
ثقافة : انطلاق معرض "إبداع الكلمة وتوهج الرسم" لسناء البيسى بجاليرى بيكاسو إيست
السبت 19 أبريل 2025 12:00 مساءً
نافذة على العالم - يفتتح جاليرى بيكاسو إيست التجمع الخامس، معرض الفنانة سناء البيسى، اليوم فى تمام الساعة السادسة مساء، بحضور لفيف من الشخصيات الفنية.
تحتفل هذه الفعالية بإبداع الفنانة الرائدة سناء البيسي، التي تمثل رمزًا للإبداع الفني والثقافي في مصر، منذ انطلاقتها في عالم الصحافة والفنون، تركت البيسي بصمة واضحة من خلال أعمالها المتميزة، التي تجمع بين الكلمة والرسم، وتروي قصص المجتمعات والأفراد.
هذا المعرض ليس مجرد عرض للوحات الفنية، بل هو نافذة على رحلة حياة مليئة بالإلهام والتفاني، من خلال أعمالها، نكتشف عمق التجربة الإنسانية وجماليات الحياة اليومية، مما يجعلها محط تقدير وإعجاب، أعمال الفنانة سناء البيسي، تعكس روح الإبداع والتجديد، وتؤكد على أهمية الفن كوسيلة للتعبير والتواصل.
سناء حسين حسن البيسي، ولدت في عام القاهرة، تعتبر واحدة من أبرز الأسماء في مجال الصحافة والأدب والفنون في مصروهي زوجة الفنان التشكيلي الرائد منير كنعان، وأم لابن واحد، حصلت على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1958.
بدأت مسيرتها المهنية في عام 1954، حيث عملت في مؤسسة أخبار اليوم، لترتقي إلى منصب رئيسة قسم المرأة خلال الفترة من 1954 إلى 1964. كانت تقدم صفحة أسبوعية بعنوان "قيل وقال"، بالإضافة إلى مقالات اجتماعية نقدية. في عام 1964، انتقلت إلى مؤسسة الأهرام، حيث شغلت منصب رئيسة قسم المرأة ثم مساعد رئيس تحرير.
في عام 1990، أسست أول مجلة للمرأة تصدر عن الأهرام تحت شعار "نصف الدنيا لكل الدنيا". أصبحت المجلة نافذة على العالم الأدبي والفني، حيث تناولت أحدث الاتجاهات في مجالات الآداب والفنون والعلوم كما كتبت قصصًا لعدد من الأعمال الدرامية، من بينها المسلسل الشهير "هو وهي"، الذي استمر عرضه لمدة أربعين عامًا.
بدأت سناء البيسي الرسم في مؤسسة أخبار اليوم عام 1958، حيث عملت إلى جانب كبار الفنانين مثل بيكار وصاروخان وصلاح جاهين وتميزت برسم يوميات كبار الكتاب، وبرزت في فن الكاريكاتير عبر جميع إصدارات أخبار اليوم. كانت لها مشاركات واسعة في الحركة الفنية المصرية الحديثة، وخاصة مع الأجيال الثانية والثالثة من الفنانين.
أقامت معرضها الأول عام 1972 برعاية وزارة الثقافة، حيث افتتحه الدكتور عبد القادر حاتم، كما عملت مستشارة فنية بالبنك الدولي في واشنطن عام 1979، وقد أُقتنيت إحدى لوحاتها من قِبل الأمم المتحدة. عملت مستشارة فنية لوزارة الثقافية على مدى 12 عاما كما أشرفت على مجلة فنون مصرية.
ألفت سناء البيسي 12 كتاباً ومئات المقالات، وحققت شهرة واسعة في الصحافة العربية. حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة مصطفى أمين عام 1992، وجائزة الإعلام من منظمة الصحة العالمية عام 2004، درع الريادة من الملتقى الرابع للكاريكاتير عام 2017، وريادة صحافة المراة من الدولة فى نقابة الصحفيين عام 2023 وجائزة الاستحقاق الثقافية من مؤسسة فاروق حسني عام 2024
تم تكريمها في مهرجان "الأفضل" بجائزة "إنجاز العمر" عام 2025، كما أعدت موسوعة عن الفنانين العالميين والمصريين استغرقت 15 عاماً من العمل الدؤوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 8 ساعات
- نافذة على العالم
ثقافة : ترشيح خالد أبو الليل نائبا لرئيس هيئة الكتاب وطارق رضوان رئيسا لإدارة النشر
الجمعة 23 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - علم "اليوم السابع" أن الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى بكلية الآداب جامعة القاهرة، مرشّح لتولى منصب نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهو المنصب الشاغر منذ أكثر من عامين، بعد أن تركه الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، الذي شغله سابقًا قبل توليه رئاسة الهيئة خلفًا للدكتور هيثم الحاج علي، ومنذ ذلك الحين، لم يُعيَّن نائبا جديدا لرئيس الهيئة. وفي السياق ذاته، تردّد اسم الكاتب الصحفي طارق رضوان كمرشّح لتولي رئاسة الإدارة المركزية للنشر بالهيئة، وهو المنصب الذي يديره مؤقتًا الشاعر عادل سميح منذ قرابة عام، بعد رحيل الكاتب محمد نبيل، وحتى الآن لم يتم تعيين رئيس دائم لإدارة النشر، يُذكر أن طارق رضوان يشغل حاليًا منصب رئيس تحرير جريدة "القاهرة" ومجلة "فنون". ويُشار إلى أن الدكتور خالد أبو الليل يُعد من أبرز المتخصصين في الأدب الشعبي، وهو أستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وله إسهامات عديدة في مجالي الشعر الشعبي العربي والأدب الشعبي الإفريقي، ساهم في تطوير هذا المجال من خلال كتاباته وحواراته، وله مؤلفات ومقالات متعددة، من أبرزها كتاب "الشعر الشعبي العربي، الأدب الشعبي الأفريقي، ما الأدب الشعبي، الشعر الشعبي العربي، السيرة الهلالية - دراسة للراوي والرواية" وقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية عام 2018 عن كتابه "التاريخ الشعبي لمصر في فترة الحكم الناصري".


بوابة ماسبيرو
منذ 15 ساعات
- بوابة ماسبيرو
طلاب "إعلام القاهرة" يطلقون بوابة إعلامية متخصصة في الألعاب الإلكترونية
أطلق مجموعة من طلاب برنامج الإعلام الرقمي بإعلام القاهرة، بوابة وموقع تحت مسمي 'Esportegy' كأول منصة إعلامية مصرية متخصصة في تغطية الألعاب الإلكترونية، وذلك ضمن مشروع تخرجهم المعني بصناعة الرياضات الإلكترونية 'Esports'. وأكد محمد علاء مدير تحرير البوابة، وأحد أعضاء المشروع : " أن إطلاق 'Esportegy' جاء استجابة لاحتياجات السوق والجمهور المصري، في ظل النمو المتسارع في حجم سوق صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث وصل إلي مايقرب من 1.8 مليار دولار، كثاني اكبر سوق عربي بعد المملكة العربية السعودية" . وأضاف علاء "وفقا للاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، فإن عدد اللاعبين في مصر يصل الي اكثر من 40 مليون لاعب، مابين محترف وهاوٍ، مما يعكس أهمية وجود محتوي إعلامي يغطي هذا المجال". وقد حصل المشروع علي الرعاية والدعم المعنوي من عدد من المؤسسات الوطنية، من بينها وزارة الشباب والرياضة، والاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، إلي جانب مؤسسات خاصة، مثل فعاليات جيمرجي، وانسومنيا، وايجيكون . وذلك لدعم الطلاب في تحقيق أهداف مشروعهم، لتقديم محتوي إعلامي وترفيهي عن الرياضات الإلكترونية، بالإضافة الي تغطية حصرية لأحداث وفعاليات الألعاب في مصر، وإنشاء مجتمع رقمي يربط بين اللاعبين والفرق والمنظمين، لدعم نمو تلك الصناعة في مصر. ويأتي هذا المشروع في ظل الاهتمام المتزايد من الدولة بقطاع التكنولوجيا وصناعة الألعاب، حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2018، مبادرة "مصر إفريقيا لإبداع التطبيقات والألعاب"، لبناء قدرات 10 ألاف شاب، ودعم انشاء 100 شركة ناشئة في مجال التطبيقات والألعاب، لتكون مصر رائدة إفريقيا والشرق الأوسط في هذا المجال المتطور . ويأتي المشروع تحت إشراف لميس النجار، المدرس المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وتحت رعاية الدكتور ثريا البدوي، عميدة الكلية، والأستاذ الدكتور إيمان حسني المشرف علي برنامج الإعلام الرقمي .


بوابة ماسبيرو
منذ يوم واحد
- بوابة ماسبيرو
«العريش».. قصص المقاومة ترسم هوية «أرض الفيروز»
ملتقى أدبى أوصى بتدريب أبناء المنطقة لجمع التراث السيناوى شومان يفوز فى مسابقة الغطس.. وشوشة لا يتوقف عن ضبط المصطلح إبراهيم داوود يطلق النكات ويتذكر حكاياته مع «الفاجومى» وخيرى شلبى متحف التراث السيناوى.. كنوز الثقافة الشعبية تنتظر قرارًا من الوزير كنتُ أسحبُ حقيبة سفرى الصغيرة ذات العجلات، متأملا كلاب السكك التى نشطت مبكرا، وبدأت روتينها اليومى مع النباح والمعارك التى لا طائل من ورائها، من دون أن تُفزع المارة أمام بوابة القصر الذى يحمل لافتة 'مبنى وزارة التربية والتعليم'، خلف ضريح سعد زغلول وسط القاهرة، حيث كنت أتأمل نمط العمارة القديم وأقارنه بقصور منطقة التجمع و'القاهرة الجديدة'، كنتُ أسحب حقيبة سفرى الصغيرة إلى 'شارع المبتديان' محاولا الوصول إلى المقهى المواجه لمبنى 'عمارات العرايس' فى الموعد الصباحى المحدد، حيث ينتظر أتوبيس 'الهيئة العامة لقصور الثقافة' نخبةً من الأدباء والمثقفين المصريين، من أجيال وأعمار وتوجهات مختلفة، للمشاركة فى أعمال ملتقى أدبى يقام فى 'مدينة العريش'، خلال الفترة من 6 إلى 8 مايو الجارى، تحت عنوان 'الثقافة والهوية الوطنية'، وقد كان الكاتب الكبير المصرى سيد الوكيل هو شخصية الملتقى فى دورة هذا العام. على المقهى كان واحد من أجمل من عرفت شاعرا وإنسانا يجلس متأملا المارة، إنه ذلك الرجل الوسيم الذى حين تقول له 'صباح الخير يا عمنا الغالى' يرد عليك بحضن دافئ وسن ضاحك قائلا: 'الله كريم'.. إنه الشاعر الكبير إبراهيم داوود، الكاتب فى جريدة الأهرام ورئيس تحرير مجلة 'إبداع' فتعرف على الفور أنك سوف تمضى ثلاثة أيام فى جنة الحكايات، وأنك ستكون محظوظا بالصحبة فى هذه الرحلة. انطلق الميكروباص ـ الذى يقوده أحد أمهر سائقى الهيئة 'على' ـ بعدما أطلق إبراهيم داوود واحدةً من قفشاته الصباحية الرائقة، وطوال الطريق كان الشعور أننا فى مهمّةٍ وطنية، حيث لم يتوقف الناقد الدكتور محمد سليم شوشة عن محاولته ضبط المصطلح، بحضور الكاتبة الصديقة القاصة صفاء عبد المنعم، والناقدة الدكتورة نانسى إبراهيم من جامعة قناة السويس، والصديق الشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير 'مجلة أدب ونقد'، الصادرة عن حزب التجمع، وبحضور الشاعرة جيهان عمر، وكاتبنا الكبير سيد الوكيل، وبعد نصف ساعة من السير فى شوارع القاهرة وبالتحديد فى منطقة العبور على طريق الإسماعيلية، كان القاص الدكتور شريف صالح ينتظرنا مُبتسما هو الآخر. طبعا، لابد أن أعترف ـ بداية ـ أننى أصلا من عشاق العريش، فقد كانت مقر أولى رحلاتى الجامعية وأول مصيف فى حياتى، يوليو من العام 1990، وكلنا يعرف أن الرحلة إلى سيناء الآن وتقديم نشاط ثقافى هناك ـ لايزال أمرا محفوفا بالمتاعب، لأنه يمثل تحديا أمنيا وثقافيا كبيرا، خصوصا خلال سنوات الحرب على الإرهاب التى عرفتها المنطقة فى مرحلة سابقة، وبعد سنوات من خسارة المئات من الشهداء الأبرياء من أبناء الوطن، سواء كانوا من أبناء الجيش أو الشرطة أو الشعب، وعلى بعد حجر من حرب إسرائيلية بشعة على غزة الفلسطينية الباسلة، الأمر الذى رسم خريطة للمقاومة على أرض الفيروز. لقد اعتقد المثقفون دائما ـ وأنا أولهم ـ أن الثقافة والشعر والغناء والموسيقى والمسرح وكل أشكال الفنون هى رأس الحربة الفعلى فى الصراع مع التيارات الدينية المتشددة، وأن انسحاب الدولة من معركة الوعى الثقافى العام لا يعنى إلا أن نترك الساحة خالية لذلك التيار الإسلامى الفاسد، الذى تأسس بمعرفة الاستعمار البريطانى، وظل يتخبط سياسيا إلى أن قادته ضلالاته إلى شن حرب ضد مؤسسات الدولة التى يُريد أن يحكم شعبها. فى الطريق إلى العريش كنا متحمسين لزيارة البلد التى تحارب الإرهاب نيابة عن بقية ربوع الوطن، الأمر الذى جعلنا نتحمل وعثاء السفر وعذاب الطريق، ونتجاهل ما سمعناه من حكايات عن تعقيدات إجراءات التفتيش فى 'أنفاق تحيا مصر'، فى الطريق كنا نحلم بزيارة 'متحف للتراث السيناوى' لكننا وجدنا متحفا أعد على عجل بعد اضطرارهم لنقل آثار متحف كان مقاما فى منطقة عمليات وهم فى انتظار قرار من وزير الثقافة، كما حلمنا بوجود أكثر من دار عرض سينمائى وأكثر من مسرح، فوجدناهما فى قصر ثقافة العريش، وحلمنا بالاستماع إلى شعراء البدو وفرحنا لأن واحدة من ليالى الملتقى كانت مخصصة لهم. حقل ألغام فى الطريق الذى استغرق نحو ست ساعات سوف تتأمل القاهرة التى تركتها وراء ظهرك، وعليك أن تتأقلم مع إجراءات التفتيش والنزول والصعود، وحين تجاوزنا الأنفاق بنجاح كانت قد تمت قراءة خطاب وزارة الثقافة ـ الذى يحمله السائق ـ أكثر من سبع مرات. وصلنا العريش بينما كانت أشعة الشمس قد صارت هشة وبرتقالية اللون، صعدنا إلى غرف الفندق الجديد لكى نرى البحر من الأدوار العليا، بسرعة استبدلنا ملابسنا وتناولنا الغداء، ثم انطلقنا إلى الشارع فى الطريق إلى حفل افتتاح الملتقى على مسرح قصر ثقافة العريش الذى يتمتع بفرقة فنون استعراضية على أعلى مستوى، كانت أبرز فقرات الحفل الافتتاحى. فى كلمته نيابة عن رئيس الهيئة قال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر مسعود شومان فى افتتاح الملتقى إن ثقافة المناطق الحدودية -خصوصا ثقافة المعابر- لها سمات جمالية وفنية وتعبيرية خاصة، وإن دراسة الثقافة الشعبية لمكان ما تنطوى فى الوقت نفسه ـ على محاولة عميقة لفهم هويته، أما الجلسة الافتتاحية فجاءت بعنوان "الهوية المصرية: إشكالية المفهوم وتحديات المستقبل"، وقدم فيها الباحث الدكتور شريف صالح ورقته التى تعتمد على رؤيته للتاريخ المصرى المتأثرة بمرحلة مصر القديمة، ثم جلسة "تشكلات الهوية فى عصر الذكاء الاصطناعي" وتحدث فيها الدكتور محمد سليم شوشة عن الدور الجوهرى الذى تلعبه اللغة فى تطوير برامج الذكاء الاصطناعى الحالية، والتى اتكأت على اللغة لتصنع ثورة الذكاء الاصطناعى الكبير أو الفائق، محذرا من هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى، يقول شوشة: 'أصبح هذا العقل الآلى فاعلا لأول مرة فى التاريخ، يملك دماغا محاكيا لدماغ البشر عبر شبكة عصبية مشابهة للشبكات العصبية التى فى مخ الإنسان، وهذه الشبكة العصبية لها منظومتها البنائية التى تأسست عليها، فى هذه المرحلة الجديدة من امتلاك الآلة لعقل شبه حقيقى، والأكثر دقة أن أقول حقيقيا؛ لأنه محاكاة متطابقة لعقل الإنسان أصبحت فاعلة ومنتجة بشكل حقيقى، ويجب أن ندرك أن قولنا شبه حقيقى إنما يرجع فقط لكونها اصطناعية، أى أنها حتى الآن ليست من لحم ودم، لكنها فى الحقيقة تؤدى -حتى الآن- غالبية وظائف العقل البشرى وبخاصة فى تعامله مع اللغة. فى هذه المرحلة وصل هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى إلى حدود عميقة من الفهم وتكوين معنى، والأهم أنه يؤدى ما يعرف بالتعلم العميق (deep learning) والقابلية للتطور ذاتيا'. فى اليوم التالى أقيمت جلسة "الأدب وتشكيل الهوية الوطنية – الأدب السيناوى نموذجًا"، بمشاركة الباحث الدكتور حمدى سليمان الذى توقف لقراءة أعمال عدد من أدباء سيناء، وقال: 'المتابع للمنتج الأدبى فى شمال سيناء يستطيع ملاحظة أن معظم أدباء سيناء حريصون فيما يقدمون من إبداعات، على تعزيز قيم وثوابت الهوية المصرية الأصيلة، التى تدعم وترسخ وحدة وتلاحم واستقرار الوطن، وتحافظ على ثقافته الوسطية، مع الاهتمام بإبراز التنوع الثرى الذى تتمتع به البيئات الثقافية المختلفة فى مصر'. فى اليوم الثانى كانت الجلسة الأولى بعنوان "محور الشعر الفصيح"، وقدم فيها الشاعر عيد عبد الحليم قراءته للمشهد الشعرى فى سيناء، مختصا اثنين من شعراء سيناء بالاهتمام، وهما الشاعر حسونة فتحى صاحب ديوان 'قصائد فرت من الحرب'، والذى أهدانى نسخة منه العام الماضى، حين تشاركنا القراءة الشعرية فى واحد من مؤتمرات بيت الشعر بالأقصر، ومن أجواء الديوان التى تتجلى فيها لحظات المعاناة ومفردات الحياة تحت القصف: 'تدربتُ كثيرًا على قراءةِ الحزنِ فى عَيْنَيْ أمي فقد كانتِ البلادُ أيضًا ديارَ حربٍ، لنمارسَ لعبتَنا إذن أصمُتُ.. وتصمُتينَ دون أن أُصَرِّحَ بما أعلمُ فنَهلَك أو بما تحمله أفكاركِ فيحترقُ وجهَ البلاد' توقفت قراءة عيد أيضا عند تجربة الشاعر سالم الشبانة الذى يقول فى ديوانه 'أصابع العازف الأعمي' ليكشف جانبا من الحياة القاسية التى عاشها: 'صحراء تصحو على الحربِ، خطوتى حقل ألغامٍ بدو جاهزون للأماثيل، علبة التبغ لن تصنع نبيا، ولا القلق قادرٌ أن ينجينا رجلٌ غامض يجمع زهورا سوداءَ، وينتظرُ ألاعيب الحياة ساهيا' الجلسة المسائية كانت لحسن الحظ مخصصة لـ "محور الشعر البدوي"، بمشاركة الباحث مسعد بدر، والتى أدارها الباحث مسعود شومان وغنى فيها عبد الكريم الشعراوى أحد شعراء البادية، واختتم الملتقى مساء الخميس بإعلان التوصيات ومنها: 'رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى، مع الإشادة بالدور الوطنى لأبناء سيناء على مر العصور، والتوصية بضرورة زيادة الفعاليات والأنشطة الثقافية بما فيها مهرجانات المسرح والفنون الشعبية والموسيقى العربية على أرض شمال سيناء، بالإضافة إلى إقامة معرض كتاب يشمل إصدارات جميع هيئات وزارة الثقافة، مع إقامة منفذ دائم لبيع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب فى مدينة العريش، وضرورة إقامة برامج تدريبية لباحثين وباحثات من أبناء شمال سيناء لتأهيلهم لجمع التراث السيناوى. عن البحر و 'اللصيمة' بالتوازى مع جلسات الملتقى، حددنا صباح اليوم الأخير لننزل البحر، وقد كنا خلال الأيام الثلاثة حريصين على الفرار إلى المقاهى القريبة لنسمع أدباء ومثقفى العريش وشمال سيناء وهم يتكلمون ويحلمون، وكان الشاعران مسعود شومان وإبراهيم داوود خيرَ دليل إلى هذه المقاهى، حيث كان الحديث يدور عن آلام عاشها الناس فى سنواتٍ سابقة، وقتها كانت إجراءات الحرب سببا فى تخريب حياة بعض الناس، وهو أمر يبدو بديهيا فى 'ميدان المعركة'، إلا أنه يبقى بشعا ومُضنيا لأهالى المنطقة من المدنيين، ويبقى قصة تستحق أن تُروى وأن تعرفها الأجيال المقبلة، لكى تتعلم قيمة أن تساعد قدر الإمكان فى دعم ونشر كل قصص المعاناة فى الحرب. الإيقاع الصاخب للمقاهى فى العريش وليد المساحات الواسعة دائما، ما يضطر الناس إلى رفع أصواتهم واستخدام مكبرات الصوت، لكن الحديث الهامس يكون من نصيب الكلام عن الأوضاع الاقتصادية خلال فترة الحرب، التى دارت بين عامى (2018 ـ 2023)، يُقال لك إنه فى هذه الفترة الحرجة كنت تسمع عن أسر مستورة اضطرت إلى التسول لكى يطعموا صغارهم، فــى فترة 'حظر الـتجول' لــم تكن بعض السلع الأساسية ـ حتى ـ متوافرة فى الأسواق، لكن الآن كل شىء اختلف، يتنفس الكل بحرية وهم يقولون لك: 'كل ما نريده أصبح الآن سهلا ومتاحا'، وإن كان انتشار القوات والمدرعات حول المبانى الحكومية يبدو أمرا ضروريا ولا يخلو منه شارع فى العريش، بينما الشوارع التجارية حيث محلات العطارة وزيت الزيتون والآيس كريم والملابس غارقةٌ فى الزحام إلى منتصف الليل، كأيّ مدينة مصرية. حكاية الأديب عبدالله السلايمة، تجسِّد معنى الصمود، فعبدالله كاتب القصة ابن القبيلة العرايشية كبر فجأة وتهدم، وحين رأيته لم أكد أتبينه، فقد فوجئت أنه فَقَد خلال شهور قليلة جزءا من حاسة السمع بعدما فقد كثيرا من وزنه، عرفتُ من وجهه وأصابعه أنه أصيب بمرض البهاق، وبعد قليل اعتذر بصوت واهن مستأذنا فى الانصراف، لأنه سيجرى 'عملية قسطرة' خلال ساعات، فى أحد المستشفيات العامة، انصرف فجأة ولم أعرف السبب فى كل ما جرى له، إلى أن عرفت أنه فَقَدَ محل سكنه، الذى كان فى قلب منطقة اشتباكات بين الشرطة والإرهاب، من دون أن يُصيبه الدور ـ بعد ـ فى سكنٍ حكومى ملائم. طبعا، لم تكن القبضة الأمنية الصارمة أمرا يسيرا فى حياة الناس أبدا، بل إنك وقتها كنتَ تسمع الشكوى من انقطاع الكهرباء والمياه لمسافات زمنية طويلة عن مناطق كبيرة فى العريش، خصوصا خلال المرحلة المعروفة بالخطة الأمنية الشاملة العام 2018، والتى انطوت بالتأكيد على 'إجراءات استثنائية' فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى لمحاصرة العناصر الإرهابية ومنع تسربهم إلى الداخل، وهى 'الإجراءات' التى طالما وجهت وزارة الداخلية الشكر إلى أهالى هذه المناطق لتفهمهم طبيعة هذه 'الإجراءات'. فى اليوم الأخير، تناولنا إفطارا سريعا واتجهنا إلى البحر، الذى كان صافيا وهادئا كما فى الأساطير، كان مسعود شومان المشغول دائما بالفولكلور يحدثنا عن أكلة عرايشية خالصة اسمها 'اللّصيمة' التى تتكون من بدنجان وبطيخ نيئ وخبز، حين وصلنا إلى الشاطئ كان الشباب من أبناء العريش يشوون شيئا على الفحم، اتضح أنه 'اللصيمة' بعينها، وحينما انتهوا جاءوا لنا بعلبة منه، فكانت مفاجأة 'لصيمة' جدا، فقد تذوقت طعمها المملح ولم أبح برأيى لأحد. فى البحر، اكتفى سيد الوكيل بالمشى على الشاطئ بينما جلست صفاء عبدالمنعم تتأمل البحر، وتمشت جيهان عمر كأنها تبحث عن شىء ما، وفى حين تسابق 'شومان وشوشة وشريف صالح' فى مسابقة للغطس وفاز شومان مرتين، بينما حكى إبراهيم داوود وهو يقاوم الموج عن علاقته باثنين من رموز الجيل الماضى، وقال إنهما تركا فى شخصيته آثارا لا تنسى، هما: الأديب والروائى الكبير الراحل خيرى شلبى والشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم 'الفاجومي'، وبمناسبة الحديث عن جائزة البوكر المصرية، تذكر البعض ونحن نحاول أن نسبح فى مياه العريش الصافية أديبا مصريا من أبناء الجنوب هدد وزارة الثقافة فى حقبة الثمانينيات فى حال لم يفز بإحدى جوائز الدولة. فى البحر وقفت جيهان عمر على الشاطئ وبدت من بعيد كأنها تلقى شيئا فى الماء ثم تعود لتحصل عليه لتلقى به من جديد، تحتفظ جيهان بوجه طفولى ساعد صوتها الرقيق فى تأكيده، خصوصا وهى تلقى قصيدة من شعرها، ورغم أنها صوت نسائى مميز فى جيل التسعينيات إلا أنها لا تعتبر نفسها واحدة من هذا الجيل، كما أنها خالفت نهج الشعراء وأصدرت العام الماضى مجموعة قصصية بعنوان 'قبل أن يرتد إليك طرفك'، أحب كتابة جيهان وبورتريهاتها التى تلتقطها بتلك الكاميرا العتيقة التى تحملها معها دائما، وأصبحت أتفاءل بوجودها فى أى مكان، منذ ساعدتنى بقدراتها السحرية ـ قبل أن أعرفها ـ على الخروج من مأزق مالى تعرضتُ له فى فرنسا العام 2015، عبر واحدة من صديقاتها (شاعرة إنجليزية). بعد ثلاثة أيام من الحديث عن أشكال المقاومة فى العريش عدتُ إلى القاهرة ظهر الجمعة، لأجدنى أجر حقيبتى الصغيرة وقد امتلأت بالكتب والحكايات والأحلام فى 'شارع التسعين' بالتجمع فى ظهيرة قائظة، فى انتظار سيارة تقلنى إلى البيت، مررت أمام قصور وعمارات زجاجية حديثة، لكنها كانت جميعا شحيحة الظل، فالمبانى الزجاجية الحديثة ـ للأسف ـ لا تجود لا هى ولا الأشجار الهزيلة التى تقف أمامها على المارة فى الشارع بأىّ ظل.