رئاسة الجامعات: ما بين الاستقالة وعدم التجديد
من بين هذه التفاصيل التي تبدو للوهلة الأولى عادية أو ثانوية، تبرز استقالة أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الأستاذ الدكتور مأمون الدبعي، في لحظة لا يمكن وصفها بالعرضية أو المجردة من التوقيت المدروس.
ورغم أن الاستقالة تبدو ـ في ظاهرها ـ إجراءً إداريًا روتينيًا، إلا أن ما خلفها يشي بحراك خفيّ في عمق المشهد الأكاديمي الأردني، يقود إلى إعادة تشكيل قيادات بعض الجامعات الرسمية، لا سيما تلك التي شغر موقع رئاستها، سواء بانتهاء المدة القانونية، أو بقرارات إعفاء غير معلنة الأسباب.
وفي هذا السياق، يبرز اسم جامعة اليرموك وجامعة الطفيلة التقنية كمرشحتين بارزتين للتغيير، في ظل تسريبات عن ترشيحات 'جاهزة' تنتظر فقط إخراجها بصيغة رسمية.
ولعل فتح باب الترشح لرئاسة هذه الجامعات، ما هو إلا إجراء 'تزييني'، يُراد به استكمال الشكليات، أكثر من كونه نافذة حقيقية للمنافسة والعدالة الأكاديمية. فالأسماء المختارة غالبًا ما تُحسم خلف الأبواب المغلقة، ثم يُفتح الباب العام لاحقًا لإضفاء شرعية شكلية لا تغيّر من جوهر القرار شيئًا.
إن قراءة هذا المشهد لا تكتمل إذا ما نظرنا إلى الاستقالة باعتبارها فعلًا فرديًا، بل ينبغي التعامل معها كجزء من تركيب أوسع، يعاد رسمه على مهل، بعيدًا عن الأضواء، وفي ظل حالة من الترقب والانتظار داخل الأوساط الأكاديمية، التي أضحت تدرك أن كثيرًا من القرارات تُتخذ قبل أن تُعلَن.
وهكذا، تظل رئاسة الجامعات ـ كما هي دومًا ـ بين مطرقة التغيير 'المعدّ سلفًا'، وسندان النزاهة 'المؤجلة'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 9 دقائق
- عمون
الأردن .. ليس عبئًا بل حارسًا للتاريخ والجغرافيا
في زمن الالتباس السياسي والانهيارات الأخلاقية لبعض الأنظمة والمواقف التي أصبحت توجع القلب حيال ما يحدث في غزة وفلسطين، يخرج صوت الأردن، صافيًا ثابتًا، صادقًا، ليقول ما لا يجرؤ كثيرون على قوله من تحت الطاولة ومن فوقها : لا تهجير بعد اليوم، ولا وطن بديل، بل عودة ودولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. هذا ليس شعارًا عابرًا يقال في المناسبات، بل عقيدة وطنية ترسّخت في ضمير الدولة الأردنية منذ تأسيسها، وتأكدت بدماء الشهداء في اللطرون وباب الواد، وتُروى يوميًا بمواقف القيادة الهاشمية والشعب الأردني العظيم، واستعداد الجيش العربي والأجهزة الأمنية الأردنية لحماية حدودنا.. نعم الأردن ليس عبئًا بل حارسًا للتاريخ والجغرافيا فلم تكن فلسطين يومًا «قضية خارجية» بالنسبة للأردن، بل هي جزء من وجداننا وهويتنا الوطنية، انطلاقا من القدس التي يرعاها الهاشميون، إلى المخيمات التي احتضنت النكبة ولم تنسَ العودة، إلى الجيش العربي الذي سطّر ملحمة الكرامة، فلم يتغيّر موقف الأردن، ولم تنحنِ رايته بعون الله.. اليوم يكثر كلام المتطرفين الإسرائيليين ودقاقي الطبل من أبناء جلدتنا عن الوطن البديل والتهجير القسري لأهلنا في غزة وفلسطين فكلما ظنّ المتربصون أن الظروف باتت مواتية لفرض مشاريع تصفوية مشبوهة، يخرج الأردن ليعيدهم إلى نقطة الصفر: «شعارنا الدائم هو الذود عن الأردن وفلسطين ولسان الجميع يقول لا للوطن البديل، لا للتوطين، ولا للتفريط بالحق الفلسطيني، ونعم للعودة والدولة الفلسطينية المستقلة على تراب فلسطين».. نقول للمتربصين والمشككين وتجار القلم والدولار والريال والدرهم والدينار ، دروس الكرامة لم تُنس، ومن يروّج أن الزمن قد تجاوز مفاهيم «التحرير» و»الكرامة» و»السيادة» فهو واهم و لم يقرأ جيدًا تاريخ الأردن... فحرب الكرامة لم تكن مجرّد معركة عسكرية انتصر فيها الجيش الأردني، بل كانت إعلانًا صارخًا أن هذا البلد الصغير بحجمه، كبير بإرادته، لا يقبل المساومة على الأرض ولا على الحقوق ولا على الكرامة.. واليوم، من جديد، يحاول البعض اللعب على وتر «البدائل» و»الحلول الوظيفية»، لكنهم يصطدمون بجدار وطني صلب اسمه الأردن. من هنا لا تمر الصفقات، ولا تنجح الضغوط، ولا يُباع التاريخ في المزاد السياسي... فقيادة تقول وتعمل... وشعب يُجسد ذلك على الواقع. فليس صدفة أن يقف الملك عبد الله الثاني في كل منبر دولي ليذكّر العالم أن القدس خط أحمر، وأن القضية الفلسطينية ليست ورقة للتفاوض، بل جوهر الصراع. وليس غريبًا أن يحتضن الشعب الأردني إخوته الفلسطينيين دون أن يتنازل أحد عن هويته، ولا عن حلم العودة... وليس مستغربًا أن يبقى الجيش العربي الأردني على أهبة الاستعداد، لأن المعركة لم تنتهِ، والحق لم يُستوفَ بعد فطريق التحرير رسمت على نهر الأردن.. في الختام أقول قبح الله وجه كل من يراهن على تعب الشعوب أو غفلتها أو قابليتها للتطبيع، ولنا في الأردن نهج دين وديدن : لا تهجير بعد الآن، ولا وطن بديل، بل عودة ودولة. ومن لم يتّعظ من الكرامة، فعليه أن يعيد حساباته، لأن التاريخ لا يرحم، والأردن لا يساوم بل يكسر أيادي العابثين... "الدستور"


الرأي
منذ 25 دقائق
- الرأي
فتح باب الترشح لرئاسة جامعتي اليرموك والطفيلة التقنية
أعلن مجلس التعليم العالي عن فتح باب الترشح لشغل منصب رئيس جامعة اليرموك، ورئيس جامعة الطفيلة التقنية، اعتباراً من صباح يوم غد الأحد وحتى الخميس المقبل، وذلك وفقاً لأحكام قانون الجامعات الأردنية رقم (18) لسنة 2018 وتعديلاته. واشترط المجلس في المتقدم أن يكون أردني الجنسية، وأن يكون قد شغل رتبة الأستاذية كعضو هيئة تدريس، وألا يكون عضواً في مجلس التعليم العالي. ودعا المجلس الراغبين بالترشح لرئاسة جامعة اليرموك إلى تعبئة النموذج الموحد للبيانات الأساسية للمرشحين الموجود على الموقع الإلكتروني لوزارة التعليم العالي، وإرسال النموذج والسيرة الذاتية عبر البريد الإلكتروني: ([email protected])، فيما يتم إرسال طلبات الترشح لرئاسة جامعة الطفيلة التقنية إلى البريد الإلكتروني: ([email protected]). كما أعلن المجلس عن آلية تعيين رئيس الجامعة، التي تبدأ بتشكيل لجنة اختيار من ثلاثة أعضاء أحدهم من مجلس أمناء الجامعة المعنية، والإعلان عن الشاغر لمدة أسبوع على موقعي الوزارة والجامعة، وتقوم اللجنة بدراسة الطلبات خلال خمسة أيام عمل وتصنيف المتقدمين، ثم اختيار أفضل 15 مرشحاً وإبلاغ من لم يجتز هذه المرحلة. وفي المرحلة التالية، يُطلب من المرشحين المؤهلين إعداد فيديو قصير مدته ثلاث دقائق يوضح توجهاتهم لإدارة الجامعة خلال السنوات الأربع المقبلة، على أن تتم مراجعة الفيديوهات وتصنيفها، واختيار قائمة نهائية تضم خمسة مرشحين على الأكثر. وتتضمن المرحلة النهائية، التي تستمر عشرة أيام عمل، لقاءات مع شركاء الجامعة، وعروضاً تقديمية حول الارتباطات الخارجية والإدارة المالية، إضافة إلى سيناريو محاكاة الرئيس والتمرين المالي والمقابلة النهائية. وفي ختام الإجراءات، تُعد اللجنة تقريرها النهائي متضمناً توصيتها بتعيين رئيس الجامعة، ويُطلب من المرشحين النهائيين تقديم رسائل توصية من الجامعات أو المراجع ذات الصلة، لرفعها إلى مجلس التعليم العالي لاعتماد التعيين.


الرأي
منذ 25 دقائق
- الرأي
بلغراد تنجو من قنبلة 500 كغ من الحرب العالمية الثانية
أعلنت وزارة الداخلية الصربية السبت إبطال مفعول قنبلة جوية بريطانية وزنها 500 كيلوغرام، أُلقيت على بلغراد خلال الحرب العالمية الثانية، وعُثر عليها في موقع بناء في العاصمة الصربية. عُثر على القنبلة غير المنفجرة الاثنين على عمق مترين ونصف تحت موقع بناء حي سكني يُعرف باسم "بلغراد على الماء" على ضفاف نهر سافا قرب وسط المدينة. وطلبت السلطات من السكان مغادرة المنطقة لعدة ساعات صباح السبت. وقال وزير الداخلية الصربي إيفيكا داتشيتش في بيان بثه التلفزيون الوطني "إنها قنبلة من الحرب العالمية الثانية، قنبلة من صنع الحلفاء، بريطانية الصنع". وأوضح أنها أُلقيت على بلغراد في 1944 خلال إحدى غارات الحلفاء على العاصمة الصربية، التي كانت آنذاك تحت الاحتلال النازي. وأضاف "تزن هذه القنبلة حوالى 500 كيلوغرام، وحمولتها المتفجرة تزيد عن 200 كيلوغرام. وكانت تشكل خطرا كبيرا على السكان". بعد إزالتها، نُقلت القنبلة (من النوع: إم.سي. 1000 ال بي ام كاي) إلى منطقة رملية غير مأهولة على بُعد أكثر من 60 كيلومترا شرق بلغراد حيث أُبطل مفعولها. وأكد الوزير أن أكثر من 100 عنصر في الشرطة شاركوا في هذه العملية بينهم متخصصون في حالات الطوارئ، مع 22 مركبة. قُصفت بلغراد لأول مرة عام 1941 بواسطة طائرات ألمانية، ثم قُصفت عدة مرات بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 1944 بواسطة طائرات الحلفاء، قبل تحريرها في تشرين الأول/أكتوبر 1944.