logo
في ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب

في ذكرى استشهاد الإمام علي بن أبي طالب

لا ينكر أحد من المسلمين، سنتهم وشيعتهم، فضل ومكانة الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وكرم الله وجهه، الذي تمر هذه الأيام ذكرى استشهاده في جريمة إرهابية استنكرها كل المسلمين، واجتمعت فيها كل أركان السوء والشر والجبن والغدر. ومن حيث التوقيت، ارتكب القاتل الإرهابي المجرم عبدالرحمن بن عمرو بن الملجم المرادي جريمته في وقت صلاة الصبح، وفي واحد من بيوت الرحمن (مسجد الكوفة) وفي شهر رمضان، شهر الطاعة والتقوى، الشهر الذي تتطهر فيه النفوس والقلوب وتلتقي على المحبة والتسامح.هذه الجريمة النكراء لطخت تاريخ الإسلام والمسلمين بوصمة العار والإرهاب التي ما زلنا نعاني من تبعاتها، وما زالت تعطي لأعدائنا المبرر لاتهامنا ووصفنا بالإرهابيين. هذه الجريمة بالذات برزت ضمن ثلاث جرائم إرهابية متشابهة ارتكبت في حق أعظم خلفاء وقادة المسلمين خلال النصف الأول من القرن الأول للتاريخ الهجري. الأولى حدثت بعد 12 عامًا من وفاة النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، عندما اغتيل غدرًا الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على يد المجرم الإرهابي أبي لؤلؤة فيروز المجوسي، الذي طعن الخليفة وقتله وهو يصلي في المسجد النبوي الشريف.
الثانية كانت الأكثر بشاعة وخساسة عندما قام حفنة من المجرمين الإرهابيين الذين كانوا يحاصرون منزل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وتسللوا وتسلقوا المنزل وقتلوه طعنًا وهو جالس يقرأ القرآن الكريم، ثم تركوه جثة هامدة ترقد في بحر من الدماء لثلاثة أيام قبل أن يتم غسله ودفنه.ثم جاءت جريمة اغتيال الإمام علي كما ذكرنا، لتكون ثالثة الأثافي، ولتكتمل بها المناصب الإجرامية الثلاث التي انطلقت منها سلسلة من الجرائم الإرهابية التي ذهب ضحيتها عدد من أعظم وأكرم قادة وسادة وأئمة المسلمين، وعلى رأسهم الإمام الحسين بن علي، رضي الله عنه، الذي استشهد وكامل أفراد أسرته في موقعة كربلاء المأساوية.
في هذه الذكرى المؤلمة نعزي الأمة الإسلامية جمعاء في استشهاد إمام المسلمين، الشجاع البليغ المقدام علي بن أبي طالب، ونستمد من سيرته العطرة العزيمة والالتزام بقيم الأخوة والمودة وتعزيز أواصر القربى والتعاون بين مختلف أطياف المسلمين، ونستنهض العزائم والهمم لاستنكار وشجب كافة أنواع الجرائم والإرهاب، ونستعيد للذاكرة بعضا من المواقف والتضحيات والمنجزات التي حققها الإمام علي، والتي أدت إلى نصرة الإسلام وترسيخ قواعده.
ولقد اجتمعت الشجاعة والبلاغة في الإمام علي في الكثير من المواقف والمواقع، ولنقف عند واحدة منها اتفق على صحتها جميع المسلمين، حدثت عند فجر الإسلام في السنة الخامسة للهجرة في الغزوة التي عرفت بغزوة الخندق، عندما حاصرت جنود الأحزاب المدينة المنورة، ومنعهم من دخولها الخندق الذي حفره المسلمون حولها. ويروي الحادثة بالتفصيل المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي بأسلوبه الشيق الجذاب نقلًا عن ابن إسحاق، أن قائد جيش الأحزاب كان عمرو بن عبد ود العامري القرشي، أشجع فرسان العرب وكان يعد بألف فارس. وجد وأربعة من فرسان قريش منطقة رخوة بمسافة ضيقة في الخندق، فقفزوا فوقها بخيلهم وواجهوا جنود المسلمين. وأخذ عمرو يطلب من يبارزه، فقام علي رضي الله عنه وهو مقنع بالحديد، فقال: أنا له يا نبي الله. فقال له: 'اجلس إنه عمرو'. ثم كرر عمرو النداء، وجعل يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟ أفلا تبرزون لي رجلا. فقام علي فقال: أنا يا رسول الله. فقال: 'اجلس إنه عمرو'. ثم نادى الثالثة وقال: ولقد بححت من النداء
بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جبن المشجع
وقفة الرجل المناجز
وكذاك أني لم أزل
متسرعا قبل الهزاهز
إن الشجاعة في الفتى
والجود من خير الغرائز
فقام علي رضي الله عنه، فقال: أنا له يا رسول الله. فقال: 'إنه عمرو'. فقال: وإن كان عمرا، فأذن له رسول الله عليه الصلاة والسلام، فمشى إليه علي وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك
مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية وبصيرة
والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيم
عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى
ذكرها عند الهزاهز
فقال عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي. قال: ابن عبد مناف؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، ابن عم رسول الله. فقال: غيرك يا ابن أخي، والله إن أباك كان لي صديقا وإني أكره أن أقتلك. ما خشي عليك ابن عمك حين بعثك إلي، إن اختطفتك برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض لا حيا ولا ميتا؟ فقال علي: قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار.
فحمي عمرو عند ذلك، فاقتـحـــــــــم عن فرســــــه، فعقـــــره، وضرب وجهـــــه، ثم أقبل على علي، فتناولا وتجاولا، فقتله علي، وخرجـــت خيلهم منهزمـــــــــــة حتى اقتحمــــــــت من الخنـــــدق هاربة. فسمــــــــع رسول الله عليه الصلاة والسلام صوت علي يصرخ بالتكبير، فعــرف أن عمرًا قد قتل. وقال علي في ذلك:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه
ونصرت دين محمد بضراب
فصددت حين تركته متجدلا
كالجذع بين دكادك ورواب
وعففت عن أثوابه ولو انني
كنت المقطر بزني أثوابي
لا تحسبن الله خاذل دينه
ونبيه يا معشر الأحزاب
وقال ابن تيمية في 'مجموع الفتاوى' عند كلامه عن غزوة الخندق: 'حيث قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيها عمرو بن عبد ود العامري، لما اقتحم الخندق هو ونفر قليل من المشركين' انتهى.
وقال ابن القيم في 'زاد المعاد' (3 /‏‏ 243) في كلامه عن غزوة الخندق: 'وأقام المشركون محاصرين رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا، ولم يكن بينهم قتال لأجل ما حال الله به من الخندق بينهم وبين المسلمين، إلا أن فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود، وجماعة معه أقبلوا نحو الخندق، فلما وقفوا عليه قالوا: إن هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها، ثم تيمموا مكانا ضيقا من الخندق، فاقتحموه، وجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، ودعوا إلى البراز، فانتدب لعمرو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فبارزه، فقتله الله على يديه، وكان من شجعان المشركين وأبطالهم، وانهزم الباقون إلى أصحابهم' انتهى.
رحم الله الإمام عليًا أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، ورحم الله أبناءه الأئمة المعصومين، ورحم الله خلفاء رسول رب العالمين أبا بكر وعمر وعثمان، ورحم الله زوجات الرسول الأعظم، لا سيما ابنة الصديق الطاهرة المطهرة عائشة أم المؤمنين، وجمع الله المسلمين ووحد كلمتهم وصفوفهم وهداهم إلى الصراط المستقيم، إنه سميع مجيب، ورمضان كريم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'لامع'.. مشروع وطني يرسم آفاق قيادة الشباب
'لامع'.. مشروع وطني يرسم آفاق قيادة الشباب

البلاد البحرينية

timeمنذ ساعة واحدة

  • البلاد البحرينية

'لامع'.. مشروع وطني يرسم آفاق قيادة الشباب

الشباب هم أقوى أسلحة المجتمعات التي تنشد آفاق التقدم الرحبة والتطور، بما يملكونه من ملكات حقيقية واستعدادات وطاقة هائلة يمكن أن يخلق منها شيء ذو قيمة، خصوصًا إذا وجد البيئة المحفّزة والداعمة وإرشاده إلى أي اتجاه يتحرك، وقد استطاع الشباب البحريني أن يصل إلى المستويات القيادية في كل الميادين وذلك بفضل توجيهات القيادة والمبادئ والمرتكزات والمنطلقات والمبادرات والمشاريع التي ترسم توجهاته ومساراتها، وأحد أهم هذه المشاريع الرائدة في وحدتها وتكاملها ودلالاتها مشروع 'لامع' الذي أطلقه فارس الفرسان وقدوة الشباب في كل ميدان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل سيدي جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وقد أصبح هذا المشروع اليوم بما قدمه من تأهيل للكوادر والخبرات وتحقيق الإنجازات وبلوغ أعلى مراتب الارتقاء والرخاء، من أنجح وأشهر المشاريع فكرًا واستراتيجية وإدارة وعطاء على المستوى العالمي في جميع جوانبه. نفخر بهذا المشروع الوطني الكبير الذي له عمق وأكثر تأثيرًا في بناء وخلق جيل جديد من القادة الشباب القادرين على التميز ودفع عجلة الابتكار، واكتشاف إمكانياتهم القيادية وتطويرها عبر مختلف التخصصات والمجالات، وتحفيزهم على الإسهام في تحقيق الأهداف المرسومة بكفاءة عالية، فكلما زاد العلم في الدنيا، زاد الشباب البحريني ثراء بغزارة إنتاجه وعمله وتحركه في اتجاه المستقبل، لتبقى مملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، في أعلى مراتب صروح التقدم والنماء.

وزير "المالية": الزيارة الرسمية التي قام بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى ماليزيا ستدفع بالتعاون الثنائي وبخاصة على الصعيد الاقتصادي إلى مستويات أكثر شمولية وتكاملاً
وزير "المالية": الزيارة الرسمية التي قام بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى ماليزيا ستدفع بالتعاون الثنائي وبخاصة على الصعيد الاقتصادي إلى مستويات أكثر شمولية وتكاملاً

البلاد البحرينية

timeمنذ ساعة واحدة

  • البلاد البحرينية

وزير "المالية": الزيارة الرسمية التي قام بها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى ماليزيا ستدفع بالتعاون الثنائي وبخاصة على الصعيد الاقتصادي إلى مستويات أكثر شمولية وتكاملاً

أشاد معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني بنتائج الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله إلى ماليزيا في تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين مملكة البحرين وماليزيا الشقيقة وتوطيدها للدفع بها نحو آفاق أكثر تقدماً ونماءً على الصعد كافة، بما يحقق رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه. كما أكد معاليه على أهمية لقاء سموه مع صاحب الجلالة السلطان إبراهيم ابن المرحوم السلطان إسكندر ملك ماليزيا الشقيقة و معالي السيد أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا الشقيقة، على صعيد دعم مسارات التعاون الثنائي بين البلدين. كما أشار معاليه إلى ما تحمله مخرجات هذه الزيارة من دلالات على عمق العلاقات التاريخية التي تربط مملكة البحرين بدول "الآسيان"، وخاصةً ماليزيا، وما يجمع الجانبين من حرص مشترك على الدفع بالتعاون الثنائي وبخاصة على الصعيد الاقتصادي إلى مستويات أكثر شمولية وتكاملاً، بما يحقق المصالح المشتركة ويدعم تطلعات التنمية في المرحلة المقبلة، خاصة في ضوء مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة والتي ستعزز تعاون البلدين في مجالات التشاور السياسي، وإدارة الموارد البشرية، والتعليم العالي، وسيادة البيانات، والخدمات اللوجستية والنقل البحري والجوي، إلى جانب التعاون بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين، وتخطيط وتطوير وتعزيز المناطق الصناعية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، بما يسهم في دعم المبادرات الاستثمارية النوعية وتنمية القطاعات الواعدة. وأشار معاليه إلى أهمية زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى ماليزيا والتي جاءت في إطار ترؤس سموه نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لوفد مملكة البحرين إلى القمة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، والقمة الافتتاحية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وجمهورية الصين الشعبية، في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين مملكة البحرين. وأكد معاليه أن مشاركة سموه في هاتين القمتين تعكس رؤية مملكة البحرين وحرصها على فتح آفاق أوسع للشراكة مع دول 'الآسيان'، لا سيما في المجالات المالية والاقتصادية. وأكد معاليه أن الكلمتين اللتين وجههما سموه حفظه نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه إلى القمتين، تعكسان رؤية شمولية تستند إلى المبادئ الإنسانية المشتركة، وتسعى إلى توظيف التعاون الدولي لبناء مستقبل أكثر استدامة واستقرارًا. فقد جسدت الكلمتان بوضوح التزام مملكة البحرين بنهج الحوار والتعاون متعدد الأطراف، والدعوة إلى تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم الإنسانية والثقافية، وهو ما تجلى في الدعوة إلى إبرام معاهدة دولية تُنظم تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية.

وزير الخارجية: رؤية شاملة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تُعزز الشراكة البحرينية الآسيوية التنموية والاستراتيجية
وزير الخارجية: رؤية شاملة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تُعزز الشراكة البحرينية الآسيوية التنموية والاستراتيجية

البلاد البحرينية

timeمنذ 3 ساعات

  • البلاد البحرينية

وزير الخارجية: رؤية شاملة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تُعزز الشراكة البحرينية الآسيوية التنموية والاستراتيجية

أشاد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية بالزيارة الرسمية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، إلى ماليزيا، ومشاركة سموه الفاعلة في قمة مجلس التعاون مع رابطة الآسيان، وقمة مجلس التعاون مع رابطة الآسيان وجمهورية الصين الشعبية، باعتبارها دفعة جديدة لمسيرة الشراكة التنموية والاستراتيجية لمملكة البحرين مع البلدان الآسيوية الصديقة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه. وأكد سعادة الوزير أن الزيارة الرسمية لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى كوالالمبور أكدت عمق علاقات التعاون والشراكة الوثيقة بين البلدين الشقيقين في ظل الرعاية السامية لجلالة الملك المعظم، وأخيه صاحب الجلالة السلطان إبراهيم ابن المرحوم السلطان إسكندر ملك ماليزيا، وحرصهما على تعزيزها وتنميتها بتوقيع سبع مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات: التشاور السياسي، وتطوير المناطق الصناعية، وإدارة الموارد البشرية، والتعليم العالي، وسيادة البيانات، والخدمات اللوجستية والنقل البحري والجوي، إلى جانب التعاون بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين. وأضاف سعادة الوزير أن مشاركة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نيابةً عن جلالة الملك المعظم، في القمة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، والقمة الافتتاحية بين مجلس التعاون والآسيان والصين، بالعاصمة الماليزية، جسدت النهج الدبلوماسي الحكيم لمملكة البحرين في ترسيخ قيم السلام والحوار والتعايش، ودعم التعاون والشراكات الاقتصادية والتنموية مع الدول الآسيوية، بما يستهدف تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار على المستويين الإقليمي والدولي. ونوّه سعادته بدعوة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء المجتمع الدولي إلى الاستجابة لمبادرة جلالة الملك المعظم بشأن عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، والعمل على حل النزاعات بالسبل الدبلوماسية، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتعزيز الشراكة الدولية في حماية ممرات الملاحة والتجارة العالمية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأضاف سعادة الوزير أن مشاركة سموه في أعمال القمتين أكدت دعم مملكة البحرين الكامل للجهود الرامية إلى إطلاق اتفاقية تجارة حرة بين مجلس التعاون وكل من ماليزيا ودول رابطة الآسيان، وبناء شراكة اقتصادية واستثمارية مستدامة في مجالات الأمن الغذائي، والسياحة، والتنمية البشرية، والطاقة النظيفة، وتطوير البنية التحتية، والابتكار الرقمي، إلى جانب التأكيد على مبادرة سموه الداعية إلى إبرام معاهدة دولية لتنظيم وتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، وتجديد المنظمات الدولية، بما في ذلك المؤسسات المالية والاقتصادية، لتكون أكثر شمولًا وعدالة. واختتم سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية تصريحه بالتأكيد على أن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته الرسمية إلى ماليزيا ومشاركاته الدولية، قدَّم رؤية دبلوماسية وتنموية شاملة وطموحة، عكست حرص مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك المعظم، على تكريس السلم والأمن الدوليين، وتوسيع أطر الشراكة الاستراتيجية مع دول الآسيان والصين، في دعم مسارات التنمية المستدامة، والحوار الحضاري، والتقارب الإنساني بين الثقافات، والتضامن الدولي من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا وازدهارًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store