
خصوم الميدان: العلماء على ميزان أبو عبيدة
الخذلان هنا ليس في الصمت فقط، بل في خيانة الموقف، وتشويه الحقيقة، وتزيين الجريمة بكلمات مطلية بالوهم، فهؤلاء ليسوا على الحياد؛ بل خصومٌ للميدان، وخصومٌ لأهل الرباط الذين ما باعوا الموقف ولا تخلوا عن التكليف، وهكذا يصبح العالم الذي لا ينصر غزة في زمن الإبادة، جزءً من آلة القتل، حتى لو لبس ألف عمامة.
لطالما كانت منابر العلماء خندقاً أول في مواجهة الطغيان، ومحرّكاً للأمم في معارك التحرّير، فلم تكن الفتاوى مجرد أحكام مجرّدة، بل صيحات تعبئة تسبق رصاص المقاومة وتؤسّس لها، والتاريخ يشهد من الأزهر إلى الزيتونة، ومن مكة إلى القدس، وقف العلماء يوماً ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي، حرّكوا الجموع، وهتفوا للحق، وكانوا صدى لصوت المظلوم، لكن اليوم حين تبلغ الإبادة في غزة ذروتها، تُصادَر المآذن وتُحجَب الفتاوى، ويغيب الخطاب الجهادي كما لو أن الدم الفلسطيني لا يُوجب الغضب، ولا يحرك الضمير.
هذا الصمت ليس حياداً بل انحياز، وهو ليس تقصيراً عابراً، بل تعطيل لمنبرٍ خُلِق ليشهد لا ليصمت، وإن تغييب العلماء عن واجبهم في لحظة كونية كالتي تشهدها غزة، هو انقلاب على وظيفة العالم، ونكوص عن الشرف قبل التكليف.
خطاب أبو عبيدة لم يكن تصعيداً عاطفياً، بل موقفاً محسوباً في الزمن الأشدّ احتياجاً للمراجعة والمصارحة، فلقد تخلّى فيه عن لغة المجاملة، وخاطب العلماء بلسان الدم المهدور، ليعلن أن التاريخ لن يغفر لمن تخلّف عن الشهادة في وقت الامتحان، فهو لم يدعُ لهجوم، بل دعا لموقف، لم يطلب الولاء لحركة، بل نصرة لأمّة تُباد ويُذبح أطفالها على مرأى من العمائم والقمم والمنصات، وإنّ تخصيص العلماء بالخطاب في هذه اللحظة، هو بمثابة فتح لسجلّ الحساب، تمييزٌ بين من جعلوا العلم طريقاً للحق، ومن جعلوه واجهة للتملق السياسي أو الصمت المذلّ.
أن تُنكر المجاعة في غزة وأمعاء أطفالها تلتحف الهواء، فتلك ليست سقطة، بل خيانة خطابية تتقاطع مع أدوات العدو في كيّ وعي الناس وتزييف حقائق الميدان، وحين يخرج بعض الدعاة النجوم ليُطمئنوا متابعيهم من خلف الشاشات بأن الوضع الغذائي تحسّن، ويعلن أحدهم انتهاء المجاعة، فإنهم لا يقدمون رأياً، بل يوقعون على صكّ تبرئة لجلاد ما زال يقطع الإمدادات ويحاصر المستشفيات، ونحن هنا نتسائل: أيّ فهم مغلوط للفقه يدفع بعالم إلى إنكار الشهادة الحيّة لأهل غزة، وهي تُبثّ لحظة بلحظة عبر صور الوجع والوجوه المحفورة بالجوع؟
إن من يختزل المجاعة في عدّة شاحنات مساعدات، أو يروّج لانفراج وهمي، يُشرعن الجريمة بدل أن يفضحها، ويقف في صف القاتل بدل أن ينتصر للمذبوح، إنها جريمة خطاب، توازي في بشاعتها جريمة الحصار، وتُدين قائلها أمام شهود الميدان، وأمام الله.
ما أصعب أن تُباع المنابر في سوق المناصب، لقد كشفت غزة أن بعض العلماء لم يُمسكوا بميزان الشرع، بل بمسطرة السياسة، يقيسون مواقفهم بما لا يُغضب مموليهم، لا بما يُرضي ضميرهم أو يُنقذ شعباً تحت النار، فصارت البيانات خاضعة للمزاج الرسمي، والدعاء انتقائياً لا يُغضب سفارات، والخطب تصعد المنبر محنطة، لا تنبض فيها روح النصرة ولا عرق الكرامة، هذه الموازنات المزيفة ليست فقهاً بل تهرّب وجبن مغلّف بالدبلوماسية، وغزة اليوم لا تحتاج لعالمٍ يُحسن التأويل بل لعالم يُجيد الاصطفاف، فالعالم الذي يطلب فتوى من سلطانه قبل أن يطلبها من وجدانه، هو خصم لا شاهد.
في زمن المجازر لا يكون العالم شاهداً على الحدث، بل جزءً من معادلته، فإن اختار الصمت، صار شريكاً في ستر الجريمة، وإن اختار التبرير، صار غلافاً ناعماً لبشاعة العدو، من هنا فإن ما يُطلب من العلماء اليوم ليس خطاباً عاماً أو دعاءً فضفاضاً، بل موقفاً صريحاً وفعّالاً يرقى إلى مستوى الحدث والمجازر، لقد أطلق أبو عبيدة نداءه لا بوصفه متحدثًا عسكرياً، بل باعتباره حاملاً لأمانة شرعية وأخلاقية، يُسائل بها العلماء على ميزان الجهاد لا ميزان التوازنات، فما هي خارطة الواجب؟
ولهذا، فإنني أضع هنا خطة تحرك عاجلة، تليق بمقام العلماء وتُترجم فقه النوازل إلى فعل ناصر، لا وصف عاجز:
أولاً: مواجهة الحكام ومصارحتهم: يجب الدخول الفوري على رؤساء الدول العربية والإسلامية، لا بمجاملات بروتوكولية، بل بكلمة الحق التي لا تخشى سلطاناً ولا ترضى بالدنية، وقولوا في وجوههم: أوقفوا تصدير الغاز للصهاينة ولحلفائهم، أغلقوا أنابيب العار، فأنتم تملكون ورقة قوة ما تزال تُستخدم خنجراً في خاصرة غزة، وطالبوهم بنقض الاتفاقيات مع العدو، وتجميد التعاون الأمني والاقتصادي معه، فالاحتلال لا يرتدع إلا إذا دفع الثمن، ومن لا يقدر على ذلك فليُعلن أنه ممنوع، ولْيجعل من منعه قضية رأي عام.
ثانياً: التحرك الشعبي بقيادة العلماء: في لحظة تاريخية كاشفة كهذه، لا يكفي للعلماء أن يصدروا بيانات صامتة أو أدعية تائهة بين المذابح، لقد أصبح واجبهم أن يكونوا في مقدّمة الصفوف، لا خلف المتاريس الكلامية، وأن يتحوّل فقههم إلى فعل ميداني مباشر، لا مجرد خطب عائمة في فضاء الإنترنت، فالعالِم الذي لا يجرؤ على قيادة الجماهير نحو الفعل الجماعي المنظّم، لن يكون يوماً في صفّ الشعوب، بل في صف التحايل الشرعي على الدم، وهنا تتحدد المهمة الاستراتيجية: فالعالم المجاهد اليوم هو من يحشد لا من يُحذّر، ومن يقود لا من يُحايد، ومن ينزل إلى الميادين لا من ينأى بنفسه عن الفتنة، ولأقترح هنا خطة عمل ميدانية:
• الدعوة العلنية للاعتصامات والتحرّكات الشعبية في العواصم العربية والإسلامية: يجب أن يُعلن العلماء في خطبهم ومنصاتهم، وبصوتٍ موحّد، دعوةً مفتوحة للنزول الجماهيري، مع تحديد مواقع الحراك، وعدم الاكتفاء بإدانة العدوان بل تحريضٌ مشروع ضد الحصار والتواطؤ.
• الاعتصام المفتوح أمام سفارات الدول المساندة للعدو: لا يُعقل أن تبقى سفارات أمريكا وفرنسا وبريطانيا محصّنة من نبض الجماهير، بينما وقود غزة يُسكب من قراراتهم، العالِم الثائر هو من يقف أمامها ويأمر تلاميذه بالصمود هناك.
• إقامة خيام اعتصام على معابر العار والحدود المغلقة: آن للعلماء أن يرفعوا غطاء الشرعية عن الحصار العربي لغزة، وأن ينزلوا بأنفسهم إلى رفح وسَلوى وطريبيل، حيث تُكسر السيادة لصالح العدو، وتُقبر الكرامة تحت ركام المعابر.
• المطالبة بوقف التطبيع من داخل البرلمانات والمجالس: من يملك منبراً دينياً أو شرعياً، يجب أن يوجّه خطابه نحو الضغط البرلماني والحقوقي لسنّ قرارات ضد التطبيع، ومقاطعة البضائع، والتعامل مع الكيان الصهيوني في الإعلام والتعليم والأمن.
• بناء قيادة ميدانية موحّدة للتحرك الشعبي: يقودها علماء معروفون بمواقفهم الثابتة، كـ:
د. محمد الصغير-مصر، الشيخ عكرمة صبري – فلسطين / القدس، د. نواف التكروري–فلسطين / الأردن، د. عصام أحمد البشير– السودان، الشيخ د. علي القره داغي – العراق / قطر، د. أحمد الريسوني – المغرب، الشيخ محمد الحسن الددو – موريتانيا، الشيخ علي أرباش –تركيا، الشيخ غانم بن شاهين غانم الغانم –قطر، الشيخ أسامة الرفاعي – سوريا، د. حاكم المطيري – الكويت، د. عمر عبد الكافي – مصر، الشيخ د. غيث بن مبارك الكواري – قطر، د. محمد إبراهيم الوسمي – الكويت، الشيخ المفتي محمد طارق عثماني –باكستان، الشيخ مفتي محمد منيب الرحمن –باكستان، مولانا فيض الرحمن –باكستان، د. محمد الخلايلة –الأردن، الدكتور سعيد فودة –الأردن، الشيخ يوسف بلمهدي –الجزائر، الشيخ إبراهيم الشائبي –تونس.
هؤلاء وغيرهم يُفترض أن يشكّلوا "مجلس العلماء من أجل غزة"، يضمّن في بيانه الأول دعوة للاعتصام الشعبي في 100 مدينة، فمن لا يخطب على منبر الشارع، لا يجوز له أن يتصدّر منبر المسجد، ومن لا يرى أن الساحات اليوم هي جزء من الفرض الشرعي، فليعتزل الفقه والموعظة، وليترك الأمر لأهل الدم.
ثالثاً: العصيان المدني الرمزي: الدعوة إلى أيام امتناع رمزية عن العمل والشراء والخروج إلا لنصرة غزة، لتُشهر الشعوب غضبها، واستخدام المنابر لحشد الأمة لهذا العصيان الرمزي، ليشعر العدو أننا جسد واحد لا يُقتل أحد أفراده ونحن نأكل ونلهو، فليس المطلوب أن تشهر الشعوب سلاحاً لتُشعر العدو أنها حاضرة، بل أن تشهر غضبها المنظم وأن تعلن رفضها لكل حياة طبيعية في زمن المجاعة والإبادة، وعلى العلماء أن يرفعوا راية هذا العصيان من فوق المنابر، ليكن هذا العصيان صوت الأمة العالي ضد التجاهل، وتعبيرها بأن غزة ليست هامشاً في نشرة الأخبار، بل جرح في قلب الأمة لا يلتئم بالصمت.
رابعاً: المقاطعة الشاملة: الإعلان من المنابر والبيانات مقاطعة كل منتج يدعم كيان الاحتلال، وكل مؤسسة تساند إبادة غزة، وتعليم الناس أن الشراء سلاح، وأن الدولار المُنفق قد يتحول إلى رصاصة، وعلى العلماء أن يصدروا بيانات موحدة تُجرّم دعم المنتجات الصهيونية، وتُرشد الناس إلى البدائل، وتشرح بأن المقاطعة ليست خياراً فردياً بل فرضاً جماعياً.
خامساً: التحريض المشروع المستمر: المنابر، الفضائيات، الإذاعات، الجامعات، حسابات العلماء والدعاة في السوشيال ميديا، كلها يجب أن تتحول إلى جبهات تحريض مشروع على نصرة غزة ومقاومة الاحتلال، لا تُترك جمعة تمرّ دون ذكر الشهداء والمجازر، ولا تُلقى خطبة دون الدعوة لنصرة غزة بكل السبل، ولا يُنشر محتوى إلا وهو يضع الحقيقة المجردة أمام الناس، فالتحريض المشروع ليس دعوة للفوضى، بل هو صحوة ضمير تفضح العدو وتستنهض الشعوب وتحرّك الرأي العام العالمي، وهذا هو جهاد الكلمة، ومن لا يملك البندقية، لا يُعفيه ذلك من أن يكون صدى البندقية، وحامل أمانتها في وجه القهر الإعلامي.
لسنا هنا في مقام الرثاء، بل في ذروة معركة تُعيد تعريف الأمة وموازينها، فغزة لا تنتظر من علمائنا ترفَ التحليل، ولا حيادَ الفتوى، بل تنتظرهم حيث يقف الدين إلى جوار الدم، وحيث تُكتب الفتاوى بسواعد المجاهدين لا بحبر المكاتب، وإننا في زمن المجاعة والإبادة نُدين بصوت عالٍ كل من خذل غزة من أهل العمائم، وكل من بدّل تكليف الشرع بمجاملة السياسة، وكل من جعل ميزان الحق تابعاً لمكتب أمير أو سلطان.
وغزة التي رفعت عن الأمة الإثم بالدم، لن تُسامح من تستر على الجريمة باسم التوازن، ولن تنسى من وَقف على المنابر وادّعى أن المجاعة قد انتهت، بينما الطفل ما زال يبحث في التراب عن كسرة حياة، نقولها بوضوح لا لبس فيه: نتبرأ من كل عالمٍ تواطأ بصمته، ونتقرب إلى الله بمناصرة الحق وأهله، فالساكت على الدم خائن، ومَن زيّف وعي الأمة شريكٌ في الجريمة.
الحق لا يُؤخذ بالإجماع، بل يُؤخذ بالعزائم، والفتوى لا تُصاغ في بلاط الحاكم، بل في خندق المبدأ، ومن أراد النجاة فليُعلن انحيازه الآن، قبل أن يُنادى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد: كنتَ معهم؟ فماذا قلتَ يوم اشتد البلاء؟
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ يوم واحد
- شبكة أنباء شفا
فتاوى العمائم الإسفنجية ، من بناه؟ آدم؟ يعقوب ؟ أم شيخ تيك توك؟! (عن تاريخٍ يُذبح بلحية … ويُدافع عنه مؤرخ ) بقلم : د. وليد العريض
فتاوى العمائم الإسفنجية: من بناه؟ آدم ؟ يعقوب ؟ أم شيخ تيك توك؟! (عن تاريخٍ يُذبح بلحية… ويُدافع عنه مؤرخ) بقلم : د. وليد العريض في زمن المفارقة يُسأل المؤرخ عن المسجد الأقصى فيُتهم بأنه 'يتدخل في غير تخصصه'، ويُسأل من لم يقرأ كتابًا في التاريخ أو الأركيولوجيا فيقول بثقة: آدم بناه وآخر يرفع حاجبه الورع قائلًا: لا يعلم من بناه إلا الله وثالث – وهو شيخ شهير من كلية محاسبة – يؤكد أنه سليمان لأنه قرأها في الهامش! هذه ليست نكتة، بل فتاوى حيّة شاهدها الناس على يوتيوب بصوت مشايخ من أمثال محمد حسان وعثمان الخميس وغيرهم، يفتون في الأركيولوجيا كما لو كانت فرعًا من فقه الطهارة. عن أي قدسية نتحدث؟ المسجد الأقصى في العقيدة الإسلامية ليس قدسيًا لأنه بُني بيد 'آدم' أو 'سليمان'، بل لأنه: القبلة الأولى، موقع المعراج ومعراج المعنى، موضع اجتماع الأنبياء وصلاتهم خلف خاتمهم، صلى الله عليه وسلم لأن الله بارك حوله، لا لأن الحاخامات أو شيوخ تيك توك باركوا أساساته. 'سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى…' قالها القرآن ولم يحدّد من بناه، لأن البناء هنا ليس حجارة، بل مكانة وليس ترابًا، بل سُلَّمًا بين الأرض والسماء. لكن، فلنتكلم عن الحجارة وعن الحفريات! منذ احتلال القدس عام 1967، جنّد الصهاينة أكثر من 100 بعثة أثرية وفتحوا أنفاقًا عميقة تحت المسجد الأقصى واهتزّت كل ذرة تراب تحته ونسفوا كل حجر يمكن أن يختبئ فيه 'أثر هيكل سليمان' كما يزعمون. فماذا وجدوا؟ لا شيء!لا أثر لهيكل ولا نقش، ولا حجر ولا حتى مسمار خشبي! عادوا كما عاد الذئب إلى يعقوب… بخفيّ هيكلٍ لم يكن له وجود! ما يقوله العلماء الحقيقيون: إسرائيل فنكلشتاين – رئيس قسم الآثار بجامعة تل أبيب – يقول في كتابه الشهير The Bible Unearthed (التوراة المنقّبة): 'لم يُعثر على أي أثر ملموس لهيكل سليمان، لا في القدس ولا في أي مكان آخر بفلسطين الأدلة الأثرية لا تدعم الرواية التوراتية.' شلومو ساند – أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب في كتابه اختراع الشعب اليهودي: 'الهيكل الذي تتحدث عنه التوراة ليس حقيقة تاريخية، بل نتاج خيال قومي كتبه كهنة المنفى البابلي…' إيلان بابيه – المؤرخ الإسرائيلي المنشق، في كتابه التطهير العرقي في فلسطين: 'الرواية التوراتية صيغت لاحقًا لتبرير الاحتلال والسيطرة ولم تكن أبدًا وصفًا تاريخيًا لما كان.' كيث وايتلام – أستاذ الدراسات الدينية بجامعة ستيرلينغ – في كتابه اختراع إسرائيل القديمة: 'التاريخ التوراتي ليس تاريخًا بل أسطورة لاهوتية ولم يُثبت أبدًا على الأرض أي مما تزعم التوراة.' أيها الشيوخ المتورّطون حين تقولون إن 'سليمان هو من بنى الأقصى' فأنتم لا تكرّمونه، بل تعيدون صياغة الرواية الصهيونية بعمامة سنية. حين تصرّون على أن البناء كان في عصر آدم فأنتم تهربون من العلم إلى الخرافة، لتمنحوا رواية الهيكل ما لم تستطع الحفريات إثباته. وحين تصمتون أمام نتائج قرنين من التنقيب فأنتم تُديرون ظهوركم للتاريخ وتفتحون أحضانكم للتزوير. إلى الذين قالوا لنا خليك في تخصصك. أنا مؤرخ. أعرف كيف يُكذب النص حين يُفصل عن ترابه. أنا لا أتحدث عن فتوى، بل عن أرض تم التنقيب فيها حجرًا حجرًا ولم تنطق بأي حرف توراتي. أما أنتم فتهرعون للتبرير وتبنون فوق الوهم مساجد من ظنّ، لا من يقين. وختاما من تراب القدس الأقصى لا يحتاج أن نعلم من بناه،بل يحتاج أن نمنع من يهدّ أسسه الروحية باسم الفتوى.هو مسجد باركه الله، لا لأنه توراتي، بل لأنه قرآني.ولأن من دخل فيه صلى لا من حفَر تحته بحثًا عن 'رخصة سماوية للاحتلال'. كفى تزويرًا بعمامة كفى خيانة باسم العلم الشرعيكفى سكوتًا باسم الأدب مع المشايخ فالساكت عن التاريخ شيطان آخرس. د. وليد العريضمؤرخ و أديب و شاعر وكاتب صحفي تموز / يوليو 2025


معا الاخبارية
منذ يوم واحد
- معا الاخبارية
1444 اعتداء من المستعمرين خلال العام الجاري وترحيل 38 تجمعا عن مساكنها
بيت لحم -معا- قال معهد الأبحاث التطبيقية- القدس "أريج"، إن اعتداءات المستعمرين على الفلسطينيين خلال الفترة من شهر كانون ثاني وحتى حزيران للعام الجاري بلغت (1444) اعتداء، و(38) تجمعا تم ترحيلها بالكامل من أماكن سكناها . وأشار المعهد في تقرير صادر عنه اليوم، إلى أن أعداد الهجمات الاستعمارية التي ينفذها المستعمرون، شهدت تصاعدًا غير مسبوق في الضفة الغربية، حيث إن الثمن الذي يدفعه المواطن الفلسطيني لا يُقاس بعدد الهجمات، بل بالمعاناة اليومية التي تطال جميع جوانب الحياة من صعوبة الوصول إلى مصادر المياه والأراضي الزراعية وخاصة القريبة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وتقييد الحركة حيث يقوم المستعمرون بإغلاق مداخل القرى والطرق وتعريض المواطنين لأشكال متعددة من العنف النفسي والجسدي. وأضاف لقد أصبح الفلسطيني محاصرًا ليس فقط بجدار الفصل العنصري، بل بشبكة عنف تبدأ من المستعمرين ولا تنتهي عند القوانين العسكرية الاسرائيلية الجائرة. وأوضح ان هذه الاعتداءات لا تُعتبر حوادث فردية أو صدفة، بل هي جزء من سياسة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير المواطن الفلسطيني من أرضه، وتفريغ المناطق من مواطنيها الفلسطينيين، تمهيدًا لتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير الشرعية والاستيلاء على الأراضي للأغراض الاستيطانية المختلفة، مشيرا إلى ان الاعتداءات بلغت في الأعوام 2020 (579) و(911) في العام 2021، و(1527) للعام 2022، و(2191) في العام 2023، و(2444) في العام 2024، وحتى شهر حزيران من العام الجاري بلغت (1444) اعتداء. وأوضح ان تفاصيل الاعتداءات والانتهاكات من قبل المستعمرين التي تم ارتكابها في الفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني وحتى حزيران من العام الجاري، تنوعت ما بيت الاعتداء على دور العبادة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والاعتداء على المدنيين والثروة الحيوانية والممتلكات والمصادر الطبيعية وغيرها، جاءت على النحو التالي: بيت لحم (87)، الخليل (246)، جنين (2)، اريحا (138)، القدس (160)، نابلس (217)، قلقيلية (44)، رام الله والبيرة (229)، سلفيت (148)، طوباس (155)، وطولكرم (18). وأكد التقرير أن جماعات المستعمرين عملت الأشهر القليلة الماضية على تهجير عشرات العائلات البدوية من أماكن سكناها في الضفة الغربية ، مع التركيز على التجمعات البدوية في كل من محافظات الخليل (جنوب الضفة الغربية) ورام الله والبيرة (وسط الضفة الغربية) والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية التي كانت تقطنها. ونقل المعهد دراسة لمنظمة بتسليم الإسرائيلية حول التجمعات البدوية التي تم استهدافها من قبل جماعات المستعمرين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في شهر تشرين أول 2023 وحتى تاريخ هذا التقرير، حيث بلغت 38 تجمعا تم ترحيلها بالكامل من أماكن سكناها (مع التركيز على التجمعات البدوية في محافظتي رام الله والبيرة والخليل) هذا بالإضافة الى تجمعات أخرى تم استهدافها جزئيا وترحيل بعض العائلات في القدس (تجمع واحد)، بيت لحم (5)، الخليل (8)، أريحا (1)، نابلس (6)، رام الله (13)، سلفيت (2)، وطوباس (2). وأكد معهد أريج أن الانتهاكات التي يمارسها المستعمرون الإسرائيليون في الضفة الغربية بحق المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات القتل وإطلاق الرصاص الحي بشكل قاتل والاعتداءات الجسدية، وحرق الأراضي والأشجار والتهجم على الممتلكات من منازل وسيارات، والتهجير القسري، تُعد تجاوزات وخروقات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان .


فلسطين اليوم
منذ 2 أيام
- فلسطين اليوم
القوات المسلحة اليمنية تنفذ ضربات جوية ضد الاحتلال في فلسطين المحتلة
في سياق الرد على الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة نفذت القوات المسلحة اليمنية ثلاث عمليات نوعية باستخدام سلاح الجو المسيّر مستهدفة مواقع عسكرية وحساسة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وجاء في بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية أن العملية الأولى استهدفت هدفاً حساساً في مدينة يافا عبر طائرتين مسيّرتين بينما ركّزت العملية الثانية على موقع عسكري في عسقلان بواسطة طائرتين مسيّرتين كذلك أما العملية الثالثة فقد استهدفت موقعاً عسكرياً في منطقة النقب عبر طائرة واحدة وفي ضوء نجاح العمليات التي أُنجزت بفضل الله شددت القوات المسلحة اليمنية على أن هذه الضربات تأتي دعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً مباشراً على المجازر الجماعية التي يقترفها الاحتلال في غزة وانطلاقاً من الواجب الديني والإنساني والأخلاقي دعت القوات اليمنية الشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج الشعبي الحاشد في الأيام المقبلة نصرة لغزة ورفضاً لاستمرار الجريمة والضغط لرفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع والتعطيش المفروضة على أهل القطاع وأكد البيان أن العمليات العسكرية ستتواصل ما لم يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة وفي ختام البيان جدّدت القوات المسلحة اليمنية موقفها الثابت مؤكدة أن النصر حليف اليمن وكل أحرار الأمة