logo
صفقة لـ"برزان" القطرية بـ1.3 مليار دولار لتوريد أسلحة إلى إندونيسيا

صفقة لـ"برزان" القطرية بـ1.3 مليار دولار لتوريد أسلحة إلى إندونيسيا

العربي الجديدمنذ 12 ساعات

وقّعت شركة برزان القابضة، الذراع الاستثماري لوزارة الدفاع القطرية، ثلاثة عقود واتفاقيات لتوريد أسلحة وذخائر إلى الجيش الإندونيسي، بقيمة 5 مليارات ريال قطري (1.37 مليار دولار)، وذلك ضمن مشاركتها في معرض إندونيسيا للدفاع. ووصفت "برزان القابضة" هذه الاتفاقيات في بيان أصدرته، اليوم السبت، بأنها تمثل محطة مفصلية في مسار التعاون الدفاعي الثنائي بين قطر وإندونيسيا.
وشملت الاتفاقيات توقيع عقد مع وزارة الدفاع الإندونيسية لتوريد البنادق والذخيرة للجيش الإندونيسي، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيتين مع مجموعة "ريبابليكورب" للتعاون في إنشاء مصنع للذخيرة في إندونيسيا من خلال مشروع مشترك. وأشار البيان إلى أن المحور الرئيسي لمشاركة "برزان القابضة" في المعرض يتمثل في شراكتها الاستراتيجية مع مجموعة تكنولوجيا أنظمة الدفاع الإندونيسية، حيث عرض الطرفان، من خلال جناح مشترك، إنتاجهما المشترك من الحلول الدفاعية المبتكرة التي تعكس متانة الشراكة الثنائية.
وقدمت "برزان القابضة" خلال المعرض مجموعة واسعة من منتجاتها الدفاعية المتقدمة، شملت: أنظمة الأسلحة المعيارية، وتقنيات القيادة والسيطرة، وحلول مكافحة الطائرات المُسيّرة، والمركبات السطحية المُسيّرة، إلى جانب أنظمة رائدة تعتمد على
الذكاء الاصطناعي
.
وتُعد إندونيسيا شريكاً تجارياً مهماً لقطر، إذ سجّل حجم
التبادل التجاري
بين البلدين في عام 2024 نمواً بنسبة 13.5%، ليبلغ 4.1 مليارات ريال، مقارنة بـ3.64 مليارات ريال في عام 2023. وكانت الدوحة قد استضافت، في إبريل/ نيسان الماضي، منتدى الأعمال القطري الإندونيسي، بحضور الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو.
وأكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، خليفة بن جاسم آل ثاني، خلال المنتدى، على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والرؤية المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار. وشدّد على أهمية تعزيز التبادل التجاري، وتسهيل المشاريع المشتركة، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الشركات القطرية والإندونيسية، ودعم القطاع الخاص في البلدين لبناء شراكات استراتيجية في مختلف المجالات.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
موسكو والدوحة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بعد زيارة أمير قطر
يُذكر أن "برزان القابضة" تأسست رسمياً عام 2016، وهي مملوكة بالكامل لوزارة الدفاع القطرية، وتركز في عملها على ثلاث ركائز أساسية: الاستثمار في مجالات الدفاع، والبحث والتطوير، والمشتريات الاستراتيجية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إمبراطورية ترامب المالية في إفصاح جديد.. إليك التفاصيل
إمبراطورية ترامب المالية في إفصاح جديد.. إليك التفاصيل

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

إمبراطورية ترامب المالية في إفصاح جديد.. إليك التفاصيل

كشف إقرار مالي اتحادي جديد تفاصيل عن ثروة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، مشيراً إلى أنه جنى نحو 57.7 مليون دولار من مبيعات الرموز الرقمية عبر شركة عملات مشفّرة أسسها مع أبنائه في عام 2023، وفقاً لما أوردت شبكة بلومبيرغ التي أشارت إلى أن الإفصاح المالي، الذي نشره مكتب الأخلاقيات الحكومية اليوم الجمعة، قدّم لمحة مفصلة عن إمبراطورية ترامب المالية الواسعة، والتي تشمل مئات الملايين من الدولارات من الفنادق و المنتجعات ومشاريعه الرقمية. وبحسب التقرير، فإن عائدات إمبراطورية ترامب من الرموز الرقمية البالغة 57.7 مليون دولار جاءت من مبيعات شركة "وورلد ليبرتي فايننشال" (World Liberty Financial)، وهي شركة عملات رقمية أُنشئت قبل الانتخابات الرئاسية. ووفقاً لموقع الشركة الرسمي، فإن ترامب وثلاثة من أبنائه هم دونالد جونيور وإريك وبارون، من بين مؤسسيها. ورغم ضخامة هذا الرقم، إلا أنه لم يكن المصدر الأكبر لدخل إمبراطورية ترامب في عام 2024. فقد حققت شركة "ترامب إنديفور" (Trump Endeavor 12 LLC)، التي تملك ملاعب غولف ومنتجعاً في ميامي، نحو 110 ملايين دولار، بينما جنى ناديه الشهير مار إيه لاغو أكثر من 50 مليون دولار من إيرادات متعلّقة بالمنتجع. إمبراطورية ترامب تُقدّر بالمليارات وبحسب مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، تُقدّر ثروة ترامب بنحو 4.8 مليارات دولار. وقد قدّر الإقرار المالي 22 من أصوله بأنها تتجاوز 50 مليون دولار لكل منها، منها نادي مار إيه لاغو ومنتجع ترنبيري في اسكتلندا، وحصصه في كل من "وورلد ليبرتي فايننشال" و"ترامب ميديا أند تكنولوجي غروب" (Trump Media & Technology Group) المالكة لمنصة "تروث سوشال" (Truth Social). اقتصاد دولي التحديثات الحية بطاقة ترامب الذهبية: الإقامة الدائمة في أميركا مقابل 5 ملايين دولار وأشارت بلومبيرغ إلى أن الإفصاحات المالية الرسمية تُدرج الأصول وفق نطاقات تقديرية فقط، حيث "أكثر من 50 مليون دولار" هو أعلى تصنيف، بما يجعل من الصعب حساب صافي ثروة دقيق استناداً إلى هذه الإفصاحات فقط. ومن ذلك، مثلاً، تُقدّر قيمة شركة ترامب "ميديا" حالياً بنحو 2.2 مليار دولار. ثروة ترامب والعملات المشفرة هذا وقد أطلقت شركة "فايت" (Fight Fight Fight LLC) التي تبيع عملة ترامب الرمزية (الميم كوين) تحت اسم "ترامب$" ($TRUMP)، في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها لم تُدرج في الإفصاح الذي يغطي عام 2024. وقد نظّمت الشركة مأدبة عشاء في مايو/أيار الفائت، حضرها ترامب، تكريماً لأكبر 220 حاملاً للعملة، مما تسبب في ارتفاع قيمتها بنسبة 56% فور الإعلان عنها. كما حققت شركة "سي أي سي ديجيتال" (CIC Digital LLC)، المسؤولة عن ترخيص صورة ترامب لاستخدامها في الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، دخلاً قدره 1.1 مليون دولار في 2024، وتحتفظ بمحفظة تحتوي على عملات إيثيريوم بقيمة لا تقل عن مليون دولار. ديون والدعاوى القانونية وقد شمل التقرير المؤلف من 234 صفحة أيضاً، مئات العلامات التجارية التي يمتلكها ترامب حول العالم، في بلدان مثل الصين وتايوان وكوريا الجنوبية وفنزويلا وغيرها، إضافة إلى استثماراته الشخصية وأصول السيدة الأولى ميلانيا. اقتصاد دولي التحديثات الحية ثروة ترامب تهدد نزاهة منصب" الرئاسة الأميركية" كما أدرج ترامب 11 ديناً قائماً، من ضمنها تعويضات مترتبة عليه لصالح الكاتبة إي. جين كارول في قضيتي اعتداء وتشهير، إلى جانب حكم بالإدانة في قضية احتيال جنائي حُكم عليه فيها بـ34 جناية. وقد تم تعليق تنفيذ هذه الأحكام بانتظار نتائج الاستئناف. ولم يُفصح ترامب عن أي ديون قانونية مستحقة لمحامين أو مكاتب قانونية مرتبطة بقضاياه الجنائية والمدنية، حيث تولت لجنة العمل السياسي التابعة له، "سايف أميركا" (Save America)، تغطية معظم هذه الرسوم. كما شمل التقرير كذلك سبعة قروض عقارية مستمرة على ممتلكاته العقارية، منها قروض تفوق 50 مليون دولار على برج ترامب، وترامب ناشيونال دورال، و40 وول ستريت. كما أدرج ديناً على بطاقة ائتمان أميركان إكسبرس بقيمة لا تقل عن 15 ألف دولار. وفي سياق متصل، كشف نائب الرئيس جاي دي فانس عن أصول مشتركة له ولزوجته أوشا فانس تُقدّر بنحو 6.5 ملايين دولار على الأقل.

صفقة لـ"برزان" القطرية بـ1.3 مليار دولار لتوريد أسلحة إلى إندونيسيا
صفقة لـ"برزان" القطرية بـ1.3 مليار دولار لتوريد أسلحة إلى إندونيسيا

العربي الجديد

timeمنذ 12 ساعات

  • العربي الجديد

صفقة لـ"برزان" القطرية بـ1.3 مليار دولار لتوريد أسلحة إلى إندونيسيا

وقّعت شركة برزان القابضة، الذراع الاستثماري لوزارة الدفاع القطرية، ثلاثة عقود واتفاقيات لتوريد أسلحة وذخائر إلى الجيش الإندونيسي، بقيمة 5 مليارات ريال قطري (1.37 مليار دولار)، وذلك ضمن مشاركتها في معرض إندونيسيا للدفاع. ووصفت "برزان القابضة" هذه الاتفاقيات في بيان أصدرته، اليوم السبت، بأنها تمثل محطة مفصلية في مسار التعاون الدفاعي الثنائي بين قطر وإندونيسيا. وشملت الاتفاقيات توقيع عقد مع وزارة الدفاع الإندونيسية لتوريد البنادق والذخيرة للجيش الإندونيسي، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيتين مع مجموعة "ريبابليكورب" للتعاون في إنشاء مصنع للذخيرة في إندونيسيا من خلال مشروع مشترك. وأشار البيان إلى أن المحور الرئيسي لمشاركة "برزان القابضة" في المعرض يتمثل في شراكتها الاستراتيجية مع مجموعة تكنولوجيا أنظمة الدفاع الإندونيسية، حيث عرض الطرفان، من خلال جناح مشترك، إنتاجهما المشترك من الحلول الدفاعية المبتكرة التي تعكس متانة الشراكة الثنائية. وقدمت "برزان القابضة" خلال المعرض مجموعة واسعة من منتجاتها الدفاعية المتقدمة، شملت: أنظمة الأسلحة المعيارية، وتقنيات القيادة والسيطرة، وحلول مكافحة الطائرات المُسيّرة، والمركبات السطحية المُسيّرة، إلى جانب أنظمة رائدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي . وتُعد إندونيسيا شريكاً تجارياً مهماً لقطر، إذ سجّل حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 نمواً بنسبة 13.5%، ليبلغ 4.1 مليارات ريال، مقارنة بـ3.64 مليارات ريال في عام 2023. وكانت الدوحة قد استضافت، في إبريل/ نيسان الماضي، منتدى الأعمال القطري الإندونيسي، بحضور الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو. وأكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، خليفة بن جاسم آل ثاني، خلال المنتدى، على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والرؤية المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار. وشدّد على أهمية تعزيز التبادل التجاري، وتسهيل المشاريع المشتركة، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة بين الشركات القطرية والإندونيسية، ودعم القطاع الخاص في البلدين لبناء شراكات استراتيجية في مختلف المجالات. اقتصاد عربي التحديثات الحية موسكو والدوحة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بعد زيارة أمير قطر يُذكر أن "برزان القابضة" تأسست رسمياً عام 2016، وهي مملوكة بالكامل لوزارة الدفاع القطرية، وتركز في عملها على ثلاث ركائز أساسية: الاستثمار في مجالات الدفاع، والبحث والتطوير، والمشتريات الاستراتيجية.

دمية لابوبو... الرغبة حين تتحوّل إلى عرض مفتوح
دمية لابوبو... الرغبة حين تتحوّل إلى عرض مفتوح

العربي الجديد

timeمنذ 18 ساعات

  • العربي الجديد

دمية لابوبو... الرغبة حين تتحوّل إلى عرض مفتوح

في مقال منشور في موقع Aeon البريطاني، يطرح أستاذ علم النفس التنموي وصاحب كتاب "علم السعادة"، بروس هود، سؤالاً: "هل نمتلك الأشياء أم هي من تمتلكنا؟". انطلاقاً من هذا السؤال، يعالج هَوَس البشر بالممتلكات، وكيف يؤثر هذا القهر السلعي على حياتهم واتخاذ قراراتهم، إذ يسلط الضوء على ظاهرة " الاستهلاك الظاهر" التي ابتكرها الاقتصادي ثورستين فيبلين، وتشير إلى ميل الأفراد إلى شراء سلع معينة لإظهار مكانتهم الاجتماعية. امتلاك السلع في عصرنا هذا، يصبح تعبيراً عن رغبة الإنسان الحديث بالانتماء إلى مجتمع متخيل، ولعل أوضح مفهوم يشرح هذا التداخل بين الذات والسلعة هو ما سماه خبير التسويق راسل بيلك "الذات الممتدة"، ويعني أن ما نملكه لا يبقى خارجنا، بل يُصبح جزءاً من هويتنا، وهكذا تصبح هواتفنا، وملابسنا، وحساباتنا الإلكترونية، كلها أجزاء من الأنا، من هويتنا المتخيلة، لا بل إن فقدان أحد هذه العناصر، كضياع الهاتف أو حذف حساب على "إنستغرام"، قد يُشعر بعضهم بأنه فقدان جزء من الذات، وليس مجرد خسارة مادية. بهذا، يصبح الاستهلاك فعلاً وجودياً، أي نحن لا نشتري أشياء، بل نعيد تكوين ذاتنا من جديد، ونشتق من هذه السلع شعوراً بالرضا من الإعجاب الذي نعتقد أن الآخرين يكنونه لنا، ونتماهى بممتلكاتنا حتى البسيطة منها، مع شريحة اقتصادية واجتماعية قد تكون بعيدة المنال. هذا الهوس بالاقتناء تُرجم أخيراً عبر دمية لابوبو التي أشعلت موجة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، متجاوزةً حدود المتعة العابرة، لتصبح ظاهرة اجتماعية مثيرة للاهتمام، خصوصاً لمن شاهد حشود المستهلكين أمام متاجر الألعاب في الولايات المتحدة، وهم يصرخون ويتدافعون في طوابير أمام المتاجر. أما في الصين، موطن إنتاج الدمى، فاتخذت حمى شراء "لابوبو" طابعاً أخطر، فقد صادرت الجمارك الصينية أخيراً ما لا يقل عن 462 دمية، هُرّبت بغرض إعادة بيعها. وفي مشهد سوريالي، عُرضت حقائب مليئة بالدمى في مؤتمر صحافي رسمي، وكأنها مضبوطات في عملية تهريب مخدرات. تعود جذور الدمية إلى عام 2015، حين ابتكرها الرسّام كاسينغ لونغ، الهولندي المنحدر من هونغ كونغ، ضمن سلسلة رسوم مصورة بعنوان "الوحوش". وهذه السلسلة مستوحاة من الأساطير الاسكندنافية، إلا أن العقل الاستثماري القابع خلف عملاق التجارة الصيني "بوب مارت"، استثمر نجاح هذه السلسلة، وعجل بتحويلها إلى دمية صغيرة، إذ طرحت الشركة نسخة من الدمية على شكل ميداليات مفاتيح عام 2019، واستمرت بالترويج لها حتى وصلت عائدات "بوب مارت" عام 2024 إلى نحو 1.81 مليار دولار. وسرعان ما تحولت الدمية ذات العيون اللامعة، والأنياب المسننة، والابتسامة المخيفة، والأذنين المدببتين، إلى حمى مستشرية في ثقافة البوب العالمية، لا سيما بعد التحديث الجديد من "لابوبو" التي أصبحت تباع في Blind Boxes (صندوق مغلق)، ما أثار حافزاً أكبر للشراء على أمل الحصول على ما هو نادر وغريب، مستثمرة ميل المشترين إلى المفاجأة، فالمشتري لا يعرف ما ينتظره، وكل ما يملكه هو تمنيات بأن تكون اللعبة بلون وشكل معينين، تاركاً رهانه على الحظ، فإذا تحققت أمنية المشتري الطفولية، وحصل على ما تمناه، تصيبه تلك السعادة العارمة، لا سيما مع إنتاج نموذج "سيكريت" النادر، الذي يظهر بنسبة 1.4% فقط، فيُباع في المزادات الإلكترونية بسعر 1920 دولاراً، بينما تتراوح أسعار الصناديق في المتاجر الآسيوية بين 13 و16 دولاراً فقط. وعطفاً على الذات الممتدة، فما إن نشرت كل من ريانا، وليسا (نجمة فرقة بلاك بينك) صورتيهما مع دمية لابوبو، حتى تحوّلت الدمية إلى ظاهرة عالمية، تُقتنى وتُعرض وتُروَّج هستيرياً، ربما رغبةً في التماهي مع حالة النجومية والشعبية الهائلة التي تتمتع بها الفنانتان. في المقابل، فإن هذا الانتشار الهائل لا يتعلق فقط بنجومية الفنانتين، بل يكشف عن آلية أعمق تتحكم في ديناميكية المجتمع المعاصر، المتمثلة بالإنتاج والرفاه والتسليع، إذ لم تعد المنتجات تُستهلك لحاجتها الوظيفية، بل لما تحمله من رموز ضمن المجتمع المعاصر. في كتابه ?To Have or To Be، يصف إريك فروم الإنسان الاستهلاكي بأنه الرضيع الأبدي، الذي لا يكفّ عن الصياح طلباً لزجاجة الرضاعة. الاستهلاك هنا ليس مجرد فعل اقتصادي، بل هو تعبير عن حالة نفسية، تنزع إلى الاقتناء بوصفه نوعاً من إثبات الوجود. السيارات والتلفاز والسياحة والجنس… كلها رموز لهذه الرغبة النهمة التي تبتلع العالم بدل أن تفهمه أو تتفاعل معه، ويصبح المستهلك في دوامة لإعطاء إجابة ملموسة على السؤال الأزلي: من أنا؟ تنعكس هذه الثقافة في فن البوب آرت، الذي استمدّ مادته من إعلانات الشوارع، والمجلات المصورة، والمسلسلات الشعبية. في هذا الفن، تغدو السلعة بطلة المشهد. ليس الفن غاية، بل وسيلة لعرض ما هو قابل للبيع، وتفكيك ما تبقى من عمق إنساني. سوشيال ميديا التحديثات الحية غوريلا واحدة ضد 100 رجل... من ينتصر؟ إنها ثقافة السطح، إذ تسود الدعاية محل المعنى، وتستبدل معايير الذائقة الشخصية بما هو رائج. يسمّي السوسيولوجي الفرنسي، جيل ليبوفيتسكي، هذا التحوّل بـ"حضارة الرغبة". زمنٌ لم يعد فيه الاستهلاك استجابة لحاجة، بل نمط حياة قائم على الإرضاء الفوري، من موسيقى الروك إلى المجلات الملونة، من موضة الفتيات على أغلفة المجلات إلى التحرر الجنسي... كل شيء يتحوّل إلى عرض دائم، هدفه إثارة الرغبة، ليس إشباعها. في المجتمع المعاصر، لم يعد المستقبل هو ما ننشد، بل اللحظة: الآن، وفوراً. وهكذا، يُختزل الزمن في حاضر دائم من الإثارة والاستهلاك. لكن هذا الاستهلاك لم يعد عامّاً ومحايداً. نحن اليوم في عصر الاستهلاك العاطفي، أو كما يسميه بعض الباحثين "الاستهلاك ذو الطابع الحميمي". هنا، لم تعد المنتجات تُشترى لأجل وظيفتها، بل لما تمنحه من مشاعر: الطمأنينة، والانتماء، والتميز، وحتى الحب. في هذا السياق، تُسوَّق دمية لابوبو ليس بوصفها منتجاً، بل على أنّها أداة تعبير عن الذات في الفضاء الرقمي نعيد عن طريقها تشكيل صورتنا كما نرغب أن يراها الآخرون. ليست "لابوبو" مجرّد دمية لطيفة بملامح غريبة، بل هي جزء من موجة أوسع تُعرف بثقافة الكيوت الآسيوية، أو ثقافة الكاواي اليابانية، التي تتمحور حول البراءة والطفولة. وكلمة كاواي التي تعني "لطيف"، تعدت معناها اللغوي نحو اتجاه ثقافي أكبر، يشمل أشكالاً متعددة من وسائل الإعلام، والأزياء، والفن، والمنتجات الاستهلاكية، إذ أعيد إنتاج الطفولة لتصبح سلعة جذابة قابلة للاستهلاك الجماهيري. ومع تصاعد تأثير هذه الثقافة في كوريا الجنوبية واليابان والصين، ومن ثم انتشارها بين أبناء جيل زِد في كل أنحاء العالم بفعل العولمة، أصبح اقتناء دمى مثل "لابوبو" لا يعكس فقط ذائقة جمالية، بل يحمل دلالات اجتماعية مرتبطة بالتموضع الاجتماعي، والموضة، والانتماء إلى مجتمع افتراضي. استقت دمية لابوبو صفاتها من تراث الجنيات السحري، مستحضرةً الأشكال الخرافية، شبه البشرية، للجنيات الصغيرات. وهكذا، فإن "لابوبو" لا تقتصر على كونها مجرد لعبة، بل أصبحت حلقة وصل بين التراث الأسطوري القديم والتجربة الاستهلاكية الحديثة. رغم أن ملامحها لا تنتمي إلى معايير الجمال الكلاسيكي للدمى، إلا أنها تعتبر مثالاً عن الجمال الذي أنتجته الكاواي، ليُبرز فكرة القبح اللطيف أو Cute Grotesque. وهذا الأخير هو مفهوم جمالي يُعيد النظر في حدود الجاذبية، ويخلق تصادماً جمالياً، فيتجاور الظريف والمقلق في كائن واحد. "لابوبو" ليست جميلةً بالمعنى الكلاسيكي، لكنها تفعل ما يفعله الشيء اللطيف أو الكيوت؛ فتوقظ فينا نوعاً من الحنان والارتباك معاً، كما لو أننا أمام وحش صغير يحتاج إلى من يحبّه رغم مظهره غير المألوف. هذا التناقض يخلق تأثيراً نفسياً، ويمنح الشخصية عمقاً عاطفياً يجعلها أكثر تميزاً من الدمى النمطية، ويساهم بدوره بدفع عجلة الاستهلاك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store