ختام سيمفوني على أوتار النمسا وإيطاليا
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اختتمت الجزائر مهرجانها السيمفوني في دورته الرابعة عشرة، على نغمات الكمان الإيطالية وهمسات البيانو النمساوي، في احتفاء أصيل بالموسيقى بوصفها لغة تتجاوز الكلمات وتوحّد الأحاسيس. وشهدت السهرة الأخيرة من المهرجان تألق الثنائي النمساوي يوري ريفيتش (كمان) وثيودوسيا نتوكو (بيانو)، في عرض استثنائي جمع بين سحر الكمان وحساسية البيانو، استقبله الجمهور برحاب صدر.افتُتح الحفل ب«سوناتا ترِيل الشيطان" الشهيرة للمؤلف الإيطالي جوزيبي تارتيني، حيث أبدع ريفيتش في تجسيد التوتر الدرامي والعمق التعبيري، فيما قدّمت نتوكو مرافقة مليئة بالإحساس والمرهفة.وانتقل الجمهور بعدها إلى مؤلفات ريفيتش الخاصة التي تميزت بأصالة موسيقية واضحة، قبل أن يحلق الثنائي في أجواء "سوناتا الكمان والبيانو الثانية" للفرنسي موريس رافيل، لاسيما في الحركة الثانية "البلوز" التي نالت إعجاب الجمهور بإبداعها التقني. واختُتم العرض بعمل استعراضي لافت مع "فانتازيا على كارمن" لبابلو دي ساراساتي، أظهر فيه ريفيتش كامل مهاراته التقنية وسط تفاعل كبير من الحضور.
وحملت الوصلة الأخيرة من حفل الختام توقيعا إيطاليا مميزا، قدمته "المؤسسة الموسيقية السيمفونية لفريولي فينيتسيا جوليا" (Orchestre FVG) بقيادة المايسترو باولو باروني، ضمن عرض أوبرالي بامتياز جسّد عبق الفن الإيطالي، بمشاركة أصوات لامعة مثل السوبرانو أنجليكا لابادولا والمغنية سفيڤا بيا لاتيرزا والتينور باولو ماسكاري. قدّمت الأوركسترا روائع من أعمال روسيني، بيليني، بوتشيني، فيردي ودونيزيتي، بدءًا من افتتاحية "حلاق إشبيلية" إلى آريات ودويتوهات أوبرالية أبهرت الجمهور، مثل "Casta diva" و«Mira o Norma" و«Parigi o cara"، حيث تجلّى التناغم الصوتي والاحترافية العالية في الأداء.
في هذا السياق، أبدى المايسترو الإيطالي باولو باروني، قائد "أوركسترا فريولي فينيتسيا جوليا"، اعتزازه الكبير بالمشاركة في السهرة الختامية لمهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، التي خصّصت للاحتفاء بالأوبرا الإيطالية، وصرّح قائلاً "من الرائع أن ننقل عبق الموسيقى الإيطالية إلى جمهور بهذا الذوق والحسّ، نحن سعداء جدًا بهذا اللقاء الفني." وأوضح باروني أن الأوركسترا التي يقودها حديثة النشأة لكنها تحمل طموحًا كبيرًا لتوسيع حضورها عالميًا، خصوصًا من خلال تقديم عروض متنوعة وغنية من ريبرتوار الأوبرا الإيطالية.
وعن معرفته بالموسيقى الجزائرية، أشار إلى أنه لا يزال في بدايات استكشافها، لكنه عبّر عن حماسه لاكتشافها عن قرب، قائلاً "أحبّ كل أنواع الموسيقى، وأرى أن ما تزخر به الجزائر من تنوّع لحني وآلات فريدة قد يكون مصدر إلهام جديد لنا." كما تحدّث عن خصوصيات قيادة الأوركسترا في عرض أوبرالي، مبرزًا أهمية التناغم بين جميع العناصر الفنية للحفاظ على الروح الدرامية. وختم تصريحه بالتأكيد على رغبته في العودة مستقبلًا "كانت تجربة ثرية بكل المقاييس، وأنا متشوّق للتعرف أكثر على هذا البلد الجميل وموسيقاه العريقة."بالمناسبة، عبّر محافظ المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية المايسترو عبد القادر بوعزارة، عن فخره وامتنانه لنجاح هذه الدورة رغم "كلّ التحديات والصعوبات"، مؤكّداً أنّ "الصمود هو ما قادنا اليوم إلى هذه السهرة الختامية الرائعة". وأضاف أن ّكل طبعة من طبعات المهرجان تمثّل تجربة مليئة بالجهد والعاطفة، قائلاً "كما أقول دائماً: الجمهور هو المهرجان، والمهرجان هو جمهوره"، وخلال هذه الطبعة سجّلت أوبرا "بوعلام بسايح" حضور حوالي 10 ألاف شخص عاشق للموسيقى الكلاسيكية.
وأشاد المحافظ بدور وسائل الإعلام التي واكبت الحدث، معتبراً أنها كانت شريكاً أساسياً في نقل رسائل الفن والموسيقى، وأكّد أنّ الجزائر أصبحت، من خلال هذا الحدث، "عاصمة عالمية للموسيقى الكلاسيكية"، مشيراً إلى أن هذا الطموح قد تحوّل إلى واقع ملموس. وشكر بوعزارة الجماهير التي حضرت بقوة وساندت التظاهرة، مشدّداً على أنّ الموسيقى "قوة ناعمة" ولغة مشتركة توحّد الشعوب، وتشكّل وسيلة فعّالة للحوار والتقارب الثقافي. كما أشار إلى تلقي المنظمين العديد من رسائل الدعم والتشجيع، ما يشحن العزيمة على الإعداد للطبعة المقبلة.وكشف المحافظ عن أنّ الطبعة الخامسة عشرة من المهرجان من المنتظر أن تُنظم في نفس الفترة تقريباً، ابتداءً من 30 أفريل 2026، بمشاركة دول جديدة ومتنوعة.
وختم بوعزارة كلمته برسالة محبة وسلام، قائلاً "الموسيقى السيمفونية هي روعة تمسّ الروح، وتسمو بالعقل، وتبني جسور المحبة والتفاهم"، مبدياً امتنانه للوفود الدولية المشاركة، مؤكّداً على القيم الإنسانية التي يجسّدها الشعب الجزائري من رحمة وعطاء وإبداع وتابع "عاشت الموسيقى، عاشت الجزائر. إلى اللقاء في العام المقبل".
السهرة السابعة والأخيرة من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، حضرها وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو والوزيرة المحافظة السامية للرقمنة السيدة مريم بن مولود، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، وشهدت تكريم عدد من العازفين وأساتذة المعاهد الجهوية للموسيقي وكذا الفاعلين والمساهمين في إنجاح الدورة، ضمن مسعى تثمين دور جنود الخفاء الذين لعبوا أدوارا كبيرة في إنجاح الدورة ال 14 من المهرجان على غرار سيد علي لعروم، دلولة سعدي، مصطفى والي، عبد الله راجع ومحمد سوتو.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلد نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- بلد نيوز
ناير ناجي: "مزج الأوركسترا بروك كايروكي تجربة ناجحة وجاذبة للشباب"
تحدث المايسترو ناير ناجي قائد أوركسترا مكتبة الإسكندرية، عن مشاريعه الفنية المميزة التي مزجت بين الموسيقى السيمفونية الأوركسترا والأنماط الموسيقية الحديثة مثل الروك والراب، وتطرق إلى مشروعه مع فرقة كايروكي، مؤكدًا، أنه استمتع بهذه التجربة. وأضاف في حواره مع الإعلامية سارة سراج عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ المزج بين الأوركسترا السيمفونية وروك «كايروكي» كان تجربة غير تقليدية، لكنها ناجحة بشكل كبير، موضحًا، أنّ هذا النوع من المزج يعكس قدرة الموسيقى على توحيد الجمهور المختلف وتقديم تجارب جديدة، فالجمهور الكلاسيكي الذي حضر الحفل تفاعل مع الموسيقى بشكل لم يكن يتوقعه، فيما أبدع جمهور الروك في تفاعلهم مع الأوركسترا. " title="المايسترو ناير ناجي: يمكننا تطوير التراث الفني المصري وتقديمه على مسارح العالم" frameborder="0"> وتابع، أنّ أنه كان قد تعرض لهذه الفكرة في وقت سابق من السبعينات، حين رأى أول حفلة موسيقية تجمع بين أوركسترا شيكاجو وفرق ميتاليكا. وقال: «الفكرة كانت غريبة، لكن سرعان ما أثبتت قوتها، لأنها أظهرت كيف يمكن للموسيقى الكلاسيكية والروك أن يلتقيا ويقدما شيئًا مختلفًا للجمهور»، موضحًا، أن الموسيقى الكلاسيكية كانت تُعتبر في البداية موسيقى للنخبة، لكن من خلال مزجها مع الأنماط الحديثة، استطاع أن يجعلها أكثر قربًا للجماهير الشابة. وفيما يتعلق بمشروعه مع مغني الراب مروان بابلو، وصف ناير التجربة بأنها كانت «مغامرة فنية»، كما أنه يحبه، وقال إنه منذ البداية كان يشعر بحب الراب كوسيلة تعبير قوية جدا عن الكلمة والأفكار والمشاعر بشكل قوي وبسيط، وأن أفضل شيء في الراب أن الرابر هو الذي يكتب كلمات الأغنية.

جزايرس
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- جزايرس
ختام سيمفوني على أوتار النمسا وإيطاليا
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. اختتمت الجزائر مهرجانها السيمفوني في دورته الرابعة عشرة، على نغمات الكمان الإيطالية وهمسات البيانو النمساوي، في احتفاء أصيل بالموسيقى بوصفها لغة تتجاوز الكلمات وتوحّد الأحاسيس. وشهدت السهرة الأخيرة من المهرجان تألق الثنائي النمساوي يوري ريفيتش (كمان) وثيودوسيا نتوكو (بيانو)، في عرض استثنائي جمع بين سحر الكمان وحساسية البيانو، استقبله الجمهور برحاب صدر.افتُتح الحفل ب«سوناتا ترِيل الشيطان" الشهيرة للمؤلف الإيطالي جوزيبي تارتيني، حيث أبدع ريفيتش في تجسيد التوتر الدرامي والعمق التعبيري، فيما قدّمت نتوكو مرافقة مليئة بالإحساس والمرهفة.وانتقل الجمهور بعدها إلى مؤلفات ريفيتش الخاصة التي تميزت بأصالة موسيقية واضحة، قبل أن يحلق الثنائي في أجواء "سوناتا الكمان والبيانو الثانية" للفرنسي موريس رافيل، لاسيما في الحركة الثانية "البلوز" التي نالت إعجاب الجمهور بإبداعها التقني. واختُتم العرض بعمل استعراضي لافت مع "فانتازيا على كارمن" لبابلو دي ساراساتي، أظهر فيه ريفيتش كامل مهاراته التقنية وسط تفاعل كبير من الحضور. وحملت الوصلة الأخيرة من حفل الختام توقيعا إيطاليا مميزا، قدمته "المؤسسة الموسيقية السيمفونية لفريولي فينيتسيا جوليا" (Orchestre FVG) بقيادة المايسترو باولو باروني، ضمن عرض أوبرالي بامتياز جسّد عبق الفن الإيطالي، بمشاركة أصوات لامعة مثل السوبرانو أنجليكا لابادولا والمغنية سفيڤا بيا لاتيرزا والتينور باولو ماسكاري. قدّمت الأوركسترا روائع من أعمال روسيني، بيليني، بوتشيني، فيردي ودونيزيتي، بدءًا من افتتاحية "حلاق إشبيلية" إلى آريات ودويتوهات أوبرالية أبهرت الجمهور، مثل "Casta diva" و«Mira o Norma" و«Parigi o cara"، حيث تجلّى التناغم الصوتي والاحترافية العالية في الأداء. في هذا السياق، أبدى المايسترو الإيطالي باولو باروني، قائد "أوركسترا فريولي فينيتسيا جوليا"، اعتزازه الكبير بالمشاركة في السهرة الختامية لمهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السيمفونية، التي خصّصت للاحتفاء بالأوبرا الإيطالية، وصرّح قائلاً "من الرائع أن ننقل عبق الموسيقى الإيطالية إلى جمهور بهذا الذوق والحسّ، نحن سعداء جدًا بهذا اللقاء الفني." وأوضح باروني أن الأوركسترا التي يقودها حديثة النشأة لكنها تحمل طموحًا كبيرًا لتوسيع حضورها عالميًا، خصوصًا من خلال تقديم عروض متنوعة وغنية من ريبرتوار الأوبرا الإيطالية. وعن معرفته بالموسيقى الجزائرية، أشار إلى أنه لا يزال في بدايات استكشافها، لكنه عبّر عن حماسه لاكتشافها عن قرب، قائلاً "أحبّ كل أنواع الموسيقى، وأرى أن ما تزخر به الجزائر من تنوّع لحني وآلات فريدة قد يكون مصدر إلهام جديد لنا." كما تحدّث عن خصوصيات قيادة الأوركسترا في عرض أوبرالي، مبرزًا أهمية التناغم بين جميع العناصر الفنية للحفاظ على الروح الدرامية. وختم تصريحه بالتأكيد على رغبته في العودة مستقبلًا "كانت تجربة ثرية بكل المقاييس، وأنا متشوّق للتعرف أكثر على هذا البلد الجميل وموسيقاه العريقة."بالمناسبة، عبّر محافظ المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية المايسترو عبد القادر بوعزارة، عن فخره وامتنانه لنجاح هذه الدورة رغم "كلّ التحديات والصعوبات"، مؤكّداً أنّ "الصمود هو ما قادنا اليوم إلى هذه السهرة الختامية الرائعة". وأضاف أن ّكل طبعة من طبعات المهرجان تمثّل تجربة مليئة بالجهد والعاطفة، قائلاً "كما أقول دائماً: الجمهور هو المهرجان، والمهرجان هو جمهوره"، وخلال هذه الطبعة سجّلت أوبرا "بوعلام بسايح" حضور حوالي 10 ألاف شخص عاشق للموسيقى الكلاسيكية. وأشاد المحافظ بدور وسائل الإعلام التي واكبت الحدث، معتبراً أنها كانت شريكاً أساسياً في نقل رسائل الفن والموسيقى، وأكّد أنّ الجزائر أصبحت، من خلال هذا الحدث، "عاصمة عالمية للموسيقى الكلاسيكية"، مشيراً إلى أن هذا الطموح قد تحوّل إلى واقع ملموس. وشكر بوعزارة الجماهير التي حضرت بقوة وساندت التظاهرة، مشدّداً على أنّ الموسيقى "قوة ناعمة" ولغة مشتركة توحّد الشعوب، وتشكّل وسيلة فعّالة للحوار والتقارب الثقافي. كما أشار إلى تلقي المنظمين العديد من رسائل الدعم والتشجيع، ما يشحن العزيمة على الإعداد للطبعة المقبلة.وكشف المحافظ عن أنّ الطبعة الخامسة عشرة من المهرجان من المنتظر أن تُنظم في نفس الفترة تقريباً، ابتداءً من 30 أفريل 2026، بمشاركة دول جديدة ومتنوعة. وختم بوعزارة كلمته برسالة محبة وسلام، قائلاً "الموسيقى السيمفونية هي روعة تمسّ الروح، وتسمو بالعقل، وتبني جسور المحبة والتفاهم"، مبدياً امتنانه للوفود الدولية المشاركة، مؤكّداً على القيم الإنسانية التي يجسّدها الشعب الجزائري من رحمة وعطاء وإبداع وتابع "عاشت الموسيقى، عاشت الجزائر. إلى اللقاء في العام المقبل". السهرة السابعة والأخيرة من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، حضرها وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو والوزيرة المحافظة السامية للرقمنة السيدة مريم بن مولود، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، وشهدت تكريم عدد من العازفين وأساتذة المعاهد الجهوية للموسيقي وكذا الفاعلين والمساهمين في إنجاح الدورة، ضمن مسعى تثمين دور جنود الخفاء الذين لعبوا أدوارا كبيرة في إنجاح الدورة ال 14 من المهرجان على غرار سيد علي لعروم، دلولة سعدي، مصطفى والي، عبد الله راجع ومحمد سوتو.

جزايرس
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- جزايرس
"شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. دخل العازف البولندي فويتشيك فاليتشيك إلى المنصة وحيداً أمام بيانو شتاينواي أسود، جلس ووضع يديه على المفاتيح، وانطلقت السحرية من أولى نغمات "رومانسيّة كونشرتو البيانو رقم 1" لشوبان، حبس الجمهور أنفاسه.البرنامج المختار كان بمثابة تحية مؤثرة للتقاليد الرومانسية البولندية. إلى جانب شوبان، بعث فاليتشيك من جديد أعمال بادريفسكي، كيلار ومونيوشكو، وكأنها صفحات تاريخ يُقلبها بعذوبة. في الفالس، يتحوّل البيانو إلى ريشة، وفي "باكانال"، يصير لهباً. بأسلوبه الراقي، يقدّم فاليتشيك أداءً يتجاوز التقنية، ليصل إلى عمق الشعور الإنساني. ارتفع الستار مجدداً على مشهد مختلف. على الخشبة، اعتلى أوركسترا شباب سوريا السيمفوني المنصة، بقيادة المايسترو ميساك باغبوداريان، مقدّمين رحلة جريئة في روائع الرصيد الأوبرالي الأوروبي، مع لمسة شرقية خفيفة. بدأ البرنامج بثنائي "باباجينو-باباجينا" من أوبرا "الناي السحري" لموزارت، ما أطلق أولى ابتسامات السهرة. ثم تعمّق الأداء في صفحات الأوبرا الإيطالية، حيث أبدع الباريتون "مايكل تادروس" في أداء "لاغو آل فاكتوتوم" من "حلاق إشبيلية"، وسط تصفيقات صاخبة من الجمهور. فنان تمثيلي بامتياز، حرّك أوبرا الجزائر كما لو كانت مسرحا.ثم دخلت المسرح السوبرانو سُمية حلاق، والتي تمتلك شهرة واسعة في العالم العربي، فأبهرت القاعة بأغنية "أو ميو بابّينو كارو"، بصوتها الصافي، لامست الأعالي، ثم تابعت بأغنيتي "كاند مي إن فو" و«أون بيل دي فيدريمو" لبوتشيني، بدعم أوركسترالي محكم. وكانت لحظة الذروة مع "الباركارول" لأوفنباخ، التي غنتها في دويتو ساحر جعل الزمن يتوقف. واختتم المايسترو السوري العرض بمقتطفات من "كارمن"، فاستحضرت "الهابانيرا" نفحات الأندلس في حجارة الجزائر البيضاء. الجمهور، مأخوذ، وقف طويلاً، مصفقاً لفرقة تثبت عودتها القوية رغم ما تمرّ به سوريا من تحديات. في الختام، صعد إلى المنصة أوركسترا موسكو لغرفة الشباب، محملين بأنفاس الشمال الروسي. بقيادة الكاريزمي "فاليري فورونا"، مثّل هؤلاء الشبان روح الموسيقى الروسية، الممتزجة بالصرامة والحماسة والجرأة. افتتح العرض ب«الباراد" لجاك إيبرت، قطعة ساخرة ومرحة، وكأنّ كلّ آلة تحكي حكايتها. ثم جاءت كلاسيكيات روسيا، على غرار "لوحات من معرض"، و«تريبّاك"، و«الرقصة النابولية"، بتفسير عصريّ مدهش. وكان نجوم السهرة العازفين المنفردين "ماكسيم سافرن" أبدع على البوق، و«يوليا بيهوفيتس" ألهبت القاعة بعزفها ل«تحليق النحلة"، فيما قدّمت "سفيتلانا بيزوتوسنايا" رقصة روسية شديدة الرهافة كأنها بلّور نقي. وفي النهاية، تعالت أصوات المغنيين الباريتون "ألكسندر موراشوف" في آريا "لينسكي"، بصوته العميق المليء بالشجن، والسوبرانو "مارينا كونوفالوفا" التي أبهرت الجمهور بأغنيتي "إيل باتشيو" و"برينديسي".