logo
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"

التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"

أخبارنا١٧-٠٤-٢٠٢٥

ربطت مئات الدراسات الطبية التي شارك فيها عشرات الآلاف من المتطوعين بين السرطان وبين الاكتئاب وتدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعوامل الأخرى المسببة للتوترات العصبية.
تقول الباحثة جوليان بوار أستاذ طب النفس بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الأميركية إن الباحثين عكفوا على دراسة هذه الصلة من زوايا مختلفة من خلال إجراء تجارب على الخلايا والحيوان، وقد أفضت هذه الدراسات إلى اكتشاف آليات مهمة لطريقة تأثير التوتر على الأورام السرطانية.
وأضافت في مقال بحثي نشرته دورية علمية متخصصة في طب النفس أن "العوامل النفسية يمكن أن تؤثر على الجوانب البيولوجية للورم السرطاني، وأن منع الإشارات الكيميائية التي يسببها التوتر داخل الجسم يمكن أن تحسن من فرص العلاج من هذا المرض".
التوتر يحفز نمو الخلايا السرطانية
وتؤكد الطبيبة إليزابيث راباسكي من مركز روزيل بارك لعلاج السرطان في نيويورك في تصريحات لموقع متخصص في الأبحاث العلمية: "لا أحد يدرك مدى جسامة التأثير السلبي لحالة التوتر العادية، إذا كانت مزمنة، على نمو الخلايا السرطانية".
وقد توصلت الباحثة إريكا سلون المتخصصة في مجال السرطان بجامعة موناش بأستراليا أن فئران التجارب المصابة بحالات توتر مزمنة تتزايد لديها الوصلات بين أورام الثدي والنظام الليمفاوي داخل الجسم، مما يزيد من فرص انتشار السرطان.
واتضح خلال الدراسة أن العلاج بأدوية "حاصرات مستقبلات بيتا" Beta Blockers، وهي من الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وتثبط هرمونات التوتر داخل الجسم مثل "نوربينفرين"، توقف نشاط جزيئات رئيسية في النظام العصبي السيمبثاوي وتمنع انتشار السرطان لدى فئران التجارب.
التأثير على الجهاز المناعي
وتوصلت فرق بحثية أخرى إلى أن التوتر يؤدي إلى تغيرات على مستوى الجزيئات داخل الجهاز المناعي للجسم، مما يعزز نمو الخلايا السرطانية.
وأوضحت أن التوتر يؤدي إلى زيادة الالتهابات، وهي رد فعل مناعي ينجم عن الإصابات أو العدوى، وأن الالتهابات بدورها تعزز نمو الأورام السرطانية.
ويؤكد الباحثون أن التوتر يعرقل نشاط الخلايا المناعية التي تلعب دورا رئيسيا في مقاومة السرطان.
وفي مطلع القرن الحالي، توصلت سوزان لتوجندورف أستاذ العلوم السلوكية بجامعة أيوا الأميركية أن التوتر والاكتئاب يثبطان قدرة الخلايا المناعية على مقاومة السرطان لدى مريضات سرطان المبيض، وتوصل الباحثون أيضا إلى أن غياب الدعم النفسي والاجتماعي للمريضات بهذا النوع من السرطان يؤدي إلى تزايد نمو الاوعية الدموية التي تغذي الأورام السرطانية.
"حاصرات مستقبلات بيتا"
وتوصلت الطبيبة إليزابيث راباسكي أن حاصرات مستقبلات بيتا تساعد في زيادة فعالية وسائل العلاج المناعي للسرطان، وخلال بعض التجارب السريرية، وجد الباحثون أن خلايا سرطان الثدي التي تم استئصالها من مرضى يتلقون العلاج بحاصرات مستقبلات بيتا تحتوي على كمية أقل من المؤشرات الحيوية التي تدل على حدوث انبثاث أي هجرة الخلايا السرطانية داخل الجسم، وزيادة في عدد الخلايا المناعية التي تقاوم السرطان.
ورغم أن الدراسات على حاصرات مستقبلات بيتا تعتبر واعدة، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية يمكنها علاج جميع أنواع السرطان، حيث أن بعض المرضى ظهرت لديهم استجابة سلبية حيال هذه العلاجات لاسيما مرضى الربو وبعض مرضى القلب.
وتقول باتريشيا مورينو خبيرة طب النفس في جامعة ميامي الأميركية: "لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن التوتر يؤدي للإصابة بالسرطان"، ولكن بالنسبة للمصابين بالفعل بهذا المرض الخبيث، فإن كثير من الباحثين يؤكدون وجود أدلة علمية قوية تنصح بضرورة خضوعهم لجلسات علاج من التوتر ضمن برامجهم العلاجية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اكتشاف نوع نادر من مرض السكري يصيب المراهقين
اكتشاف نوع نادر من مرض السكري يصيب المراهقين

شتوكة بريس

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • شتوكة بريس

اكتشاف نوع نادر من مرض السكري يصيب المراهقين

أعلن الاتحاد الدولي للسكري (IDF) عن تصنيف نوع جديد من داء السكري، باسم 'النوع الخامس من السكري' أو 'سكري النضج المبكر لدى الشباب' (MODY)، وهو مرض نادر يصيب فئة المراهقين والشباب في المقام الأول، نتيجة سوء التغذية وليس بسبب السمنة أو العادات الحياتية غير الصحية كما هو شائع في أنواع السكري الأخرى. الإعلان التاريخي جاء عقب تصويت أجراه خبراء الاتحاد الدولي خلال مؤتمر انعقد في بانكوك بتايلاند يوم 8 أبريل 2025، ليضع حدا لعقود من اللبس وسوء الفهم الذي أحاط بهذا المرض الغامض. وتشير التقديرات إلى أن النوع الخامس من السكري يصيب ما يقارب 25 مليون شخص حول العالم، ويتركز بشكل خاص في الدول ذات الدخل المحدود، حيث يعاني عدد كبير من الشباب النحفاء من تراجع حاد في قدرة البنكرياس على إنتاج الأنسولين، نتيجة خلل يصيب خلايا 'بيتا' المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون الحيوي. وعلقت البروفيسورة ميريديث هوكينز، أستاذة الطب في كلية ألبرت أينشتاين، على الاعتراف الجديد بقولها 'لقد عانى هذا النوع من السكري طويلا من التهميش والتشخيص الخاطئ، وغالبا ما كان يفترض خطأ أنه النوع الأول، بسبب النحافة وصغر سن المصابين، غير أن علاجهم بالأنسولين لم يكن فقط غير نافع، بل في كثير من الحالات كان خطرا على حياتهم'. وأضافت هوكينز، 'منذ عام 2010، بدأنا دراسة هذا المرض عبر معهد أينشتاين العالمي للسكري، وفي عام 2022 استطعنا إثبات أنه يختلف جذريا عن النوعين الأول والثاني، مما غير تماما طريقة تعاملنا معه'. وفي الاتجاه ذاته، حذر البروفيسور نيهال توماس، أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب المسيحية في الهند وأحد أعضاء فريق العمل المكلّف بدراسة هذا النوع، من أن العلاج الخاطئ بالأنسولين قد يؤدي إلى انخفاضات حادة وخطيرة في مستوى السكر في الدم، قد تكون قاتلة، مشيرا إلى أن الخلل الأساسي يتمثل في ضعف قدرة خلايا البنكرياس على إنتاج الأنسولين، وليس في مقاومة الجسم له كما في النوع الثاني. يعود المرض، بحسب ما أكده الباحثون، في كثير من حالاته إلى عوامل وراثية، إذ أن الطفرة الجينية المسؤولة عنه يمكن أن تنتقل بنسبة تصل إلى 50% من أحد الوالدين إلى الأبناء. ويبدأ هذا المرض عادة في سن المراهقة أو في أوائل العشرينات، وقد كانت أولى الحالات الموثقة منه قد ظهرت في جامايكا سنة 1955، قبل أن يصنف لاحقا بشكل مؤقت من قبل منظمة الصحة العالمية في الثمانينات تحت اسم 'السكري المرتبط بسوء التغذية'، ليسحب هذا التصنيف سنة 1999 نظرا لغياب الأدلة الكافية آنذاك.

خطر من نوع جديد يتهدد الشباب المغاربة هذه الايام؟
خطر من نوع جديد يتهدد الشباب المغاربة هذه الايام؟

أريفينو.نت

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • أريفينو.نت

خطر من نوع جديد يتهدد الشباب المغاربة هذه الايام؟

اعترف الاتحاد الدولي للسكري (IDF) بنوع جديد من مرض السكري يتعلق بسوء التغذية بدلاً من السمنة، وهو إعلان تم خلال المؤتمر العالمي للسكري في بانكوك، تايلاند. يأتي هذا الاعتراف بعد سنوات طويلة من المراقبة والدراسات السريرية التي بدأت منذ عام 1955 عندما سُجلت أول حالة في جامايكا. عدم الاعتراف الرسمي سابقًا كان يعيق جهود الأبحاث والتشخيص والعلاج. وأشار البروفيسور نيهال توماس من كلية الطب في الهند أن هذا النوع الجديد يتسم بخلل في خلايا 'بيتا' في البنكرياس، مما يؤدي إلى ضعف إنتاج الإنسولين، ويظهر غالبًا في سن المراهقة أو أوائل العشرينات بسبب سوء التغذية وليس السمنة. كانت منظمة الصحة العالمية قد صنّفت هذا المرض كنوع مستقل تحت اسم 'سكري سوء التغذية' في الثمانينيات، لكنها ألغت التصنيف في عام 1999 نظراً لعدم توفر أدلة كافية في ذلك الوقت. إقرأ ايضاً ومع الاعتراف الرسمي الحالي، يأمل الباحثون في تطوير علاجات جديدة تركز على تعزيز التغذية عبر نظام غذائي غني بالبروتينات والفيتامينات وتخفيف الاعتماد على الإنسولين، لا سيما في المناطق التي تعاني من سوء التغذية. ويعتقد أن هذا المرض يعود لطفرات جينية موروثة، حيث يمكن أن ينتقل بنسبة 50% من أحد الأبوين إلى الأبناء. يأمل الخبراء أن يؤدي هذا الاعتراف إلى زيادة الاستثمارات والأبحاث لتوفير حلول علاجية لتحسين حياة الملايين في البلدان النامية.

التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"

أخبارنا

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • أخبارنا

التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"

ربطت مئات الدراسات الطبية التي شارك فيها عشرات الآلاف من المتطوعين بين السرطان وبين الاكتئاب وتدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعوامل الأخرى المسببة للتوترات العصبية. تقول الباحثة جوليان بوار أستاذ طب النفس بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الأميركية إن الباحثين عكفوا على دراسة هذه الصلة من زوايا مختلفة من خلال إجراء تجارب على الخلايا والحيوان، وقد أفضت هذه الدراسات إلى اكتشاف آليات مهمة لطريقة تأثير التوتر على الأورام السرطانية. وأضافت في مقال بحثي نشرته دورية علمية متخصصة في طب النفس أن "العوامل النفسية يمكن أن تؤثر على الجوانب البيولوجية للورم السرطاني، وأن منع الإشارات الكيميائية التي يسببها التوتر داخل الجسم يمكن أن تحسن من فرص العلاج من هذا المرض". التوتر يحفز نمو الخلايا السرطانية وتؤكد الطبيبة إليزابيث راباسكي من مركز روزيل بارك لعلاج السرطان في نيويورك في تصريحات لموقع متخصص في الأبحاث العلمية: "لا أحد يدرك مدى جسامة التأثير السلبي لحالة التوتر العادية، إذا كانت مزمنة، على نمو الخلايا السرطانية". وقد توصلت الباحثة إريكا سلون المتخصصة في مجال السرطان بجامعة موناش بأستراليا أن فئران التجارب المصابة بحالات توتر مزمنة تتزايد لديها الوصلات بين أورام الثدي والنظام الليمفاوي داخل الجسم، مما يزيد من فرص انتشار السرطان. واتضح خلال الدراسة أن العلاج بأدوية "حاصرات مستقبلات بيتا" Beta Blockers، وهي من الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وتثبط هرمونات التوتر داخل الجسم مثل "نوربينفرين"، توقف نشاط جزيئات رئيسية في النظام العصبي السيمبثاوي وتمنع انتشار السرطان لدى فئران التجارب. التأثير على الجهاز المناعي وتوصلت فرق بحثية أخرى إلى أن التوتر يؤدي إلى تغيرات على مستوى الجزيئات داخل الجهاز المناعي للجسم، مما يعزز نمو الخلايا السرطانية. وأوضحت أن التوتر يؤدي إلى زيادة الالتهابات، وهي رد فعل مناعي ينجم عن الإصابات أو العدوى، وأن الالتهابات بدورها تعزز نمو الأورام السرطانية. ويؤكد الباحثون أن التوتر يعرقل نشاط الخلايا المناعية التي تلعب دورا رئيسيا في مقاومة السرطان. وفي مطلع القرن الحالي، توصلت سوزان لتوجندورف أستاذ العلوم السلوكية بجامعة أيوا الأميركية أن التوتر والاكتئاب يثبطان قدرة الخلايا المناعية على مقاومة السرطان لدى مريضات سرطان المبيض، وتوصل الباحثون أيضا إلى أن غياب الدعم النفسي والاجتماعي للمريضات بهذا النوع من السرطان يؤدي إلى تزايد نمو الاوعية الدموية التي تغذي الأورام السرطانية. "حاصرات مستقبلات بيتا" وتوصلت الطبيبة إليزابيث راباسكي أن حاصرات مستقبلات بيتا تساعد في زيادة فعالية وسائل العلاج المناعي للسرطان، وخلال بعض التجارب السريرية، وجد الباحثون أن خلايا سرطان الثدي التي تم استئصالها من مرضى يتلقون العلاج بحاصرات مستقبلات بيتا تحتوي على كمية أقل من المؤشرات الحيوية التي تدل على حدوث انبثاث أي هجرة الخلايا السرطانية داخل الجسم، وزيادة في عدد الخلايا المناعية التي تقاوم السرطان. ورغم أن الدراسات على حاصرات مستقبلات بيتا تعتبر واعدة، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الأدوية يمكنها علاج جميع أنواع السرطان، حيث أن بعض المرضى ظهرت لديهم استجابة سلبية حيال هذه العلاجات لاسيما مرضى الربو وبعض مرضى القلب. وتقول باتريشيا مورينو خبيرة طب النفس في جامعة ميامي الأميركية: "لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن التوتر يؤدي للإصابة بالسرطان"، ولكن بالنسبة للمصابين بالفعل بهذا المرض الخبيث، فإن كثير من الباحثين يؤكدون وجود أدلة علمية قوية تنصح بضرورة خضوعهم لجلسات علاج من التوتر ضمن برامجهم العلاجية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store