
هل يكون والتز أول ضحايا الصراع بين ماغا والمحافظين الجدد داخل إدارة ترامب؟
واشنطن- بالرغم من سيطرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحزب الجمهوري ، ومعرفته المتراكمة بتوازنات القوى داخل واشنطن ، وخبرته في اختيار وزرائه ومستشاريه بصورة تجنبه كل ما شهدته فترة الحكم الأولى من عواصف وزوابع، إلا أن موسم الإقالات بدأ فور مرور الـ100 يوم الأولى من حكمه.
وجاءت إطاحة ترامب بمستشاره للأمن القومي مايكل والتز ، لتعكس صراعا صامتا بين أهم جناحي الحزب الجمهوري فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وانتظر ترامب مرور الأجواء الاحتفالية بعد الـ100 يوم الأولى، وبدأ بإقالة والتز، في خطوة لا يتصور معلقون كثيرون أنها ستنتهي بذلك، بل سيعقبها إقالات أخرى لتثبيت أشخاص يتطلعون لتنفيذ أجندة ترامب ولا يعرقلونها، ولا يفرضون إملاءاتهم الشخصية.
توقيت الإقالة
وجاءت أول هذه الإقالات في وقت مهم، إذ أعرب ترامب عن إحباطه من روسيا، بينما توصلت واشنطن أخيرا لاتفاقية مع أوكرانيا حول المعادن النادرة.
ومع تواصل الإدارة ضرب الحوثيين في اليمن، تتفاوض واشنطن مع إيران حول مستقبل برنامجها النووي ، في الوقت الذي تحاول إدارة ترامب زيادة الوعي بالتهديدات والمخاطر التي تشكلها قوة الصين الصاعدة عسكريا واقتصاديا.
وقبل أقل من يوم واحد على إقالة ترامب لوالتز، غرَّد نجل ترامب الأصغر، دونالد جونيور ، مرفقا تغريدة للناشط الجمهوري تشارلي كيرك، المقيم في ولاية أريزونا، ويتابعه 5 ملايين شخص على منصة إكس، قال فيها "المحافظون الجدد في الدولة العميقة يقومون بتشويه سمعة ستيفن ويتكوف لأنهم يحاولون تقويض أجندة السياسة الخارجية لوالدي، هم يريدون حروبا إلى الأبد!".
إعلان
وكان تشارلي كيرك قد أرفق لتغريدته جزءا من حديث أحد خبراء مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "إف دي دي"، وهي مؤسسة بحثية تدعم إسرائيل وخاصة أحزابها اليمينية، وتدعو لضرب إيران، قائلا: "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تقود عملية مناهضة لويتكوف، إنهم يدعون علنا الأشخاص في الإدارة إلى تقويض الرئيس ترامب والعمل على وقف أي اتفاق مع إيران، القوى المناهضة لويتكوف مناهضة لحركة ماغا".
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مارك دوبويتز: "يجب تجنب الاتفاق مع إيران بأي ثمن لأن كل ما سيفعله هو وضع إسرائيل في موقف أضعف بكثير".
وطالب دوبويتز "الصقور" في الإدارة (والتز وهيغسيث وآخرين) بعرقلة داخلية لأي صفقة مع إيران من خلال تأطيرها على أنها "مهينة" أو "محرجة" لترامب شخصيا، كما حثَّهم أيضا على دفع إدارة ترامب على شن ضربات بنفسها ضد إيران.
وفي الوقت الذي بدأت فيه مراكز الأبحاث المتشددة في واشنطن تشعر بالذعر من أن ترامب بدأ مسارا قد ينتهي بالتوصل لاتفاق جديد مع إيران، شرع الكثير من الكتابات والتعليقات بمهاجمة ويتكوف واتهامه بعدم الخبرة والسذاجة وأن إيران ستحصل منه على ما تريد من دون أي مقابل.
ودعمت هذه المراكز موقف إسرائيل المتشدد والمعارض لهذه المفاوضات والداعي لضرورة استسلام إيران نوويا وتنازلها بصورة كاملة عن برنامجها النووي، وتفكيكه بالكامل على غرار النموذج الليبي.
وفي السياق، سبق أن حذَّر الإعلامي الشهير والحليف المقرب من الرئيس ترامب، تاكر كارلسون، من مسار مواجهة إيران، وجاء في تغريدة له على منصة إكس، التي يتابعه عليها أكثر من 16 مليون شخص، "أي شخص يدافع عن الصراع مع إيران ليس حليفا للولايات المتحدة، ولكنه عدو".
التياران المتصارعان
وفيما يتعلق بصنع السياسة الخارجية في فترة حكم ترامب الثانية، هناك فريقان أساسيان لكل منهما أولويات وأجندة تتقارب وتتباعد مع الأخرى على حسب القضية، وأهميتها.
فريق ماغا، الذي يحمل شعار (لنجعل أميركا عظيمة مجددا) ويركز على تنفيذ أجندة شعبوية تعرف اختصارا بـ"أميركا أولا"، وينبذ الحروب الخارجية التي يراها تستنزف موارد البلاد لأهداف غير واضحة، ولتحقيق مصالح للآخرين.
ويستشهد أعضاؤه بالحرب في العراق وأفغانستان اللتين استمرتا لنحو 20 عاما، وكلَّفت الخزينة الأميركية فوق 3 تريليونات دولار، إضافة للخسائر البشرية.
ويركز هذا الفريق على المواجهة مع الصين، والتوصل لاتفاقيات سلام وتهدئة في روسيا وأوكرانيا وإيران و الشرق الأوسط ، ويقوده نائب الرئيس جي دي فانس، وأولاد ترامب، ودائرة رجال الأعمال من الموالين والمقربين منه، وعلى رأسهم ستيفن ويتكوف، مبعوثه للشرق الأوسط وروسيا، ورؤساء أجهزة الاستخبارات الوطنية، خاصة مديرتها تولسي غابرد.
والفريق الثاني هو المحافظون الجدد، وهم الجمهوريون المتشددون التقليديون ممن يرتبطون بالمجمع الصناعي العسكري، ولا يرغبون في وقف تدخلات أميركا الخارجية، وخاصة في الشرق الأوسط، وإيران تحديدا، ويهاجمون أي محاولات للتهدئة أو نزع فتيل التوتر معها.
وبسبب قرب رموز هذا التيار من إسرائيل، وحكومتها اليمينية، لا يتوقف عن شحن دوائر واشنطن المختلفة بضرورة مهاجمة إيران للقضاء على برنامجها النووي، بدلا من التفاوض معها، وكان على رأس هذا الفريق مايك والتز، الذي لم يستطع فهم رغبة رئيسه في وقف الحروب التي لا تنتهي.
إضافة لوزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث، إلا أنهما أدركا ما يريده ترامب، وطورا مواقفهما إلى حد بعيد. ولا يرغب هذا التيار في تقليص التزامات أميركا العسكرية حول العالم.
من جانبه، يحاول ترامب التوفيق بين التيارين والاستعانة بهما في التعامل مع مختلف القضايا في الوقت الذي يميل هو فيه شخصيا إلى أفضلية رؤية تيار ماغا للقضايا الدولية.
فضيحة سيغنال
وكانت قضية دردشة سيغنال هي الخطأ الأكثر وضوحا لمستشار الأمن القومي، إلا أن مشاكله كانت أعمق من ذلك، وكان والتز قد ضم -خطأ- رئيس تحرير مجلة ذي أتلانتيك، جيفري غولدبرغ، في محادثة جماعية حول خطط الهجوم العسكري على جماعة الحوثيين في اليمن.
وكشفت نصوص الدردشة أن والتز لم يعمل بشكل جيد مع كبار أعضاء فريق ترامب من المحسوبين على تيار ماغا، وخاصة فانس نائب الرئيس.
إعلان
ولم يملك والتز سجلا جيدا في ظهوره الإعلامي المتكرر على شبكة فوكس الإخبارية التي يشاهدها ترامب بانتظام، للدفاع عن مواقف وقرارات رئيسه الخارجية، ولم يستطع النجاح في تبرير بدء مسار التفاوض مع إيران في الوقت الذي لم يستطع فيه إخفاء رغبته في ضرورة مهاجمة برنامجها النووي عسكريا، ولم يرحب بتواصل ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يذكر أنه في بداية أبريل/نيسان الماضي، أمر ترامب بإقالة العديد من مسؤولي مجلس الأمن القومي بناء على نصيحة الناشطة اليمينية المتطرفة، لورا لومر، التي اتهمت كبار مساعدي والتز بعدم الولاء لترامب ولأجندة أميركا أولا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الوطن
منذ 3 ساعات
- جريدة الوطن
رفع العقوبات الأميركية خطوة لتخفيف المعاناة
اسطنبول- الأناضول- اعتبرت دمشق، رفع واشنطن عقوبات عن البلاد «خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية». وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، أمس: «ترحب الجمهورية العربية السورية بالقرار الصادر عن الحكومة الأميركية، القاضي برفع عقوبات فُرضت على سوريا وشعبها لسنوات طويلة، والذي ينص على إصدار إعفاء من عقوبات إلزامية بموجب قانون قيصر، وتعميم ترخيص عام رقم 25 بشأن سوريا (CL)». وأضافت أن القرار الأميركي «خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية». وتابعت: نؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب، وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. وشددت الخارجية السورية أن «المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إعادة بناء ما دمره النظام البائد واستعادة مكانة سوريا الطبيعية في الإقليم والعالم». وأكدت أن سوريا تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما أعربت عن تقديرها لجميع الدول والمؤسسات والشعوب التي وقفت إلى جانبها. والجمعة، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصا عاما يوفر «تخفيفا فوريا» من العقوبات المفروضة على سوريا، تماشيا مع قرار الرئيس دونالد ترامب.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
واشنطن "تدرس" تعليق بعض العقوبات على إيران
قالت صحيفة إسرائيلية إن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية تعليق بعض العقوبات المفروضة على إيران، وذلك بعد يوم من احتضان العاصمة الإيطالية روما جولة جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة بين واشنطن وطهران. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول أميركي أن واشنطن عرضت اتفاقا تمهيديا تؤكد فيه إيران استعدادها للتخلي عن محاولة حيازة سلاح نووي، مضيفا أن إدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"لم تتنازل بمفاوضات روما عن مطلبنا بوقف إيران الكامل لتخصيب اليورانيوم على أرضها". واستضافت روما -يوم الجمعة الماضي- الجولة الخامسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني التي تتوسط فيها سلطنة عُمان، والتي بدأت أولى جولاتها في مسقط يوم 12 أبريل/نيسان الماضي. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن جولة اليوم كانت الأكثر مهنية، ووضحنا فيها مواقفنا"، كما قالت الخارجية الإيرانية إن "المفاوضات مستمرة على مستوى الفرق الفنية، وويتكوف غادر بسبب رحلة طيرانه المجدولة مسبقا". وتعد هذه المحادثات أرفع مستوى للتواصل بين البلدين منذ الاتفاق الدولي المبرم مع طهران عام 2015 بشأن برنامجها النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في الولاية الأولى للرئيس ترامب. وعقب ذلك، أعاد ترامب فرض عقوبات على إيران ، في إطار سياسة "الضغوط القصوى"، ويسعى حاليا إلى التفاوض على اتفاق جديد مع طهران التي تأمل رفع عقوبات مفروضة عليها تخنق اقتصادها، لكن مسألة تخصيب اليورانيوم ستكون النقطة الخلافية الرئيسة في المحادثات.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
ترامب يهدد باستخدام "قوة مدمرة" إذا تعرضت أميركا للتهديد
توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم السبت خصوم الولايات المتحدة "بسحقهم بقوة مدمرة" إذا تعرضت الولايات المتحدة أو حلفاؤها عبر العالم لأي تهديد. وقال ترامب -في أول خطاب له بمناسبة تخريج دفعة جديدة من الأكاديمية العسكرية "ويست بوينت"- إن "جيشنا هو أعظم وأقوى جيش عرفه العالم وأعلم ذلك لأنني أعدت بناءه". وأضاف "إذا تعرضنا أو تعرض حلفاؤنا للتهديد أو الهجوم فسيسحق جيشنا خصومنا بقوة مدمرة". وكان ترامب قد ألقى خطاب التخرج في أكاديمية ويست بوينت عام 2020 خلال ذروة جائحة كوفيد-19، وحث أنداك الطلاب في تصريحاته أن يتذكروا دائما الجنود الذين شاركوا في الحرب ضد العبودية. وكانت الولايات المتحدة في تلك الفترة أمام مواجهة لتاريخها بشأن الأعراق بعد مقتل جورج فلويد ، صاحب البشرة السمراء، على يد رجال الشرطة في مينيابوليس. وتحدث نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أمس الجمعة أمام دفعة الخريجين في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند. وقال إن ترامب يعمل على ضمان نشر الجنود الأميركيين بأهداف واضحة وليس "المهمات غير المحددة" أو"الصراعات المفتوحة" من الماضي.