
التساقطات المطرية تنعش الموارد المائية بحوض تانسيفت
أثر توالي فترات الجفاف التي تشهدها المملكة بشكل كبير على الموارد السطحية والجوفية بالأحواض المائية وضمنها حوض تانسيفت، وبمناسبة التساقطات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق المغرب بما في ذلك جهة مراكش آسفي، يستعرض مدير وكالة الحوض المائي لتانسيفت محمد الشتيوي، الوضعية المائية بهذا الحوض وتأثير هذه الأمطار، وكذا الإجراءات المتخذة لتنمية العرض المائي، والتوقعات المستقبلية بشأن الطلب على المياه في الأحواض المائية بالجهة.
1 –
حدثنا عن الوضعية المائية بالحوض المائي لتانسيفت في ظل توالي فترات الجفاف ووقع التساقطات المطرية الأخيرة على المخزون المائي بالحوض؟
يعاني الحوض المائي لتانسيفت على غرار باقي الأحواض المائية للمملكة من توالي فترات الجفاف، حيث استمرت هذه الظاهرة للسنة السابعة على التوالي حتى عام 2025. هذا الوضع أثر بشكل كبير على الموارد المائية السطحية والجوفية.
وقد أدت التساقطات المطرية الأخيرة إلى تحسن في المخزون المائي بالسدود، حيث مكنت من تعبئة حجم إضافي وصل إلى 12.76 مليون متر مكعب إذ بلغ المخزون المائي بحقينات سدود منطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لتانسيفت 116.680 مليون متر مكعب إلى حدود 10 مارس الجاري، أي بنسبة ملء لا تتجاوز 50.6 في المائة، وهو ما يزال غير كاف لتلبية كل الحاجيات المائية بالمنطقة.
ومن أهم السدود التي شهدت تحسنا طفيفا في حقينتها، سد يعقوب المنصور الذي سجل زيادة بأكثر من 1.6 مليون متر مكعب منذ بداية الشهر الجاري، مما رفع نسبة ملئه إلى 55.8 في المائة، وسد أبو العباس السبتي بحوالي 0.2 مليون متر مكعب، ليصل مستوى ملئه إلى 62.3 في المائة.
2 –
هل هناك إجراءات متخذة لتنمية العرض المائي بحوض تانسيفت؟ وما ذا عن المشاريع المائية المنجزة والمبرمجة لمواجهة ندرة الموارد المائية ومواكبة الاحتياجات المتزايدة للسكان والقطاعات الاقتصادية المختلفة؟
لمواجهة تحديات ندرة المياه، اقترح المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية مجموعة من المشاريع لتنمية العرض المائي تشمل تأمين إمدادات مياه الشرب لمراكش الكبرى عن طريق تحلية 80 مليون متر مكعب من مياه البحر من محطة تحلية مياه البحر في آسفي، وبناء محطة لتحلية المياه في الصويرة بطاقة 13 مليون متر مكعب في السنة.
كما تهم إنشاء سدود كبرى ومتوسطة كسد بولعوان على واد سكساوة أحد روافد واد شيشاوة (66 مليون متر مكعب في السنة)، وسد آيت زيات على واد الزات (185 مليون متر مكعب)، وسد تاسا ويركان على واد ويسدن (3 مليون متر مكعب) وهما في طور الإنجاز. أما بالنسبة للسدود المبرمجة، فيتعلق الأمر بسد بوعيدل على واد تانسيفت، وسد إمين الحمام على واد نفيس (100 مليون متر مكعب في السنة)، وسد سيدي أحمد أو مرزوق على واد تانسيفت (200 مليون متر مكعب في السنة) واللذين سيدخلان الخدمة ابتداء من سنة 2040، فضلا عن تعلية كل من سد أبو العباس السبتي (83 مليون متر مكعب في السنة)، وسد مولاي عبد الرحمن (105 مليون متر مكعب في السنة السنة)، فضلا عن إنجاز سد مولاي براهيم على واد غيغاية للوقاية من الفيضانات وللتطعيم الاصطناعي للفرشة المائية للحوز.
وتشمل المشاريع أيضا، إمداد جهة المخطط بموارد مائية خارجية في إطار التضامن بين الأحواض كما نصت عليه الإستراتيجية الوطنية لقطاع الماء. ويبلغ حجم الموارد الضرورية 272 مليون متر مكعب سنويا تخصص لتعزيز الحصص المائية لمدارات السقي الكبير بسهل الحوز، لأجل حل مشكل العجز وانخفاض مستوى الفرشة المائية للحوز.
وينضاف إلى ذلك، إنجاز الدراسات الخاصة بالسدود الصغرى على صعيد حوض تانسيفت لتحديد أولويات إنجازها، وبناء هذه المنشآت بالمواقع المناسبة، وتجميع مياه الأمطار خاصة بالمناطق التي تعرف خصاصا في الموارد المائية، ومتابعة إنجاز مشاريع للتطعيم الاصطناعي للفرشات المائية وفقا لنتائج دراسة المخطط المديري للتطعيم الاصطناعي للطبقات المائية بجهة المخطط.
3
– ما هي التوقعات المستقبلية بشأن الطلب على المياه في الأحواض المائية بالجهة ؟
تشير التوقعات المستقبلية إلى أن الطلب على المياه في أحواض تانسيفت، أقصوب وإيكوزولن، سيشهد تغيرات مهمة بحلول سنة 2050، خاصة في القطاعات الفلاحية والصناعية. إذ من المرتقب أن يرتفع الطلب الإجمالي على المياه إلى 2615 مليون متر مكعب في السنة في أفق 2050 أخدا بعين الاعتبار آثار التغيرات المناخية، مقارنة مع 2267 مليون متر مكعب في السنة المس ج لة خلال عام 2020. ويستلزم ذلك تعزيز استراتيجيات الاقتصاد في الماء، والاعتماد على تقنيات حديثة في الري والاستهلاك الصناعي، مع ضرورة وضع خطط محكمة لضمان استدامة الموارد المائية، وكذلك العمل على التنزيل الفعلي لمقتضيات المخطط التوجيهي الذي سيمكن من خلال تنفيد التدابير التي نص عليها، من تقليص العجز المائي في أفق 2050.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- مراكش الآن
خطط عملية لتقليل مخاطر الفيضانات بعدة مناطق ضمن حوض أبي رقراق
تعمل وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية على تنفيذ مجموعة من الدراسات والمشاريع بهدف الحماية والوقاية من الفيضانات في عدد من المدن والمناطق. هذه الجهود تأتي في إطار تحسين الاستعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية وتخفيف آثارها. أحد أهم هذه المشاريع هو إنجاز مخطط الوقاية من الفيضانات، والذي تم وفق المادة 118 من قانون الماء 15-36. يشمل هذا المخطط عدة مدن وهي: الدار البيضاء، المحمدية، مديونة، النواصر، برشيد وسطات. وقد تم تمويل هذا المشروع من طرف صندوق الحد من الكوارث الطبيعية، بميزانية بلغت 4,8 مليون درهم. كما أنجزت الوكالة نماذج للتنبؤ بالفيضانات في مناطق متعددة من حوض أبي رقراق، من بينها: معازيز، مريرت، زحيليكة، الرماني، تيغزة. وقد تم تمويل هذه النماذج من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية، بغلاف مالي قدره 5,5 مليون درهم. وفي إطار الوقاية على المستوى المحلي، تم إنجاز دراسة خاصة بالوقاية من الفيضانات لمدينة بوزنيقة، إلى جانب اقتراح الحلول المناسبة للحد من مخاطر الفيضانات. وقد بلغت كلفة هذه الدراسة 0,16 مليون درهم. تعكس هذه المشاريع حرص وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية على تطوير أدوات فعالة للتعامل مع خطر الفيضانات، سواء من خلال التخطيط أو من خلال اعتماد أدوات التنبؤ أو الدراسات المحلية التي تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة.


زنقة 20
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- زنقة 20
التساقطات المطرية ترفع المخزون المائي لسدود حوض زيز
زنقة 20 | متابعة أفادت وكالة الحوض المائي كير- زيز- غريس بأن إجمالي حجم المياه التي استقبلتها مختلف السدود التابعة للحوض المائي كير- زيز- غريس، عقب التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة ما بين 11 و 13 أبريل الجاري، يقدر بنحو 24,18 مليون متر مكعب. وأضافت الوكالة، في مذكرة حول التساقطات الأخيرة، أن هذه الأمطار أدت إلى 'رفع حجم المخزون المائي على مستوى السدود الكبرى الواقعة ضمن منطقة تدخل وكالة الحوض المائي كير- زيز- غريس إلى أكثر من 308 مليون متر مكعب'. وهكذا، بلغت حقينة سد الحسن الداخل 215,5 مليون متر مكعب، أي بنسبة ملء 68,91 في المائة، يليه سد قدوسة ب 85,33 مليون متر مكعب (38,09 في المائة)، ثم سد تودغة بـ 7,17 مليون متر مكعب (19,64 في المائة). وبحسب الوكالة، فإن هذه الأمطار من شأنها تغذية فرشات المياه وتحسين احتياطي الموارد المائية وصبيب الينابيع وتعزيز الأنشطة الفلاحية في المنطقة. وشهدت جهة درعة- تافيلالت، ما بين 11 و 13 أبريل الجاري، تساقطات مطرية مهمة سيكون لها أثر إيجابي على احتياطي المياه وكذا الأنشطة الفلاحية. وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية بشأن تساقطات مطرية تتراوح مقاييسها ما بين 40 و70 ملم يومي الجمعة والسبت الماضيين بعمالات وأقاليم ورزازات وتنغير والرشيدية والحوز وميدلت وتارودانت وأزيلال. وفي هذا الصدد، كثفت مصالح وزارة التجهيز، بدعم وتنسيق مع السلطات المحلية، تدخلاتها لضمان سيولة حركة المرور وسلامة مستعملي الطريق.


LE12
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- LE12
حكاية جامع.. جولة في رحاب أشهر مساجد المغرب 'مولاي اليزيد في مراكش'(الحلقة 20)
في هذه الحلقة من سلسلتكم 'حكاية جامع' نعود إلى حاضرة أعدها للنشر- عبد المراكشي le12 اشتهر المغرب بكونه يتوفر على عدد كبير جدا من . بناء على هذه المعطيات لا تكاد تخلو أية قرية نائية أو مدشر موغل في أعماق 'المغرب غير النافع' من مساجدَ يُذكر فيها اسم الله، فما بالك بمُدن المركز وباقي الحواضر الكبرى في بلاد الـ مسجد . في هذه الحلقة من سلسلتكم 'حكاية جامع' نعود إلى حاضرة مراكش لنتوقّف عند جامع مولاي اليزيد أو جامع القصبة أو جامع المنصور، مسجد المنصور الموحدي، مسجد المنصورية.. هذا المسجد التاريخي الذي بُني بين عامي 1185 و1190 م على يد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور. وتم ترميمه وتجديده عدة مرات عبر تاريخيه الطويل، كانت أهمّها في عهد السلطان السعدي عبد الله الغالب في القرن السادس عشر الميلادي، وبعدها في عهد السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله في القرن الثامن عشر الميلادي . وقد تمّ تسجيل المسجد (الذي لا يزال متضرّرا من آثار الزلزال الأخير) في قائمة 'يونسكو' للتراث العالمي في 1985 كجزء من تاريخ مدينة مراكش . شيّده السلطان يعقوب المنصور الموحدي ما بين سنتي 581 هـ/ 1185 م و586 هـ/ 1190 م وهو متوجه إلى الأندلس في غزوته الشهيرة (غزوة الأراك) ولما عاد مظفرا في 594 هـ/ 1197 م وجد الجامع قد تم تشييده على أحسن صورة . يقول ابن أبي زرع كما جاء في 'القرطاس': 'إن يعقوب أنفق في بنائه أخماس غنائم الروم'. ويقول الحسن الوزان في 'وصف إفريقيا': 'مسجد في غاية الجمال والعظمة، تعلوه صومعة متناهية الجمال، وفي أعلاه ركز عمود من حديد فيه ثلاث تفاحات من ذهب أكبرها السفلي، وأصغرها العليا. وقد أراد كثير من الملوك أن يزيلوا هذه التفاحات وصكّها نقدا عندما اشتدت حاجتهم إلى المال، لكنهم في كل مرة تحدث لهم حادثة غريبة تلزمهم بتركها، حتى أنهم تطيروا من مسها '. بعد بنائه وتعاقب السلاطين عليه، شهد الجامع عدة إصلاحات وترميمات غيرت من شكله الأصلي. وللجامع الحالي أربعة أبواب عمومية: واحد على الجهة الشمالية قبالة المحراب، وثلاثة على الجهة الغربية، رغم أن المراجع تشير إلى أن الجامع كان يتوفر على سبعة أبواب. يقول ابن أبي زرع 'وصنعوا للجامع سبعة أبواب على عدد أبواب جهنم، فلما دخله أمير المومنين أعجبه وسر به، فسأل عن عدة أبوابه، فقيل له إنها سبعة، والباب الذي يدخل منه أمير المومنين هو الثامن، فقال عند ذلك: لا بأس بالغالي إذا قيل حسن وفرح به غاية '. ويتحدث صاحب 'الاستقصا' عن انفجار وقع في الجامع في 981 هـ/ 1573 م وسببه كما جاء في أعلام التعارجي: 'كان بقصبة مراكش جماعة من أسارى النصارى من لدن أيام أبي العباس الأعرج وأخيه عبد الله الشيخ السعدي، فرأوا الحجم الغفير من أعيان المسلمين وأهل الدولة يحضرون كل جمعة للصلاة مع السلطان بجامع المنصور (مولاي اليزيد) فحدثتهم نفسهم بأن يصنعوا مكيدة يهلكون بها السلطان ومن معه. فحفروا في خفية تحت الجامع حفرة ملأوها بالبارود ووضعوا فيها فتيلا تسري فيه النار على مهل كي ينقلب الجامع بأهله وقت الصلاة. فنفطت المينا وانهدمت بها القبّة الواسعة من الجامع المذكور، وانشقّ منارها شقا كبيرا ما زال ماثلا إلى الآن'. كما جُدّد الجامع بعد ذلك من قِبَل السلطان محمد بن عبد الله، ثم السلطان مولاي عبد الرحمان . وقد بُويِع في الجامع الخليفة السلطان إدريس المامون بن يعقوب المنصور بعد صلاة العصر من يوم الأربعاء 28 شوال 624 هـ. فكان أولَ ما صنع لما دخل مراكش هو سب المهدي بن تومرت على منبر الجامع. وبعد أيام جمع رؤساء الموحّدين وقطع منهم نحو أربعة آلاف رأس، كما أورد صاحب 'إيليغ قديما وحديثا '. وورد في 'القرطاس': 'قُرِئت على هذا المنبر بيعة السلطان محمد بن عبد الله سنة 1757 م التي وُجِّهت من فاس إلى مراكش. وبويع بالجامع أيضا السلطان يحيى بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور، وهو شاب غر وسنه حينئذ 16 سنة، عام 624 هـ/ 1227 م، كما في 'الدرر الفاخرة '. ويعدّ هذا الصرح الديني، الذي يوجد غير بعيد عن مسجد الكتبية العريق، وبجانبه عدد من المآثر التاريخية، أهمّها قبور السعديين، ضمن معالم حضارية عديدة بنيت في زمن الموحدين، من أكبر المساجد في المدينة بمساحة تقدر بحوالي 6 آلاف و500 متر مربع، وأحسنها هندسة ورونقا. ويتوفر هذا الجامع على أربعة أبواب عمومية، في حين ذكر المؤرّخون أنه كانت له سبعة أبواب وباب خاص بالسلطان. ومئذنته لا تمثل الصفة والخاصية التي طبعت وتميز بها الشكل المعماري للصومعة المغربية من حيث الكبر والضخامة، وبخاصة مع بداية القرن السادس الهجري، كما هو الشأن بالنسبة إلى صومعتي الكتبية وإشبيلية في الأندلس . وقد شُيّدت المئذنة في الركن الشمالي الغربي من الجامع، مربّعة القاعدة ضلعها 8,8 أمتار، ملساء إلى حدود سقف الجامع ومزخرفة بعد ذلك إلى القمة، حيث إفريز من الخزف . كما جرت في عهد الملك محمد السادس عمليات إعادة إصلاح وترميم كبيرة في هذه المعلمة الدينية استغرقت أربع سنوات، شملت الواجهة الجنوبية للمسجد والأسقف والقباب، مع تدعيم أرضية وجدران المسجد، وترميم العناصر الزخرفية على الخشب والجبص، وتأهيل الشبكة الكهربائية والصوتية. كما تمت تهيئة الساحة المجاورة له بخلق مناطق خضراء وتجهيز النافورات .