logo
الخذلان من قتل غزة

الخذلان من قتل غزة

صحيفة الشرقمنذ يوم واحد
كل هذا وأكثر يحدث ويتضخم ويتضاعف في قطاع يبلغ طوله 41 كم وعرضه من 6 إلى 12 كم وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كم وله حدود مع باقي مساحة فلسطين بطول 51 كم وحدود مع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح الجنوبية، فهل تتخيلون حجم العدوان النازي الذي تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى من العالم وبمساندة واضحة وصريحة من الولايات المتحدة التي تمد يدا تدعو فيها لمضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية وتجنب قتل المدنيين وهي يد تبدو أقصر وأكثر شُحا من اليد الأخرى الممدودة بأريحية كبيرة لإفشال أي قرار دولي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لمرتين لم تستحي واشنطن عبر مندوبها الدائم وهو يرفع يده لاستخدام حق النقض الذي يمكن للدول دائمة العضوية أن تستخدمه لوقف أي قرار لا يتلاءم مع مصالحها أو علاقاتها مع الطرف الآخر، وهذا ما حدث بالنسبة لإسرائيل التي سارعت فورا لتقديم الشكر على المساندة الأمريكية في استخدام (الفيتو) أمام قرار ترى إسرائيل أنه لا يمكن أن يتوافق مع منهجها الوحشي والمتعطش لإزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والأبرياء في غزة التي حولتها لمدينة أشباح يعاني أصحابها من الشتات والتهجير والحصار والتجويع والأمراض والأوبئة وانعدام الماء والغذاء والكهرباء والاتصال والدواء والوقود وفوق كل هذا تمارس سياسة الإبادة الجماعية بصورة همجية بربرية أمام عالم لا يمكن إلا أن يدعو لهدنة تارة وإلى وقف دائم لإطلاق النار تارة أخرى وفي الحالتين لا مستجيب لكل هذه الدعوات رغم قيام دول أوروبية كانت تعطي إسرائيل كامل حقها في الرد على هجمات 7 أكتوبر 2023 لكنها سرعان ما عادت للغة الإنسانية أمام المشاهد المؤلمة للأطفال والرضع والمدنيين الأبرياء الذين يخرجون أشلاء ومحترقين ومهشمين لا روح فيهم ولا أنفاس يمكن تلاحقها وطالبت إسرائيل بأن تتوقف فورا عن مجازرها التي ترتكبها بحق شعب مدني قتلت منه إسرائيل الأطفال والرجال والنساء وكبار السن والطواقم الطبية الفلسطينية والإعلاميين ومنتسبي المنظمات الدولية حتى تجاوز العدد الآلاف منهم، ومع ذلك يستمر هذا الكيان الإجرامي رغم اعترافه مؤخرا بخساراته الباهظة من الأرواح والإمكانات اللوجستية والعسكرية واقتصاده المنهار نسبيا وفقدان الأمان في مستوطنات فلسطين المحتلة من جانبه بسبب الهجوم الشرس للمقاومة الفلسطينية ولكنه الكيان الذي دخل فلسطين منذ 75 سنة على رؤوس الرماح والقتل فاتخذها سياسة له لم تطل اليوم غزة فقط ولكن في مدن ومخيمات الضفة الغربية كلها ونرى اليوم الشهداء في كل مكان فإن كان لكم يا عرب أن تتأسفوا فاعتذروا عن تهاونكم لأنه هو العدو الأول لأشقائنا الفلسطينيين اليوم قبل أن تطلق إسرائيل رصاصتها الأولى لصدورهم العارية لأن الخذلان يقتل فورا ولا مجال للتدارك لاحقا!.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store