logo
كورال طويق للموسيقى العربية يستلهم الموروث الموسيقي الغنائي بأمسية مميزة بالرياض

كورال طويق للموسيقى العربية يستلهم الموروث الموسيقي الغنائي بأمسية مميزة بالرياض

مجلة سيدتي٠٦-٠٥-٢٠٢٥

شهدت جامعة الملك سعود أمس الاثنين حفل كورال طويق للموسيقى العربية، الذي أُقيم بالشراكة بين معهد البيت الموسيقي العالي للتدريب "ميوزك هوم" وكلية الفنون بجامعة الملك سعود، ويمثل خطوة مهمة نحو تأصيل الثقافة الفنية في المملكة، ودعم المواهب والأصوات المبدعة، وفق أهداف رؤية السعودية 2030 الساعية إلى تعزيز الفنون والموسيقى.
وحضر الأمسية الفنية الاستثنائية التي استمرت أكثر من ساعتين بباقة متنوعة من الألوان الموسيقية العربية الأصيلة، تحت إشراف وقيادة الدكتور أيمن تيسير، واحتضنها مسرح حمد الجاسر بالجامعة في الرياض، عدد كبير من المسؤولين والمختصين والأكاديميين، والفنانين والموسيقيين، والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.
وصلات منوعة مع كورال طويق
وقدم الكورال عددًا من الوصلات، بدأت بوصلة الموشحات جميلة تليها وصلة فيروزيات مميزة ثم وصلة مدلي سعودي رائع ثم وصلة ينبعاوي مختلفة واختتم بتقديم وصلة العندليب الطربية.
وأوضح الشريك والمؤسس لمعهد البيت الموسيقي العالي الدكتور أيمن تيسير، أن كورال طويق للموسيقى العربية يهدف إلى تقديم برنامج غنائي شامل يعرض الموروث الموسيقي الغنائي السعودي والعربي، من خلال عروض أدائية أمام الجمهور، مبينًا أن برامج الكورال المتنوعة تسهم في تعزيز ذائقة المجتمع الموسيقي، وإثراء المشهد الثقافي والفني في المملكة.
وأشار إلى أن الكورال الذي تأسس عام 2024 يعتبر منصة واعدة لاكتشاف المواهب الشابة في مجال الموسيقى ورعايتهم، وتأهيلهم لأعلى المستويات الاحترافية، وتقديم عروض فنية تعكس الهوية الثقافية السعودية والعربية، وتفتح آفاقًا رحبة أمامهم في عالم الموسيقى، لافتًا إلى أنه يضم مجموعة من المواهب السعودية والعربية يتجاوز عددهم 100 موهبة من الشباب والشابات يمتلكون مواهب غنائية متميزة.
وذكر تيسير أن المعهد يقوم بتعاليم الموسيقى ضمن برامج تنتهي بشهادات أكاديمية معتمدة وتتوافق مع أفضل المناهج التعليمية العالمية، وتدريب وتأهيل الفرق الموسيقية وإدارتها، وتقديم الاستشارات الموسيقية، إضافة إلى إقامة الفعاليّات والعروض الموسيقية، وصناعة الهوية الصوتية، وإعداد الحقائب التدريبية، وكذلك تقديم الدورات الموسيقية الحرة.
وصلة فيروزيات تأخذك في رحلة موسيقية فريدة في حفل #كورال_طويق للموسيقى العربية @musichome_ksa pic.twitter.com/MfSXzd6y4q
— مجلة سيدتي (@sayidatynet) May 5, 2025
من جهته، قال المدير التنفيذي لمعهد البيت الموسيقي العالي معتز الشبانة، أن المعهد هو الأول من نوعه لتعليم الموسيقى في المملكة بالرياض وجدة، ويقدم حزمة من البرامج والدورات وورش العمل التدريبية في مجال الموسيقى ضمن أفضل المعايير المعتمدة عالميًا، ومنها برامج منتهية بشهادات معتمدة من وزارة الثقافة ومؤسسة التدريب التقني والمهني؛ كدبلوم الموسيقى الأول من نوعه في المملكة، لافتًا إلى أن المعهد يضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في الموسيقى من مختلف دول العالم، يقدمون أفضل طرق التدريس الأكاديمي، موضحًا أن المعهد يبذل جهودًا متميزة برؤية رائدة في تعزيز الثقافة الموسيقية.
وأكد أن المعهد يقدم مجموعة واسعة من الدورات والبرامج الموسيقية الأكاديمية التطويرية والتأهيلية لأبناء وبنات الوطن، مما يسهم في تطوير مجال تعليم الموسيقى، ونشر ثقافة التعليم الموسيقي محليًا، وكذلك تطوير التشريعات المتعلقة بتراخيص المراكز والمعاهد الموسيقية في المملكة، ونشر الوعي بأهميتها وتأثيرها الإيجابي على المجتمع، وتحسين جودة الحياة، بما يتناغم مع أهداف رؤية السعودية 2030.
ونوّه الشبانة بالمنجزات التي حققها المعهد في مجال تطوير الموسيقى وتعليمها، مثل: تدريب وتأهيل الفرقة الوطنية السعودية والكورال الوطني لتمثيل المملكة في المحافل الوطنية والدولية، وتقديم مجموعة كبيرة من المواهب والفنانين والموسيقيين والفرق الموسيقية، والإسهام في إعداد مادة الموسيقى في المدارس والجامعات.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منصة احتفاء بالمواهب الإبداعية.. الفائزون في حفل توزيع جوائز الأزياء السعودية 2025
منصة احتفاء بالمواهب الإبداعية.. الفائزون في حفل توزيع جوائز الأزياء السعودية 2025

مجلة هي

timeمنذ 33 دقائق

  • مجلة هي

منصة احتفاء بالمواهب الإبداعية.. الفائزون في حفل توزيع جوائز الأزياء السعودية 2025

في ليلة حملت بين تفاصيلها أناقة الماضي ونبض المستقبل، اختتمت هيئة الأزياء حفل توزيع جوائز الأزياء السعودية في نسختها الثانية لعام 2025، وسط أجواء متميزة احتفت بالأسماء اللامعة من المصممين والمصممات والعلامات السعودية المتنوعة، والشخصيات المؤثرة في عالم صناعة الموضة والجمال عالميا.. حيث مثل الحفل منصة احتفاء بالمواهب السعودية الإبداعية التي أعادت صياغة لغة التصميم بأصالة ورؤية معاصرة. Charmaleena الحاصلة على جائزة علامة المجوهرات للعام 2025 حفل ختام توزيع جوائز الأزياء السعودية 2025 تميز حفل الختام المهيب الذي أقيم في مدينة الرياض، بصفتها عاصمة الموضة والأناقة، بأجوائه الغامرة بالتجديد، وبجمعه بين التقدير الفني والاحتفال بالهوية، حيث صعد الفائزون إلى منصة الاحتفاء وسط تصفيق الحضور، ليُكرَّموا عن أعمال عززت حضور المملكة في الاقتصاد الإبداعي العالمي من خلال دعم الابتكار والاستدامة والحرفية في القطاع. ومثلت هذه الأمسية احتفاء بإبداع سعودي متجدد ونابض بالحياة، وخطوة جديدة تؤكد على التقدير الفعلي للموهبة السعودية، في ظل التحولات الجذرية التي تعيد تشكيل خريطة الموضة في المملكة، وتدفع بها نحو آفاق أوسع تتجاوز الحدود. تعرفوا على الفائزين بجوائز الأزياء السعودية حصل على جائزة مصور الأزياء للعام 2025 (بالتعاون مع مجلة هي) المصور ريان نوّاوي شهدت جوائز الأزياء السعودية في نسختها الثانية توسعًا ملحوظًا في نطاق فئاتها، لتعكس تنوّع المشهد الإبداعي في المملكة وتمنح الفرصة لمواهب جديدة في مجالات متنوعة، ففي هذه النسخة توزع المرشحون لجوائز الأزياء السعودية 2025 على ست فئات رئيسية تشمل: منسق الأزياء للعام، مصور الأزياء للعام، علامة الأزياء الرجالية للعام، علامة الأزياء النسائية للعام، علامة المجوهرات للعام، وجائزة عارضة العام، لتقدّم مشهدًا غنيًا يجمع بين الحرفة، والرؤية، والسرد البصري.. وترشحت نخبة من أبرز العلامات السعودية في كل فئة من فئات الجوائز قبل الإعلان عن الفائزين، وتم اختيار الفائزين من قبل لجنة التحكيم التي ضمت نخبة من أبرز الشخصيات في صناعة الموضة والجمال، لتقييم المشاركات واختيار الفائزين بمعايير احترافية متميزة. فلنتعرف على العلامات والشخصيات الفائزة في جوائز الأزياء السعودية لعام 2025: شهد الشهيل لعلامة Abadia الفائزة بجائزة علامة الأزياء النسائية للعام 2025 - مصور الأزياء للعام: حصل على جائزة مصور الأزياء للعام 2025 (بالتعاون مع مجلة "هي")، المصور "ريان نوّاوي" المخرج الإبداعي الذي يدمج التراث السعودي في قالب عالمي، ويعد من الأسماء اللافتة في مجال التصوير التحريري، وهي الجائزة التي ترشح لها إلى جانبه كلا من: عبدالله الخليفة، عبير أحمد، أنس الفوزان، حياة أسامة. - منسق الأزياء للعام: حصلت منسقة الأزياء "روان كتوعة" مؤسسة وكالة REFINED، أول وكالة سعودية متخصصة في تنسيق الأزياء، على جائزة منسق الأزياء للعام 2025، وهي الجائزة التي ترشح لها إلى جانبها كلا من: جواهر الدخيل، مريم سلمان، رحاب الأحمدي، سما البارون، سلطان الملحم. - علامة الأزياء الرجالية للعام: كانت جائزة علامة الأزياء الرجالية للعام 2025 من نصيب علامة KML، وهي العلامة التي أسسها المصمم "أحمد زاهر حسان" والتي تركّز على تصميمات مستوحاة من الهوية والتاريخ الإنساني، وتربط بين الماضي والحاضر بعمق فكري، وهي الجائزة التي تنافس عليها أيضا كلا من: علامة 1886، Noura Sulaiman ، AWAKEN ، Hindamme ، Noble & Fresh . - علامة الأزياء النسائية للعام: حصدت علامة Abadiaجائزة علامة الأزياء النسائية للعام 2025، وهي العلامة الفاخرة التي أسستها شهد الشهيل، والتي تدمج بين التصميم المستدام والحرفة، وتحتفي بالهوية والثقافة السعودية المعاصرة، وهي الجائزة التي ترشح لها أيضا كلا من: KAF by KAF ، Mona AlShebil ، THIL ، Yasmina Q. - علامة المجوهرات للعام: نالت علامة المجوهرات Charmaleena على جائزة علامة المجوهرات للعام 2025، وهي العلامة التي أسستها لينا وهالة الخريجي، والتي تجمع بين التقاليد السعودية والرموز الإنسانية في مجوهرات أنيقة وهادفة، وذلك بعد أن تنافس عليها إلى جانبها كلا من: APOA ، Baby Fitaihi ، Lillian Ismail ، OFA ، Yataghan. - جائزة فخرية لعارضة أزياء العام: تليدة تام Taleedah Tamer والتي تعد من أوائل عارضات الأزياء السعوديات اللواتي شققن طريقهن في عروض الأزياء العالمية، وتعاونن مع العديد من العلامات التجارية العالمية. من تصاميم علامة KML الفائزة بجائزة علامة الأزياء الرجالية للعام 2025 أربع جوائز عالمية برعاية WWD يُذكر بأن حفل توزيع جوائز الأزياء السعودية 2025 قد تتضمن تقديم أربع جوائز عالمية برعاية WWD للتميّز والإبداع في التصميم وابتكار الجمال، ونال هذه الجوائز كلا من: - العلامة التجارية العالمية للعام "تودز" Tod's . - علامة الجمال العالمية للعام "جلو ريسيبي" Glow Recipe . - مبتكر الجمال العالمي للعام "باتريك تا" Patrik Ta. - مصمم العام العالمي "أليساندرو سارتوري" Alessandro Sartori . الصور من حسابات الشخصيات والعلامات الفائزة.

ياسر مدخلي: المسرح يعاني.. ومقاولوه يبحثون عن مكاسبهم
ياسر مدخلي: المسرح يعاني.. ومقاولوه يبحثون عن مكاسبهم

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

ياسر مدخلي: المسرح يعاني.. ومقاولوه يبحثون عن مكاسبهم

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حاكم الشارقة يسلّم مدخلي جائزة المسرح. مدخلي مع الإعلامية خديجة الوعل في ديوانية القلم الذهبي. مدخلي في أحد اجتماعات جمعية المسرح والفنون الأدائية. فريق مسرحية صادق النمك. جمعٌ من المثقفين في ديوانية القلم الذهبي. مع ناصر القصبي. للكاتب المسرحي مدير الإدارة التنفيذية لـ«ديوانية القلم الذهبي» ياسر مدخلي حضوره الإبداعي، والإداري. أنشأ مبادرة «مسرح كيف» الأولى من نوعها في قطاع المسرح منذ 25 عاماً، وحقق خلالها العديد من الجوائز، ونالت أعماله اهتماماً من الباحثين الأكاديميين داخل المملكة وخارجها. وهنا نحاور تجربة لها رؤية وخبرة، حول شؤون وشجون «أبو الفنون»، فإلى نصّ الحوار: • لماذا أنشأت «مسرح كيف»؟ •• «كيف» سؤال عن الطريقة، والبحث المستمر، وتحقيق الجودة مقابل الكم، و«كيف» تمثّل أسلوب التجربة الذي أصبح سمة هذا الكيان الذي أثبت حضوره كفريق يعمل بشكل مؤسسي ويمتلك حوكمة متفوقة، إضافة إلى أن «كيف» تعبّر عن المنهج العلمي وراء التجارب التي جذبت الجمهور، ولفتت اهتمام المتخصصين. وطيلة الأعوام الماضية حققنا استدامة ثقافية نوعية، ونقدم اليوم مخرجاتنا بجرأة ورصانة كقوالب مبتكرة نقترحها على جمهور المسرح المحلي ومتطلعين إلى جمهور وصناع المسرح العالمي. • ماذا أنتج؟ وما تأثيره؟ •• نفذنا من خلال «مسرح كيف» وبدعم ذاتي، عدداً من الدورات التدريبية التي صقلت العديد من المواهب المسرحية في مجالات مثل الكتابة والتمثيل والإنتاج، وأنتجنا كل الأعمال التي وطدت العلاقة مع الجمهور، ومن خلال هذه العروض قدمنا تجارب علمية منهجية، وكمخرج وباحث توصلنا لفهم أعمق للجمهور. • ماذا يعني فهم الجمهور؟ وهل المسرحي بمعزل عنه؟ •• إن ما يعانيه المسرح في العالم اليوم هو أن المبدع والمنتج يعتمدان في تصميم وصناعة المسرح على ذائقتهما، وقناعتهما، وتوقعاتهما، بعيداً عن دراسة المتلقي المستهدف ومتجاهلاً لدراسة السوق، وحتى نستطيع حل هذه الإشكالية علينا أن ندرك بفهم شامل المنطقة المشتركة بين صانع العرض ومستهلكه، لنقدم عرضاً مسرحياً قابلاً للتلقي وناجحاً مع الجمهور وجاذباً باستمرار ومحققاً للتأثير المسرحي، وبإشراك الجمهور استطعنا أن نوظّف مسرحنا لخدمة المجتمع. • لماذا لديك حساسية من المسرح التجاري، وتطلق على من يتبناه «مقاول»؟ •• أعتقد أن من أدوار المسرح مساعدة الجمهور على الشعور بالسعادة والتفاؤل والأمل والاستمتاع بالجمال، وأيضاً اكتساب الجمهور عدة قيم؛ منها التعايش والتقبّل والولاء والتكاتف بين أفراد المجتمع. والمقاولون الذين يعملون في المسرح يبحثون عن مصلحتهم التجارية ومكاسبهم فحسب، ولا يقدمون دوراً ثقافياً أو حضارياً يسهم في تشكيل إرث فني إبداعي في هذا المجال، لذلك أجد أن موقفي ضد مقاولات المسرح هو بسبب تغييب جزء كبير من المسرحيين الذين توقفوا بشكل أو بآخر عن تقديم أعمال مسرحية ذات قيمة إبداعية عالية، ما جعل المسرح دون أثر اجتماعي، كما تفعل مباراة كرة قدم مثلاً. • ما رؤيتك للكتابة المسرحية؟ •• أؤمن بأهمية تكوين الشخصية الإبداعية للكاتب. دائماً أحاول من خلال كتاباتي أن أقدم أسلوباً يحفّز القارئ على النقاش ويتيح له مساحة لطرح التساؤلات، ورغم أن المسرح العربي متعدد الثقافات والمرجعيات والحاجات، إلا أنه يشترك في القيم والقضايا الإنسانية وشغفنا بالحكايات، لذلك يكون طرح القضايا المشتركة بحاجة ماسة إلى لغة يمكنها التعبير عن مساحة أكبر وزمن أطول لتتلاءم هذه النصوص وهذه الأعمال. وأعتقد أنني أجتهد في تقديم أعمالي بأسلوبي الخاص الذي يتمكن من خلاله النص أن يصل إلى أبعد من البيئة التي أعيش فيها. • من يقف وراء أسماء أعمالك؟ هل هي عفوية، أم أن للعنوان نصيباً من الاشتغال على العمل؟ •• طبعي التأني في إخراج وتنقيح النص والكتابة، مراحل لا تتوقف على مسوّدة واحدة أو اثنتين لأنني دائم الكتابة والتحرير والتعديل على النصوص. واختيار اسم النص دائماً ما يشغلني، ليكون معبراً بشكل جيد ومشوقاً أيضاً، وأنا في الدورات التدريبية في الكتابة أؤكد على أهمية العنوان لتحفيز المخرج والمنتج والقارئ لبدء التواصل مع النص، لذلك أعتقد أنه جزء من أسلوب الكاتب وشخصيته، ومن الذكاء أن نختار اسماً مميزاً لأنه بطاقة عبور باتجاه الآخر، وعتبة أولى للحكاية وأداة تسويقية مؤثرة. • لماذا تميل للتمرُّد على القواعد وتتفنن في كسرها؟ •• ليس تمرُّداً، وإنما محاولة لصياغة التجربة التي أبحث فيها عن شكل يخدم أهدافها، فهذه التجارب هي التي تجعلني أعيد اختبار القواعد، وأبدأ في ابتكار أسلوب مواكب للتغيير الطارئ على المبدع والمتلقي، لذلك فإن كسر القواعد لم يكن هدفاً بذاته وإنما هو وسيلة لمساعدتي على اختبار قواعد جديدة بالبحث العلمي، ولي مع «مسرح كيف»، تجربة مسرحية تختبر فرضية أو تساؤلاً محدداً، والمسرح الذي لا يقدم تجربة مسرح بائد. • كيف وجدت «الكوميديا الارتجالية التفاعلية»؟ •• كانت تجربة «صادق النمك» قائمة على الارتجال، ولم يكن الهدف من الارتجال تقديم ممثل بارع، بل كانت الفكرة كيف نستطيع جعل الجمهور ممثلاً جيداً بإتاحة الفرصة للمشاركة، وهذا ينطلق من كون التفاعل أصبح هوس المتلقي، من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تمنحه فرصة التعبير عن الإعجاب وإعادة النشر ومشاركة المحتوى، والمتلقي اليوم يصنع المحتوى. والمسرح يواجه تحدياً مع التطبيقات والهواتف الذكية التي ترافق الإنسان في كل مكان وتعوضه عن التعامل مع الإنتاج التقليدي للإعلام والثقافة، وبالذات المحتوى الدرامي الذي يطرح في المنصات المختلفة، لذلك صنعت قالب «الكوميديا الارتجالية التفاعلية» كي نستفيد من فكرة التفاعل التي يهتم بها المجتمع، والارتجال ابن اللحظة التي تقدم جوهر الإنسان وتعبّر عن شيء ما في داخله، لذلك كانت فرصة لإطلاق مشاعر الناس ومواقفهم من خلال دور يقدمونه داخل العرض، وكانت كل المداخلات تعبّر عن قبول الجمهور، ومحاولة التداخل تجاوزت عدد الفرص الموجودة في العرض. • بماذا تواجه النقد؟ وما موقفك من النقاد؟ •• ‏أعتقد أن النقد إحدى الركائز لنمو أي إنتاج إبداعي، ومهمة النقد تبدأ بالملاحظة ثم تحاول التوجيه والتوثيق وتقدم القراءة للإبداع، ثم يصبح الناقد أيقونة، عندما يكسب ثقة المبدعين والجمهور، وتقف حركة النقد وإنتاجه على مسوؤلية الحارس الذي يحقق الأمان الإبداعي، ومن خلاله يتم إبراز التجارب الجديدة، وإيقاف المهازل التي ربما تنحدر بالفن والأدب والفكر، لكن النقد اليوم للأسف غاب أو -على أحسن تقدير- انحدر بسبب تعنت النقاد وشراسة أساليبهم، وعدم مواكبتها المشهد الإبداعي، فحاجتنا للنقد لا تقل عن حاجتنا إلى وجود المبدعين، لأن النقد حالة متوازية ومتجدده تشجع المميز وتقوم المتعثر وتحاكم السيئ. • ما موقفك من المهرجانات الكثيرة؟ أم أنك لا تدعى إليها؟ •• الكثرة أو القلّة ليس لها تأثير جوهري، فالمضمون هو الغاية وليس المهرجان نفسه، وتنوع المهرجانات مهم وكثرتها مهمة، ولكن إذا كانت مضامين هذه المهرجانات متشابهة، وضعيفة، أو كانت تدار بأساليب تقليدية أو متحيزة، أو لديها أجندة تؤثر على هدفها الإبداعي فأعتقد بأنها تؤثر سلباً على العمل الفني، لذلك وجود المهرجانات مهم، والتنوع أهم ويجب ألا نغفل أهمية اعتماد واختيار تحكيم وإدارة المهرجانات بطريقة مهنية وفق معايير واضحة وشفافة لتحقق تكافؤ الفرص وتعزز التنافسية بين المبدعين وتبرز التجارب المهمة والأسماء التي تستحق الاحتفاء. • ما الذي دفعك إلى الاستقالة من مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية؟ •• بدأت عملي في مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية المهنية منذ ثلاثة أعوام ونصف تقريباً، وكنت مع زملائي الأعزاء بقيادة رئيس مجلس الإدارة الفنان القدير ناصر القصبي نعمل على تأسيس أرض صلبة انطلاقاً من الحوكمة بصياغة عدد ضخم من السياسات الداخلية واللوائح والأدلة والتشريعات وتنظيم مهمات للجمعية بإستراتيجية واضحة تعنى بالجانب المهني، وترتقي بالممارسين، وتعزز الثقافة والوعي في قطاع المسرح والفنون الادائية، وانتهيت من كل المهمات التي كُلفت بها ولم يعد لوجودي ارتباط واضح يستحق بقائي، وللأعزاء في المجلس كل التقدير على فترة أعتبرها تاريخية لتأسيس منظمة مهنية تحافظ على المبدعين وترعى مصالحهم وتنمي أعمالهم وتحمي حقوقهم. • ما القرار الذي تحتاج إليه جمعية المسرح لتقدم أثراً ملموساً في الميدان؟ •• كون الجمعية اليوم ذات شخصية اعتبارية وتخصص مهني، نتوقع من المسرحيين الكثير، وأتمنى أن تقوم بدورها، في ضبط ممارسة المهن المسرحية وتتيح الفرصة المشجعة للممارسين في قطاع المسرح وقطاع الفنون الأدائية، وهو جهد كبير بحاجة إلى أن يكون للجمعية موارد مالية مستدامة، وأن تركز مهماتها وأعمالها على الجانب المهني، والزملاء الكرام في مجلس الإدارة يقومون بجهد عظيم، في المهمات التي ما زالوا يعملون عليها، وسواء كنت في المجلس أو كنت خارج المجلس، وسواء كنا أعضاء اليوم في الجمعية أو خارج الجمعية، يجب أن يكون لنا دور نقوم به بدافع وطني ليكون مسرحنا قائماً وقوياً ومنتجاً ومؤثراً ومواكباً للرؤية الطموحة التي تحققها البلاد. • ألا تبالغ بوصف المسرح بالناضج في ظل النقص الحاد في البنية التحتية وغياب لائحة المهن الفنية؟ •• لدينا مسرحيون، وليس لديهم مسرح، هذه حقيقة، إلا أن هذا لا يجعلنا ننكر ببساطة ما قام به المسرحيون خلال العقود الماضية، وحققوا حضوراً قوياً ومهماً في المحافل الدولية، وعندما تمكنوا من تقديم أعمالهم أقبل عليهم الجمهور، وبالأثر والأرقام حقق المسرحيون دوراً كبيراً في الجنادرية، ومسرح الأمانة، ومهرجانات المناطق والجامعات، والعروض المذهلة في بوليفارد رياض سيتي بدعم هيئة الترفيه، وفي المقابل جمهورنا متعطش ويكاد حضور المسرح يفاجئ الجميع في كثير من الأعمال، إلا أن الإستراتيجية التي تلغي وجود القطاع الخاص، أو لا تشجعه على الاستثمار، خطة ناقصة، وإن لم تُعِق المسرحيين عن مزاولة شغفهم والمساهمة في تشكيل حراك مسرحي ينافس محلياً ودولياً. • متى يستعيد «أبو الفنون» في بلادنا كامل عافيته؟ •• عندما يقترب صانع القرار من المبدع، ويلبي احتاجاته، ويؤمّن له الأدوات الكافية، من التشريعات والحقوق والواجبات والبنى التحتية البسيطة والمعقدة سيستطيع النجاح في الوصول إلى الجمهور ويؤثر فيه. فالمسرحيون هم العتبة الأولى لدعم الحركة المسرحية، وتجسير العلاقة بين الأجيال، وتنمية الفرق ومنحها صفة اعتبارية ستجعلنا أمام سوق مغرٍ يجذب رؤوس الأموال ويحرك المياه الراكدة في قطاع بكر لم يتجرأ المستثمر على اكتشاف الفرص الربحية التي تنتظره والمسرح السعودي قادر برغم ما يعتريه من ظروف، فهو حاضر في منصات التتويج، وفي أبحاث الدراسات العليا، وفي المهرجانات المختلفة، ويقدم اليوم بلغات عديدة. • ماذا عن اهتماماتك الأخرى؟ •• كل اهتماماتي وهواياتي تتضاءل أمام المسرح، لا شك أني أحب الرسم والتصوير وكتابة الشعر والخط، ومن يزور مكتبي يُفاجأ بأن هناك زاوية للرسم، وأخرى للنحت، وعلى طاولتي لوحات للخط، ومسوّدات عديدة للمسرح، وبعض القصائد هنا وهناك. المسرح دفعني لاكتساب هوايات عدة، وتعلم الموسيقى، والاهتمام بالتخطيط الهندسي، والتعمق في فنون الإدارة والمشاريع، والتعرف على تجهيزات الإضاءة والخدع البصرية. • هل ينجح الفنان في إدارة العمل الثقافي؟ •• إدارة العمل الثقافي شاقة، لأنها تقدم خدماتها لمبدعين يمتلكون القدرة على ممارسة أعمالهم بشكل مستقل، وهذا يصعّب الأمر من ناحية، فكيف تجذب شخصاً قادراً على الاستغناء عنك؟ وفي المقابل كيف تحقق تطلعات الأفراد بمختلف أذواقهم واتجاهاتهم وطموحاتهم؟ نجاح الإدارة الثقافية يحتاج نكران الذات، فالمدير يجب أن يستفيد من تجاربه وخبراته في الميدان الثقافي، ولكن عليه ألا يسمح لذائقته أن تؤثر على صناعة قراره، وأن يتجنب التحيز لمن يحبهم ويحب أعمالهم، وفي المقابل عليه أن يقدم الخدمة بعدالة حتى مع من يختلف معهم أو ربما كانوا خصوماً له في يوم من الأيام. • ألا تخشى على ياسر «الكاتب» من «الإداري»؟ •• علينا أن نخشى من «الكاتب» على «الإداري» وليس العكس، فعندما تؤثر الذائقة والمصالح على القرار تسقط المهنية، وأعتقد أن نفقد كاتباً فهذه خسارة لفرد، لكن خسارة إداري ستجعل القطاع كله يعاني وتختل موازين الإبداع ونفقد ثقة المبدع في المجال. • أين المسرحيون من «ديوانية القلم الذهبي»؟ هل يتنكر ياسر لرفاق الدرب؟ •• موجودون، لكن يجب أن نضمن التنوع والفرصة للجميع، ومهما تنكر المثقف للآخر، فلا أحد يقدر على إلغاء أحد، و«ديوانية القلم الذهبي» ليست لأصدقائي ورفاق الدرب كما تقول، لكنها على مسافة عادلة من الجميع، وأسعدني أن الديوانية انفردت بالاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، وجمعت أصغر ممثل مبتدئ بأكبر فنان قدير، وكان لقاء رائعاً وإيجابياً، وأدهشتني الطاقة الإيجابية في المسرحيين الحاضرين بتنوع أعمالهم وأساليبهم وتخصصاتهم، وكانوا سبباً في نجاح ذلك اللقاء، ولم يتوقف بعضهم عن زيارة الديوانية والمشاركة في اللقاءات اليومية بين المثقفين. • ماذا منحتك إدارتك للديوانية؟ وماذا اختزلت منك؟ •• فرصة مذهلة للتعرف على عدد كبير من القطاعات المختلفة، والاهتمام بها جميعاً على حد سواء، وقراءة المشهد الثقافي بعمق أكثر، والنظر من زوايا جديدة والوقوف على مسافة واحدة من كل القطاعات. «ديوانية القلم الذهبي» تجبرني يومياً على البحث عن المثقفين لأنهم الفئة المستهدفة باختلاف مشاربهم واهتماماتهم، ولكني أجد أنها تستحق أن أمنحها الأولوية أنا وكل زملائي العاملين في خدمة هذه المبادرة بإشراف ودعم المستشار تركي آل الشيخ، لأنها مشروع مختلف تماماً وفريد من نوعه من حيث الشكل والفكرة والمضمون. وحتى نكون منصفين فإن التجربة في بدايتها، ويجب ألا يغرينا الثناء، وإذا كانت الديوانية نجحت في وقت قياسي فمسؤوليتي وزملائي المحافظة على النجاح خدمة للإبداع الوطني، وتقديراً لثقة من اختارنا وامتثالاً لتوجيهاته. • ما دور ومهمات «ديوانية القلم الذهبي»؟ •• كما أُعلن سابقاً؛ «ديوانية القلم الذهبي» ملتقى يومي للأدباء والمثقفين، تحتوي على أكثر من 2000 كتاب متنوعة التخصصات، ومعتزل للكتابة، وخلوة للقراءة، وصالة للضيافة اليومية، وجلسات خارجية، وفي كل يوم يتعرف الزوار على بعضهم ويخلقون حواراتهم المهنية، وأصبحنا نساعد الجميع على اللقاء بناشرين لطباعة الروايات والكتب المختلفة، ومنتجين لمناقشة مشاريع سينما ومسلسلات، ومخرجين يبحثون عن نصوص مسرحية وسيناريوهات. • لماذا يتم توجيه دعوات لشعراء وكُتّاب بصفة دورية؟ •• الدعوة فقط للقاء الأسبوعي تقديراً للأدباء والمثقفين، وتعريفهم على بيئة تجمعهم يومياً، وخلق أجواء محفزة على الإبداع والحوارات الإثرائية عن تجاربهم ووجهات نظرهم. • ماذا يتمخض عن هذه اللقاءات؟ •• أتمنى أن ننجح في جعلها فرصة نوعية لالتقاء أجيال مختلفة ومبدعين من قطاعات عدة يمارسون بكل حرية حواراً حضارياً لتشكيل موقف من الحالة الإبداعية وظروفها وتطلعاتهم تجاهها، وخلق طاقة إيجابية اعتزازاً بالأمل الذي صنعته السعودية للعالم عموماً والوطن خصوصاً، وهذه الأجواء نجحت في توطيد علاقات مليئة بالود وتقبل الاختلافات واحتفاء بالواعدين وتقدير للرموز وتشجيع للأفكار لتخرج إلى النور. أخبار ذات صلة

مثقفون يتبنّون قضيّة وآخرون يتخلّون عن قضاياهم
مثقفون يتبنّون قضيّة وآخرون يتخلّون عن قضاياهم

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

مثقفون يتبنّون قضيّة وآخرون يتخلّون عن قضاياهم

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حنان عنقاوي عبدالعزيز أبو لسه خالد قماش عبدالله الغذامي سهام القحطاني من اللافت لنظر الراصد للمشهد الثقافي في عالمنا العربي، تباين أنماط المثقفين؛ بين من يعيش لنفسه، ومن يهب ذاته ومجهوداته لقضايا عدة، وبين من يحاول الجمع بين قضيّة يدافع عنها ويتمسك بها، ويمنح نفسه حقها من المتعة والراحة واللذة، ولتحرير قضيّة الأسبوع من خلال نخبة من مشهدنا الثقافي والأدبي، نعرض ما توصّل إليه التحقيق الأسبوعي من وجهات نظر حول قضيّة المثقف على مستوى العام والخاص.. الكاتبة سهام حسين القحطاني ترى أن السؤال هو سؤال عن مفهوم «أصالة المثقف»، إذ لا بد لكل مثقف أن تكون له قضية، تتمثل في مبدأ، ومنهج ورؤية ثقافية، وتلكم هي التي تمنحه الأصالة سواء على مستوى كونه مثقفاً قادراً على خلق اتجاه وأسلوب ثقافيين، أو على مستوى التاريخ الثقافي لمجتمعه. وعدّت جذرّية القضية؛ تمثيلاتها المختلفة التي لا تعني الأحادية، بل تؤطر هويته الثقافية، كون الهوية لا تُعيق التنوع، بل تُسهم في استثمار توسيع تلك القضية من خلال التطبيقات والأساليب، وتراه مؤشراً على أصالة المثقف، الذي يطوّع قضيته الخاصة لتأسيس منهج كامل الأركان، مستعيدة تجربتي العروي والغذامي، لافتةً إلى أن المنهج الحاصل من خصوصية الهوية الثقافية للمثقف مثل بصمة الأصبع الذي تميزه عن غيره وتُطيل أثره الثقافي. ويحمّل الشاعر خالد قمّاش، الصراع الشكلي بين المثقف والمجتمع، إشكالية تحويل المثقف إلى قضية في الحياة، خصوصاً إذا استطاع المثقف أن يكون منتجاً للأفكار الخلاقة، والمثيرة للاختلاف لا الخلاف، وذهب إلى أن القاسم المشترك الأكبر بين قضايا المثقفين هو الانحياز للهمِّ الإنساني والانتصار للحق ومحاربة الفساد والظلم، مضيفاً أنّ مشكلة بعض المثقفين تتمثل في اختلاق قضايا هامشية لا تغني ولا تسمن من جوع، طمعاً في لفت النظر إليه عقب أن انطفأت قناديل حضوره في المشهد الثقافي! وقال: في قراءة سريعة إذا ما استثنينا المثقفين البرغماتيين يظل الوطن والإنسان هما المحوران المشتركان لأغلب القضايا الثقافية لدى بعض المثقفين العرب. فيما عدّت خبيرة المسرح الدكتورة حنان عنقاوي تبنّي قضيّة ما جزءاً من مشروع تنمية المثقف المستدامة، وترى أنّ تطور الإنسان في مكان ما من الكون هو تطور لكل العالم، فالفرد جزء من عالمه، وتؤكد أن القضية للمثقف ولغيره تشعره بوجوده، وتحقق انتماءه لمنظومته الخاصة والعامة، وتجذّر واجباته تجاه نفسه، أو مجتمعه، أو البيئة. وترى أن المثقفين درجات؛ إذ منهم من يمتلك المعلومة والمعرفة، ومنهم صاحب رؤية، ومنهم صاحب الوعي الذي يدرك جيداً أنه لا بد أن تكون له قضية مرتبطة بكيانه ومسؤوليته، وغاياته، وقسمت القضايا إلى مستويات؛ منها ما يُسهم في النمو، ومنها ما يطوّر القدرات، ومنها ما يحسّن أداء الذات، بالتعليم، وتراكم الخبرات، لتكون ثمرة القضية عائدة على المجتمع الذي يعيش فيه ويعرف احتياجاته، مؤكدةً مقولة: أنا لديّ قضية إذاً أنا موجود. فيما ذهب الشاعر عبدالعزيز أبو لسه، إلى أن وجود المثقف الحقيقي العميق «قضية» بحد ذاتها، بل هو بنية مستقلة تحتاج إلى تفكيك، واستبطان لسبر أغواره، وقال أبو لسه: في البدء يجب أن نميز المثقف من المتثاقف الذي يعتاش على الثقافة، ثم لو صادقنا أن المثقف يجب أن يتجرد مما يحيط به من حيوات ويفرّغ نفسه لحالته الإبداعية لغدا منعزلاً عن مجتمعه وعمّا حوله، ويرى أن المثقف وبما أنه حالة متماهية مع ذاته ومع مجتمعه فإنه حتماً بوعي أو دونه لن ينفك عن شؤونه التي هي بالضرورة جزء من الشأن العام إلا إذا تحدثنا عن فانتازيا وما وراء الطبيعة وما يتجاوز الفهم البشري.. عبدالله الغذامي:مَنْ ليس له قضيّة عبثيّ وزائدة دوديّة يؤكد الناقد الثقافي الدكتور عبدالله الغذامي أن المسألة لا ترد عنده تحت عنوان المفترض، ولا عنوان الواجب، أو المستحب، بل هي أكبر من كل هذه الافتراضات، فالكائن الذي ليس له قضيةٌ لن يكون كائناً سويّاً، وإنما هو كائنٌ عبثي وزائدة دودية -حسب مصطلحات الطب-، لافتاً إلى أن أي إنسان يحتاج لتحفيز عبر صيغ ما يجب، وما يستحب، ولن يكون حقاً مثقفاً، ولن يكون موظفاً يستحق مرتبه، ولن يكون مزارعاً تجود عليه أرضه بالثمر إلا صاحب قضيّة. وقال صاحب النقد الثقافي: أنا وأنت أبناء جيلٍ كانوا فلاحين أو تجاراً، وهاتان مهنتان بشريتان من أعمق مهن البشرية، والفلاح والتاجر لا ينجحان إلا لأنهما أصحاب قضية، أدناها أن يعيش حياة شريفة هو وأهله؛ ليتفادى الوقوع في مساس الحوج. وأضاف: ويحٌ لأي مثقف يزعم لنفسه صفة التثقف إن احتاج التنبيه على ما يجب وما يستحب. وزاد: نعم هناك مستهترون يعيشون اللذة، ولا يعنيهم غير لذتهم، لكن هؤلاء ليسوا مقياساً لأي معنى، ويظلون موضع بحث وتفكر بما أنهم غير أسوياء. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store