
دورة الانفتاح والتجديد: "عمان السينمائي" يحتفي بالتنوع ويكرم البدايات
إسراء الردايدة
اضافة اعلان
عمان- يواصل مهرجان عمان السينمائي الدولي – أول فيلم تطوير مسابقاته مع دخول دورته السادسة في صيف 2025. أبرز تحديث هذا العام هو استحداث جائزة السوسنة السوداء لأفضل فيلم غير عربي التي تقررها لجنة تحكيم متخصصة، بعد أن كانت تمنح سابقا بتصويت الجمهور.هذا يعني أن الأفلام العالمية (غير العربية) ستحظى منذ الآن بتقييم نقدي أسوة بنظيراتها العربية، مع استمرار جائزة الجمهور بالتوازي في جميع الفئات الأربعة (الروائي والوثائقي والقصير العربي، إضافة إلى الفيلم غير العربي).تؤكد مديرة المهرجان ندى دوماني في تصريح لـ "الغد":" أن الخطوة جاءت إضافة لجائزة الجمهور وليست بديلا لها، ما يعكس حرص المهرجان على توسيع نطاق المنافسة الدولية دون التخلي عن التفاعل الجماهيري.هذا التعديل يبرز طموح المهرجان في تقدير السينما العالمية بعيون نقدية وتعزيز دور مجلسه الاستشاري، مع الحفاظ على صوت الجمهور كجزء أصيل من تجربة المهرجان.وعن شعار المهرجان"خارج النص"، تقول دوماني:" "الشعار جاء من واقع نعيشه، وليس تنظيرا فلسفيا. نحن نرى أن العالم فقد بوصلته، سواء في فلسطين أو السودان أو اليمن أو لبنان".ولهذا، "نركّز على السينما التي تخرج من القوالب الجاهزة وتعكس واقعا سريع التغير، لأن الحياة نفسها لا تسير وفق "نص مكتوب". السينما، في نظري، تعكس هذه الحياة المتقلبة، وغالبا ما تكون القصص التي تخرج عن الشكل التقليدي هي الأصدق والأكثر تأثيرا."إيرلندا أول ضيف شرف.. وتسليط الضوء على جيم شيريدانفي سابقة هي الأولى من نوعها بتاريخ المهرجان، اختيرت إيرلندا ضيف شرف للدورة السادسة (تموز/يوليو 2025)يخصص المهرجان قسما غير تنافسي بعنوان "إضاءة على السينما الأيرلندية" لعرض نخبة من أفلامها، مما يعكس توجها جديدا للانفتاح على تجارب سينمائية عالمية.اختيار إيرلندا يرتبط بثيمة الدورة "عالم خارج النص" التي تحتفي بالقصص الإنسانية غير التقليدية؛ وقد علّقت دوماني بأن تكريم إيرلندا يبني "جسراً إنسانيا وسينمائيا" بين السرديّات العربية والإيرلندية، فكلا السينماتين تحملان جراحاً تاريخية وحكايات عن الهوية والصمود بأبعاد إنسانية عميقة.وتضيف دوماني:" "نعم، هذه السنة استحدثنا قسم "ضيف الشرف"، واخترنا إيرلندا كنقطة انطلاق لهذا التقليد، وسنواصل السير في هذا الاتجاه في السنوات القادمة. سنعرض خمسة أفلام مميزة من السينما الإيرلندية، ويشاركنا ضيف الشرف المخرج الإيرلندي المخضرم جيم شيريدان، المرشح لعدة جوائز أوسكار.أفلامه مثل My Left Foot وIn the Name of the Father وBrothers، التي مثل فيها دانيال دي لويس وسلمى حايك، تتميز بعمقها الإنساني والسياسي.كما أن اختيار إيرلندا مرتبط أيضا بالتقاطع الكبير بين السرديات العربية والإيرلندية، خاصة في مواضيع الهوية والعدالة الاجتماعية. وهو أيضاً تكريم لموقف إيرلندا المشرف تجاه فلسطين".ويستضيف المهرجان أيضًا جيم شيريدان نفسه كضيف رئيسي ضمن فقرة "الأول والأحدث" لهذا العام. سيقدم شيريدان – وهو مخرج وكاتب ترشّح لست جوائز أوسكار وأسهم في وضع السينما الإيرلندية على الخريطة العالمية – جلسة حوارية مفتوحة يتحدث فيها عن مسيرته الممتدة من أولى أعماله ("قدمي اليسرى" 1989) حتى أحدث أفلامه في 2025 يدير الحوار المخرج المصري يسري نصرالله، في فعالية تتوخى استعراض تطور الأسلوب السردي والروح الإنسانية في أفلام شيريدان عبر العقود. يمثل هذا التكريم فرصة للجمهور الأردني والعربي للتعرف على تجربة سينمائية مختلفة والتفاعل مع أحد أبرز صناع الأفلام العالميين في إطار يثري التبادل الثقافي والفني.موعد مع السينما الفرنسية- العربيةتشهد البنية البرمجية للمهرجان تغييرات لافتة هذا العام، منها إلغاء قسم "موعد مع السينما الفرنسية-العربية" الذي رافق الدورات الماضية. هذا القسم كان قد بدأ منذ 2020 بشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي، حيث استضاف المهرجان تحت مظلته "مهرجان الفيلم الفرنسي-العربي" مقدما للجمهور باقة مختارة من الأفلام الفرنسية والإنتاجات المشتركة بين فرنسا والعالم العربي خلال الأعوام 2021–2024 أصبح هذا القسم تقليداً سنويا غير تنافسي يعرض أربعة أفلام فرنسية-عربية قصيرة فائزة في مهرجان نوازي لو سيك بفرنسا، إلى جانب مشاركة خبراء فرنسيين في الندوات المهنية للمهرجان. إلغاء هذا الركن من البرنامج في 2025 يعكس توجها جديداً؛ فبدلاً من التركيز السنوي الثابت على السينما الفرنسية، انفتح المهرجان على تنويعات أوسع مثل استضافة بلد ضيف شرف (إيرلندا) لأول مرة. وبذلك توسّعت الآفاق لتشمل ثقافات سينمائية أخرى، مما قد يعني في الدورات المقبلة إمكانية استضافة بلدان مختلفة أو تقديم تظاهرات نوعية بديلة.إلى جانب ضيف الشرف، يقدم المهرجان هذا العام مبادرات برمجية جديدة. ضمن البرامج الموازية المهنية (أيام عمّان لصنّاع الأفلام – AFID)، تم إطلاق منصة "The Spark Series" المخصصة لمسلسلات الويب، وهي مبادرة غير مسبوقة تسعى لمواكبة تحولات السرد البصري في العصر الرقمي. تم اختيار عدد من مشاريع مسلسلات الويب للمشاركة وعرض حلقات تجريبية منها أمام منتجين وموزعين، ضمن معايير تقييم تركز على جودة الفكرة والتنفيذ وإمكانية التطوير المستدام. هذا التوجه يعكس رغبة المهرجان في توسيع نطاق الفن السابع ليشمل أشكالاً سردية جديدة دون التفريط بالمعايير الفنية الصارمة، وفق ما أكده مدير البرنامج بسّام الأسعد. بالمحصلة، يظهر أن مهرجان عمّان السينمائي في دورته السادسة يسعى إلى تجديد دمائه برمجياً عبر التخلي عن أقسام تقليدية واستحداث أخرى أكثر تنوعاً وشمولاً، محافظاً في الوقت نفسه على جودة المحتوى.وبحسب دوماني: "مهرجان عمّان السينمائي لديه خصوصيته، فهو لا يقتصر فقط على دعم المواهب، بل يركّز على عرضها وإبرازها. نحن ننقل من خلاله صورة عن واقع السينما، خاصة السينما العربية المعاصرة، بل وندعم أيضاً السينما الدولية الجريئة".وفضلا عن ورش العمل ومنصات للتدريب، هنالك مساحات حقيقية لعرض المواهب عبر منصات تسويق الأفلام مثل Pitching Platform، التي تخدم المشاريع قيد التطوير أو ما بعد الإنتاج. وبالطبع، أي فعالية تجمع صُنّاع السينما تُعد فرصة للتشبيك والدعم العملي".لتعزيز الشمولية.. لغة الإشارة تدخل قاعات السينماإلى جانب انفتاحه المتزايد على العالم، يواصل مهرجان عمّان السينمائي توسيع رؤيته ليشمل جمهورا أوسع من المجتمع المحلي، مؤمنا بأن السينما فن للجميع، لا استثناء فيه. ومن أبرز المبادرات التي يطلقها هذا العام في هذا الإطار، إدماج لغة الإشارة ضمن بعض عروض الأفلام، لتكون متاحة لفئة الصم وضعاف السمع، إلى جانب توفير ترجمة نصية باللغتين العربية والإنجليزية لمعظم العروض.تُعد هذه الخطوة سابقة نوعية على مستوى المهرجانات السينمائية العربية، إذ تعكس توجهًا إنسانيًا حقيقيًا نحو تعزيز الشمولية ودمج ذوي الإعاقات السمعية في الحياة الثقافية. ومن المتوقع أن تُقام هذه العروض المترجمة داخل عمّان، مع احتمالية توسعها لتشمل العروض الخارجية في المحافظات أيضًا.وتعليقًا على هذه المبادرة، تؤكد إدارة المهرجان: "نحن نؤمن أن المهرجان يجب أن يكون متجذرًا في بيئته ومجتمعه، وهو بالدرجة الأولى لسكان البلد، وليس فقط لضيوف المهرجان. ومنذ البداية، حرصنا على أن تكون هناك صلة مباشرة مع المجتمع المحلي. وخلال السنوات، طوّرنا هذه العلاقة بإضافة عروض في المحافظات، وعروض مفتوحة في البوليفارد، مع ترجمات عربية وإنجليزية لمعظم الأفلام.التمسك بفلسفة "أول فيلم" واستمرار جودة المشاركاتعلى الرغم من التوسع الدولي الملحوظ، تؤكد إدارة مهرجان عمّان السينمائي أنها ما زالت متمسكة بفلسفتها الأساسية المتمثّلة في شعار "أول فيلم". فمنذ انطلاقه عام 2020، حمل المهرجان رسالة واضحة: تسليط الضوء على التجارب الإخراجية الأولى وغيرها من "الإنجازات الأولى" في صناعة السينما، وهي رسالة لم تتغير رغم ازدياد عدد المشاركات واتساع نطاقها الجغرافي.تشير مديرة المهرجان ندى دوماني إلى أنه بعد مرور ست سنوات على تأسيس المهرجان، لم يواجه الفريق صعوبة تُذكر في العثور على أفلام أولى ذات جودة عالية. وتوضح: "أحيانًا نرى في مهرجانات كبرى أن الأعمال الأولى تنافس أعمال مخرجين مخضرمين وتتفوّق عليها، في إشارة إلى المستوى الرفيع الذي يمكن أن يبلغه الفيلم الأول لصانعه." ولهذا لا يقتصر مفهوم "أول فيلم" في مهرجان عمّان على مخرج العمل فحسب، بل يمتد ليشمل أولى تجارب الكاتب، أو الممثل، أو حتى المونتير – وهي خصوصية تُميّز المهرجان في المشهد العربي.وتُضيف دوماني: "لا أرى في ذلك تحديا، بل أعتبره مساحة للتميّز. غالبًا ما تبرز الأعمال الأولى في المشهد السينمائي حتى حين تُعرض إلى جانب أفلام لمخرجين مخضرمين. وهذا يُثبت أن الرؤية الأصيلة والطرح الجريء يمكن أن يتفوقا على الخبرة الطويلة". وتُشير إلى أن السينما العربية في هذه المرحلة تشهد تحولا ملحوظا في توجهاتها، مع تركيز متزايد على القصص الشخصية والإنسانية، من الحكايات المؤلمة إلى قصص الحب والانتصارات الصغيرة.هذا التشبث بالهوية لا يُترجم كنوع من الانغلاق أو التقييد الفني، بل يُنظر إليه كطموح فني مشروع يهدف لاكتشاف المواهب الجديدة والاحتفاء بها، دون المساومة على الجودة. والسؤال الجوهري الذي يطرحه المهرجان كل عام هو: هل تستطيع الأعمال الأولى مجاراة أعمال المحترفين؟ وتجيب دوماني بثقة: "نعم."في السياق ذاته، تعزّز إدارة المهرجان رؤيتها لجوهر العمل السينمائي. فبالنسبة لها، "الصدق هو المعيار الجوهري. العمل السينمائي الحقيقي يتطلب جرأة في الطرح، تمثيلا صادقا، نصا مبتكرا، وإخراجًا يمنح كل هذه العناصر صوتا بصريا متفردا. السينما ليست مجرد صورة أو مدة زمنية، بل تجربة فنية تجمع بين الجودة والعمق والجرأة في السرد."أما عن الجدل المتكرر بشأن تأثير المختبرات والورش الغربية على لغة الإخراج لدى المخرجين الشباب، فترد دوماني: "لا أعتقد أن هناك توحيدًا في اللغة الإخراجية كما يُشاع. ما نراه في عروض المهرجان يثبت عكس ذلك؛ هناك تنوّع واضح في الأساليب والسرديات، وكل فيلم يحمل طابعًا شخصيًا متفرّدا". وتختم: "المهم بالنسبة لنا في العالم العربي هو أن نحافظ على الصوت السردي الأصيل.مشاركة أردنية وعربية ودولية بالأرقامتعكس الأرقام في الدورة السادسة صورة التوازن بين البُعدين المحلي والدولي للمهرجان، مقارنة بالدورات السابقة. يشارك في دورة 2025 أكثر من 60 فيلماً من 23 دولة، مقابل 51 فيلماً من 28 دولة في دورة 2024. هذا النمو في العدد الكلي للأفلام يصحبه حضور أردني وعربي بارز. فقد ارتفع عدد الأفلام الأردنية المشاركة إلى عشرة أفلام هذا العام توزعت على مختلف الأقسام، وهو رقم قياسي يُبرز تطور الإنتاج السينمائي المحلي. تضم مسابقات المهرجان الثلاث المخصصة للأفلام العربية (الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة والقصيرة) ما يزيد عن 36 فيلماً عربياً إجمالاً، من بينها أعمال من الأردن ودول عربية شقيقة، مما يؤكد استمرار المهرجان كمنصة رئيسية لعرض أحدث نتاجات السينما العربية. وفي المقابل، تحضر السينما العالمية عبر 7 أفلام غير عربية تتنافس في فئة خاصة بها، بالإضافة إلى عدة عروض دولية خارج المسابقة مثل أفلام قسم ضيف الشرف الأيرلندي.إلى جانب ذلك، تحقق الدورة السادسة قفزة في العروض الأولى (Premieres)، حيث تشهد 23 عرضاً عربياً أول من ضمنها 16 عرضاً عالمياً أول تُقدَّم لجمهور المهرجان لأول مرة هذا مؤشر على جاذبية المهرجان لصناع الأفلام لاحتضان إطلاق أفلامهم إقليمياً وعالمياً. كما تحمل الدورة بعداً تضامنياً من خلال عرض مجموعة أفلام أُنجزت في غزة وتُعرض لأول مرة، في استجابة فنية مباشرة لما يمر به القطاع.مجمل هذه الإحصاءات يوضح أن المهرجان يشهد نموًا واضحًا في حجمه ومحتواه مقارنةً بالعام الماضي، مع توسع دولي مدروس لم يخل بإفساح المجال أمام السينما الأردنية والعربية. فبينما ازدادت نسبة المشاركات العالمية، ظل المهرجان حريصًا على أن يكون الصوت المحلي والعربي قويا وحاضرا. وفي هذا التوازن بين هوية محلية متجذرة وآفاق دولية رحبة، يرسّخ المهرجان مكانته كأحد المهرجانات العربية القليلة القادرة على المزج بين التخصص (في دعم صناع الأفلام في بداياتهم) والانفتاح (على تجارب وثقافات سينمائية متعددة). ومع كل هذه التطورات، تبقى الدورة السادسة المرتقبة واعدة بتجربة سينمائية ثرية ومتكاملة، تجمع بين روح التجديد والمحافظة على جوهر المهرجان الذي انطلق قبل سنوات قليلة ليحتل بسرعة موقعا مميزا في خريطة الفعاليات السينمائية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
صوت الأردن.. عمر العبداللات نجم إفتتاح 'مهرجان جرش' 2025
اختارت إدارة 'مهرجان جرش للثقافة والفنون'، 'صوت الأردن' الفنان عمر العبداللات، ليكون نجم حفل افتتاح دورة المهرجان التاسعة والثلاثين، وذلك يوم الأربعاء 23/7/2025، والذي يقام هذا العام من تحت شعار: 'هنا الأردن .. ومجده مستمر'. ويأتي إختيار 'صوت الأردن' عمر العبداللات، ليكون نجم حفل إفتتاح المهرجان، بمثابة تكريم لمسيرته الفنية، والمشوار الفني الكبير الذي حققه خلال مسيرته، فهو الذي تقدم بالأغنية الأردنية إلى الأمام فارضاً حضورها على ساحة الغناء العربي، فحمل على عاتقه رسالة نقل وتطوير وإشهار الأغنية الأردنية في العالم، ويعد حفل الافتتاح السنوي، بمثابة هوية وبطاقة تعريف لبقية برنامج الفعاليات . ويسجل العبداللات بمشاركته هذا العام في 'مهرجان جرش'، الظهور الخامس عشر له على خشبة مسرح المهرجان، ليكون الأكثر مشاركةً من بين نجوم الغناء العربي الذين غنوا على مسرح المهرجان منذ انطلاقته، إذ عادة ما تحظى حفلاته بإقبال جماهيري كبير . وأعرب العبداللات عن سعادته لتجدد لقائه مع جمهور 'مهرجان جرش' هذا العام، واعداً بليلة تاريخية يستحقها الجمهور الأردني وضيوف المملكة الحاضرين من مختلف أقطار الوطن العربي، مؤكداً أنه سيقدم مجموعة من الأغنيات والمفاجآت، في حفل الافتتاح تليق بإسم الأردن و'مهرجان جرش'. وأشار المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، إلى أن المهرجان هذا العام يقدم لجمهوره هذا العام، مجموعة كبيرة من نجوم الغنءا العربي، ومنهم: الفنان ناصيف زيتون، والفنانة أحلام، والفنانة ميادة الحناوي، والفنان نور مهنا، والفنان ملجم زين، والفنان جوزيف عطية، والفنان خالد عبدالرحمن، والفنان محمد حماقي، والفنانة أصالة نصري.


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
صوت الأردن.. عمر العبداللات نجم إفتتاح "مهرجان جرش" 2025
اختارت إدارة "مهرجان جرش للثقافة والفنون"، "صوت الأردن" الفنان عمر العبداللات، ليكون نجم حفل افتتاح دورة المهرجان التاسعة والثلاثين، وذلك يوم الأربعاء 23/7/2025، والذي يقام هذا العام من تحت شعار: "هنا الأردن .. ومجده مستمر". اضافة اعلان ويأتي إختيار "صوت الأردن" عمر العبداللات، ليكون نجم حفل إفتتاح المهرجان، بمثابة تكريم لمسيرته الفنية، والمشوار الفني الكبير الذي حققه خلال مسيرته، فهو الذي تقدم بالأغنية الأردنية إلى الأمام فارضاً حضورها على ساحة الغناء العربي، فحمل على عاتقه رسالة نقل وتطوير وإشهار الأغنية الأردنية في العالم، ويعد حفل الافتتاح السنوي، بمثابة هوية وبطاقة تعريف لبقية برنامج الفعاليات . ويسجل العبداللات بمشاركته هذا العام في "مهرجان جرش"، الظهور الخامس عشر له على خشبة مسرح المهرجان، ليكون الأكثر مشاركةً من بين نجوم الغناء العربي الذين غنوا على مسرح المهرجان منذ انطلاقته، إذ عادة ما تحظى حفلاته بإقبال جماهيري كبير . وأعرب العبداللات عن سعادته لتجدد لقائه مع جمهور "مهرجان جرش" هذا العام، واعداً بليلة تاريخية يستحقها الجمهور الأردني وضيوف المملكة الحاضرين من مختلف أقطار الوطن العربي، مؤكداً أنه سيقدم مجموعة من الأغنيات والمفاجآت، في حفل الافتتاح تليق بإسم الأردن و"مهرجان جرش". وأشار المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، إلى أن المهرجان هذا العام يقدم لجمهوره هذا العام، مجموعة كبيرة من نجوم الغنءا العربي، ومنهم: الفنان ناصيف زيتون، والفنانة أحلام، والفنانة ميادة الحناوي، والفنان نور مهنا، والفنان ملجم زين، والفنان جوزيف عطية، والفنان خالد عبدالرحمن، والفنان محمد حماقي، والفنانة أصالة نصري.


الغد
منذ 5 ساعات
- الغد
لمعة التوزير بعد التشكيل!
اضافة اعلان كل مرة أتابع فيها صور وملامح بعض الوزراء قبل وبعد التوزير، أو خلال مدة عملهم، أتذكّر شكل تطوّر كل من شارك في برنامج مسابقات الغناء الشهير "أراب آيدول"، حيث تختلف ملامحهم ومستوى الصوت وشكل حياتهم وطريقة وقوفهم أمام الكاميرات يوماً بعد يوم بسرعة فائقة، لدرجة أنهم أنفسهم – وأقصد الطرفين، قبلنا – يستغربون من سرعة التغيير.لدرجة تصل لترى أغلبهم يحاولون قدر الإمكان ألّا تُنشر صورهم وحياتهم السابقة، بما فيها من ملامح التعب ووعثاء الحياة وعلامات المرض عند كثير منهم. لكن لم يمتلك أي منهم "لمعة التوزير" إلا قلة نادرة، نراها كما عرفناها: استمرت كما بدأت، أو حتى بدا يظهر عليها جهد العطاء.هم المواطنون وحدهم، وبعض رؤساء الوزراء، من ترى سرعة زيادة بياض شعرهم، وفقدان وزنهم، وزيادة متسارعة في ملامح العمر في وجوههم، وكأن الوزراء يمتصون بريق الحياة من الشعب والرئيس. فترى وقتها كل رئيس حكومة يغرق في ضمان أعلى درجات تحقيق متطلبات نجاح مرحلة تكليفه، وكأنه مكلف وحده بإدارة كافة الوزارات. ويعمل المواطنون لرعاية رغبات الوزراء والاهتمام بهم في الدعوات الرسمية والخاصة، بأقصى ما يملكون من عزيمة مجاملة لصاحب المنصب، وكأنه جزء من نظام حياتهم.ويسعى الرئيس في كل جولة معلنة أو مفاجئة لرضى الجمهور بتلبية متطلبات المواطنين، وكأنها مهمته منفردا. وحتى في القبول، ترى مراكز الدراسات في تقييمها وتحليلها للإنجاز والرضى تركز على تقييم الرئيس منفرداً، بينما يغرق عدد لا يُستهان به من الوزراء في البحث عن علاج يُعيد الشباب، والسعي لاختيار أفخر البدلات وربطات العنق، وأفضل أماكن السفر، أو متابعة مدى حداثة وجودة وتنوع المركبات المتاحة لهم، ونسبة مشاركتهم في المناسبات، إلا قلة نؤمن جميعاً بدورهم وقربهم من العامة، وجوهر العمل وخدمة المواطنين، ويسهل تعدادهم بعد كل تشكيل. أما الفئة الأولى، فيمكن لأي مواطن أن يلمح شكلهم دون معرفة أسمائهم، من درجة لمعان ربطة العنق وتكرار تغييرها، بدلاً من لمعان الإنجاز.المشكلة أن رؤساء الحكومات هم غالباً من ترى زياراتهم أكثر أثرا على قرارات احتياجات الحياة، والاستجابة لمتطلبات الناس في الأرياف والقرى والبوادي والمدن، من وزراء الاختصاص. لدرجة أن تعلن أن دولة الرئيس في كل حكومة هو "بتاع كله" في الاختصاص والمتابعة والإنجاز والمساءلة. وحتى عندما نغضب من انقطاع مؤقت للكهرباء، أو زحمة سير في طريق، أو تأخر إنجاز معاملة لنقص أوراق في مؤسسة، ترى المواطنون أول ما يهاجمونه ويتهمونه هو الرئيس، لا جهة الاختصاص. ودور أغلب الوزراء – إلا قليل منهم – لا يتجاوز عملهم سوى الركض، دون توافق مع سرعة الحكومات غالباً، في وقت نعلم جميعاً أن لكل وزارة مخصصات وموظفين، وقرار الوزير أقرب وأسرع في سير أعمالهم، وليس رؤساء الوزارات. ولكن يبقى الانشغال في التركيز على مدة البقاء في نادي الوزراء، بدلاً من التركيز على نجاح مهام ووصف عمل واتصال وخدمات وزارته، فأغلبهم مقتنع أن رضا الرؤساء أولى من رضا المواطنين."لمعة التوزير" يعشقها ويصبو لها كثيرون هذه الأيام – عادي، وأنا منهم – فالانضمام للوزراء وفق عددهم الكبير أردنيا يعطي أملا وفرصة للجميع ليكون وزيرا. ونرى أحياناً عدداً ممن يتطلعون لها قد بدأ بزيادة عدد زياراته ومشاركاته في المناسبات العامة، ومنهم من زاد عدد جولاته ولقاءاته الرسمية، وغيرهم أصبح كاتباً أو يستعين بمن يكتب باسمه في الشأن السياسي والتنموي، وآخرون يلتقطون صوراً في الإعلام أكثر من "عريس على اللوج". ولكن أكثر ما يزعجني: من كانوا وزراء يوما ما – أو حاليين – لم نرَ إنجازاً لهم، يبذلون الغالي والنفيس لعودتهم لـ"لمعة التوزير"، وينشرون الهدايا والدروع التذكارية هنا وهناك.وما أقوله للجميع: إن من تطوّر وتغيّر حاله في "أراب آيدول" أو "الوزارة" لم يستمروا جميعاً يلمعون على مسرح الحياة؛ فمنهم من غاب واختفى لضعف أدائه، وهم كثر، ومنهم من استمر واشتهر لحسن حضوره، وهم قلّة، ومنهم من اعتمد على عمليات التجميل ليطل علينا بهيّاً ونعرفهم، ومنهم من بقيت ملامحه أصيلة لم تغيّرها الأضواء، فبقيت أعماله هي من تلمع، وهم القلّة التي لن ننساهم.هنا اسمح لي، دولة الرئيس، أن أقول:نأمل أن نرى في ملامح بعض من تتوجّهون لتوزيرهم في قادم الأيام عبء ما نلمحه في وجهك وقلة من وزرائك من عزيمة العمل، وعطش ما يروي حاجة المواطن لإنجاز، وهواء من يعشق تراب الوطن في حمايته، وشغف من يتطلّع لأركان النجاح للمستقبل، وصدق من يرى العطاء أجمل من الأخذ في دنياه. وأن نستبدل الربطات بلبس "فزت" ما لم يكن لقاءً رسمياً، ولتكن إطلالتهم تعكس مواقعهم، لعلنا – على الأقل، إن لم نحفظ أسمائهم – أن نتمكن من معرفة ما يمثلونه من قطاعات.وحاول، دولتك – وأقولها نصحاً – كما أنت مختلف في زياراتك وإطلالتك وطريقة تفكيرك، أن تكون مختلفاً في الاختيار، وأن تتجنب من استُهلك وهو يسعى طلباً للوزارة لا للصدق في العطاء، وخصوصاً السابقين منهم. وإن قال أحدهم إن ما ذهبتُ إليه ليس ذا أثر، فأقول له: إن لم تملأ وجوههم ملامح ما يمثلونه، سنبقى نترقب فيهم ألوان البدلات وربطات العنق، لا ألوان وطَعم الحياة والإنجاز فيهم، وسيبقون ليس أكثر من… "لمعة توزير".