
هكذا تصدت القوات السورية لهجوم الساحل
دمشق- بدأ فلول النظام المخلوع تحركات عسكرية منظمة في الساحل السوري، نفذوا من خلالها عمليات قتل وتصفيات ميدانية بحق عناصر من الشرطة وقوات الأمن الداخلي ومدنيين، بالإضافة إلى أسر عشرات العناصر في مناطق جبلة واللاذقية و طرطوس وبانياس وغيرها من قرى وبلدات الساحل.
وبعد ساعات من انطلاق عمليتهم، فرضوا سيطرتهم على عدد من المناطق العسكرية الإستراتيجية مثل قيادة الكلية البحرية ومطار إسطامو والقطعة العسكرية في قمة النبي يونس، كما انتشروا على الجسور والطرق التي تربط باقي المحافظات مع الساحل السوري الذي أصبح تقريبا "خارج سلطة الدولة".
وقبل ساعات من بداية الهجوم، أُعلن فجأة عن تشكيل "المجلس العسكري لتحرير سوريا" بقيادة اللواء الركن غياث سليمان دلا الضابط السابق في النظام المخلوع وقائد أركان الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد ، وأعلن عن أهدافه التي منها "تحرير كامل التراب السوري وإسقاط النظام الحالي"، ودعا السوريين للانضمام إلى صفوفه وناشد المجتمع الدولي لدعمه.
في هذه المادة، تقف الجزيرة نت على حقيقة التطورات الأمنية والعسكرية في الساحل السوري والأطراف التي تقف خلفها.
كيف بدأت الأحداث بالساحل السوري؟
في ليلة الخميس 6 مارس/آذار الجاري، بدأت القوات التي أطلقت على نفسها درع الساحل وفلول النظام، بشكل منظم وبوقت واحد في مناطق عدة من الساحل السوري، استهداف عناصر من الشرطة وقوات الأمن الداخلي والعناصر التابعين لوزارة الدفاع، كما طال الاستهداف أي مدني يقود سيارة تحمل رقم " إدلب".
إعلان
قتلت هذه القوات مع بداية العملية نحو 75 عنصرا من قوى الأمن الداخلي وعناصر الشرطة ومدنيين، وأسرت قرابة 200 عنصر وأصيب العشرات من قوات الدولة السورية والمدنيين بينهم صحفي.
سيطرت عناصرها على معظم الساحل السوري ومواقعه الإستراتيجية والعسكرية ووصلت إلى قاعدة حميميم ومطار اسطامو والكلية البحرية واللواء 107، بالإضافة للجسور والمداخل والمخارج المؤدية إلى مدن الساحل، وانتشرت على طريق "إم 4" (M4) لقطع الطريق على القادمين من مناطق إدلب.
كيف امتصت الحكومة السورية الصدمة؟
امتصت الحكومة السورية الهجوم المنظم من قبل فلول النظام السابق، وبدأت عملية استعادة المواقع التي سيطروا عليها من قبل وحدات الأمن الداخلي وبمساندة وزارة الدفاع في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة.
وبعد ساعات دخلت القوات الحكومية إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس ومن ثم انتقلت إلى بانياس وجبلة. وبعد فرض السيطرة عليهما وتطويق الفلول، انتقلت إلى القرداحة واستطاعت تطهير المدن منها وفرض سيطرتها عليها.
وقال العقيد حسن عبد الغني الناطق باسم وزارة الدفاع -في تصريح نشر على مواقع التواصل- إن قوات الوزارة حققت تقدما ميدانيا سريعا وأعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت هجمات "غادرة" ضد قوات الأمن الداخلي، "من خلال عمليات تطويق محكمة أدت لتضيق الخناق على فلول النظام البائد، وتتابع قواتنا تقدمها وفق الخطط العملياتية المعتمدة للتعامل مع ما تبقى من بؤر للمجرمين".
بالوقت الذي أعلن فيه اللواء غياث دلا عن المجلس العسكري وبدأ العمليات العسكرية ضد الحكومة السورية، "سارع الإعلام الإيراني إلى وصف فلول الأسد بـ "المقاومة" وقوات الأمن والحكومة بـ"عناصر الجولاني"، فيما ذكرت مصادر أن التمرد الذي قاده دلا مدعوم من قبل قوات إيرانية ولبنانية بالإضافة إلى تسهيلات لوجستية من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقال مقداد فتيحة، وهو أحد أبرز الوجوه التي تقود مجموعات الفلول المسلحة، في تسجيل صوتي نُسب له، إن "عملهم والقتال، الذي بدأ لتحرير الساحل السوري هو بدعم روسي".
وبعد ساعات من فشل الهجوم العسكري، قالت موسكو إنها "لن تتدخل وإنما تراقب الأوضاع من بعيد"، في الوقت الذي فتحت فيه أبواب قاعدة حميميم لاستقبال عناصر من فلول النظام السابق وعوائلهم الهاربين من مطاردة الحكومة السورية.
وأضاف فتيحة أن " الكرملين وافق على دعمهم عسكريا جوا وبرا، وإذا استطاعوا الصمود خلال 24 ساعة سوف يحصلون على اعتراف ودعم دولي".
ذكرت مصادر أن المخطط الذي بدأ به اللواء دلا هو بالتنسيق مع بعض القوات المنتشرة في السويداء جنوبي سوريا (الدروز) وقوات سوريا الديمقراطية، على أن تعلن كل هذه القوات انفصالها بعد طرد القوات الحكومية من الساحل لتصبح أقاليم خارج الدولة السورية.
وهذا ما أكده الرئيس أحمد الشرع -في تصريحه- "أن لا سلاح خراج الدولة"، في إشارة إلى عدم السماح بتقسيم البلاد واقتطاع أقاليم كدويلات في غرب وجنوب وشرق سوريا.
وقال الشرع "لقد سعى بعض فلول النظام الساقط إلى اختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، وهاهم اليوم يتعرفون عليها من جديد، فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، سنستمر في حصر السلاح بيد الدولة ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا".
في ظل التحديات التي تواجهها الحكومة السورية المؤقتة من وضع اقتصادي منهار وتدمير الترسانة العسكرية جراء الحرب على مدى 14 عاما وتدمير الكثير من المواقع بالقصف الإسرائيلي، تحاول القيادة الجديدة التماسك والمُضي في تثبيت حكمها وبناء العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول العربية والإقليمية، وإزالة العقوبات.
وقال قائد مجموعة في وزارة الدفاع -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن حركة العصيان والتمرد من قبل فلول النظام السابق جاءت بعد فقدهم سلطتهم التي كانوا يمارسونها على الشعب السوري بالسرقات وفرض الإتاوات في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها ويهجرون سكانها.
وأضاف أن هؤلاء يعملون كمرتزقة هدفهم إثارة الفوضى من خلال عملياتهم التي كانت فردية بقتل عناصر من الأمن أو الشرطة أو وزارة الدفاع، و"لكن هذه المرة كانت عمليتهم منظمة ومدعومة من قبل الرئيس المخلوع بشار الأسد وشقيقه ماهر وروسيا".
كيف أنهت الحكومة المؤقتة الهجوم؟
بعد الساعات الأولى من إعلان الهجوم وقتل نحو 200 شخص وأسر قرابة 250 شخصا من عناصر شرطة وأمن ومدنيين وصحفيين، أرفدت وزارة الداخلية قواتها إلى الساحل السوري وساندتها وزارة الدفاع بالقوات العسكرية لإنهاء التمرد والعصيان.
وبعد مرور حوالي 24 ساعة، أعلنت الحكومة عن فرض سيطرتها الأمنية على مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس وتأمين حماية المدنيين والانتقال لملاحقة الفلول الهاربين إلى الجبال.
كما لاحقت واعتقلت عددا من المسلحين غير المنظمين إلى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع الذين ارتكبوا تجاوزات بحق المدنيين في الساحل السوري خلال الهجوم وقدمتهم للقضاء، بالوقت الذي صادرت فيه كميات كبيرة من ممتلكات المواطنين التي سُرقت وأعادتها لأصحابها.
ما التجاوزات بحق المدنيين في الساحل السوري؟
شهدت العملية الأمنية في الساحل تجاوزات من خلال قتل مدنيين وعمليات سرقة من قبل عناصر مسلحة قالت الحكومة "إنها غير منتمية لوزارة الدفاع"، إلى جانب استغلال الفلول هذه الفرصة وتنفيذهم عمليات باسم الأمن العام الداخلي والوزارة.
من جانبه، قال محافظ اللاذقية محمد عثمان -في تصريح صحفي- إنهم سيقدمون كل الذين قاموا بتجاوزات -خلال العملية العسكرية- إلى محاكمات عادلة.
وأضاف أن التجاوزات التي حدثت جاءت من عناصر غير منتمية لوزارة الدفاع وتخللتها عمليات قتل، وأنهم أوقفوا لصوصا قاموا بسرقة ممتلكات خاصة خلال الأحداث الأخيرة، واعتقلوا أعدادا من المتورطين في الهجمات على قوات الأمن ويجري التحقيق معهم وفق القانون.
بدوره، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني بأنه "يُمنع الاقتراب من أي منزل أو التعرض لسكانه إلا وفق الأهداف المحددة".
ماذا كان دور الحشود الشعبية خلال أحداث الساحل السوري؟
تداولت مواقع التواصل صورة لرجل شارك في هذه الحملة ضد الفلول وهو بلباسه الريفي "الكلابية والجزمة" بعد أن علم أن ابنه الذي يعمل كعنصر في الشرطة قد وقع في الأسر بعد اقتحام الفلول مركز الشرطة في مدينة جبلة، ليظهر بعد ساعات بصورة مع ابنه بعد تحريره.
وشهدت الكثير من المدن والبلدات في إدلب وريف حلب وحماة و حمص توجه جموع شعبية كبيرة إلى مناطق الساحل لمساندة قوات الأمن العام الداخلي ووزارة الدفاع.
ووجه الرئيس الشرع كلمة شكر للأهالي لوقوفهم إلى جانب الدولة، قائلا "يا أيها السوريون قد رأى العالم لهفتكم على بلدكم وحبكم لها وشعور الانتماء لها وهذا ما يليق بكم وبأصلكم، فبغير هذا الحب لا تُبنى الأوطان".
بدوره، قال العقيد حسن عبد الغني "نوجه إلى أهلنا الكرام الذين هبوا لمؤازرة إخوانهم في الحكومة السورية دعوة بالعودة إلى مناطقهم، فالأوضاع أصبحت تحت السيطرة الكاملة والعمليات مستمرة فلا داعي للقلق".
أما وزير الخارجية أسعد شيباني فأكد "ما جرى يوم أمس لا يمكن أن ينجح في دولة جيشها هو الشعب ذاته".
ما الردود العربية والدولية على تمرد فلول النظام المخلوع؟
أعلنت عدد من الدول العربية -من خلال بيانات تضامن- عن وقوفها إلى جانب الحكومة السورية ودعمها حالة الاستقرار وفرض الأمان في سوريا، كالتالي:
أدانت دولة قطر بأشد العبارات "الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون واستهدافها القوات الأمنية في الجمهورية العربية السورية".
أدانت وزارة الخارجية السعودية "الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية واستهدافها القوات الأمنية".
أعلنت وزارة الخارجية الأردنية وقوفها مع الجمهورية العربية السورية وأمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها.
أعربت مصر عن قلقها إزاء التطورات في سوريا، وعن مواقفها الداعمة للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية.
أدانت الإمارات الهجمات التي تقوم بها المجموعات المسلحة وأكدت موقفها الثابت بدعم استقرار سوريا وسيادتها.
أعلن العراق عن "قلقه البالغ" من التطورات الأمنية ودعا إلى ضرورة حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات النزاع.
أعربت تركيا عن دعمها للحكومة السورية الانتقالية، مشددة على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع أي تصعيد قد يهدد مستقبل البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
الناس يتساقطون من قلة الطعام.. فلسطيني يروي مشاهد الجوع بغزة
من داخل أحد مخيمات النزوح المكتظة في مخيمات وسط قطاع غزة ، كان الغبار يلف المكان، والخيام تصطف بلا نظام، وأصوات الأطفال الجوعى تطغى على كل شيء. هناك، التقت الجزيرة نت الغزّي أحمد محمد كُلاب، وهو رجل أربعيني أنهكه التعب وظهر عليه الجوع أكثر مما قاله بكلماته "نعيش في مجاعة حقيقية.. لم تمر علينا أيام كهذه، لا طحين، لا طعام، والمبكي أن أطفالنا يسألون في كل دقيقة عن الطعام". وضع لا يحتمل من منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، بدأ أحمد رحلة نزوح قسرية طويلة، تنقّل خلالها بين رفح و خان يونس ودير البلح، ليستقر اليوم في مخيم النصيرات وسط القطاع في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، لا ماء، لا كهرباء، ولا طعام. يقول أحمد للجزيرة نت "أركض خلف التكيات حتى أوفّر طعاما لأطفالي، وفي كثير من الأيام لا أجد شيئًا أطعمهم إياه، وإن وجدت أقدمه لهم وأبقى أنا جائعا.. الوضع لا يُحتمل، الأمور صعبة بشكل لا يمكن تصوره، من يجد طعاما اليوم في غزة فهذا رزق من الله، نحن في مجاعة حقيقية". ويتابع وقد غلبه التعب من الحديث عن مأساة باتت هي الواقع اليومي: لم تمر علينا مجاعة بهذه الشدة، أحيانا أسقط على الأرض من شدة الجوع، لا يوجد طحين، وإن وجد فلا يمكننا شراؤه". إعلان وفي خيمته الصغيرة، لا يجد أحمد ما يسد به رمق أطفاله، ولا يعرف كيف يصمد ليوم آخر. يتساءل بحرقة "إيش نعمل؟ محتارين.. لا أكل، ولا مقومات حياة. نناشد العالم، نناشد كل ضمير حي أن ينقذنا. في أفقر الدول لم يحدث ما يحدث معنا اليوم، المجاعة تضرب غزة". كارثة إنسانية ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، إذ يحذر خبراء الأمم المتحدة من أن المجاعة تقترب، إن لم تكن قد بدأت فعليًا في أجزاء واسعة من القطاع، فانقطاع الإمدادات والدمار والحصار الطويل، كلها عوامل أدت لانهيار المنظومة الغذائية بشكل شبه كامل. والنازحون في المخيمات، مثل أحمد، لا يجدون سوى "التكيات" -المطابخ الخيرية المتنقلة- ويسابقون الزمن والمسافات للحصول على وجبة واحدة. لكن حتى تلك الوجبات، كما يقول أحمد، لم تعد تكفي. وبينما تستمر الأوضاع في التدهور، يطلق أحمد صرخة إنسانية من قلب المأساة "أنقذونا.. أطفالنا بيموتوا قدام عيوننا، إحنا بحاجة لكل شيء.. حياة من دون طعام لا تُطاق". في ظل هذه الظروف القاسية، تتفاقم معاناة سكان غزة يومًا بعد يوم، وتبقى صرخات النازحين كأحمد كُلاب شاهدة على مأساة إنسانية تتطلب تحركا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


الراية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الراية
هل الحج دون تصريح إثم ومخالفة شرعية؟ هيئة كبار العلماء في السعودية تجيب!
هل الحج دون تصريح إثم ومخالفة شرعية؟ هيئة كبار العلماء في السعودية تجيب! الراية - الجزيرة نت و"واس" : أصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية بيانًا أكّدت فيه ضرورة الالتزام باستخراج تصريح للحج، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يحقق المقاصد الشرعية المتمثلة في تسهيل أداء الشعائر، وتجنب الأضرار والمفاسد الناتجة عن تجاوز الأنظمة والتعليمات. وأوضحت الهيئة في بيان، امس الخميس، أن الذهاب إلى الحج دون تصريح يعد 'مخالفة شرعية يستحق مرتكبها الإثم'، مؤكدة أن 'من لم يتمكن من استخراج التصريح للحج، فيُعتبر في حكم غير المستطيع لهذه الفريضة'. وجاء في البيان أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، مشددة على أن الالتزام بالأنظمة المنظِّمة لشعيرة الحج، ومنها شرط التصريح، يتفق مع هذه المقاصد. وأضافت الهيئة أن نظام التصاريح يسهم في تنظيم الحركة داخل المشاعر المقدسة، ويضمن أمن الحجاج وسلامتهم، كما يسهم في توفير الخدمات بكفاءة عالية. وأكدت الهيئة أن الحج دون تصريح لا يقتصر ضرره على الحاج نفسه، بل يتعدّى إلى غيره من الحجاج، ويؤثّر سلبًا في جودة الخدمات المقدّمة لهم، ويسبّب المخاطر الناتجة عن الازدحام والتجاوزات التنظيمية، مستشهدة بالمبدأ الشرعي 'لا ضرر ولا ضرار' ولا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح ويأثم فاعله لما فيه من مخالفة أمر ولي الأمر الذي ما صدر إلا تحقيقا للمصلحة العامة، ولا سيما دفعوا الأضرار بعموم الحجاج. وشدّدت الهيئة على أن من لم يتمكن من استخراج تصريح للحج، سواء كان ذلك بسبب الإجراءات أو لأي عذر آخر، فإنه في حكم غير المستطيع، لقوله تعالى {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}. وأوضحت أن الاستطاعة تشمل القدرة على الالتزام بالأنظمة والقوانين المنظمة لهذه الشعيرة، باعتبارها وسيلة لتحقيق مقاصد الحج الكبرى من سلامة وأمان وسكينة. والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وشعيرة من شعائر الله العظيمة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 'من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه'. ومن المتوقع أن تكون وقفة عرفات، أهم شعائر الحج، يوم الخميس 5 يونيو 2025، فيما سيكون عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو 2025. وصية هيئة كبار العلماء: نوصي جميع المسلمين بتقوى الله تعالى والوصية كذلك لمريدي حج بيت الله الحرام أن يتقوا الله عند أداء هذه الشعيرة العظيمة بأن يصونوا حجهم عما حرم الله عليهم من الرفث والفسوق وأن يستقيموا على طاعة الله ويتعاونوا على البر والتقوى حتى يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً والحج المبرور هو الذي سلم من الرفث والفسوق والجدال بغير الحق كما قال الله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحجة فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) ولا شك أن التزام الحاج بالأنظمة والتعليمات التي صدرت للتمكين من أداء هذه الشعيرة بأمن ويسر وسكينة داخل في تقوى الله في أداء نسك الحج وفي تعظيم حرم الله وحرماته ومشاعره قال الله تعالى: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) وقال سبحانه: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ونسأل الله تعالى أن ييسر للحجاج حجهم وأن يحفظهم في حلهم وترحالهم..


الجزيرة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
عودة مظاهر الحياة إلى مدينة جرمانا بعد استكمال الترتيبات الأمنية فيها
جرمانا- تعود مظاهر الحياة إلى مدينة جرمانا شرقي العاصمة دمشق بشكل تدريجي بعد اتفاق الحكومة السورية مع الهيئة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز وممثلي المجتمع الأهلي في المدينة على استكمال الترتيبات الأمنية الخاصة بها أول أمس الجمعة. وكشف مصدر محلي من مدينة جرمانا -رفض الكشف عن هويته- عن مضمون الترتيبات الأمنية التي تم التوصل إليها بموجب الاتفاق، والتي تضمنت نشر 100 عنصر من الأمن العام داخل المدينة، وقبول تطوع 85 عنصرا من شبان جرمانا في الأمن العام بشكل مبدئي، ريثما يتم النظر بحوالي 200 طلب تطوع آخر قُدِمَ من شبان المدينة للجهاز. وأضاف المصدر أنه تم الاتفاق على توزيع العناصر على الحواجز في جرمانا وفق "نظام المناوبات" لتكون الحواجز مشتركة بين متطوعي الأمن العام من المدينة ومن خارجها. ترتيبات أمنية ومن جهته، قال المسؤول في المكتب الإعلامي التابع لمجموعة العمل الأهلي في مدينة جرمانا، خلدون قسام، إن الاجتماع بين وفد الحكومة السورية والهيئات الروحية والأهلية في المدينة أول أمس الجمعة كان للتأكيد على ضرورة استكمال الترتيبات المتفق عليها في اجتماع سابق الشهر الماضي. وأكد قسام أن جميع الترتيبات الأمنية التي شهدتها مدينة جرمانا في الأيام القليلة الماضية من دخول الأمن العام إليها وقبول تطوع شبان من المدينة ما هي إلا إجراءات متفق عليها قبل الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها المدينة الاثنين الماضي. وأوضح المسؤول الإعلامي أنه بموجب اتفاق بين الحكومة السورية والهيئة الروحية والمجتمع الأهلي في جرمانا يعود لشهر مارس/آذار الماضي، تم إنشاء مركز لجهاز الأمن العام يشمل عناصر من متطوعي مدينة جرمانا وآخرين من خارجها. ونص اتفاق مارس/آذار أيضا على تطوع حوالي 300 عنصر من أبناء مدينة جرمانا في جهاز الأمن العام يساندهم عناصر من خارج المدينة لإدارة الحواجز وضبط الأمن في جرمانا، بحسب قسام. ويشير قسام إلى أن جرمانا تنتظر استكمال الإجراءات الحكومية التي من شأنها إرساء حالة الأمن والاستقرار والدفع باتجاه تفريغ حالة الاحتقان الطائفي والمناطقي التي أجّجتها الأحداث المؤسفة في المدينة الاثنين الماضي. ويختتم المسؤول الإعلامي حديثه للجزيرة نت بالتأكيد على أن التواصل بين الهيئات في جرمانا والحكومة لم ولن يقتصر على الحوادث الأمنية، إذ إنه بدأ منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وكان مثمرا ولا يزال مستمرا إلى اليوم. عودة مظاهر الحياة ورصدت الجزيرة نت في جولة بمدينة جرمانا عودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها مع استئناف الفعاليات التجارية والصناعية والحرفية لأعمالها، وعودة حركة المواصلات إلى نشاطها السابق بين جرمانا والعاصمة دمشق. وقال إيهاب دلو (41 عاما)، أحد سكان مدينة جرمانا، إن إيقاع الحياة في المدينة عاد إلى طبيعته بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها الاثنين الماضي. وأضاف دلو أن الأحداث التي تخل بأمن جرمانا تؤدي إلى تعطيل أعمال وأشغال الآلاف من الموظفين والطلبة وعمال المياومة، مما ينعكس بشكل سلبي على حياتهم نظرا للأزمة المعيشية الحادة التي تعيشها سوريا والتي لا يحتمل معها الوضع توقف الأعمال، مشيرا إلى أن تعداد سكان جرمانا يتجاوز المليون نسمة. وبالرغم من غياب الإحصاءات الرسمية حول تعداد سكان جرمانا، فإن المدينة الكائنة في محيط العاصمة دمشق قد تزايد عدد سكانها منذ عام 2012 بشكل ملحوظ بعد موجات النزوح السورية إليها على خلفية الصراع المسلح في البلاد. وكانت مدينة جرمانا قد شهدت، الاثنين الماضي، اشتباكات عنيفة أودت بحياة 8 أشخاص، وذلك على خلفية انتشار تسجيل صوتي مسيء إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- منسوب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، مما أدى إلى موجة غضب واسعة بين السوريين. وأوضح بيان لوزارة الداخلية السورية، الثلاثاء الماضي، أن التحقيقات الأولية بشأن التسجيل الصوتي أشارت إلى أن الشخص الذي وجهت إليه أصابع الاتهام لم تثبت علاقته بالتسجيل، وأن العمل جار للوصول إلى صاحب التسجيل، وتقديمه للعدالة لينال العقوبة المناسبة وفق القوانين المعمول بها في البلاد.