
بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟
بعد مرور أسبوع على المواجهات بين إسرائيل وإيران، يسود الترقب لما يمكن أن تؤول إليه هذه المواجهة، خاصة إذا انضمت واشنطن لمساندة إسرائيل. بالتأكيد هذه ليست حرب إسرائيل الأولى في الشرق الأوسط، فلطالما هاجم الجيش الإسرائيلي أذرعاً إيرانية في الدول العربية، لكنها المرة الأولى التي يكون فيها الهدف المعلن للهجوم: الدولة الإيرانية.
هذه الحقيقة بحد ذاتها كانت مادة للفكاهة والتندر بين بعض المواطنين العرب. فالعديد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين أبدوا ارتياحهم حيال وجودهم في موقع "المتفرِّج" هذه المرة، بدلاً من أن يكونوا تحت القصف، كما هو الحال في غزة اليوم، وكما كان في لبنان وسوريا حتى وقت قريب جداً.
يتحدث يحيى برزق من غزة عما يسميه "نوعاً من الفرحة بصراحة، أن نشاهد بعض المآسي التي تسببت بها إسرائيل لنا تحدث الآن لديهم"، لكنه قلق في ذات الوقت، "هذه الحرب تحرف الأنظار عن الوضع في القطاع، وللأسف أصبحنا حدثاً ثانوياً".
يتفق معه معاذ العمور، نازح في خان يونس، قائلا إن "التغطية الإعلامية في كل العالم وفي كل القنوات تركت غزة وتحولت لتغطية إسرائيل وإيران وهذا يشكل خطراً كبيراً علينا في القطاع"، متمنياً أن "تنتهي حرب إيران سريعاً وتكون نهايتها في اتفاق يشمل قضية غزة."
ولم تتوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بالرغم من التطورات الأخيرة، ووفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى 55,637 والإصابات إلى 129,880، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتدعم إيران حركات مسلحة فلسطينية في وجه إسرائيل من بينها حماس.
جيران إسرائيل
باستثناء مصر والأردن، اللذَين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لا تتمتع الدولة العبرية بعلاقات طيبة مع جوارها.
فبينما تتصدى تل أبيب للصواريخ الإيرانية تتوغل معداتها العسكرية في الجنوب السوري، والذي أعلنت أجزاء منه منطقة عسكرية بمجرد انهيار النظام السوري السابق في نهاية العام الماضي، وما تلاه من تدمير إسرائيلي للمنظومة العسكرية الدفاعية للبلاد.
لم أجد بين أي من السوريين الذي تحدثت إليهم تعاطفاً مع إسرائيل، وبالنسبة للبعض، ولا حتى مع إيران.
فيعتقد كثيرون أن نظام الرئيس السابق بشار الأسد لم يكن ليصمد في وجه الحراك المتمرد السوري لولا مساعدة إيران، إلى جانب روسيا، التي أرسلت الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه لدعم القوات الحكومية في حرب طاحنة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص.
وتعلق ليلى الجابري من سوريا ، "لست متعاطفة مع أي من الجانبين، فأنا كسورية، لي موقف سلبي تجاه النظام الإيراني والذي عاث فسادا في بلدي ، لكنني بالتأكيد أتعاطف مع الشعب الإيراني البريء الذي سيدفع الثمن عن نظامه الراديكالي الذي لم يقدم له طوال عقود، الحد الأدنى من العيش الكريم وممارسة الحريات المدنية والسياسية، التي ينشدها كل شعب حر، وأخص هنا حقوق المرأة الإيرانية". أما بالنسبة لإسرائيل، تتابع، "لست متعاطفة. فهي أيضاً تحتل أراضينا العربية في سوريا وفلسطين وتقوم بحرب إبادة، لكنني أتمنى السلامة لكل الأبرياء في الأراضي المحتلة".
بدوره يقول أحمد، إنه "ضد إسرائيل التي "لم تترك بقعة إلا ونشرت سمّها فيها،" مضيفاً أنهم سيضربون سوريا " بأي فرصة تتاح لهم." لكنه بذات الوقت يعتقد أن إيران "تسعى لتحقيق مصلحتها بأي وسيلة كانت".
وفي حين لم تصدر الحكومة السورية موقفاً رسمياً من الحرب، تحدثت تقارير دولية عن استخدام أجوائها لمرور طائرات مسيّرة وصواريخ من الجانبين.
"لأول مرة أجلس في موقع المتفرجة"
أما في لبنان، حيث تنتشر مقاطع الفيديو من الأعراس والنوادي الليلية التي تظهر في خلفيتها الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل، فلا يخفي بعض الناس ابتهاجهم برؤيتها، إذ أن بلدهم خرج للتو من حرب قاسية استمرت ثلاثة أشهر، ألحقت فيها إسرائيل أضراراً كبيرة بحزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، والذي يعتبر نفسه خط الدفاع الأول في مواجهة إسرائيل. وكانت إسرائيل قد اغتالت أمينه العام حسن نصر الله وعدداً من قياداته البارزة.
وبعد أسبوع من المواجهات، قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الحزب "ليس على الحياد" في ما يجري من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أنهم "سيتصرفون في الوقت وبالطريقة التي يرونها مناسبة".
أما السلطات اللبنانية فأدانت الهجوم.
بالنسبة للمواطن اللبناني شربل برباري ما يهم في هذه الحرب "هو تحييد المدنيين"، لكنه يعتقد أنه من "الأفضل ألا يكون أي من الطرفيين قوياً، فكلاهما لديه الرغبة بالسيطرة على الشرق الأوسط وعلى لبنان"، ويضيف "إذا انتصر أحد الطرفين سيحكم المنطقة على طريقته، وكلبنانيين سنشهد موجة هجرة جديدة لأوروبا".
أما الشاب اللبناني آلان، فيعتبر أن منطق الحرب "مرفوض بالمطلق، لكن إيران تحصد ما زرعت،" فبرأيه إيران صدرت إلى دول الجوار "السلاح، والايديولوجيا والإرهاب. ودمرت بلدنا، لذلك لا آسف على النظام الإيراني، وسقوطُه سيريح دول المنطقة وعلى راسها لبنان الذي دفع الفاتورة الأغلى".
من جهتها تعرب دانيا عن عدم اكتراثها بمن "سيفوز" وتتابع "لأول مرة كمواطنة لبنانية عانت من حروب إسرائيل على أرضنا. أجلس في موقع المتفرجة وأشاهد الحرب على التلفاز ولكن بدون الشعور بالخوف والتوتر والقلق على عائلتي ووطني".
لكن بالنسبة لـ بلال (اسم مستعار) فإن سقوط إيران "لا يعني فقط سقوط محور المقاومة، وإنما سقوط خط الدفاع الأول عن المستضعفين والمناهضين للسياسيات الأميركية وإسرائيل ودول الغرب".
تتمتع إيران بنفوذ كبير في سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال دعم وتسليح حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل الأخرى في العراق. وهذا ما أثار بعض الجدل والانقسامات حول مواقف شعوب هذه الدول من الحرب الحالية.
انقسام في العراق
في العراق، يقول علي من محافظة البصرة إنه مع هذه الحرب، "ليس لأنني أحب الدم، بل لأننا تعودنا أن نرى الظلم ونسكت. إسرائيل لا تحتل فقط الأراضي الفلسطينية بل هي سبب خراب المنطقة." ويضيف أن إيران هي الدولة الوحيدة "التي وقفت معنا يوم لم ينفعنا أحد، وأرسلت سلاحاً للحشد الشعبي حتى يقف بوجه داعش." ويتابع "أنا مع الحشد، ومع المقاومة، ومع كل من يرد كرامة شعوبنا".
لكن بالنسبة لعمر، من محافظة الأنبار فإن إيران "تقول إنها تدعم المقاومة، لكن نحن بالعراق رأينا كيف استغلت الوضع بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ودعمت جماعات فرّقتنا، وخربت بيوتنا بحجة محاربة الإرهاب".
يرى الصحفي العراقي، مصطفى ناصر، أن هذه الحرب كانت متوقعة و"مؤجلة منذ أكثر من سبع سنوات"، ويضيف أنه "مع تنامي حالة الكره إزاء السياسات الإيرانية في العديد من البلدان العربية ولا سيما في سوريا ولبنان والعراق، اعتبرت إسرائيل هذه الحالة فرصة معززة للهجوم على إيران".
وأدان العراق الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبره تصعيداً متعمداً يهدد بتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وأغلق قسماً كبيراً من مجاله الجوي مؤقتاً، مع نشر منظومات دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير" حول منشآت حساسة.
"لا نريد أن نجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"
في موقف موحّد، أدانت بدورها دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرةً إياه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعدواناً غاشماً يهدّد أمن المنطقة واستقرارها".
وتقول مروة، من السعودية، إنها تشعر "بالخوف من هذه الحرب، لأنها قد تمتد لدول الخليج، ونحن هنا لدينا استثمارات واستقرار نسبي، ولا نريد أن ننجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، وتضيف أنها "من ناحية المبدأ ضد إسرائيل بسبب عدوانها المتكرر على غزة، لكنها ليست العدو الوحيد في المنطقة. إيران لا تقل خطرا عنها، فقد رأينا كيف تدخلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونشرت الطائفية".
ولطالما كانت العلاقات الإيرانية الخليجية، متذبذبة منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بين العوامل الطائفية، والطموحات الإقليمية، والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة الجزر الثلاث التي ضمتها إيران في عام 1971، وتطالب بها الإمارات.
ثم أدت ثورات ما عٌرف بالربيع العربي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة، حيث دعمت إيران الحركات الشيعية في البحرين واليمن، بينما دعمت السعودية والإمارات الحكومات السنية، وقد أثارت التدخلات الإيرانية في اليمن، لا سيما دعم جماعة أنصار الله الحوثي، قلق السعودية والإمارات. قلق تحول إلى تدخل عسكري في اليمن عام 2015.
في ذات الوقت، حاولت إيران إحداث تغيير في دول شمال افريقيا، لما بدا أنه سعي لإرساء بديل "للإسلام السياسي" وإنشاء وكلاء جدد لما يسمّى "محور المقاومة" في القارة السمراء.
وبالرغم من الجدل الذي أثاره ذلك حينها، يقول من تحدثنا إليهم، أن موقفهم سيبقى "تاريخياً" ضد إسرائيل، بغض النظر عن الطرف الآخر.
يُذكر أن العلاقات بين المغرب وإيران على سبيل المثال كانت متوترة تاريخياً، وشهدت قطيعة دبلوماسية أكثر من مرة بسبب اتهامات بدعم جماعات تهدد الأمن المغربي.
بالنسبة لسمير من الجزائر فإن "إسرائيل كيان غاصب، وهي المسؤولة عن نكبة شعبنا الفلسطيني. ولذلك، من الطبيعي أن ترى معظم الجزائريين يقفون مع كل من يعادي هذا الكيان، بما في ذلك إيران".
ويضيف أنه يتعاطف مع إيران في هذه الحرب "لأنها تتعرض لضربات متكررة، وتُحاصر اقتصادياً بسبب مواقفها. الصراع ليس سياسياً فقط، بل مبدئي أيضاً. من يقف ضد إسرائيل، يقف إلى جانب العدالة، حتى لو اختلفنا معه في ملفات أخرى".
أما حسن من مصر يعتبر أن الحرب برمتها "ظلم" ويضيف: "أنا لا أتعاطف مع الجيوش ولا الحكومات، أتعاطف مع الشعوب التي ليس لديها مخرج ولا صوت يسمع".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
ترامب يُمهل طهران لمدة أسبوعين، وإسرائيل توجه الضربات وتتلقى الصواريخ
Update: Date: 21 June 2025 Title: هآرتس: اندلاع حريق في مدينة حولون بعد هجوم إيراني Content: اندلع حريق في مدينة حولون فجر السبت، وسط إسرائيل بعد هجوم صاروخي إيراني، وفقاً لما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن خدمات الطوارئ. وقالت الصحيفة إن خمسة صواريخ أطلقت من إيران. ولفتت إلى دوي صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما في ذلك تل أبيب، وأيضاً في الضفة الغربية وقرب القدس. Update: Date: 20 June 2025 Title: الجيش الإسرائيلي: يُسمح للسكان بمغادرة الملاجئ بعد سماع صفارات الإنذار الصاروخية في وسط إسرائيل Content: Update: Date: 20 June 2025 Title: الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بسبب إطلاق صاروخي من إيران Content: Update: Date: 20 June 2025 Title: الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه مناطق في إسرائيل، وأنظمة الدفاع تعمل على اعتراض التهديد Content: Update: Date: 20 June 2025 Title: مجلس جامعة الدول العربية يدين "عدوان" إسرائيل على إيران ويدعو إلى العودة للمفاوضات Content: أدان مجلس جامعة الدول العربية خلال اجتماع الدورة غير العادية له على المستوى الوزاري، في إسطنبول، ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على إيران معتبراً أنه "يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديداً للسلم والأمن الإقليمي". وأكد المجلس في بيان صدر عقب الاجتماع، "ضرورة وقف هذا العدوان"، في وقت دعا إلى "العودة للمفاوضات للتوصل لاتفاق حول الملف النووي الإيراني". وقال إن "السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة هو الدبلوماسية والحوار"، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ "القيام بمسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وما يشكله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة". وحذر من أن إسرائيل "تدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع والتوتر"، مشدداً على "ضرورة الامتناع عن استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، إلى جانب "التحذير من مخاطر الانبعاثات النووية، وتسربها في الإقليم، وما يترتب عليها من آثار إنسانية وبيئية مدمرة". وفي هذا الصدد، أكد المجلس "أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفقاً للقرارات الدولية". صدر الصورة، Reuters Update: Date: 20 June 2025 Title: اقتناع أوروبي بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات Content: لم تسفر أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات في جنيف عن أي تقدم. غير أن الوزراء الأوروبيين خرجوا مقتنعين بأن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات، وأكثر استعداداً لطرح قضايا لم تكن موجودة على الطاولة. وأكدوا على أنه يتعين على إيران استئناف محادثاتها مع الولايات المتحدة. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال إنه مستعد للقاء الأوروبيين مرة أخرى، لكنه لن يفكر في الدبلوماسية مع الولايات المتحدة إلا بعد توقف الهجمات الإسرائيلية ومحاسبة المعتدي، على حد تعبيره. وجاء وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي سافر مباشرة إلى جنيف بعد اجتماعات في واشنطن مع مسؤولين أمريكيين، برسائل صارمة، مفادها أن التهديد بالعمل العسكري الأمريكي حقيقي، لكن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة. ولا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين إلى متى. وحذّر لامي من أن "هذه لحظة محفوفة بالمخاطر". وكانت الرسالة التي وجهها كبار الدبلوماسيين الأوروبيين تتلخص في أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض ـ وليس المزيد من العمل العسكري ـ هو وحده القادر على توفير حل دائم لبرنامج إيران النووي، والاستقرار الإقليمي. Update: Date: 20 June 2025 Title: وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرّنا قدرة طهران على تطوير سلاح نووي Content: تقدّر إسرائيل أن ضرباتها على إيران أخّرت قدرة طهران المحتملة على تطوير سلاح نووي لمدة "لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات"، وفقاً لما صرّح به وزير الخارجية الإسرائيلي في مقابلة نُشرت السبت. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، لصحيفة "بيلد" الألمانية، إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مئات المواقع النووية والعسكرية وأدى إلى مقتل قادة بارزين وعلماء نوويين، حقق نتائج "بالغة الأهمية". وأضاف "وفقاً للتقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل إمكانية حصولهم على قنبلة نووية، لمدة لا تقل عن سنتين أو ثلاث سنوات". وتابع ساعر: "حقيقة أننا قضينا على أولئك الأشخاص الذين قادوا وحرّكوا عملية تسليح البرنامج النووي، تُعدّ في غاية الأهمية". ويرى ساعر أن إسرائيل حققت "الكثير حتى الآن، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا، ولن نتوقف حتى نبذل كل جهدنا لإزالة هذا التهديد". من جهتها، تنفي إيران – التي ردّت على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إسرائيل في 13 يونيو/حزيران بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ – أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. من جانبه صرّح ساعر سابقاً أن الحكومة الإسرائيلية لم تُعرّف "تغيير النظام" في الجمهورية الإسلامية كـ"هدف في هذه الحرب".وقال: "على الأقل حتى الآن، لم نفعل ذلك". صدر الصورة، Reuters Update: Date: 20 June 2025 Title: بوتين يقول إنه اقترح "أفكاراً" بعد عرضه التوسط بين إيران واسرائيل Content: قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه اقترح مجرد "أفكار" للتسوية، في مسعى إلى التخفيف من أهمية وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران، حليفته الرئيسية في الشرق الأوسط. وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، "لا نسعى مطلقاً للتوسط، نحن نقترح أفكاراً فقط"، مشيراً إلى أنه من الممكن إيجاد حل للصراع. وأضاف "إذا كانت هذه الأفكار جذابة للبلدين، فسنكون سعداء"، مؤكداً أن روسيا لديها "اتصالات" بهذا الشأن مع إسرائيل و"مع أصدقائنا الإيرانيين". في اليوم الأول للضربات الإسرائيلية على إيران الموافق 13 يونيو/ حزيران، أعرب بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات"، بحسب الكرملين، لكن اقتراحه قوبل بتحفظ أوروبي، فيما أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "انفتاحاً" على العرض لكنه غير موقفه لاحقاً. صدر الصورة، Reuters وحافظت موسكو على علاقات جيدة مع إسرائيل، لكن الهجوم الروسي في أوكرانيا وحرب غزة أضعفا العلاقات بينهما. وفي المقابل، اقتربت روسيا بشكل كبير من إيران. ووقع البلدان معاهدة شراكة استراتيجية شاملة في يناير/ كانون الثاني، تهدف إلى تعزيز علاقاتهما. Update: Date: 20 June 2025 Title: ترامب يمهل الإيرانيين أسبوعين كحد أقصى Content: أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في تصريحات له الجمعة، أن أمام إيران مهلة أسبوعين "كحد أقصى"، لتفادي التعرض لضربات أمريكية محتملة. وأشار ترامب إلى أنه قد يتخذ قراراً قبل الموعد النهائي الذي حدده. وفي إجابته على أسئلة صحافيين حول احتمال اتخاذه قراراً بضرب إيران قبل مرور أسبوعين، أوضح ترامب "أمنحهم فترة من الوقت، وأقول إن اسبوعين هما الحد الأقصى". وأضاف أنه سيرى ما إذا كان الإيرانيون "سيعودون إلى رشدهم أم لا". وقال ترامب إن "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا"، معتبراً أن الدول الأوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران، بعدما التقى وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي نظيرهم الإيراني في جنيف، بحسب ما نقلت فرانس برس. وقلل ترامب من إمكانية مطالبته إسرائيل بوقف ضرباتها، بعدما أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لن تستأنف المحادثات مع الولايات المتحدة حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. صدر الصورة، Reuters وعندما سُئل عما إذا كان سيطلب من إسرائيل وقف هجماتها كما طلبت إيران، قال ترامب إنه "من الصعب جدا تقديم هذا الطلب الآن". وأضاف "إذا كان أحد الأطراف في موقع الفوز، فسيكون من الأصعب التوصل إلى اتفاق مقارنةً بمن هو في موقف الخسارة، لكننا جاهزون، راغبون، وقادرون، وقد تواصلنا مع إيران، وسنرى ما سيحدث". وكان الرئيس الأميركي أعلن الخميس أنه سيمنح مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل إلى جانب إسرائيل، ويرى في ذات الوقت أن ثمة احتمالاً كبيراً للتفاوض مع طهران. واعتُبرت هذه التعليقات على نطاق واسع بمثابة فرصة لمدة أسبوعين لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، مع حراك القوى الأوروبية لإجراء محادثات مع طهران. وصرح ترامب للصحافيين لدى وصوله إلى موريستاون في ولاية نيوجيرسي "إيران لا تريد التحدث مع أوروبا. (الإيرانيون) يريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الصدد". Update: Date: 20 June 2025 Title: ما الذي حدث إلى الآن؟ Content: إن كنتم قد انضممتم إلينا الآن، فإليكم أبرز المستجدات منذ بداية التصعيد بين إسرائيل وإيران: عسكرياً، بدأت المواجهة فجر الجمعة، 13 يونيو/حزيران 2025، حين شنّت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء في المجال النووي.وردّت إيران بسلسلة هجمات صاروخية ومسيّرة، كان آخرها الموجة 17، التي أصابت "مراكز عسكرية وصناعات دفاعية، إلى جانب قاعدتي نيفاتيم وحتسريم". وقد أُعلن أن الضربات طالت تل أبيب وحيفا بشكل "دقيق وواسع"، في تصعيد وصفه المتحدث باسم عملية الوعد الصادق 3 بأنه "دليل على تنامي قوة إيران الباليستية"، متوعداً بمفاجآت جديدة. الجيش الإسرائيلي أكد قصفه بطاريات صواريخ أرض-جو جنوب غربي إيران، وصرّح رئيس أركانه بأن حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية تم تدميرها، لكنه أقر بأن "المعركة لم تُحسم بعد". أما سياسياً، فقد شهدت الساحة الدولية نشاطاً متسارعاً. حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن أي ضربة لمحطة بوشهر النووية قد تتسبب بـ"كارثة إقليمية"، مؤكداً عدم رصد تسرب إشعاعي حتى الآن. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الطرفين إلى "منح السلام فرصة"، بينما شدد الرئيس الإيراني على أن "الوقف غير المشروط للعدوان الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب". واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو أن "النظام الإيراني إرهابي ولا ينبغي أن يمتلك سلاحاً نووياً". Update: Date: 20 June 2025 Title: Content: أهلاً بكم في تغطيتنا المباشرة عبر بي بي سي عربي للمواجهة المتواصلة بين إيران وإسرائيل، والذي تدخل يومها التاسع على التوالي. نواكب معكم آخر التطورات الميدانية لحظة بلحظة، ونرصد ردود الفعل الإقليمية والدولية، كما نضع بين أيديكم تحليلات معمّقة من مراسلينا في الميدان وصحفيينا في خدمتي بي بي سي العالمية والفارسية. ابقوا معنا لمتابعة مستمرة وشاملة. وللاطلاع على التغطية السابقة يمكنكم الضغط على المزيد.


BBC عربية
منذ 7 ساعات
- BBC عربية
مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في الضفة الغربية المحتلة، ومنع مُصلين في القدس
أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل 70 فلسطينياً وإصابة عشرات، في هجمات إسرائيلية جوية إسرائيلية ونيران القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ فجر الجمعة. وبجسب المصادر فإن اكثر من 23 شخصاً قتلوا في قصف جوي أثناء انتظار الحصول على المساعدات الغذائية، قرب مفترق العيون بحي النصر غربي مدينة غزة. وقالت حركة حماس في بيان لها إن الجيش الإسرائيلي ارتكب يوم الجمعة "سلسلة مجازر مروعة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، راح ضحيتها نحو 40 شهيداً". وأضاف البيان أن إسرائيل "قصفت منازل وخيام النازحين"، وأطلقت النار بشكل مباشر تجاه الناس حول مراكز السيطرة الإسرائيلية-الأمريكية على المساعدات الإنسانية، بحسب البيان. من جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن "إطلاق قذائف الهاون" على جنود وآليات الاحتلال المتوغلين في قيزان أبو رشوان، قرب هابي ستي، جنوب خان يونس في قطاع غزة. وأضافت في بيان مقتضب عبر منصة تيلغرام، يوم الجمعة، أنها استهدفت أيضاً "كيبوتس نيريم" ومنطقة "العين الثالثة" شرق خان يونس، بمنظومة صواريخ رجوم، قصيرة المدى من عيار 114 ملم. كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تمكنت من "قنص جندي إسرائيلي" كان يستهدف المدنيين شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، دون أن تحدد مصيره. كما أفاد مركز الإعلام الفلسطيني، بـ"وقوع اشتباك مسلح عنيف بين مقاومين وقوات إسرائيلية" في شارع الثغرة، داخل مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة، وأضافت أنه تم استهداف آلية للجيش الإسرائيلي بقنبلة محلية الصنع. وقالت السلطات في غزة إن 7 فلسطينيين قُتلوا بينهم طفل وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لتجمع مدنيين بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بينما في شرق المدينة، قُتل فلسطينيان إثر قصف استهدف منزلاً لعائلة الشرافي بحي التفاح، وفي غرب المدينة، قُتل فلسطينيان وأصيب 10 آخرون جراء استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لتجمع مدنيين في محيط مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة. كما أدّت غارة نفّذتها مُسيّرة أخرى إلى مقتل فلسطيني وإصابة آخرين في حي الشجاعية شرقي المدينة، ووفق المصادر، وصل 23 شهيدا وعشرات الجرحى إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات، جراء استهداف الجيش لتجمع مدني في المنطقة. منع الصلاة منعت الشرطة الإسرائيلية "آلاف المصلين" الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الأقصى بالقدس لأداء صلاة الجمعة، ومنعت إقامة الصلاة في المسجد الإبراهيمي في ظل حصار تفرضه قواتها في الضفة الغربية لليوم الثامن على التوالي. وقالت مديرية أوقاف محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية ، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الصلاة في المسجد الإبراهيمي، في وقت يفرض الجيش لليوم الثامن حصاراً على الضفة، منذ بدء المواجهة الإسرائيلية الإيرانية. وذكرت مديرية أوقاف محافظة الخليل، في بيان يوم الجمعة، أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل، لليوم الثامن على التوالي، وتمنع إقامة الصلاة فيه". وبحسب المركز الإعلامي الفلسطيني انتشرت قوات من الشرطة الإسرائيلية منذ ساعات الفجر عند أبواب البلدة القديمة في القدس والبوابات الخارجية للمسجد الأقصى، ومنعت آلاف المصلين من الدخول. سمحت الشرطة الإسرائيلية لحوالي 450 مصلياً فقط بالدخول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة، وبدت أغلب مصليات وباحات الأقصى "خالية تماماً"، وفق السكان. مساء الأربعاء، أعادت الشرطة الإسرائيلية فتح أبواب المسجد الأقصى جزئياً، بعد إغلاق كامل لنحو 6 أيام، على إثر تعليمات الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي بمنع التجمعات جراء الحرب على إيران. وفي أحدث الهجمات، قُتل 7 فلسطينيين بينهم طفل وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لتجمع مدنيين بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.


BBC عربية
منذ 8 ساعات
- BBC عربية
بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟
بعد مرور أسبوع على المواجهات بين إسرائيل وإيران، يسود الترقب لما يمكن أن تؤول إليه هذه المواجهة، خاصة إذا انضمت واشنطن لمساندة إسرائيل. بالتأكيد هذه ليست حرب إسرائيل الأولى في الشرق الأوسط، فلطالما هاجم الجيش الإسرائيلي أذرعاً إيرانية في الدول العربية، لكنها المرة الأولى التي يكون فيها الهدف المعلن للهجوم: الدولة الإيرانية. هذه الحقيقة بحد ذاتها كانت مادة للفكاهة والتندر بين بعض المواطنين العرب. فالعديد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين أبدوا ارتياحهم حيال وجودهم في موقع "المتفرِّج" هذه المرة، بدلاً من أن يكونوا تحت القصف، كما هو الحال في غزة اليوم، وكما كان في لبنان وسوريا حتى وقت قريب جداً. يتحدث يحيى برزق من غزة عما يسميه "نوعاً من الفرحة بصراحة، أن نشاهد بعض المآسي التي تسببت بها إسرائيل لنا تحدث الآن لديهم"، لكنه قلق في ذات الوقت، "هذه الحرب تحرف الأنظار عن الوضع في القطاع، وللأسف أصبحنا حدثاً ثانوياً". يتفق معه معاذ العمور، نازح في خان يونس، قائلا إن "التغطية الإعلامية في كل العالم وفي كل القنوات تركت غزة وتحولت لتغطية إسرائيل وإيران وهذا يشكل خطراً كبيراً علينا في القطاع"، متمنياً أن "تنتهي حرب إيران سريعاً وتكون نهايتها في اتفاق يشمل قضية غزة." ولم تتوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بالرغم من التطورات الأخيرة، ووفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى 55,637 والإصابات إلى 129,880، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتدعم إيران حركات مسلحة فلسطينية في وجه إسرائيل من بينها حماس. جيران إسرائيل باستثناء مصر والأردن، اللذَين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لا تتمتع الدولة العبرية بعلاقات طيبة مع جوارها. فبينما تتصدى تل أبيب للصواريخ الإيرانية تتوغل معداتها العسكرية في الجنوب السوري، والذي أعلنت أجزاء منه منطقة عسكرية بمجرد انهيار النظام السوري السابق في نهاية العام الماضي، وما تلاه من تدمير إسرائيلي للمنظومة العسكرية الدفاعية للبلاد. لم أجد بين أي من السوريين الذي تحدثت إليهم تعاطفاً مع إسرائيل، وبالنسبة للبعض، ولا حتى مع إيران. فيعتقد كثيرون أن نظام الرئيس السابق بشار الأسد لم يكن ليصمد في وجه الحراك المتمرد السوري لولا مساعدة إيران، إلى جانب روسيا، التي أرسلت الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه لدعم القوات الحكومية في حرب طاحنة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص. وتعلق ليلى الجابري من سوريا ، "لست متعاطفة مع أي من الجانبين، فأنا كسورية، لي موقف سلبي تجاه النظام الإيراني والذي عاث فسادا في بلدي ، لكنني بالتأكيد أتعاطف مع الشعب الإيراني البريء الذي سيدفع الثمن عن نظامه الراديكالي الذي لم يقدم له طوال عقود، الحد الأدنى من العيش الكريم وممارسة الحريات المدنية والسياسية، التي ينشدها كل شعب حر، وأخص هنا حقوق المرأة الإيرانية". أما بالنسبة لإسرائيل، تتابع، "لست متعاطفة. فهي أيضاً تحتل أراضينا العربية في سوريا وفلسطين وتقوم بحرب إبادة، لكنني أتمنى السلامة لكل الأبرياء في الأراضي المحتلة". بدوره يقول أحمد، إنه "ضد إسرائيل التي "لم تترك بقعة إلا ونشرت سمّها فيها،" مضيفاً أنهم سيضربون سوريا " بأي فرصة تتاح لهم." لكنه بذات الوقت يعتقد أن إيران "تسعى لتحقيق مصلحتها بأي وسيلة كانت". وفي حين لم تصدر الحكومة السورية موقفاً رسمياً من الحرب، تحدثت تقارير دولية عن استخدام أجوائها لمرور طائرات مسيّرة وصواريخ من الجانبين. "لأول مرة أجلس في موقع المتفرجة" أما في لبنان، حيث تنتشر مقاطع الفيديو من الأعراس والنوادي الليلية التي تظهر في خلفيتها الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل، فلا يخفي بعض الناس ابتهاجهم برؤيتها، إذ أن بلدهم خرج للتو من حرب قاسية استمرت ثلاثة أشهر، ألحقت فيها إسرائيل أضراراً كبيرة بحزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، والذي يعتبر نفسه خط الدفاع الأول في مواجهة إسرائيل. وكانت إسرائيل قد اغتالت أمينه العام حسن نصر الله وعدداً من قياداته البارزة. وبعد أسبوع من المواجهات، قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الحزب "ليس على الحياد" في ما يجري من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أنهم "سيتصرفون في الوقت وبالطريقة التي يرونها مناسبة". أما السلطات اللبنانية فأدانت الهجوم. بالنسبة للمواطن اللبناني شربل برباري ما يهم في هذه الحرب "هو تحييد المدنيين"، لكنه يعتقد أنه من "الأفضل ألا يكون أي من الطرفيين قوياً، فكلاهما لديه الرغبة بالسيطرة على الشرق الأوسط وعلى لبنان"، ويضيف "إذا انتصر أحد الطرفين سيحكم المنطقة على طريقته، وكلبنانيين سنشهد موجة هجرة جديدة لأوروبا". أما الشاب اللبناني آلان، فيعتبر أن منطق الحرب "مرفوض بالمطلق، لكن إيران تحصد ما زرعت،" فبرأيه إيران صدرت إلى دول الجوار "السلاح، والايديولوجيا والإرهاب. ودمرت بلدنا، لذلك لا آسف على النظام الإيراني، وسقوطُه سيريح دول المنطقة وعلى راسها لبنان الذي دفع الفاتورة الأغلى". من جهتها تعرب دانيا عن عدم اكتراثها بمن "سيفوز" وتتابع "لأول مرة كمواطنة لبنانية عانت من حروب إسرائيل على أرضنا. أجلس في موقع المتفرجة وأشاهد الحرب على التلفاز ولكن بدون الشعور بالخوف والتوتر والقلق على عائلتي ووطني". لكن بالنسبة لـ بلال (اسم مستعار) فإن سقوط إيران "لا يعني فقط سقوط محور المقاومة، وإنما سقوط خط الدفاع الأول عن المستضعفين والمناهضين للسياسيات الأميركية وإسرائيل ودول الغرب". تتمتع إيران بنفوذ كبير في سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال دعم وتسليح حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل الأخرى في العراق. وهذا ما أثار بعض الجدل والانقسامات حول مواقف شعوب هذه الدول من الحرب الحالية. انقسام في العراق في العراق، يقول علي من محافظة البصرة إنه مع هذه الحرب، "ليس لأنني أحب الدم، بل لأننا تعودنا أن نرى الظلم ونسكت. إسرائيل لا تحتل فقط الأراضي الفلسطينية بل هي سبب خراب المنطقة." ويضيف أن إيران هي الدولة الوحيدة "التي وقفت معنا يوم لم ينفعنا أحد، وأرسلت سلاحاً للحشد الشعبي حتى يقف بوجه داعش." ويتابع "أنا مع الحشد، ومع المقاومة، ومع كل من يرد كرامة شعوبنا". لكن بالنسبة لعمر، من محافظة الأنبار فإن إيران "تقول إنها تدعم المقاومة، لكن نحن بالعراق رأينا كيف استغلت الوضع بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ودعمت جماعات فرّقتنا، وخربت بيوتنا بحجة محاربة الإرهاب". يرى الصحفي العراقي، مصطفى ناصر، أن هذه الحرب كانت متوقعة و"مؤجلة منذ أكثر من سبع سنوات"، ويضيف أنه "مع تنامي حالة الكره إزاء السياسات الإيرانية في العديد من البلدان العربية ولا سيما في سوريا ولبنان والعراق، اعتبرت إسرائيل هذه الحالة فرصة معززة للهجوم على إيران". وأدان العراق الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبره تصعيداً متعمداً يهدد بتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وأغلق قسماً كبيراً من مجاله الجوي مؤقتاً، مع نشر منظومات دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير" حول منشآت حساسة. "لا نريد أن نجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل" في موقف موحّد، أدانت بدورها دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرةً إياه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعدواناً غاشماً يهدّد أمن المنطقة واستقرارها". وتقول مروة، من السعودية، إنها تشعر "بالخوف من هذه الحرب، لأنها قد تمتد لدول الخليج، ونحن هنا لدينا استثمارات واستقرار نسبي، ولا نريد أن ننجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، وتضيف أنها "من ناحية المبدأ ضد إسرائيل بسبب عدوانها المتكرر على غزة، لكنها ليست العدو الوحيد في المنطقة. إيران لا تقل خطرا عنها، فقد رأينا كيف تدخلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونشرت الطائفية". ولطالما كانت العلاقات الإيرانية الخليجية، متذبذبة منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بين العوامل الطائفية، والطموحات الإقليمية، والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة الجزر الثلاث التي ضمتها إيران في عام 1971، وتطالب بها الإمارات. ثم أدت ثورات ما عٌرف بالربيع العربي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة، حيث دعمت إيران الحركات الشيعية في البحرين واليمن، بينما دعمت السعودية والإمارات الحكومات السنية، وقد أثارت التدخلات الإيرانية في اليمن، لا سيما دعم جماعة أنصار الله الحوثي، قلق السعودية والإمارات. قلق تحول إلى تدخل عسكري في اليمن عام 2015. في ذات الوقت، حاولت إيران إحداث تغيير في دول شمال افريقيا، لما بدا أنه سعي لإرساء بديل "للإسلام السياسي" وإنشاء وكلاء جدد لما يسمّى "محور المقاومة" في القارة السمراء. وبالرغم من الجدل الذي أثاره ذلك حينها، يقول من تحدثنا إليهم، أن موقفهم سيبقى "تاريخياً" ضد إسرائيل، بغض النظر عن الطرف الآخر. يُذكر أن العلاقات بين المغرب وإيران على سبيل المثال كانت متوترة تاريخياً، وشهدت قطيعة دبلوماسية أكثر من مرة بسبب اتهامات بدعم جماعات تهدد الأمن المغربي. بالنسبة لسمير من الجزائر فإن "إسرائيل كيان غاصب، وهي المسؤولة عن نكبة شعبنا الفلسطيني. ولذلك، من الطبيعي أن ترى معظم الجزائريين يقفون مع كل من يعادي هذا الكيان، بما في ذلك إيران". ويضيف أنه يتعاطف مع إيران في هذه الحرب "لأنها تتعرض لضربات متكررة، وتُحاصر اقتصادياً بسبب مواقفها. الصراع ليس سياسياً فقط، بل مبدئي أيضاً. من يقف ضد إسرائيل، يقف إلى جانب العدالة، حتى لو اختلفنا معه في ملفات أخرى". أما حسن من مصر يعتبر أن الحرب برمتها "ظلم" ويضيف: "أنا لا أتعاطف مع الجيوش ولا الحكومات، أتعاطف مع الشعوب التي ليس لديها مخرج ولا صوت يسمع".