logo
عن إيران النووية التي لا يريدها الجميع.. نتحدث

عن إيران النووية التي لا يريدها الجميع.. نتحدث

الجزيرةمنذ 5 ساعات

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لصحيفة "وول ستريت جورنال": "إن أميركا كانت على علم بخطة إسرائيل للهجوم على إيران"، وأضاف: "هذا الهجوم سيكون جيدًا للأسواق، لأن إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًّا".
من النووي تبدأ الحرب وهنا تنتهي، حيث يجد الأميركي -كما الإسرائيلي- في موضوع التخصيب الإيراني لليورانيوم خطًّا أحمر لا يجب تخطيه، وأن ذهاب القيادة الإيرانية إلى امتلاك القنبلة النووية لن يحدث -بحسب الخطاب الترامبي- حتى لو كانت الكلفة حربًا كبرى في المنطقة.
كما الإسرائيلي، كذلك الأميركي الذي يعمل على خطين متوازيين في شأن الملف النووي، الأول يرتبط بالدور التي تلعبه واشنطن للحفاظ على أمن إسرائيل من أي خطر يهدد وجودها
لا خلاف على الفيتو الأميركي والإسرائيلي تجاه الملف النووي الإيراني، لأنّ المسألة عند الإسرائيلي ترتبط بالخطر الداهم على وجوده ككيان.
إذ كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن واحدًا من أسباب الهجوم الإسرائيلي على إيران هو السعي لإحباط مخطط إيراني كان يهدف إلى زعزعة أسس إسرائيل؛ حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده نفذت ضربة استباقية على إيران، معتبرًا أن إيران تقدمت بشكل ملحوظ نحو امتلاك سلاح نووي.
لهذا تدرك إسرائيل أن ايران تشكل خطرًا دائمًا على كينونتها، وهذا يوجب عليها التحرك والتصرف بشكل سريع ومفاجئ لقطع الطريق على أهدافها، كما فعلت صباح الجمعة، 13 يونيو/ حزيران الجاري.
كما الإسرائيلي، كذلك الأميركي الذي يعمل على خطين متوازيين في شأن الملف النووي، الأول يرتبط بالدور التي تلعبه واشنطن للحفاظ على أمن إسرائيل من أي خطر يهدد وجودها.
والثاني يتعلق بالحفاظ على مصالحها العليا في المنطقة، وحماية أمن جنودها المنتشرين في الدول العربية، على اعتبار أنّ إيران ستُقدم على ضرب المواقع الأميركية كهدف إستراتيجي لها.
ليس الأميركي والإسرائيلي فقط من لا يريد أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًّا، فهناك الأطراف المستجدة في تقاربها مع طهران، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي تعمل على منع وصول طهران إلى القنبلة النووية؛ لأنّ هذا يشكل خطرًا على وجودها، لاسيما وأنّ للمملكة تجربة سيئة مع أطماع إيران، عبر جماعة الحوثي التي خاضت معها "عاصفة الحزم" عام 2015.
رغم التعاون الروسي الإيراني في مجال الطاقة النووية، فإنّ المتابع يدرك أن وجود دولة نووية في الجوار الروسي ليس بمستحب، وقد يشكل خطرًا في وقت لاحق إن حدث تغيير للنظام، أو تفككت الروابط بين البلدين. لهذا عرضت روسيا في وقت سابق عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف نقل فائض الإنتاج من الخصيب إلى أراضيها. كما أن تقدُّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمبادرة روسية ولعب دور الوسيط، ذلك يُظهر حماسة موسكو للتوصل إلى اتفاق على أساس ملف إيران النووي.
لا يبدو أن المنطقة ذاهبة نحو الاستقرار، على الأقل في المدى المنظور، وإن الضربات المتكررة دون التوصل إلى احتوائها تأتي كنتيجة لرغبة أميركية واضحة بأخذ إيران إلى مفاوضات مشروطة، ترتبط بإنهاء ملفها النووي. وإن الدعوة الأميركية إلى طهران للالتحاق بطاولة المفاوضات لم تخلُ من تهديد واضح، ترافق مع تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هناك شحنة من الأسلحة ذات القدرات التدميرية الهائلة في طريقها إلى تل أبيب.
بين الترغيب والترهيب، تعيش المنطقة على أمل أن لا تتدحرج الأمور نحو حرب كبرى، قد تنتهي بتوجيه أول ضربة نووية، وهذا ما سيفتح شهية دول أخرى تقف على أعتاب استخدامها للقنبلة النووية، على رأسها روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، أو حتى باكستان والهند في سبيل إنهاء الصراع الذي لا ينتهي على أرض كشمير.
"عض الأصابع" هي المرحلة المرتقبة الحالية التي تعيشها المنطقة، في انتظار من سيطلق صرخة الألم أولًا، الإيراني أم الإسرائيلي. وهذه الصرخة ينتظرها الإسرائيلي من خلال دعوة نتنياهو، التي وجهها إلى الشعب الإيراني يوم الجمعة، 13 يونيو/ حزيران الجاري، للانقلاب على نظامه، معتبرًا أنها اللحظة المفصلية لهذا الشعب لإبصار نور الحرية والتحرر.
في المقابل، تنتظر إيران الصرخة الإسرائيلية من الداخل، خصوصًا وأن صواريخها تطول أهدافًا مدنية، الأمر الذي تعتبره ممارسة أكثر ضغطًا على حكومة نتنياهو، التي وجدت في الضربة هروبًا نحو الأمام، بهدف تمييع مهلة الـ"سبعة أيام" التي حددتها طائفة الحريدية المتطرفة للسيد نتنياهو، لإجراء التعديلات المناسبة في ما خصّ قانون التجنيد، مهددة بأنها ذاهبة -في حال لم يتم ذلك- نحو حل الكنيست وإسقاط الحكومة.
اعتبر نتنياهو أن توجه إيران نحو إنتاجها للسلاح النووي لم يكن قرارًا طوعيًّا، بل أُجبرت طهران عليه بعدما شعرت أنها فقدت الكثير من أوراق القوى لديها، على رأسها ضرب الترسانة الصاروخية لحزب الله، وهروب بشار الأسد وإسقاط النظام في سوريا.
لهذا شعرت إيران أن الحرب أصبحت مباشرة على أراضيها، وهذا ما دفع بها نحو تسريع عملية التخصيب مستفيدة من مهلة الـ"ستين يومًا"، التي وضعها ترامب لتخلي إيران النهائي عن عملية التخصيب.
لا أحد يريد إيران دولة نووية، فحتى العقيدة الإيرانية لا تسعى لامتلاكها، إلا أن شعور النظام في طهران أن الكثير من أوراقه تساقطت في المنطقة، وأن الحلفاء الدوليين – وعلى رأسهم روسيا والصين- وقفوا على حياد، لا بل قدموا أنفسهم على اعتبار أنهم وسطاء.. ذلك دفع بالنظام المتهالك داخليًّا إلى الذهاب نحو التخصيب (بحسب السردية الإسرائيلية)، لهذا سارعت إلى تنفيذ الضربات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب إسرائيل وإيران مباشر.. واشنطن قد تدخل الحرب وطهران تتوعد
حرب إسرائيل وإيران مباشر.. واشنطن قد تدخل الحرب وطهران تتوعد

الجزيرة

timeمنذ 44 دقائق

  • الجزيرة

حرب إسرائيل وإيران مباشر.. واشنطن قد تدخل الحرب وطهران تتوعد

في اليوم السادس من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن صبره على إيران بدأ ينفد ودعاها للاستسلام. وذكرت القناة الـ12 أن التقديرات في إسرائيل تقول إن الولايات المتحدة ستنضم للحرب على إيران هذه الليلة.

نتنياهو: قلبنا الموازين وسنرى شرقا أوسط مختلفا
نتنياهو: قلبنا الموازين وسنرى شرقا أوسط مختلفا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

نتنياهو: قلبنا الموازين وسنرى شرقا أوسط مختلفا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- إنه خلال 5 أيام من الحرب على إيران"قلبنا الموازين وفتحنا طريقا جويا إلى إيران"، مؤكدا أن هناك نقطة تحول تاريخية والكل بدأ يدرك ذلك، على حد زعمه. وفي كلمة له عن حصيلة الهجمات على إيران، قال نتنياهو "وجهنا ضربة قاصمة لقيادة إيران العسكرية وعلمائها النوويين، وسنواصل تدمير مستودعات إنتاج الصواريخ الإيرانية، وقد وجهت بالقضاء على تهديد إيران الصاروخي والنووي". وأضاف أنه حاول تدمير قدرات إيران لكنه لم يتمكن من حشد الأغلبية في المؤسسة الأمنية، مؤكدا أن طهران خططت لإنتاج 300 صاروخ شهريا و22 ألفا في ست سنوات، وهذا يعادل قنبلتين نوويتين، وفق تعبيره. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "سنرى شرق أوسط مختلفا لم نره من قبل"، معتبرا أن "أهم قرار اتخذه في هذه الحرب هو اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، هذا الاغتيال فتح الطريق نحو إيران". وبمصطلحات وتسميات جديدة توجه بها للشعب الإيراني، قال نتنياهو "أتوجّه إلى الشعب الفارسي المضطهد والمقموع، كل ما نقوم به يزعزع حكم (المرشد الأعلى علي) خامنئي"، مضيفا أن "الملك قورش حرّرنا نحن اليهود، وربما نحن الآن سنحرر الفرس". ويعرف قورش الكبير بأنه مؤسس الإمبراطورية الفارسية الأخمينية حوالي سنة 550 قبل الميلاد، وقد اشتهر بحكمه العادل وتوحيد القبائل الفارسية وانتصاره على بابل وتحريره للعبيد بمن فيهم اليهود. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، وقد استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store