
بيل غيتس والذكاء الاصطناعي: فرص واعدة أم تهديدات محتملة؟
المستقلة/- مع تسارع وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، لا يزال الجدل قائمًا حول تأثيراته المستقبلية على البشرية. بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، يُعتبر من أبرز المتفائلين بتطورات الذكاء الاصطناعي، حيث يراه عاملًا محوريًا يمكن أن يُحسن حياتنا بشكل كبير.
في حديثه الأخير، أكد غيتس على أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لحل بعض من أبرز التحديات التي تواجه العالم، مؤكداً على أهمية التقدم التكنولوجي في معالجة المشكلات الإنسانية الكبرى.
🧠 الذكاء الاصطناعي: بين الأمل والتحذيرات
على الرغم من التفاؤل الذي يروج له غيتس، إلا أن هذا الموضوع لا يخلو من التحذيرات. فعلى الجانب الآخر، هناك من يحذر من التقدم السريع للتكنولوجيا، مشيرين إلى أنه قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة في حال لم يتم توجيه تطور الذكاء الاصطناعي بشكل آمن ومراقب. يشعر البعض بالقلق من قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز حدود السيطرة البشرية، مما قد يعرضنا لمخاطر غير محسوبة.
وعلى الرغم من ذلك، يظل بيل غيتس أحد أبرز المدافعين عن التكنولوجيا، ويرى أن الذكاء الاصطناعي، إذا تم تطويره بشكل مسؤول، يمكن أن يقدم حلولًا كبيرة لمشكلات العالم الحالية.
💡 حلول الذكاء الاصطناعي لأبرز التحديات العالمية
غيتس لا يكتفي فقط بالتأكيد على فوائد الذكاء الاصطناعي بل يتحدث عن كيفية تأثير هذه التقنية في حل ثلاث مشكلات رئيسية، التي يراها التحديات الأكثر إلحاحًا على الساحة العالمية. فيما يلي أبرز هذه المشكلات:
التغير المناخي: يعتبر غيتس أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعّالة في محاربة التغير المناخي. من خلال تحسين الكفاءة في استهلاك الطاقة، وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تقليل انبعاثات الكربون. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات البيئية بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يساعد في اتخاذ قرارات مدروسة للمحافظة على البيئة. تحسين الرعاية الصحية: يعتقد غيتس أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية. من خلال تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأدق، يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين مستوى الرعاية الصحية عالميًا، مما يساعد في علاج الأمراض قبل تطورها إلى مراحل خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تسريع اكتشاف العلاجات للأمراض المستعصية. مكافحة الفقر: يرى غيتس أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تقليل الفقر حول العالم. من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية الزراعية، وتحسين نظم التعليم، يمكن تقليص الفجوة الاقتصادية بين الدول النامية والمتقدمة. كما يمكن أن يساعد في توفير فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات الحكومية.
⚖️ التحديات الأخلاقية: كيف يمكن ضمان الاستخدام الآمن؟
بالرغم من الفرص العظيمة التي يراها غيتس في الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك العديد من القضايا الأخلاقية التي يجب معالجتها. كيف يمكن ضمان استخدام هذه التكنولوجيا بشكل آمن؟ ما هي الضوابط التي يجب وضعها لتجنب الأضرار التي قد تترتب على استخدامها؟
العديد من الخبراء يدعون إلى وضع لوائح وقوانين صارمة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، والتأكد من أن الأنظمة المعتمدة لا تؤثر سلبًا على الأفراد والمجتمعات. ومن المهم أيضًا التركيز على شفافية تطوير هذه الأنظمة لضمان أن تكون قراراتها عادلة وغير متحيزة.
🔮 المستقبل في أيدينا: التوازن بين الفرص والمخاطر
في النهاية، يبقى السؤال: هل يمكن للبشرية الاستفادة من الإمكانيات الضخمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي دون تعريض نفسها للمخاطر المحتملة؟ من المؤكد أن بيل غيتس، وغيره من كبار القادة التكنولوجيين، يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من الفرص الرائعة التي يمكن أن تسهم في معالجة التحديات العالمية الكبرى.
ومع ذلك، تبقى المسؤولية على عاتق الحكومات والشركات والمجتمع المدني في ضمان أن هذه التكنولوجيا تُستخدم لأغراض إيجابية وتُدار بشكل أخلاقي وآمن. إذا ما تم التوازن بين الابتكار والحذر، فإن الذكاء الاصطناعي قد يكون بالفعل إحدى أعظم الثورات التكنولوجية التي شهدها العالم.
ختامًا، يبقى المستقبل غامضًا بالنسبة للذكاء الاصطناعي، لكن مع الحذر والابتكار المسؤول، قد يتحقق حلم غيتس بتغيير العالم إلى الأفضل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء العراقية
منذ يوم واحد
- الأنباء العراقية
نموذج ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بحالة الطقس بدقة تفوق التوقعات الرسمية
متابعة - واع حقّق نموذج الذكاء الاصطناعي "أورورا" الذي طورته شركة مايكروسوفت اختراقاً علمياً لافتاً في مجال الأرصاد الجوية، إذ أظهر قدرته على تقديم توقعات جوية لمدة 10 أيام بدقة أعلى وتكلفة حسابية أقل مقارنةً بالنماذج التقليدية المعتمدة من أبرز الهيئات العالمية المختصة، بحسب ما نشرته مجلة نيتشر العلمية يوم الأربعاء. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وتأتي هذه النتائج في سياق تنافسي متصاعد بين شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد أن كشفت شركة "هواوي" في عام 2023 عن نموذج "بانغو - ويذر"، تلاه إعلان من "غوغل" في العام الماضي عن تفوق نموذجها القائم على الذكاء الاصطناعي على النماذج التقليدية. وأكد الباحثون أن نموذج "أورورا" قد تفوق على النماذج التشغيلية في عدة مجالات، منها جودة الهواء، وارتفاع أمواج المحيط، ومسارات الأعاصير المدارية، إضافة إلى الظروف الجوية الدقيقة، وذلك باستخدام موارد حسابية أقل بكثير. وفي تجربة واقعية، تنبأ "أورورا" بشكل دقيق بمسار إعصار "دوكسوري" قبل أربعة أيام من وصوله إلى اليابسة عام 2023، مرجّحاً توجهه نحو الفلبين، على عكس توقعات النماذج الرسمية التي أشارت إلى احتمالية ضرب شمال تايوان، وهو ما لم يتحقق. كما أظهرت نتائج النموذج تفوقاً في 92% من الحالات على توقعات النموذج الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) المعتمد لدى 35 دولة أوروبية، وذلك على مدى 10 أيام وبدقة تغطي مساحات تبلغ نحو 10 كيلومترات مربعة. يُذكر أن نموذج "جنكاست" الذي أعلنته "غوغل" في ديسمبر الماضي كان قد تفوق في 97% من الحالات على النماذج التقليدية في توقع مسارات أكثر من 1300 كارثة مناخية خلال عام 2019، ما يعكس التحول المتسارع نحو حلول الذكاء الاصطناعي في علوم المناخ.


شفق نيوز
منذ 4 أيام
- شفق نيوز
لماذا يستمر البعض في استخدام أجهزة كمبيوتر قديمة الطراز؟
قد تستمر في الضغط على هذه المفاتيح، CTRL+ALT+DEL، للأبد. فمع تقدم التكنولوجيا، يقع البعض في فخ الاستمرار في استخدام برمجيات وأجهزة كمبيوتر عفا عليها الزمن. إليكم نظرة على عالم أجهزة ويندوز القديمة والغريبة. في وقت سابق من هذا العام، كنتُ في طريقي لإجراء فحص طبي في عيادة في مدينة نيويورك. وبينما كنت أصعد إلى الطابق الرابع عشر، لفتت انتباهي شاشة مدمجة في جانب المصعد. كانت تلك لمحةً من تاريخ الحوسبة. هناك، في مستشفىً فاخرٍ مليءٍ بأحدث الأجهزة، ظهرت رسالة خطأ من نظام تشغيلٍ صدر قبل ربع قرنٍ تقريباً. كان المصعد يعمل بنظام ويندوز إكس بي. يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس مايكروسوفت. قد لا تتمتع الشركة بالمكانة الثقافية التي كانت تتمتع بها عند تركيب مصعد المستشفى، ولكن بعد عقدين من محاولة اللحاق بالركب، عادت مايكروسوفت إلى الصدارة. كان عملاق التكنولوجيا أول أو ثاني أكثر الشركات قيمة على وجه الأرض لما يقرب من خمس سنوات. واليوم، تراهن مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي لنقلها إلى الجيل التالي من الحوسبة. ومع ضخها عشرات المليارات من الدولارات في أحدث التقنيات، يرى البعض أن أحد أهم مكونات تركة مايكروسوفت التي ربما تبقى للأبد - قد يكون الآثار التي خلفتها في المجتمع منذ زمن بعيد. منذ إطلاقها عام 1975، تغلغلت مايكروسوفت في البنية التحتية الرقمية بشكل كامل لدرجة أن جزءاً كبيراً من عالمنا لا يزال يعتمد على برامج وأجهزة كمبيوتر ويندوز قديمة، بل عفا عليها الزمن أحياناً، تعمل ببطء، وتراكم عليها الغبار بعد فترة طويلة من تشغيلها. وبالنسبة لمن يستخدمون هذه الأجهزة، تُعد أشباح ماضي ويندوز سمة دائمة الحضور في حياتهم اليومية. وقال الأستاذ المشارك في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة لي فينسيل، الذي يدرس صيانة وإصلاح التقنيات القديمة: "بطريقةٍ ما، يُعد ويندوز البنية التحتية المثالية. ويمكن القول إن هذا هو سبب ثراء بيل غيتس". وأضاف: "نظم التشغيل التي يطورونها موجودة في كل شيء حولنا، ووجود كل هذه النماذج القديمة بين أيدينا هو سر نجاح الشركة بشكل عام. هذا هو سر تميز مايكروسوفت. لطالما كان ويندوز هو الوسيلة الوحيدة لإنجاز الأعمال". يقول إلفيس مونتيرو، وهو فنيّ صرّاف آلي ميداني يعمل في نيوآرك، في ولاية نيو جيرسي الأمريكية: "لا تزال العديد من أجهزة الصرّاف الآلي تعمل بأنظمة ويندوز القديمة، بما في ذلك ويندوز إكس بي وحتى ويندوز إن تي"، الذي أُطلق عام 1993. ويضيف مونتيرو: "يكمن التحدي في تحديث هذه الأجهزة في التكاليف الباهظة المرتبطة بتوافق الأجهزة، والامتثال للوائح التنظيمية، والحاجة إلى إعادة برمجة برامج الصرّاف الآلي الخاصة". أنهت مايكروسوفت الدعم الرسمي لنظام ويندوز إكس بي في 2014، لكن مونتيرو يقول إن العديد من أجهزة الصرّاف الآلي لا تزال تعتمد على هذه الأنظمة البدائية بفضل موثوقيتها واستقرارها وتكاملها مع البنية التحتية المصرفية. وهناك الكثير من التطبيقات المدهشة لمنتجات مايكروسوفت القديمة والتي تختبئ بين العناصر المكونة لحياتنا اليومية. ففي عام 2024، كان نظام التشغيل ويندوز وراء جدل واسع النطاق على الإنترنت في ألمانيا. بدأ ذلك بالإعلان عن وظيفة شاغرة لشركة السكك الحديد الألمانية (دويتشه بان). كان المنصب الشاغر هو مسؤول أنظمة تكنولوجيا المعلومات، مسؤول عن صيانة نظام عرض كابينة السائق في القطارات فائقة السرعة والقطارات الإقليمية. وكانت المشكلة في المؤهلات اللازمة لشغل هذه الوظيفة. كان من المتوقع أن يتمتع المتقدمون بخبرة في نظامي التشغيل ويندوز 3.11 ومايكروسوفت دوس، وهما نظامان صدرا قبل 32 و44 عاماً على الترتيب. وفي بعض مناطق ألمانيا، تعتمد وسائل النقل على نظم تشغيل تفوق في عمرها أعمار الكثير من الركاب. وقال متحدث باسم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) إن هذا أمر متوقع. وأضاف: "قطاراتنا تتمتع بعمر خدمة طويل، وتصل مدة خدمتها إلى 30 سنة أو أكثر". "دويتشه بان تُحدّث قطاراتها بانتظام، لكن نظُم التشغيل التي تُلبي معايير السلامة وتُثبت كفاءتها يستمر تشغيلها"، بحسب المتحدث الذي أكد أن "نظام ويندوز 3.11 يستخدم حصرياً في عدد قليل من القطارات لتشغيل شاشات العرض فقط". BBC ولا يقتصر الأمر على النقل العام الألماني فحسب. فعلى سبيل المثال، لا تبدأ قطارات مترو سان فرانسيسكو الخفيف (موني مترو) في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة - عملها صباحاً إلا بعد إدخال قرص مرن في جهاز الكمبيوتر الذي يُحمّل برنامج "DOS" على نظام التحكم الآلي في القطارات (ATCS) الخاص بالسكك الحديدية. وفي العام الماضي، أعلنت هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو (SFMTA) عن خططها لإيقاف هذا النظام خلال العقد المقبل، لكن الأقراص المرنة لا تزال تعمل حتى اليوم. (لم تستجب هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو لطلب التعليق). في غرفة شديدة الإضاءة في سان دييغو في كاليفورنيا الأمريكية، هناك اثنتان من أكبر الطابعات التي يمكن أن تراها في حياتك، وكل منهما متصلة بخوادم تعمل بنظام ويندوز 2000، وهو نظام تشغيل سُمّيَ نسبةً إلى عام إصداره. وقال جون واتس، الذي يتولى الطباعة عالية الجودة ومعالجة الصور لمصوري الفنون الجميلة: "نسميهما مرساة القارب". الطابعتان من نوع "LightJets"، وهي آلات عملاقة تستخدم الضوء، بدلاً من الحبر في الطباعة على ورق فوتوغرافي بأحجام كبيرة، مضيفاً أن النتيجة تكون صورة بجودة لا مثيل لها. وبعد توقف إنتاجها منذ فترة طويلة، تعتمد طابعات LightJet القليلة المتبقية على أنظمة تشغيل ويندوز التي كانت متوفرة عند بيع هذه الطابعات. وقال واتس: "قبل فترة، بحثنا أمر ترقية أحد أجهزة الكمبيوتر (المشغّلة لتلك الطابعات إلى (ويندوز فيستا) Windows Vista. وعند محاولة حساب المبلغ اللازم لشراء تراخيص جديدة لجميع البرمجيات، تبيّن أن التكلفة ستتراوح بين 50,000 و60,000 دولار أمريكي. لا أطيق أجهزة ويندوز، لكنني عالقٌ بها". إنها مشكلة شائعة مع الأجهزة المتخصصة. سكوت كارلسون، نجار في لوس أنجلوس لديه خبرة بمنتجات مايكروسوفت بسبب تعامله مع آلات التحكم الرقمي بالكمبيوتر، وهي أدوات روبوتية تستخدم في تقطيع وتشكيل الخشب ومواد أخرى بتعليمات من الكمبيوتر. وقال كارلسون: "جهازنا العملاق يعمل بنظام ويندوز إكس بي لأنه أقدم. إنه مثل الدبابة"، لكن ما قاله عن الجهاز لا ينطبق على نظام التشغيل. وأضاف: "اضطررنا لنقل الكمبيوتر من أجل إعادة بنائه بالكامل قبل بضع سنوات لأن نظام إكس بي كان يُظهر الكثير من الأخطاء"، مؤكداً أن الجهاز "أصبح شبه معطل". وبالنسبة لمستخدمي هذه التقنية القديمة، قد تكون الحياة شاقة. فعلى مدار أربع سنوات، كان الطبيب النفسي إريك زابريسكي يذهب إلى عمله في وزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية ويبدأ يومه بانتظار تشغيل جهاز الكمبيوتر. وقال زابريسكي: "كنت أضطر للوصول إلى العيادة مبكراً لأن تسجيل الدخول إلى الكمبيوتر كان يستغرق أحياناً 15 دقيقة. بمجرد دخولك، تحرص على ألا يؤدي أي شيء مهما كان إلى خروجك. كنت أتمسك بالحياة بشدة بينما كانت وتيرة التشغيل بطيئة للغاية". عندما يتعلق الأمر بنظم تشغيل الكمبيوتر القديمة في الشركات والمؤسسات الكبرى، فإن السبب الرئيسي في استمرار استخدامها هو "تأجيل الصيانة". سكوت فورد، مطوّر برمجيات متخصص في تحديث النظم القديمة. يقول: "تُركز المؤسسات كل اهتمامها على إضافة ميزات جديدة بدلاً من استثمار تلك الموارد في تحسين أساسيات النظم الحالية"، مما يؤدي إلى تراكم الكثير من هذه الأجهزة والبرمجيات داخل هذه المؤسسات واستمرار العمل بها. BBC تُدير معظم المرافق الطبية التابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى السجلات الصحية باستخدام مجموعة من الأدوات التي أطلقتها الحكومة الأمريكية عام 1997 وتُسمَّى نظام سجلات المرضى المُحَوْسَب (CPRS). إلا أن هذا النظام يعمل على نظام أقدم يُسمى VistA - وهو نظام تشغيل مختلف عن نظام ويندوز فيستا - والذي ظهر لأول مرة عام 1985، وكان مبنياً في الأصل على نظام التشغيل MS-DOS. تُجري وزارة شؤون المحاربين القدامى الآن محاولتها الرابعة لإصلاح هذا النظام بعد سلسلة من المحاولات المتقطعة التي استمرت قرابة 25 عاماً. وتهدف الخطة الحالية إلى استبداله بنظام سجلات صحية تستخدمه وزارة الدفاع الأمريكية بحلول عام 2031. وصرّح بيت كاسبروفيتش، السكرتير الصحفي لوزارة شؤون المحاربين القدامى، قائلاً: "لا تزال وزارة شؤون المحاربين القدامى ملتزمة بتطبيق نظام فيدرالي حديث وقابل لتبادل البيانات (للسجلات الصحية الإلكترونية) لتحسين تقديم الرعاية الصحية والتأثير إيجاباً على رعاية المرضى". وأضاف أن النظام مُفعَّلٌ في ستة مواقع تابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى، وسيُنشر في 19 من أصل 170 منشأة بحلول عام 2026. وقال زابريسكي: "إن نظام CPRS يعمل، ولكن في بعض الأحيان كان [استخدامه] تجربة محبطة للغاية". فبينما تعتمد أنظمة السجلات الصحية الحديثة على واجهات بسيطة تعمل بنظام الضغط على مفاتيح افتراضية، كان زابريسكي يُضطر إلى كتابة "c://" ومسار الملف الكامل لعرض مستند. وقال: "نظام CPRS نصيٌّ بالكامل، وجميع أحرفه كبيرة. ويبدو كأنه معالج نصوص من التسعينيات أثناء التشغيل - كما يشبه استخدامه تعلم قيادة سيارة قديمة. وعليك أيضاً حفظ جميع هذه الأوامر، ودائماً ما تخطئ. فما يُفترض أن يستغرق دقيقة واحدة، قد ينتهي به المطاف إلى أن يستغرق نصف ساعة لأنك نسيت كتابة شرطة (—) في مكان ما". BBC يُعدّ هذا مثالاً رئيسياً على مشكلة نقل المعرفة التي تظهر مع تقادم التكنولوجيا، وفقاً لفينسل. يقول: "في كثير من الأحيان، عندما لا نُحدّث البنية التحتية ونحافظ على سلامتها، ينتهي بنا الأمر في وضع لا يوجد فيه سوى شخص واحد في ولاية أخرى يعرف كيفية الحفاظ على تشغيل النظام". وأضاف فينسيل أن المنشآت الحكومية، على وجه الخصوص، تتمسك أحياناً بالبرمجيات القديمة لأن بساطتها تُسهل الحفاظ على أمنها. وتابع: "لكن فرص الفشل واردة هنا، خاصةً مع ازدياد تعقيد الأنظمة المتصلة بالإنترنت وتوقف الشركات عن دعم البرمجيات القديمة. ويُشكل الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ في هذا الصدد". في بعض الحالات، يعد تشغيل أجهزة الكمبيوتر القديمة عملاً نابعاً من الحب. ففي الولايات المتحدة، تقضي دين غريغار، مديرة مختبر الأدب الإلكتروني في جامعة ولاية واشنطن في فانكوفر أيامها في غرفة مليئة بأجهزة كمبيوتر قديمة (تعمل بكامل طاقتها) يعود تاريخها إلى عام 1977. وقالت غريغار: "بمجرد أن حصل الناس على هذه الأجهزة، بدأوا في إنتاج الفن"، وهي ملتزمة بالحفاظ عليها. وفي بدايات استخدام الكمبيوتر، كان الفنانون والكُتّاب مع برمجيات الكمبيوتر هم من يحددون معنى الفن ورواية القصص في العالم الرقمي الجديد. وغيرت عناوين مثل "حديقة النصر" لستيوارت مولثروب أو "ظهيرة مايكل جويس"، وهي قصة من عالم الخيال، متحدية تعريف الأدب، من خلال عرض القصص عبر روابط إلكترونية، مما أتاح نوعاً جديداً من الكتابة التي تُشبه "اختر مغامرتك الخاصة"، والتي أرست قواعد جديدة للعصر الرقمي، وفقاً لغريغار. ولم يقتصر اهتمام غريغار على الكتب الإلكترونية التجريبية التي صدرت في بدايات استخدام الكمبيوتر. ويجمع مختبرها كل شيء من ألعاب الفيديو إلى مجلات إنستغرام. BBC وتقول غريغار: "أستخدم اختصاراً لشرح ما يميز هذا البرنامج: Pie. إنه برنامج تفاعلي وتجريبي. لا يمكنك فصله عن الكمبيوتر وطباعته أو تعليقه على الحائط". وهناك برمجيات محاكاة - "Emulators" – تتيح لك تشغيل بعض البرمجيات القديمة على أجهزة كمبيوتر جديدة، لكن غريغار تقول إن ميزات مهمة للنُّسَخ القديمة تختفي أثناء هذه العملية. وأكدت: "إنها ببساطة تجربة مختلفة تماماً". يحتفظ مختبر غريغار للأدب الإلكتروني بـ61 جهاز كمبيوتر لعرض مئات الأعمال الإلكترونية وآلاف الملفات في المجموعة، والتي تحافظ عليها في حالة ممتازة. تبدو العديد من هذه الأجهزة وكأنها شُيّدت بالأمس، مع القليل من اصفرار العلب البلاستيكية التي قد تتوقعها من عصر الإلكترونيات ذات اللون البيج. الشيء الوحيد الذي ينقص مجموعة غريغار هو جهاز كمبيوتر يقرأ أقراصاً مرنة قياس خمس بوصات ورُبع. فرغم انتشارها على نطاق واسع، ينطوي العثور على أحد هذه الأجهزة على صعوبة بالغة. وقالت مديرة المختبر: "أبحث عنها على إيباي وكريغزلست، وأصدقائي يبحثون من أجلي، لكن دون جدوى. أبحث عنها منذ ست سنوات". إذا كان لديك أحد هذه الأجهزة القديمة، ولا يزال يعمل، فستسعد غريغار بسماع رأيك. وقال فورد إنه منذ البداية، كانت إحدى استراتيجيات الأعمال الرئيسية التي ميزت أبل عن غيرها هي ضرورة شراء أجهزة ماك في أغلب الأحيان لاستخدام برمجياتها. وأضاف فورد أن أبل أيضاً متشددة في التخلص من المنتجات القديمة. لكن مايكروسوفت اتبعت نهجاً يسمح للمؤسسات بالاستفادة من الأجهزة التي تمتلكها بالفعل، ويسعى للحصول على تراخيص البرمجيات. كما أنها تميل إلى توفير فترة زمنية طويلة جداً لتوفير الدعم لتلك الإصدارات". ومنح هذا النهج مايكروسوفت ميزة كبيرة في استقطاب عملاء من قطاع الأعمال. وأضاف فورد أن هذا أحد أسباب بقاء أجهزة ويندوز القديمة هذه لفترة طويلة، "مايكروسوفت مجرد شيء نَعْلق به".


كورد ستريت
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- كورد ستريت
مايكروسوفت تُغلق خدمة 'سكايب' بعد 22 عامًا من إطلاقها وتدعو المستخدمين للانتقال إلى 'تيمز'
كوردستريت|| #العلم والتكنولوجيا أعلنت شركة مايكروسوفت رسميًا عن إيقاف خدمة الاتصال الشهيرة 'سكايب' اعتبارًا من 5 مايو 2025، بعد أكثر من عقدين من الزمن كانت فيها المنصة رائدة في مجال المكالمات الصوتية والمرئية عبر الإنترنت. يأتي هذا القرار في إطار استراتيجية الشركة لتركيز جهودها على تطبيق 'مايكروسوفت تيمز' كمنصة أساسية للتواصل والتعاون. نهاية حقبة رقمية أُطلقت 'سكايب' في عام 2003 من قبل مجموعة من رواد الأعمال في إستونيا، وسرعان ما أصبحت من أبرز وسائل الاتصال الرقمي، خاصةً للمكالمات الدولية منخفضة التكلفة. وفي عام 2011، استحوذت مايكروسوفت على الخدمة مقابل 8.5 مليار دولار. وعلى الرغم من شعبيتها الواسعة، تراجعت مكانة 'سكايب' تدريجيًا مع ظهور تطبيقات منافسة مثل 'زووم' و'واتساب' و'فيس تايم'، بالإضافة إلى تركيز مايكروسوفت على تطوير 'تيمز' . الانتقال إلى 'تيمز' أوضحت مايكروسوفت أن المستخدمين الحاليين لـ'سكايب' يمكنهم تسجيل الدخول إلى 'تيمز' باستخدام بيانات اعتمادهم الحالية، حيث سيتم نقل المحادثات وجهات الاتصال تلقائيًا إلى التطبيق الجديد. ومع ذلك، لن يتم نقل بعض البيانات مثل المحادثات الخاصة والمحادثات مع حسابات العمل أو المدرسة. كما يمكن للمستخدمين الذين لا يرغبون في الانتقال إلى 'تيمز' تصدير بياناتهم يدويًا قبل يناير 2026، حيث سيتم حذفها بعد هذا التاريخ . توقف الخدمات المدفوعة أعلنت مايكروسوفت أيضًا عن إيقاف الخدمات المدفوعة المرتبطة بـ'سكايب'، بما في ذلك رصيد المكالمات والاشتراكات الشهرية، اعتبارًا من 3 أبريل 2025. وسيظل بإمكان المستخدمين الذين لديهم رصيد متبقي استخدامه عبر 'تيمز' أو بوابة 'سكايب' على الويب لفترة محدودة . إرث 'سكايب' في ذروتها، كانت 'سكايب' تضم أكثر من 300 مليون مستخدم نشط شهريًا، ولعبت دورًا محوريًا في تغيير طريقة التواصل الرقمي حول العالم. وعلى الرغم من تراجعها في السنوات الأخيرة، تظل 'سكايب' جزءًا مهمًا من تاريخ التكنولوجيا الحديثة، حيث مهدت الطريق لتطبيقات الاتصال الحديثة التي نعتمد عليها اليوم. مع إغلاق 'سكايب'، تطوي مايكروسوفت صفحة من تاريخها الرقمي، وتفتح أخرى مع 'تيمز'، الذي تسعى من خلاله إلى تقديم تجربة تواصل أكثر تكاملًا وملاءمة لاحتياجات المستخدمين في العصر الرقمي الحديث. معجب بهذه: إعجاب تحميل...