logo
غالية.. قصة فلسطينية عاشت حياة التهجير والحروب منذ 1948

غالية.. قصة فلسطينية عاشت حياة التهجير والحروب منذ 1948

أُجبرت الفلسطينية غالية أبو مطير منذ كانت في الرابعة من عمرها، على العيش في خيمة بخان يونس، جنوب قطاع غزة، بعد أن فرت عائلتها من منزلها بعد نكبة 1948، هرباً من الهجمات الإسرائيلية. وبعد 77 عاماً، عادت غالية لتعيش حياة الهرب من القتل، داخل خيمة على أطراف غزة.
ودمرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 19 شهراً أغلب مناطق قطاع غزة، وقتلت أكثر من 53 ألف فلسطيني، ودفعت أغلب السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى النزوح عدة مرات، وفرضت عليهم حصاراً كاملاً، ومنعت دخول الغذاء والماء والدواء.
وقالت غالية البالغة من العمر 81 عاماً، لوكالة "أسوشيتد برس": "اليوم نحن في نكبة أكبر من النكبة التي رأيناها من قبل".
وتعيش غالية في خيم مع أبنائها وبناتها الباقين على قيد الحياة، و45 حفيداً.
وأضافت: "حياتنا كلها رعب، الرعب ليل ونهار، الصواريخ والطائرات الحربية تحلق فوق رؤوسنا، لو كنا أمواتاً لكان ذلك أرحم".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "بعد انتهاء الحرب الحالية بهزيمة حماس"، ستستمر إسرائيل في "السيطرة على غزة، وستشجع الفلسطينيين على مغادرة القطاع"، في إطار سعيه لتهجير السكان قسراً من أراضيهم، رغم المعارضة الدولية لهذه الخطة.
رحلة الهروب بعد "النكبة"
هجّرت إسرائيل حوالي 200 ألف فلسطيني من أراضيهم خلال نكبة 1948، إلى قطاع غزة، المنطقة الساحلية الصغيرة.
ويشكل أحفاد الفلسطينيين المهجرين أكثر من 70% من سكان غزة الحاليين.
لا تتذكر غالية الكثير عن قريتها الأصلية وادي حنين، وهي قرية صغيرة تكثر فيها بساتين الحمضيات، وتقع جنوب شرق تل أبيب.
فر والداها ومعها وإخوتها الثلاثة، بينما كانت القوات الإسرائيلية تتوغل في المنطقة، وتقتل وتطرد الفلسطينيين من منازلهم.
وقالت غالية: "لم نغادر إلا بالملابس التي كانت علينا، لا هويات، لا شيء"، متذكرة رحلة الهروب على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط وسط إطلاق النار. وقالت إن والدها وضع الأطفال خلفه محاولاً حمايتهم.
ومشت عائلة أبو مطير 75 كيلومتراً إلى خان يونس، حيث استقروا في مدينة خيام نشأت لإيواء الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين. وهناك، قدمت "الأونروا"، الوكالة الأممية التي تم إنشاؤها في حينها لرعايتهم مؤقتاً، كما كان يُعتقد، بينما كان قطاع غزة يخضع للحكم المصري.
وبعد قضاء عامين في خيمة، انتقلت عائلتها جنوباً إلى رفح، وبنت منزلاً في المنطقة.
وتوفي والد غالية بسبب المرض في أوائل الخمسينيات، وعندما اقتحمت القوات الإسرائيلية غزة في عام 1956، فرّت العائلة مرة أخرى إلى وسط غزة، قبل أن تعود إلى رفح.
وفي السنوات التي تلت حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل غزة والضفة الغربية، غادرت والدة غالية وإخوتها إلى الأردن.
"لا حرب تشبه الحرب الحالية"
وقالت غالية: "لقد شهدت كل الحروب، لكن لا توجد حرب تشبه هذه الحرب".
قبل عام، فرت عائلتها من رفح عندما شنت القوات الإسرائيلية هجوماً برياً على المدينة. وهم يعيشون الآن في خيام مترامية الأطراف في المواصي على الساحل خارج خان يونس.
وقتلت غارة جوية أحد أبنائها، تاركاً وراءه 3 بنات وابناً وزوجته الحامل، التي وضعت مولودها في وقت لاحق. كما قتلت إسرائيل أيضا ثلاثة من أحفادها.
وطوال فترة الحرب، قادت "الأونروا" جهود إغاثة واسعة النطاق لإبقاء الفلسطينيين على قيد الحياة. لكن على مدى الأسابيع العشرة الماضية، منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية والإمدادات الأخرى إلى غزة.
ويشهد قطاع غزة أزمة جوع حادة، وسوءاً للتغذية، مع نفاد المخزونات الغذائية والأدوية ونقص المياه.
وقالت غالية: "هنا في المواصي، لا يوجد طعام ولا ماء، الطائرات تضربنا، يُلقى بأطفالنا ضحايا أمامنا".
تتذكر غالية المرات القليلة التي تمكنت فيها من مغادرة غزة على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي.
في إحدى المرات، ذهبت في زيارة جماعية إلى القدس. وبينما كانت حافلتهم تمر عبر إسرائيل، كان السائق ينادي بأسماء البلدات الفلسطينية التاريخية خلال المرور أمامها.
ومروا على مقربة من قرية وادي حنين التي ولدت فيها. وقالت: "لكننا لم ننزل من الحافلة".
وذكرت أن هذه القرية أصبحت الآن تسمى "ناس زيونا"، ولم يبق منها سوى منزل أو منزلين، ومسجد تم تحويله إلى كنيس يهودي.
واعتادت الحلم بالعودة إلى وادي حنين، أما الآن فهي تريد فقط العودة إلى رفح، وفق قولها، رغم أن المدينة سويت معظم مبانيها بالأرض، بما في ذلك منزل عائلتها.
"الصمود" وحق العودة
نشأت أجيال في غزة منذ عام 1948 على فكرة "الصمود"، وضرورة الثبات على أرضهم، وحقهم في العودة إلى ديارهم القديمة داخل إسرائيل.
وتعارض إسرائيل عودة اللاجئين إلى منازلهم، قائلة إن عودتهم الجماعية ستجعل البلاد من دون أغلبية يهودية.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة لـ"أسوشيتد برس"، إن "إسرائيل جعلت غزة غير صالحة للعيش لعقود قادمة"، ولكنه أكد أنه "لن يغادر أبداً" القطاع.
ونشأت نور أبو مريم، البالغة من العمر 21 عاماً في مدينة غزة، وهي تعرف قصة أجدادها الذين طردتهم إسرائيل من بلدتهم خارج مدينة عسقلان عام 1948.
وأُجبرت عائلتها على الفرار من منزلها في مدينة غزة في أوائل الحرب. وعادوا خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين في وقت سابق من هذا العام. وتخضع منطقتهم الآن لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، ويخشون من إجبارهم على الانتقال مرة أخرى.
وقالت: "يمكنني أن أبقى صامدة إذا توفرت ضروريات الحياة مثل الغذاء والمياه النظيفة والمنازل، ولكن المجاعة هي من قد تجبرنا على الهجرة".
من جهتها، قالت خلود اللحام، البالغة من العمر 23 عاماً، والتي نزحت إلى دير البلح، إنها "مصممة" على البقاء.
وأضافت: "إنها أرض آبائنا وأجدادنا منذ آلاف السنين، لقد تعرضت للغزو والاحتلال على مر القرون، فهل من المعقول أن نتركها بهذه السهولة؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يائير غولان يتهم إسرائيل بـ«قتل الأطفال كهواية»
يائير غولان يتهم إسرائيل بـ«قتل الأطفال كهواية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق الأوسط

يائير غولان يتهم إسرائيل بـ«قتل الأطفال كهواية»

اتهم رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي، يائير غولان، بلاده بـ«قتل الأطفال كهواية». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، عن السياسي المعارض اليساري القول، إن «إسرائيل في طريقها إلى أن تصير دولة منبوذة بين الأمم، كما كانت جنوب أفريقيا من قبل... إذا لم تعد إلى التصرف بصفتها دولة عاقلة. والدولة العاقلة لا تشن حرباً على المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية، ولا تضع أهدافاً لتهجير السكان». وأضاف غولان أن «هذه الحكومة تعج بالأشخاص المنتقمين الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقدرة على إدارة البلاد في حالات الطوارئ». وأثارت تصريحات غولان انتقادات من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته. وقال نتنياهو: «أدين بشدة التحريض الجامح من غولان ضد جنودنا الأبطال وضد دولة إسرائيل»، مضيفاً: «الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم، وجنودنا يخوضون حرباً من أجل وجودنا». وتابع: «غولان الذي يشجع على رفض الخدمة العسكرية ويقارن إسرائيل بالنازيين عندما كان لا يزال في الجيش، قد وصل الآن إلى مستوى جديد من الانحدار عندما ادّعى أن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية». وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير: «يبدو أن غولان استلهم نهج المتحدث باسم (حماس)»، مضيفاً: «هوايته لطالما كانت نشر افتراءات دموية معادية للسامية ضد دولة إسرائيل». وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرحي: «يائير غولان إرهابي يُقوّض جهود تحقيق أهداف الحرب، ويُقوّض سلامة مقاتلي الجيش الإسرائيلي، ويُقوّض الديمقراطية الإسرائيلية». كما انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بشدة «افتراء غولان على دولة إسرائيل وجيشها»، مؤكداً أنه «سيزيد من تأجيج معاداة السامية في العالم». وقال وزير التعليم، يوآف كيش: «اتهام مقاتلينا الأبطال الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوطن بقتل الأطفال ليس انتقاداً. إنه افتراء وتحريض خطير».

اقتصاد إسرائيل ينمو 3.4% في الربع الأول بدعم الهدنة المؤقتة في غزة
اقتصاد إسرائيل ينمو 3.4% في الربع الأول بدعم الهدنة المؤقتة في غزة

Asharq Business

timeمنذ ساعة واحدة

  • Asharq Business

اقتصاد إسرائيل ينمو 3.4% في الربع الأول بدعم الهدنة المؤقتة في غزة

نما الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الأول من العام الجاري، مدعوماً بوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة انتهى في منتصف مارس الماضي، وأعقبه تصعيد جديد للقتال. وفقاً لما أعلنه مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي يوم الأحد، سجل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 3.4% على أساس سنوي، بعد التعديل الموسمي. جاء هذا الرقم أدنى بقليل من التقديرات المتوسطة لاستطلاع أجرته "بلومبرغ" شمل تسعة اقتصاديين، والذين رجّحوا نمواً نسبته 3.5%. يتوقع بنك إسرائيل المركزي أن يبلغ معدل النمو لهذا العام 3.5%. لتحقيق هذا الهدف، سيتعين أن يحافظ الاقتصاد على معدلات أداء مماثلة خلال الفصول الثلاثة المقبلة، وهو أمر قد يصبح معقداً إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار الجارية حالياً، وقررت إسرائيل استدعاء المزيد من جنود الاحتياط. قد يهمك أيضاً: فاتورة الحرب تلهب تكاليف معيشة الإسرائيليين في 2025 نمو اقتصاد إسرائيل مع وقف القتال سجل الناتج المحلي الإجمالي من قطاع الأعمال نمواً بنسبة 4.4% خلال الربع الأول، ويُرجّح أن يعود ذلك إلى التوقف المؤقت في القتال، وهو ما سمح بعودة عدد أكبر من العاملين من جنود الاحتياط إلى سوق العمل. في المقابل، تراجع الإنفاق الحكومي، الذي كان محركاً رئيسياً للنمو خلال الحرب، بنسبة سنوية قدرها 0.2%، فيما هبط الإنفاق الدفاعي بنسبة 15.6%. كما ساهم في النمو ارتفاع الاستثمارات الثابتة بنسبة 8.7%، بدعم من تعافٍ معتدل مستمر في قطاع الإنشاءات. حقق قطاع البناء نمواً لافتاً بلغ 44.8%، إلا أن مكتب الإحصاء أشار إلى أن النشاط لا يزال عند مستويات متدنية تُشبه تلك المُسجّلة في الربع الرابع من عام 2021. يعاني قطاع البناء في إسرائيل من تبعات الحرب؛ خصوصاً نتيجة استمرار الحظر المفروض على دخول العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية منذ هجمات "حماس" في 7 أكتوبر 2023. تسير جهود الحكومة الإسرائيلية لإحلال عمالة أجنبية بديلة بوتيرة بطيئة. تراجع الاستهلاك الخاص في إسرائيل أما الاستهلاك الخاص، المحرك الأهم لنمو الاقتصاد، تراجع بنسبة 5%. كان هذا الانخفاض متوقعاً إلى حد كبير، بعد الارتفاع المسجل في الطلب على السلع المعمرة وشبه المعمرة في نهاية العام الماضي، في محاولة لتجنب ضرائب جديدة بدأ تطبيقها في يناير. رغم هذا التراجع، ارتفع استهلاك الإنفاق الجاري للفرد بنسبة 4.1%، ما يشير إلى أن نشاط الشركات تعافى بعد استيعاب التأثيرات المؤقتة للضرائب الجديدة. على صعيد الصادرات، تراجعت صادرات السلع والخدمات بنسبة 1.8%، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى تراجع صفقات التخارج في قطاع الشركات الناشئة. لكن هذا لا ينطبق على إجمالي صادرات الخدمات، التي يهيمن عليها قطاع التكنولوجيا، حيث نمت بنسبة 10.5%. تمثل البيانات المعلنة اليوم الأحد عاملاً إضافياً سيؤخذ في الاعتبار في قرار الفائدة المقبل للبنك المركزي الإسرائيلي، المقرر في 26 مايو الجاري، خصوصاً في ظل صدور بيانات التضخم لشهر أبريل يوم الخميس، والتي جاءت أعلى من المتوقع، إذ بلغ معدل التضخم السنوي 3.6%، متجاوزاً النطاق المستهدف للبنك المركزي الذي يتراوح بين 1% و3%.

عقب دعوة سعودية الأسبوع الماضي.. الاتحاد الأوروبي يرفع كل العقوبات عن سوريا
عقب دعوة سعودية الأسبوع الماضي.. الاتحاد الأوروبي يرفع كل العقوبات عن سوريا

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

عقب دعوة سعودية الأسبوع الماضي.. الاتحاد الأوروبي يرفع كل العقوبات عن سوريا

في خطوة تعكس تنامي التأثير الدبلوماسي السعودي، كشفت مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس" أن الاتحاد الأوروبي وافق، اليوم الثلاثاء، على رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد أيامٍ من دعوة المملكة العربية السعودية إلى الاتحاد، لاتخاذ خطوة مماثلة للقرار الأمريكي الأخير. وكانت الرياض قد أكّدت خلال الأسبوع الماضي، وعلى هامش إعلان واشنطن، رفع العقوبات عن سوريا، ضرورة تحرُّك أوروبي مشابه يُسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، ودفع عجلة الاستقرار في سوريا. ولاقت هذه الدعوة أصداءً إيجابية داخل أروقة الاتحاد، الذي أعلن رسمياً اليوم قراره الشامل برفع العقوبات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store