logo
دول الخليج ورسائل الوسطية

دول الخليج ورسائل الوسطية

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات

تتعرض دول مجلس التعاون لأكبر امتحان يهدد المنطقة إثر صراع يجري على حدودها بين دولتين من الصعب التحكم في ردود أفعالهما.
وحتى هذه اللحظة، فإن الموقف الموحد الذي تتخذه دول المجلس حفظ أمنها واستقرارها، والذي نتمنى له الثبات حتى ينقشع الغبار؛ إذ إن إدانات دول مجلس التعاون للهجوم الإسرائيلي على إيران أثبت وحدة الموقف الخليجي أولاً، وأثبت نجاح غاية سامية من غايات تأسيس المجلس، وهي وحدة المصير ثانياً، ومن جهة أخرى أثبت هذا الموقف الموحد بُعد نظر قادة المجلس إزاء صراع لا يحتاج إلى مزيد من التأجيج أو مزيد من الحطب في ناره، خشية اتساع الحريق وتضرر المنطقة ككل، وخاصة أن المنطقة خاضت أكثر من حرب استنزافية أثرت على نموها الاقتصادي.
منذ فترة ودول الخليج تتخذ الوسطية منهجاً في علاقاتها الدولية، والتركيز على بناء الداخل وتوظيف موارد الدولة في رفع نمو اقتصادها، وتحاول أن ترسل رسائلها لجيرانها، ومنهم إيران، بأنها لا تسعى للمواجهة، وذهبت في ذلك إلى رفع مستوى الضمانات الممنوحة لطمأنتها، حتى بدأت إيران تستجيب لتلك الرسائل. وهي سياسة استباقية استشرافية ترى المؤشرات القادمة من أطراف إقليمية ودولية تتجه للمواجهة مع إيران، والتي من المرجح أن تخرج عن السيطرة، وتزج بالمنطقة في أتون حروب جديدة تستنزفها وتستنزف مواردها، وتعطل رؤيتها التنموية وتعاكس أولوياتها؛ لذا اتخذت هذا الموقف السياسي الذكي والحذر، واستبقت التحركات التي كانت تنذر بالتصادم، وأخرجت نفسها من الصراع مبكراً، وهي الآن تؤكد الموقف من جديد بعد أن وقعت المواجهة فعلاً.
ليس من السهل أبداً أن تحافظ على أولوية التنمية والاستقرار في ظل التعقيدات والصراعات والفوضى التي تحفل بها منطقتنا على مدى أربعة عقود، إنما اختيارات دول مجلس التعاون كانت دائماً اللحاق بمتطلبات المستقبل، والارتقاء بمستوى معيشة شعوب دولها، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير حوّلها إلى أحد النماذج الدولية الناجحة اقتصادياً وسياسياً. وتلك مكتسبات تريد دول مجلس التعاون أن تبني عليها من خلال تصفير مناطق الصراع المحيطة بها للتفرغ لتحقيق رؤيتها. وقد نجحت بالفعل بشكل يفوق التوقعات، وفي فترة زمنية قصيرة، من خلال سياسة تنوع سلسلة التحالفات الشرقية والغربية التي ابتعدت بها عن القطبية الثنائية والتحزب لأي من الأطراف الدولية، ونجحت حتى وصلت إلى مكانة تثق بها جميع الأطراف الدولية المتصارعة وتتخذها وسيطاً، كما حدث بين روسيا والولايات المتحدة، وروسيا وأوكرانيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسعار النفط ترتفع مع تنامي المخاوف بفعل صراع إيران وإسرائيل
أسعار النفط ترتفع مع تنامي المخاوف بفعل صراع إيران وإسرائيل

الشرق الأوسط

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق الأوسط

أسعار النفط ترتفع مع تنامي المخاوف بفعل صراع إيران وإسرائيل

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المائة، اليوم (الثلاثاء)، مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجميع على إخلاء طهران، مما زاد من احتمالية تفاقم الاضطرابات في المنطقة وتعطل إمدادات نفط. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار بما يعادل 1.6 في المائة إلى 74.4 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.34 دولار أو 1.87 بالمئة إلى 73.11 دولار. وكان كلاهما قد ارتفع بأكثر من اثنين في المائة في وقت سابق من الجلسة. وأغلق كلا العقدين على انخفاض بأكثر من واحد بالمئة يوم الاثنين وسط آمال في تخفيف التوتر الجيوسياسي بعد تقارير إعلامية عن سعي إيران إلى إنهاء القتال. غير أن الصراع تفاقم في يومه الخامس، إذ أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات وإطلاق نار كثيف من الدفاعات الجوية في العاصمة طهران. وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب رداً على صواريخ إيرانية. وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، وبالتالي ارتفاع الأسعار. ويوم الاثنين، استهدفت غارة إسرائيلية هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، كما أشار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى أضرار جسيمة لحقت بأكبر محطة لتخصيب اليورانيوم في إيران. وقال ترمب إنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة قبل بدء الغارات الإسرائيلية، وأنه يعتقد أن إيران تريد الآن التوصل إلى اتفاق. ومن شأن تخفيف العقوبات الأميركية في إطار أي اتفاق مع إيران بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر سلبا على أسعار النفط العالمية.

ترامب يغادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب الوضع في الشرق الأوسط
ترامب يغادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب الوضع في الشرق الأوسط

أرقام

timeمنذ ساعة واحدة

  • أرقام

ترامب يغادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب الوضع في الشرق الأوسط

أعلن البيت الأبيض يوم الاثنين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع في كندا قبل يوم من الموعد المقرر لذلك بسبب الوضع في الشرق الأوسط. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن ترامب قدم عرضا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وكان ترامب قد حث الجميع في وقت سابق على إخلاء طهران فورا وجدد القول إنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على إكس "تم إنجاز الكثير، ولكن نظرا لما يحدث في الشرق الأوسط، سيغادر الرئيس ترامب الليلة بعد العشاء مع رؤساء الدول". واجهت مجموعة السبع صعوبة في إيجاد موقف موحد بشأن النزاع في أوكرانيا وبين إسرائيل وإيران، إذ عبر ترامب صراحة عن دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفرض رسوما جمركية على كثير من الحلفاء الحاضرين. وقال مسؤول أمريكي إن ترامب لن يوقع على مسودة بيان يدعو إلى تهدئة الصراع الإسرائيلي الإيراني. ومع ذلك، وصف ماكرون مغادرة ترامب بأنها إيجابية نظرا لهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار. وقال ماكرون لصحفيين "هناك بالفعل عرض للقاء والتواصل. تم تقديم عرض خصيصا للتوصل إلى وقف إطلاق نار ومن ثم بدء مناقشات أوسع نطاقا". وأضاف "علينا أن نرى الآن ما إذا كانت الأطراف ستتفق". يجتمع قادة مجموعة السبع من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في منتجع كاناناسكيس في جبال روكي الكندية حتى يوم الثلاثاء. وفي حديثه إلى جانب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في وقت سابق، قال ترامب إن مجموعة الثماني السابقة أخطأت بطرد روسيا في 2014 بعد ضمها شبه جزيرة القرم. وقال ترامب "كان هذا خطأ كبيرا"، مضيفا أنه يعتقد أن روسيا ما كانت لتغزو أوكرانيا في 2022 لو لم يتم إقصاء بوتين. وتابع "بوتين يتحدث معي. لا يتحدث إلى أي شخص آخر.. إنه ليس سعيدا بذلك. يمكنني أن أقول لكم إنه لا يتحدث مع الأشخاص الذين أقصوه، وأنا أتفق معه". وعلى الرغم من أن ترامب لم يطالب بإعادة روسيا إلى المجموعة، أثارت تصريحاته شكوكا بشأن مدى ما يمكن أن يحققه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاجتماع المقرر مع القادة يوم الثلاثاء.

الذهب عند 3400 دولارا مع نمو الطلب وسط تصاعد القتال بين إيران وإسرائيل
الذهب عند 3400 دولارا مع نمو الطلب وسط تصاعد القتال بين إيران وإسرائيل

الاقتصادية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقتصادية

الذهب عند 3400 دولارا مع نمو الطلب وسط تصاعد القتال بين إيران وإسرائيل

انتعش الذهب اليوم الثلاثاء، إذ تسبب تنامي الضبابية الجيوسياسية الناجمة عن القتال بين إسرائيل وإيران ودعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإخلاء طهران، إلى إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن. المعدن الأصفر ارتفع في المعاملات الفورية 0.5% إلى 3400 دولارا للأونصة بحلول الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش بعد انخفاضه بأكثر من 1% أمس الاثنين، فيما استقرت العقود الآجلة عند 3416 دولارا كبير محللي الأسواق لدى "كيه.سي.إم تريد" تيم واترر قال "لا تزال معنويات السوق تتأرجح بين التصعيد والتهدئة فيما يتعلق بالأحداث في الشرق الأوسط، وهذه التحولات في المعنويات ذهابا وإيابا هي ما يقود تحركات سعر الذهب على جانبي مستوى 3400 دولارا". إسرائيل ضربت هيئة الإذاعة والتلفزيون في إيران أمس الاثنين، في حين أفاد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بوقوع أضرار جسيمة بأكبر منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم. دونالد ترمب الذي عاد في وقت مبكر من قمة مجموعة السبع في كندا مساء الاثنين، حث الإيرانيين على إخلاء طهران، مشيرا إلى رفض البلاد لاتفاق كبح تطوير الأسلحة النووية، كما أشارت تقارير إلى أن الرئيس الأمريكي طلب من مجلس الأمن القومي البقاء على أهبة الاستعداد في غرفة العمليات. الذهب من أصول الملاذ الآمن في أوقات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 36.41 دولار للأونصة، وتقدم البلاتين 0.6% إلى 1251.20 دولار، في حين زاد البلاديوم 0.2% إلى 1031.68 دولار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store