
ترامب يقيل قيادية أميركية بارزة في الناتو دون توضيحات رسمية
أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نائبة أميرال البحرية شوشانا شاتفيلد من منصبها كممثلة للولايات المتحدة في اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في خطوة مفاجئة لم تُرفق بأي تبريرات رسمية من البيت الأبيض.
وتعد شاتفيلد من أبرز القيادات النسائية في المؤسسة العسكرية الأميركية، إذ تمتلك خبرة قتالية واسعة كطيّارة مروحيات، وكانت أول امرأة تتولى رئاسة كلية الحرب البحرية المرموقة. وقد شغلت منصبها في بروكسل منذ كانون الثاني 2023، قبل أن تصدر الإقالة قبل أيام قليلة من اجتماعات الناتو المرتقبة.
أثار القرار موجة من الانتقادات في الأوساط السياسية، لا سيما بين صفوف المشرعين الديمقراطيين. وأعرب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، مارك وارنر، عن قلقه الشديد، واعتبر أن "إقالة القادة العسكريين ذوي الخبرة تُضعف الأمن القومي الأميركي وتقلل من تأثير واشنطن على المستوى الدولي".
في السياق ذاته، وصف السيناتور جاك ريد الخطوة بأنها "غير مبررة ومشينة"، مشيدًا بمسيرة شاتفيلد المهنية التي امتدت على مدى 38 عامًا. وأضاف: "إنجازاتها تظل شاهدة على كفاءتها، مهما كانت دوافع هذا القرار".
وتأتي هذه الإقالة ضمن سلسلة تحركات مماثلة نفذها ترامب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، طالت أكثر من عشرة مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون الابن ، ورئيسة العمليات البحرية الأميرال ليزا فرانشيتي، وجميعها تمت دون إبداء الأسباب.
وتزامن قرار إقالة شاتفيلد مع اقتراب موعد اجتماعات مهمة للناتو في بروكسل، والمخصصة لبحث سبل دعم أوكرانيا وتعزيز الدفاعات الأوروبية، وسط غياب لافت لوزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث عن الحضور.
ويشير محللون إلى أن الخطوة تعكس تصاعد التوتر بين إدارة ترامب وحلفاء واشنطن داخل الناتو، خاصة في ظل مواقف الرئيس الأميركي السابقة التي عبّر فيها عن شكوكه تجاه فاعلية الحلف، مطالبًا الدول الأعضاء بزيادة مساهماتها في الإنفاق الدفاعي.
كما تعرضت شاتفيلد لانتقادات من دوائر محافظة داخل الولايات المتحدة بسبب مواقفها المؤيدة لسياسات التنوع والمساواة في المؤسسة العسكرية. وكانت قد أكدت خلال قيادتها لكلية الحرب البحرية على أهمية احترام الاختلافات وتعزيز الانفتاح داخل صفوف القوات المسلحة.
وتعيد هذه التطورات الجدل بشأن مستقبل الدور القيادي للولايات المتحدة داخل الحلف، في وقت حساس يواجه فيه الناتو تحديات استراتيجية متزايدة على الجبهة الشرقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 18 دقائق
- ليبانون 24
"أكسيوس": البيت الأبيض يعتقد أنه على بعد خطوات من التوصل لاتفاق قد يؤدي في النهاية لإنهاء الحرب في غزة
"أكسيوس": البيت الأبيض يعتقد أنه على بعد خطوات من التوصل لاتفاق قد يؤدي في النهاية لإنهاء الحرب في غزة Lebanon 24


ليبانون 24
منذ 18 دقائق
- ليبانون 24
البيت الأبيض: لا يحق للقضاة غير المنتخبين أن يقرروا كيفية التعامل مع حالة الطوارئ الوطنية بشكل سليم
البيت الأبيض: لا يحق للقضاة غير المنتخبين أن يقرروا كيفية التعامل مع حالة الطوارئ الوطنية بشكل سليم Lebanon 24


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- شبكة النبأ
اليمن يحاصر ميناء حيفا.. ماذا بعد؟
سيواجه الكيان مشاكل كبيرة مع اليمن، فالحصار على مطار بن غوريون وميناء حيفا، سيشكل عامل ضغط كبير على حكومة نتنياهو على إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار، وإذا قرر نتنياهو المضي بعيداً ومقاومة الحصار، فإن اليمن سينتقل بالتأكيد إلى خطوة أكبر في التصعيد من الكيان المؤقت... يتجاوز اليمن واقع الجغرافيا البعيدة، ويحقق انتصارات نوعية في معركة اسناده لغزة، في حالة استثنائية لا مثيل لها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. في العقود الماضية كان اليمن هامشاً، أو ملحقاً خلف قوى عربية في الصراع مع كيان العدو، كما هو الحال في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان منفذاً للأجندة المصرية، لكن اليوم الواقع مختلف تماماً، فاليمن الجريح، قد خرج من ركام الحرب، ليفاجئ العالم بقدراته العسكرية الهائلة، وقراره الشجاع في إسناد غزة التي يتعرض سكانها لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة من قبل الكيان، وبالعمليات اليمنية المتدرجة، يعيد اليمن الكرامة للأمة العربية المسحوقة، التي وصلت إلى حالة فظيعة من الهوان والانحدار في مواجهة العدو الإسرائيلي. وتأتي العمليات اليمنية بشكل تصاعدي، فالقيادة اليمنية لم ترمِ كل أوراقها دفعة واحدة على الطاولة، وإنما تمارس سياسية "الخطوات التدريجية المتصاعدة"، وهي استراتيجية أثبتت نجاعتها في الميدان، حيث بدأ اليمن فرض حصار خانق على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، مانعاً السفن الإسرائيلية من العبور في البحر الأحمر، وهذا أثمر في فرض حصار خانق على ميناء [ايلات] الواقع جنوبي فلسطين المحتلة، ومع مرور الأشهر تعطل الميناء بالكامل، وبات خاوياً. لم تأتِ فكرة الحصار البحري على كيان العدو من خارج الصندوق، وإنما كان قراراً شجاعاً وحكيماً، فقد استثمر اليمن موقعه الجغرافي في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وأعاق وصول السفن إلى موانئ الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، ولخطورة هذه الورقة على كيان العدو، حركت أمريكا أساطيلها البحرية وحاملات الطائرات والقطع الحربية إلى البحر الأحمر، بغية فك الحصار البحري عن الكيان، لكن اليمن استطاع وبعد ثلاثة أشهر من المواجهة هزيمة أمريكا في البحر، في مشهد لم يستوعبه المراقبون ولا حتى الأمريكيين أنفسهم، واضطر الرئيس الأمريكي ترامب للنزول من الشجرة، وتوقيع اتفاقية مع أنصار الله، يترجى فيها القوات المسلحة اليمنية بعدم المساس أو التعرض للسفن الأمريكية مقابل صمت أمريكا وعدم مساندتها للعدو الإسرائيلي، وبهذه الطريقة تمكنت اليمن من تحييد أمريكا بشكل لا يصدق. حصار مطار بن غوريون انتقل اليمن بعد ذلك إلى خطوة أخرى، ذات تأثير وفاعلية ومزعجة للكيان المؤقت، تمثلت في فرض حصار جوي على مطار اللد المسمى اسرائيلياً [بن غوريون]، وقد أسفرت هذه العمليات عن إلغاء الكثير من شركات الطيران لرحلاتها من وإلى المطار، وكبدت الكيان الكثير من الخسائر الاقتصادية. ويأتي الحصار اليمني مقابل تحقيق هدف واحد لا أكثر وهو [وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار]، وإذا ما أوقف العدو الإسرائيلي عدوانه وحصاره على غزة، فإن اليمن سيتجه على الفور إلى رفع الحصار في البحر والجو، ما لم فإن الخيارات اليمنية كثيرة ومتعددة، وقد تصل إلى ما لا يمكن أن يتوقعه العدو. حصار ميناء حيفا ونظراً، لأن العدو الإسرائيلي لم يستجب للضغوط اليمنية الهائلة عليه، وفضل المضي قدماً في تكثيف عدوانه وحصاره على قطاع غزة، ومنها توسيع العمليات فيما يسمى [عربات جدعون] فقد تحتم على اليمن الانتقال إلى استخدام ورقة أخرى أكثر ألماً على الكيان المؤقت، وتمثلت هذه بالإعلان مساء الثلاثاء عن فرض حصار بحري على ميناء حيفا شمالي فلسطين المحتلة. وباستثناء تهديدات حزب الله اللبناني، لم تتعرض حيفا، وكذلك موانئها، ومنشآتها الاقتصادية والحيوية لأية مخاطر، ولهذا يأتي قرار الحظر اليمني ليضع "إسرائيل" في قلب العاصفة، ويجعلها تعمل ألف حساب للعواقب والتداعيات، لا سيما وأن القرار يأتي في ذروة التخلي الأمريكي عن حكومة المجرم نتنياهو ، وفي ظل تصاعد المواقف الأوروبية الساخطة من الكيان بسبب توسيع عملياته في قطاع غزة. وما يميز قرارات اليمن أنها ليست للاستعراض أو الاستهلاك الإعلامي، فالأفعال تسبق الأقوال، وصرامة الموقف اليمني المساند لغزة بات يعرفها الجميع، بما فيهم الأمريكيون أنفسهم الذين فشلوا عن إيقاف مساندة اليمن لغزة، ولهذا فقد كان حصار ميناء "أم الرشراش" جنوبي فلسطين المحتلة، والذي يطلق عليه العدو تسمية "ميناء ايلات" خير تجربة عملية على نجاح اليمن في فرض الحصار على كيان العدو، فالميناء توقف عن العمل بالكامل، والسفن لم تعد تصل إليه، والخسائر الاقتصادية للعدو لا يمكن حصرها. ويوصف ميناء حيفا بأنه "بوابة التجارة الإسرائيلية"، حيث تنقل حوالي 99% من جميع البضائع من وإلى كيان العدو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن طريق البحر، والميناء يمر من خلاله نحو ثلث التجارة الخارجية للاحتلال من تصدير واستيراد، كما تنتشر بالقرب منه مواقع إنتاج النفط والغاز القريبة من حيفا وتلك الواقعة في شرقي البحر المتوسط، ومنها [تمار] و[ليفياثان]. بطبيعة الحال، فإن التداعيات ستكون كبيرة على العدو الإسرائيلي إذا تم قصف الميناء من اليمن، حيث سيسبب أزمة كبيرة للكيان واقتصاده وأسواقه وقطاعه الإنتاجي والتصديري، وحتى في حال لجوء الكيان المؤقت إلى موانئ دولة مجاورة فإن لهذا تكلفته العالية على الاقتصاد والأسواق والمستهلك. وكما مثلت حيفا نقطة قوية للاحتلال وأسواقه وصناعته، ورئة حيوية لتجارته الخارجية وصادراته طوال السنوات الماضية، يمكن أن تتحول إلى نقطة ضعف في حال نجاح الحصار اليمني. ومن أبرز التداعيات للحصار على الميناء، هو أن الكيان يعتمد على أكثر من 35% من حجم الاستيراد والتصدير الإسرائيلي، حيث يأتي البترول، والمواد الخام، والمنتجات الصناعية والحبوب على رأس الواردات، وإذا ما تم تفعيل الحصار، فهذا يعني حدوث أزمة مشتقات نفطية خانقة في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أن الحصار سيهدد إمدادات السلع الأساسية للكيان، ولن يجد أي منفذ آخر لدخول السلع إليه، لا سيما بعد تعطل ميناء أم الرشراش على البحر الأحمر. سيواجه الكيان مشاكل كبيرة مع اليمن، فالحصار على مطار [بن غوريون] وميناء حيفا، سيشكل عامل ضغط كبير على حكومة نتنياهو على إيقاف العدوان على غزة ورفع الحصار، وإذا قرر نتنياهو المضي بعيداً ومقاومة الحصار، فإن اليمن سينتقل بالتأكيد إلى خطوة أكبر في التصعيد من الكيان المؤقت.