اختتام مهرجان إكسبوجر الشارقة 2025
الشارقة – السوسنة - اختتمت فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2025"، الحدث الأبرز في الشرق الأوسط الذي يجمع بين المصورين المحترفين والهواة ومحبي الفنون البصرية من مختلف أنحاء العالم. استمرت الفعاليات لمدة أسبوع كامل في مركز إكسبو الشارقة، حيث شهد المهرجان مشاركة قياسية من المصورين العالميين والخبراء والمؤسسات الإعلامية، إضافةً إلى الحضور الجماهيري الكبير الذي تجاوز التوقعات.لحظات لا تُنسى: أبرز معارض التصويرشهد المهرجان هذا العام تنظيم أكثر من 50 معرضًا فرديًا وجماعيًا، احتفت بأعمال مصورين عالميين ومواهب ناشئة، ومن بين أبرز المعارض، كان معرض المصور الأسطوري جيمس ناكتوي بعنوان "وجوه الحروب"، الذي نقل تجارب إنسانية من ساحات النزاعات حول العالم. كما قدمت المصورة آني ليبوفيتز معرضًا خاصًا تناول تطور تصوير البورتريه وتأثيره في الإعلام الحديث.وفي السياق ذاته، لاقى معرض المصور الإماراتي علي بن ثالث اهتمامًا واسعًا، حيث سلط الضوء على الحياة البحرية في الخليج العربي، مقدمًا صورًا رائعة للحياة تحت الماء بعدسته الفريدة.حوارات ملهمة مع رواد التصويرلم يكن "إكسبوجر 2025" مجرد منصة للعرض، بل كان ساحة للنقاشات والتبادل الفكري، حيث شارك نخبة من المصورين في جلسات حوارية أثرت المهرجان، والتقينا بالمصور الصحفي السويدي إريك جوهانسون، الذي تحدث عن تجربته في توثيق أزمات اللاجئين قائلاً: "الصورة قادرة على تغيير العالم عندما تروي قصةً صادقةً، وهذا ما أسعى إليه دائمًا".وأما المصور الأمريكي ستيف ماكوري، الذي اشتهر بصورته الأيقونية "الفتاة الأفغانية"، فقد قدم جلسة خاصة تحدث فيها عن أخلاقيات التصوير وتأثيره على المجتمعات، وأكد أن المصور يجب أن يكون شاهدًا على التاريخ، لا مجرد ناقل للصورة.ورش عمل احترافية وتفاعل جماهيريتميز المهرجان بسلسلة من ورش العمل المتخصصة التي استهدفت جميع المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين. ومن بين أبرز الورش:- التصوير الصحفي في مناطق النزاع، قدمها المصور دون ماكولين، حيث استعرض تقنيات توثيق الأحداث الصعبة وكيفية التقاط اللحظات الحاسمة.- التصوير بتقنية الواقع الافتراضي، قادها خبير التكنولوجيا البصرية لوكاس بلاكويل، حيث استعرض مستقبل التصوير في عصر الميتافيرس.- تصوير الحياة البرية، قدمها المصور الجنوب أفريقي بين كريستيانسن، الذي عرض تجاربه في تصوير الحيوانات النادرة في بيئاتها الطبيعية.مواهب شابة تبرز في المسابقة السنويةمن أبرز فعاليات "إكسبوجر 2025" كانت مسابقة التصوير الدولية، التي شهدت مشاركة آلاف المصورين من أكثر من 90 دولة، وفاز بالجائزة الكبرى هذا العام المصور الهندي راهول كومار عن صورته المذهلة التي التقطها في قرية نائية تعكس جمال التقاليد الريفية. وقال في تصريح خاص: "هذه الجائزة هي حلم تحقق، وأتمنى أن تلهم أعمالي المزيد من الشباب لدخول عالم التصوير".وحصلت أيضًا المصورة الإماراتية فاطمة المرزوقي على جائزة "أفضل صورة لأسلوب الحياة"، حيث قدمت سلسلة صور تحكي قصصًا من تراث الإمارات.التقنيات الحديثة في عالم التصويرلم يكن الحدث مجرد مساحة فنية، بل كان أيضًا منصة لاستعراض أحدث تقنيات التصوير، وشاركت شركات كبرى مثل كانون، نيكون، سوني وفوجي فيلم في المعرض التجاري للمهرجان، حيث كشفت عن أحدث الكاميرات والعدسات والتقنيات المبتكرة، ومن بين الابتكارات التي لفتت الانتباه:- كاميرا Sony Alpha 1 Pro، التي تتميز بقدرتها على التصوير بسرعة 30 إطارًا في الثانية بدقة 50 ميغابكسل.- عدسة Canon RF 100-500mm، التي حازت على إعجاب المصورين الرياضيين ومصوري الحياة البرية.- تقنية التصوير بالحساسات الحرارية الجديدة من Nikon، التي تتيح تصويرًا أكثر دقة في ظروف الإضاءة المنخفضة.تفاعل جماهيري وأثر مجتمعيحظي المهرجان بإقبال جماهيري غير مسبوق، حيث توافد عشاق التصوير من مختلف الفئات العمرية لاستكشاف العروض والورش، وشهد "إكسبوجر 2025" زيارات مدرسية وجامعية، مما عزز دور المهرجان في نشر ثقافة التصوير لدى الأجيال الجديدة.وفي لقاء مع أحد الزوار، قال محمد الزرعوني، وهو مصور هاوٍ: "هذه زيارتي الثالثة لإكسبوجر، وأذهلتني كمية الإلهام التي تحصل عليها هنا. التعلم من المحترفين ومشاهدة أعمال ملهمة هو ما يجعل هذا المهرجان فريدًا."ختام حافل وتكريم للروادأسدل الستار على "إكسبوجر 2025" بحفل ختامي كبير، تم خلاله تكريم أبرز المصورين الذين أثروا عالم التصوير بأعمالهم، وأعلن القائمون على المهرجان عن إطلاق نسخة 2026 بوعود بأن تكون أكثر تنوعًا وشمولية.ختامًا، أثبت "إكسبوجر الشارقة 2025" أنه ليس مجرد مهرجان، بل منصة تجمع بين الفن والتكنولوجيا والرؤية الإنسانية، ما يجعله الحدث الأهم في عالم التصوير الفوتوغرافي في المنطقة والعالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- الدستور
الشارقة تحتفي بالصورة.. إكسبوجر 2025 يختتم فعالياته وسط تفاعل عالمي واسع
الشارقة – ليث فياض العسّاف مع إسدال الستار على فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر 2025» ، ودّعت الشارقة حدثًا استثنائيًا سجّل حضور أكثر من 30 ألف زائر من المصورين وصنّاع الأفلام وعشاق الفنون البصرية بمختلف أشكالها. على مدار سبعة أيام، تحوّلت إمارة الشارقة إلى ملتقى عالمي للإبداع البصري، حيث تناغمت عدسات المصورين مع نبض الحكايات الإنسانية، وسجّلت الكاميرات لحظات ستظل خالدة في ذاكرة الفن البصري. «إكسبوجر».. منصة ملهمة لرواة القصص البصرية يُعد مهرجان «إكسبوجر» أكثر من مجرد معرض للصور؛ فهو منصة شاملة تجمع بين الإلهام، والتعلم، والتفاعل المباشر بين الجمهور وأصحاب الرؤى البصرية. هذه النسخة، التي احتضنتها «الجادة» في قلب الشارقة، لم تكن مجرد نسخة متكررة، بل شكّلت تجربة متجددة ذات طابع أكثر جرأة واتساعًا، حيث عززت المهرجان كوجهة إبداعية استثنائية تُتيح للفنانين سرد القصص عبر الصورة بطرق غير تقليدية. وأتاح المهرجان، الذي استمر من 20 إلى 26 فبراير، للجمهور فرصة التعرف على تجارب مبدعين وفنانين ومتخصصين في الفنون المرئية بمختلف مدارسها من مختلف أنحاء العالم. كما عرض مجموعة من الأعمال والصور لأبرز المصورين العالميين، تروي قصصًا متنوعة ومؤثرة، بدءًا من قضايا الطبيعة والبيئة التي تسلط الضوء على جمال المناظر الطبيعية وضرورة حمايتها من التغيرات المناخية، وصولًا إلى صور توثق الحروب والصراعات وتنقل معاناة الشعوب وتأثير الأزمات على المجتمعات. وفي خطوة تعكس التزام المهرجان بمواكبة الاتجاهات المعاصرة، وسّع «إكسبوجر» آفاقه هذا العام ليشمل التصوير الفوتوغرافي المعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث تم إدراج فئة جديدة ضمن «الجوائز الدولية للتصوير الفوتوغرافي» لتمييز الصور المنتجة رقميًا عن تلك التي التقطتها عدسات المصورين. عدسات العالم تحت سقف واحد ما يميّز «إكسبوجر 2025» هو تنوّع المشاركين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم، حاملين معهم قصصًا نابضة بالحياة، كل منها يُمثّل نافذة إلى ثقافات وتجارب فريدة. ومن بين أبرز الأحداث التي حظيت بتفاعل كبير: المعارض البصرية: أكثر من 60 معرضًا فوتوغرافيًا عرضت أعمالًا من مختلف التخصصات، من التصوير الصحفي إلى التصوير المعماري والطبيعة والبورتريه. كل صورة كانت حكاية بحد ذاتها، تُجسّد العاطفة، والضوء، والتفاصيل الدقيقة التي تلتقط روح المشهد. منصة الأفلام: حيث التقى صناع الأفلام الوثائقية والسينمائية لتقديم أعمالهم الفريدة، وعُرضت أفلام قصيرة وروائية تُسلّط الضوء على القضايا الإنسانية والثقافية الملهمة. مناقشات «Stage X»: حوارات مباشرة مع نخبة من أعظم المصورين الفوتوغرافيين في العالم، الذين شاركوا تجاربهم في التصوير في بيئات قاسية، ورحلاتهم لاكتشاف القصص غير المروية. جوائز «إكسبوجر» للتصوير: وهي من أرفع الجوائز في هذا المجال، حيث خاض المشاركون تحدّي تقديم أعمالهم في 10 فئات تنافسية، من التصوير الصحفي إلى التصوير تحت الماء، والتصوير الجوي، والتصوير باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الجوائز لم تكن مجرد تكريم، بل تأكيد على مكانة «إكسبوجر» كمنصة لصقل المواهب واكتشاف نجوم جدد في سماء التصوير. وكان المهرجان قد شهد انطلاق الدورة الرابعة للقمة البيئية، التي شارك فيها نخبة من كبار المصورين والصحفيين العالميين الذين عملوا لسنوات طويلة في جهود الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي في مختلف المناطق. «عدسة العالم».. مشروع يُجسّد التنوّع الإنساني واحدة من المبادرات الأكثر تميّزًا في هذه النسخة كانت «عدسة العالم»، التي احتفت بالمصورين من مختلف القارات، حيث تم اختيار مصور ومصورة من كل قارة، ومنحهم مساحة لعرض أعمالهم وتجاربهم في المهرجان. هذا المشروع لم يكن مجرد معرض، بل نافذة لعالم متداخل الثقافات، حيث روت الصور حكايات عن الطبيعة، والتراث، والهويات، والمجتمعات من زوايا غير مسبوقة. الشارقة.. قبلة الفنون البصرية لم يكن اختيار الشارقة لاستضافة هذا الحدث العالمي محض صدفة، فهي مدينة عُرفت بتقديرها للفنون والثقافة، حيث أصبح «إكسبوجر» جزءًا من هوية المدينة الإبداعية. بفضل دعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، تحوّل المهرجان إلى أكثر من مجرد فعالية، بل إلى حركة ثقافية تُعزّز أهمية الفنون البصرية في المجتمع. وشملت فعاليات المهرجان جلسات تقييم للسير الفنية، وجولات تعريفية تسلط الضوء على أبرز معالم التصوير. كما ضم معرضًا تجاريًا لأهم العلامات العالمية المتخصصة في معدات التصوير، مقدّمًا للجمهور فرصة استثنائية لاكتشاف أحدث الابتكارات والالتقاء بمبدعين وفنانين ومتخصصين في الفنون المرئية. إكسبوجر.. حكاية لم تنتهِ بعد مع ختام هذه النسخة من «إكسبوجر 2025»، يظل المهرجان شاهدًا على تحولات الفن البصري، ومنصة تُعيد تشكيل نظرتنا إلى العالم من خلال العدسة. وإذا كان هذا العام قد حمل لنا لحظات من الإلهام والإبداع، فإن المستقبل يحمل وعودًا بتجارب أكثر ثراءً، حيث يستعد «إكسبوجر 2026» ليكشف عن فصول جديدة من الحكاية، تجعل من الشارقة مجددًا قبلة لعشاق التصوير وروّاد الإبداع البصري.


الانباط اليومية
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- الانباط اليومية
الرئيس السابق لوكالة "أسوشيتد برس" يستشرف في "اكسبوجر" مستقبل شفافية المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي
في إطار فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2025"، قدّم المصور الصحفي المخضرم والرئيس السابق لقسم التصوير في وكالة "أسوشيتد برس"، سانتياغو ليون، رؤية معمقة حول مستقبل أصالة المحتوى في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي، وذلك خلال محاضرة بعنوان "مبادرة أصالة المحتوى: الشفافية في عصر الذكاء الاصطناعي". واستعرض ليون، الذي يشغل حالياً منصب رئيس التوعية والتعليم في المبادرة، كيف تسهم هذه الجهود في التصدي لأزمة المعلومات المضللة وتعزيز الثقة في وسائل الإعلام الرقمية، مشدداً على أن التكنولوجيا الحديثة، رغم قدرتها على الابتكار، تفرض تحديات جوهرية تتطلب حلولاً شفافة وموثوقة. الثقة في المحتوى وسط ثورة الذكاء الاصطناعي خلال حديثه، أشار ليون إلى تجربته الممتدة لأكثر من عقدين في التصوير الصحفي، حيث غطى تسع حروب عبر أربع قارات قبل أن يتولى إدارة قسم التصوير في "أسوشيتد برس"، إذ كان يشرف على أكثر من 1000 مصور ينتجون قرابة مليون صورة سنوياً، وأكد أن جميع هذه الأعمال كانت تلتزم بأعلى معايير الدقة والموضوعية. وتطرق إلى التحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيراً إلى أن التطورات الأخيرة تسببت في حالة من الضبابية، وضرب مثالاً بصورة شهيرة للبابا فرانسيس مرتدياً معطفاً أبيض منتفخاً، قائلاً: "للحظة، اعتقدت أنها حقيقية. لكنني كنت مخطئاً. وإن كان بإمكاني الوقوع في هذا الخطأ، فما بالك بالمشاهد العادي الذي لا يمتلك المعرفة الكافية؟" وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لم يؤثر فقط على مصداقية الصور، بل خلق ما يُعرف بـ"عائدية الكذب"، حيث يمكن لأي شخص التشكيك في أي محتوى، بغض النظر عن صحته. وهنا تأتي أهمية الشفافية، التي تسعى مبادرة أصالة المحتوى إلى تعزيزها. مبادرة أصالة المحتوى: إثبات الحقيقة بدلاً من كشف الزيف تأسست مبادرة أصالة المحتوى (CAI) على يد "أدوبي" في عام 2019، وسرعان ما توسعت لتضم أكثر من 4000 جهة، من بينها "رويترز"، و"فرانس برس"، و"مايكروسوفت"، و"غيتي إيميجز"، و"نيكون"، بهدف تقديم أدوات موثوقة لتتبع مصدر المحتوى الرقمي وتوثيق التعديلات التي خضع لها. وأوضح ليون: "بدلاً من التركيز على كشف الزيف، نركز على إثبات صحة المحتوى، فنحن نريد أن نُظهر للمستخدمين أصل المادة، ومن أين جاءت، وما التعديلات التي خضعت لها، ليتمكنوا من اتخاذ قرارات واعية بشأن مصداقيتها". أيقونة "CR" – معيار جديد للثقة في الإعلام الرقمي من بين أبرز الابتكارات التي استعرضها ليون، تقنية "أيقونة CR"، التي تعمل كختم رقمي يرافق المحتوى ويوضح مصدره وما إذا كان قد تم تعديله باستخدام أدوات مثل "فوتوشوب" أو "فايرفلاي" من "أدوبي"، وأكد أن هذه التقنية، التي تتعاون فيها المبادرة مع علامات تجارية مثل "لايكا" ومنصات الذكاء الاصطناعي مثل "أوبن أيه آي"، تضع معياراً جديداً للشفافية في الإعلام. وأشار إلى أن مجلة "تايم" وصفت هذه التقنية بأنها من أفضل الابتكارات الإعلامية خلال العام الماضي، مؤكداً أن كل ما تقدمه المبادرة متاح كمصدر مفتوح، مما يسمح حتى لمنافسي "أدوبي" باستخدامه لتعزيز أصالة المحتوى في العالم الرقمي. إكسبوجر 2025 – منصة عالمية للمحتوى البصري يُقام مهرجان "إكسبوجر 2025"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في منطقة الجادة بالشارقة، ويستمر حتى 26 فبراير، حيث يجمع نخبة من المصورين والخبراء لمناقشة أحدث التوجهات في التصوير البصري وصناعة المحتوى. لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة:

السوسنة
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- السوسنة
اختتام مهرجان إكسبوجر الشارقة 2025
الشارقة – السوسنة - اختتمت فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2025"، الحدث الأبرز في الشرق الأوسط الذي يجمع بين المصورين المحترفين والهواة ومحبي الفنون البصرية من مختلف أنحاء العالم. استمرت الفعاليات لمدة أسبوع كامل في مركز إكسبو الشارقة، حيث شهد المهرجان مشاركة قياسية من المصورين العالميين والخبراء والمؤسسات الإعلامية، إضافةً إلى الحضور الجماهيري الكبير الذي تجاوز التوقعات.لحظات لا تُنسى: أبرز معارض التصويرشهد المهرجان هذا العام تنظيم أكثر من 50 معرضًا فرديًا وجماعيًا، احتفت بأعمال مصورين عالميين ومواهب ناشئة، ومن بين أبرز المعارض، كان معرض المصور الأسطوري جيمس ناكتوي بعنوان "وجوه الحروب"، الذي نقل تجارب إنسانية من ساحات النزاعات حول العالم. كما قدمت المصورة آني ليبوفيتز معرضًا خاصًا تناول تطور تصوير البورتريه وتأثيره في الإعلام الحديث.وفي السياق ذاته، لاقى معرض المصور الإماراتي علي بن ثالث اهتمامًا واسعًا، حيث سلط الضوء على الحياة البحرية في الخليج العربي، مقدمًا صورًا رائعة للحياة تحت الماء بعدسته الفريدة.حوارات ملهمة مع رواد التصويرلم يكن "إكسبوجر 2025" مجرد منصة للعرض، بل كان ساحة للنقاشات والتبادل الفكري، حيث شارك نخبة من المصورين في جلسات حوارية أثرت المهرجان، والتقينا بالمصور الصحفي السويدي إريك جوهانسون، الذي تحدث عن تجربته في توثيق أزمات اللاجئين قائلاً: "الصورة قادرة على تغيير العالم عندما تروي قصةً صادقةً، وهذا ما أسعى إليه دائمًا".وأما المصور الأمريكي ستيف ماكوري، الذي اشتهر بصورته الأيقونية "الفتاة الأفغانية"، فقد قدم جلسة خاصة تحدث فيها عن أخلاقيات التصوير وتأثيره على المجتمعات، وأكد أن المصور يجب أن يكون شاهدًا على التاريخ، لا مجرد ناقل للصورة.ورش عمل احترافية وتفاعل جماهيريتميز المهرجان بسلسلة من ورش العمل المتخصصة التي استهدفت جميع المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين. ومن بين أبرز الورش:- التصوير الصحفي في مناطق النزاع، قدمها المصور دون ماكولين، حيث استعرض تقنيات توثيق الأحداث الصعبة وكيفية التقاط اللحظات الحاسمة.- التصوير بتقنية الواقع الافتراضي، قادها خبير التكنولوجيا البصرية لوكاس بلاكويل، حيث استعرض مستقبل التصوير في عصر الميتافيرس.- تصوير الحياة البرية، قدمها المصور الجنوب أفريقي بين كريستيانسن، الذي عرض تجاربه في تصوير الحيوانات النادرة في بيئاتها الطبيعية.مواهب شابة تبرز في المسابقة السنويةمن أبرز فعاليات "إكسبوجر 2025" كانت مسابقة التصوير الدولية، التي شهدت مشاركة آلاف المصورين من أكثر من 90 دولة، وفاز بالجائزة الكبرى هذا العام المصور الهندي راهول كومار عن صورته المذهلة التي التقطها في قرية نائية تعكس جمال التقاليد الريفية. وقال في تصريح خاص: "هذه الجائزة هي حلم تحقق، وأتمنى أن تلهم أعمالي المزيد من الشباب لدخول عالم التصوير".وحصلت أيضًا المصورة الإماراتية فاطمة المرزوقي على جائزة "أفضل صورة لأسلوب الحياة"، حيث قدمت سلسلة صور تحكي قصصًا من تراث الإمارات.التقنيات الحديثة في عالم التصويرلم يكن الحدث مجرد مساحة فنية، بل كان أيضًا منصة لاستعراض أحدث تقنيات التصوير، وشاركت شركات كبرى مثل كانون، نيكون، سوني وفوجي فيلم في المعرض التجاري للمهرجان، حيث كشفت عن أحدث الكاميرات والعدسات والتقنيات المبتكرة، ومن بين الابتكارات التي لفتت الانتباه:- كاميرا Sony Alpha 1 Pro، التي تتميز بقدرتها على التصوير بسرعة 30 إطارًا في الثانية بدقة 50 ميغابكسل.- عدسة Canon RF 100-500mm، التي حازت على إعجاب المصورين الرياضيين ومصوري الحياة البرية.- تقنية التصوير بالحساسات الحرارية الجديدة من Nikon، التي تتيح تصويرًا أكثر دقة في ظروف الإضاءة المنخفضة.تفاعل جماهيري وأثر مجتمعيحظي المهرجان بإقبال جماهيري غير مسبوق، حيث توافد عشاق التصوير من مختلف الفئات العمرية لاستكشاف العروض والورش، وشهد "إكسبوجر 2025" زيارات مدرسية وجامعية، مما عزز دور المهرجان في نشر ثقافة التصوير لدى الأجيال الجديدة.وفي لقاء مع أحد الزوار، قال محمد الزرعوني، وهو مصور هاوٍ: "هذه زيارتي الثالثة لإكسبوجر، وأذهلتني كمية الإلهام التي تحصل عليها هنا. التعلم من المحترفين ومشاهدة أعمال ملهمة هو ما يجعل هذا المهرجان فريدًا."ختام حافل وتكريم للروادأسدل الستار على "إكسبوجر 2025" بحفل ختامي كبير، تم خلاله تكريم أبرز المصورين الذين أثروا عالم التصوير بأعمالهم، وأعلن القائمون على المهرجان عن إطلاق نسخة 2026 بوعود بأن تكون أكثر تنوعًا وشمولية.ختامًا، أثبت "إكسبوجر الشارقة 2025" أنه ليس مجرد مهرجان، بل منصة تجمع بين الفن والتكنولوجيا والرؤية الإنسانية، ما يجعله الحدث الأهم في عالم التصوير الفوتوغرافي في المنطقة والعالم.