
الجرح الثامن: التعليم في مخيمات النزوح
رحلة النزوج تعني الابتعاد عن كل ما كان معتاداً ومعروفاً، ودخول عالم الطوارئ المجهول، فكم من الطقوس مارسناها بموعدها، لم نعد نستطع ذلك، وأجبرتنا الظروف على طقوس جديدة.
نتحدث اليوم عن جرح عميق من جروح النزوح، هو التعليم الذي تأثر كثيراً بالعدوان؛ لأن المؤسسات التعليمية التي تحتضن الطلبة، ولا يكاد يخلو بيتٍ من تلميذٍ أو طالبٍ أو عاملٍ فيها، خضعت أيضا لتغيرات جذرية.
قبل العدوان، مارس المعلمون والطلبة حياتهم التعليمية باستقرار، لكن منذ العدوان تحولت المدراس والجامعات ورياض الأطفال لمراكز إيواء للنازحين الناجين من جحيم الحقد الإسرائيلي، وهذا يعني عدم انتظام العملية التعليمية.
بقي هذا الوضع لفترةٍ بسيطةٍ ظناً منا أن العدوان لن يطول، لكن بعدها بدأت الجهات المعنية بإنشاء مراكز تعليمية في مخيمات النزوح خاصة للأطفال في المرحلة الابتدائية الذين دخلوا المدرسة حديثاً لاسيما أن العدوان بدأ بعد شهر تقريباً من بداية الموسم الدراسي.
هذه المراكز ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ في استثمار وقت الأطفال في التعليم، صحيح أنها ليست بجودة المدرسة، لكنها أفضل من لا شيء.
وبخصوص المرحلة الجامعية تابع الطلبة دراستهم عبر الانترنت بالقدر المستطاع نظراً لصعوبة الوضع، ومنهم من تخرج من الجامعة، وشخصياً وفقني الله عزوجل لإكمال دراستي في جامعة القدس المفتوحة والحصول على بكالوريوس تربية إسلامية خلال العدوان الذي لم ينته بعد.
وبما أننا نتحدث عن التعليم، فلا ننسى أن عناصر المؤسسة التعليمية المادية والبشرية كان لها نصيب كبير من الحقد الصهيوني، وهنا نستشهد بما أصدرته وزارة التربية والتعليم بغزة، والتي أكدت أن،600 ألف طالب في المرحلة الأساسية و74 ألفًا في الثانوية و100 ألف جامعي يعيشون ظروف نزوح قاسية، وأن 96% من المباني المدرسية تضررت و89% منها خرجت عن الخدمة بسبب التدمير الكلي أو الجزئي، واستشهد 13 ألف طالب و800 تربوي واغتيل 150 أستاذًا جامعيًا في استهداف مباشر للنخبة الأكاديمية.
رغم ذلك، تواصل العملية التعليمية عبر مدارس ميدانية ونقاط شعبية التحق بها 250 ألف طالب إلى جانب منصات إلكترونية التحق بها 300 ألف طالب، كما وضعت تعافٍ تدريجية تستهدف إنقاذ مستقبل 37 ألف طالب توجيهي لعام 2024 رغم تعثّر الامتحانات بفعل العدوان، وأن طلبة التوجيهي لعام 2025 مهددون بخسارة عامين دراسيين وقد أُعدّت خطة مكثفة لتعويضهم.
يبقى القول واجباً أن وضع التعليم في ظل العدوان هو حادث طارئ، سيزول ويعود التعليم لأحسن مما كان، إن شاء الله.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 17 ساعات
- فلسطين أون لاين
الجرح الثامن: التعليم في مخيمات النزوح
رحلة النزوج تعني الابتعاد عن كل ما كان معتاداً ومعروفاً، ودخول عالم الطوارئ المجهول، فكم من الطقوس مارسناها بموعدها، لم نعد نستطع ذلك، وأجبرتنا الظروف على طقوس جديدة. نتحدث اليوم عن جرح عميق من جروح النزوح، هو التعليم الذي تأثر كثيراً بالعدوان؛ لأن المؤسسات التعليمية التي تحتضن الطلبة، ولا يكاد يخلو بيتٍ من تلميذٍ أو طالبٍ أو عاملٍ فيها، خضعت أيضا لتغيرات جذرية. قبل العدوان، مارس المعلمون والطلبة حياتهم التعليمية باستقرار، لكن منذ العدوان تحولت المدراس والجامعات ورياض الأطفال لمراكز إيواء للنازحين الناجين من جحيم الحقد الإسرائيلي، وهذا يعني عدم انتظام العملية التعليمية. بقي هذا الوضع لفترةٍ بسيطةٍ ظناً منا أن العدوان لن يطول، لكن بعدها بدأت الجهات المعنية بإنشاء مراكز تعليمية في مخيمات النزوح خاصة للأطفال في المرحلة الابتدائية الذين دخلوا المدرسة حديثاً لاسيما أن العدوان بدأ بعد شهر تقريباً من بداية الموسم الدراسي. هذه المراكز ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ في استثمار وقت الأطفال في التعليم، صحيح أنها ليست بجودة المدرسة، لكنها أفضل من لا شيء. وبخصوص المرحلة الجامعية تابع الطلبة دراستهم عبر الانترنت بالقدر المستطاع نظراً لصعوبة الوضع، ومنهم من تخرج من الجامعة، وشخصياً وفقني الله عزوجل لإكمال دراستي في جامعة القدس المفتوحة والحصول على بكالوريوس تربية إسلامية خلال العدوان الذي لم ينته بعد. وبما أننا نتحدث عن التعليم، فلا ننسى أن عناصر المؤسسة التعليمية المادية والبشرية كان لها نصيب كبير من الحقد الصهيوني، وهنا نستشهد بما أصدرته وزارة التربية والتعليم بغزة، والتي أكدت أن،600 ألف طالب في المرحلة الأساسية و74 ألفًا في الثانوية و100 ألف جامعي يعيشون ظروف نزوح قاسية، وأن 96% من المباني المدرسية تضررت و89% منها خرجت عن الخدمة بسبب التدمير الكلي أو الجزئي، واستشهد 13 ألف طالب و800 تربوي واغتيل 150 أستاذًا جامعيًا في استهداف مباشر للنخبة الأكاديمية. رغم ذلك، تواصل العملية التعليمية عبر مدارس ميدانية ونقاط شعبية التحق بها 250 ألف طالب إلى جانب منصات إلكترونية التحق بها 300 ألف طالب، كما وضعت تعافٍ تدريجية تستهدف إنقاذ مستقبل 37 ألف طالب توجيهي لعام 2024 رغم تعثّر الامتحانات بفعل العدوان، وأن طلبة التوجيهي لعام 2025 مهددون بخسارة عامين دراسيين وقد أُعدّت خطة مكثفة لتعويضهم. يبقى القول واجباً أن وضع التعليم في ظل العدوان هو حادث طارئ، سيزول ويعود التعليم لأحسن مما كان، إن شاء الله. المصدر / فلسطين أون لاين


شبكة أنباء شفا
منذ 2 أيام
- شبكة أنباء شفا
في وداع فارس من زمن الثورة ، عدنان إسماعيل ياسين رداد 'أبو عصام' بقلم : د. عمر السلخي
في وداع فارس من زمن الثورة: عدنان إسماعيل ياسين رداد 'أبو عصام' بقلم : د. عمر السلخي قال تعالى: 'كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ' [سورة آل عمران: 185] رحيل رجل من زمن المبادئ في لحظة وداع لا تشبه سوى التاريخ، ننعى إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وأحرار الأمة رحيل أحد رجال الثورة المنسيين في الإعلام، العظماء في الميدان، المرحوم عدنان إسماعيل ياسين رداد (أبو عصام)، الذي غادر دنيانا الفانية في مدينة نجران بالمملكة العربية السعودية، بعد مسيرة حياة حافلة بالنضال والعطاء. البدايات: من الزاوية إلى ميادين الثورة هو أحد أبناء بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت، غادرها شابًا بعمر 16 عامًا في عام 1964، ليبدأ رحلته مع الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ لحظاتها الأولى، متطوعًا في صفوف حركة 'فتح'، مؤمنًا بعدالة القضية، ومتيقنًا أن الكفاح هو الطريق نحو التحرير. في أرشيف الثورة: محطات من البطولة في أرشيف الثورة، يُذكر 'أبو عصام' ضمن أوائل المقاتلين الذين خاضوا عمليات التسلل عبر نهر الأردن نحو الأراضي المحتلة في أواخر الستينيات، وكان له دور بارز في معركة الكرامة عام 1968، حين كان جنديًا صلبًا ضمن صفوف الفدائيين الذين صمدوا في وجه آلة الحرب الصهيونية. مقاتل في وجه الاحتلال: من بيروت إلى البقاع شارك لاحقًا في حرب لبنان 1982، حيث قاتل بشجاعة في جبهات الجنوب وبيروت، وكان شاهدًا على حصار العاصمة، ومجازر صبرا وشاتيلا. وفي حرب المخيمات منتصف الثمانينيات، واصل أبو عصام دوره الوطني بثبات، رغم كل الانقسامات والصعوبات التي عصفت بالثورة. رفيق الشهيد سعد صايل وكانت أبرز محطاته الأخيرة، مرافقة الشهيد القائد سعد صايل (أبو الوليد)، رئيس هيئة أركان الثورة الفلسطينية، حيث لازمَه حتى لحظة اغتياله الغادر في سهل البقاع عام 1982، وكان أبو عصام من أوائل من حملوا جثمانه، ودوّنوا تفاصيل الحادثة. رجل عاش للوطن ومات بعيدًا عن ترابه برحيله، تفقد فلسطين أحد جنودها المجهولين، من أولئك الذين لم يبحثوا عن منصب أو شهرة، بل عن كرامة وطنهم، وسلامة شعبهم. سكن أبو عصام مدينة نجران حتى وفاته بتاريخ ٢٤-٥-٢٠٢٥ ، ولم تطأ قدماه أرض الزاوية منذ أكثر من ستين عامًا، لكن الزاوية كانت في قلبه، وكان في قلوب أبنائها. شخصية استثنائية تفرض احترامها كل من عرفه عن قرب يؤكد انه وحدويًا، وطنيًا، قوميًا عروبيًا، لا يساوم على مبادئه، ولا يهادن في الحق. ترك أثرًا طيبًا في كل من عرفه، وكان رمزًا للكرامة والوفاء والإخلاص. فقد كان من أندر الشخصيات التي تفرض احترامها بحضورها وصدقها وهدوئها العميق. نم قرير العين أيها الفارس نم قرير العين يا أبا عصام، فأنت من الذين لم يبدّلوا تبديلا.رحمك الله وغفر لك، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة. وإنا لله وإنا إليه راجعون.


شبكة أنباء شفا
منذ 6 أيام
- شبكة أنباء شفا
الأستاذ فادي خيري الشيخ إبراهيم ، وجه الجامعة المشرق وسند الطلبة الصادق ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات
الأستاذ فادي خيري الشيخ إبراهيم ، وجه الجامعة المشرق وسند الطلبة الصادق ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات في حياة كلّ واحدٍ منا، هناك أشخاص لا يكتفون بأداء أدوارهم الوظيفية، بل يكتبون في قلوب الآخرين سطوراً من الامتنان لا تمحى، ويتركون في الأرواح آثاراً من الطيبة والصدق والإخلاص. ومن بين هؤلاء الذين يستحقون أن تُرفع لهم القبعات، وتُسطّر لهم الكلمات بمداد الفخر، الأستاذ الفاضل فادي، رئيس قسم شؤون الطلبة في جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين، ذلك الرجل الذي أضاء ممرات الجامعة بابتسامته، واحتضن قلوب الطلبة بتواضعه وكرم تعامله. الأستاذ فادي ليس مجرد موظف يؤدي مهامه، بل هو عنوان للضمير الحيّ، وسندٌ صادق لكل طالب وطالبة طرقوا بابه يوماً ما، فلم يخرجوا إلا وقلوبهم ممتنة، وأرواحهم مطمئنة، وكأنهم التقوا بإنسانٍ وُجد في المكان والزمان الصحيحين. هو أشبه بنقطة ارتكاز في حياة الطلبة الجامعية، يُيسّر الصعوبات، ويختصر الإجراءات، ويمنحك الشعور بأنك لست وحيداً في متاهة الحياة الجامعية. وجهه البشوش وبسمته الدائمة لا يفارقان ملامحه، فتشعر أنه من صنف أولئك الذين وُلدوا ليجبروا الخواطر، لا ليكسروا الهمم، وليكونوا يد العون الخفية التي لا تُعلن عن نفسها، لكنها تترك أثرًا لا يُنسى. وما يُميزه عن غيره، أنه يعمل بصمتٍ يُشبه ضوء الشمس حين يفيض بالنور دون أن يُحدّق في وهجه أحد، وبمحبةٍ تشبه زرقة السماء حين تتسع للجميع دون تمييز. كلّ من تعامل معه يشهد أنه يعمل بقلبه قبل قلمه، وأنه يتقن عمله كأنه رسالة سامية لا مجرد وظيفة إدارية. الأستاذ فادي، هو أول من تستقبلك روحه قبل أن تطرق مكتبه، وآخر من يغادر مقعده إلا بعد أن يطمئن أن كل طالب قد أنهى حاجته. يسير في أروقة الجامعة لا كموظف او رئيس قسم شؤون الطلبة ، بل كأخٍ كبير، وراعٍ صادق لشؤون الطلبة، يُحسن الإصغاء، ويتقن المساعدة، ولا يعرف التعب طريقًا إلى ضميره. إنني اليوم، لا أُكرّم الأستاذ فادي بكلمات، بل أُحيي فيه مدرسة من الأخلاق، وراية من الطيبة، وشعلة من الإخلاص. إن كان للجامعة وجهٌ يُشعّ دفئاً، وإنسانية، وطمأنينة… فهو الأستاذ فادي خيري الشيخ إبراهيم، بامتياز. شكراً من القلب أيها الإنسان الجميل،شكراً لأنك لا تعمل فقط، بل تُحب ما تعمل.شكراً لأنك لا تنتظر الشكر، ومع ذلك تستحقه ألف مرة. وشكراً لأنك الأثر الذي يبقى، والبصمة التي لا تزول. فحقاً… إنما الإنسان أثر.