الهروب من حقيقة الهزيمة إلى افتراض عدو بديل
هذا لا يعني أن العدو البديل هو عدو بشكل أو بآخر، بل غالبا ما يكون صديقا أو داعما لهذه الجهة التي تسعى إلى شيطنته وإقناع الناس بضديته، حتى لا يفكر بحجم وألم الهزيمة وفجاعتها عليها وعليهم، فتفقد هذه الجماعة شعبيتها وتخسر مؤيديها، وتصبح خارج سياق الحاضر وحسابات المستقبل القريب والبعيد، فتكون الخسارة ليست مرحلية وحسب بل قاسمة وقاضية، لذا فإن سياسة الترحيل لجمهور –المصدقين– والذين على أبصارهم غشاوة إلى عدو بديل أو أكثر، بقصد الإلهاء وصرف الأبصار عن واقع الهزيمة المر، الذي سيحول المصفقين والمهليين لهذه الجماعة في لحظة الإدراك إلى التنصل منهم ونبذهم، بل والسعي إلى عزلهم شعبيا ومحاسبتهم جماهيريا، وتحميلهم قسوة ما آلت إليه الأوضاع من خراب مفزع وخسائر يصعب تعويضها، وهزيمة بينة الملامح، وخسائر كبرى تمس جوهر القضية النضالية.
إن السعي لإقناع الموالين بالبديل أو البدلاء عن العدو الحقيقي، هو دليل على حالة إفلاس كبرى، وفقدان للبوصلة في زمن حرج، ومحاولة بائسة للبحث عن طوق نجاة شعبي ولو استدعى ذلك الادعاء أن اليد التي امتدت لتنتشلهم من غرق محتم هي اليد التي تدفعهم للغرق، في معركة جديدة لتزييف الوقائع، وتلفيق الذرائع، فقط حتى لا تعترف بالهزيمة التي لحقت بها، ليس فقط في ميدان المعركة بل في التأييد الشعبي العام، الذي بدأ منذ فترة ليست قصيرة بإدراك حقيقة ما يجري وتتكشف لديه حجم مساوئ ما جرى ويجري، وارتدادات هذا الأمر برمته على ما تحقق عبر سنوات طويلة من النضال، نعم قد يكون ما تحقق غير كاف ومنقوص، ولا يعبر عن الحق والمستحق، لكن نتائج ما حدث كارثي ليس على الصعيد الإنساني المفزع والمرعب واللإنساني على الإطلاق، وتدمير شامل للمدن والبنى التحتية، بل يتعداه إلى تراجع كبير في أي منجز سياسي سابق، وتنصل من أي عهد أو معاهدة، مما مكن العدو الحقيقي من تحقيق أكثر مما كان يسعى إليه.
لعل الخطوة الأساس في تغيير هذا الواقع الصعب والمدمر، تكون في ضرورة الاعتراف بما هو حاصل على الأرض، وما نتج عنه من مآلات قاسية، فلا يمكن أن تنتصر في أي مواجهة مستقبلية ما لم تعترف بالوضع الحقيقي الذي وصلت إليه، أما سياسة ترحيل الأزمات ولي عنق بوصلة الحقيقة، وحرف المسارات عن سككها الأصلية، من أجل محاولة البقاء مهما كان الثمن، والعمل على إنعاش الحالة الشعبية المتراجعة مهما تم من تزييف الوعي، وإلقاء التهم والمهاترات عبر خطابات مكشوفة النوايا ورديئة الصياغة وخطط يائسة، كل ذلك لن يوقف المياه عن التدفق داخل السفينة المعطوبة، فلا بد من لحظة الحقيقة، وصدق المكاشفة، ووضع الأمور في نصابها، فالناس الأبرياء والضحايا الأنقياء يستحقون الصدق والمصداقية، ورص الصفوف لا محاولة تشتيتها بالكذب والافتراء، وأن تصب كل الاتجاهات نحو عدو واحد، العدو الحقيقي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عمان نت
منذ ساعة واحدة
- عمان نت
الحكومة الأردنية تدعو إسرائيل بتدخل جدي لوقف اعتداءات شاحنات المساعدات
قال وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة، محمد المومني، الاثنين، إن مستوطنين إسرائيليين يواصلون اعتراض شاحنات المساعدات الأردنية المتجهة لغزة. وأضاف المومني في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، قائلا "تتعرّض قوافل المساعدات الأردنية للاعتداء من مستوطنين في أثناء طريقها إلى قطاع غزة، كان آخرها يوم أمس الأحد، إذ تمّ اعتراض طريق شاحنات لمنعها من إكمال مسيرها باتجاه القطاع، وقد عاد عدد منها أدراجه بالفعل". ودعا المومني السلطات الإسرائيلية بـ"تدخل جدي" لوقف تلك الاعتداءات وعمليات السلب والنهب. وأشار الوزير إلى "وجود عمليات سلب ونهب لقوافل المساعدات وعدم حمايتها وتأمينها، ما يساهم في إثارة الفوضى ومنع وصول المواد الإغاثية بطرق منظمة يستفيد منها المستحقون". وبحسب المومني، "ليست هذه المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الحوادث بل تكرّرت (...)، ما يستدعي تدخلا جديا من السلطات في إسرائيل لمنع حصول هذه الاعتداءات التي تخرق القوانين والاتفاقات". وانتقد الوزير "التضييق على عدد الشاحنات" و"الأسلوب المعقد للقبول بمرورها" و"التأخير" و"التفتيش الفوضوي على المعابر" و"فرض جمارك مستحدثة" و"التحجج بانتهاء مدة الدوام لإعادة عشرات الشاحنات من حيث أتت".


خبرني
منذ ساعة واحدة
- خبرني
محكمة برازيلية تأمر بوضع الرئيس السابق بولسونارو قيد الإقامة الجبرية
خبرني - أصدرت المحكمة العليا البرازيلية يوم الاثنين أمرا بإخضاع الرئيس السابق جايير بولسونارو للإقامة الجبرية، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأعلن القاضي ألكسندر دي مورايس في قراره أن الزعيم اليميني المتشدد لم يلتزم بالقيود القضائية المفروضة عليه الشهر الماضي. كما حظر مورايس على بولسونارو استقبال الزوار باستثناء المحامين والأشخاص المصرح لهم من المحكمة، ومنعه من استخدام الهاتف المحمول سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء. وتم فرض هذه القيود على خلفية اتهامات باستعانة بولسونارو بتدخل ترامب، الذي ربط مؤخرا بين فرض رسوم جمركية مرتفعة على البضائع البرازيلية وما وصفه بـ"حملة مطاردة" ضد بولسونارو. ويواجه الرئيس البرازيلي السابق تهم التآمر مع عشرات من حلفائه لإلغاء نتائج انتخابات 2022 التي خسرها. وأكد المتحدث باسم بولسونارو صدور أمر الإقامة الجبرية وفرض القيود على استخدام الهاتف المحمول. وسبق أن صرح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن تدخل واشنطن في النظام القضائي البرازيلي غير مقبول، وأن بلاده ستدافع عن سيادتها وتبحث عن شركاء جدد لها. وأضاف أن البلاد "ما زالت مستعدة للتفاوض حول الجوانب التجارية لعلاقاتها مع الولايات المتحدة"، لكنها ستستخدم كل الوسائل لحماية سيادتها والبحث عن شركاء جدد. وقد فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على دي مورايس بسبب استمراره في محاكمة الرئيس البرازيلي السابق (2019-2022) جايير بولسونارو والتحقيقات المتعلقة بالشركات الأمريكية. ويتهم الرئيس السابق للبرازيل بمحاولة انقلاب نهاية عام 2022 لمنع وصول لولا دا سيلفا إلى السلطة.


خبرني
منذ ساعة واحدة
- خبرني
قرار لجيش الاحتلال للحد من حالات انتحار الجنود
خبرني - قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي إلغاء أوامر تمديد الخدمة الإلزامية للجنود لمدة 4 أشهر، على خلفية ما وصفه بالإنهاك المتزايد في صفوف القوات، وبعد أيام من تقارير تحدثت عن تصاعد حالات الانتحار في صفوفه، ناجمة عن الظروف التي يتعرض لها الجنود أثناء القتال في قطاع غزة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن رئيس الأركان إيال زامير قرر إلغاء الأمر الذي كان يمدد بقاء الجنود النظاميين في الخدمة مباشرة بعد انتهاء فترتهم النظامية، بإضافة 4 أشهر في الاحتياط. وأشارت الهيئة إلى أن القرار جاء بعد نقاشات داخل هيئة الأركان العامة قبل أسبوعين، خُصصت لبحث إمكانية استدعاء المزيد من قوات الاحتياط لتوسيع العمليات البرية في غزة، في حال تعثرت مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، ولم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن، حسب المصدر ذاته، أصر زامير على الالتزام بوعده السابق لجنود الاحتياط، القاضي بعدم تمديد فترة خدمتهم لأكثر من 74 يوما سنويا، ورفض استدعاء المزيد منهم خارج الجدول السنوي المعتمد. وأوضحت الهيئة أن قرار زامير جاء "بعد جولات ميدانية قام بها، استمع خلالها إلى قادة وجنود في الاحتياط، ولاحظ حجم الإنهاك والصعوبات التي يواجهونها هم وعائلاتهم"، في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي 27 أبريل/نيسان الماضي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإجبار جنوده النظاميين على البقاء في الخدمة لمدة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء فترة خدمتهم، في ظل النقص بأعداد الجنود المقاتلين. وذكرت الصحيفة أنه بسبب النقص في القوات المقاتلة بالجيش الإسرائيلي، قامت شعبة القوى العاملة في الأيام الأخيرة بتثبيت "كود الطوارئ 77″، الذي يقضي بإبقاء المقاتلين في الجيش بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية. تزايد حالات الانتحار جدير بالذكر أن تحقيقا للجيش الإسرائيلي، نُشر أمس الأحد، كشف أن معظم حالات الانتحار في صفوفه ناجمة عن ظروف قاسية تعرض لها الجنود أثناء القتال في قطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس، إنه منذ بداية 2025، انتحر 16 جنديا، ويخشى الجيش الإسرائيلي من انتشار هذه الظاهرة مع وجود عشرات الآلاف من جنود الاحتياط يخضعون للعلاج النفسي أو مسجلين في برامج للحصول عليه بعد مشاركتهم في القتال بغزة. وبشكل شبه يومي، تعلن المقاومة عن تمكنها من قتل وإصابة جنود للاحتلال وتدمير آليات عسكرية خلال المعارك في قطاع غزة، وتبث جانبا من عملياتها بالصوت والصورة، بينما تقر تل أبيب بجزء من تلك الخسائر، وتفرض رقابة مشددة على الجزء الآخر، ما يرشح حجم خسائرها للارتفاع، وفق مراقبين.