logo
الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد وجودنا

الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد وجودنا

الجزيرةمنذ 7 ساعات

في أوضاع كالحرب، ينجرف الناس في الغالب، كالقطيع، وراء عصبية يؤمنون بأنها محقة، فلا يرون لا الآخر ولا المستقبل، ولا يدركون أنهم بذلك يزرعون بذور كراهية تقود إلى اندثار. ومن الجائز أن هذا المنطق ينطبق أكثر من أي جهة أخرى على الإسرائيليين الذين ما إن وقع السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اصطفوا جميعهم تقريبًا خلف موقف لا يرى في الفلسطينيين إلا وحوشًا بشرية ينبغي إبادتها.
ومن قلة من الكتاب وأصحاب التجارب، وقف الكاتب المسرحي يهوشع سوبول، البالغ من العمر 86 عامًا، ليحذر من منطق القطيع ويشير بأصبعه نحو طريق آخر. والحقيقة أنه كان سبّاقًا إلى نقد اليمين الإسرائيلي وتشبيه سلوكياته ومواقفه بالمواقف النازية.
في مقابلة مطولة مع ميريام إليستر نُشرت في موقع "زمان" بمناسبة عيد "شفوعوت"، ينتقد سوبول الوضع الراهن ومجريات الحرب والعصبية الحاكمة والمحركة للأحداث. وبشكل متواضع يرى أن لديه الكثير مما يقوله، ولكن المشكلة أن آذان الأغلبية باتت صماء لا تود الاستماع إلا لما يروق لها.
ولا تشفع له في ذلك مسرحيات كتبها وشاع أثرها السياسي والفكري في الماضي، لتركيزها على عرض تساؤلات حول الهوية اليهودية والإسرائيلية مثل: "فلسطينية"، و"روح يهودي"، و"ثلاثية الغيتو"، و"سيندروم أورشليم". كما لم تشفع له أغانٍ كتبها ورددها كثيرون قبل حوالي 50 عامًا مثل "أغنية الأرض المجنونة".
سوبول من مواليد "بيت ليد" عام 1939، لوالدين هاجرا من أوكرانيا، وخدم في الجيش في الكتيبة 50 التابعة للواء "ناحال" في أواخر الخمسينيات. ويقول إنه طوال خدمته في الجيش لم يقتل أحدًا، رغم أنه كان بوسعه فعل ذلك.
ويضيف: "ذات مرة في عام 1959 ذهبنا في دورية في رمال نيتسانا للقبض على مهربي أسلحة قادمين من مصر إلى القطاع. كان معروفا أنهم يأتون على ظهور الجمال. سرنا على الكثبان الرملية، وفجأة في الأفق، على بعد 400 متر، ظهر جمل وراكبه. كنت رامي المدفع الرشاش، فقال لي قائد فرقتنا: اقتلوه! صوبت المدفع الرشاش فوق رأسه بحوالي متر ونصف، حسب تقديري. قفز الرجل عن الجمل واختفى. تقدمنا نحو الجمل الذي كان واقفا هناك ساكنا. فتحنا الكيسين الكبيرين المعلقين به، وظننا أننا سنجد بداخلهما قنابل يدوية، لكنهما كانا يحتويان على علف دجاج".
وأضاف "شعرت أنني فعلت الصواب. شيء ما في داخلي قال: لست متأكدا من أنه خطير حقا. كنت في التاسعة عشرة والنصف من عمري آنذاك".
وشدد سوبول في المقابلة على أن "استخدام العنف كفرد وكشعب يجب أن يكون في حالة لا خيار فيها. عندما يكون هناك خيار، لا تستخدم العنف". وأكد "وجوب تطبيق تعليمات إطلاق النار كتعليمات لبدء الحرب، مع استخدام القوة بشكل متناسب".
وأضاف "استخدام القوة بشكل متناسب هو أحد أهم مبادئ حكمة الشعب. لا تستخدم كل قوتك، لأنك إذا فعلت ذلك ستفقد التناسب، مما يؤدي إلى تدمير البيئة، وفي النهاية تدمير نفسك أيضًا".
الفوضى التي تخدم نتنياهو
قال سوبول "أعتقد أن هذا ما يحدث لنا الآن في غزة، والهدف بالطبع هو كسب الوقت وإبقاء بنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء". واعتبر أن السابع من أكتوبر "سقط على نتنياهو من السماء. كان في ورطة مع ائتلافه والمحاكمة التي كانت جارية ضده. لولا 7 أكتوبر، لكان قد اخترع الحرب بالفعل". وأضاف: "حتى الآن يتحدثون عن هجوم آخر على إيران، بينما يعلن ترامب أنه سيعقد صفقة معهم. بمعنى آخر، هناك حرب من أجل الحرب، لا هدف لها سوى إبقائنا في حالة من الفوضى. والفوضى تخدمه".
وفي رده على سؤال: كيف حالك؟ أجاب: "هناك معنى ضمني لهذا السؤال: هل أنت في سلام مع نفسك، فما سلامك؟ أقولها صراحة، من الصعب هذه الأيام أن تكون في سلام مع نفسك. أنا غاضب جدا مما يحدث هنا. أدرك أن تأثيري على الواقع معدوم، ولا يعبر عنه إلا بالكلمات والفن والمسرحيات. لكن هذا مجال تعتمد فيه على النظام، فهل يريدون سماع ما لديك لتقوله؟ حسنا، لدي ما أقوله، لكن لا توجد رغبة في سماع ما لدي. كأنك تبث، وجميع أجهزة الاستقبال مغلقة. لذا فأنت تخاطب نفسك".
وأضاف "لنأخذ على سبيل المثال ما قاله يائير غولان. لقد أخطأ خطأ واحدا: ليس لدى اليهود هوايات، بل لديهم فرائض. لدينا حكومة تنظر إلى الفلسطينيين كعماليق. "اذكروا ما فعل بكم عماليق" (تثنية 25). ومن المعروف أن إبادة عماليق، بما في ذلك نسله وأولاده وزوجاته وما إلى ذلك، هي فريضة. هناك خبراء في الشريعة اليهودية يدعون أن مصطلح عماليق قد ألغي في مرحلة ما على يد حكماء التلمود الذين قالوا إنه منذ أن فعل سنحاريب ما فعله، اختلطت الأمم، ولم يعد هناك سبيل لمعرفة من هو عماليق ومن ليس كذلك. بعبارة أخرى، لقد أدركوا أن هناك اندماجا، وأن هناك على الأرجح الكثير من نسل عماليق بيننا. أي أن إبادة عماليق هي إبادة أيضا للجزء منا الذي يتصرف كعماليق. أعتقد أننا ندفع ثمن اغتيال رابين اليوم.
في نظره، كان إسحاق رابين آخر قائد اتسم بالنزاهة والقوة وفهم معنى الحرب. وليس من قبيل المصادفة أنه مر بأزمة قبل حرب الأيام الستة، وخرج منها وأدار الحرب بأفضل ما يمكن لقائد عسكري أن يديرها. لقد أدرك أن الحرب أسوأ ما يمكن أن تقحم نفسك فيه، حتى لو انتصرت. قبل اغتياله الفعلي، اغتالوه معنويا. اغتالوه أخلاقيا. وصفوه بأنه مضطهد، مضطهد للشعب. وعقوبة "المضطهد" هي الموت. بمعنى آخر، استخدموا ضده جميع القيم الظلامية الموجودة في اليهودية، التي تحتوي أيضا على عناصر أخلاقية ومستنيرة. زعم سبينوزا أن "القيم المشتركة بين جميع الأديان هي ما فيها من خير، وما يفرقها هو ما فيها من شر".
عُصاب الحرب
يرى سوبول أن "الحرب في الأساس تعبير عن العصاب، ونادرا ما تكون مسألة ضرورة وجودية، مثل الصراع على مصدر مياه. نحن في حالة عصاب تام". ويضيف: "لا أعتقد أن العيش بدافع الكراهية أمر جيد. إذا شعرت بكراهية شيء ما، فابتعد عنه".
ويشرح واحدة من أهم مشاكله: "حدث لي هذا بعد مسرحية متلازمة القدس، التي كتبتها وأخرجتها جدليا بيسر، وعُرضت عام 1988 على مسرح حيفا. ظننت أنني أقدم هدية بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الدولة. تحذر المسرحية من سيطرة التعصب على العقلية والسياسة الإسرائيلية. رأيت، وما زلت أرى، في التعصب سبب تدمير الهيكل الثاني والخطر الكامن في اليهودية، لأن كل تعصب في نظري انتحار. عندما عرضت المسرحية، تعرضتُ للضرب ردا على ذلك".
ويعتقد أن "اليمين هو من أدرك شيئا عميقا. أدرك أن المسرحية كشفت، كصورة أشعة سينية، عن ورم خبيث سيهدد وجودنا جميعا. ذلك التعصب الذي جعلنا نعتبر الأرض عطية من الله، وكل هذا الهراء الذي يبرر كل شيء. بمجرد أن تؤمن به، يزول الشك تماما. لا داعي لمراجعة أفعالك. أنت تتصرف وفقا، إن صح التعبير، للتبرير الإلهي".
ويضيف "تلقيت حينها ضربة موجعة. تركت أنا وجدليا إدارة المسرح، وشعرت بموجات من الكراهية حتى من داخل معسكري. لم يقف أي مسرح بجانبنا. لم يتضامن معنا أحد. تلقينا أيضا انتقادات سلبية من النقاد، حتى اللاذعين منهم. شعرت بالكراهية. وعندما شعرت أنني بدأت أكره نفسي، تراجعت وغادرت البلاد لبضع سنوات".
وقال إنه عاد بعد سنوات من الغربة في بريطانيا وفرنسا: "اشتقت للوطن. اشتقت إليه فحسب. لطالما كانت علاقتي به علاقة حب مشوب بالجروح. جروح وقبل، كما في الأغنية التي كتبها ابني. أي حب مكان أو شخص مصاب بعصاب. رأيت سيطرة الغطرسة -وهي في الحقيقة عصاب- على الوطن، بعد حرب الأيام الستة. الانفصال عن الواقع. الجبروت. أستحق كل شيء، وما لا يعطونني إياه راضين، سأخذه بالقوة. لأنني هنا، أستطيع أخذه بالقوة".
ويتابع "كما يحدث الآن في غزة. لكننا نرى أن هذا لا يجدي نفعا، لأسباب عديدة. كما تغير شكل القتال. من جهة، الصواريخ. ومن جهة أخرى، حرب العصابات، التي أصبحت متطورة للغاية. إن مواجهة عدو لديه نزعة انتحارية أمر سيئ للغاية. فليس لديه ما يخسره. يقطعون عليه مستقبله ويقولون له: لا أفق لديك. لا شيء تنتظره. في اللحظة التي لا شيء تنتظره ولا أفق لديك، يهيمن عليك الاندفاع الجنوني نحو الموت، لأن الموت هو الأفق الوحيد".
ويختم "نحن الآن في دوامة انتقام، وهذه هي أكثر العلاقات تدميرا، لأن الانتقام لا حدود له".
"لامك" الانتقام
يقول سوبول "في الكتاب المقدس تعبير شيق عن الانتقام. أول تعبير له هو لامك (شخصية توراتية، حفيد قابيل) في سفر التكوين: "وسمع لامك صوت المرأة في أذنيه قائلا: قتلت رجلا لأجل جرحي وطفلا لأجل كدماتي". وهذا ما طرحه يائير غولان، ربما ليس بأفضل صيغة. طرح حقيقة لا يمكن تجاهلها. نحن نمارس فعل لامك. لامك مخلوق بلا عقل. لا يشغل باله شيء سوى: أَقتل، أَقتل".
ويرى: "نحن شعب أسس دولة من رماد الانتقام العنصري، يفعل ما فعل به بعد بضع عشرات من السنين. وأعتقد أن نقطة التحول الحاسمة في إسرائيل جاءت مع النصر المذهل في حرب الأيام الستة، والذي أحدث انقساما في الساحة الإسرائيلية فورا. بالمناسبة، كان بن غوريون مؤيدا لإعادة القدس الشرقية، ثم منع من إجراء مقابلة معه على إذاعة (غالي تساهل). هذا ما أخبرني به يعقوب أغمون آنذاك. وبالطبع، البروفيسور يشعياهو ليبوفيتش، الذي تحدث عن إمكانية أن نصبح يهودا نازيين. لقد فهم ما تفعله السلطة بشعب حقق نصرا كهذا ويظن أن كل شيء جائز له".
ويخلص سوبول إلى القول "هناك جوانب في العقلية الإسرائيلية تعجبني. الصراحة، على سبيل المثال. أنا حذر من التعميمات، لكن هذا ليس شعبا غبيا، مع أنهم بذلوا قصارى جهدهم لكسب قلوبهم. لقد جعلَنا النصر في الأيام الستة ثملين بالسلطة، والسلطة غبية، إذا أدمنتها. هناك 3 أشياء تجعل الإنسان غبيا: السلطة، والمال، والشرف. هذه الثلاثة لا يشبع المرء منها".
ويبدي تفاؤله بالمستقبل: "انظروا إلى ما حدث في أوروبا خلال الـ100 عام الماضية، على سبيل المثال. لقد عانت أوروبا من جحيم مرتين: 15 مليون ضحية في الحرب العالمية الأولى، و70 مليون ضحية في الحرب العالمية الثانية. دمار شامل للمدن والقرى والبلدان. حتى أدركوا أن المصلحة المشتركة تفوق ما يفرقهم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس
القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس

أعلنت كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء أمس الأحد قصف مستوطنة ماجين الإسرائيلية بمنظومة الصواريخ رجوم قصيرة المدى من عيار 114 مليمترا، كما قالت، إنها أوقعت قتلى وجرحى في استهداف قوة إسرائيلية راجلة قوامها 11 جنديا بقذيفة مضادة للأفراد في عبسان شرق خان يونس. وماجين هي إحدى مستوطنات غلاف غزة وتقع في الشمال الغربي لصحراء النقب في قضاء بئر السبع شرق خان يونس، وتأسست عام 1949 على أراضي قرية الشيخ نوران. وبثت كتائب القسام أمس مقاطع مصورة لما قالت، إنها استهداف قوتين إسرائيليتين، إحداهما راجلة والأخرى تحصنت بمنزل وذلك أواخر مايو/أيار الماضي في منطقة العطاطرة ببيت لاهيا شمالي القطاع. وقالت إنه ضمن سلسلة ما سمتها عمليات " حجارة داود"، تمكّن مقاتلوها من استهداف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل في منطقة العطاطرة بقذيفة "تي بي جي"، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال قتلى وجرحى. كما هاجم مقاتلو القسام قبل ذلك بيومين قوة إسرائيلية راجلة قوامها سبعة جنود بقذيفة مضادة للأفراد، وأوقعوهم قتلى وجرحى في المنطقة نفسها. وفي وقت سابق مساء الأحد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ أطلق من غزة في منطقة مفتوحة قرب السياج الأمني، دون ذكر أي تفاصيل عن الخسائر. الوقوف إلى جانب إيران على صعيد آخر أعلنت القسام، في بيان، وقوفها إلى جانب إيران"قيادة وشعبا"، وأشادت "بالدور المحوري والتاريخي للقادة الإيرانيين الكبار في دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها". كما أشادت "بالفعل البطولي الكبير للقوات المسلحة الإيرانية الذي هز أركان كيان الاحتلال". وقالت إن الشعب الفلسطيني المكلوم لا سيما في غزة "تابع بفخر الضربات القوية الموجهة للاحتلال وكانت شفاء لما في الصدور". كما نعت القسام "قادة القوات المسلحة الإيرانية الكبار الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني المستمر" ونعت كذلك "شهداء الشعب الإيراني العزيز الذي لطالما كان داعما وسندا للمقاومة". وأضافت أن "الأيام ستكشف إسهامات القادة الشهداء حتى بتنا اليوم أقرب إلى تحقيق النصر النهائي على الكيان الصهيوني".

خبراء: إيران قد تستعين بحلفائها وإسرائيل تسعى إلى جر أميركا للحرب
خبراء: إيران قد تستعين بحلفائها وإسرائيل تسعى إلى جر أميركا للحرب

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

خبراء: إيران قد تستعين بحلفائها وإسرائيل تسعى إلى جر أميركا للحرب

لم يستبعد خبراء ومحللون سياسيون إمكانية دخول حلفاء إيران في المنطقة على خط المواجهة العسكرية مع إسرائيل، التي تسعى بكل الطرق لإقناع أميركا بالمشاركة المباشرة في الصراع. وفقا للدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، والخبيرة بالشأن الإيراني، فإن الأداء الصاروخي الإيراني القوي قد بث دماء جديدة في حلفاء إيران أو ما كان يُسمى محور المقاومة ، لكن ضمن "هندسة جديدة". تجدر الإشأرة إلى وجود حلفاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل من لبنان والعراق واليمن على أقل تقدير. ورأت أن احتمال دخول هؤلاء الحلفاء لمساندة إيران في حربها ضد إسرائيل، هو وارد جدا، بل ربما يكون قريبا على حد توقعها، مشيرة إلى تصريحات قادة الحرس الثوري الذين تحدثوا عن هذا الخيار كأمر مطروح على الطاولة. وبحسب الصمادي فإن توقيت دخول الحلفاء مرتبط بمجريات المعركة، موضحة أنه رهين بتصاعد الهجمات الإسرائيلية، ورغبة إيران أن تعزز موقفها في هذه المواجهة. ويعتبر دخول حزب الله إلى المواجهة مسألة وقت، بينما ستصبح مشاركة أنصار الله (الحوثيين) أكبر باستخدام أدوات ووسائل جديدة في المواجهة، مع إمكانية ظهور مفاجآت من أماكن أخرى، تضيف الصمادي. الحسابات الإسرائيلية وعلى الجانب المقابل، أكد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، أن إسرائيل كانت تخشى هذا السيناريو منذ البداية. وبناءً على هذه المخاوف، وسعيا لحرمان إيران من دعم حلفائها، عملت إسرائيل وبكل ما أوتيت من قوة خلال الاشهر الماضية على إضعاف حلفاء إيران في لبنان خاصة حزب الله، ووجهت ضربات لهم في سوريا بعيد سقوط نظام بشار الأسد، كما شنت هجمات على جماعة الحوثيين في اليمن الذين واصلوا طوال 18 شهرا استهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات أسنادا للمقاومة الفلسطينية في قطاع عزة. وبحسب مصطفى فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – بدأ التحضير للعملية العسكرية في إيران بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أواخر سبتمبر/أيلول 2024. ولا تتوقف جهود إسرائيل لمنع تدخل حلفاء إيران بالمنطقة في الحرب الدائرة، بل إنها تسعى إلى جر الولايات المتحدة الأميركية للانخراط في الحرب مباشرة وعلنا. ويقول مصطفى، إن إسرائيل تعتمد عدة سياسات لمحاولة جر واشنطن لهذه الحرب. تكمن الطريقة الأولى في إقناع الولايات المتحدة أن العمل العسكري مجدٍ وأن ما تقوم به إسرائيل لا يتطلب تكاليف باهظة، مع التأكيد أن دخول أميركا، يمكن أن يمنع الصواريخ المتجهة لإسرائيل. فالطريقة الثانية تقوم على تقديم عرض مغرٍ لأميركا بأن لديها الآن خيارا تاريخيا للمساهمة فقط بتدمير المشروع النووي الإيراني، بينما تترك لإسرائيل تدمير القدرات الصاروخية والعسكرية الإيرانية. وتركز الطريقة الثالثة على محاولة إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم الانضمام إلى المعركة بكل تفاصيلها، وإنما الانضمام فقط لقضية محددة وهي تدمير المشروع النووي الإيراني. بدوره يرى الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، أن الولايات المتحدة تريد كل شيء مجاناً وأن ترامب يريد أن تتنازل إيران عن ملفها النووي مجاناً، بدون ضغوط. إعلان ولذلك فإن ترامب قد يكون أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل بمهاجمة إيران أو أُقنع بأن هذا هو الطريق الوحيد لفرض السلام بالقوة، بعد أن وجد الطريق مسدوداً لإجبار إيران على التنازل. وأشار مكي إلى أن ترامب يواجه حيرة حقيقية، فهو لا يستطيع الكف عن تأييد إسرائيل لأنها تنفذ له ما أراد، ولا يستطيع المضي في مشاركتها لأن هذا سيورطه في قتال مباشر، وهو ما يتناقض مع وعوده الدائمة بالسلام ونبذ الحروب. لكن هدف الولايات المتحدة في منع إيران من امتلاك وسائل القوة، لا سيما النووية والصاروخية، سيحتاج في لحظة ما إلى تدخل أميركي مباشر، بحسب مكي، الذي أشار إلى طلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدتها بتدمير محطة فورتو النووية الإيرانية، التي تقع تحت الأرض، وتمتلك واشنطن قنابل قادرة على الوصول إليها.

52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات
52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات

أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 52 شخصا، منهم 17 شخصا من منتظري المساعدات بنيران جيش الاحتلال منذ فجر أمس الأحد. وقد وثقت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة، استشهاد 4 فلسطينيين ووقوع عدد من المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات قرب مركز الشركة الأميركية في منطقة العلم غرب مدينة رفح جنوبي القطاع. وقد تمكنت سيارات الإسعاف من نقل عشرات المصابين إلى مستشفى ناصر ومستشفيات ميدانية أخرى في منطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي القطاع. كما استشهدت مساء أمس الأحد، فلسطينية وأصيب عدة أشخاص في غارة إسرائيلية على منزل بمنطقة المخابرات شمال غربي مدينة غزة، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مستشفى العودة في قطاع غزة أمس الأحد، أنها استقبلت 11 شهيدا و35 مصابا جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا يقع خلف صالة عابدين على شارع صلاح الدين وسط القطاع. كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف منتظري المساعدات في مواقع عدة داخل قطاع غزة، في ظل تفاقم المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. شهداء الجوع وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أمس الأحد، أن 300 فلسطيني استشهدوا وأصيب 2649، بينما لا يزال 9 في عداد المفقودين، منذ 27 مايو/ أيار الماضي، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المعروفة بـ"الآلية الأميركية-الإسرائيلية". وأضاف أن هذه المراكز الأميركية الإسرائيلية "مصايد موت" تستدرج الجوعى نحو الاستهداف المباشر، مشيرا إلى أن الاعتداءات تقع في رفح جنوبا ووادي غزة وسط القطاع.​​​​​​​ وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، في تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية بما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة. ويأتي ذلك، بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود. ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يوميا كحد أدنى. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 184 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store