
إيران تجنح للسلام مع إسرائيل بعد 12 يومًا فقط.. وتقلّل من خسائرها بالدعوة للاحتفال بـ"الانتصار"
دخل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ صباح اليوم الأحد، بعد 12 يومًا من المواجهات العسكرية المكثفة التي طالت العمق الإيراني، وأسفرت عن خسائر فادحة في البنية التحتية والمنشآت النووية، وقيادات بارزة في الحرس الثوري.
وجاء الإعلان بعد ضربة جوية نفذتها طائرات أمريكية من طراز B-2 ضد منشآت نووية إيرانية يوم السبت الماضي، وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"المثالية"، مشيرًا إلى أنها شكّلت نقطة تحول في مسار الحرب، ودفعت طهران للقبول باتفاق التهدئة.
كما جاء الإعلان بعد ساعات قليلة من إطلاق طهران عشرين صاروخًا باليستيًا باتجاه قاعدة العديد الأمريكية في قطر، تم اعتراضها جميعًا وفقًا لوزارة الخارجية القطرية، باستثناء صاروخ واحد سقط دون أن يخلّف ضحايا، في رد رمزي على تدخل واشنطن إلى جانب إسرائيل في قصف المنشأة النووية الإيرانية.
وأعلن ترامب اتفاق وقف إطلاق النار في منشورات متتالية عبر منصته "تروث سوشيال"، مؤكدًا أن "السلام تحقّق من خلال القوة"، وأن التدخل العسكري الأمريكي كان حاسمًا في إنهاء التصعيد.
ورغم قصر مدة الحرب، إلا أن نتائجها كانت موجعة للنظام الإيراني؛ إذ فقد العشرات من علمائه النوويين، إلى جانب قيادات بارزة من الصف الأول في الجيش والحرس الثوري، إضافة إلى تدمير منشآت نووية، ومطارات، ومؤسسات خدمية. وقد قُدّر عدد القتلى المدنيين بأكثر من 500 شخص، بينهم العالم النووي محمد رضا صديقي، الذي قُتل في آخر ضربة قبل دخول التهدئة حيّز التنفيذ.
وفي الوقت الذي لم تُعلن فيه طهران، وواشنطن، والكيان المحتل أي تفاصيل رسمية عن الاتفاق وشروطه، قال التلفزيون الإيراني إن ساحة الثورة بطهران ستشهد في الساعة السادسة مساءً اليوم الثلاثاء 'احتفالًا بالنصر'، وهو "النصر المزعوم" الذي احتفى به وكلاء إيران في اليمن والعراق ولبنان عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين "انتصار داعمهم في المعركة وإرغام الكيان المحتل على وقف عدوانه".
وقد قوبلت دعوات إيران للاحتفال، ونفيها السريع صباحًا إطلاق أي صاروخ باتجاه إسرائيل، بموجة سخرية واسعة على منصات التواصل، حيث أكّد ناشطون أن الاستسلام الإيراني واضح، حتى وإن تم تغليفه بشعارات "النصر"، مشيرين إلى الصمود الأسطوري للمقاومة في غزة مقارنةً بطهران ووكيلها في لبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 17 دقائق
- اليمن الآن
تقدير أميركي اولي: ضربة مواقع إيـ.ران النـ.. ووية أخرت البرنامج النو وي ثلاثة أشهر فقط
يقول تقرير أمريكي سري اولي إن القصف الأمريكي لمواقع إيران النووية أغلق مداخل اثنين من المنشآت لكنه لم يدمر مبانيها تحت الأرض، وفقًا لمسؤولين مطلعين على النتائج. وتشير النتائج الأولية إلى أن الضربات التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع أخرت برنامج إيران النووي بضعة أشهر فقط، حسبما قال المسؤولون. وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية قد قالت قبل الهجوم إنه إذا حاولت إيران تسريع جهودها في صنع قنبلة، فسيستغرق ذلك حوالي ثلاثة أشهر، وبعد القصف الأمريكي وأيام من الهجمات التي شنتها القوات الجوية الإسرائيلية، قدّرت وكالة الاستخبارات الدفاعية في تقريرها أن البرنامج تأخر أقل من ستة أشهر. وقال مسؤولون سابقون إن أي جهد متسرع من إيران للحصول على قنبلة سيكون لتطوير جهاز صغير نسبيًا وبدائي، وسيكون إنتاج رأس حربي مصغر أكثر صعوبة بكثير، وغير واضح مدى الضرر الذي لحق بهذا البحث المتقدم. وتشير النتائج إلى أن تصريح الرئيس ترامب بأن المنشآت النووية الإيرانية دُمرت بالكامل كان مبالغًا فيه، على الأقل بناءً على تقييم الأضرار الأولي. وكان من المقرر إحاطة الكونغرس بالضربة يوم الثلاثاء، وكان من المتوقع أن يسأل المشرعون عن نتائج التقييم، لكن الجلسة أُجلت، ومن المقرر الآن إحاطة أعضاء مجلس الشيوخ يوم الخميس. وذكر التقرير أيضًا أن الكثير من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب نُقل قبل الضربات، التي دمرت القليل من المواد النووية، وقد يكون بعضه قد نُقل إلى مواقع نووية سرية تديرها إيران. وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين إنهم يعتقدون أيضًا أن إيران تحتفظ بمنشآت تخصيب صغيرة سرية بُنيت لتمكين الحكومة الإيرانية من مواصلة برنامجها النووي في حالة الهجوم على المنشآت الأكبر. وحذر المسؤولون من أن التقرير السري المكون من خمس صفحات هو تقييم أولي فقط، وسيتبعه تقييمات أخرى مع جمع المزيد من المعلومات وفحص إيران للمواقع الثلاثة في فوردو ونطنز وأصفهان. وقال أحد المسؤولين إن التقارير التي شاهدها أشخاص في الإدارة كانت "مختلطة" لكن المزيد من التقييمات لا تزال قيد الإجراء. ويشير تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية إلى أن المواقع لم تتضرر بالقدر الذي كان يأمله بعض مسؤولي الإدارة، وأن إيران تحتفظ بالسيطرة على معظم موادها النووية، مما يعني أنه إذا قررت صنع سلاح نووي، فقد تتمكن من القيام بذلك بسرعة نسبيًا. وتحدث المسؤولون الذين تمت مقابلتهم لهذا المقال بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأن نتائج التقرير لا تزال سرية. واعترض البيت الأبيض على التقييم، وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إنه "خاطئ تمامًا". وقالت في بيان: "تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة للإساءة إلى الرئيس ترامب، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمة مثالية لتدمير البرنامج النووي الإيراني" واضافت "الجميع يعلم ماذا يحدث عندما تسقط 14 قنبلة تزن 30 الف رطل بدقة على أهدافها: تدمير كامل". وألحقت الضربات أضرارًا بالغة بالنظام الكهربائي في فوردو، التي تقع داخل جبل لتحميها من الهجمات، حسبما قال المسؤولون. وليس من الواضح كم من الوقت ستستغرق إيران للوصول إلى المباني تحت الأرض ثم إصلاح الأنظمة الكهربائية وإعادة تركيب المعدات التي نُقلت. كما أثارت تقييمات الأضرار الإسرائيلية الأولية تساؤلات بشأن فعالية الضربات. وقال مسؤولو الدفاع الإسرائيليون إنهم جمعوا أدلة على أن المنشآت تحت الأرض في فوردو لم تُدمر. وقدم الجيش الأمريكي للمسؤولين قبل الضربة مجموعة من الاحتمالات لمدى تأخير الهجوم للبرنامج الإيراني، والتي تراوحت من بضعة أشهر في الحد الأدنى إلى سنوات في الحد الأعلى. وحذر بعض المسؤولين من أن مثل هذه التقديرات غير دقيقة، ومن المستحيل معرفة بالضبط كم من الوقت ستستغرق إيران لإعادة البناء، إذا اختارت القيام بذلك. وأعلن السيد ترامب أن غارات القصف بطائرات B-2 وصواريخ توماهوك البحرية "دمرت" المواقع النووية الإيرانية الثلاثة، وهو تأكيد كرره وزير الدفاع بيت هيغسيث في مؤتمر صحفي بالبنتاغون يوم الأحد، لكن الجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، كان أكثر حذرًا في وصف آثار الهجوم، وقال: "هذه العملية صُممت لإضعاف بنية الأسلحة النووية الإيرانية بشكل كبير". وقال الجنرال كاين يوم الأحد، واقفًا بجانب هيغسيث، إن تقييم الأضرار النهائي للعملية العسكرية ضد إيران لا يزال قادمًا، وقال إن التقييم الأولي أظهر أن جميع المواقع النووية الإيرانية الثلاثة التي تم استهدافها "تعرضت لأضرار وتدمير شديد". واتخذ الديمقراطيون أيضًا نبرة أكثر حذرًا في تحدي تقييم السيد ترامب في جلسة استماع بمجلس الشيوخ يوم الإثنين. وقال السيناتور جاك ريد من رود آيلاند، العضو الديمقراطي الأول في لجنة الخدمات المسلحة: "ما زلنا ننتظر تقييمات الأضرار النهائية". وقال مسؤولون عسكريون إنه لإحداث ضرر أكبر بالمواقع تحت الأرض، يجب أن تُضرب بضربات متعددة، لكن السيد ترامب أعلن أنه سيتوقف عن الضربات بعد الموافقة على الموجة الأولى. وخلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية قبل الضربات إلى أن إيران لم تتخذ قرارًا بصنع سلاح نووي، لكنها تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة بسرعة نسبيًا إذا قررت ذلك. وتوقع مسؤولو الاستخبارات أن ضربة على فوردو أو غيرها من المنشآت النووية من الولايات المتحدة قد تدفع إيران لصنع قنبلة، وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعرفون بعد ما إذا كانت إيران ستفعل ذلك، ولم يرد ممثلو وكالة الاستخبارات الدفاعية على طلبات التعليق.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الغارديان: بعد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. من هو الرابح الحقيقي في هذه المعركة؟ (ترجمة خاصة)
عقب جولة من المواجهات العسكرية المباشرة وغير المسبوقة بين إسرائيل وإيران، وبمشاركة أمريكية، أسدل الستار على الصراع بإعلان وقف إطلاق النار. لكن ضجيج إعلانات النصر الذي صدر عن كل طرف لم يكن أقل صخباً من دوي الانفجارات، حيث سارعت كل من واشنطن وتل أبيب وطهران إلى تقديم روايتها الخاصة التي تؤكد تفوقها الاستراتيجي. يغوص هذا التقرير التحليلي عميقاً خلف هذه الروايات المتضاربة، متسائلاً: بعيداً عن حرب التصريحات، من هو الرابح الحقيقي في هذه المعادلة المعقدة، وما هي المكاسب والخسائر الاستراتيجية التي ترتبت على الأرض؟ يكشف التحليل الذي ترجمه "خطوط برس" للعربية عن حقيقة أكثر قتامة وإثارة للقلق من مجرد تحديد المنتصر، ففي قلب هذه المواجهة، يكمن الخطر الأكبر في أن ما يعادل عشرة رؤوس نووية من اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب قد أصبح مصيره مجهولاً وخارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهو ما يطرح سؤالاً جوهرياً: هل أدت هذه الحرب، التي هدفت إلى كبح طموحات إيران النووية، إلى نتيجة عكسية تماماً، ودفعت طهران والمنطقة بأسرها خطوة أقرب نحو حافة الهاوية النووية؟ نص التقرير: في خطوة لم تكن مفاجئة لأحد تقريباً، سارعت جميع الأطراف إلى إعلان انتصارها مع قبولها الرسمي لوقف إطلاق النار الذي أعلنه دونالد ترامب صباح الثلاثاء. غير أن تحديد الرابحين والخاسرين على المدى الطويل، إن وجدوا، سيستغرق بعض الوقت. بحلول منتصف النهار في الشرق الأوسط، لم يكن غبار المعركة قد انقشع بعد. فبعد أكثر من ساعتين من الموعد المفترض لبدء الهدنة عند الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش، أعلنت إسرائيل أنها اعترضت صاروخين على الأقل قادمين من إيران باتجاه شمال البلاد، ورغم أن إيران نفت إطلاق أي شيء، توعدت إسرائيل برد مدمر. وما أن استيقظ ترامب على هذه الأنباء، حتى ثار غضبه وألقى باللوم على كلا الجانبين، لكنه خص إسرائيل بقسط وافر من السخط، مطالباً إياها بإعادة طياريها ومحذراً من أن إلقاء قنابلهم سيشكل "انتهاكاً جسيماً". أفادت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان يسعى لتهدئة الرئيس الأمريكي، إذ إن الخلاف مع ترامب يضر به سياسياً، كما أن الضغط سيمارس عليه بشدة للعودة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار. من جهتها، صورت إيران الهدنة على أنها "فُرضت على العدو"، وهو تقييم يثير الشكوك على الفور، بالنظر إلى العدد الضئيل جداً من صواريخها التي تمكنت من اختراق درع أعدائها الدفاعي، وحجم الضرر المحدود الذي أحدثته. وحتى لو نجح ترامب في إعادة الهدنة إلى مسارها، فإن ادعاءه الجريء خلال الليل بأنه ضمن سلاماً دائماً قد تكشّف عن خطئه بسرعة مهينة. ففي حديثه لشبكة "إن بي سي نيوز" ليلة الاثنين، قال ترامب: "أعتقد أن وقف إطلاق النار غير محدود، وسيستمر إلى الأبد"، متوقعاً أن إسرائيل وإيران "لن تطلقا النار على بعضهما البعض مرة أخرى أبداً". أما تقييمه الشامل الآخر، بأن برنامج إيران النووي قد "طُمس" ولن يُعاد بناؤه أبداً، فقد تردد صداه على لسان نتنياهو، وإن كان بنبرة أقل حزماً. وفي إقراره بوقف إطلاق النار، أصدر مكتب نتنياهو بياناً أعلن فيه أنه نجح في إزالة "تهديد وجودي مزدوج، يتعلق بالقضية النووية والصواريخ الباليستية على حد سواء". لا شك أن القاذفات الإسرائيلية والأمريكية قد أحدثت دماراً هائلاً، حيث انتشرت صور الأقمار الصناعية التي تظهر مواقع نووية إيرانية وقد تحولت إلى أنقاض، وحفر في الأرض حيث يُفترض وجود منشآت تحت الأرض. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوع أضرار جسيمة في الغرف العلوية والجوفية في منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، وكذلك في منشأة فوردو المحصنة التي بنيت داخل جبل. وأوضح المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أنه حتى لو لم تتمكن القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات من الوصول إلى قاعات التخصيب، فمن المتوقع أنها تسببت في "أضرار بالغة الأهمية" بالنظر إلى "الطبيعة شديدة الحساسية للاهتزازات التي تتسم بها أجهزة الطرد المركزي". كما تحولت عدة منشآت أخرى في مجمع أصفهان النووي المترامي الأطراف إلى أنقاض، ولحقت أضرار جسيمة بمنشآت أخرى في أنحاء البلاد. لكن غروسي أوضح أن الوكالة لم يعد بإمكانها تتبع مصير مخزون إيران البالغ 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. ويُعد هذا اليورانيوم عالي التخصيب (HEU) من أهم جواهر تاج البرنامج النووي الإيراني، فإذا ما تم تخصيبه إلى نسبة 90%، فسيكون كافياً لصنع حوالي 10 رؤوس حربية. قبل الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، كانت الوكالة تضع هذه المواد تحت المراقبة عن بعد في موقع تخزين يقع في عمق مجمع أصفهان، ولكن منذ الهجوم، فقدت أثرها. وبما أن اليورانيوم عالي التخصيب يمكن تخزينه ونقله في حاويات بحجم أسطوانات الغوص، فمن السهل نقله عبر البلاد في سيارات عادية لا تثير الشبهات. وقد ألمح مسؤولون إيرانيون علناً إلى أن مخزون اليورانيوم عالي التخصيب قد نُقل قبل تعرض البلاد للهجوم. من جهته، اعترف نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، بأن واشنطن لا تعرف مكان هذا اليورانيوم، ووعد في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC بالقول: "سنعمل في الأسابيع المقبلة لضمان أننا سنتخذ إجراءً بشأن هذا الوقود". وأضاف: "هذا أحد الأمور التي سنتحدث مع الإيرانيين بشأنها". وفي هذا السياق، كتب إيان ستيوارت، المدير التنفيذي لمكتب واشنطن في مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار (CNS)، على منصة بلوسكاي: "هناك ما يعادل عشرة أسلحة نووية من المواد (يورانيوم مخصب بنسبة 60%) خارج السيطرة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تعرف مكانها. يجب أن يكون هذا هو مصدر القلق الرئيسي". بدوره، قال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "من الصعب المبالغة في تقدير خطورة هذا الأمر... قد تكون هذه الحرب كارثة لجهود منع الانتشار النووي". وكتب على منصة إكس: "دعوني أصيغ الأمر كالتالي: لو أن اتفاقاً نووياً سمح لإيران بالاحتفاظ بما يعادل عدة قنابل من اليورانيوم عالي التخصيب خارج ضمانات الوكالة، لقلنا (وهو قول صحيح) إنها صفقة سيئة للغاية. ومع ذلك، هذه هي النتيجة التي أفضى إليها استخدام القوة العسكرية". ويرى خبراء نوويون أن إيران تستطيع تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى مواد صالحة للاستخدام العسكري بسهولة نسبية. فمنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي متعدد الأطراف عام 2018، لم تعد الوكالة قادرة على حصر جميع مكونات أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. ويمكن تنفيذ المرحلة النهائية من التخصيب في موقع ثانٍ في نطنز، كانت إيران تحفره تحت جبل منذ سنوات ولم يتعرض للقصف، أو يمكن أن تتم في أي مبنى صناعي غير لافت للأنظار. وفي تقديره للموقف، قال جيفري لويس، الأستاذ في مركز دراسات عدم الانتشار بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية، إنه إذا قررت إيران الاندفاع نحو صنع قنبلة، فسيستغرق الأمر حوالي خمسة أشهر لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع ترسانة نووية صغيرة. تتفق وكالات الاستخبارات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية على أنه قبل الهجوم الإسرائيلي، لم تكن هناك أي إشارة إلى أن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، قد أمر بصنع رأس حربي. ويكمن الخطر الآن في أن حملة القصف الإسرائيلية والأمريكية قد تدفعه لتغيير رأيه، وتقنعه في نهاية المطاف بأن السلاح النووي هو السبيل الوحيد لردع أعداء إيران. وإذا اتُخذ هذا القرار، فقد تكتمل بقية قطع الأحجية. من المرجح أن يستغرق بناء رأس حربي فعال عدة أشهر أيضاً، ولكن يمكن القيام به في مساحة صغيرة. ورغم أن إسرائيل اغتالت حوالي 15 عالماً نووياً إيرانياً، إلا أنه بعد أكثر من ربع قرن، من المرجح أن تكون خبرة البلاد النووية أعمق بكثير. يضاف إلى ذلك أن مصير ما يقرب من نصف ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية، المقدرة بنحو 2500 رأس حربي، لا يزال مجهولاً. وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، قد ذكر أن إدارة بايدن أجرت محاكاة لهجوم على البرنامج النووي الإيراني، لكن تلك المناورات الحربية أظهرت خطر قيام النظام بتفريق أصوله وإخفائها، ومن ثم اتخاذ قرار "بالاندفاع نحو صنع قنبلة". وكتب في صحيفة "نيويورك تايمز": "بذلك، تكون ضربة السيد ترامب قد خاطرت بالتعجيل بحدوث ما كنا نسعى لمنعه". قد تراهن إسرائيل والولايات المتحدة على قدراتهما الاستخباراتية الهائلة وتفوقهما العسكري لتدمير أي نشاط نووي تحاول إيران استئنافه، عبر شن هجمات متكررة في السنوات القادمة. لكن هذا النهج في منع الانتشار هو أكثر عنفاً وخطورة بكثير من اتفاق كتلك الذي أُبرم في عهد رئاسة باراك أوباما، والذي كان خاضعاً لتحقق ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. سيكون اليقين أكبر لو تم استبدال الحكومة الإيرانية الحالية ببديل أكثر طواعية ومتحالف مع الغرب. لقد كان "تغيير النظام" هدفاً حربياً معلناً بشكل متزايد من قبل ترامب وحكومة نتنياهو على مدار الحرب. لكن حتى الآن، تبدو المؤسسة الدينية الإيرانية وقد أصابتها الجراح، لكنها لا تظهر أي علامات على وجود تصدعات داخلية. صحيح أن النظام مكروه من قبل شريحة واسعة من السكان، لكنه لا يزال يحتفظ باحتكار العنف الذي أبقاه في السلطة حتى الآن. وفي الوقت الراهن على الأقل، يبدو أن الغضب الشعبي من القصف الخارجي يطغى على السخط من الحكام. وفي الواقع، قد يكون أولئك الذين التفوا حول شعار "امرأة، حياة، حرية" في السنوات الأخيرة هم من بين الخاسرين على المدى القصير. مع مرور الوقت، قد يثبت عجز النظام في مواجهة الهجوم الخارجي أنه شرخ قاتل في بنيانه بأكمله، ولكن لا توجد أي مؤشرات على ذلك حتى الآن. وعلق لويس على منصة إكس قائلاً: "يجب أن نحكم على هذه الضربة من خلال هدفها الحقيقي، وليس من خلال غطائها القانوني المتمثل في الدفاع الوقائي عن النفس". واختتم بالقول: "إذا أبقت الضربة على النظام الحالي، أو نظام شبيه به إلى حد كبير، في السلطة مع امتلاكه خياراً نووياً، فإنها ستكون قد شكلت فشلاً استراتيجياً".


وكالة الصحافة اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الصحافة اليمنية
هل انتصرت إيران فعلًا على 'إسرائيل'؟
تحليل / وكالة الصحافة اليمنية // بعد اثني عشر يومًا من العدوان الاسرائيلي والرد الإيراني انتهت المواجهة ووافقت 'إسرائيل' على وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم ليدخل الاتفاق حيز التنفيذ فعليًا ظهر اليوم الثلاثاء. والسؤال الذي يُطرح اليوم هو من الذي انتصر في هذه الحرب ؟ لابد قراءة هذه الحرب من بدايتها الى نهايتها لمعرفة نتائجها. بينما الولايات المتحدة الأميركية تمارس الخداع والإيحاء بأن الضربة 'الإسرائيلية' لإيران مستبعدة، باعتبار ما يجري من مفاوضات حول برنامجها النووي، أعلن جيش الاحتلال في الـ 13 من يونيو الجاري بدء عملية أسماها 'الأسد الصاعد' ضد إيران والتي بداءها باغتيال عدد من القيادات العسكرية الإيرانية واستهداف منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية، وعقب إعلان جيش الاحتلال 'الاسرائيلي' خرج رئيس وزرائه 'بنيامين نتنياهو' ليعلن أن هذه العملية لن تنتهي حتى يتم تدمير برنامج إيران النووي وقدراتها الصاروخية، ومع تصريحات 'نتنياهو' ونتيجة ما حققته 'إسرائيل' في الضربة الأولى تعدى الحديث في الداخل الصهيوني عن تدمير النووي والقدرات الصاروخية الإيرانية إلى تغيير النظام. استطاعت إيران امتصاص الضربة الأولى وقلبت المعادلة وأعلنت في اليوم التالي عملية 'الوعد الصادق 3' للرد على الاحتلال الإسرائيلي وبدأت بقصف عمق الاحتلال بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل لم يكن متوقعًا لـ 'إسرائيل' التي تزلزلت مدنها ومستوطناتها وطال الدمار كل قواعدها ومناطقها الحساسة نتيجة ذلك. منذ الأيام الاولى من للرد الايراني تغيرت الحسابات في 'إسرائيل ' باعتبار أن الفرق شاسع بين ما يحققه جيش الاحتلال من إنجازات من جهة، والثمن الباهض الذي تدفعه 'إسرائيل' من جهة أخرى، في ظل ظهور مؤشرات على انهيار وشيك للجبهة الداخلية الإسرائيلية، كنتيجة للنقص الكبير في مخزون الصواريخ الاعتراضية والآثار المدمرة لسقوط الصواريخ الإيرانية الدقيقة، حيث بات كيان الاحتلال يعيش وضعًا حرجًا أكده حجم الخسائر التي كشف عنها الإعلام العبري اليوم. ووفق تقارير الإعلام العبري، فإن الحرب مع إيران تكبد 'إسرائيل' قرابة خمسة مليارات دولار يوميًا، فيما يُقدَّر الإنفاق لتغطية احتياجات صندوق تعويضات الأضرار فقط بنحو خمسة مليارات شيكل (نحو 1.44 مليار دولار)، ويتوقع عجزًا حكوميًا يتجاوز ستة في المئة في العام الجاري، مقارنة بالسقف الذي حدّدته الحكومة البالغ 4.9 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وذكر الاعلام العبري أن صناديق التعويضات 'الإسرائيلية' تلقت 38,700 طلب تعويض منذ بدء الحرب مع إيران.. مشيرًا إلى تضرر مئات الوحدات السكنية والمباني، ناهيك عن الدمار الهائل في البنية التحتية وخسائر القطاع العسكري. وفي ظل هذه الخسائر والتي هي أقل بكثير من الحقيقة باعتبار ما يفرضه كيان الاحتلال من رقابة وتعتيم على خسائره وعدم السماح إلا بما يسمح هو بنشره، كان لابد لـ 'إسرائيل' أن تخرج من هذه الحرب. هل حققت 'إسرائيل' أهداف الحرب؟ رغم إعلان 'نتنياهو' بأن الحرب على إيران حققت أهدافها إلا أن التقديرات في 'إسرائيل' قدرت أن الهجمات على إيران أخرت إمكانية تطوير طهران لسلاح نووي لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل، وهذا ما أكده وزير المالية في كيان الاحتلال جدعون ساعر في لقاء له مع صحيفة 'بيلد' الألمانية. ومع عجز الاحتلال عن تدمير قدرات إيران النووية كان من الصعب عليه أن ينهي هذه الحرب، كما كان من الصعب عليه إكمال هذه الحرب والصمود أمام الصواريخ الإيرانية؛ ولهذا كان لا بد من إيجاد مخرج يظهر أن 'إسرائيل' انتصرت في هذه الحرب وحققت أهدافها، ومن أجل هذا جاءت الضربة الأميركية للمنشئات النووية الإيرانية التي كانت وفق محللين 'استعراضية أكثر مما هي تدميرية'. تؤكد المؤشرات أن قدرات إيران النووية لم تدمر كما يصرح 'ترامب' و' نتنياهو' ، وما زالت إيران تمتلك القدرة على إعادة ترميم قدراتها النووية برغم ما لحق بها من أضرار، إضافة إلى أن 'إسرائيل' وقفت عاجزة تمامًا عن التأثير في قدرات إيران الصاروخية، والدليل قدرة طهران الكبيرة جدًا على إطلاق الصواريخ حتى أخر لحظة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والضربة التي وجهتها إيران لقاعدة العديد الأميركية الموجودة في قطر ردًا على الاستهداف الأميركي لمنشآتها النووية. الحقيقة هي أن إيران لم تكن من بدأت هذه الحرب، وكانت منذ بدايتها تؤكد على أن وقف ردها مرهون بوقف العدوان الإسرائيلي عليها، وهو ما تحقق أخيرًا حيث فرضت طهران إرادتها وطلب كيان الاحتلال الاسرائيلي واشنطن بالتدخل لوقف إطلاق النار، دون أن يحقق أهداف عدوانه على إيران، وهذا يعد وفق الحسابات العسكرية انتصار لإيران، رغم ما خسرته من قادة عسكريين وما لحق بمنشئاتها النووية من أضرار.