
تقرير : اعترافات أمريكية بالإبادة في غزة
شفا – أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية أنه بعد أكثر من عام ونصف على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، تتكشف تدريجيًا اعترافات أمريكية متأخرة، تكشف عن حجم التواطؤ والتستر الرسمي الذي مارسته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
وذكرت الصحيفة أنه فبينما كانت الطائرات الإسرائيلية تفتك بالمدنيين وتدمر المستشفيات والملاجئ، كانت واشنطن تمطر الرأي العام بسيل من الأكاذيب لتغطية ما بات كثير من القانونيين يصفونه بـ'الإبادة الجماعية'.
لكن تصريحات جديدة أدلى بها مسؤولون سابقون – كان أبرزهم ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية – تؤكد بشكل صريح ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب، لكنها تثير في الوقت ذاته تساؤلات موجعة: لماذا صمتوا؟ ولماذا كذبوا؟ ومن سيحاسبهم؟
ميلر يعترف متأخراً: نعم، إسرائيل ارتكبت جرائم حرب
في مقابلة بثتها قناة تلفزيونية ، قال ماثيو ميلر بوضوح إن 'من المؤكد تماماً أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت جرائم حرب في غزة'.
وعندما سُئل عن سبب عدم إعلانه هذا الموقف أثناء توليه المنصب، أجاب بصراحة باردة: 'عندما تكون على المنصة، فأنت لا تعبر عن رأيك، بل تنقل استنتاجات حكومة الولايات المتحدة'.
واعتبرت الغارديان أن اعترافٌ كهذا ليس مجرد كشف متأخر، بل دليل إدانة لجهاز دبلوماسي بأكمله، شارك في تغطية جرائم حرب طوال شهور.
شراكة في الجريمة: واشنطن كجزء من آلة الإبادة
ليست تصريحات ميلر حدثاً منفرداً. فإدارة بايدن – عبر مسؤوليها في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي – لعبت دورًا حاسمًا في دعم العدوان الإسرائيلي على غزة، سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا.
وكان الدعم أشبه بشراكة عضوية في جرائم موثّقة، وقد أظهرت شهادات وشهادات مصورة أن الأسلحة الأمريكية استخدمت مباشرة في استهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللاجئين.
من كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إلى جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، مرورًا بأنتوني بلينكن، وفي دانت باتيل، وجون كيربي – كلهم شاركوا في حملة ترويج منظمة للأكاذيب. لم يكونوا مجرد متفرجين، بل مهندسو رواية سياسية هدفها حماية إسرائيل وتبرير جرائمها.
الأكاذيب التي مهدت الإبادة
روجت إدارة بايدن لأكاذيب مفبركة لتبرير المجازر. من قصة 'الأطفال المذبوحين' إلى روايات الأنفاق أسفل مستشفى الشفاء، كانت البيانات الرسمية تزور الحقائق وتشوّه الضحايا.
أحد أبرز الأكاذيب كان تصوير غزة كموقع 'قيادة وسيطرة' إرهابي، بينما كان العالم بأسره يرى المجازر الجماعية في المدارس والملاجئ والمستشفيات.
ورغم كل الصور والأدلة، واصل مسؤولو بايدن الكذب: ادعوا أن 'بايدن يتعاطف'، زعموا وجود 'تحقيقات إسرائيلية'، وأن 'المساعدات تتدفق'، بينما كانت دولة الاحتلال تنفذ سياسة تجويع منهجي وتدمير شامل.
الاعتراف المتردد: ميلر يهتزّ لكنه لا يعتذر
في مقابلته، بدا ميلر متوتراً وهو يقرّ بجرائم الحرب. لم يكن ذلك ندمًا صادقًا، بل مراوغة لإنقاذ السمعة. والأدهى أنه رغم إقراره بأن جرائم حرب وقعت، فإنه تردد في استخدام مصطلح 'إبادة جماعية'، مما يعكس استمرارًا في محاولة التهرب من المسؤولية الأخلاقية.
وقالت الغارديان إن تصريحات ميلر لا تمثل شجاعة حقيقية، بل نموذجًا للغسل الأخلاقي المتأخر الذي يعمد إليه مسؤولون أمريكيون بعد مغادرتهم مناصبهم. فهم لا ينطقون بالحقيقة إلا عندما تتوقف الكاميرات الرسمية، وبعد أن تُزهق آلاف الأرواح.
وذكرت أن السؤال الأهم الآن: من سيُحاسب؟ لا يكفي أن يخرج ميلر أو غيره للاعتراف بعد أن وضعت الحرب أوزارها مؤقتًا، وبعد أن تهدمت مدن كاملة وسُحقت عائلات بأكملها تحت الأنقاض.
كما أن شهادات من أمثال جيك سوليفان أو بريت ماكغورك، التي تصف 'خيارات الرئيس' وكأنها خيارات بيروقراطية عابرة، تمثل إهانة لعقول الملايين الذين شاهدوا حجم الدمار والقتل.
كتاب 'في الماضي' لوزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت ماكنمارا، الذي نشر بعد 20 عامًا من حرب فيتنام، يُعدّ سابقة في هذا السياق.
لكن في الحالة الفلسطينية، فإن صمت المسؤولين الأمريكيين لا يزال مستمرًا، والتواطؤ حيًّا. وإن كانوا قد بدأوا الحديث الآن، فلا بد أن يترافق ذلك مع مطالبة واضحة: العدالة للضحايا والمحاسبة للفاعلين.
من الاعتراف إلى الإدانة… ثم إلى المحاسبة
قالت الغارديان إن ما نشهده اليوم ليس فقط اعترافًا متأخرًا، بل إدانة موثّقة لجهاز سياسي وإعلامي أمريكي شارك في إبادة شعب أعزل. لا تكفي الكلمات بعد فوات الأوان، ولا تكفي مشاهد الندم المزعوم أمام الكاميرات.
وأكدت الصحيفة أن الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على المجتمع الدولي أن يترجم هذه الاعترافات إلى مساءلة قانونية، تبدأ من واشنطن، ولا تنتهي في تل أبيب.
وختمت بان ما فعله ميلر وأمثاله يجب ألا يُنسى. فالأكاذيب التي رددوها لم تكن مجرد روايات إعلامية، بل أدوات ساعدت في تنفيذ جرائم ضد الإنسانية. ولذا، فإن ذكرى ضحايا غزة ستظل لعنة تطاردهم… إلى أن تتحقق العدالة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 2 ساعات
- معا الاخبارية
48 ساعة حاسمة: ترامب على وشك اتخاذ قرار دراماتيكي بشأن إيران
بيت لحم معا- سيُقرر الرئيس الأمريكي ترامب خلال الـ 24-48 ساعة القادمة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى الضربات الإسرائيلية على إيران أم ستختار المسار الدبلوماسي. وتشير مصادر سياسية في الولايات المتحدة إلى أنه من المتوقع أن يتخذ البيت الأبيض قرارا دراماتيكيا خلال الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة: هل ستنضم الولايات المتحدة بشكل نشط إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران - أم أنها ستختار ترك استمرار الحملة لإسرائيل. في حين تبذل محاولة أخرى لتعزيز التحرك الدبلوماسي ضد طهران؟وفقًا لتقارير شبكتي CBS وABC، أجرى ترامب سلسلة مشاورات أمنية في الأيام الأخيرة مع كبار مسؤولي البنتاغون والاستخبارات، في ظل التصعيد الإقليمي. وتمحورت المناقشات حول إمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة فوردو تحت الأرض ينبع تردد البيت الأبيض من معلومات استخباراتية حديثة وضغط متزايد من تل أبيب ، التي ترى في التدخل الأمريكي خطوةً حاسمةً نحو استكمال تدمير البرنامج النووي الإيراني. مع ذلك، هناك أيضًا من يحيط بترامب يُحذّر من تصعيد إقليمي عام، ويُشجّع الرئيس على التفكير في خيار دبلوماسي. ووفقًا لمصادر أمريكية، إلى جانب تقييمات إسرائيلية، من المتوقع صدور قرار بنهاية الأسبوع، وبالتالي، قد يتغير شكل الحملة بأكملها. أوضح ترامب أمس أنه لا يسعى إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران ، بل إلى "نهاية حقيقية" للأزمة - بمعنى تخلي إيران كليًا عن برنامجها النووي. في الوقت نفسه، زعم مصدر إسرائيلي أن طهران غير مستعدة للمضي قدمًا في وقف إطلاق النار والمفاوضات بشأن البرنامج النووي. ووفقًا للمصدر، فإن الولايات المتحدة هي التي بادرت بطلب العودة إلى المفاوضات. أرادت الولايات المتحدة استخدام الضربات الإسرائيلية كورقة ضغط للضغط على إيران للعودة إلى المفاوضات. وفقًا للتقرير، طُرحت ونُوقشت عدة خيارات مختلفة خلال النقاش الذي جرى الليلة، وكان الخيار العسكري أحدها. وأفادت مصادر مقربة من ترامب بأنه لم يُتخذ قرار بعد، وأن الساعات الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين القادمة ستُحدد ما إذا كان سيتم اللجوء إلى العمل العسكري، أو ما إذا كان الحل الدبلوماسي مع إيران لا يزال ممكنًا. وأعلن البيت الأبيض أن ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هذه القضية الليلة الماضية. وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة لم تنضم بعد إلى الهجمات على إيران في هذه المرحلة، وذلك بعد الجدل الواسع على الإنترنت حول نقل الطائرات المقاتلة والسفن العسكرية الأمريكية إلى الشرق الأوسط. ويؤكد البنتاغون أن نشر القوات في المنطقة يهدف إلى مساعدة إسرائيل دفاعيًا، لكن هذه الخطوة تسمح للولايات المتحدة أيضًا بمهاجمة إيران بنفسها إذا قرر ترامب ذلك. وصعّد ترامب لهجته تجاه إيران الليلة الماضية، مطالبًا طهران بـ"استسلام غير مشروط"، ومدعيًا أن الولايات المتحدة سيطرت سيطرة كاملة على أجواء الجمهورية الإسلامية. وقال في إشارة إلى آية الله علي خامنئي: "نعرف مكان & 39;. لن نقتله الآن، لكننا نحذر من الهجمات على المدنيين أو الجنود الأمريكيين - صبرنا ينفد".


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
تقرير أمريكي: ترامب لم يتخذ قرارا بعد بشأن مهاجمة إيران
بيت لحم معا- أفادت صحيفة وول ستريت جورنال صباح الأربعاء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن مهاجمة إيران. وفقًا للتقرير، طُرحت ونُوقشت عدة خيارات مختلفة خلال النقاش الذي جرى الليلة، وكان الخيار العسكري أحدها. وأفادت مصادر مقربة من ترامب بأنه لم يُتخذ قرار بعد، وأن الساعات الأربع والعشرين إلى الثماني والأربعين القادمة ستُحدد ما إذا كان سيتم اللجوء إلى العمل العسكري، أو ما إذا كان الحل الدبلوماسي مع إيران لا يزال ممكنًا. وأعلن البيت الأبيض أن ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هذه القضية الليلة الماضية. وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة لم تنضم بعد إلى الهجمات على إيران في هذه المرحلة، وذلك بعد الجدل الواسع على الإنترنت حول نقل الطائرات المقاتلة والسفن العسكرية الأمريكية إلى الشرق الأوسط. ويؤكد البنتاغون أن نشر القوات في المنطقة يهدف إلى مساعدة إسرائيل دفاعيًا، لكن هذه الخطوة تسمح للولايات المتحدة أيضًا بمهاجمة إيران بنفسها إذا قرر ترامب ذلك. وصعّد ترامب لهجته تجاه إيران الليلة الماضية، مطالبًا طهران بـ"استسلام غير مشروط"، ومدعيًا أن الولايات المتحدة سيطرت سيطرة كاملة على أجواء الجمهورية الإسلامية. وقال في إشارة إلى آية الله علي خامنئي: "نعرف مكان & 39;. لن نقتله الآن، لكننا نحذر من الهجمات على المدنيين أو الجنود الأمريكيين - صبرنا ينفد".


شبكة أنباء شفا
منذ 4 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الأسد الصاعد اليهودي – ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ليلة ١٧/يونيو/٢٠٢٥ ، بقلم : بديعة النعيمي
الأسد الصاعد اليهودي – ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ليلة ١٧/يونيو/٢٠٢٥ ، بقلم : بديعة النعيمي 'الأسد الصاعد اليهودي' ينهار أمام صواريخ إيرانية استنزافية ليلة ١٧/يونيو/٢٠٢٥ شهدت الدفاعات الجوية لدولة الاحتلال ليلة أمس ١٧/يونيو فشلا في التصدي للصواريخ الإيرانية الدقيقة التي اجتازت القبب الحديدية وخرقت طبقات متظوماتها المتعددة في مشهد هز صورة دولة الشتات كقوة صاعدة تعربد على دول الإقليم متى شاءت. إن انهيار صورة 'الأسد الصاعد اليهودي' كشف هشاشة القوة العسكرية اليهودية حينما تواجه استراتيجية استنزاف طويلة النفس بعيدة عن نمط الحروب الخاطفة التي تتقنها. صواريخ الليلة الماضية التي أصابت أهدافا حيوية داخل عمق دولة الشتات، أدت إلى توجيه ضربة معنوية للمؤسسة الأمنية العسكرية حين أطاحت بمبدأ الردع المطلق والتفوق الذي بنيت عليه العقيدة الأمنية الصهيونية منذ قيام دولة الاحتلال عام ٤٨ وكشفت ضعفه. وتكمن أهمية هذا الانهيار في أنه يشي بتراجع رمزي لمشروع توسعي حاول لعقود أن يخنق الإقليم الذي ينغرز كالشوكة في خاصرته اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا، معتمدا على تفوقه. هذا التفوق الزائف الذي لطالما تباكى لدى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب حين يجد نفسه يختنق وسط الأزمات الكبرى، مثل تلك التي مر بها خلال حرب ١٩٧٣، فقامت الولايات المتحدة بشكل عاجل على مد جسر جوي أنقذها من اختناق أكيد. هذا الاختناق ذاته وأكثر، عاشته هذه الدولة مساء أمس حين استنجدت بحلفاءها وخاصة الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' إلى مغادرة قمة 'مجموعة السبع' في كندا كما جاء عن 'البيت الأبيض'، وأنه سيعود إلى واشنطن للتعامل مع أمور مهمة. وقد نشر عددا من التغريدات على حسابه في منصة إكس مثل 'الجميع يجب أن يغادر طهران فورا'. مما أثار مخاوف من تدخل عسكري أمريكي. أكد أن هدفه ليس فقط وقف إطلاق النار بل إنهاء برنامج إيران النووي بالكامل. وقد عسكت تصريحاته تصعيدا محسوبا لدعم علني لدولة الاحتلال والضغط على طهران. إن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة تشير إلى استعداد محتمل رغم نفي النية للهجوم. ويندرج أسلوب 'ترامب' ضمن سياسة دفع الخصم إلى التنازل دون حرب مفتوحة. الموقف العام يتسم بالخطورة مع غموض نوايا 'ترامب'. غير أن مشهد ليلة ١٧/يونيو يؤذن بتحول استراتيجي قد يعيد رسم موازين القوى في الإقليم. بعد انكسار وهم التفوق المطلق لدولة الاحتلال، وظهرت حقيقة أن الاستنزاف طويل النفس أكثر فاعلية من الرهانات على القوة الخاطفة. ومع تعقد المشهد الدولي وتذبذب المواقف، يبدو أن الصراع دخل طورا جديدا ستكشف الأيام القادمة عنه.