماية نفوذها الاقتصادي المتزايد في المياه الأفريقية والأوروبية ومياه أميركا الجنوبية والمحيط الهادي، لكنها يصعُب أن تُعرِّض مصالحها تلك للخطر من أجل أهداف روسية. لا شك أن روسيا تمتلك مصالح اقتصادية مرتبطة بالمياه البعيدة عنها، لا سيَّما في منطقة الساحل الأفريقي ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء. ويتكامل تأمين تلك المصالح الروسية مع وجود الصين البحري المتزايد في المحيط الهندي لحماية المصالح الصينية الاقتصادية والعالمية الأوسع. ولكن التعاون يجري في هذه المساحات برغبة وموافقة صينية في المقام الأول. على مدار معظم فترات الحرب الدائرة في أوكرانيا، قُيِّدت حركة روسيا البحرية في مياهها القريبة بالبحر الأسود، وكانت الإشارة الوحيدة لقدرتها على بسط قوتها البحرية هي قدرتها على الوصول إلى المياه البعيدة في أفريقيا والمحيط الهندي، وهو أمر تمَّ لها فقط بوصفها شريكا صغيرا للصين، التي تضع الشروط الخاصة بها. إن وصول روسيا إلى اتفاق بحري مع أوكرانيا الآن، حتى وإن كُتِب له الاستمرار، لن يُعوِّض روسيا عن عجزها المتزايد عن إبراز قوتها وبسط نفوذها البحري بمفردها حول بحار ومحيطات العالم.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
رويترز: إيران تفتقر لخطة بديلة واضحة وستتجنب تصعيد التوتر
نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل النزاع حول برنامج إيران النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم. في حين قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن طهران ستتجنب تصعيد التوتر مع استعدادها للدفاع عن نفسها. وقالت المصادر الإيرانية إن إيران قد تلجأ إلى الصين وروسيا في "خطة بديلة" إذا استمر التعثر. لكن في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، تبدو خطة طهران البديلة هشة، وفق رويترز. وفي السياق، أوضح مسؤول إيراني كبير أن الخطة البديلة لطهران هي مواصلة الإستراتيجية المعتمدة قبل بدء المحادثات، مشيرا إلى أن إيران ستتجنب تصعيد التوتر، وفي الوقت نفسه تبقى مستعدة للدفاع عن نفسها، لافتا إلى أن هذه الإستراتيجية تشمل أيضا تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل روسيا والصين. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله، في وقت سابق أمس الثلاثاء، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة عن الحد ومهينة"، معبرا عن شكوكه إذا ما كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق. إعلان وبعد 4 جولات من المحادثات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات ، لا تزال هناك عديد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات. ونسبت رويترز إلى مسؤولين إيرانيين ودبلوماسي أوروبي أن طهران ترفض نقل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الخوض في مناقشات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية. انعدام الثقة وضمانات كما أن انعدام الثقة من كلا الجانبين وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية قد زاد من أهمية حصول إيران على ضمانات بأن واشنطن لن تتراجع عن اتفاق مستقبلي. وحتى في حال انحسار الخلافات بشأن التخصيب، فإن رفع العقوبات لا يزال محفوفا بالمخاطر. فالولايات المتحدة تفضل الإلغاء التدريجي للعقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي، في حين تطالب طهران بإزالة جميع القيود على الفور. وقد فُرضت عقوبات على عشرات المؤسسات الإيرانية الحيوية للاقتصاد منذ عام 2018، ومن بينها البنك المركزي وشركة النفط الوطنية. وقالت المصادر لرويترز إنه مع إحياء ترامب السريع لحملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير/شباط الماضي، ومن ذلك تشديد العقوبات والتهديدات العسكرية، فإن القيادة الإيرانية "ليس لديها خيار أفضل" من اتفاق جديد لتجنب الفوضى الاقتصادية في الداخل. وقال مسؤول إيراني لوكالة رويترز إن الاقتصاد الإيراني لن يتعافى قبل رفع العقوبات وتمكين مبيعات النفط من الوصول إلى المستوردين. ونقلت رويترز عن دبلوماسيين ووثيقة أن كلّا من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستفعّل آلية لإعادة فرض العقوبات على إيران إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بحلول أغسطس/آب المقبل. ورجح مسؤول أوروبي كبير أن الأمر سيستغرق وقتا أطول من 18 شهرا في ظل وضع جيوسياسي أكثر تعقيدا الآن.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
3 نجاحات استثنائية لأردوغان هذا الأسبوع
شهدت تركيا في الأسبوع الماضي حركة غير مسبوقة في تاريخها. فقد أمضى الدبلوماسيون والصحفيون ورجال الأمن والمسؤولون الرسميون ليالي بلا نوم، وعانوا من إرهاق شديد أنهك قواهم. وبصفتي صحفيًا حاول أن يواكب كل ما جرى، ويكتب المقالات، ويُفسّر الأحداث التي عرضت على الشاشات ليل نهار، نالني نصيبي من هذا الأسبوع المذهل على هيئة تعبٍ شديد. كانت التطورات سريعة إلى حد أن ما نكتبه من مقالات، أو ما ننشره من مشاركات، كان يفقد راهنيته في غضون ساعات قليلة. لعل هذا ما دفع القنوات التلفزيونية إلى التخلّي عن إعداد التقارير الخبرية، واللجوء عوضًا عن ذلك إلى البثّ المباشر المتواصل، حيث راحوا يربطون المراسلين بالأحداث ليرووها لحظة بلحظة. كيف شارك أردوغان في اجتماع الرياض؟ كان العالم بأسره يترقب زيارة ترامب التاريخية لثلاث دول خليجية، وكان الإعلام التركي يغطي التطورات على رأس كل ساعة. لكن عندما أُعلن فجأة عن لقاء سيُعقد بين ترامب وأحمد الشرع، تحوّلت الأنظار كلها إلى الرياض. وكأنّ ذلك لم يكن كافيًا، فقد أُعلن أيضًا عن انضمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وترامب، والشَرع، مما جعل من هذا الحدث محور اهتمام عالمي. في تلك الأثناء، كانت وزارات خارجية 32 دولةً عضوًا في حلف الناتو تعقد اجتماعًا في أنطاليا، وحين وصل خبر اللقاء الرباعي إلى هواتفهم المحمولة، كتب المساعدون ملاحظات خاصة وأبلغوا الوزراء به. فبدأت مئات القنوات التلفزيونية، المتواجدة هناك، بتحويل تغطيتها من أنطاليا إلى الرياض. سألتُ مسؤولًا رفيع المستوى يتابع مجريات اللقاء عن كيفية انضمام أردوغان للاجتماع، فأجابني: "ولي العهد السعودي هو من دعا أردوغان إلى الاجتماع. في الواقع، كان أردوغان يودّ الحضور إلى الرياض شخصيًا، لكن لأسبابٍ لوجيستية لم يكن ذلك ممكنًا، فشارك عبر نظام الاتصال المرئي". اللقاء الرباعي يُغضب إسرائيل بشدة يحمل هذا الاجتماع الرباعي في الرياض أهمية مصيرية لمستقبل سوريا. فالرجل الذي كان رأسه مطلوبًا سابقًا، بات يجلس أمام ترامب بوصفه رئيس دولة، وقد أصبح فاعلًا جديدًا في معادلة متغيرة بالمنطقة، وهذا التحول قد تمّ تثبيته بالفعل. في الحقيقة، من منح الشرع هذا الموقع الفريد، وأوصله إلى موقع الندّ لترامب، هما القائدان المشاركان في الاجتماع: محمد بن سلمان، ورجب طيب أردوغان. فلو لم تقدّم السعودية وتركيا هذا القدر من الدعم لسوريا، لما وافق ترامب على اللقاء. ومن هذا نفهم أنّ تحالف السعودية وتركيا قادر على حلّ مشاكل المنطقة. وقد انعكست أصداء هذا اللقاء بهتافات فرح في سوريا، وفخر في تركيا والسعودية، وغضب في إسرائيل. إذ تلقّت إسرائيل، التي كانت تخطّط لتقسيم سوريا وابتلاعها تدريجيًا، كلمات ترامب بشأن الشرع كصفعة مدوّية: "شاب، وسيم، حازم، ومقاتل…". وخلال اللقاء، قال ترامب للقادة الثلاثة: "سأطلب من إسرائيل أن تكف عن سلوكها العدائي تجاه سوريا وأن تلتزم التهدئة". أما الإعلام الإسرائيلي، فقد أفاض في نشر كل الكلمات القاسية التي كان نتنياهو يتمنّى لو قالها لترامب. ويا للأسف، فقد صبّت إسرائيل غضبها من هذا اللقاء في غزة، حيث قتلت مئات الفلسطينيين الأبرياء، وبدأت من جديد عملية احتلال مادي للأرض. عجز مليشيا YPG سيصيب إسرائيل بالذعر أكثر ما كانت تتحسّس منه تركيا هو رفض مليشيا YPG تسليم أسلحتها داخل سوريا، وإخلالها بالاتفاق المبرم مع دمشق. والسبب الوحيد وراء رفض YPG التخلي عن السلاح بينما يتخلى عنه حزب العمال الكردستاني (PKK)، هو الدعم الإسرائيلي لهم. وفي الاجتماع الرباعي، التفت ترامب إلى الشرع قائلًا: "تسلّم أنت السيطرة على سجون ومخيمات الدواعش، وسيد أردوغان، نرجو منكم دعم دمشق في هذا الأمر". مع أنّ هذا الموضوع لم يكن مطروحًا ضمن أجندة الاجتماع، إلا أنّ ترامب فتحه بنفسه. والمعنى من ذلك أنّ ذريعة دعم قوات سوريا الديمقراطية (YPG)، بالسلاح والمال، كانت محاربة تنظيم الدولة. فالمليشيا كانت تتولى إدارة تلك السجون والمخيمات، وتحصل بذلك من الولايات المتحدة على 142 مليون دولار سنويًا من الأموال والأسلحة. ومع زوال هذه المهمة، ستصبح YPG بلا دور، وستنقطع عنها المساعدات الأميركية، ولن تجد بدًا من الاندماج في الدولة السورية. وقد استقبل كلّ من أردوغان والشرع هذا التفاهم بارتياح كبير. وختم المسؤول التركي الذي قدّم هذه المعلومات قائلًا: "ستحزن إسرائيل كثيرًا من هذا، ونحن بدورنا نتحلى بالحذر. وغالبًا ما تكون اللوبيات الإسرائيلية قد بدأت العمل بالفعل لتغيير هذا القرار". لماذا لم يأتِ بوتين؟ فيما كنا نتابع المباحثات المتعلقة بسوريا في الرياض، دخل الرئيس الأوكراني زيلينسكي الأجواء التركية على متن طائرة خاصة متجهًا مباشرة إلى أنقرة. وكان ترامب في ذلك الوقت يصرّح من الرياض والإمارات قائلًا: "إن حضر بوتين، فأنا أيضًا سأحضر". وقد بذلت تركيا جهودًا كبيرة لإقناع بوتين بالحضور، لكنه أصرّ كعادته على موقفه، ورفض المشاركة في الاجتماع الذي فُرض عليه فرضًا من قبل زيلينسكي. وقد التقى زيلينسكي بأردوغان في أنقرة، ثم قرّر عدم المشاركة في المباحثات الروسية- الأوكرانية في إسطنبول، قبل أن يُقنعه أردوغان والمسؤولون الأتراك بالعدول عن قراره. فاجتمعت الوفود في قصر دولما بهتشه بإسطنبول، بعد أن أُنهك وزير الخارجية هاكان فيدان من اجتماعات أنطاليا، وانضم إليه رئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، الذي كان لاعبًا رئيسًا في كواليس كل هذه الأحداث. لم يُتوصل إلى وقف إطلاق النار خلال الاجتماع، لكن تمّ الاتفاق على تبادل ألف أسير بين الطرفين، وهو ما ستساهم تركيا في إنجازه. وقد هيّأ هذا الاجتماع الأرضية المناسبة للقاء القادة لاحقًا. سألتُ مسؤولًا مطّلعًا: لماذا لم يأتِ بوتين؟ فقال: "بصراحة، شعرنا ببعض الانزعاج لعدم حضوره. فقد بذلنا جهودًا كبيرة لحلّ هذه الأزمة. لكن بوتين لا يريد لقاء زيلينسكي، بل يريد التوصل إلى اتفاق مع الغرب. وسيبدأ ذلك بالاجتماع مع ترامب أولًا، ثم التوافق على شروط الاتفاق مع الغرب، وبعدها يبحث السلام مع أوكرانيا. ولو حضر إلى إسطنبول ووجد ترامب هناك، لكان مضطرًا لتوقيع اتفاق لا يريده. كما أنّ فرض زيلينسكي للأمر الواقع قد أغضبه كثيرًا". غزة.. الحزن الوحيد المتبقي بينما لم تكن المباحثات بين أوكرانيا وروسيا قد انتهت بعد، انطلقت في إسطنبول مباحثات أخرى بشأن البرنامج النووي الإيراني داخل مبنى القنصلية الإيرانية التاريخي، وشاركت فيها وفود من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيران، لمناقشة التهديدات التي كان ترامب يوجّهها لإيران من حين لآخر. لكن وسط كل هذه التطورات المتسارعة، بقيت هذه المباحثات في الظل. وبعد انتهاء جولته الخليجية، عاد ترامب إلى أميركا حاملًا في جعبته اتفاقات جعلته سعيدًا، وصرّح قائلًا: "طلب مني أحد القادة الثلاثة في الخليج أن أتدخّل، لأن الناس يموتون جوعًا في غزة". في تركيا، سعيت لمعرفة إن كان اجتماع أردوغان في الرياض قد أسفر عن قرار بخصوص غزة. وقد علمت أنّ أردوغان طرح موضوع غزة، لكن ترامب لم يصدر قرارًا واضحًا بشأنها. وما إن انتهت زيارة ترامب، حتى بدأت إسرائيل عدوانًا شاملًا على غزة بكل وحشيتها، متحدّية بذلك ترامب والعالم بأسره. ويا للأسى، فقد كانت غزة، وسط كل تلك اللقاءات الرامية للسلام، الموضوع الحزين الوحيد الذي بقي بلا حلّ.