logo
ما يكشفه كمين بيت حانون

ما يكشفه كمين بيت حانون

جريدة الاياممنذ 6 أيام
الحادثة الفتاكة، التي وقعت في بيت حانون، وكلفت حياة 5 مقاتلين وإصابة 14 آخرين، نموذج واضح لكمين عصابات كلاسيكي لـ"حماس"، التي حتى في وضعها الحالي قادرة على أن تتعرف بشكل جذري على أنماط عمل الجيش الإسرائيلي وإيقاع إصابات شديدة به.
من تفاصيل التحقيق يتضح انه عند الساعة 22:00 ليلاً، اجتازت قوة من كتيبة "نيتسح يهودا" على الأقدام محوراً سبق أن عملت فيه قبل ذلك دبابات وآليات هندسية. في لحظة الاجتياز فُجرت ساحة العبوات، وأثناء محاولات الإنقاذ والإخلاء اصطدمت القوات بنار دقيقة. من أجل العمل لمثل هذا الشكل كانت "حماس" مطالبة بأن تنفذ رصدا وتشخيصا لحركة الجنود، ومن هناك أن تستغل سيطرتها في ظل طبيعة المنطقة وكذا قدرات القتال من مسافة قصيرة. وكانت النتيجة فتاكة.
يجسد الحدث كم هي بيت حانون، المجاورة للجدار، لا تزال تشكل مجال "إرهاب" نشطا رغم مرور 21 شهرا على بداية الحرب واحتل المكان ما لا يقل عن ثلاث مرات. سبب ذلك، حتى وإن كان المخربون لم يعملوا، هذه المرة من داخل النفق، هو وجود "مدينة تحتية" أقيمت تحت الأرض، وتسمح لـ"المخربين" بالبقاء، الانتظام، والقيام بالعمليات. الشبكة معروفة منذ عهد "الجرف الصامد" بسبب النفق الذي خرج منه "المخربون" الذين قتلوا المقدم دولب كيدار. الـ 11 سنة التي انقضت لم تجلب معها إلا رفعا للمستوى. في منطقة خان يونس أيضا، التي دمرت عمليا، ينكشف مزيد ومزيد من الأنفاق الفاعلة. يتبين أن تدمير المباني لا يلغي الأنفاق التي تحتها. عمليا، يوجد في ذلك أحيانا ما يجعل المعالجة الهندسية لها صعبة.
الاستنتاج هنا هو انه لا يمكن التفكيك التام لبنية "الإرهاب" بالحصار أو بالقصف من الجو. لأجل الإزالة التامة للتهديد على البلدات وعلى قوات الجيش مطلوب عمل مبادر مركز وعميق أكثر بكثير وهو يحتاج إلى وقت (لا يوجد للمخطوفين وقت) واحتمال مزيد من الخسائر في صفوف الجيش، حيث يصرخ نقص المقاتلين، والانهاك لا يطاق. من المشروع بالتأكيد، وهذا أيضا هو روح رئيس الأركان، الفريق إيال زامير، تفضيل اتفاق وقف نار وإعادة مخطوفين، في هذه المرحلة، وفقا لمنحى ويتكوف. الثمن، ولا ينبغي تجاهله، هو إبقاء تهديد بيت حانون، على كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى بالنسبة لبلدات الجدار.
يطرح السؤال ما الذي يميز بين الجبهة الشمالية والجنوبية: "حزب الله" أيضا تلقى ضربات على اليمين وعلى اليسار لكنه موجود كمنظمة وبقيت لديه وسائل لضرب بلدات الجدار. لماذا يمكن لإسرائيل هناك أن تدافع عن الحدود من خلال مهاجمة كل محاولات تعاظم القوة لدى "حزب الله"، فيما أن معارضي وقف النار في غزة في هذه المرحلة يدعون خلاف ذلك؟ يكمن الجواب في الفرق الجوهري بين "حزب الله" و"حماس": "حزب الله" منظمة "إرهاب" هي جزء من دولة لبنان، التي يمكن الحديث معها بعد تصفية قيادة "حزب الله" وتحييد قسم مهم من تهديد الصواريخ. تمارس على "حزب الله" رافعات، وله معارضة شديدة من الداخل من جانب جهات عديدة، وكحركة سياسية توجد له مصالح، وهو أيضا يتأثر بالضغوط. أما في غزة بالمقابل فلا بديل لمنظمة "الإرهاب"، وبالتالي لا توجد أيضا روافع يمكن ممارستها عليها في هذه اللحظة.
وعليه فلا ينبغي أيضا تجاهل تأثير المساعدات الإنسانية على مصاعب إنهاء القصة: الاثنين الماضي، ادخل إلى شمال القطاع 22 شاحنة مساعدات. المستوى السياسي هو الذي أمر الجيش بالسماح بإدخالها، ووصل بعض البضاعة أيضا إلى بيت حانون. في هذا أيضا ما يعرض القوات للخطر، إذ إن المساعدات تخلق الظروف لبقاء السكان المدنيين في منطقة قتالية نشطة بدلا من إخلاء المكان. تستغل "حماس"، التي يُعتبر الاختباء بين السكان من الحجارة الأساس لبقائها، هذا كي تسحق قدرات المناورة للجيش الإسرائيلي. الاعتبارات الإنسانية لا بأس بها: سهل جدا الصراخ بأنه من المحظور إدخال ملعقة ماء في الوقت الذي تعرف إدارة ترامب هي الأخرى كيف تصدم من الوضع في غزة بقدر لا يقل عن سابقتها. لكن يوجد لهذا ثمن عملياتي، وعلى المستوى السياسي أن يقول هذا بصدق للجمهور: هكذا من الصعب جداً هزيمة العدو.
ضابط كبير، يعرف جيدا ساحة القتال، يقول، إن بيت حانون يجب أن تمحى كمجال "إرهاب" نشط. "على الجيش الإسرائيلي أن يسيطر في المنطقة، ويجب إقامة عائق من الجانب الغربي"، يقول. "إذا كنا نريد الدفاع عن البلدات، فيجب على المنطقة أن تكون تحت مسؤولية أمنية دائمة". هذه الأقوال، على أي حال، نسمعها في واشنطن وفي الدوحة أيضاً.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حزب الله يُدين مجزرة وادي فعرا بالبقاع بحق مدنيين لبنانيين وسوريين
حزب الله يُدين مجزرة وادي فعرا بالبقاع بحق مدنيين لبنانيين وسوريين

فلسطين اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • فلسطين اليوم

حزب الله يُدين مجزرة وادي فعرا بالبقاع بحق مدنيين لبنانيين وسوريين

أصدر حزب الله اليوم بيانًا شديد اللهجة أدان فيه المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في منطقة وادي فعرا بالبقاع الشمالي، والتي أسفرت عن ارتقاء 12 شخصًا، بينهم 7 من الجنسية السورية، وإصابة عدد آخر بجروح، إثر استهداف حفارة لآبار المياه. ووفقًا للبيان، وصف الحزب الهجوم بأنه مجزرة مروّعة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مطالبًا الدولة اللبنانية بالتحرك الفوري والحازم لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وخاصة الولايات المتحدة، بصفتها جهة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتهرب من التزاماتها، بحسب نص البيان. وأشار حزب الله إلى أنّ هذا الاعتداء يُعدّ تصعيدًا خطيرًا في سياق العدوان المتواصل، محذرًا من أن الصمت الرسمي اللبناني غير المجدي قد يؤدي إلى المزيد من الاعتداءات. كما شدد على أن الشعب اللبناني المقاوم سيظل ثابتًا في خياراته الوطنية، مدافعًا عن سيادة لبنان وكرامته في وجه ما وصفه بـ العدو الصهيوني المتوحش.

الاحتلال يعتقل مواطنين ويعتدي على آخرين في الخليل
الاحتلال يعتقل مواطنين ويعتدي على آخرين في الخليل

فلسطين اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • فلسطين اليوم

الاحتلال يعتقل مواطنين ويعتدي على آخرين في الخليل

نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمة استهدفت مصنعًا يعود لعائلة الجمل في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، أسفرت عن اعتقال مواطنين فلسطينيين وإصابة عدد من العاملين. ووفقًا لمصادر محلية، فقد اعتقلت القوات المواطن حمزة الجمل وابن شقيقه، بعد اقتحام المصنع، كما اعتدت بالضرب على عدد من العاملين داخله، ما أدى إلى إصابتهم بجروح ورضوض متفاوتة. وقد تولّت طواقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نقل أربعة من المصابين إلى المستشفى لتلقّي العلاج، وسط استمرار إجراءات التفتيش والانتشار العسكري في المنطقة.

في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: وفاءٌ للقدس، واستمرارٌ في النضال ، بقلم : محمد علوش
في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: وفاءٌ للقدس، واستمرارٌ في النضال ، بقلم : محمد علوش

شبكة أنباء شفا

timeمنذ ساعة واحدة

  • شبكة أنباء شفا

في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: وفاءٌ للقدس، واستمرارٌ في النضال ، بقلم : محمد علوش

في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: وفاءٌ للقدس، واستمرارٌ في النضال ، بقلم : محمد علوش تمرّ الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والجبهة ما زالت على عهدها الأول، ثابتة على مبادئها، ومتمسكة براية الحرية والعدالة والكرامة، وفية لانطلاقتها من قلب القدس، ولدماء شهدائها، ولصوتها العالي الذي ما توانى عن التعبير عن آمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني المكافح من أجل نيل حقوقه الوطنية والاجتماعية كاملة غير منقوصة. في مثل هذا اليوم من عام 1967، وفي أوج الهزيمة والضياع العربيين، ارتفعت راية الجبهة على يد نخبة من المناضلين الفلسطينيين الذين اختاروا أن يقاوموا بدلاً من أن يستسلموا، وعلى رأسهم القائد الوطني الخالد الرفيق د. سمير غوشة، الذي جسّد بفكره وممارسته رؤيا نضالية تقدمية، مزجت بين الوعي الوطني والتحليل الطبقي، وطرحت نموذجاً لحزب يساري اجتماعي يحمل همّ الوطن وهمّ الناس. لقد كانت انطلاقة الجبهة صرخة مقاومة في وجه الاحتلال، ومنصة للتنظيم الشعبي، ورؤية سياسية ذات طابع وطني تقدّمي متكامل، فلم تكن الجبهة فصيلاً عسكرياً فقط، بل كانت ولا تزال حزباً سياسياً وفكرياً واجتماعياً، نحتت حضورها في الساحة الفلسطينية بصبر ونضال وتضحيات جسام، ورافقت منظمة التحرير الفلسطينية في مسيرتها الطويلة نحو تثبيت الهوية الوطنية وتمثيل شعبنا في المحافل الدولية. إنّ الحديث عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني هو حديث عن مدرسة في الالتزام، في الوفاء، وفي الانتماء الشعبي الحقيقي، فقد انحازت الجبهة دوماً إلى الفئات المهمّشة والمحرومة، ورفعت صوتها عالياً دفاعاً عن حقوق العمال، واللاجئين، والمرأة، والشباب، وسعت إلى بناء نموذج تنموي مقاوم يعزز الصمود على الأرض ويعكس تطلعات الشعب في التحرر والعدالة الاجتماعية. لقد واجه الرفاق في الجبهة سنوات القمع والتهميش والتغييب، لكنهم ظلّوا على العهد، يواصلون السير على طريق الشهداء، ويثبتون في الميدان، في النضال الوطني ضد الاحتلال، وفي النضال السياسي من أجل حماية المشروع الوطني، وفي النضال الاجتماعي من أجل تحقيق العدالة والمساواة داخل المجتمع الفلسطيني، وكانت الجبهة دوماً صوت القدس، وضمير المخيم، وروح الأرض. إنني، في هذه الذكرى المجيدة، أشعر باعتزاز عميق لانتمائي إلى هذا الحزب العريق، الذي لم يتنازل عن مبادئه، ولم يساوم على حقوق شعبه، بل كان في الطليعة حيثما وجدت ساحات الكفاح. لقد تعلمنا من الجبهة أن النضال لا يقاس بالشعارات، بل بالفعل، بالانغماس في قضايا الناس، وبالتمسك بالثوابت، وبالوحدة الوطنية التي لطالما دعت إليها الجبهة كخيار وحيد للانتصار. في الذكرى الثامنة والخمسين، نجدّد العهد للجبهة ولقادتها المؤسسين، ولشهدائها وأسراها ومناضليها، بأننا على الطريق ماضون، لا نحيد عن حلم الحرية، ولا نتنازل عن حقوق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store