logo
#

أحدث الأخبار مع #عليبنأبيطالب،

الحكومات الناجحة
الحكومات الناجحة

جريدة الرؤية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جريدة الرؤية

الحكومات الناجحة

جابر حسين العُماني ** الحكومات الناجحة لا تقتصر جهودها على تشييد المباني الإدارية والتجارية والصناعية، ولا على تزيين الطرقات بالأشجار الباسقة، واللافتات الإعلانية الواضحة، وهي لا تكتفي بالشعارات الرنانة في الإعلام ووسائل التواصل؛ بل تضع احتياجات مواطنيها فوق كل اعتبار، والحكومة الناجحة يجب أن تشرك المواطن في برامجها؛ فهو حجر الأساس في بناء الوطن وصناعة القرار. وهي من يجب أن يُدير موارد البلاد بعقول نزيهة وقلوب مخلصة، فتؤدي واجباتها بروح من النزاهة والوفاء والإخلاص، وتسعى جاهدة لترسيخ العدل، واعتماد الكفاءات بعيدًا عن المحسوبيات والمُحاباة، لذا ينبغي أن تتسلح بمبادئها وقيمها الإنسانية الموروثة والأصيلة، ويجب أن يراها الجميع مستمعة لمواطنيها بإنصات، وشعور عميق بالمسؤولية قبل إصدار أي قرار يعلن على رؤوس الأشهاد. الحكومة الناجحة يجب أن تراقب عن كثب احتياجات الناس لتلبيتها، حتى ترفع بذلك همومهم، وتخفف آلامهم وأحزانهم، وإذا فشلت؛ لا يجب أن تُبرر فشلها للجميع؛ بل تعترف وتصلح وتنظم وتسعى وتجتهد لتنهض من جديد من أجل خدمة مواطنيها. وعندما يحظى المواطن بحكومة ناجحة، سيشعر حتمًا بأن صوته أصبح مسموعًا، وحقه بات محفوظًا، وطريقه نحو المستقبل يسير نحو حياة أفضل وأجمل، وبالتالي لن يضطر المرضى في وجودها للانتظار طويلًا؛ بل سيستمتعون بخدمات سريعة، ولن يُهمَّش المبدعون والمعلمون والمهندسون والمفكرون؛ بل سيكون لكل منهم شأن عظيم يجعلهم يفخرون ويفاخرون بوطنهم وقادتهم وحكومتهم الناجحة. إنَّ المتأمل في التاريخ الإسلامي يجده يخبرنا عن حكومات ناجحة أدت ما عليها من مسؤوليات عظيمة تجاه مواطنيها، لذا ينبغي اتخاذ تلك الحكومات قدوة حسنة لصناعة الحكومات النزيهة والعادلة في العالم، ومن أعظم تلك الحكومات الناجحة والمتألقة حكومة خليفة المُسلمين العادل الإمام علي بن أبي طالب، والتي كانت تعد من أنجح الحكومات الإسلامية في التاريخ البشري، كما اعترف لها بذلك حتى من خالفه في الرأي والموقف والدين والمعتقد؛ حيث قامت حكومته على مبدأ العدل والحق والمساواة بين الناس، وتميزت بمميزات فريدة وواعية رغم التحديات والصعوبات الكثيرة التي واجهتها. لقد تميَّز حكم خليفة المسلمين علي بن أبي طالب بالعدل بين النَّاس؛ حيث كان العدل من أهم الركائز الأساسية في إدارته وحكومته، كما يروى عنه قوله: "اَلْعَدْلُ يَضَعُ اَلْأُمُورَ مَوَاضِعَهَا" في كتاب "نهج البلاغة"، فقد كان لا يُفرِّق بين القريب والبعيد، وبين الأبيض والأسود، وهو من كان يقول لقائد جيشه مالك الأشتر "وَلْيَكُنْ أَحَبُّ اَلْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطَهَا فِي اَلْحَقِّ، وَأَعَمَّهَا فِي اَلْعَدْلِ، وَأَجْمَعَهَا لِرِضَى اَلرَّعِيَّةِ." ومن أجل إعداد الحكومات الناجحة التي تؤمن بالسعادة لشعوبها لابد من توفير الرؤية الواضحة، وإعداد الكفاءات الوطنية المناسبة، التي تقوم على مبدأ الشفافية والمشاركة المجتمعية، وهنا نذكر أهم ما ينبغي توفره في صناعة الحكومات الناجحة وهي كالآتي: أولًا: القيادة الحكيمة التي تضع المصلحة العامة فوق مصالحها الشخصية، بل وتملك القدرة الكافية على اتخاذ القرارات المناسبة في صالح الشأن العام. ثانيًا: إعداد وبناء المؤسسات القوية والمستقلة والفاعلة في البلاد بحيث تعتمد على الكفاءات الوطنية، والابتعاد عن المحسوبيات بحيث تكون قادرة على مراقبة الأداء في الحكومة وخارجها. ثالثًا: احترام القانون، والحث على تطبيقه، والعمل به من قبل الجميع، والحد من الفساد، فلا يمكن للحكومات أن تكون ناجحة إذا استحوذ الفساد في أروقتها. لا استثمار التعليم، وهو من أفضل ما ينبغي التركيز عليه في الحياة الاجتماعية والأسرية، لما له من أهمية بالغة في خدمة البشرية جمعاء. خامسًا: الانصات والاستماع للناس، وذلك من خلال التفاعل الحكومي الجاد مع ما يحتاج إليه المواطن ومشاركته في صناعة القرار. سادسًا: توفير فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة، والقضاء على البطالة، وإدارة البلاد بالشكل المتوازن والمستدام. سابعًا: الاستقرار السياسي في البلاد وهو توفير المناخ المستقر والمشجع لجذب المستثمرين الحقيقيين، مما يزيد في ازدهار التجارة الوطنية ويرفع من معدلات الإنتاج المحلي. إنَّ العالم العربي والإسلامي اليوم بحاجة إلى صناعة دول ناجحة على غرار تلك الدول التي اجتهدت فنجحت ووصلت إلى أهدافها المنشودة، ومنها على سبيل المثال سنغافورة التي عرفت بكفاءتها الاقتصادية والإدارية، أو النرويج والدنمارك اللتان عرفتا بنظام الرفاه الاجتماعي في المجتمع، أو كندا وألمانيا اللتان تقدمان الخدمات بكفاءة عالية لمواطنيهما. وأخيرًا.. إنَّ تشكيل الحكومات الناجحة لا يتحقق إلّا من خلال المسؤول الناجح، الذي لا يرى من كرسيه ومنصبه كسُلطة؛ بل مسؤولية عظيمة، وخدمة جليلة يجب أن يُقدِّمها كتكليف شرعي واجتماعي وليس مجرد تشريف. ** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

هي الأقدم *
هي الأقدم *

الجريدة الكويتية

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة الكويتية

هي الأقدم *

قالوا عنها إنها أقدم مهنة في التاريخ، وراحوا يبحثون في المعاجم والكُتب القديمة ينفضون الغبار، ليقولوا لنا إنهن امتهن تلك المهنة في كل الأزمنة والأوقات، بل استسهلوا أن ينسبوا كل الخراب إلى فئة من النساء فقط. في حين تغص المجتمعات بكثير من الذين يستحقون ذاك اللقب الأكثر بغضاً في معظم بل ربما كُل المجتمعات، إلا مَنْ تفهَّم ودرس طبيعة المهنة وظروفها. قد تكون لأقدم مهنة في التاريخ انعكاسات سلبية على المجتمعات، رغم أن الكثير من الدراسات قد تختلف مع هذا الاستنتاج، مقارنةً ببعض الممارسات الأخرى التي تحوَّلت بشكل أو بآخر إلى ما يشبه المهنة. وهي تمارس من قِبل فئات وأفراد من المجتمع بشكل يومي وروتيني، من دون أن تكون أو تُوصف بالمهنة، وهي في عُمقها تودي بالمجتمعات أو حتى الدول إلى ما يشبه الانهيار، خصوصاً إذا تحوَّلت إلى وسيلة للوصول إلى المناصب العُليا أو مراكز صُنع القرارات الأساسية التي تمس كل المواطنين، مثل حالنا الآن مع مرض أو داء النفاق الذي امتهنه الكثير من الرجال والنساء في مجتمعات من السياسيين، والاقتصاديين، والباحثين، والصحافيين، حتى تحوَّل إلى وباء شديد العدوى. لا حاجة للبحث طويلاً للوقوف على مدى انتشار هذا الداء، فبمجرَّد متابعة القِسم الأعظم من برامج التلفزيون والمقابلات على وسائل التواصل، أو حتى النظر للصور المتنوعة للمحيطين بهذا المسؤول أو ذاك، سواء كان سياسياً أو رجل أعمال أو أكاديمياً، كُلهم أُصيبوا بمرض اسمه النفاق، ربما لأن بعضهم عرف أن المنافقين هم مَنْ يصلون إلى غاياتهم، وهم مَنْ يستطيعون أن يرسموا صوراً عن أنفسهم، ومَنْ «يمدحونهم»، هي في مُجملها كاذبة. ألم يقولوا إن «الكذب هو ملح النفاق»، وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، إن «النفاق يُفسد الإيمان، وهو توأم الكفر». ولم يكن النفاق يوماً بعيداً عن المجتمعات، حتى إن الكُتب السماوية ذكرته، وفي كثير من الأحاديث للرسل والصحابة توصيف دقيق للمنافقين، ودورهم، وتأثيرهم، وعقابهم في الآخرة أيضاً. أبوهريرة فسَّر النفاق بأنه إظهار الخير، وإسرار الشر، وهو من أكبر الذنوب. وقال ابن جريج: «المنافق يخالف قوله فعله، وسره علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبة»، بل إنها، أي الكُتب السماوية، هي التي أعطت للنفاق معناه الحقيقي بعيداً عن المعنى اللغوي للكلمة، الذي لا يُوفي المنافقين حقهم في التعريف. وهم أقوى من أي طبقة، أو حزب، أو عشيرة، أو قبيلة. في الآونة الأخيرة تغلغل المنافقون وسط الطبقات والشرائح المجتمعية، وانتشروا وكأنهم يقولون إننا الأكثر حضوراً، فلا تخلو منهم كل المناسبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية طبعاً! بل أصبح النفاق صفةً لمَنْ يريد أن يكون له مكان ما في بلد أو مجتمع، وانحسر الصادقون، أو ربما انعزلوا أو عُزلوا، لكونهم ربما كما سمَّاهم إبسن في روايته الشهيرة «عدو الشعب»! ليصبح كل مَنْ ينطق بالصدق مُخالفاً للكذب المستتر تحت عباءات الدولة أو الدِّين أو العشيرة، هو ما يُشار له على أنه مُعادٍ للناس كُلهم، أو هو مَنْ يريد لهم أن يعيشوا في بحور التعب والعوز، على حد تعبير المنافقين المروجين لازدهارات ونمو اقتصادي وتفوق في التكنولوجيا حد الوصول للقمر في سلسلة من الأكاذيب التي ربما صدقوها هم أيضاً! ألا يقول المثل: «اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب، حتى يصدقك الناس»! ولم يكن الشعر العربي وشعراؤه الأكثر شهرة بعيدين عن النفاق، فكثير من قصائدهم كانت في مديح أمراء وحُكام ظالمين أو طغاة أو جهلة، فها هو البحتري بعبقريته الأدبية يهنئ المتوكل على الله في عيد الفطر، فينشد شطوراً من المديح الكاذب، فيبدأ بقوله: بالبر صمت وأنتَ أفضل صائمٍ النفاق ربما المهنة الأقدم والأكثر انتشاراً في التاريخ، والأكثر بقاءً من البغاء، ومنها دخل العفن للمجتمعات والشعوب، فعشش بين ثناياها ودمرها، وهم - المنافقون - مستمرون في تصوير الهدم على أنه بناء! * ينشر بالتزامن مع الشروق المصرية

الساعة في اليد اليسرى -2-
الساعة في اليد اليسرى -2-

الاتحاد

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الاتحاد

الساعة في اليد اليسرى -2-

الساعة في اليد اليسرى -2- بعد تلك المداولات والمشاورات والاجتهادات التي ما خرجنا منها تلك الليلة، إلا مثل فهمنا لذلك المثل العربي القديم «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، وهو قول للإمام علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، لكننا لم نتوقف عند فهم المقولة مثلما توقفنا عند المقولة، وأصل القول الفصيح أن «الوقت كالسيل، إن لم تقطعه قطعك»، وليس السيف، أي إن لم تقطع جريان السيل أو تسبق تدفقه بتجاوزه، أهلكك وأهلك الزرع، وخرّب الدور. المهم بعد تلك المعمعة تمنينا لو أننا بقينا نقيس الوقت بالظل كعادة العرب في صحرائهم، ولا تسوّرنا في معاصمنا اليسرى بساعات، لا نعرف سببها غير أنها عادة متداولة. لكن بطبيعة الحال أن لكل شيء سبباً، وقد يكون هذا السبب لا تفسير منطقياً له أحياناً، وغير مبني على قاعدة علمية أو أخلاقية أو اجتماعية، لكن في مسألة الساعة في اليد اليسرى قصة، فبداية اختراع ساعة اليد بعد ما كانت الساعة في جيب المعطف أو حول الخصر، بداية نسائية صِرفة، فقد صنعت ساعة اليد مثل أي جواهر تزين رسغ النساء دون الرجال، وذلك في عام 1868 على يد الساعاتي الشهير «باتيك فيليب» الذي ابتكر أول ساعة محمولة تشبه الإسوارة النسائية، لكن ارتداء الساعة في اليد اليسرى للرجال عرف قبل 110 سنوات، بعد أن طلب الطيار البرازيلي «البيرتو سانتوس دومانت» من صديقه الجواهرجي المشهور «لويس كارتييه» عمل ساعة عملية بدلاً من ساعة الجيب، فاخترع أول ساعة يد رجالية في العالم، وأطلق على الساعة اسم «سانتوس» عام 1904، وتم تصميمها ليتم ارتداؤها من قبل الطيارين والجنود، لكن ذلك لم يتم إلا أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1914، بعد أن نزلت الأسواق عام 1911. اقتراح أن تلبس في اليد اليسرى ليسهل حمل السلاح باليد اليمنى، كون الغالبية العظمى من الناس يستعملون اليد اليمنى في الحياة، ولكي لا يجد المحاربون أي إعاقة أثناء تواجدهم في الميدان الذي تكون الثانية فيه فاصلة بين الحياة والموت. هكذا كانت البداية، أما كيف كانت الإدامة، فالساعات القديمة كانت يدوية، وتحتاج لتدوير في أوقات معينة من اليوم، وكنا نطلق في عاميتنا مصطلح «يعشّي الساعة» وكأنه يغذيها كل مساء؛ لذا فاليد اليمنى عند أكثرية الناس حتمت وضعها في اليسرى لكي لا تكون عائقاً أثناء إعادة تعبئة الساعة أيضاً. ولأن نسبة العُسر في العالم لا تتجاوز 12 في المائة، و87 في المائة هم من «أصحاب اليمين» وواحد في المائة يستعملون كلتا اليدين، جرت العادة أن ترجح كفّة الأغلبية على الأقلية، رغم أن الأقلية فيهم الأذكياء والعباقرة ومشاهير السياسة والفكر والفن والأدب، ولهم يوم 13 أغسطس من كل عام يوم يعرف بيوم العسراويين العالمي تقديراً ومساندة لهم، الغريب أن الهنود لا يستخدمون اليد اليسرى على طاولة الطعام مطلقاً، بل يضعونها في جيوبهم تأدباً؛ لذا دأب صنّاع الساعات على تقديم مرتدي ساعاتهم في اليد اليسرى لأنها أقل استعمالاً وحركة وبطشاً، فلا تخدش الساعة ولا تتعطل آلاتها ولا تكسر.

بطولات المرأة في التراث العربي والقص الشعبي
بطولات المرأة في التراث العربي والقص الشعبي

Independent عربية

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

بطولات المرأة في التراث العربي والقص الشعبي

(للنشر نهار الاحد) أنجزت الباحثة في الأدب الشعبي، نبيلة إبراهيم، أعمالاً رائدة وكتابات مرجعية وترجمات لكتب تعد من كلاسيكيات الدراسات الشعبية في العالم، ومنها بحثها حول سيرة الأميرة ذات الهمة ومدى تأثيرها في الملاحم والأغنيات البيزنطية، وبحثها "الماضي المشترك بين العرب والغرب: أصول الآداب الشعبية الغربية". صدرت الطبعة الأولى من كتاب "البطولات العربية والذاكرة التاريخية" عام 1995 عن دار نشر "المكتبة الأكاديمية" في القاهرة، وصدرت أحدث طبعاته أخيراً ضمن سلسلة "الثقافة الشعبية"، التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب. يتألف الكتاب من مقدمة وخمسة فصول: "السيرة النبوية والوعي العربي بالتاريخ"، "الذاكرة التاريخية وبطولة علي بن أبي طالب"، "البطل القومي والوعي بحركة التاريخ"، البطل القومي وقصة المصير"، و"المرأة البطل... نماذج في السير الشعبية". ويعد الفصل الأخير من أمتع فصول الكتاب، فضلاً عن أن موضوعه هو من الموضوعات التي يقل التطرق إليه من جانب الباحثين في الأدب الشعبي العربي، فهم عادة مهتمون ببطولة الرجل أكثر من اهتمامهم ببطولة المرأة. المرأة البطلة في المقابل ترى نبيلة إبراهيم، التي عُرفت بإجادتها الترجمة من الإنجليزية والألمانية إلى العربية، أن من أكثر الظواهر لفتاً للنظر في السير الشعبية العربية، الدور الذي تقوم به المرأة فيها. فمن ناحية الكم تزدحم تلك السير بنماذج من البطولات النسائية يفوق الحصر. ومن ناحية الكيف، فإن هذه النماذج تتأرجح بطولاتها بين أدنى درجات البطولة حتى أعلاها، عندما تتساوى مع النموذج البطولي للرجال. ومن هذه النماذج "الجازية" في السيرة الهلالية، وترجع بطولتها إلى قوة شخصيتها، فهي صاحبة الكلمة الصائبة عندما يختلف القوم، وهي قادرة على أن تستحث الهمم كلما أصابها الوهن، كما تقول نبيلة إبراهيم. وهناك "القناصة ابنة مزاحم" في سيرة الأميرة ذات الهمة، وهي نموذج للمرأة البطل خارج ميدان القتال، حيث تدور رحى الحرب بين العرب والروم، وهي الموضوع الرئيسي لتلك السيرة. وهناك كذلك "الملكة زنانير" في السيرة نفسها، وهي نموذج في فن إتقان القتال من أجل المصلحة التي تحددها الجماعة. لكن تيقى الأميرة ذات الهمة نفسها هي النموذج الأمثل لبطولة المرأة في السير الشعبية العربية. الوعي الشعبي ولاحظت نبيلة إبراهيم، التي عملت لسنوات عديدة أستاذة للأدب الشعبي في كلية الآداب في جامعة القاهرة، في مقدمة الكتاب أنه منذ أن كُتبِت السيرة النبوية لم يكف الوعي العربي عن أن ينتقي من قلب التاريخ نماذج من البطولات العربية، مثل بطولة علي بن أبي طالب وعنترة، وسيف بن ذي يزن، والظاهر بيبرس. وكان من الممكن أن يحدث لدى الشعب العربي نوع من الاكتفاء الذاتي بالبطولة المثالية؛ بطولة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يلتفت إلى غيرها، "ولكن الوعي بأهمية استمرار هذه البطولة كان قوياً ومن هنا كانت الاستجابة لدوافع اللاشعور الجمعي بتخليد بطولات عربية أخرى تحتذي البطولة المثالية من ناحية، وتأخذ على عاتقها الإبقاء على شعلة الدين الإسلامي متوهجة من ناحية أخرى، بخاصة في الظروف التاريخية التي يكون فيها الإسلام مهدداً والدولة الإسلامية مهددة" ص 16، 17. ويتمثل الغرض من الكتاب، كما تؤكد مؤلفته، الحاصلة على الدكتوراه من من جامعة غوتنغن في ألمانيا عام 1961 عن أطروحتها: "سيرة الأميرة ذات الهمة ــ دراسة مقارنة"، هو إبراز مدى الوعي العربي بالبطولات العربية عبر الزمن من خلال نماذج مثل سيف بن يزن، وعنترة بن شداد، مروراً ببطولة الرسول عليه الصلاة والسلام بوصفه النموذج الأعلى للبطولة الإسلامية، ومن بعده علي بن أبي طالب، والظاهر بيبرس... نحو التسامي وفي هذا الصدد ترى إبراهيم التي شغلت أيضاً منصب عميد المعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون المصرية، أن البطل في كل الآداب الشعبية يصور وكأنه بذرة نبتت في أرض مهملة. وهذه البذرة تظل تنمو مواجهةً كل عواصف الحياة إلى أن تنطلق متحررة من كل قيد قد يعوق حركتها نحو التسامي. وهكذا أدرك الحس الشعبي مبكراً ما أدركه الفلاسفة لاحقاً؛ وهو أن معنى الحياة لا يقع في إطار المرئي والمسموع، بل فيما وراءهما، أي في الوجود البعيد الغائب عن حس الإنسان. الحكايات الخرافية. وتضيف أنه عندما ازداد الإنسان انشغالاً بعالمه الواقعي وبكل ما فيه من مفارقات ومتناقضات، صنع نموذجاً لبطل يعيش واقعه في عمق؛ على أن هذا البطل لا يكتفي برصد الواقع الذي يعاني فيه الناس من الصراعات، بل ينطلق من المحدود إلى اللامحدود؛ "لعله يستكشف للشعب حكمة أو معنى ما يبصره بحقائق الأشياء ويعينه على تحمل أعباء الحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتعد البطولات الشعبية التي احتفل بها الشعب العربي بعد الإسلام، وفق تصور إبراهيم، تعبيراً عن حس عربي جمعي منبثق من المفهوم العام للبطولة الشعبية من ناحية، ومن الوعي الخاص بالتاريخ بالمفهوم الإسلامي من ناحية أخرى. فبعد أن استقرت العقيدة الإسلامية في ضمير الشعب العربي وفي فكره وسلوكه، أصبح الحس الجمعي منشغلاً شعورياً ولا شعورياً بحركة الحياة وغائيتها، بعد أن غيَّر الإسلام الكثير من المفاهيم التي ترتبط بمعنى الحياة والوجود، والحق والباطل وعلاقة الإنسان بالزمن المحدود واللامحدود؛ فالحياة مغزى وغاية؛ لأنها ترتبط بفعل الإنسان الذي لا ينبغي أن يوجَّه نحو الشر أو يكون محدوداً بمصلحة فردية، بل يكون جزاء الإنسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة. الحق والباطل وترتَّب على هذا – كما تؤكد الباحثة الراحلة - تغير حس الإنسان بالتاريخ، فالماضي ليس وجوداً منتهياً، وليس المستقبل مجهولاً أو عدماً، بل هو أمل يمتد حتى بعد الموت عندما يبعث الإنسان ليجازى على أعماله. ومن ثم فإن الإنسان ليس سوى مظهر واحد للمظاهر المتعددة لفيض الوجود الإلهي. وإذا كان الوجود الإلهي حركة وقوة وعدلاً ورحمة، فعلى الإنسان أن يتحرك حركة المؤمن بهذه المفاهيم. أما الحق والباطل، فلم يعودا مختلطين، بل أصبح الحد فاصلاً بينهما مثلما أصبح الحد بين الحلال والحرام حاسماً "الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّن". لقد استوعب الإنسان العربي هذه المفاهيم الجديدة، وأصبحت أساس حركته في الحياة. وعندما صنع أبطاله لكي يعبروا عن آلامه وآماله، جعل نسيجهم منطوياً على كل هذه المفاهيم الجديدة. وأولى الصفات التي تؤهل البطل لأن يكون ممثلاً للجماعة، بحسب دراسة نبيلة إبراهيم، أن يحرص على تأكيد ذاته بتحريرها أولاً من كل ما يكبلها من قيود اجتماعية بالية. ينبغي أن يتصف كذلك بالشجاعة. وعلى الرغم مما يبدو من تماثل بين البطولات العربية التي اكتملت صورها في عصور متأخرة من حيث إنها جميعاً تشترك في البطولات الخارقة، وأن رسالتها تتحدد بمحاربة كل ما يتهدد كيان الأمة الإسلامية والرسالة الإسلامية السامية، فإن كل بطل – تقول نبيلة إبراهيم - يتميز عن غيره بملامحه وأفعاله في الحقبة التاريخية التي عاش فيها. فضل التدوين ولولا كتب دوَّنها مجهولون، لاختفت، كما تؤكد إبراهيم، هذه النماذج البطولية من الذاكرة التاريخية للشعب العربي، ولم يتمكن الأفراد المبدعون من إعادة إنتاجها في أعمال أدبية. الفصل الأول من الكتاب يتناول السيرة النبوية الشريفة، "حيث إن إنجازات الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل دعم قوى الخير، وقهر القوى الشريرة حددت النموذج الأعلى الذي حاولت البطولات القومية بعد ذلك الاحتذاء به". وفي حقبة تاريخية أخرى شُغِل العقل العربي الجمعي ببطولة علي بن أبي طالب، خصوصاً في معركة تبوك. وكان هذا موضوع الفصل الثاني. أما الفصل الثالث فيبحث في مفهوم البطولة القومية واستمرار تصويرها في أكثر من نموذج بطولي خلال حقب متتالية من التاريخ. وخصصت المؤلفة الفصل الرابع لبطولة الملك سيف بن ذي يزن؛ نظراً لخصوصية هذه البطولة في حمل رسالة تاريخية خاصة، تختلف عن سائر الرسالات التي يحملها الأبطال الآخرون، فإذا كانت البطولات القومية الأخرى، مثل بطولة عنترة والظاهر بيبرس والأميرة ذات الهمة، قد حملت على عاتقها التصدي للعدو الخارجي المتربص بالإسلام والدولة الإسلامية، فإن الملك سيف بن ذي يزن حمل رسالة أخرى، تعد صدى لأحداث تاريخية وقعت في القرن الـ 14 الميلادي، عندما أعلن الملك "سيف أرعد" ملك الحبشة أنه سيحرم مصر من مياه النيل. وكان على الملك سيف بن ذي يزن أن يحضر "كتاب النيل" من مكمنه السحري حتى يبطل بقوة سحره، كل المزاعم الباطلة لملك الحبشة. ...

افتتاح ٤٣ مسجدًا في آخر جمعة من رمضان في 13 محافظة
افتتاح ٤٣ مسجدًا في آخر جمعة من رمضان في 13 محافظة

صدى البلد

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • صدى البلد

افتتاح ٤٣ مسجدًا في آخر جمعة من رمضان في 13 محافظة

تواصل وزارة الأوقاف، جهودها لإعمار بيوت الله، بافتتاح ٤٣ مسجدًا اليوم الجمعة، ٢٢ مسجدًا منها بنظام الإحلال والتجديد، و ٢١ مسجدًا صيانةً وتطويرًا. وأعلنت الوزارة، في بيانها، وصول إجمالي المساجد المفتتحة منذ أول يوليو ٢٠٢٤م حتى الآن إلى ١٢٧٤ مسجدًا، من بينها ٨٥٦ مسجدًا إحلالًا وتجديدًا، و٤١٨ مسجدًا صيانةً وتطويرًا. وأكدت أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو ٢٠١٤م بلغ ١٣٣٥٥ مسجدًا بتكلفة إجمالية تقدر بنحو ٢٢ مليارًا و ٥٥٠ مليون جنيه. وشهدت قائمة المساجد المقرر افتتاحها تنوعًا جغرافيًا واسعًا، بيانها كالتالي: محافظة الدقهلية: إحلال وتجديد: مسجد هارون الرشيد، قرية الـ ٨ آلاف فدان – مركز المطرية؛ مسجد أبو الغيط الشرقي، الستاموني- مركز بلقاس. محافظة البحيرة: إحلال وتجديد: مسجد الزاوية البحري، قرية محلة بشر – مركز شبرا خيت؛ مسجد عرمش البحري، قرية البسلقون – مركز كفر الدوار؛ مسجد النور، عزبة العطايفة، قرية كفر دمتيوه – مركز كوم حمادة؛ مسجد التوبة، عزبة الديب، قرية كوم دفشو – مركز كفر الدوار. صيانة: مسجد الرحمن، قرية منشية الأمل بجوار المعهد الديني – مركز إدكو. محافظة كفر الشيخ: إحلال وتجديد: مسجد أبو سماح، عزبة أبو يدك – مركز دسوق. صيانة: مسجد جمال غازي شمس الدين- مركز سيدي سالم؛ مسجد العمال، التفتيش– مركز سيدي سالم؛ مسجد صلاح الدين القن – مركز سيدي سالم؛ مسجد علي بن أبي طالب، قرية أحمد سليمان- مركز سيدي سالم؛ مسجد الأحمدي عطالله، عزبة الندايرة، قرية القومسيون غرب – مركز مطوبس. محافظة سوهاج: إنشاء: مسجد عبد الرحمن بن أبي بكر ( المجمع الإسلامي )، كوم إشقاو، قرية المدمر – مركز طما. صيانة: مسجد بلال بن رباح، قرية بني منصور – مركز البلينا؛ مسجد الرحمن، شارع الشامي، قرية نجع الدير– سوهاج؛ مسجد سيدي جلال، قرية بني منصور – مركز البلينا. محافظة الفيوم: إحلال وتجديد: مسجد الرحمن، عزبة زكريا، قرية أبجيج – مركز الفيوم؛ مسجد الشهداء، قرية سيلا – مركز الفيوم. إنشاء: مسجد عباد الرحمن، كحك بحري، قرية الشواشنة – مركز يوسف الصديق. صيانة: الرحمن، قرية المندرة - مركز الفيوم. محافظة الشرقية: إحلال وتجديد: مسجد أبو عليان، قرية العلاقمة – مركز ههيا؛ مسجد التقوى، عزبة حسن خليل، القنايات – مركز الزقازيق؛ مسجد عباد الرحمن، قرية الروضة – مركز فاقوس؛ مسجد الرحمة 2، قرية المحمودية – مركز صان الحجر؛ مسجد علي بدير، قرية بحر البقر، مركز الحسينية؛ مسجد آل حجاب، قرية النعامنة – مركز منيا القمح. صيانة: مسجد ميتكيس، قرية نشوة – مركز الزقازيق. محافظة أسيوط: إحلال وتجديد: مسجد أولاد زيدان، قرية أبو كريم – مركز ديروط؛ مسجد آل حميد، دوينه الكبرى، قرية بني رافع – مركز منفلوط؛ مسجد الرحمن، البورة، قرية بني رافع – مركز منفلوط. صيانة: مسجد آل زيدان، قرية الشنابلة – مركز أبنوب. محافظة الجيزة: إحلال وتجديد: مسجد أبو روق، قرية القبابات – أطفيح. محافظة مطروح: إنشاء: مسجد العراوة، قرية المثاني – مركز النجيلة. محافظة شمال سيناء: صيانة: مسجد عثمان بن عفان – غرب العريش؛ مسجد الصابرين، الرويعي – غرب العريش؛ مسجد علي بن أبي طالب- رمانة؛ مسجد آل شبانة، قاطية – رمانة. محافظة الإسماعيلية: صيانة: مسجد أبو سليم، قرية سرابيوم – مركز فايد؛ مسجد عمر بن الخطاب، قرية أم عزام – مركز القصاصين. محافظة قنا: صيانة: مسجد الرحمن، حارة الشواهين، قرية القبية – مركز فرشوط؛ مسجد العتيق، قرية النجاحية – مركزنجع حمادي. محافظة دمياط: صيانة: مسجد مصباح، أبو عدوي، - قرية الوسطاني – مركز كفر سعد. وتؤكد هذه الجهود التزام وزارة الأوقاف بتطوير بيوت الله -عز وجل- وتحديثها لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية، في إطار اهتمام الوزارة بإعمار بيوت الله -عز وجل- ماديًّا وروحيًّا وفكريًّا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store