logo
"ذعر" في العراق.. "شبح وبائي" يخيّم على أضاحي العيد

"ذعر" في العراق.. "شبح وبائي" يخيّم على أضاحي العيد

شفق نيوزمنذ 2 أيام

شفق نيوز/ مع اقتراب عيد الأضحى، تزداد المخاوف من انتشار مرض الحمى النزفية في العراق نتيجة قلة المجازر في البلاد، إلى جانب الثقافة المجتمعية التي تُفضل ذبح الأضاحي داخل المنازل مع إهمال الإجراءات الوقائية، ما قد يؤدي إلى انتقال هذا المرض للإنسان عن طريق لدغات القراد أو ملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة.
وبحسب آخر إحصائية صادرة عن دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية في 27 آيار/ مايو 2025، فقد أظهرت تسجيل 95 إصابة بالحمى النزفية منذ بداية العام، بينها 13 حالة وفاة، موزعة على النحو الآتي، ذي قار 29 إصابة، بينها حالة وفاة واحدة، وبغداد/ الرصافة 11 إصابة بينها 3 وفيات، وواسط 11 إصابة بينها حالة وفاة واحدة.
فيما تم تسجيل في محافظة المثنى 7 إصابات بينها حالتا وفاة، ونينوى وميسان 6 إصابات لكل منهما دون وفيات، وكركوك 5 إصابات بينها 4 وفيات، والبصرة 5 إصابات دون وفيات، وديالى 5 إصابات بينها حالة وفاة واحدة، والديوانية وبغداد/الكرخ إصابتان لكل منهما، دون وفيات، ودهوك إصابتان إحداها حالة وفاة، وبابل، والأنبار، وأربيل، وكربلاء إصابة واحدة في كل محافظة دون وفيات.
وبينما أشارت وزارة الصحة إلى أن جميع الإصابات سُجلت ضمن فئات مربي الماشية والجزارين والعاملين في مجال تربية ونقل وذبح الحيوانات، أكدت أن الوضع الوبائي تحت السيطرة.
أما وزارة الصحة في إقليم كوردستان، فقد أعلنت في 30 آيار/ مايو 2025 تسجيل حالة إصابة جديدة بالحمى النزفية في قضاء رانية، ضمن إدارة رابرين. وبهذه الإصابة الجديدة يكون عدد حالات الاصابة بمرض الحمى النزفية في إقليم كوردستان، 5 حالات.
طرق الوقاية
وللوقاية من الحمى النزفية، يؤكد مختصون في الأمراض الانتقالية على ضرورة ارتداء الملابس الواقية، والقفازات، والأقنعة الواقية عند التعامل مع الحيوانات أو لحومها أو سوائلها أو جلودها أو فضلاتها، إضافة إلى الانتباه من لسعات حشرة القراد الناقلة للمرض.
وبهذا السياق، يقول أستاذ التقانات الأحيائية والأمراض الانتقالية، فراس رياض جميل، إن "الحمى النزفية مرض فيروسي استوطن في العراق عام 1971، وسُمي بالحمى النزفية لأنه يسبب نزفاً داخل الجسم ويؤدي إلى الوفاة وقد يُشخص سكتة دماغية أو سكتة قلبية، حسب مكان الضرر".
ويكشف جميل لوكالة شفق نيوز، إن "الأخطر في انتقال المرض هو عند وجود جرح في الجسم، إذ ينتقل الفيروس إلى الدورة الدموية مباشرة، لذلك ننصح بضرورة ارتداء الكفوف وتجميد اللحوم لمدة يوم أو يومين قبل الاستخدام وطبخ اللحوم جيداً للقضاء على الفيروس، فضلاً عن رمي كيس اللحم الخارجي الذي يلمسه القصاب عند التسليم للمشتري".
ويتفق طبيب الأسرة، علي أبو طحين، مع ما طرحه جميل، ويضيف، أن "إصابات الحمى النزفية ترتفع في موسم الصيف والجفاف نتيجة زيادة الحشرات في هذه الفترة، والأكثر عرضة هم الساكنون في المناطق الريفية، وتظهر أعراض المرض أسرع عندما تكون الإصابة عبر حشرة القراد التي تنشط وقت الغروب".
وللحد من الإصابة، يؤكد أبو طحين لوكالة شفق نيوز، على "أهمية تجنب الخروج وقت الغروب وإن كان لابد فيجب ارتداء الملابس الطويلة، وعلى القصابين ومن يلامس المواشي التعامل معها بحذر ولبس الكفوف أثناء الذبح والتخلص من فضلات الحيوانات واتلافها بصورة صحيحة".
ويشدد، أن "على وزارة الزراعة متابعة الحيوانات المصابة ورش المبيدات الحشرية للقضاء على حشرة القراد، ومنع الذبح العشوائي وخارج المجازر الرسمية".
معاناة القصابين
ويشكو عدد من القصابين من قلة المجازر، ما يدفعهم مضطرين للذبح في الأماكن الأخرى، كما يقول محمد علي الذي يمتهن القصابة منذ ثلاثة عقود في محافظة بابل.
ويوضح علي معاناته لوكالة شفق نيوز، بأنه "في الوقت الذي نحاول فيه الالتزام بالقوانين والتعليمات الصحية، نجد أنفسنا مضطرين إلى الذبح خارج المجازر الرسمية، ليس تهرّباً أو مخالفة، وإنما بسبب قلة عدد المجازر وضعف إمكانياتها".
ويبين، أن "المجازر الموجودة في بابل لا تكفي لأعداد القصّابين ولا الزبائن، خاصة في المواسم والمناسبات، فنضطر للعمل في أماكن بديلة رغماً عنا".
ويشير إلى أن "الانتظار داخل المجزرة يمتد لساعات طويلة في بعض الأحيان، ويكون العمل مضغوطاً بشكل لا يُطاق، وهذا التأخير يسبب مشاكل للزبائن، وتلفاً للحوم أحياناً، والأهم أنه يضعنا في موقف قانوني حرج وكأننا مخالفون رغم أن المشكلة في ضعف البنية التحتية نفسها".
ويدعو القصاب علي، إلى "ضرورة زيادة عدد المجازر أو توفير مجازر متنقلة في المناطق التي تحتاجها، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمجازر الحالية وتنظيم أوقات العمل، أو حتى تخصيص أماكن نظامية مؤقتة بإشراف صحي، لتفادي الضرر والوقوع في المخالفات".
شحة في المجازر
من جهته، يؤكد مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة بوزارة الزراعة، ثائر صبري حسين، أن "في العراق 52 مجزرة فقط وأغلبها متهالكة وغير مناسبة، في حين هناك حاجة إلى أكثر من 300 مجزرة، أما المجازر العصرية والحديثة فهي على عدد أصابع اليد، وتمت مفاتحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء بإنشاء مجازر عصرية لتلافي الجزر العشوائي، وكإجراء طارئ كُلفت وزارة البيئة بتأهيل بعض المجازر غير العاملة إلى أن يتم إنشاء مجازر جديدة".
وعن أكثر المحافظات التي يتم فيها الذبح العشوائي وبالتالي هي بحاجة إلى مجازر، يكشف حسين لوكالة شفق نيوز، أن "بغداد تأتي في الصدارة كونها تربو على أكثر من 10 ملايين نسمة، وتأتي بعدها كربلاء والنجف لوجود مراقد دينية وتشهد زيارات مليونية".
وفيما يخص الذبح داخل المنازل خاصة في عيد الأضحى، يؤكد حسين، أن "الذبح وفق المادة القانونية 105 لسنة 1983 فهو محصور بالمجازر، لكن عملياً السيطرة على الذبح صعبة، حيث إن الثقافة عند التضحية تكون في البيت، لذلك يتم إطلاق حملات توعية وتثقيف وإرشاد للمربين والمواطنين بصورة عامة بضرورة الذبح في المجازر للمحافظة على السلامة".
وفي ظل قلة المجازر، يوضح حسين، أن "هناك إجراءات في المناسبات الدينية التي يحصل فيها ذبح للمواشي سواء كان في الزيارات المليونية أو الأضحى، منها تبليغ أصحاب الجوبات بضرورة الذبح في المجازر وإذا لا توجد مجزرة وكإجراء طارئ وخاصة في عيد الأضحى، يتولى كل محافظ تحديد مناطق معينة بمحافظته للذبح فيها".
وعن الإجراءات الوقائية لوزارة الزراعة لمكافحة الحمى النزفية، يقول حسين، إن "هناك حملتين في السنة ربيعية وخريفية للقضاء على حشرة القراد العامل الناقل للحمى النزفية، أما المناطق التي تُسجل فيها إصابة بالمرض، فهذه تعد بؤراً مرضية، ويتم رش كل الحيوانات والحضائر في تلك المنطقة، وكذلك منع حركة الحيوانات بعدم اعطاء شهادة صحية إلا بعد فحصها ورشها بمبيد القراد".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع مستمر.. تعرف على كمية استهلاك الفرد العراقي من الكهرباء
ارتفاع مستمر.. تعرف على كمية استهلاك الفرد العراقي من الكهرباء

شفق نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • شفق نيوز

ارتفاع مستمر.. تعرف على كمية استهلاك الفرد العراقي من الكهرباء

شفق نيوز/ كشف موقع (our world in data) المتخصص في نشر الأبحاث والبيانات، أن حجم استهلاك الفرد العراقي من الطاقة بلغ أكثر من 15 ألف كيلو وات/ ساعة في عام 2023. وبحسب الموقع، أن "الفرد العراقي استهلك من الطاقة 15.333 ألف كيلو واط/ ساعة خلال عام 2023، وهذا لا يشمل استخدام الكهرباء فحسب، بل يشمل أيضاً مجالات الاستهلاك الأخرى بما في ذلك النقل والتدفئة والطهي، ليشكل ارتفاعا عن عام 2022، الذي بلغ فيه الاستهلاك للفرد 14.392 ألف كيلو واط/ ساعة". وأضاف الموقع أن "أكبر استهلاك للطاقة في الدول العربية كان من نصيب قطر، حيث بلغ معدل استهلاك الفرد فيها من الكهرباء 226.848 ألف كيلو واط/ ساعة، تليها الامارات بمعدل 149.830 ألف كيلو واط/ ساعة، ومن ثم الكويت معدل 101.648 ألف كيلو/ واط ساعة".

كوردستان.. استنفار كامل وخطة طوارئ صحية خلال عطلة العيد
كوردستان.. استنفار كامل وخطة طوارئ صحية خلال عطلة العيد

شفق نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • شفق نيوز

كوردستان.. استنفار كامل وخطة طوارئ صحية خلال عطلة العيد

شفق نيوز/ أصدرت وزارة الصحة في حكومة إقليم كوردستان، اليوم الأربعاء، تعليمات وإجراءات إلى جميع المديريات العامة والمؤسسات الصحية، لضمان تقديم الخدمات الطبية بشكل متواصل خلال أيام عيد الأضحى، معلنة تفعيل حالة الاستنفار الكامل في المستشفيات والمراكز الصحية. وذكرت الوزارة في بيان، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أنها أصدرت عدداً من القرارات والتعليمات لضمان الجاهزية الشاملة للمؤسسات الصحية خلال أيام العيد، وذلك من منطلق المصلحة العامة، وتأمين تقديم الرعاية والخدمات الطبية الضرورية للمواطنين والزوار. وشددت التوجيهات الصادرة على تشكيل لجان متابعة في جميع المديريات العامة والمستشفيات، وعلى ضرورة توفير خطوط اتصال ساخنة للتعامل مع الحالات الطارئة، وضمان استمرار توفير الأدوية والمستلزمات الطبية وفتح المختبرات في جميع المدن والنواحي. وأكدت الوزارة على التزام الأطباء الأختصاص والمقيمين والممرضين وكافة الكوادر الصحية بالدوام الرسمي بنظام المناوبة، وأشارت إلى أن جميع البلاغات والتبليغات يجب أن تتم حصراً عبر المديريات العامة. كما تضمنت التعليمات إرسال تقارير يومية على مدار 24 ساعة عن طريق الهاتف المحمول، تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة صباحاً من اليوم التالي، على أن تتضمن تلك التقارير بيانات مفصلة ضمن نموذج إحصائي خاص. وألزمت الوزارة جميع المؤسسات الصحية بتأمين الجاهزية لسيارات الإسعاف وتوفير الوقود والغاز، والاستمرار في أعمال تعقيم وتعفير المراكز، وتأمين المواد الغذائية. كما أكدت على ضرورة إبقاء خطوط هواتف مسؤولي الأقسام والمستلمين فعالة وعلى تواصل مستمر. وفي هذا السياق، وجهت الوزارة، المستشفيات العامة ومراكز الطوارئ بأن تبقى أبوابها مفتوحة خلال عطلة العيد، وتوثيق جميع الزيارات والمعلومات الخاصة بالمرضى. كذلك شددت على إبقاء مراكز معالجة التسمم الكيميائي وغسل الكلى في حالة عمل دائم. وأشارت الوزارة إلى أن فرق الإسعاف السريع وخط الطوارئ 122 ستستمر في أداء واجباتها على مدار 24 ساعة يومياً، مع تأمين جداول انتشار ميداني لفرق الاستجابة الطبية في المواقع السياحية والمناطق ذات الحاجة، إلى جانب استمرار عمل بنك الدم على مدار الساعة. وتشمل التوجيهات أيضاً استمرار عمل فرق الرقابة الصحية الخاصة بفحص مياه الشرب والأمراض الانتقالية، إلى جانب التنسيق بين الفرق البيطرية والصحية لمراقبة أماكن ذبح المواشي، والتأكد من الشروط الصحية المطبقة، فضلاً عن تنفيذ التعليمات الخاصة بمكافحة مرض الحمى النزفية. كما شددت الوزارة على ضرورة استمرار تقديم الخدمات الصحية للنازحين داخل المخيمات، وتوزيع فرق صحية في الأماكن السياحية لتقديم الرعاية في حالات الطوارئ. وأكدت وزارة الصحة في ختام بيانها أن جميع المؤسسات الصحية في الإقليم مطالبة بالالتزام التام بالتعليمات الصادرة لضمان صحة وسلامة المواطنين خلال عطلة عيد الأضحى، مشددة على أهمية التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية لمواجهة أي طارئ طبي محتمل.

كندا.. الحرائق تلتهم أكثر من 400 منزل وآلاف السكان يفرّون
كندا.. الحرائق تلتهم أكثر من 400 منزل وآلاف السكان يفرّون

شفق نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • شفق نيوز

كندا.. الحرائق تلتهم أكثر من 400 منزل وآلاف السكان يفرّون

شفق نيوز/ تعيش مقاطعة ساسكاتشوان الكندية كارثة بيئية وأمنية بكل المقاييس، بعد أن اجتاحت حرائق غابات هائلة مناطق واسعة، مدمّرة مئات المنازل ومجبِرة آلاف السكان على مغادرة بيوتهم وسط أجواء من الهلع والاختناق. فقد أعلنت حكومة المقاطعة حالة الطوارئ بعد أن خرجت النيران عن السيطرة في عدة مواقع، وأسفرت حتى الآن عن تدمير ما يزيد عن 400 منزل ومبنى، بينما تجاوز عدد النازحين حاجز الـ9000 شخص، في واحدة من أسوأ موجات النزوح التي شهدتها المنطقة منذ عقود. ولم يستبعد الرئيس الوزراء المحلي، سكوت مو، أن يصل عدد المخلين إلى 15 ألفًا مع استمرار انتشار الحرائق في ظل ظروف جوية جافة ورياح نشطة تُعقّد من جهود فرق الإطفاء. ووفقاً لأحدث تقارير وكالة السلامة العامة في ساسكاتشوان، لا تزال 21 بؤرة حريق نشطة، من بينها 8 حرائق تعتبر "خارج السيطرة"، ما ينذر بتدهور أكبر في الأيام القادمة. بدأ موسم الحرائق الحالي مبكراً هذا العام، حيث سُجلت أولى النيران في مقاطعة ألبرتا يوم 3 أيار/ مايو، لكنها سرعان ما تمددت شمالاً وشرقًا، لتطال مناطق في مانيتوبا التي التهمت فيها النيران ما يزيد عن 42 ألف هكتار خلال موجة حريق سريعة يوم 13 من الشهر الحالي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store