
الاحتلال يداهم عدة منازل في جنين ومستوطنون يهاجمون رعاة بالخليل
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدات ومدنا فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة صباح اليوم، وشنّت حملات دهم واعتقال، بينما هاجم مستوطنون إسرائيليون رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة تل ماعين جنوبي الخليل.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال، صباح اليوم، بلدة وادي برقين غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الاحتلال داهمت عددا من المنازل في المنطقة، وفتشتها بشكل دقيق، بالتزامن مع تحليق طائرة مسيّرة في أجواء المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جيش الاحتلال يُحاصر أحد المنازل في واد برقين، ويُطالب شابا في المنزل بتسليم نفسه.
كما أفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال أطلق طائرة مسيّرة نحو المنزل المحاصر.
ونقلت شبكة قدس الإخبارية عن مصادر محلية القول إن قوات الاحتلال اعتقلت صباح اليوم شابين فلسطينيين من البلدة، هما مصعب إياد الدمج وخالد المصري.
وفي وقت سابق اليوم، قالت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين إن قوات الاحتلال منعت عشرات العائلات من زيارة قبور ذويها، بالتزامن مع أول أيام العيد. وأضافت -في بيان- أن هذا المنع انتهاك إضافي لحرمة المناسبات الدينية وحقوق الفلسطينيين.
إعلان
وأكدت اللجنة الإعلامية أن قوات الاحتلال اعتقلت 4 أشقاء، بعد أن أصابت بعضهم. كما أكدت أن العدوان على جنين أسفر عن استشهاد 42 شخصا، بينهم اثنان برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية، منذ بداية الحملة العسكرية هناك.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في محافظة جنين منذ 138 يوما، وأسفرت -وفق مصادر فلسطينية- عن استشهاد أكثر من 40 فلسطينيا، وإصابة العشرات.
اعتداءات واقتحامات
في الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن مستوطنين اعتدوا على رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة تل ماعين قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
كما أفادت مصادر محلية بأن مستوطنين نصبوا خياما على قمة جبل عيبال في نابلس شمالي الضفة الغربية.
وفي الضفة أيضا، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة بيت فوريك، شرق مدينة نابلس ، وأكدت مصادر للجزيرة اندلاع مواجهات مع فلسطينيين خرجوا للتصدي للاقتحام الذي أطلقت قوات الاحتلال خلاله الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز.
وتشهد بلدة بيت فوريك منذ أيام اقتحامات متكررة من قوات الاحتلال بذريعة ملاحقة مطلوبين.
ومن جهة أخرى، استأنف جيش الاحتلال عمليات الهدم في مخيم طولكرم، شمالي الضفة. وقالت مصادر -للجزيرة- إن جرافات عسكرية إسرائيلية اقتحمت المخيم أول أيام عيد الأضحى ، وشرعت في هدم عشرات المباني السكنية والتجارية.
ووفق مصادر فلسطينية، فقد أجبر الاحتلال الإسرائيلي نحو 22 ألف فلسطيني على النزوح قسرا من بيوتهم في شمال الضفة الغربية، وهدم 600 منزل بشكل كامل، وتضرر الباقي منها بشكل جزئي.
خطة تصعيدية
في غضون ذلك، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطة تصعيدية، تشمل خطوات أحادية الجانب بالضفة، في حال واصلت فرنسا ودول أوروبية أخرى الدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتشمل الخطة الإسرائيلية فرض السيادة على المناطق "ج" بالضفة الغربية، وتهجير سكان "الخان الأحمر"، والدفع نحو انهيار المنظومة المصرفية الفلسطينية من خلال وقف تحويل الأموال.
وجاء الكشف عن خطة سموتريتش خلال لقائه مع صحفيين في إطار زيارته لمستوطنات الضفة الغربية.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن سموتريتش جال في المناطق التي يخطط لإقامة مستوطنات إستراتيجية جديدة فيها، قرب الشارع رقم 434، الواصل بين مستوطنات الضفة وتل أبيب.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى لاستشهاد 973 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، علاوة على نزوح مئات الآلاف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الدويري: نتنياهو أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن الأسير تسنغاوكر
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري ، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن الأسير متان تسنغاوكر، إما أن يمكن المقاومة من نقل الأسير إلى مكان آمن، وإما أن يتقبل استلامه جثة هامدة، مؤكدا أن أي محاولة لاقتحام الموقع ستؤدي حتما إلى مقتل الأسير. وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد وجه -اليوم السبت- "نداء عاجلا" أكد فيه أن أسيرا إسرائيليا يدعى متان تسنغاوكر محاصر مع مرافقيه من كتائب القسام بمكان ما في قطاع غزة. وحمّل أبو عبيدة المسؤولية كاملة لجيش الاحتلال عن سلامة الأسير إن تعرض لأي أذى. وقال أبو عبيدة في بيان على تلغرام: "تحذير عاجل لمن يهمه الأمر، قوات الاحتلال تحاصر مكانا يوجد فيه الأسير الصهيوني متان تسنغاوكر". وأضاف: "نؤكد بشكل قاطع أن العدو لن يتمكن من استعادة الأسير تسنغاوكر حيا.. وفي حال مقتله خلال محاولة تحريره فإن جيش الاحتلال سيكون هو المتسبب في ذلك". وأشار أبو عبيدة إلى أن وحدة الظل في كتائب القسام تمكنت من الحفاظ على حياة الأسير تسنغاوكر مدة عام و8 أشهر "وقد أعذر من أنذر"، وفق تعبير البيان. وأوضح الدويري أن بيان أبو عبيدة التحذيري يأتي في إطار توجيه إستراتيجي صدر قبل عدة أشهر بأن القرار النهائي للتعامل مع الأسرى أصبح بيد قوات الظل التي تقوم بحراستهم مباشرة. رسالة واضحة وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الرسالة التحذيرية موجهة بوضوح لجيش الاحتلال وللمجتمع الإسرائيلي لحثهم على وقف العمليات العسكرية في هذه النقطة بالذات إذا أرادوا الحفاظ على حياة الأسير. وفي تفسيره لسبب إصدار هذا التحذير في هذا التوقيت تحديدا، أكد أن الموقف العسكري أصبح صعبا جدا في هذه النقطة، حيث لا يوجد مجال لنقل الأسير بطريقة آمنة، لا من خلال الأنفاق ولا من فوق الأرض، مما يعني أن المنطقة محاصرة بالمطلق وأن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى نتائج كارثية. وحول العقلية القتالية التي تحكم هذا الموقف، أكد الدويري على أن كلمة الاستسلام غير موجودة في قاموس قوات النخبة وقوات الظل التابعة للقسام، وبالتالي ففي اللحظة الفارقة ستنتهي حياة قوات الظل التي تقوم بالحراسة وحياة الأسير معا. وأوضح أن هذا القرار حُسم منذ أكثر من عام من جانب القسام، بحيث أصبحت اللحظة الفارقة في يد قائد مجموعة الظل وليس في يد القيادة العليا. هذا المبدأ، كما أوضح الخبير، يستند إلى قناعة راسخة لدى هذه القوات بأن بقاء الأسير على قيد الحياة مرتهن ببقاء مجموعة الحراسة على قيد الحياة، وأنه في حالة القضاء على المقاتلين فإن حياة الأسير ستنتهي معهم، بغض النظر عمن يطلق الرصاصة الأخيرة. سيناريوهات محتملة وحول السيناريوهات العسكرية المحتملة، أوضح الدويري أنه إذا أرادت قوات الاحتلال أن تحصل على فرصة ولو ضئيلة لاستخراج الأسير حيا، فيجب أن يتوقف القصف الجوي والمدفعي، وأن تتولى العملية قوات النخبة المتخصصة مع مجموعة من القناصة للاشتباك المباشر. لكنه حذر من أن هذا الاشتباك قد يستمر ساعات مع قوات المقاومة قبل الوصول إلى الأسير. وأكد أن العملية محفوفة بالمخاطر من أكثر من جهة، مما يجعل احتمالات الوصول إلى الأسير حيا ضئيلة جدا، لافتا إلى أن النهاية الحتمية ستكون القضاء على الجميع، لأن النار ستُطلق من جهات متعددة على المقاتلين، ولن يتم القضاء عليهم إلا بالقضاء على الأسير معهم. وفيما يتعلق بآلية اتخاذ القرار في الجانب الإسرائيلي، أوضح الدويري أن مثل هذا القرار الحساس لن يصدر من القائد الميداني، بل يبدأ التعامل معه من مستوى قائد الفرقة. وأكد أن قائد الفرقة سيكون على الخط الساخن مع رئيس الأركان، إيال زامير ، الذي بدوره سيتشاور مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية. وهنا تكمن المفارقة الصارخة، كما يشير الدويري، في أن العالم يتحدث عن أن هدف الحرب هو إطلاق سراح الأسرى، بينما القسام يقول إن الأسير على قيد الحياة ويطالب بوقف العملية للمحافظة على حياته. وفيما يتعلق بشروط وقف العمليات، أكد الخبير العسكري أن مجرد إيقاف العملية قد لا يكون مقنعا للقسام، لأنه يمكن استئنافها في أي لحظة بما أنه تم تحديد مكان الأسير. لذلك، فإن الأمر يتطلب تراجعا كاملا من المنطقة وإعطاء فرصة للقسام لنقل الأسير إلى مكان آمن غير معروف، وإلا فلا جدوى من وقف العملية إذا تم إبقاء القوات العسكرية المعادية حول المكان. وأوضح أن القسام أذكى من أن يقبل بحلول نصفية، مؤكدا أن الأمر يتطلب إيقاف العملية والتراجع من منطقة العمليات وإعطاء القسام فرصة لنقل الأسير لمكان آمن، أو التفاوض لتسليم الأسير من خلال آلية تبادل محددة تضمن سلامة مجموعة الحراسة أيضا. بروتوكول هانيبال وفيما يتعلق باهتمام القيادة الإسرائيلية بحياة الأسرى، أكد الدويري أنه لا يعتقد أن حياة الأسير مهمة لنتنياهو، مشيرا إلى أن بروتوكول هانيبال الإسرائيلي الذي طُبق مرارا وتكرارا واضح جدا في أن الأسير الميت أفضل من الأسير الحي. وتوقع أنه إذا تم تطبيق هذا القانون، فلن تكون هناك مشكلة في انتهاء حياة الأسير والقضاء عليه. ويرى الخبير أن التحذيرات الواردة في بيان أبو عبيدة تحمل إشارات سياسية بالدرجة الأولى، مرتبطة بطبيعة استمرارية العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأوضح أن المقاومة الفلسطينية تقول بشكل واضح إن المعادلة هي أنه طالما تتقدم قوات الجيش في مناطق قطاع غزة، فإن حياة الأسرى لن تكون في مأمن، وأن هؤلاء الأسرى سيتعرضون لنفس الخطر الذي يتعرض له الفلسطينيون. وأشار إلى أن هذا ليس حربا نفسية أو دعاية، بل تهديد وتحذير حقيقي تقدمه المقاومة الفلسطينية بشكل واضح أمام الجمهور الإسرائيلي. واستشهد الدويري بحوادث سابقة حدثت في مخيم جباليا في سبتمبر/أيلول 2024 عندما اقترب الجيش من مكان تواجد 6 من الأسرى الإسرائيليين فقُتلوا جميعا، وكذلك في حي الشجاعية عندما قتل الجيش 3 من الأسرى في الشارع أمام الكاميرات. وأوضح الخبير أن كلا من وزير الدفاع ورئيس الأركان شخصيتان ضعيفتان أمام نتنياهو، ولا يجرؤ أي منهما على اتخاذ قرار يخالف توجهه الرئيسي، مما يقود إلى خلاصة أن نتنياهو هو من يتحكم باللعبة بالكامل. وبالتالي، فإن الكرة الآن في ملعب نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه، والقسام قدم الرسالة الواضحة التي لا تحتمل التأويل.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
إعلام إسرائيلي: كمين خان يونس يكشف أن في كل منزل عبوة مفخخة
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل "حادث أمني خطير" وقع صباح اليوم في خان يونس جنوب قطاع غزة ، أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 5 آخرين بانفجار عبوة ناسفة أثناء عملية تمشيط لأحد المباني. وأوضح المراسل أور هيلر أن الجيش الإسرائيلي سمح اليوم بنشر معلومات حول ما وصفه بحدث صعب وقع صباح اليوم في خان يونس. وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أنه تم السماح بنشر معلومات عن الجنود الذين قتلوا في القطاع، حيث لقي 4 من جنود الجيش الإسرائيلي مصرعهم بانفجار عبوة ناسفة. وفي تفصيل أوضح للحادث، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي دفرين إن 4 جنود قتلوا صباح اليوم، كما أصيب 5 جنود آخرين، جندي بجروح خطيرة و4 بجروح متوسطة. وأوضح أن القوة كانت تعمل في منطقة خان يونس في منشأة وصفها بـ"الإرهابية" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأنه في حوالي الساعة السادسة صباحا انفجرت عبوة ناسفة أدت إلى انهيار جزء من المبنى. وقدم مراسل القناة الـ11 آيتيسيك زوارتس سردا أكثر تفصيلا للحادث، مؤكدا أن الواقعة وقعت عند الساعة السادسة و10 دقائق صباحا، عندما دخل الجنود ومشطوا المبنى. وأضاف أنه في مرحلة ما من العملية، فتح الجنود بابا وواجهوا صعوبة في فتحه، وعندها انفجرت العبوة وانهار المبنى على الجنود. وفي تحليل عسكري للحادث، قال مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش دوران كادوش إن حماس تطورت في أساليب حرب العصابات التي نتحدث عنها، واستخدمت وسائل للتفوق على الجيش. وأضاف أن الصراع يتمحور حول معركة اكتساب الخبرة، حيث إنه خلال الـ20 شهرا الماضية كان الجيش يكتسب الخبرة ويدرس وضعه ويستخلص العبر ويحاول أن يجد أفضل الطرق لضرب حماس. لكن الأهم من ذلك، كما أشار كادوش، هو أن حماس تكتسب الخبرة أيضا من الناحية الأخرى. ولفهم كيفية حدوث هذا الحادث رغم الاحتياطات المتخذة، أوضح مراسل القناة الـ11 أنه كان من المتوقع مسبقا إمكانية أن يكون هذا المبنى مفخخا، أو أن تكون فيه فتحة نفق تؤدي إلى شبكة أنفاق. وأضاف أنه يفترض أن حماس ستفخخ هذا البيت، مشيرا إلى أن الأسرى المحررين أفادوا بأن فتحات الأنفاق التي تؤدي إلى الأنفاق التي كانوا محتجزين فيها كانت مفخخة. وأثار المراسل تساؤلا حول سبب عدم العثور على هذه العبوة رغم امتلاك القوات الإسرائيلية للكثير من الوسائل المتطورة للبحث عن العبوات المفخخة. وذكر أن هناك روبوتات وطائرات مسيرة وكلاب مدربة، وأن الجنود شديدو الحذر من الدخول إلى المنازل لأنهم يعلمون أنها قد تكون مفخخة. وأشار المراسل إلى معلومات حصل عليها من الجنود الموجودين حاليا في الميدان من جباليا حتى خان يونس أو مناطق أخرى، تفيد بأن في كل منزل توجد عبوة متفجرة، ومن كل بيتين يوجد بيت فيه مدخل نفق.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
صحف عالمية: انهيار منظومة المساعدات الإسرائيلية وتصاعد التوترات الإقليمية
تناولت صحف عالمية بارزة تطورات مقلقة في المنطقة، إذ كشفت تقارير متتابعة عن إخفاق الآليات الإسرائيلية في إدارة المساعدات الإنسانية ل غزة وتصاعد التوترات الإقليمية والممارسات الاستيطانية في الضفة الغربية. وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الآلية التي وعدت إسرائيل أنها ستحل أزمة وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة قد فشلت فشلا ذريعا. وأظهر التقرير أن هذه الآلية تسير منذ تفعيلها على نحو خطأ تماما، فسرعان ما تحولت مواقع توزيع المساعدات إلى مصدر تهديد حقيقي لحياة الساعين إلى تأمين قليل من الطعام. وقد انتشرت مشاهد الفوضى والموت بسبب هذه الخطة الإسرائيلية التي يُفترض أنها صُممت لإغاثة المدنيين. وفي تأكيد لهذا الإخفاق، نقلت صحيفة إندبندنت البريطانية تحذيرات مقلقة من عمال الإغاثة الذين أكدوا أن المؤسسة المكلفة من طرف إسرائيل بإدارة المساعدات غير مؤهلة للتعامل مع الوضع الإنساني المعقد في القطاع. ويعزز هؤلاء المتحدثون طرحهم بالإشارة إلى اضطرار مراكز توزيع المساعدات إلى الإغلاق أكثر من مرة منذ دخولها حيز الخدمة على خلفية الحوادث المميتة، مما يزيد الشكوك بشأن قدرتها على تخفيف حدة أزمة الجوع في غزة. وفي تطور آخر يتعلق بأزمة المساعدات، كشفت صحيفة غارديان عن بُعد آخر، فقد تحدث تقريرها عما اعتبره اعترافا مباشرا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – بتسليح ودعم مليشيا داخل غزة بهدف تقويض سلطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كذلك أشار التقرير إلى أن هذه المجموعة متهمة بنهب المساعدات الإنسانية المخصصة للمدنيين. ولاحظ التقرير أن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات لاذعة من مختلف أحزاب المعارضة الإسرائيلية التي نبهت إلى التاريخ المظلم لما تعتبرها منظمات الإغاثة عصابة إجرامية عملت بشكل منتظم على سرقة قوافل المساعدات التي تدخل غزة. ومن زاوية أخرى، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا يكشف عن تطور جديد في الضفة الغربية، فالكاتب يرى أن تهجير الفلسطينيين داخل الضفة لم يكن أسهل مما هو عليه الآن، في ظل المناخ السياسي الحالي الذي يوفر غطاء للممارسات الاستيطانية. ويوضح المقال أن الهدف من عنف المستوطنين بات معلنا وواضحا، حيث إن إخلاء قرية بأكملها من سكانها الفلسطينيين لا يتطلب سوى مجموعة من الشبان المتطرفين المدعومين بشكل مباشر من حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية. ويخلص المقال إلى استنتاج مفاده أن المناخ السياسي السائد، إلى جانب الحرب المتواصلة على غزة، يسهمان بشكل كبير في تقدم المشروع الاستيطاني وتسريع عمليات التطهير العرقي في الضفة الغربية. وعلى المستوى الإقليمي، استعرض تقرير مفصل في مجلة نيوزويك مجموعة من المؤشرات المقلقة التي يقول المحللون إنها توحي بقرب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و إيران. فاللهجة التهديدية تتصاعد بشكل ملحوظ من الجانبين، ومعها يستمر الصراع بالوكالة في المنطقة، وذلك في ظل مفاوضات متعثرة لا يُعرف مصيرها بشأن المشروع النووي الإيراني. كما تشير التقارير الاستخباراتية المتضاربة إلى تحضيرات إيرانية لهجوم محتمل، في مقابل رغبة حقيقية ومعلنة لدى إسرائيل في شن هجوم استباقي يشل البرنامج النووي الإيراني نهائيا. وكل هذه التطورات الخطيرة تجري في ظل مواجهة نتنياهو تحديات سياسية داخلية كبرى، مصحوبة بعزلة متزايدة لإسرائيل على الساحة الدولية، وسط تراجع ملحوظ في التعاطف الدولي معها.