
هل التنمر هو السبب في وفاة صانع المحتوى المصري شريف نصار؟
توفي المدون المصري المعروف على موقع تيك توك، شريف نصار، الجمعة، وذلك بعد موجة من التنمر والسخرية تعرض لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نشر خبر وفاته زوج شقيقته عبر صفحته على فيسبوك، الجمعة، دون أن يربط بين وفاته وبين موجة التنمر. وكتب: "توفي الي رحمة الله شقيق زوجتي وصديقي محمد نصار. لله الأمر من قبل ومن بعد ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم".
كان نصار قد تعرض خلال الأيام الأخيرة لموجة من السخرية والانتقادات اللاذعة من مستخدمي وسائل التواصل، بسبب بعض مقاطع الفيديو التي نشرها.
وزعم مستخدمون أن الراحل توفي متأثرا بما تعرض له من تنمر وسخرية، وهو ما لم يؤكده زوج شقيقة، نصار.
وجه نصار في مقطع فيديو نشره عبر منصة تيك توك قبل وفاته بأيام رسالة لمن تنمروا عليه قائلا: "إلى من تعمدوا إحزاني ومضايقتي أنا وأهلي بالتنمر علي وعلي فيديوهاتي، على وسائل التواصل الاجتماعي: حسبي الله ونعم الوكيل وأفوض أمري على الله".
وكرر نصار عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل" ثلاث مرات، تعبيرا عن الحزن والكمد.
وتابع: "سيسخر الله لكم من يضيق صدوركم ويؤذي قلوبكم ولو بعد حين".
ووجه رسالة إلى نفسه: "لا تتعمد إحزان أحد، وقاتل بشرف ولا تمت مقهورا أو ذليلا، لا تمت إلا محاربا واقفا شامخ الرأس منتصب القامة عالي المقام".
تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الخبر المحزن، وكتب حساب أحمد على موقع إكس: "شريف نصار يوتيوبر سبب وفاته انه تعرض لأزمة نفسية، نتيجة النقد الي وصل لدرجة التنمر من فيديوهاته، ما كنتش أعرفه دخلت اشوف محتواه ايه لقيت كلام في علم النفس وحاجات دينية واجتماعية وشعر. إنسان راقي جدا ومثقف وأحيانا بيتكلم بالفصحى حتى الهدوم (الملابس) اللي بيظهر بيها شيك ومحترم وصوته هادي".
وأبدى مستخدمون الندم على التنمر على صانع المحتوى الشاب و"على التسبب في إحزانه"، ومن ثم استعاضوا عن ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وتعهدوا بعدم التنمر أو الإساءة لأحد في المستقبل.
ولدى شريف نصار حساب على موقع تيك توك يتابعه نحو 31 ألف متابع، فضلا عن 128 ألف شخص من المعجبين.
ولم تربط أسرة شريف نصار بين وفاته وبين موجة التنمر التي تعرض لها.
وكتب حساب خلود البدراني على فيسبوك: "ليه بجد ليه تعملو كده في إنسان.. حرام عليكم عمل ليكم أي.. مش عجبكو سيبوه في حاله.. الزعل مميت ربنا يسامحكم ويسامح أي حد كان سبب في كسر خاطر إنسان".
وكتب حساب فؤاد بن علي على إكس: "أول مره أحب محتوى إنسان من خارج اليمن هو التيك توكر شريف نصار ... الله يرحمه توفي بسبب الناس التي تؤذيه على محتواه..كم تمنيت انني لوعرفته حياً . خالص العزاء والمواساه لاهله ومحبيه".
ما هو التنمر عبر الإنترنت؟
تعرف منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" التنمر عبر الإنترنت بأنه: "هو التنمّر باستخدام التقنيات الرقمية. ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات التراسل، ومنصات الألعاب الإلكترونية، والهواتف الخلوية. وهو سلوك متكرر يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهير بهم".
ويشمل التنمر ذكر كل ما يعتقد الجاني أنه يسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعي.
ونظراً لاتساع استخدام وسائل التواصل في المجتمعات، خاصة بين فئة الشباب، فقد وضعت العديد من الدول تشريعات وحملات توعوية لمكافحة التنمر.
هل تسبب التنمر في وفاته؟
بالطبع لا يمكن الجزم بذلك، فربما يكون له ارتباط مباشر أو غير مباشر بوفاته، وربما يكون الأمر مجرد مصادفة.
اتصلنا بالدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية في القاهرة، وسألناه عما إذا كان الحزن الذي ينتج عن مثل هذه المواقف قد يسبب الوفاة.
يقول فرويز: "عندما يتعرض أي إنسان للتنمر يحصل تغيير في النواقل العصبية. من بين هذه النواقل ناقل عصبي يسمى (نورأدرينالين)، حين يزيد داخل الجسد يبدأ بعمل انقباض في الأوعية الدموية الطرفية، فيشعر الإنسان بنوع من الصداع أو زغللة في العين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر، وزيادة ضربات القلب، كما تتأثر المعدة أو القولون".
ويضيف: "إذا كان لدى هذا الشخص أي نوع من الأمراض الوراثية أو الخلقية، مثل مشكلة تسمى (أنيوريزم) وهو رابط بين شريان ووريد يتسم بالضعف، وتعرض الشخص لهذه الضغوط والسخرية والتهكم بصورة شديدة، للأسف يحصل فيها انفجار. ولو كانت هذه المشكلة في المخ تتسبب في الوفاة في غضون يومين أو ثلاثة، ولو كانت داخل القلب تتسبب في الوفاة على الفور".
ويتابع: "هناك أناس آخرون لديهم ما يسمى بمتلازمة القلب المكسور، فحين يتعرض لمجموعة من الأحزان أو الضغوط يصل لمرحلة يرتفع فيها الـ (نور أدرينالين) تدريجيا على مدار أيام متعددة، فتحدث ظاهرة القلب المكسور، ويصبح عنده شعور بالضيق الشديد ويسيطر عليه إحساس بأنه ربما يحدث له مكروه، وهذه الحالة للأسف تنتهي بالوفاة بعد فترة زمنية قصيرة".
التنمر الإلكتروني "أكثر خطورة"
كثيرا ما يتعرض أشخاص للتنمر في أماكن مختلفة، مثل مكان العمل أو الشارع أو من الأصدقاء أو حتى ربما داخل الأسرة، وتمر هذه المواقف بسلام أو على الأقل يبدو الأمر كذلك.
فهل يختلف الأمر فيما يتعلق بالتنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
يقول فرويز إنه في الحالات التي يحدث فيه التنمر في المجتمع الواقعي، فإن "الشخص المتنمر بمجرد أن يرى عليك علامات الحزن أو الضيق يتوقف عن التنمر وربما يطيب خاطرك أو يعتذر لك، لكن التنمر عبر وسائل التواصل يكون واسع النطاق، وعادة لا يعقبه أي نوع من الاعتذار، فتتراكم حالة الحزن ويحدث التدهور في حالة الشخص المتنمر عليه، ومن ثم فإن التنمر الإلكتروني أوقع أثرا وأشد خطورة، خاصة إذا صادف شخصية عصبية أو سهلة الاستثارة".
ماذا يجب أن نفعل؟
ينصح فرويز الشخصيات العامة ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي أن يتسموا بـ "الكياسة والمثابرة والصبر على بعض السخرية أو بعض الألفاظ غير المناسبة، وخصوصا أن هناك نوعا من السلوك الجمعي في هذه المنصات، فحين يكتب شخص نقدا أو سخرية ينجرف وراءه كثيرون ويكررون ما كتب دون تفكير، وهذا ما نسميه (الجمعية في اتخذا قرار خاطئ)"، ومن ثم يجب على المؤثرين أن يتجاوزا عن تلك السخرية، ومن الأفضل ألا يعلقوا عليها، وفق رأيه.
أما بالنسبة للمستخدمين العاديين، فيرى فرويز أن أغلبهم حين يكتبون على وسائل التواصل الاجتماعي تكون قراراتهم انفعالية لحظية، وغالبا ما تكون "جمعية"، بمعنى أن شخصا ما كتب رأيا فينساق وراه آخرون.
وينصحهم بـ "التريث في اتخاذ القرار وعدم الانجراف وراء إهانة أي شخص، خصوصا وأن القانون يعاقب على ذلك بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات".
وعن أثر التنمر عبر وسائل التواصل على حياتنا اليومية، قال فرويز لبي بي سي إنه يستقبل في عيادته العديد من الحالات، التي تعاني مشاكل نفسية جراء ذلك، وخاصة من "الفتيات ومن بينها حالات حاولت الانتحار، ارتبطت أغلبها بالتنمر على الشكل أو المظهر البدني".
عقوبة التنمر عبر الإنترنت
تتمثل عقوبة التنمر الإلكتروني في مصر في السجن لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة مالية لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد عن 30 ألف جنيه.
كما تشدد العقوبة في حالة تنمر أكثر من شخص، وكذلك في حالة تنمر أحد الأشخاص الذين لديهم سلطة على الشخص المتعرض للتنمر، لتصل إلى السجن لمدة عام كحد أدنى، مع دفع غرامة مالية لا تقل قيمتها عن 20 ألف جنيه مصري، ولا تزيد على 100 ألف جنيه مصري. وتشدد تلك العقوبات إذا كان من تعرض للتنمر طفلا، أو إذا تحولت إلى تحرش إلكتروني.
ويحدد قانون العقوبات المصري لجريمة التحرش عبر الإنترنت عقوبة بالسجن، لمدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز 4 سنوات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
وسم "#أحمد_الطنطاوي_فين" يعود إلى الظهور على منصات التواصل الاجتماعي في مصر
خرج المعارض السياسي المصري أحمد الطنطاوي من السجن، الأربعاء، حسبما أعلنت زوجته الإعلامية رشا قنديل. وقال الحقوقي خالد علي، محام الطنطاوي، إنّ موكّله "تمّ إطلاق سراحه، وهو بمنزله بكفر الشيخ". وكانت رشا قنديل كتبتْ في وقت سابق على حسابها عبر منصة إكس تقول إنّ زوجها "غير معلوم مكان احتجازه حتى الآن"، رغم خروجه من السجن قبل حوالي "ثماني ساعات". أيضاً، كان خالد علي كتب قائلاً إن موكّله "خرج من السجن لكنّ خطّ سير الترحيلة ليس معروفاً بعد". وعلى صفحته عبر فيسبوك، تساءل خالد علي: "هل سيتم إطلاق سراح الطنطاوي من محل إقامته بكفر الشيخ؟ أم من مكان تحرير محضر القضية بقسم المطرية؟". وأثارت هذه التصريحات حالة من الترقّب لدى الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليسأل بعضهم عن مكان احتجاز المرشح الرئاسي ونائب البرلمان السابق، تحت وَسْم #أحمد_الطنطاوي_فين؟، والذي سبق وكان متداولاً عند إلقاء القبض على الطنطاوي قبل إيداعه السجن قبل عام. بينما قلّل آخرون من أهمية الخبر، ليسأل البعض عمّا يمكن أن يحدث بعد خروج الطنطاوي من السجن. مطالبات بالإفراج عنه يأتي ذلك بعد عام من السجن استوفى أحمد الطنطاوي قضاءه مساء الاثنين، لكنْ تقرّر تأجيل إطلاق سراحه إلى اليوم الأربعاء. وفي 27 مايو/أيار 2024، أُلقي القبض على الطنطاوي في قاعة المحكمة بعدما رُفض الاستئناف المقدَّم منه على حُكم بالحبس لمدة عام، في القضية المعروفة إعلامياً بقضية "التوكيلات". وفي 27 أبريل/نيسان 2025، أي قبل شهر من استيفائه مدة الحبس، قررتْ نيابة أمن الدولة العليا في البلاد استدعاء الطنطاوي من محبسه بسجن العاشر من رمضان، ليخضع للتحقيق في قضيتين جديدتين، بتُهمة التحريض على الإرهاب، والتحريض على التجمهر؛ لكن التحقيق انتهى بقرار من نيابة أمن الدولة العليا بإخلاء سبيله على ذمة التحقيقات في القضيتين، وفقاً للمحامي خالد علي. وأعربتْ إحدى عشرة منظمة حقوقية (بينها المفوضية المصرية لحقوق الإنسان والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية) عن خشيتها، من احتمال "تدوير" طنطاوي في قضايا جديدة، بهدف الاستمرار في حبسه. وفي بيان مشترك ، طالبت المنظمات الإحدى عشرة بإسقاط كافة التُّهم الموجهة إلى الطنطاوي وحِفْظ القضيّتين موضوع التحقيق معه مؤخراً، ووضْع حدّ لاستهدافه ومؤيديه وأسرته". أيضاً، طالبت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان بسرعة الإفراج عن الطنطاوي بعد تنفيذه الحكم القضائي الصادر بحقّه، مُحذّرة من "تدويره على ذمة قضايا كيدية" أخرى. وفي مايو/أيار 2024، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في بيان "نشعر بقلق بالغ إزاء القرار الذي أصدرته محكمة استئناف القاهرة في 27 مايو بتأييد حكم السجن لمدة عام مع الشغل ضد النائب السابق في البرلمان الذي كان يرغب في الترشح للرئاسة أحمد الطنطاوي و22 من أنصاره". وفي يونيو/حزيران 2024، رأت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها أن "معاقبة الطنطاوي ومؤيديه تكشف مجدداً غياب أي تسامح من السلطات مع النشاط السلمي"، مطالبةً السلطات المصرية بـ"التراجع الفوري وإطلاق سراح الطنطاوي ومؤيديه". وينصّ القانون المصري، فيما يتعلق بتنظيم ممارسة الحقوق السياسية، على عقوبة بالسجن لمدة لا تقل عن سنة و/أو غرامة من ألف إلى خمسة آلاف جنيه مصري لـ "طبع أو تداوُل بأية وسيلة بطاقة إبداء الرأي أو الأوراق المستخدمة في العملية الانتخابية دون إذن من السلطة المختصة". ويعتبر أحمد الطنطاوي، 46 عاما، أحد أبرز الوجوه التي لمعتْ في الساحة السياسية المصرية على مدار العقد الأخير، لا سيما بعد اعتزامه الترشّح للانتخابات الرئاسية في 2023. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تزوج الطنطاوي من الإعلامية والناشطة رشا قنديل، والتي استُدعيتْ في وقت سابق من الأسبوع الجاري للتحقيق معها في قضية أمن دولة بتُهمة "نشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي"، قبل أن يُفرَج عنها بكفالة وقدرها 50 ألف جنيه مصري (حوالي ألف دولار أمريكي).


ساحة التحرير
منذ 7 ساعات
- ساحة التحرير
آلاء النجار :أعظم تضحية وأصدق فداء!غيداء شمسان غوبر
آلاء النجار :أعظم تضحية وأصدق فداء! غيداء شمسان غوبر* في مشهد يتجاوز حدود الفهم البشري، ويحطم كل معاني الصبر والإنسانية، حيث تتهاوى الجبال أمام هول الفاجعة، وتصعق الأرواح بمرارة الفقد… هناك، في قلب غزة النازفة، وفي خضم إبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، تسجل صفحات الألم أسطورة جديدة، بطلتها امرأة تجاوزت كل حدود الصبر البشري. إنها الدكتورة آلاء النجار، التي كانت تداوي الجراح وتعيد الأمل، فإذا بالقدر يضعها أمام امتحان لا تطيقه الجبال الرواسي. لقد استقبلت جثامين أطفالها التسعة، فلذات أكبادها، أشلاء صغيرة، براءة ملوثة بالدم، زهورًا قطفت قبل أوانها. هنا، تتوقف الكلمات، وتخرس الألسنة، ويطرح السؤال الذي يمزق الوجدان: عن أي قلب نتحدث؟! وعن أي وجع نبكي؟! أي قلب هذا الذي يستقبل تسعة أكباد، تسعة أرواح، تسعة أحلام، تسعة أجزاء من روحه، مسجاة أمامه، هامدة، باردة، بعد أن كانت تضج بالحياة والدفء؟ هل هو قلب من صخر لا يتصدع؟ أم من فولاذ لا ينكسر؟ أم هو قلب نسج من نور الإيمان، وتغذى بيقين مطلق بقضاء الله وقدره؟ إنها ليست مجرد امرأة، بل هي تجسيد لفلسطين كلها، لغزة التي تذبح كل يوم، وتقدم فلذات أكبادها قربانا على مذبح الحرية والكرامة. إنها أعظم تضحية تقدمها أم في سبيل قضية، وأصدق فداء يسجله التاريخ بمداد من دم، يحرج به ضمائر العالم أجمع. بعد ستين ألف شهيد، وبعد ما يقارب العامين على العدوان والحصار الصهيوني المستمر على غزة، في مشهد يدمي القلب ويشعل الغضب… حدث ما لم يكن في الحسبان، أو ما كان يجب أن يكون في الحسبان منذ البداية. انتفضت الشعوب الغربية، تلك التي توصف بـ'الكافرة' في أدبياتنا، غضبا في وجه حكوماتها الداعمة للكيان الصهيوني المجرم خرجت الملايين إلى الشوارع، رفعت صوتها عاليا، طالبت بوقف الإبادة، ونددت بالظلم، متجاوزة كل خطوط التضليل الإعلامي والضغط السياسي. لقد تحركت ضمائرهم، بفطرة إنسانية نقية، أمام هول الجريمة التي تجسدت في قلب تلك الأم المكلومة. ليبقى السؤال معلقا كشاهد على عار لا يمحى، كوصمة خجل على جبين أمة: كم يجب على الكيان الصهيوني أن يقتل من أهل غزة؟ وكم المدة التي يجب أن يستمر في عدوانه وحصاره لغزة حتى تفكر الشعوب العربية (المسلمة) في التعبير عن غضبها ومطالبة حكامها بمساندة غزة وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني..؟! يا للمفارقة المرة! دماء غزاوية تسفك بغزارة، وأشلاء أطفال تنتشل من تحت الركام، ومساجد تدمر، ومستشفيات تقصف، وحصار يطبق الخناق على شعب أعزل كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من شعوب تعلن إسلامها، وتردد شعارات العروبة، بينما تفضل الصمت، أو تقيدها قيود من حديد، أو تعميها مصالح زائفة هل باتت دماء أطفال غزة أرخص من صمتكم؟ هل أصبحت كرامة الأقصى أهون من مصالحكم؟ هل غابت عنكم آيات القرآن التي تأمر بالجهاد في سبيل الله، وبنصرة المستضعفين، وبالبراءة من أعداء الدين؟ إن الصمت اليوم ليس حيادا، إنه تواطؤ. إنه خذلان لإخوان يذبحون، ووصمة عار على جبين كل من يملك القدرة على الفعل ويفضل السكون. التاريخ لن يرحم، والأجيال القادمة لن تغفر. كل قطرة دم تسفك هناك هي لعنة تلاحق كل من صمت، وكل بيت يدمر هو شاهد على تقاعس من كان بوسعه أن يقدم يد العون. لكن، لا تزال الفرصة سانحة لإعادة كتابة التاريخ، لإعادة إحياء الضمائر. لتكن هذه الدماء، دماء أطفال تلك الطبيبة الصامدة، وقودا لصحوة شاملة، لتكن هذه الانتهاكات شرارة لثورة كرامة لا تبقي ولا تذر. المقاطعة سلاح، الكلمة موقف، الوحدة قوة، والدعاء نصر. فلسطين تستصرخكم، وغزة تناشدكم، لا بالمال وحده، بل بالموقف، بالضغط، بالتحرك، بإعلان البراءة من أعداء الله، وبالوقوف صفا واحدا في وجه الظلم. يا شعوب العالم العربي والإسلامي، إن غزة اليوم هي ميزان الضمائر، هي الاختبار الحقيقي لإيمانكم وإنسانيتكم فهل من مجيب لنداء الدم؟ هل من صحوة لضمائر طال سباتها؟ إن النصر لغزة قادم بإذن الله، بصمود أهلها، وبإسناد الأحرار من كل مكان فهل ستكونون جزءا من هذا النصر، أم ستسجلون في صفحات الخذلان؟ #اتحاد_كاتبات_اليمن 2025-05-28


الزمان
منذ يوم واحد
- الزمان
كاظم الساهر كما أراه
كاظم الساهر كما أراه – علي كاظم منذ اكثر من شهر اود الكتابة عن القيصر كاظم ساهر هذا الفنان المبدع الذي كتب اسمه بماء الذهب . عندما اقرأ واشاهد قصص النجوم في الفن والرياضة أجدهم يتكلمون عن أشخاص لهم الفضل فيما وصلوا من نجاح وابداع في بداية طريقهم إلا كاظم الساهر فالفضل له وحده هو من سهر واجتهد وأبدع بدون فضل ومنة من احد فمن حقه ان يتفاخر بما وصل له من نجومية في عالمنا العربي .بدأ بأغنية شجرة الزيتون ،حيث احتمى تحت ظلها من شمس بغداد الحارقة وعبر الشط بدون مساعدة احد واراد ان يغرق لكنه وصل لضفة النهر من اجل حبيبته ، بصبره وطموحه صمد من هجمة النقاد حين غنى اللي تلدغه الحية بيده وواصل السير في طريق كله اشواك وحسد وحقد من البعض لكن لم يهتم وواصل مسيرة التحدي النجاح واثبات ذاته للآخرين . وجاءت أغنية العزيز وجعل الناس تحبه وتعزه ، وعندما يعاتب احد يغني له سلمتك بيد الله ويبتعد عنه بأغنية رحال وشجابك على المر فعلا يا كاظم شجايك على المر غير الأمر منه .واستمر في مسيرة النجاح لا يوقفه احد لا قلم ناقد ولا رأي حاقد فهو يعرف من هو .وجاءت أغنية بغداد لا تتألمي ومعها جرح لا ياصديقي وذهب مع الرسام إلى القاضي دون ان يصدر قرار منه فغنى كاظم احسبه عليا غلطة مو بيديه .ورحل مع أغنية رحال إلى عمان وبيروت التي رحبت به واستقبلته احسن استقبال وبدأ هناك مع صديق دربه الراحل كريم العراقي الذي أنزله إلى البحر يتشمس مع الحلوات ومن هناك كتب عن أطفال العراق جفت ضمائركم وعرف ان القاهرة هي هوليود الفن وحمل عوده وفنه ومعه كريم العراقي وأشعاره وقلمه ودخلوا القاهرة بأغنية ها حبيبي منو أزعلك واشتهرت كل النار بالهشيم واصبحت ترند في كل الوطن العربي حتى ان الزوج يخاطب زوجته عندما يراها مو على بعضك حبيبي منو أزعلك ! انت . مني تزعل والله ازعل الناس كله . احبه المصريين كما احبوا من قبله فريد الاطرش وصباح ووردة الجزائرية بل اصبح اسمه على كل لسان حتى نجوم مصر من مشاهير السينما والغناء يتحدثون عن صوته وفنه في جلساتهم الخاصة والفضائيات . لم يكتفي بهذا النجاح ولأنه طموح واراد ان يكون له أسلوب مميز في الغناء فذهب إلى شاعر النساء الراحل نزار القباني الذي أحبته كل نساء العرب وتمنوا الزواج منه لكن بلقيس العراقية وحدها من جعلته عاشق ومغرم فتزوجها وكتب عنها اجمل قصائد الغزل وغيرة النساء من بلقيس لان صياد الغرام وقع في شباكها .جلس القيصر امام نزار وشعره الخالد ولم يبخل عليه بقصائده عندما رأى النجاح والإصرار في عينه وغنى له :مدرسة الحب . زيديني عشقا . قولي احبك . الحب المستحيل وغيرها من الأغاني حتى ان الراحل نزار القباني قال له (كل أشعاري متاحة لك )بعد ان رأى ان القيصر افضل من يغني قصائده واستمرت مسيرة الإبداع ولم يتوقف قطار النجاح رغم نجوميته وشهرته وماله وعشاقه حافظ على اسمه وسمعته ولم نسمع عنه كما نسمع عن فضائح الفنانين الآخرين فالقيصر لا يسهر ولا يشرب ولا يدخن يحب العزلة وخير صديق العود وأصدقاء فرقته من أيام المسرح العسكري مالك وشعبان وصلاح ومنذر وعذرا إذا نسيت احد . ونسيت أغنية ليلى التي نست كاظم لانه فقير الحال ولم تسمع آهاته ونداءه الحزين وتركته عرب الصحراء واضاع قافلته .ولا ننسى الشاعر المبدع أسعد الغريري ،حيث رافقه في الإبداع بالعديد من الأغاني منها استعجلت الرحيل والنشيد والوطني وعذرا للكثير من الشعراء الذين رافقوا الشاعر في مسيرة النجاح . اكتفي بهذا القدر عن القيصر الذي التقيته مرة واحدة في شقة الصديق الراحل كريم العراقي بشارع حيفا عام 1995 ومازلت نادم لأني لم أتحدث معه إلا قليلا حيث كنت في وقتها برتبة نقيب ومدير جنسية والدنيا زاهية لي حيث اكثر نجوم الفن والرياضة والأدب هم من يترددون عليٌ في الدائرة لإنجاز معاملاتهم واصبحوا الكثير منهم اصدقائي لحد هذه اللحظة.