logo
من تواضع البدايات إلى غرور التصريحات.. ما الذي غيّر وليد الركراكي؟

من تواضع البدايات إلى غرور التصريحات.. ما الذي غيّر وليد الركراكي؟

أخبارنامنذ 3 أيام

في ظل الأداء المتذبذب للمنتخب الوطني المغربي منذ ملحمة مونديال قطر، والتصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الناخب الوطني وليد الركراكي مؤخرًا، تعود الأسئلة لتُطرح بحدة: هل لا يزال الرجل هو القائد المناسب لمرحلة مفصلية تتطلب تواضعًا كبيرًا وعملًا أكبر؟
بعد الخروج المخيب من كأس أمم إفريقيا 2024 بالكوت ديفوار، انتظر الشارع الرياضي المغربي تقييماً هادئاً، ومصارحة حقيقية، وقراءة موضوعية للتجربة، لكن ما حصل كان عكس ذلك تماماً، الركراكي عاد إلى الواجهة، ليس بخطاب المصارحة، بل بنبرة مليئة بالاستخفاف والردود المستفزة.
ففي أحد تصريحاته الأخيرة، قال مخاطبًا منتقديه "كتلقى شي واحد، ما نقولش برهوش، مع قالو ليا خايبة، جالس فمقهى داير كاسكيطة، شاد براد أتاي، ما عمره شد كرة، كيقلب على لايك ويبدا يكتب على اللاعبين وعليا".
وتابع في تصريح آخر بسخرية لاذعة "إذا لم يعجبهم الركراكي، فسأرحل في شتنبر نحو تركيا لزراعة الشعر، وحينها فليبحثوا عن برازيلي أو مدرب بشعره يهديهم اللقب".
تصريحات مثل هذه لا تليق بمن يشغل منصب مدرب منتخب وطني يمثل 40 مليون مغربي، ولا بمن يُفترض أن يكون قدوة في التواصل، ومُجسداً لقيم التواضع والانضباط. فهل تحوّلت الانتقادات إلى جريمة؟ وهل من يُتابع الكرة من المقهى أقل وطنية من غيره؟ هؤلاء هم من يهتفون للمنتخب ويعلقون آمالهم عليه في كل مناسبة.
ومع اتساع موجة الجدل، لم يتراجع الركراكي، بل أضاف مزيداً من الوقود للنار حين قال "أنا أفضل مدرب في تاريخ المنتخب المغربي"، و"أنا من جلبت إلياس بنصغير وإبراهيم دياز".
وهي تصريحات أثارت الاستغراب، خصوصاً أنها صدرت في وقت يمر فيه المنتخب بمرحلة فقدان للثقة والانسجام، وكان من الأولى التركيز فيها على إعادة البناء بدل الانشغال بتلميع الذات.
المشكلة هنا ليست في جملة أو تصريح، بل في تحوّل واضح في شخصية المدرب الذي عرفه المغاربة متواضعًا، شغوفًا، منصتًا، لكنه أصبح اليوم منشغلًا بالرّد على كل انتقاد، وكأن مهمة قيادة المنتخب اختُزلت في مجابهة الصحافة ورواد السوشيال ميديا.
لا أحد ينكر ما حققه الركراكي في كأس العالم، حين قاد الأسود إلى إنجاز غير مسبوق ببلوغ نصف النهائي، لكن الماضي لا يبرر التراجع، ولا يُغني عن مواصلة العمل الجاد، والواقع أن المنتخب يعيش حالة ارتباك فني وتكتيكي، وتراجعًا في الأداء، يصعب تجاهله.
المنتخب الوطني مقبل على محطة حاسمة في نهاية 2025، حين يستضيف المغرب كأس أمم إفريقيا على أرضه، لا مبررات حينها لجوّ أو تحكيم أو سفر، كل الظروف ستكون مثالية، لكن الأهم من كل ذلك، هو أن يقود المنتخب مدرب قادر على احتواء الضغط، والتعامل مع الإعلام والجمهور بنضج، لا بمنطق الاستفزاز.
"كان" المغرب ليست بعيدة، ولا وقت للمكابرة، فإما أن يعود وليد الركراكي إلى شخصيته الأولى المتواضعة والمجتهدة، أو أن يكون "زراعة الشعر" فعلًا فصلاً جديدًا في مسار مدرب بدأ يفقد بوصلته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الركراكي في مرمى الانتقادات رغم إنجازاته التاريخية مع 'أسود الأطلس'
الركراكي في مرمى الانتقادات رغم إنجازاته التاريخية مع 'أسود الأطلس'

صوت العدالة

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت العدالة

الركراكي في مرمى الانتقادات رغم إنجازاته التاريخية مع 'أسود الأطلس'

الرباط- عبد السلام اسريفي| القسم الرياضي رغم ما حققه من إنجازات غير مسبوقة في تاريخ الكرة المغربية والعربية، يجد الناخب الوطني وليد الركراكي نفسه هذه الأيام في مرمى الانتقادات، بعد تراجع أداء المنتخب الوطني في المباريات الأخيرة، وآخرها المباراة الودية أمام منتخب البنين، التي فاز فيها 'الأسود' بهدف دون رد، لكن بأداء باهت أثار الكثير من علامات الاستفهام. وقد دعت أصوات إعلامية وجماهيرية إلى تغيير المدرب أو على الأقل جهازه الفني، معتبرة أن المنتخب فقد الكثير من بريقه بعد مونديال قطر، وأصبح يعاني على مستوى الأداء والانضباط التكتيكي، مع تكرار الاعتماد على لاعبين استهلكهم العطاء ولم يعودوا في أفضل حالاتهم، إلى جانب خطط فنية مكشوفة يسهل قراءتها من قبل الخصوم. لكن في مقابل هذه الانتقادات، يرى كثيرون أن الركراكي لا يزال يستحق الثقة والدعم، نظراً لما حققه من نتائج استثنائية منذ توليه قيادة المنتخب، أبرزها قيادة المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، متجاوزاً منتخبات عريقة مثل بلجيكا، إسبانيا، والبرتغال، ومحققاً إشعاعاً كروياً غير مسبوق للمغرب قارياً ودولياً. إضافة إلى ذلك، يُحسب للمدرب الوطني نجاحه في جذب مجموعة من اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين عززوا صفوف المنتخب وأظهروا التزاماً كبيراً بالقميص الوطني، كما أنه سجل 11 انتصاراً رسمياً حتى الآن، واستطاع أن يُعيد ثقة الجمهور بالمنتخب بعد سنوات من التذبذب. ويرى متابعون أن المطالب الحالية بتغييره قد تكون سابقة لأوانها، خاصة أن المغرب على أعتاب استضافة نهائيات كأس إفريقيا 2025، وهو حدث يحتاج إلى الاستقرار الفني والمعنوي داخل المجموعة، أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الإطار، يقترح بعض المتخصصين تطعيم الطاقم التقني بمساعدين من ذوي الخبرة والكفاءة، بدل تغيير القيادة التقنية بالكامل، وذلك بهدف تصحيح بعض الاختلالات دون المساس بالهيكل العام للمنتخب. وفي انتظار المحطات القادمة، يبقى مستقبل الركراكي رهن النتائج المنتظرة، لكن ما هو مؤكد أن الرجل بصم على مرحلة ذهبية في تاريخ الكرة المغربية، ويستحق، على الأقل، فرصة مواصلة المسار وتصحيح المسار في ظروف مستقرة.

سلطان الأرقام وأحكام العقل
سلطان الأرقام وأحكام العقل

المنتخب

timeمنذ 13 ساعات

  • المنتخب

سلطان الأرقام وأحكام العقل

ما بين سلطان الأرقام الذي يؤتمر بأوامره، فلا يعلو عليه شيء آخر، وبين أحكام العقل الذي يحلل ويقرأ ويستبق، أوقعنا الفريق الوطني وهو يضع خاتمة لموسمه الدولي بالفوز بوديتي تونس وبينين، في حيرة. هل نستمع لصدى الأرقام الذي ينتشر بين الناس، ليقول بأن هذا الفريق بدأ موسمه الدولي بالفوز على منتخب زامبيا برسم تصفيات كأس العالم وأنهاه بفوز ودي على سناجب البينين بمقصية هلامية لأيوب الكعبي، وفي ذلك حقق 12 فوزا متتاليا، يحجز لوليد الركراكي مكانا بين الأساطير في كتاب «غينيس»؟ أم ننصت لصوت العقل عندما يحلل ما أفرزته وديتا الأسود أمام تونس والبينين، وهو ينشر بيننا الكثير من دوائر القلق، فلا نأخذ لا بالتبريرات ولا بالإكراهات، لنقول أن هذا الفريق الوطني لا يشعرنا بالأمان؟ صعب جدا، أن نرمي وراء ظهورنا بكل الأرقام القوية التي حققها الفريق الوطني، ما بين يونيو 2024 ويونيو 2025، من متواليات الفوز في 12 مباراة، إلى عدد الأهداف المسجلة (41 هدفا) إلى عدد الأهداف المقبولة (6 أهداف فقط)، وانتهاء بالعدد المثير للكلينشيهات (8 كلين شيت)، لأنها بمعزل عن كل السياقات والملابسات وحتى طبيعة الخصوم، تظل أرقاما هلامية. والأصعب من ذلك، أن يأخذنا التباهي بكل هذه الأرقام الإستثنائية، فلا نفتش في ثنايا المباريات، وبخاصة وديتي تونس والبينين، عما جعل الفريق الوطني لا يضع حبة الفراولة على كعكته الجميلة، أي لماذا لم يقرن النتيجة بالأداء، حتى لو كان الناخب وليد الركراكي يتهيب بل وينزعج من هذا الأداء الذي ما جنب الجماهير الأذى والخوف؟ ولأن الإعتراف سيد الأدلة، فوليد الذي يصفه البعض بالمكابر وأحيانا بالمتنطع، خرج علينا بعد مباراة البينين، ليقول أنه لم يكن راضيا على الأداء الجماعي، وقدم لذلك توصيفات ومبررات، برغم أنه كأي مدرب لا يعرض أيا من لاعبيه للمساءلة العلنية، وقد يكون أهون علينا جميعا، أن يكون هذا العطل التكتيكي والفني في أداء الفريق الوطني، بخاصة أمام البينين، بسبب أن الغيابات فرضت اللجوء لخيارات ثالثة، ما تسبب بشكل طبيعي في غياب الإنسجام الذي يحدد طبيعة النسق، بل ويرتقي به، وبسبب أننا في نهاية موسم، والأسود الذين حازوا درجات عالية في التنافسية هذا الموسم، وصلوا لودية البينين وهم مُفرغون بدنيا، ولو أنني لا أتحمس لهذا التبرير. ومع يقيننا التام من أن فريقنا الوطني لن يكون خلال شهر شتنبر القادم، عندما سيلاقي النيجر وزامبيا عن تصفيات كأس العالم، بذات الرتابة والرعونة في الأداء، فإنه من غير المنطقي وقد دخلنا الخط المستقيم الذي سيوصلنا للإستحقاق الكروي الأكبر والأهم، أن نطرح، مجرد الطرح، أهلية وليد الركراكي في قيادة أسود الأطلس خلال كأس أمم إفريقيا التي تقف على بعد خمسة أشهر منا. لا أصادر رأي أحد، لكنني لا أرى ما يمكن أن نبرر به وصف وليد في هذا التوقيت بالذات، بأنه ليس رجل المرحلة، إلا إذا كانت كل الأرقام التي تحققت هذا الموسم مجرد أوهام، لا نليق أبدا ببناء الأحلام.

أربع حكمات مغربيات في كأس أمم إفريقيا للسيدات
أربع حكمات مغربيات في كأس أمم إفريقيا للسيدات

برلمان

timeمنذ 19 ساعات

  • برلمان

أربع حكمات مغربيات في كأس أمم إفريقيا للسيدات

الخط : A- A+ إستمع للمقال اختارت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أربع حكمات مغربيات لإدارة مباريات كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، التي سيستضيفها المغرب في الفترة الممتدة من 5 إلى 26 يوليوز المقبل، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في الكفاءات التحكيمية النسائية المغربية على الساحة القارية. وذكرت الكونفيديرالية في بيان لها، أن بشرى كربوبي، التي أدارت مباريات نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار 2023، والألعاب الأولمبية باريس 2024، توجد ضمن الحكمات الرئيسيات إلى جانب مواطنتها صباح سدير، مضيفة أنه تم أيضا تعيين المغربيتين فتيحة جرموني وإحسان نواجلي كحكمتين مساعدتين. ويشارك ما مجموعه 46 حكما، موزعين بين حكام ساحة، وحكام مساعدين، وحكام الفيديو المساعد (VAR)، في هذه النهائيات القارية المرموقة، حيث تم اختيار نخبة من أفضل الحكمات في القارة. وبحسب الكاف فإن هذا العدد يعد هو الأكبر في تاريخ البطولة، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 40 حكما شاركوا في نهائيات 2022. وخلصت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى أن هناك 18 حكمة ساحة، و18 حكمة مساعدة، و10 لتقنية الفيديو المساعد (VAR).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store