
المواجهة اليمنية الأمريكية.. جردة حساب 48 ساعة
يمني برس ـ تقرير | علي الدرواني
في السادس عشر من مارس الجاري بدأت الولايات المتحدة جولة جديدة من العدوان على اليمن، مستهدفة عدة محافظات من صنعاء إلى صعدة وحجة وذمار والبيضاء ومأرب والجوف، وذلك بغارات جوية وبحرية، مستخدمة حاملة الطائرات 'هاري ترومان' ومجموعتها الحربية، فيما ردت القوات المسلحة اليمنية باستهداف الحاملة بعدد من الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة.
حملة التهويل والحرب النفسية
بعد ساعة أو أكثر قليلا من بدء العدوان الأمريكي بغارات على العاصمة صنعاء، أدلى الرئيس الأمريكي ترامب ببيان، أعلن من خلاله عن بدء العدوان، الذي قال إنه يأتي على خلفية خنق باب المندب ومنع الملاحة والتأثير على الاقتصاد العالمي. حد زعمه. لكنه ، وإن كان قد اعترف بفعالية العمليات اليمنية، وعدم تمكن أي سفينة أمريكية من العبور بأمان طوال عام الماضي، إلا أنه حاول أن يستخدم عبارات التهويل مثل الجحيم، والحسم، والوقت انتهى، وهجمات مميتة. وكلها تصب في خانة الحرب النفسية، والتهويل، ولم يقتصر الأمر على ترامب، فقد توالت التصريحات الأمريكية من البنتاغون، والخارجية والكونجرس، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين، حتى وصلت التصرحيات حدا ربما أكثر من الغارات العدوانية، في مشهد يؤكد أن الحرب النفسية والتهويل تتجاوز مراحل الحرب العسكرية.
وقد قوبلت الحرب النفسية والتهويل من قبل اليمن، بما يشبه تنفيس تلك الانتفاشة الأمريكية، وجعلها بلا أي تأثير، فكانت إطلالة السيد عبدالملك الحوثي، مستندة إلى عمليات القوات المسلحة التي ردت بشكل مباشر على العدوان، واستهدفت حاملة الطائرات ترومان، والذي أكد في خطابه على أن الأهداف الأمريكية ستفشل، وأن القدرات اليمنية بخير، مشيرا إلى تثبيت معادلة التصعيد بالتصعيد، ومحذرا بخيارات أخرى، غير الرد على البحرية الأمريكية وفرض الحظر على سفنها.
الحرب النفسية الأمريكية كانت كلها رسائل وصلت إلى مسامع الشعب اليمني فلم يتأثر ولم يتراجع، وجاء اليوم الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات ليؤكد فشل الحرب الإعلامية والتهويل، وسقوطها تحت أقدام اليمنيين.
عدوان بلا بنك أهداف
صحيح أن الطائرات الأمريكية شنت عشرات الغارات العدوانية المسجلة في عدة محافظات يمنية، على رأسها العاصمة صنعاء، لكن بالنظر إلى الأهداف، فهي منقسمة إلى قسمين:
الأول: أهداف مدنية بحتة، كما حصل في صنعاء حيث استهدف مبنى سكنيا، وفي صعدة أيضا، حيث استهدف المحطة التوليدية لكهرباء مدينة ضحيان بصعدة بعدة غارات أسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي عن السكان، كما أسفرت عدد من الغارات عن دمار في مبنى السرطان الذي لا زال قيد الإنشاء بمركز المحافظة، وفي منطقة آل سبّاع بمديرية سحار أدى القصف إلى نفوق قرابة ثلاثمائة رأس من الأغنام في قصف طال البدو القاطنين هناك، كما ارتكب طيرانُ العدوِ جريمةً بحق المدنيين العزَّل في منطقة قحزة بأطراف مدينة صعدة مُوقعاً شهداء وجرحى بينهم نساءٌ وأطفالٌ. كذلك الأمر في الجوف، حيث استهدف العدو بأربع غارات المجمع الحكومي في مدينة الحزم، مخلفا شهداء وجرحى.
الثاني: أهداف قديمة، تم استهدافها أكثر من مرة، من قبل التحالف الأمريكي البريطاني إبان معركة إسناد غزة، كما استهدف عشرات المرات من قبل تحالف العدوان السعودي، على مدى أكثر من تسع سنوات مضت. كما هو الحال في عطان وجربان، وكذلك السوادية في البيضاء ، والأهداف في ذمار.
وهكذا يظهر أنه لا توجد لدى هذا العدو أي أهداف عسكرية ذات ثقل عسكري ولا حتى معنوي، وإن كان لا يزال يدعي أنه استهدف بعض القيادات، وهي ادعاءات تفتقر إلى الكثير من المصداقية، وغالبيتها منقولة من مواقع التواصل عن صفحات مشبوهة، تعمل على إثارة الشائعات ليس أكثر.
الردع والاستنزاف
طوال حرب الإسناد اليمني لغزة طوال 15 شهرا، ظهرت التقارير الأمريكية وهي تتحدث عن فشل البحرية الأكبر في العالم في إعادة الردع وعن تعرض السفن الحربية الأمريكية لثغرات في الذخيرة، وفجوات في الدفاعات الجوية، ولم يقتصر الأمر على البحرية الأمريكية، ولكن أيضا البحرية الأوروبية وعلى راسها البريطانية.
الجولة الجديدة من العدوان لن تكون مختلفة عن سابقتها، وإن كان ترامب قد حاول أن يظهر أنه يمكن أن يقدم شيئا مختلفا، لكن الخبراء يؤكدون إن ما كان متاحا لبايدن، فهو ذاته الأمر المتاح لترامب، مع فارق أن بايدن لم يسمّ ما كان يقوم به من عدوان تحت عنوان الحرب، في حين ترامب يريد أن يوسع المفهوم، ليشمل حربا، وهو ما تعترضه عقبات قانونية، وقد تعالت أصوات في واشنطن والكونجرس الأمريكي تعيب على ترامب اتخاذ قرار الحرب من غير إذن الكونجرس، وهذا ليس موضوعنا الآن، إلا لناحية أن قرار الحرب يعني الحاجة إلى مزيد من التذخير والدعم اللوجستي للسفن الحربية الأمريكية، ما يعني أن الأساطيل الأمريكية ستدخل في حرب استنزاف فعلية، ولا سيما أن القوات المسلحة اليمنية، لديها التجربة الراسخة في خوض حرب الاستنزاف، بالتالي فإن الردع المطلوب أمريكيا، لن يتحقق.
وهذا الأمر يعتبر محل إجماع إلى حد كبير بين الخبراء والمسؤولين الأمريكيين السابقين، وقد نشر المجلس الأطلسي، عن دانيال موتون، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، انه 'من غير المرجح أن تردعهم الجولة الحالية من الغارات الجوية'، لافتاً إلى أن 'الولايات المتحدة ستحتاج إلى توظيف موارد أكبر من غارات السبت'.وارجع موتون استنتاجه إلى التجربة اليمنية في التصدي للتحالف السعودي الأمريكي: 'ما بين مارس 2015، ومارس 2022، قام التحالف بقيادة السعودية بتشغيل طائرات أمريكية وأوروبية حديثة، وأطلق ذخائر موجهة بدقة، وتلقى دعماً عسكرياً أمريكياً غير مباشر، وفشلت سبع سنوات من الغارات الجوية عبر الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في تثبيط قدرتهم على شن ضربات مضادة ضد البنية التحتية للطاقة والطيران والبنية التحتية المدنية الأخرى في المملكة العربية السعودية '.
وفي التقرير الذي نشره المجلس الأطلسي عزا أليكس بليتساس الرئيس السابق لأنشطة العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب في مكتب وزير الدفاع، التعقيد في استهداف القدرات اليمنية، إلى حد أن تكون أمراً صعب المنال ، إلى انتشار الأسلحة عبر تضاريس اليمن الوعرة، ونقص المعلومات الاستخباراتية العملية، إلى جانب القدرة على التكيف.
القوات المسلحة اليمنية.. من الدفاع إلى الهجوم
أظهرت القوات المسلحة اليمنية جهوزية عالية من خلال السرعة في الرد على العدوان، وكذلك من خلال كثافة النيران التي أطلقت نحو حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان، فلم تمض ساعات حتى كانت الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة، قد أمطرت البحرية الأمريكية بوابلها، في أول عملية رد، لتأتي الثانية بعد أقل من 24 ساعة، بعدد آخر من الصواريخ والطائرات المسيرة، اعترفت الولايات المتحدة باثنتي عشرة طائرة، تدعي أنها تصدت لها، وإن كانت العملية الأولى ردا على العدوان فقد كانت الثانية هجوما استباقيا، أفشل تحضيرات لعدوان أوسع على البلاد، ما يشكل نجاحا تكتيكيا جديدا للقوات المسلحة اليمنية، يضاف إلى النجاحات السابقة، خلال معركة الإسناد، حيث شنت القوات المسلحة اليمنية عدة هجمات استباقية على حاملات الطائرات الأمريكية في البحر العربي وخليج عدن وكذلك في البحر الأحمر.
لا يمكن لأي قوة في العالم أن تخوض الحرب دون أن تكون لها تقديرات عالية بتحقيق النصر الناجز على الخصم والعدو، وفي المسألة اليمنية في مواجهة البحرية الأمريكية الأكبر والأضخم في العالم، فإن اليقين بالنصر ليس معتمدا على السلاح المادي، بقدر ما يعتمد على نصر الله تعالى ووعده، وفي حديث بالأمس أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، على هذه الحقيقية بالتذكير بقول الله تعالى 'وما النصر إلا من عند الله'، وقوله: 'إن تنصروا الله ينصركم'، وانطلاقا من هذه الايات الكريمات والإيمان بها والتوكل على الله، فإن النصر قريب، والعدو موعود بالخسران المبين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ 11 ساعات
- يمني برس
حيفا والأيّام حُبـلى بالمفاجآت
يمني برس | بقلم _ الشيخ عبدالمنان السنبلي. في اعتقادي أن ميناءَ حيفا سَيُشَلُّ نشاطُه ويتوقَّفُ عن الحركةِ بمُجَـرّد فقط أن ينجحَ اليمنُ في استهدافِ وإصابةِ أول سفينة أَو ناقلة بحرية تريدُ الوصول إليه.. لن يتطلَّبَ الأمر كَثيرًا.. فإذا كان تنفيذُ الحظر الكامل والشامل على ميناء «أُمِّ الرشراش» «إيلات» قد تطلَّبَ من اليمن تنفيذَ عددٍ كبيرٍ من العمليات البحرية، فَــإنَّ ميناءَ حيفاء لن يتطلَّبَ سوى تنفيذ عملية ناجحة واحدة أَو عمليتين على أكثر تقدير.. تعرفون لماذا..؟ لأَنَّ شركاتِ الملاحة والنقل البحرية، ومن خلال تجاربها السابقة مع الصواريخ والمُسيَّرات اليمنية في البحرَينِ الأحمر والعربي، هي أكثرَ من سيعي ويستوعبُ ماذا يعني عدمَ التجاوب أَو التعاطي أَو الإصرار على انتهاك قرارِ اليمن فرض حظر بحري شامل وكامل على ميناء حيفاء.. أيةُ شركة نقل بحري تلك التي يمكن أن تقبَلَ أَو تسمحَ بأن تعرِّضَ أمنَ وسلامةَ أُصُولِها البحرية للخطر..؟ لا أحد طبعًا.. لذلك، ومن هذا المنطلق، فَــإنَّ قرار فرض حظر بحري على ميناء حيفا -في اعتقادي- سيكون القرارَ اليمني الأكثرَ إزعاجًا وإيلامًا على العدوّ الصهيوني.. يعتمد ذلك، في الحقيقة، على مدى قدرة اليمن ونجاحه في تنفيذ مثل هذا الحظر بفعالية وكفاءة عالية. وهذا، بالطبع، ما أثبته اليمنُ فعليًّا في هذا المضمار، وعلى مدى أكثر من عامٍ ونصف عامٍ تقريبًا.. وهذا أَيْـضًا ما لا يمكنُ للكيان الصهيوني المحتلّ الغاصب أن يغفَلَ عنه أَو يتجاهَلَ مدى خُطُورته وتداعياته الكارثية عليه وعلى اقتصاده وأمنه واستقراره.. فهل ينزلُ هذا الكَيانُ اللقيطُ من على شجرة غرورِه وعنجهيته، ويوقفُ العدوانَ والحصارَ على غزة، أم أنه سيستمرُّ في ركوبِ حماقاته، والتي لن تؤدِّيَ به، في آخر الأمر، إلا إلى سقوطِه وزواله..؟ فالأيّام حُبـلى بالمفاجآت..!


يمني برس
منذ 14 ساعات
- يمني برس
حيفا رئة اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي.. ما تداعيات الحصار اليمني؟
يمني برس | تقرير أحمد داود : يُثبَّت اليمن معادلة جديدة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، فهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها دولة عربية فرض حصار بحري على ميناء حيفا الذي يقع على الساحل الشمالي لفلسطين المحتلة على البحر الأبيض المتوسط. وباستثناء تهديدات حزب الله اللبناني، لم تتعرض حيفا، وكذلك موانئها، ومنشآتها الاقتصادية والحيوية لأية مخاطر، ولهذا يأتي قرار الحظر اليمني ليضع 'إسرائيل' في قلب العاصفة، ويجعلها تعمل ألف حساب للعواقب والتداعيات، لا سيما وأن القرار يأتي في ذروة التخلي الأمريكي عن حكومة نتنياهو المجرم، وفي ظل تصاعد المواقف الأوروبية الساخطة من الكيان بسبب توسيع عملياته في قطاع غزة. وما يميز قرارات اليمن أنها ليست للاستعراض أو الاستهلاك الإعلامي، فالأفعال تسبق الأقوال، وصرامة الموقف اليمني المساند لغزة بات يعرفها الجميع، بما فيهم الأمريكيون أنفسهم الذين فشلوا عن إيقاف مساندة اليمن لغزة، ولهذا فقد كان حصار ميناء 'أم الرشراش' جنوبي فلسطين المحتلة، والذي يطلق عليه العدو تسمية 'ميناء ايلات' خير تجربة عملية على نجاح اليمن في فرض الحصار على كيان العدو، فالميناء توقف عن العمل بالكامل، والسفن لم تعد تصل إليه، والخسائر الاقتصادية للعدو لا يمكن حصرها. وتبرز المخاوف داخل كيان العدو، في تكرار التجربة، فماذا لو تعطل ميناء حيفا عن العمل؟ وللإجابة عن التساؤل، يجب أن نعرج قليلاً لإعطاء لمحة عن حيفا ومينائها الاستراتيجي، فالتجارة البحرية 'الإسرائيلية' تعتمد على عدة منافذ بحرية، أهمها ميناء أم الرشراش في جنوب فلسطين المحتلة، وميناء في شمال فلسطين المحتلة، وتمر 98% منها عبر البحر الأبيض المتوسط، أو عبر البحر الأحمر، ولهذا فإن خنق التجارة البحرية للعدو هو خنق كلي لتجارته الخارجية. ويوصف ميناء حيفا بأنه 'بوابة التجارة الإسرائيلية'، حيث تنقل حوالي 99% من جميع البضائع من وإلى كيان العدو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن طريق البحر، ويملك ميناء حيفا حصة الأسد منها، ويمتد الميناء على مساحة واسعة تقدر بـ 6.5 كيلومتر مربع، وتضم أرصفة متعددة، محطات للحاويات، ومستودعات كبيرة، ما يجعله أحد المحاور التجارية الرئيسة في 'إسرائيل'. ويمكن ابراز أهمية ميناء حيفا في النقاط الآتية: الميناء يمر من خلاله نحو ثلث التجارة الخارجية للاحتلال من تصدير واستيراد. تنتشر بالقرب من الميناء مواقع إنتاج النفط والغاز القريبة من حيفا وتلك الواقعة شرقي البحر المتوسط، ومنها و. توجد في حيفا ثاني أكبر مصفاة لتكرير النفط تقوم عليها صناعات كيميائية ضخمة، ومصانع كبرى متخصصة في إنتاج المواد الكيميائية والنفط، وتنشط بها الكثير من الصناعات وحركة التجارة من خلال شبكة طرق وسكك حديد. تعد حيفا مركز نقل حيوي، ما يجعلها مدينة استراتيجية تؤثر على اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي بأكمله، كما أن لها ثقلاً تجارياً وسياحياً. ومن أبرز المنشآت الحساسة والاستراتيجية في ميناء حيفا ما يلي؟ 1- مصنع 'بازان' (Bazan Group): يعتبر من أكبر المصانع البتروكيماوية في 'إسرائيل'، ويقوم بتكرير النفط الخام وإنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات البترولية. 2- مصانع الأمونيا: تُعد من المنشآت الخطيرة التي تخزن كميات كبيرة من الأمونيا، وتعتبر هدفاً محتملاً للهجمات، حيث يمكن أن تؤدي ضربة واحدة إلى كارثة بيئية وإنسانية هائلة. 3- رصيف الشحن الكيميائي 'هاكيشون': مخصص لنقل الميثانول ومواد بتروكيميائية أخرى، وفيه مستودعات لتخزين الأمونيا والإيثيلين، وغيرها من المواد الكيميائية. تداعيات الحصار وآثاره ونظراً لأهمية المنافذ البحرية لكيان العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء على البحر الأحمر، أو البحر الأبيض المتوسط، فإن إحكام الحصار اليمني ستكون له الكثير من التبعات والمخاطر على اقتصاد العدو، لا سيما وأنه يأتي بعد نجاح تجربتين مهمتين، الأولى حصار ميناء أم الرشراش 100%، والثاني الحصار الجوي على مطار اللد المسمى اسرائيلياً بنسبة تزيد عن 50%. ولذلك، فإن خروج ميناء حيفا عن الخدمة سيسبب أزمة كبيرة للاحتلال واقتصادها وأسواقها وقطاعها الإنتاجي والتصديري، وحتى في حال لجوء الكيان المؤقت إلى موانئ دولة مجاورة فإن لهذا تكلفته العالية على الاقتصاد والأسواق والمستهلك. وكما مثلت حيفا نقطة قوية للاحتلال وأسواقه وصناعته، ورئة حيوية لتجارته الخارجية وصادراته طوال السنوات الماضية، فإنها يمكن أن تتحول إلى نقطة ضعف في حال نجاح الحصار اليمني. ومن أبرز التداعيات للحصار على الميناء، هو أن الكيان يعتمد على أكثر من 35% من حجم الاستيراد والتصدير الإسرائيلي، حيث يأتي البترول، والمواد الخام، والمنتجات الصناعية والحبوب على رأس الواردات، وإذا ما تم تفعيل الحصار، فهذا يعني حدوث أزمة مشتقات نفطية خانقة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أن الحصار سيهدد إمدادات السلع الأساسية للكيان، ولن يجد أي منفذ آخر لدخول السلع إليه، لا سيما بعد تعطل ميناء أم الرشراش على البحر الأحمر. ويأتي الحصار اليمني على كيان العدو سواء في البحر أو الجو، ليشكل حالة فريدة في التدخل الإنساني، وهو مشروع وفقاً للقانون الدولي، وهو ينتهي بمجرد توقف العدو الإسرائيلي عن عدوانه على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، كما أن تجربة اليمن في حصار الكيان ستؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع العربي مع العدو الإسرائيلي، وقد أثبت الحصار اليمني القدرة على إيلام العدو، وإلحاق الضرر به، فكيف لو اجتمعت الدول العربية كلها في إسناد غزة ومحاربة الكيان.


يمني برس
منذ 16 ساعات
- يمني برس
(قمم من أجل الإبادة )
يمني برس | عبدالسلام عبدالله الطالبي في اليوم الأول جرى إنعقاد قمة في مملكة الشر جمعت دول الخليج بترامب الكافر تنافست فيها رؤوس الثعابين الثلاث ( السعودية وقطر والإمارات )بمن يدفع أكثر ويظهر أكثر تباهيآ وحفاوة لاستقبال كبيرهم الذي علمهم السحر ظن المتابعين لمجريات هذة القمة بأنها ستتركز من أجل تضميد الجراح الفلسطينية وأن ترامب المتظاهر بالخلاف مع النتنياهو سيصدر توجيهاته للعدو الإسرائيلي الذي امعن في عدوانه وعاث في قطاع غزة الفساد بالتوقف الفوري عن الحرب في غزة وأن هذة الدول النفطية ستتكفل بمعالجة الأضرار الناجمة عن هذة الحرب فإذا بموجة الحديث تنحرف في اطروحاتها تتجه إلى منحى آخر متجهآ نحو الاستثمارات لهذة الدول في الولايات المتحدة في مجالات متعددة هذا إذا افترضنا مصداقية العروض المالية التي تنافسوا على تقديمها في القمة البعيدة كل البعد عما يدور في غزة من مآسي يندى لها جبين الإنسانية! والمدرك والمتأمل لماتناولته هذة القمة يفهم بأنها ليست سوى قمة فاشلة لغرض إعادة الهيبة الترامبية التي فشلت في حربها على اليمن من ناحية اخرى أرادوها حربآ نفسية وإعادة لتموضغ يشعر مدبروه في هذة القمة بالقلق البالغ من مدد أولي البأس الشديد(يمن الإيمان والحكمة ) الذي عز عليه أن يقف موقف المتفرج تجاه مايحصل على يد العدو الإسرائيلي من جرائم في غزة ليلي هذة القمة التحضيرية في اليوم الرابع وبالتحديد يوم ال 17 من شهر مايو من العام 2025م إنعقاد (قمة الإبادة) التي أعطت الإذن للعدو الإسرائيلي في التصعيد واستخدام حرب الإبادة واشعال الحرائق في مخيمات النازحين لتتصاعد أعداد القتلى أكثر فأكثر وبصورة أكثر بشاعة وإجرام نعم هكذا كانت مخرجات القمة العربية المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد بمعنى أن هؤلاء الزعماء لاتعنيهم مظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالمطلق وإنما حضروا ليؤكدوا خيبتهم وفشلهم وخنوعهم والله المستعان وراية العز هنا ترفع براقة للموقف اليمني الأصيل الذي اختار لنفسه الحضور الصادق والواثق بالله وكله ثقة بنصر الله وتحويل الأمور وارجاع الحقوق إلى أصحابها والآخذ بيد الظالم والمستكبر والخانع والساقط والمتستر برداء العروبة وهو خاضع للامريكي وراكض وراء استجداءه وكسب وده ورضاه ولا نامت أعين الجبناء والله المستعان