
نفي التجويع: إسرائيل وأميركا وتبييض صورة الاحتلال
في الوقت الذي تتفاقم فيه حرب التجويع في غزة، وتنهار القدرة على تأمين الغذاء، تتصدر دولة الاحتلال الفاشية المشهد بـ"هدن إنسانية" دعائية، تُسوّق لها واشنطن كدليل على "التحسّن". لكن الحقيقة أن هذه الهدن جاءت بضغط أميركي، ليس رحمة بالفلسطينيين، بل لحماية صورة دولة الاحتلال الفاشية المهتزة. وهي بحاجة إلى شرعية دولية، وأميركا بحاجة إلى ذرائع أخلاقية تغطي تغطي شراكتها في الإبادة.
داخليًا، يهاجم مسؤولون أمنيون إسرائيليون هذه الهدن بزعم أنها تُضعف ورقة الضغط على حماس في مفاوضات تبادل الأسرى. أي أن الغذاء في نظرهم أداة ابتزاز، لا حق إنساني.
وفي تصريحات واضحة، قال نتنياهو إن إدخال الحد الأدنى من المساعدات هدفه إنجاح الحرب، لا وقف الجوع.
وعلى الأرض، لا شيء يتغير. الشاحنات تُسرق، الفوضى تحكم، والناس جائعة.
حتى المساعدات التي تدخل لا تكفي، ولا تُوزّع بعدل. المفارقة أن الشاحنات التي تدخل عبر "زيكيم" تُنهب في وضح النهار، ويُقتل الناس في صفوف الانتظار، بينما المساعدات التي تمر عبر "جمعية غزة الأميركية" تُدخل بهدوء وبدون معوقات، ولكن الناس يموتون أيضًا، وإن بصمت ومن دون صور. في الحالتين، الجوع واحد، والموت واحد، والكرامة مهدورة.
وكل حديث عن "تحسّن" هو كذبة مفضوحة. الواقع أقسى: قطاع منهار، مجتمع يتفكك، ويأس يتعمّق.
في هذا السياق، صعّدت دولة الاحتلال حملتها ضد الأمم المتحدة، متهمة إياها بالتقصير، بل بالتسبب في المجاعة. ادعاءات سخيفة، تفنّدها حتى الصحافة الإسرائيلية. صحيفة "هآرتس" أكدت أن الجيش هو من فكك المنظومة الإنسانية الأممية، وأنه يمنع حركة القوافل، ويغيّر مساراتها، ويعرقل التوزيع. الأمم المتحدة لا تملك سلطة ميدانية في غزة؛ السلطة الحقيقية بيد جيش الاحتلال.
ما يحدث ليس فشلاً إنسانيًا، بل سياسة. التجويع ليس عرضًا جانبيًا للحرب، بل أداة ممنهجة تستخدمها دولة الاحتلال للضغط والترويض والإخضاع. وكل من يبرر هذا، أو يصمت عليه، شريك في الجريمة.
غزة اليوم تستغيث، لا بالعالم فقط، بل بما تبقّى من ضمير. الرهان على "أمة أصبحت ميتة" صار فعل عبث. لم تعد تكفي بيانات الشجب، ولا صور الإنزال الجوي التي لا تُشبع طفلًا واحدًا. كل ما يُعرض على الشاشات هو تبييض لجريمة مستمرة، تشارك فيها إسرائيل وأميركا وأذرعهما الإعلامية، بينما الناس تموت على الهواء بصمت، والجوع كافر، والصبر نفد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ ساعة واحدة
- شبكة أنباء شفا
حين رفعت سيدني الراية وسقطت كثيرٌ من العواصم العريقة ! بقلم : د. وليد العريض
حين رفعت سيدني الراية وسقطت كثيرٌ من العواصم العريقة! بقلم: د. وليد العريض فجأة ظهر جسر الحديد في الطرف الآخر من الكوكب، لا ليصل بين ضفّتين، بل ليفضح ما بيننا وبين الرجولة. جسر لم تحرسه فرقة مشاة ولا ظلّت عليه قصائد الفداء، بل امتلأ بشعبٍ جاء من كل فجٍّ بعيد، يهتف باسمٍ عربيٍّ أكثر من العرب أنفسهم ويضع صورة 'المجرم' على اليافطات، بينما في بلاد القصور البيضاء يُجرَّم من ينطق بكلمة احتلال. يا للعجب… أناسٌ لا يعرفون الفرق بين الكُشري والمقلوبة ولا يميزون بين الكوفية والنقاب، لكنهم يعرفون يقينًا أن ما يحدث في الأرض المحروقة ليس دفاعًا عن النفس، بل مجزرة موثّقة بعلامة تجارية صهيونية. وحين نطق الغريب سكت القريب! كم هو مُحرج – حدّ التقيّؤ – أن ترى فتاةً شقراء من أقاصي الجنوب تُلوّح بعلم فلسطين، بينما حفيد عبد القادر يهمس: دعونا لا نُحرج شركاء السلام! كم هو مثيرٌ للغثيان أن يرفع شابٌّ بربري الملامح لافتة كتب عليها: هذا المحتل… مطلوب للعدالةبينما في ممالكنا المزدهرة تُمنح له الأوسمة الذهبية مع باقة فلّ. غزّة لا تريد منكم سيوفًا، بل قليلًا من الحياء غزة التي تُقصف كل خمس دقائق وتُحاصر منذ كانت أنتم في حفاضات النفط، لا تطلب منكم إلا شيئًا واحدًا: أن تتوقفوا عن تقبيل يد القاتل علنًا ثم تذرفوا دموع التضامن في السرّ! غزة لا تحتاج جيوشكم، لأن الجيوش أصبحت فرق استعراض للعرضات والمهرجانات.ولا تطلب منكم طائرات، لأن طائراتكم مشغولة في تصوير الأغاني الوطنية من فوق. ولا تسألكم أن تموتوا معها، بل فقط: أن تكفّوا عن تقبيل يد الذي يقتلها.يا أنظمة البلاغة والبياناترأيناكم عُزّلًا من كل شيء إلا العار!في أقاصي الأرض خرج الغرباء يهتفون باسمها أما أنتم فانشغلتم بـضبط النفس، إتاحة الممرّات، وعدم الانحياز. شعوبكم وحدها خرجت، لكنها عارية من القرار عزلاء من الموقف، لا تملك إلا حنجرة ودمعة وعلبة بخاخ ضد الغازات. أما أنتم فمشغولون بتعديل نشيد الوطن ليصبح صالحًا للمهرجانات الدولية. من على جسرٍ لا يعرف الكنافة ولا صوت الأذان انطلقت صرخة الشرف!العار كلّه ليس أن تهاجمنا آلات الموت، بل أن يصبح الخجل عادة نادرة في خطابكم الرسمي.العار أن يتعلّم طفلٌ من جزيرةٍ بعيدة معنى الاحتلال، بينما وزاراتكم لا تزال تدرّس أن الصهيونية وجهة نظر. أهل الجسر رفعوا علمًا لا علاقة له بتاريخهم، لأنهم اكتشفوا أن الجريمة لا تحتاج جنسية لفهمها، بينما أنتم تحتاجون إذنًا دوليًا لتفتحوا فمكم! غزة الرسالة الأخيرة إلى من تبقّى له قلب: كفّوا عن بيع الخذلان في علب التوابل.لا نحتاجكم في الميدان، فقط امنعوا قاتلنا من الشرب من آباركم.لا نريد سيوفكم، فقط اسحبوا مقاعد سفرائكم من تحت طاولات الدم.ولا تطلبوا منا الصبر، فقد صبرنا عليكم أكثر مما صبرنا على الطائرات.وختاما إلى حضرة السادة الذين لا يحبّون الإحراججسرٌ في أقصى الأرض نطق فمتى تنطقون؟غزّة تحت القصف، بينما أنتم تحت التكييف.غزّة تنجب الشهداء وأنتم تنجبون بيانات القلق.غزة تصرخ وأنتم تهمسون: الموضوع معقّد! لا، ليس معقّدًا أنتم المعقَّدون لأن ذاكرتكم مثقوبة وشهامتكم مؤجّلة وعروبتكم موسمية. افتحوا أعينكم لقد سقط القناع، وسقطت معه كثير من الكرامات المُعلّبة. – د. وليد العريض – مؤرخ، أديب، شاعر وكاتب صحفي . أغسطس 2025


شبكة أنباء شفا
منذ ساعة واحدة
- شبكة أنباء شفا
جبهة النضال الشعبي تدين تصاعد اعتداءات المستوطنين وتدعو لمحاسبتهم كمجرمي حرب
شفا – أدان محمد علوش، عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين الفاشيين على أبناء شعبنا الفلسطيني وممتلكاتهم وأراضيهم، مؤكداً أن هذه الجرائم تأتي في إطار سياسة الاحتلال الهادفة إلى تكريس الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أرضهم. وأوضح علوش في تصريح صحفي، أن ما تشهده القرى والبلدات الفلسطينية من اقتحامات وحرق للأراضي الزراعية وتخريب للممتلكات يتم تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي ودعمها المباشر، ما يعكس الوجه الحقيقي للحكومة الإسرائيلية القائمة على التطرف والعنصرية. ودعا علوش المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط لوقف اعتداءات المستوطنين ومحاسبتهم كمجرمي حرب، إضافة إلى فرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياساته الاستيطانية التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية. وأكد علوش أن شعبنا الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة، وسيواصل نضاله بكل الأشكال المشروعة حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.


شبكة أنباء شفا
منذ ساعة واحدة
- شبكة أنباء شفا
الوزيرة شاهين تلتقي وفدًا من لجنة الشباب الاستشارية
شفا – استقبلت وزيرة الخارجية والمغتربين د. فارسين اغابكيان شاهين في مقر الوزارة، اليوم الأحد، وفدا من لجنة الشباب الاستشارية التي تعمل بالشراكة مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومنظمات الأمم المتحدة. وأكدت الوزيرة شاهين أهمية دور الشباب في إيصال صوتهم وطموحاتهم عبر مختلف المنابر، مشيرة إلى استعداد وزارة الخارجية للتعاون المشترك وتقديم كل ما يلزم لخدمة أبناء شعبنا. كما شددت على أهمية دعم الرواية الفلسطينية في مختلف دول العالم، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وتجويع وتهجير في الأرض الفلسطينية المحتلة. ورحبت الوزيرة شاهين بالمبادرات وورش العمل والأنشطة المجتمعية الشبابية التي تهدف إلى خدمة القضية الفلسطينية وتعزيز حضورها على الساحة الدولية. من جهتهم، أعرب أعضاء الوفد عن شكرهم للوزيرة شاهين على حسن الاستقبال، واستعرضوا أبرز التحديات التي تواجههم، وسبل تعزيز التعاون المشترك. وتم الاتفاق على استمرار التنسيق بين الطرفين، من أجل دعم جهود إيصال صوت الشباب الفلسطيني ومبادراتهم إلى المحافل الدولية، والعمل على تدريبهم وتمكينهم من تمثيل فلسطين بأفضل صورة في المؤتمرات العالمية الخاصة بالشباب.