logo
"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء

"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء

اليوم 24منذ 4 أيام

تعيش قبيلة « السينتينليون » بجزيرة « نورث سينتينل » النائية، إحدى جزر أندمان الهندية الواقعة بخليج البنغال، حياة بدائية منعزلة تماما عن العالم الخارجي، إلا أن محاولات الغرباء المتكررة للتطفل على حياتهم والتواصل معهم تشكل خطرا وجوديا يهدد بانقراضهم.
السائح والمؤثر الأمريكي ميخايلو فيكتوروفيتش بولاكوف، حاول في مطلع أبريل الماضي، الوصول إلى جزيرة نورث سينتينل، متحديًا الحظر الصريح الذي فرضته السلطات الهندية لحماية السكان المحليين بالجزيرة. ورغم ذلك، سبح بولاكوف حتى شاطئ الجزيرة، حيث أطلق صافرة لأكثر من ساعة، في محاولة للفت انتباه أفراد القبيلة والتواصل معهم.
وفي محاولة لكسب تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ترك بولاكوف على الشاطئ صندوقًا يحتوي على مشروبات وجوز الهند، وسجّل لحظات زيارته بالفيديو، متجاهلًا التحذيرات التي تؤكد أن أي تواصل مع هذه القبائل قد يشكّل خطرًا وجوديًا عليهم، بسبب غياب المناعة لديهم ضد كثير من الأمراض شائعة مثل الحصبة والأنفلونزا.
وألقت السلطات الهندية القبض على بولاكوف، في حادثة أعادت إلى الأذهان قصة المبشر الأمريكي جون ألين تشاو، الذي قُتل على يد سكان الجزيرة عام 2018، في مشهد مشابه يعكس النتائج الكارثية لمثل هذه المحاولات غير المسؤولة.
وتضم جزر أندمان ونيكوبار العديد من القبائل المعزولة مثل، « غريت أندامانيز »، و »جاروا »، و »أونغه »، و »السينتينليون »، و »نيكوباريز »، و »شومبن ». وقد تسببت محاولات التواصل السابقة مع هذه القبائل في كوارث حقيقية؛ إذ انقرضت قبيلة « جانغيل »، بينما تراجع عدد سكان قبيلة « أونغه » بنسبة تجاوزت الـ 85 بالمئة نتيجة انتقال الأمراض إليهم.
في هذا السياق، قال « كالم راسل »، من منظمة « سيرفايفل إنترناشونال » (Survival International)، وهي منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية المعزولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في معرض تعليقه على محاولة السائح والمؤثر الأمريكي بولاكوف، الوصول إلى جزيرة « نورث سينتينل »، رغم الحظر، إن ما قام به بولاكوف يُعد « خطيرًا للغاية ».
وأوضح راسل في حديث للأناضول أن قبائل مثل السينتينليون لا تملك مناعة ضد أمراض شائعة في العالم الخارجي مثل الحصبة والإنفلونزا، ولذلك فإن مجرد اقتراب شخص يحمل أحد هذه الفيروسات يمكن أن يؤدي إلى كارثة صحية تودي بحياة عدد كبير من أفراد القبيلة.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء سلوك الحذر والعداء الذي يظهره أفراد القبائل تجاه الغرباء هو الخوف من الأمراض التي قد يحملونها، والتي أثبت التاريخ أنها قادرة على إفناء مجتمعاتهم بالكامل.
وأضاف راسل أن هناك حالات سابقة لزوار قُتلوا على يد السكان المحليين، لأنهم اعتبروا أنفسهم في موقف دفاعي لحماية أراضيهم وهويتهم من التعدي الخارجي، مؤكدًا أن هذا الخوف لا يزال قائمًا حتى اليوم.
ووصف الدخول إلى الجزيرة دون إذن بأنه تصرف « متهور وخطير وقاسٍ »، داعيًا السلطات المحلية إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات.
وفي حديثه عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، قال راسل: « أن يقوم البعض بمخاطرة كهذه فقط من أجل الحصول على بعض الإعجابات على تيك توك أو زيادة عدد المشتركين على يوتيوب، فهذا تهديد كبير يجب أخذه على محمل الجد ».
وذكّر راسل بمقتل جون ألين تشاو، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في تكرار مثل هذه الحوادث هو ضعف تطبيق القوانين القائمة، وأنه لو كانت القوانين تُنفذ بصرامة لما تمكن أمثال تشاو أو بولاكوف من الوصول إلى هذه المناطق المحظورة.
وتابع قائلاً: « لا حاجة لأن نعرف أي شيء عن السينتينليون. كل ما يجب فعله هو تركهم يعيشون كما يشاؤون. هل تود أن يأتي غرباء إلى باب منزلك فجأة ويطرقونه أو يضربون نافذتك؟ هذا بالضبط ما يواجههه هؤلاء السكان. تخيل أن تكون في وضع صحي هش أو أنك تعيش مع أفراد كبار في السن من عائلتك، إنهم يواجهون الخطر ذاته يوميًا ».
وأشار راسل إلى أن معظم ما يُتداول عن قبائل مثل السينتينليون في الإعلام وعلى الإنترنت عبارة عن شائعات ونظريات مؤامرة وأفكار مسبقة، تُغذيها عقلية استعمارية تنظر إلى هذه الشعوب على أنها متخلفة أو بدائية، وتمنح لنفسها حق اقتحام حياتهم لأغراض ترفيهية أو فضولية.
وأكد راسل أن كل محاولة تواصل مع قبائل معزولة تنطوي على احتمال وقوع كوارث، مشيرًا إلى تجربة عالمة الأنثروبولوجيا أنستيس جاستن (Anstice Justin)، التي حاولت بين عامي 1970 و1990 التواصل مع قبيلة السينتينليون، لكنها كانت تُقابل في كل مرة بسهم يُطلق نحوها من قبل أفراد القبيلة، في إشارة واضحة إلى رفضهم لأي تقارب أو اقتراب من الغرباء.
وأضاف: « السينتينليون لم يكونوا عدائيين بطبعهم، بل كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم، وهذا ما نراه بشكل متكرر في جميع القبائل المعزولة حول العالم ».
وأشار إلى أن أنستيس جاستن، التي كانت تؤيد سابقًا فكرة التواصل، أصبحت الآن من أبرز من يحذرون من خطورته، بعد أن أدركت أن نتائجه غالبًا ما تكون مأساوية وتفوق أي منفعة محتملة.
وشدد راسل على أن « مجرد التفكير بأن للغرباء الحق في دخول أراضي هذه الشعوب دون إذن منهم، هو إعادة إنتاج مباشرة لذهنية استعمارية قديمة، لا تزال تجد لها مكانًا اليوم عبر أشكال جديدة من التعدي الثقافي والرقمي ».
وفي ختام حديثه، دعا راسل وسائل الإعلام الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في نشر الوعي حول قضايا الشعوب المعزولة، محذرًا من أن مصير قبائل مثل جانغيل، التي انقرضت بالكامل في أوائل القرن العشرين، قد يتكرر مع قبائل مثل السينتينليون، ما لم يتم احترام حقهم في العزلة والخصوصية والحياة بكرامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما
من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما

وجدة سيتي

timeمنذ 3 أيام

  • وجدة سيتي

من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما

من المفارقات أن تكون الجنسية الغربية حقيقية عندما يكون حاملها صهيونيا بينما تكون صورية عندما يكون حاملها عربيا أو مسلما تابع الرأي العام العالمي حدث إطلاق حركة حماس الجندي الصهيوني الحامل للجنسية الأمريكية الذي أسرته حركة المقاومة حماس خلال عملية طوفان الأقصى بعد اتفاق أو تفاهم مع الإدارة الأمريكية، ولم يكشف لحد الساعة عما حصلت عليه مقابل ذلك. وهذا الحدث كشف عن أمر لم يكن مستغربا من قبل ألا وهو ثنائية الجنسية الغربية أمريكية كانت أم أوروبية حيث تكون في حالة حقيقية ، وفي أخرى صورية ، وهذه مفارقة . فإذا ما قارنا بين الجندي الصهيوني » عيدان ألكسندر » والصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ، نجدهما معا حاملين للجنسية الأمريكية إلا أن تجنس عيدان حقيقي، بينما تجنس شيرين صوري، والقرينة أو الدليل على ذلك أن الإدارة الأمريكية تدخلت بقوة لدى حركة تعتبرها إرهابية من أجل إنقاذ الجندي الصهيوني المجنس بجنسيتها ، وفي المقابل لم تفعل شيئا ، ولم تحرك ساكنا من أجل محاسبة الجندي الجاني الصهيوني الذي قتل الصحفية الفلسطينية ، والذي قيل أنه لقي حتفه على يد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حسب ما تداولته وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا ، وتلك عدالة الله عز وجل الذي يمهل ولا يهمل حين تغيب أو تُعطل عدالة البشر. وهناك أيضا حالة الإعلامي والصحفي السعودي جمال خاشقجي الحامل للجنسية الأمريكية الذي اختفى في السفارة السعودية بتركيا ولا يعرف لحد الساعة مصيره، ولا كيف اختفى ، ولم تفعل الإدارة الأمريكية من أجله شيئا مع أنه يحمل جنسيتها تماما كما حصل في حالة الصحفية شيرين أبو عاقلة . وما يهمنا من المقارنة بين عيدان الصهيوني، وشيرين الفلسطينية في هذا المقال هو موضوع ازدواجية مكيال الجنسية التي يعطيها الغربيون أمريكان أو أوروبيون للأجانب من جنسيات مختلفة بحيث تكون حقيقية في حالات، وصورية في أخرى حسب جنس أو عرق حاملها ، وتحديدا عندما يكون من يحملونها عربا أو مسلمين . ولا يكفي أن يحمل العرب والمسلمون جنسيات غربية أو يحصلوا على جوازات سفر البلدان التي تُجنِّسهم ، والتي طالما حلموا بها ، وفيهم من عانى الأمرين، وكابد من أجل الحصول عليها رغبة في أن يعاملوا معاملة مواطنين غربيين على وجه الحقيقة، لكنهم يظلون مواطنين غربيين صوريين فقط . وليس بوسع أحد أن ينكر هذه الحقيقة أو يجادل فيها بذريعة أن المُجنَّسين العرب والمسلمين في بلاد الغرب لهم حق التصويت في الانتخابات ، وحق العضوية في البرلمانات ، وأنهم سواسية في الحقوق والواجبات مع الموطنين الأصليين … إلى غير ذلك مما يُتَذرع به ذرائع واهية، والتي يكذبها الواقع ويدحضها . ولو صح شيء منها لكان الأمريكان الذين بذلوا كل الجهود ، وسعوا بحرص وإصرار من أجل تحرير الصهيوني المجنس بجنسيتهم الحقيقية لسعوا نفس السعي، وحرصوا نفس الحرص لحظة اغتيال الصحفية الفلسطينية مراسلة قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة والأمريكية صوريا على إدانة قاتلها ومتابعته أمام عدالتهم أوأمام العدالة الدولية ، لكنهم لم يفعلوا إلى غاية هذا اليوم ، ولكانوا فعلوا أيضا نفس الشيء لحظة اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الأمريكي صوريا كذلك . ولا نريد الخوض في التصرفات العنصرية التي تواجه العرب والمسلمين المجنسين بجنسيات غربية بسبب أصولهم العرقية ، و بسبب دينهم على وجه الخصوص فضلا عن ألوان بشرتهم ، وألوان عيونهم ،ولغاتهم الأمهات . ويكفي أن نمثل لذلك بتجربة أجريت في بلد غربي نشرت عبر الأنترنيت ، وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي حيث تظاهر رجلان أحدهم أبيض البشرة، أشقرالشعر، وبعينين زرقاوين، والآخر أسمر اللون أجعد الشعر بالعمى محاولين يديهما إلى أيدي المارة من المواطنين الغربيين البيض طلبا للمساعدة في اجتيازهما أحد الشوارع الغاصة بالمارة ، فكان هؤلاء المواطنون يمدون أيديهم بأريحية وعن طيب خاطر إلى الرجل الأبيض ، بينما كانوا ينفرون، ويتقززون من الرجل الأسمر مع أنه يحمل جنسيتهم كزميله الأشقر، وكانا معا قد اتفقا على خوض هذه التجربة للكشف عن درجة الحس الإنساني لدى المواطنين الغربيين البيض لكنهما اكتشفا رواسب العنصرية لديهم والتي لم تقض عليها قيم الحضارة الغربية المتطورة علميا وتكنولوجيا والمنحطة أخلاقيا ، وهي أخلاق سقط عنها القناع بسبب السكوت عند السواد الأعظم منهم عن جرائم الإبادة التي حصلت في قطاع غزة ، ولا زالت تحصل لحد الساعة، وهي دليل دامغ على انحطاطهم على مستوى القيم حيث لا زال هذا السواد الأعظم منهم يؤيدون الجلاد الصهيوني ، ولا يبالون بالضحية الفلسطيني باستثناء الشريحة المتنورة الحية ضمائرها والتي عرفت حقيقة العنصرية الصهيونية عيانا وبالملموس من خلال جرائمها البشعة ، وهو موقف يحمد خصوصا حين يقارن بمواقف محسوبين على العروبة والإسلام ممن يؤيدون الصهاينة في إجرامهم ، وفيهم من يرفع شعار كلنا صهاينة في عقر بلدان العروبة والإسلام . ومن المفارقات أيضا أن يحمل اليهود وفيهم المتصهين جهارا الجنسيات العربية والإسلامية في بلدان العروبة والإسلام على وجه الحقيقة وليس صوريا ، وربما يكون منهم جنود ملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين ، ومع ذلك يعيشون بأمن وسلام ، بل لهم امتيازات ليس مثلها للمواطنين العرب والمسلمين ، وفي المقابل يحمل العرب والمسلمون الجنسية الصهيونية في أرض فلسطين المحتلة وهم مواطنون من الدرجة الدنيا في المجتمع الصهيوني . فإلى متى ستظل الجنسيات التي يحملها العرب والمسلمون في بلاد الغرب صورية وليست حقيقية ؟؟؟ وإلى متى ستظل المجتمعات الغربية تباهي بقيمها التي تنعتها بالإنسانية والجنسيات التي تفاخر بالتكرم بها على الأجانب الذين يعيشون فيها خصوصا العرب والمسلمين جنسيات حقيقية وأخرى صورية ؟ وما أتعس هذا العالم الذي لا زالت فيه بلاد الغرب تضم ضم شرائحها الاجتماعية عنصريين يمينيين متطرفين يحكمهم التعصب للعرق الذي هو من مخلفات الماضي السحيق ، وإنه لأمر مخجل، ومؤسف ، ومحزن .

"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء
"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء

اليوم 24

timeمنذ 4 أيام

  • اليوم 24

"السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء

تعيش قبيلة « السينتينليون » بجزيرة « نورث سينتينل » النائية، إحدى جزر أندمان الهندية الواقعة بخليج البنغال، حياة بدائية منعزلة تماما عن العالم الخارجي، إلا أن محاولات الغرباء المتكررة للتطفل على حياتهم والتواصل معهم تشكل خطرا وجوديا يهدد بانقراضهم. السائح والمؤثر الأمريكي ميخايلو فيكتوروفيتش بولاكوف، حاول في مطلع أبريل الماضي، الوصول إلى جزيرة نورث سينتينل، متحديًا الحظر الصريح الذي فرضته السلطات الهندية لحماية السكان المحليين بالجزيرة. ورغم ذلك، سبح بولاكوف حتى شاطئ الجزيرة، حيث أطلق صافرة لأكثر من ساعة، في محاولة للفت انتباه أفراد القبيلة والتواصل معهم. وفي محاولة لكسب تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ترك بولاكوف على الشاطئ صندوقًا يحتوي على مشروبات وجوز الهند، وسجّل لحظات زيارته بالفيديو، متجاهلًا التحذيرات التي تؤكد أن أي تواصل مع هذه القبائل قد يشكّل خطرًا وجوديًا عليهم، بسبب غياب المناعة لديهم ضد كثير من الأمراض شائعة مثل الحصبة والأنفلونزا. وألقت السلطات الهندية القبض على بولاكوف، في حادثة أعادت إلى الأذهان قصة المبشر الأمريكي جون ألين تشاو، الذي قُتل على يد سكان الجزيرة عام 2018، في مشهد مشابه يعكس النتائج الكارثية لمثل هذه المحاولات غير المسؤولة. وتضم جزر أندمان ونيكوبار العديد من القبائل المعزولة مثل، « غريت أندامانيز »، و »جاروا »، و »أونغه »، و »السينتينليون »، و »نيكوباريز »، و »شومبن ». وقد تسببت محاولات التواصل السابقة مع هذه القبائل في كوارث حقيقية؛ إذ انقرضت قبيلة « جانغيل »، بينما تراجع عدد سكان قبيلة « أونغه » بنسبة تجاوزت الـ 85 بالمئة نتيجة انتقال الأمراض إليهم. في هذا السياق، قال « كالم راسل »، من منظمة « سيرفايفل إنترناشونال » (Survival International)، وهي منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الشعوب الأصلية المعزولة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في معرض تعليقه على محاولة السائح والمؤثر الأمريكي بولاكوف، الوصول إلى جزيرة « نورث سينتينل »، رغم الحظر، إن ما قام به بولاكوف يُعد « خطيرًا للغاية ». وأوضح راسل في حديث للأناضول أن قبائل مثل السينتينليون لا تملك مناعة ضد أمراض شائعة في العالم الخارجي مثل الحصبة والإنفلونزا، ولذلك فإن مجرد اقتراب شخص يحمل أحد هذه الفيروسات يمكن أن يؤدي إلى كارثة صحية تودي بحياة عدد كبير من أفراد القبيلة. وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء سلوك الحذر والعداء الذي يظهره أفراد القبائل تجاه الغرباء هو الخوف من الأمراض التي قد يحملونها، والتي أثبت التاريخ أنها قادرة على إفناء مجتمعاتهم بالكامل. وأضاف راسل أن هناك حالات سابقة لزوار قُتلوا على يد السكان المحليين، لأنهم اعتبروا أنفسهم في موقف دفاعي لحماية أراضيهم وهويتهم من التعدي الخارجي، مؤكدًا أن هذا الخوف لا يزال قائمًا حتى اليوم. ووصف الدخول إلى الجزيرة دون إذن بأنه تصرف « متهور وخطير وقاسٍ »، داعيًا السلطات المحلية إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات. وفي حديثه عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، قال راسل: « أن يقوم البعض بمخاطرة كهذه فقط من أجل الحصول على بعض الإعجابات على تيك توك أو زيادة عدد المشتركين على يوتيوب، فهذا تهديد كبير يجب أخذه على محمل الجد ». وذكّر راسل بمقتل جون ألين تشاو، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في تكرار مثل هذه الحوادث هو ضعف تطبيق القوانين القائمة، وأنه لو كانت القوانين تُنفذ بصرامة لما تمكن أمثال تشاو أو بولاكوف من الوصول إلى هذه المناطق المحظورة. وتابع قائلاً: « لا حاجة لأن نعرف أي شيء عن السينتينليون. كل ما يجب فعله هو تركهم يعيشون كما يشاؤون. هل تود أن يأتي غرباء إلى باب منزلك فجأة ويطرقونه أو يضربون نافذتك؟ هذا بالضبط ما يواجههه هؤلاء السكان. تخيل أن تكون في وضع صحي هش أو أنك تعيش مع أفراد كبار في السن من عائلتك، إنهم يواجهون الخطر ذاته يوميًا ». وأشار راسل إلى أن معظم ما يُتداول عن قبائل مثل السينتينليون في الإعلام وعلى الإنترنت عبارة عن شائعات ونظريات مؤامرة وأفكار مسبقة، تُغذيها عقلية استعمارية تنظر إلى هذه الشعوب على أنها متخلفة أو بدائية، وتمنح لنفسها حق اقتحام حياتهم لأغراض ترفيهية أو فضولية. وأكد راسل أن كل محاولة تواصل مع قبائل معزولة تنطوي على احتمال وقوع كوارث، مشيرًا إلى تجربة عالمة الأنثروبولوجيا أنستيس جاستن (Anstice Justin)، التي حاولت بين عامي 1970 و1990 التواصل مع قبيلة السينتينليون، لكنها كانت تُقابل في كل مرة بسهم يُطلق نحوها من قبل أفراد القبيلة، في إشارة واضحة إلى رفضهم لأي تقارب أو اقتراب من الغرباء. وأضاف: « السينتينليون لم يكونوا عدائيين بطبعهم، بل كانوا يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم، وهذا ما نراه بشكل متكرر في جميع القبائل المعزولة حول العالم ». وأشار إلى أن أنستيس جاستن، التي كانت تؤيد سابقًا فكرة التواصل، أصبحت الآن من أبرز من يحذرون من خطورته، بعد أن أدركت أن نتائجه غالبًا ما تكون مأساوية وتفوق أي منفعة محتملة. وشدد راسل على أن « مجرد التفكير بأن للغرباء الحق في دخول أراضي هذه الشعوب دون إذن منهم، هو إعادة إنتاج مباشرة لذهنية استعمارية قديمة، لا تزال تجد لها مكانًا اليوم عبر أشكال جديدة من التعدي الثقافي والرقمي ». وفي ختام حديثه، دعا راسل وسائل الإعلام الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في نشر الوعي حول قضايا الشعوب المعزولة، محذرًا من أن مصير قبائل مثل جانغيل، التي انقرضت بالكامل في أوائل القرن العشرين، قد يتكرر مع قبائل مثل السينتينليون، ما لم يتم احترام حقهم في العزلة والخصوصية والحياة بكرامة.

42 شهيدًا في غزة والقسام تفجّر نفقًا بجيش الاحتلال وتوقع قتلى وجرحى
42 شهيدًا في غزة والقسام تفجّر نفقًا بجيش الاحتلال وتوقع قتلى وجرحى

المغرب اليوم

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • المغرب اليوم

42 شهيدًا في غزة والقسام تفجّر نفقًا بجيش الاحتلال وتوقع قتلى وجرحى

أفادت مصادر طبية صباح اليوم الثلاثاء باستشهاد 42 فلسطينيا في غارات على مناطق عدة ب قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين أعلنت كتائب القسام تنفيذ كمين جديد بقوة للاحتلال أوقع قتلى وجرحى في صفوفها. واستشهد 9 فلسطينيين، بينهم امرأتان وطفلان، إضافة إلى إصابة 15 آخرين جراء قصف الطائرات الإسرائيلية منزلا في مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 14 شهيدا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينة غزة وخان يونس منذ فجر اليوم. كما يرتفع بذلك عدد الشهداء خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 42 في غارات على مناطق عدة بالقطاع. وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر طبية باستشهاد 28 فلسطينيا في غارات على مناطق عدة بقطاع غزة منذ فجر أمس الاثنين، قبل تسجيل سقوط شهداء آخرين بالقصف الإسرائيلي المستمر. واستشهد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف جوي إسرائيلي على منزل لعائلة حرارة بحي التفاح شرق مدينة غزة. ونُقل المصابون إلى قسم الاستقبال والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي، بينما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات في انتشال عالقين تحت الأنقاض. واستشهد شخصان آخران في مدينة دير البلح (وسط القطاع) نتيجة استهداف مسيرة إسرائيلية تجمعا لفلسطينيين. ونقلت أجهزة الدفاع المدني جثامين الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى. واستشهد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين داخل نادي الجزيرة في مدينة غزة. وقصفت مسيرة إسرائيلية في محيط مدرسة الحرية بحي الزيتون جنوب مدينة غزة. واصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في حي الكتيبة بمدينة خان يونس جنوبا. في سياق متصل، قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أمس الاثنين إن مجموعة من مقاتليها تمكنوا بعد عودتهم من خطوط القتال من استدراج قوة هندسية إلى عين نفق جرى تفخيخها مسبقا في منطقة حي التفاح شرق مدينة غزة. وأضافت أنه فور وصول قوة الاحتلال، فجَّر مقاتلو القسام عين النفق، وأوقعوا جنود الاحتلال الإسرائيلي بين قتيل وجريح. من جانبها، أفادت مصادر إسرائيلية بإصابة 3 جنود إسرائيليين بجروح في منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة، وهي المنطقة التي شهدت قبل 3 أيام هجوما على قوة إسرائيلية تبنته كتائب القسام. يشار إلى أنه منذ مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بدأ سريانه يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنصل من بدء مرحلة الاتفاق الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع يوم 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية. وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store