logo
سعودي واحد يريد بهدلة كل المغاربة؟

سعودي واحد يريد بهدلة كل المغاربة؟

أريفينو.نت٠٧-٠٤-٢٠٢٥

الملياردير السعودي محمد حسين العمودي، المالك السابق لمصفاة 'سامير'، يواصل تحركاته لتنفيذ الحكم الصادر عن المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (ICSID) ضد المغرب، رغم أن النزاع القانوني الطويل يكشف جوانب خفية تتصل بتلاعبه بقواعد التجارة الدولية.
ما يبدو كأنه محاولة لاسترداد حقوقه يخفي استغلالًا غير أخلاقي للنظام التجاري العالمي، إذ قاد العمودي المصفاة إلى حافة الإفلاس نتيجة سياساته الإدارية الفاشلة وعجزه عن الوفاء بالتزاماته تجاه المغرب. بعد صدور حكم ICSID في يوليو 2024، والذي منح 'كورال المغرب القابضة' (التابعة للعمودي) تعويضًا قدره 150 مليون دولار، بدأ الملياردير السعودي بالضغط لتنفيذ الحكم بسرعة، رغم أنه يمثل نسبة ضئيلة مقارنة بالمبلغ الذي طالب به سابقًا، وهو 2.7 مليار دولار. المسألة هنا تتجاوز مجرد التعويض المالي، حيث يسعى العمودي لاستغلال المنظومة القانونية الدولية للحصول على أموال من دولة تضررت اقتصاديًا بسبب إدارته السيئة.
تصفية المصفاة، التي أعلنتها السلطات المغربية في عام 2016 بعد تراكم ديونها لتبلغ نحو 45 مليار درهم (4.5 مليارات دولار)، كانت نتيجة مباشرة لسوء إدارة العمودي للشركة. واليوم، وبعد انهياره اقتصاديًا في المغرب، يحاول الملياردير تعويض خسائره عبر التحكيم الدولي، مستهدفًا دافعي الضرائب المغاربة الذين تحملوا عبء فشل عمودي وإدارته المالية غير الرشيدة.
في الواقع، تعود جذور القضية إلى عام 1997 عندما خُصخصت 'سامير' واستحوذت عليها شركة 'كورال المغرب القابضة'. آنذاك، تعهد العمودي بتنفيذ استثمارات كبيرة لتطوير المصافي، بما في ذلك إنشاء وحدة تكسير هيدروجيني في المحمدية وتحديث مصفاة سيدي قاسم، بكلفة إجمالية تصل إلى ما بين 6 و7 مليارات درهم. ومع ذلك، بدلاً من الوفاء بهذه الالتزامات، انتهج سياسات إدارية كارثية أدت إلى الإفلاس، ومنها الاستدانة المفرطة وسوء التسيير.
تفاقمت الأمور عندما لجأ العمودي إلى تكتيكات تعرقل جهود إنقاذ المصفاة، مثل تجميد أي حلول قانونية لإعادة تشغيلها وتقديم دعاوى تحكيمية ذات مطالب خيالية. يستند على مماطلة وعرقلة التحركات الحكومية المغربية لجذب مستثمرين جدد أو تحقيق حل دائم لهذه الأزمة التي تؤثر على الأمن الطاقي الوطني.
إقرأ ايضاً
الحكومة المغربية رفضت منذ البداية مطالب العمودي التعويضية البالغة 2.7 مليار دولار، معتبرة أن الأسباب الجوهرية لانهيار 'سامير' تُعزى إلى سوء إدارة العمودي نفسه وليس لأي تدخل رسمي مغربي. علاوة على ذلك، سعت الرباط إلى الطعن القانوني في الحكم الصادر ضده عبر آليات تتيح تعليق التنفيذ، وهو ما تحقق في ديسمبر 2024 من خلال إجراءات الإلغاء المقدمة أمام ICSID.
يعكس موقف المغرب الحازم حرصه على حماية مصالحه الاقتصادية ورفضه الوقوع ضحية لاستغلال قوانين التجارة الدولية من قبل مستثمرين يبحثون عن مكاسب غير مشروعة. ليست القضية مجرد نزاع مالي بل أزمة تمثل اختبارًا لسيادة المغرب وإصراره على التصدي لأي محاولات للابتزاز المالي، خصوصًا من أطراف تسببت بشكل مباشر في الأزمة منذ بدايتها.
في عمق هذه القضية، يظهر التناقض بين ادعاء العمودي حقوق المستثمرين الدوليين ومسؤوليته الأبرز في انهيار المصفاة. بينما تعمل الحكومة المغربية بجد لإيجاد حلول عملية لإنقاذ هذا المشروع الاستراتيجي، يصر رجل الأعمال السعودي على فرض نظام تحكيم دولي يبرز ازدواجية المعايير المتبعة في التجارة العالمية.
اليوم، المغرب يبقى ثابتًا في موقفه أمام المؤسسات الدولية، مدافعًا عن مصالحه الوطنية ورافضًا أي محاولة لاستغلاله ماليًا. أما بالنسبة للعمودي، فإن محاولاته المستمرة لن تغير واقع مسؤوليته عن تحويل 'سامير' من مشروع طموح إلى أزمة عالقة تسبب فيها سوء إدارته وممارساته غير المسؤولة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عصير المانغو يثير جدلا واسعا في مصر
عصير المانغو يثير جدلا واسعا في مصر

كش 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • كش 24

عصير المانغو يثير جدلا واسعا في مصر

أثار منشور حول استيراد مصر عصير المانغو بمبالغ طائلة رغم تصديرها كميات كبيرة من المانغو جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي. المنشور رغم أنه "مزيف" لقى رواجا واسعا للغاية، بسبب المفارقة بين ما يتضمنه من مزاعم استيراد مصر لعصير المانجو بمبالغ تتجاوز بكثير إيرادات تصدير ثمرة المانجو خلال العام الماضي، ما دفع لبعض إلى السخرية. وعلق هاني يونس، مستشار رئيس الوزراء المصري، على المعلومات المزيفة المتداولة، ووصفها بأنه "حرب الشائعات"، وقال إن المعلومات المزيفة بالكامل تخالف الأرقام الحقيقية التي تشير إلى تصدير مصر "مانجو" في عام 2024 بمبالغ تجاوزت 143 مليون دولار، مقابل استيراد عصير مانجو بـ377 ألف دولار فقط. وقال "يونس" في منشور عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "بقالنا يومين بوست دوار شغال بيقول إن مصر في عام 2024 صدرت مانجو بقيمة 113 مليون دولار واستوردت عصير مانجو بقيمة 234 مليون دولار، وإن الجمارك هي اللي طلعت الكلام ده، وكمان منشور بلوجو أحد المواقع، والناس تشير وتشتم وتسب". وواصل: "طيب يا سيدي الفاضل تحقق قبل ما تنشر الشائعات دي! أولا لا الجمارك قالت الكلام ده، ولا الموقع أصلا نشر الكلام ده!" ونشر "يونس"، "المعلومات الصحيحة من مصادرها الرقابة على الصادرات والواردات"، والتي تضمنت أن مصر "خلال العام الميلادي 2024 صدرت مانجو طازجة بقيمة 143 مليون دولار، واستوردت مانجو طازجة بقيمة 4 آلاف دولار، كما صدرت عصير مانجو بقيمه 7 ملايين دولار، واستوردت عصير مانجو بقيمه 377 ألف دولار!"

المغرب ثالث مصدر للفلفل عالميا
المغرب ثالث مصدر للفلفل عالميا

كش 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • كش 24

المغرب ثالث مصدر للفلفل عالميا

سجلت صادرات الفلفل المغربي إلى الأسواق العالمية ارتفاعا ملحوظا، حيث تم تصدير 266.47 مليون كيلوغرام من الفلفل العام الماضي، وذلك على الرغم من التقلبات التي تشهدها أسعار الخضر والفواكه في المغرب. وحسب ما كشف عنه الموقع الإسباني "هورتو إنفو"، فإن هذه الكمية تمثل 6.43 في المائة من إجمالي الصادرات العالمية، كما أنها سجلت ارتفاعا بنسبة 162.25 في المائة مقارنة بسنة 2015. وأضاف المصدر ذاته أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة عالميا في تصدير الفلفل، بعد كل من إسبانيا وهولندا، مما يجعله ملاذا آمنا لعدد من الدول التي تعتمد على الفلفل المغربي في تلبية حاجياتها الغذائية. وبخصوص القيمة المالية، أبرز الموقع بأن قيمة صادرات الفلفل بلغت حوالي 4.25 مليار درهم مغربي، وذلك بسعر متوسط يقدر بـ 15.91 درهما للكيلوغرام الواحد.

'ريدك' الصينية تستثمر 30 مليون دولار في وحدة صناعية بطنجة
'ريدك' الصينية تستثمر 30 مليون دولار في وحدة صناعية بطنجة

طنجة نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • طنجة نيوز

'ريدك' الصينية تستثمر 30 مليون دولار في وحدة صناعية بطنجة

أعلنت شركة 'ريدك' الصينية، المتخصصة في صناعة مكونات السيارات، عن إطلاق وحدة صناعية جديدة بمدينة طنجة، باستثمار يبلغ 30 مليون دولار. ووفق مصادر إعلامية متخصصة في الشأن الاقتصادي، فإن الوحدة ستُخصص لإنتاج محامل السيارات (Roulements) محليًا، مع توجيه جزء كبير من الإنتاج نحو التصدير إلى الأسواق الأوروبية. ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية الشركة لتوسيع حضورها الدولي، وتقريب سلسلة التوريد من أوروبا، خاصة وأن 'ريدك' تُعد من المزوّدين الرئيسيين لعلامات عالمية كبرى في قطاع السيارات. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذه الوحدة الصناعية ستُساهم في تعزيز قطاع صناعة السيارات بالمغرب، في ظل سعي المملكة إلى استقطاب استثمارات أجنبية كبرى وتنمية الصناعات المرتبطة بالسيارات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store