
زهير توفيقي فوز البحرين.. تتويج لعملها الدبلوماسي الرصين الجمعة 06 يونيو 2025
تتقدم البحرين بخطى واثقة نحو عمق النظام الدولي، بعد أن نالت ثقة المجتمع الدولي بانتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2026 - 2027، في الانتخابات التي جرت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وبعدد أصوات 186 صوتا من بين 187 صوتا، بما نسبته 99.5 من الأصوات، وبكل تأكيد فإن هذا الفوز المستحق ليس محطة عابرة، بل هو تتويج لعقود من الحضور الدبلوماسي المسؤول، ونتيجة طبيعية لسياسة خارجية اتسمت بالاعتدال، واحترام القانون الدولي، والانفتاح على الشراكات الإنسانية والتنموية.
ولأن مملكة البحرين لا تدخل هذا الموقع الدولي للمرة الأولى، فإن عضويتها الثانية بعد الأولى في 1998 - 1999، تؤكد نهجا ثابتا وراسخا في التفاعل مع قضايا العالم. إن هذا التقدير الدولي يعكس المكانة المرموقة لمملكة البحرين، بفضل الرؤية الحكيمة لملك البلاد المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتوجيهات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
لقد بنت المملكة سمعتها الدولية على مواقف اتسمت بالوضوح والمبدئية، سواء في دعم القضية الفلسطينية ورفض الانتهاكات الإسرائيلية، أو في تبني الحلول السلمية للنزاعات، كما في الأزمة اليمنية والسورية، أو من خلال مبادراتها في تعزيز التعايش بين الأديان والثقافات، ومساهماتها المتنامية في ملف التغير المناخي، والأمن البحري، ومكافحة الإرهاب. إن حضور البحرين في مجلس الأمن يمنح صوتًا عربيًا وخليجيا عاقلًا وسط عالم تمزقه الأزمات يحتاج إلى مواقف متزنة لا تستعرض القوة بل توازن بين المصالح والمبادئ، كما أنه يأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى دور فاعل للدول ذات الرؤية الواضحة التي لا تسعى إلى الهيمنة، بل إلى الشراكة.
إنها لحظة فخر لكل بحريني، وإنجاز يُحسب لكل من آمن بأن للدبلوماسية تأثيرًا يتجاوز الإمكانات، ويقاس بمقدار الالتزام بالقيم، والقدرة على بناء الثقة.
كل التهاني للقيادة الرشيدة على هذا الإنجاز الوطني والدولي، وكل التمنيات بأن تواصل البحرين أداءها المشرف، ممثلة لصوت الحكمة والسلام في العالم.
ولا ننسى الجهود الجبارة والمتواصلة التي بذلها وزير الخارجية سعادة الدكتور عبداللطيف الزياني، وكذلك أعضاء البعثة الدائمة للمملكة في نيويورك برئاسة المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك سعادة السفير جمال الرويعي، وجميع المسؤولين والمختصين في الوزارة على عملهم
بروح فريق البحرين لتحقيق هذا الإنجاز الدولي لمملكتنا الغالية.
الخلاصة.. في اعتقادي الشخصي والمتواضع أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الثقة التي اكتسبتها البحرين من قبل الأعضاء بسبب مواقفها الإيجابية وعلاقاتها القوية مع الجميع، والأهم استدامتها على مر السنين في العمل الدبلوماسي. فالاستدامة من وجهة نظري هي الأساس، فالبحرين كانت على الدوام وجهة يتمنى الجميع العيش فيها، فكثير من البعثات الدبلوماسية الخليجية، والعربية، والأجنبية تؤكد ذلك وتتمنى أن البقاء فيها أطول فترة ممكنة، فرغم مساحتها الصغيرة، إلا أن الله وهبها قيادة حكيمة وشعبا وفيا. دعواتنا إلى مزيد من النجاحات والإنجازات في مختلف الصعد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 10 ساعات
- البلاد البحرينية
أعيادنا.. وذكرى النكسة
لعلها المرة الأولى التي تصادف ذكرى نكسة يونيو 1967 مع عيد الأضحى المبارك، وأياً كان الأمر فقد تعودنا طوال 68 عاماً من النكسة أن نجمد أفراحنا على المستويين الرسمي والمؤسسي المدني خلال الأعياد التي تصادف ذكرى النكسة، ولم يكن ذلك في تقديري صحيحاً، فالأفراح سُنة فطرية إنسانية طبيعية لابد من إحيائها لتجديد الطاقات ورفع المعنويات، وحتى الفلسطينيون أنفسهم، ومنهم أهلنا في غزة، لم يجمدوا أفراحهم حينما كان أهالي المدينة تحت الحصار قبل السابع من أكتوبر 2023، بل كانوا يتبادلون التهاني ويأخذون أطفالهم إلى المتنزهات والبحر ويحضّرون أشهى الحلويات الفلسطينية المعروفة، وهذا كان قبل تعرض أهالي غزة لحرب الإبادة التي ما فتئ الاحتلال يمعن فيها أمام تفرج المجتمع الدولي. ومع أن هناك دروسا وعِبرا عديدة يمكن الاستفادة منها في هزائمنا، إلا أننا مازلنا ندفن رؤوسنا في الرمال ونخشى الإقدام على مراجعات شجاعة تتيح استخلاص تلك العِبر والدروس، بذريعة لم يحن وقتها بعد لكي لا يستفيد العدو من ذلك. قبل نحو شهر من الآن تابعت تسجيلاً صوتياً نادراً لحديث دار بين الزعيم العربي والرئيس المصري جمال عبدالناصر والقائد الليبي العقيد معمر القذافي، وكان الحديث بعد عام وبضعة أشهر من الانقلاب الذي نفذه الأخير في سبتمبر 1969 وأطلق عليه "ثورة الفاتح"، حيث تبنى شعارات قومية ناصرية، ولقي تأييداً ودعماً من عبدالناصر، وكان القذافي حينئذ دون الثلاثين من عمره في أوج حماسه الثوري، ويعتبر عبدالناصر قدوته النضالية العليا. وفي ذلك التسجيل أبدى عبدالناصر شكواه المريرة من مواقف قيادات الدول العربية التي تشاركه في الفكر القومي الواحد؛ بسبب مزايداتها غير الواقعية لتحرير فلسطين ولإثبات أنها الأكثر ثورية ومبدئية منه. حتى بالرغم مما تلقته مصر والدول العربية التي شاركت في الحرب من هزيمة ماحقة قاصمة في حرب يونيو 67. وكان عبدالناصر قد اتخذ مواقف أكثر واقعية بعد الحرب، مثل قبوله قرار 242 الصادر عن الأمم المتحدة ومبادرة روجرز، جنباً إلى جنب مع تحضيره لحرب تحرير سيناء، ووجهت تلك الدول القومية (سوريا والعراق اللتان يحكمهما جناحان لحزب البعث) وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية بجميع فصائلها سهامها ضد عبدالناصر ووصفت مواقفه الواقعية بالاستسلام. وانتقد عبدالناصر شعار "تحرير فلسطين من النهر إلى البحر" الذي نادت به المنظمة وسوريا والعراق. ومفاد قوله: إذا كانوا يريدون تحرير فلسطين من النهر فليتفضلوا ويباشروا مهمتهم. وكان هذا على ما يبدو رداً من عبدالناصر على تساؤل للقذافي حول موقفه من تلك الشعارات الثورية. وفي الواقع أن هذا التسجيل الذي أثار لغطاً كبيراً في وسائل الإعلام العربية، حتى حاول البعض الغمز بأن توقيته مغرض لدفع ما يسمى بـ "محور المقاومة" للاستسلام كان تسجيلاً حقيقياً بثته قناة Nasser TV نقلاً بعد أن استعارته هذه القناة من تسجيلات تم إيداعها في مكتبة الإسكندرية. والحال أن عبدالناصر - كما كتبنا مرات عديدة - كان من أسباب تورطه في حرب يونيو وجود زعامات لأنظمة قومية يخشى من مزاحمتها له في تفرده بالزعامة القومية على امتداد العالم العربي، وذلك من خلال شعاراتها القومية الثورية البراقة، كالنظام السوري الذي كان يحكمه حينئذ جناح شديد التطرف يقوده صلاح جديد ونور الدين الأتاسي. والحق فإن عبدالناصر نفسه قبل الهزيمة لم يمانع من بث البيانات المضللة في إذاعاته وصحافته، رغم علمه بأن الحرب قد حُسمت لصالح إسرائيل من اليوم الأول لتمكنها من ضرب سلاح الطيران وهو رابض على الأرض في قواعده الجوية، وهذا ما أكده الكاتب والصحافي المقرب منه محمد حسنين هيكل في كتابه "حرب الثلاثين سنة 1967 الانفجار"! كما أن عبدالناصر هو نفسه صاحب شعار "لا صوت يعلو على صوت المعركة" لقمع أية أصوات شبابية أو قوى سياسية تبدي انتقادها لاستمرار الأخطاء التي أفضت للهزيمة. ولكتمل الكوميديا السوداء فإن إبراهيم الزبيدي وهو من أشهر مذيعي الإذاعة العراقية يؤكد في كتابه "دولة الإذاعة.. سيرة ومشاهدات 1956 - 1974" بأن مبعوثاً من الاستخبارات العسكرية كان يداوم في استوديو الإذاعة أيام الحرب، ولا يتردد بأن يفبرك بيانات عسكرية من نسج خياله بذريعة دعم المعنويات ويطلب منهم إذاعتها، ومنها بيان يفيد بأن القوات العراقية خلال الحرب قصفت إحدى المدن في فلسطين المحتلة وأوقعت خسائر كذا وكذا، وعادت إلى قواعدها سالمة. والطريف أنه بعد أقل من ربع ساعة - كما يؤكد الزبيدي - في كتابه (ص 179) أذاعت صوت العرب البيان المفبرك نقلاً عن راديو بغداد! أي إذاعة الدولة نفسها التي زايدت على ما أبداه عبدالناصر بعدئذ من مواقف واقعية بينما كانت شريكاً له في إعلام صناعة الأكاذيب. وللأسف لا يبدو أن فلسطينيي السابع من أكتوبر وحلفاءهم اللبنانيين الذين زجوا وطنهم بكامله في أوج انقساماته السياسية وأزماته المالية والاقتصادية المحتدمة ولا من سايرهم من مختلف التيارات الثورية العربية من إسلامية وقومية ويسارية في وارد الاستفادة من نتائج مغامرة السابع من أكتوبر، إذ ستظل مثل هذه المراجعات مغيبة مادام العقل السياسي يعيش في غيبوبته المديدة مستمتعاً بتجدد أحلامه الثورية خلالها ويمقت من يقض مضجعه منها.


البلاد البحرينية
منذ 13 ساعات
- البلاد البحرينية
جلالة الملك المعظم يتبادل التهاني هاتفيًا مع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
جرى اتصال هاتفي بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. وجرى خلال الاتصال تبادل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة المباركة على البلدين والشعبين الشقيقين، وعلى الأمتين العربية والإسلامية، بمزيد من الخير واليُمن والبركات.


البلاد البحرينية
منذ 15 ساعات
- البلاد البحرينية
القطان: اكتمال توافد حجاج البحرين إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة
استكمل حجاج مملكة البحرين توافدهم من مزدلفة إلى مِنى في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط تنظيم مميز وانسيابية عالية، لرمي جمرة العقبة الكبرى بيسر، والتوجه إلى المسجد الحرام لأداء الطواف والسعي، استعدادًا لاستكمال مناسكهم خلال أيام التشريق بالمبيت في منى ورمي الجمرات الثلاث. وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، رفع فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان، رئيس بعثة مملكة البحرين للحج، أسمى التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظه الله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، سائلاً المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة المباركة على شعب البحرين العزيز بمزيد من الخير واليُمن والبركات. وأشاد فضيلته، بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تنظيم موسم الحج، كما ثمّن القطان جهود جميع لجان بعثة البحرين، مشيدًا بدورهم البارز في تنظيم حركة الحجاج.