
د. احمد بن سالم باتميرا روسيا.. عيد النصر والسلام المأمول الخميس 15 مايو 2025
في مشهد مهيب توشحت الساحة الحمراء في موسكو بأعلام النصر والعرض العسكري الكبير، احتفالًا بالعيد الثمانين لانتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية على النازية، وهي المناسبة التي تجسّد عظمة وقوة روسيا ومكانتها على الساحة العالمية. فروسيا اليوم تسير خطوات للأمام بفضل سياسة الرئيس فلاديمير بوتين، وإدارتها الحرب مع أوكرانيا وعلاقاتها مع الآخرين، وكسر الحصار الدولي المفروض عليها من جانب الغرب.
وشكل الحفل الكبير بحضور زعماء من مختلف القارات، أهمية لروسيا التي استطاعت في التاسع من مايو تحقيق الانتصار التاريخي، وبروز قوة عسكرية تؤمن بالسلام كشعار، وبالحرية كفعل، والحضور العربي والأجنبي هو تجديد لهذه العلاقات والتحالفات الوثيقة التي تربط روسيا الاتحادية مع هذه الدول. وأزمة وحرب أوكرانيا هي مسألة وقت وتنتهي، وستعود روسيا كما كانت أكبر قوة فاعلة على الساحة الدولية مثل أميركا وغيرها، لذا لا يمكن تجاهل هذا البلد الذي حطّم وقضى على النازية رغم التضحيات الكبيرة لجنوده وشعبه في هذه الحرب التي راح ضحيتها الملايين. وكلي يقين بأن روسيا اليوم تختلف كليًّا عن الماضي، وأن دورها السياسي والدبلوماسي سيلمع قريبًا من خلال استضافتها أول قمة روسية عربية، وفكرة عالم متعدّد الأقطاب سيكون هو التوجه القادم رفضًا لسياسة القطب الواحد.
العالم كله يحتفل بمرور ثمانين عامًا على هزيمة النازية واندحارها، بينما هناك من يسكت على جرائم الاحتلال، لذا جاءت كلمة الرئيس بوتين مفعمة بمشاعر الفرح والحزن.
حينما قال: 'ننحني أمام الأبطال الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل النصر ومنحونا الحرية والسلام وأنقذوا الوطن وعلمونا حماية الوطن والدفاع عن مصالحنا القومية'، معتمدين على وحدتنا في الحرب والسلم للوصول إلى أهدافنا الاستراتيجية.
فالعالم ينظر لروسيا الاتحادية وهي تتحرك كقوة عالمية في كل المجالات، فهي لا تزال حاجزًا منيعًا يصعب تدميره، كما أكد قيصرها 'بوتين'، والتاريخ يشهد على ذلك، ومشاركة قوات رمزية من عدة دول في العرض العسكري بهذه المناسبة دليل على أهمية هذا الانتصار الذي نأمل أن يتبعه انتصار على الاحتلال في القريب العاجل.
فاليوم وجدت روسيا - بعظمتها وقوتها العسكرية - نفسها أنها بحاجة إلى حلفاء يشاركونها طروحاتها السياسية، من خلال إحياء إطار تعاون عربي أفريقي روسي، بالإضافة إلى الدول الأوروبية والآسيوية التي تربطها علاقات معها.
ولا شك أن العلاقات العمانية - الروسية التي بدأت صفحة جديدة في التطور هي بداية لعلاقات أوسع في كل المجالات، خصوصًا أن هناك بالفعل حضورًا وتفاعلات اقتصادية واستثمارية روسية يمكن الاستفادة منها في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والسياحة، والمشاريع الزراعية والصناعية، بالإضافة إلى التنسيق والتشاور في التطورات السياسية الإقليمية والعالمية، والسعي لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي والدولي.
واحتفال النصر وحفل السفارة الروسية في سلطنة عمان بهذا اليوم التاريخي هو ذكرى خالدة لهذا الشعب الصديق الذي رفع العلم فوق البرلمان الألماني أيام النازية، في حرب أودت بحياة الملايين من المدنيين والعسكريين يفوق نحو 25 مليون روسي، بينما تحتفي به بلدان أخرى شاركت في الحرب، في الثامن منه، ولعل دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب موسكو وكييف إلى وقف إطلاق النار غير المشروط لمدة ثلاثين يومًا هو بداية لانتصار آخر، لذا كان يوم النصر سببًا للاحتفال به في جميع أنحاء العالم وليس موسكو فقط، وتطورت ألمانيا بعد القضاء على النازية وأصبحت دولة عملاقة هي أيضًا.. والله من وراء القصد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ يوم واحد
- البلاد البحرينية
ترامب: الحرب بأوكرانيا كان يجب أن تظل مشكلة أوروبا وحدها
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة لا يجب أن تتدخل في الصراع الأوكراني، معتبراً أنه كان ينبغي أن يظل هذا النزاع "قضية" أوروبا وحدها. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض، مساء أمس الاثنين، في إشارة للحرب في أوكرانيا: "أعتقد أن شيئاً ما سيحدث، وإن لم يحدث، فسأتنحى جانباً، وسيضطرون هم إلى الاستمرار. هذه القضية هي قضية أوروبية، ويجب أن تظل أوروبية، لكننا (تدخلنا) لأن الإدارة (الأميركية) السابقة اعتقدت بضرورة تدخلنا، وكنا أكثر انخراطاً من أوروبا نفسها من حيث المال وكل ما قدمناه". وأضاف الرئيس الأميركي: "لقد خصصنا مبالغ طائلة، أعتقد أنها مبالغ قياسية مخصصة لدولة أجنبية. ولم يسبق أن شهدنا مثل ذلك: أسلحة وأموالاً. أما أوروبا فقد قدمت الكثير، لكنها لم تقترب مما قدمناه، ربما خصصنا ما يقارب ثلاثة أضعاف (ما قدمته أوروبا)، وهذا أمرٌ مخزٍ بكل بساطة، هذه القصة برمتها وصمة عار". يذكر أن الولايات المتحدة التزمت، منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 2022، بتخصيص أكثر من 180 مليار دولار لأوكرانيا. في سياق آخر، أكد ترامب عدم وجود عسكريين أميركيين على الأرض في أوكرانيا مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يحدث في الماضي ولن يحدث في المستقبل كذلك. وقال بهذا الصدد: "ليس لدينا (جنود) على الأرض هناك، ولا يمكن أن يكون لدينا قوات على الأرض، لكن لدينا نصيب كبير (من الصراع في أوكرانيا)، والمبلغ المالي الذي استثمرناه كان جنونياً، إن المبلغ الذي استثمرناه هو رقم قياسي". يذكر أن ترامب أجرى أمس اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث مسألة حل الصراع في أوكرانيا. وفي هذا السياق، وصف الرئيس الأميركي نظيره الروسي بأنه "رجل لطيف"، وقال خلال حفل عشاء لمجلس أمناء مركز "جون كينيدي للفنون المسرحية": "أجريت محادثة قصيرة مع رجل لطيف يُدعى بوتين. أجرينا في الواقع محادثة جيدة، وأحرزنا تقدماً"، بحسب ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء. من جهته وصف بوتين المحادثة الهاتفية مع ترامب بأنها كانت "ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية"، مشيراً إلى أنها استمرت لأكثر من ساعتين. وأعرب عن امتنانه لترامب لمشاركة الولايات المتحدة الأميركية في استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
ترامب يمسك بخيوط الحرب: مكالمة حاسمة مع بوتين لوقف حرب أوكرانيا
في تحرّك مفاجئ قد يعيد خلط أوراق الحرب في أوكرانيا، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقش خلالها سبل التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في الحرب المستمرة بين موسكو وكييف، بحسب ما أكّده مسؤول في البيت الأبيض لمنصة Axios الأميركية. ويبدو أن ترامب، المعروف بنزعته للتفاوض المباشر، يسعى إلى لعب دور الوسيط الحاسم، حيث يرى أن تدخله الشخصي قد ينجح في كسر الجمود الذي خيّم على المحادثات الدبلوماسية في الأشهر الماضية. وسبق لترامب أن صرّح علنًا أن تحقيق اختراق حقيقي في الملف لا يمكن أن يتم دون لقاء مباشر يجمعه ببوتين. وفي وقت تواصل فيه القوات الروسية عملياتها على الأرض، قال ترامب إنه مستعد لفرض عقوبات على أي طرف يعطّل التوصل إلى اتفاق، رغم أنه لم يفرض حتى الآن عقوبات على روسيا. وفي مقابلة أجراها مؤخرًا مع شبكة 'فوكس نيوز'، ألمح إلى أنه لن يتردد في استخدام ما وصفه بنفوذه على بوتين إذا تطلب الأمر. المكالمة جاءت بعد اجتماع نادر بين وفدين روسي وأوكراني عُقد في إسطنبول يوم الجمعة، هو الأول من نوعه منذ بداية الغزو، بدفعٍ من الإدارة الأميركية، بحسب Axios. وعلى الرغم من فشل الجولة الأولى في إقرار وقف لإطلاق النار، إلا أن الطرفين توصّلا إلى اتفاق مبدئي لتبادل 1000 أسير من كل جانب. وفي تحرّك داعم لموقف ترامب، أجرى الرئيس الأميركي مكالمة جماعية الأحد مع قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، طالبوه خلالها باتخاذ موقف صارم وفرض عقوبات على روسيا في حال رفض بوتين وقفًا فوريًا وغير مشروط لإطلاق النار. من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأميركي فانس أن واشنطن لن تضيّع وقتها في محادثات عبثية، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب روسيا وأوكرانيا لتقديم مبادرة سلام واقعية، مشيرًا إلى أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود. وفي السياق ذاته، من المقرر أن يتحدث ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أكد أن بلاده تطالب بوقف شامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، تمهيدًا لمفاوضات مباشرة على مستوى القادة. فهل تنجح 'مكالمة ترامب' في قلب المعادلة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة. تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
ترامب يكشف تفاصيل اتصال مرتقب مع بوتين وزيلينسكي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، إنه سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وذكر ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال": "سأتحدث عبر الهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين في الساعة 10:00 صباحا". وأضاف: "مواضيع الاتصال ستكون: وقف "حمام الدم" الذي يودي بحياة أكثر من 5000 جندي روسي وأوكراني أسبوعيا، والتجارة". وتابع: "بعد ذلك، سأتحدث مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ومن ثم، سأجري محادثات مع عدد من أعضاء حلف الناتو". وختم بالقول: "آمل أن يكون يوما مثمرا، وأن يتم إقرار وقف لإطلاق النار، وتنتهي هذه الحرب العنيفة للغاية، الحرب التي ما كان ينبغي أن تبدأ أصلا". وفي وقت سابق السبت، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو بشأن المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف في إسطنبول، حسبما أفادت وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة، في بيان: "أشار لافروف إلى الدور الإيجابي للولايات المتحدة في مساعدة كييف على القبول أخيرا باقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف محادثات إسطنبول"، مضيفة أن موسكو مستعدّة لمواصلة العمل مع واشنطن بهذا الشأن. وبعد أسبوع ساده التوتر الشديد، عقدت كييف وموسكو الجمعة في إسطنبول أول محادثات مباشرة بينهما منذ ربيع العام 2022، أظهرت خصوصا حجم الهوة التي ينبغي ردمها من أجل إنهاء النزاع. وطالب الوفد الأوكراني بشكل أساسي من الروس بوقف إطلاق نار "غير مشروط" وعقد لقاء بين زيلينسكي وبوتين. ولم يحصل سوى على تبادل ألف أسير من كل معسكر، كما أكد الوفد الروسي.