
مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لسنوات قبل دفنها
وفي تجربة تقشعر لها الأبدان، قام صانع محتوى السفر المصري، شريف نبيل، بزيارة قبيلة تعيش في مرتفعات توراجا، بجزيرة سولاويزي في إندونيسيا، حيث تحتفي طقوسهم برؤية فريدة للموت.
قد لا يوجد مكان آخر على وجه الأرض يمكن فيه جمع كلمتي "الموت" و"الفخامة" في جملة واحدة كما هي الحال في توراجا، وفق ما ورد على موقع توراجا الرسمي للسياحة "Visit Toraja".
وعلى هذه الأرض الساحرة بطبيعتها وروحها، لم يكن الموت يومًا مدعاة للحزن، بل يُعد الهدف الأسمى للحياة، ومناسبة يتوق كلٌّ من الراحل وأفراد عائلته للاحتفال بها. من تهليل يصدح عبر التلال، ووليمة كبرى للضيوف، إلى رقصات تقليدية تُعيد تعريف ما يعتبره البشر عادةً أمرًا مروعًا، وذلك من خلال تحوّله إلى حدث مفعم بالجمال، وفق ما ذكره موقع "Visit Toraja".
ويشرح نبيل لموقع CNN بالعربية أنّ جثث الأموات بهذه القبيلة قد تمكث سنوات عديدة في البيوت قبل دفنها وسط مراسم خاصة باذخة تشمل ذبح الخنازير، وتقديم الجواميس كأضاحي.
ويسعى نبيل إلى خوض مغامرات فريدة من نوعها خلال رحلاته حول العالم.
ويقول نبيل: "نحن ﻻ نقابل كل يوم أﻧﺎس ﯾﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻤﻮتاهم داﺧﻞ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ وﯾﻌﺎﻣﻠﻮﻧﮭﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺣﯿﺎء".
وأراد نبيل أن يشارك هذه التجربة مع العالم بالقول إنّها "ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻨﺮى أن هناك منظورًا ﻟﻠﻤﻮت ﻣﺨﺘﻠﻔًا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ هو متعارف عليه حولنا".
وتتمثل هذه التجربة التي يصفها نبيل بالاستثنائية، في أنّ أهل الشخص الميت يحتفظون بجثته لسنوات، وخلال تلك السنوات يستعدون لإقامة حفل جنائزي فريد من نوعه يستمر على مدار أيام، بحسب ما ذكره صانع المحتوى المصري.
ويُضيف: "خلال تلك الجنازة، تقدّم العشرات ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻣﯿﺲ ﻛﺄﺿﺤﯿﺔ"، مشيرًا إلى أنّه ﻛﻠّﻤﺎ زادت ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﯿﺖ وﻣﺴﺘﻮاه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ زاد ﻋﺪد اﻟﻘﺮاﺑﯿﻦ".
وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮزّع لحوم تلك الأضاحي على أهل القبيلة، إلى جانب لحوم اﻟﺨﻨﺎزﯾﺮ التي تقدّم ﻟﻸﻛﻞ، واﻠﻤﮭﺎداة، وﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ جزءًا من الأضاحي، وفق نبيل.
وﺣﯿﻦ ﯾرى أهل المتوفى أنه "قد حان موعد دفنه"، يتم تشييع الجثة بأجواء احتفالية تشمل الغناء والرقص، كما يشارك بهذا الحفل جميع أهل القبيلة، وفق ما روى نبيل لـCNN بالعربية.
لكن يبقى السؤال، كيف يتم الاحتفاظ بهذه الجثث داخل البيوت كل تلك السنوات من دون أن تتعفّن؟
يظهر في مقطع الفيديو الذي شاركه نبيل أحد أفراد القبيلة وهو يشرح أنّ الميت يخضع لعملية أشبه بالتحنيط عند قدماء المصريين، حيث تستخدم مادة "الفورمالين" لحماية الجثث من التعفّن.
أﻣﺎ بالنسبة إلى اﻟﻤﺪافن، فيشير نبيل إلى أنه لم ير مثيلا لها ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ويوضح نبيل أن جثث الأطفال الرضع تدفن داﺧﻞ جذوع الأشجار، وكأن اﻟﺸﺠﺮة تصبح بمثابة أم ثانية لتمنحهم حياة أخرى.
ومن العادات الغريبة كذلك التي شاهدها نبيل خلال زيارته لتلك القبيلة، أنه من الممكن إﺧﺮاج الميت بعد دفنه بفترة ﻣﻦ قبره واﻟﺠﻠﻮس معه، وحتى تقديم الطعام له.
ورﻏﻢ أنه حرص على دراسة عادات وتقاليد اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺟﯿﺪا ﻗﺒﻞ زيارتها بهدف الحد من تأثير الصدمة، إلا أن مشاهدة هذا التقليد على أرض الواقع كان له أثر مختلف في نفس نبيل.
ويؤكد أنّ "رؤﯾﺔ اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮر ﺷﻲء واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﮭﺎ واﻟﻮﻗﻮف إلى ﺠﺎﻧﺒﮭﺎ ﺷﻲء آﺧﺮ".
وكما هو متوقع، لم تخل هذه التجربة الفريدة من التحديات، ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ودراﺳﺔ عاداتها وﺗﻘﺎﻟﯿﺪها بحرص شديد لاجتناب وقوع أي سوء فهم.
إلا أن ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺟﺜﺚ اﻟﻤﻮﺗﻰ عمرها سنين، والوقوف أﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑﺜﺒﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ كان اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﺒﺮ بالنسبة إلى نبيل.
ولم يتوقع نبيل ردود الأفعال الإيجابية من قبل متابيعه على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لحساسية الموضوع، إذ تفاجأ بأن هناك من أعجب بفكرة الإطلاع على ثقافة جديدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
هل انزعج لامين يامال من انضمام راشفورد لبرشلونة؟.. لابورتا يوضح لـCNN
تحدثت مذيعة CNN، أماندا ديفيز، إلى رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، حول وتعاقد الفريق الكاتالوني مع ماركوس راشفورد، وتطرقا إلى صحة التقارير التي أشارت إلى أن "العبقري" لامين يامال انزعج من انضمام اللاعب الإنجليزي. نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار الذي دار بينهما: أماندا ديفيز: وردت بعض التقارير التي تفيد بأن لامين يامال كان غير سعيد بعض الشيء بانضمام ماركوس راشفورد. ما مدى صحة هذا الكلام؟ خوان لابورتا: حسنًا، لامين يامال عبقري. إنه لاعب شاب موهوب للغاية. إنه صغير جدًا لكنه ذكي جدًا، وناضج بالنسبة لعمره، ويفكر فورًا في المجموعة ويفكر في الفريق، وأعلم أنه سعيد، لأنه أخبرني أنه سعيد جدًا بتوقيعنا مع ماركوس راشفورد. أماندا ديفيز: من وجهة نظرك ودوره، هل تراه ليو ميسي الجديد؟ خوان لابورتا: ليو ميسي؟ كان ليو ميسي، كما تعلمون، أفضل لاعب في العالم، ولامين، أعتقد أنه في هذا المركز حاليًا هو أفضل لاعب في العالم، لكن لامين هو لامين. كما تعلمون، يتمتع بشخصية عالية، كان ليو ميسي في عصره يتمتع بشخصية قوية أيضًا. بالطبع، ميسي فاز بكل شيء، وميسي فعل كل شيء. بالنسبة لي، ربما هو أفضل لاعب في التاريخ. لكن كما تعلمون، العالم يستمر، ويظهر عبقري جديد. في حالة لامين، هذا النوع من اللاعبين، كما تعلمون، لا يوجد الكثير من اللاعبين مثله، لأنه عبقري وهو لاعب من الطراز الرفيع أيضًا. الأهم بالنسبة لنا هو وجود التزام بين عائلته ووكيله والنادي لمساعدته في أن يكون لديه مسيرة مهنية رائعة في كرة القدم، وأعتقد أن من مسؤوليتنا مساعدته على تحسين مهاراته موسمًا بعد موسم. أماندا ديفيز: ما مدى ثقتك في أن لامين لديه الفريق المناسب من حوله، وما هو برأيك المفتاح الذي يسمح له بتحقيق أقصى إمكاناته؟ خوان لابورتا: أعتقد أن أهم شيء بالنسبة له هو الاستمتاع مع الفريق، الاستمتاع بلعب كرة القدم داخل الملعب، والاستمتاع بحياة طبيعية كصبي خارجه. فهو يعلم أنه ليكون الأفضل وليكون في القمة، فعليه أن يكون لائقًا بدنيًا ويتدرب. عليه اتباع نصائح المدرب والأشخاص المحيطين به، وبعد ذلك أعتقد أنه سيحقق نجاحًا باهرًا. قراءة المزيد إسبانيا رياضة كرة القدم كرة القدم ليونيل ميسي نادي برشلونة


CNN عربية
منذ يوم واحد
- CNN عربية
فضوليٌّ بطبعه.. كيف يتفاعل الأخطبوط مع الأعمال الفنية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما كان الفنان الياباني شيمابوكو في الحادية والثلاثين من عمره، اصطحب معه أخطبوطًا في جولة سياحية حول طوكيو، بعدما اصطاده بمساعدة صيّاد محلي في مدينة أكاشي الساحلية. وتبعد أكاشي أكثر من ثلاث ساعات بالقطار عن العاصمة اليابانية، فما كان منه إلا أن نقل صيده الثمين في حوض ماء بحري مضبوط الحرارة ليريه معالم طوكيو، ليُعيده سالمًا إلى موطنه في ذات اليوم. وقال الفنان البالغ من العمر الآن 56 عامًا، والمُقيم في مدينة ناها اليابانية، عن هذه التجربة لـCNN: "ظننت أن الأمر سيكون لطيفًا. بدأت السفر عندما كنت في العشرين من عمري. لكن الأخطبوطات ربما لا تسافر كثيرًا، وعندما تفعل، فعادةً ما يكون الهدف أكلها. أردت أن آخذ أخطبوطًا في رحلة، لكن ليس ليُؤكل". وقد وثّق شيمابوكو هذه التجربة بالفيديو، حيث أخذ الأخطبوط لرؤية برج طوكيو، ثم زار سوق "تسوكيجي" للأسماك، حيث قال إن الحيوان "تفاعل بقوة شديدة" عند رؤيته لأخطبوطات أخرى معروضة للبيع. وأضاف الفنان: "الأخطبوطات ذكية، ربما أخبر صديقه الأخطبوط في البحر عن هذه التجربة بعد عودته". وقد أسفرت هذه الرحلة بين الأنواع عن عمل فيديو بعنوان "قررت أن آخذ أخطبوط أكاشي بجولة حول طوكيو" في العام 2000، الذي كان بداية سلسلة من المشاريع التي قام بها شيمامبوكو على مدى العقود الماضية، تتفاعل مع الأخطبوطات بطرق مرحة واستكشافية. ويُعرض جزء من هذا العمل حاليًا في المملكة المتحدة ضمن معرضين يستكشفان علاقة الإنسان بالطبيعة والحياة الحيوانية، وهما: معرض "أكثر من مجرد بشر" في متحف التصميم بلندن (حتى 5 أكتوبر/ تشرين الأول)، ومعرض "بحر في الداخل" في مركز ساينسبري في نورويتش (حتى 26 أكتوبر/ تشرين الأول). ونظرً لشغفه بمعرفة ما الذي تفكّر فيه مخلوقات البحر أو تشعر به، قام شيمابوكو بتوثيق ردود أفعالها تجاه تجارب مختلفة، بدءًا من جولة في مدينة طوكيو، ووصولًا إلى تلقيها أعمالًا فنية مصممة خصيصًا لها. وقال: "لديها (الأخطبوطات) فضول. فبعض الحيوانات الأخرى، تتمحور اهتماماتها فقط حول الأكل والتزاوج. لكنني أعتقد أن الأخطبوطات لديها وقت للتجول، ووقت للهوايات". وعندما كان يعيش في مدينة كوبي اليابانية، كان شيمابوكو يذهب في رحلات صيد مع الصيادين المحليين، مستغلًا الفرصة لتعلُّم المزيد عن الأخطبوطات. وقال: "تقليديًا نصطاد الأخطبوطات في أوانٍ خزفية فارغة، هذه عادة بلدتي". وكان الصيادون يلقون مئات الأواني في البحر، ثم ينتظرون يومين قبل أن يعيدوا انتشالها، ليجدوا الأخطبوطات بداخلها. وشرح شيمابوكو أن "الأخطبوطات تحب الأماكن الضيقة، لذا تدخل إليها ببساطة". وعندما رأى الحيوانات داخل الأواني، اكتشف أنها كانت "تحمل أشياء" معها مثل أصداف، وحجارة، وحتى قطعًا من زجاجات بيرة مكسورة. وبدأ بالاحتفاظ بالأغراض الصغيرة التي جمعتها الأخطبوطات. وبالنسبة إلى عادة الكائنات في جمع الأشياء، بدأ شيمابوكو يفكر: "ربما يمكنني أن أصنع لهم منحوتات". وفي عمله للعام 2010 بعنوان "منحوتة للأخطبوطات: استكشاف ألوانها المفضلة"، صنع شيمابوكو مجموعة من الكرات الزجاجية الصغيرة والأوعية بألوان متنوعة. في البداية، استقل قارب صيد وألقى بالمنحوتات في البحر، "كهدية للأخطبوطات". لكنه بعد ذلك أراد أن يرى كيف ستتفاعل هذه الكائنات مع الأجسام. وبالتعاون مع منتزه Suma Aqualife في مدينة كوبي (الذي أُغلق لاحقًا)، كرر التجربة داخل خزان مياه كبير، حيث تمكن من تصوير تفاعل الأخطبوطات. وقال شيمابوكو: "لقد لعبت بها، وأحيانًا كانت حملها. ربما لديها الكثير من الأذرع فيرغبون بالإمساك بشيء ما". ويُظهر الفيلم الناتج، إلى جانب الصور الفوتوغرافية، الأخطبوطات وهي تلف مجساتها حول بعض الأجسام الزجاجية، تمسك بها وتدحرجها عبر الرمال، بل وتحملها بمجساتها أثناء تحركها على جانب الخزان. وفي العام 2024، قدّم الفنان شيمابوكو معرضًا فرديًا بارزًا في مركز Botín بمدينة سانتاندير بإسبانيا. وخصيصًا لهذا المعرض، جمع مجموعة متنوعة من الأواني الزجاجية والخزفية ليقدّمها كـ"هدايا" للأخطبوطات المحلية. بعض هذه الأواني صنعها الفنان بنفسه، والبعض الآخر حصل عليه من "محلات الأدوات المستعملة وموقع إيباي". وقبالة سواحل المدينة الإسبانية، أسقط شيمابوكو هذه الأواني إلى قاع البحر، ثم غاص بكاميرا تصوير تحت الماء ليراقب كيف ستتفاعل الأخطبوطات معها. وكما كان متوقعًا، دخل بعضها إلى داخل الأواني. ورغم أن الأخطبوطات لا ترى الألوان، أراد شيمابوكو من خلال هذا المشروع أن يستكشف ما إذا كانت تنجذب إلى أشياء ذات ألوان معينة. وقال: "ما سمعته من الصيادين هو أن الأخطبوطات تحب اللون الأحمر"، وأضاف: "منذ وقت طويل في مدينة كوبي، وجدت أخطبوطًا داخل وعاء أحمر، لذلك أؤمن بأنهم يحبون الأحمر". وربما أكثر من اللون، يعتقد شيمابوكو أن الأخطبوطات تنجذب إلى الأشياء الزجاجية "الناعمة واللامعة جدًا". ورغم أنه لا يملك دليلًا علميًا على ذلك، لكنه لا يسعى أساسًا لإثبات نظريات علمية من خلال مشاريعه. فهو مجرد رجل مفتون بهذه الكائنات ذات الأرجل الثمانية يكرّس وقته للتواصل معها عبر الفن.


CNN عربية
منذ 2 أيام
- CNN عربية
مصري يروي تجربته مع قبيلة تحتفظ بجثث موتاها لسنوات قبل دفنها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تخيّلت يومًا كيف ستكون تجربة العيش مع جثة شخصٍ ميت في منزل واحد لسنوات؟ قد تبدو الفكرة مرعبة. وفي تجربة تقشعر لها الأبدان، قام صانع محتوى السفر المصري، شريف نبيل، بزيارة قبيلة تعيش في مرتفعات توراجا، بجزيرة سولاويزي في إندونيسيا، حيث تحتفي طقوسهم برؤية فريدة للموت. قد لا يوجد مكان آخر على وجه الأرض يمكن فيه جمع كلمتي "الموت" و"الفخامة" في جملة واحدة كما هي الحال في توراجا، وفق ما ورد على موقع توراجا الرسمي للسياحة "Visit Toraja". وعلى هذه الأرض الساحرة بطبيعتها وروحها، لم يكن الموت يومًا مدعاة للحزن، بل يُعد الهدف الأسمى للحياة، ومناسبة يتوق كلٌّ من الراحل وأفراد عائلته للاحتفال بها. من تهليل يصدح عبر التلال، ووليمة كبرى للضيوف، إلى رقصات تقليدية تُعيد تعريف ما يعتبره البشر عادةً أمرًا مروعًا، وذلك من خلال تحوّله إلى حدث مفعم بالجمال، وفق ما ذكره موقع "Visit Toraja". ويشرح نبيل لموقع CNN بالعربية أنّ جثث الأموات بهذه القبيلة قد تمكث سنوات عديدة في البيوت قبل دفنها وسط مراسم خاصة باذخة تشمل ذبح الخنازير، وتقديم الجواميس كأضاحي. ويسعى نبيل إلى خوض مغامرات فريدة من نوعها خلال رحلاته حول العالم. ويقول نبيل: "نحن ﻻ نقابل كل يوم أﻧﺎس ﯾﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻤﻮتاهم داﺧﻞ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ وﯾﻌﺎﻣﻠﻮﻧﮭﻢ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺣﯿﺎء". وأراد نبيل أن يشارك هذه التجربة مع العالم بالقول إنّها "ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻨﺮى أن هناك منظورًا ﻟﻠﻤﻮت ﻣﺨﺘﻠﻔًا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ هو متعارف عليه حولنا". وتتمثل هذه التجربة التي يصفها نبيل بالاستثنائية، في أنّ أهل الشخص الميت يحتفظون بجثته لسنوات، وخلال تلك السنوات يستعدون لإقامة حفل جنائزي فريد من نوعه يستمر على مدار أيام، بحسب ما ذكره صانع المحتوى المصري. ويُضيف: "خلال تلك الجنازة، تقدّم العشرات ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻣﯿﺲ ﻛﺄﺿﺤﯿﺔ"، مشيرًا إلى أنّه ﻛﻠّﻤﺎ زادت ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﯿﺖ وﻣﺴﺘﻮاه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ زاد ﻋﺪد اﻟﻘﺮاﺑﯿﻦ". وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮزّع لحوم تلك الأضاحي على أهل القبيلة، إلى جانب لحوم اﻟﺨﻨﺎزﯾﺮ التي تقدّم ﻟﻸﻛﻞ، واﻠﻤﮭﺎداة، وﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ جزءًا من الأضاحي، وفق نبيل. وﺣﯿﻦ ﯾرى أهل المتوفى أنه "قد حان موعد دفنه"، يتم تشييع الجثة بأجواء احتفالية تشمل الغناء والرقص، كما يشارك بهذا الحفل جميع أهل القبيلة، وفق ما روى نبيل لـCNN بالعربية. لكن يبقى السؤال، كيف يتم الاحتفاظ بهذه الجثث داخل البيوت كل تلك السنوات من دون أن تتعفّن؟ يظهر في مقطع الفيديو الذي شاركه نبيل أحد أفراد القبيلة وهو يشرح أنّ الميت يخضع لعملية أشبه بالتحنيط عند قدماء المصريين، حيث تستخدم مادة "الفورمالين" لحماية الجثث من التعفّن. أﻣﺎ بالنسبة إلى اﻟﻤﺪافن، فيشير نبيل إلى أنه لم ير مثيلا لها ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ويوضح نبيل أن جثث الأطفال الرضع تدفن داﺧﻞ جذوع الأشجار، وكأن اﻟﺸﺠﺮة تصبح بمثابة أم ثانية لتمنحهم حياة أخرى. ومن العادات الغريبة كذلك التي شاهدها نبيل خلال زيارته لتلك القبيلة، أنه من الممكن إﺧﺮاج الميت بعد دفنه بفترة ﻣﻦ قبره واﻟﺠﻠﻮس معه، وحتى تقديم الطعام له. ورﻏﻢ أنه حرص على دراسة عادات وتقاليد اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﺟﯿﺪا ﻗﺒﻞ زيارتها بهدف الحد من تأثير الصدمة، إلا أن مشاهدة هذا التقليد على أرض الواقع كان له أثر مختلف في نفس نبيل. ويؤكد أنّ "رؤﯾﺔ اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻮر ﺷﻲء واﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﮭﺎ واﻟﻮﻗﻮف إلى ﺠﺎﻧﺒﮭﺎ ﺷﻲء آﺧﺮ". وكما هو متوقع، لم تخل هذه التجربة الفريدة من التحديات، ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ودراﺳﺔ عاداتها وﺗﻘﺎﻟﯿﺪها بحرص شديد لاجتناب وقوع أي سوء فهم. إلا أن ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺟﺜﺚ اﻟﻤﻮﺗﻰ عمرها سنين، والوقوف أﻣﺎﻣﮭﺎ ﺑﺜﺒﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ كان اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﺒﺮ بالنسبة إلى نبيل. ولم يتوقع نبيل ردود الأفعال الإيجابية من قبل متابيعه على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لحساسية الموضوع، إذ تفاجأ بأن هناك من أعجب بفكرة الإطلاع على ثقافة جديدة.