أضحك مع (هلاويس) كامل إدريس!
لكامل إدريس، أو كميل إدريس كما يطلق على نفسه، كتابٌ بعنوان My Nile Odyssey، أو ملحمتي النيلية، كتبه كسيرة ذاتية، وهي ليست مذكرات عن حياة شخصية ومهنية تعكس عصارة تجربة وسيرة رجل عاش، كما قد يتبادر إلى الذهن، بل هي هذيان وهلاوس لحياة موازية لرجل تمنى أن يعيشها... عوالم من الفنتازيا، حيث المراكب الشراعية، والبواخر، وقراصنة الليل، تختلط بعوالم السحر والجن، وكأنك تشاهد فيلمًا من إنتاج مارفل، أو تقرأ رواية عن خيالات الأطفال من هاري بوتر، لا سيرة ذاتية لرجل ثمانيني تم اختياره رئيسًا لحكومة يُفترض أن نعرف ونطلع على تجربته: فلا تجربة، ولا حكمة، ولا موعظة، بل أنهار من الخيال غير الخلّاق، ومجاديف من الأكاذيب الشاطحة!
وحتى لا يظن أحد أننا نتجنّى على الرجل، فإنّ الكتاب موجود ومتاح عبر منفذ أمازون، وهو من (484) صفحة عجاف، صدر عام 2022 عن دار UK Book Publishing. ويبدو واضحًا من الوهلة الأولى أنه موجَّه بالأساس إلى الغربيين، لا إلى السودانيين أو متحدثي العربية، الذين سيكتشفون بسهولة أنه يفوق شطحات الخيال، ويتجاوز حدود الكذب وادّعاء البطولات والملاحم: على أنه رجل التحديات، قوي الشكيمة، متين العريكة، كافح وناضل، وعرّض نفسه للمهالك، وواجه الموت مباشرة في سبيل تحقيق حلمه – كما يفعل الآن بقبوله منصب رئيس الوزراء في اللا حكومة التي يؤسّسها البرهان من بورتسودان ، في مسعاه لبناء حكمه العضوض!
إذا جاز لي وصف الكتاب بكل حيادية وأمانة، فسأقول إنه يحتشد بالكذب حتى يكاد الصدق لا يتسلل إلى صفحاته، كما يعاني من فقر في الخيال ورداءة في إخراجه!
ومن أكثر شطحات كامل إدريس ما اختاره موقع أمازون ليكون ملخصًا للكتاب: "أن المؤلف شخصيًا تم القبض عليه من قِبل صيادين، وصفهم بأنهم قراصنة النيل، لأنهم ظنوه جنًّا أو روحًا شريرة، لكنه – كما يزعم – تمكن من النجاة!
صحيح أن الإيمان بالجن شائع في السودان، كما في عموم إفريقيا، لكن المضحك أن يُطلق الكاتب على صيادي الأسماك وصف قراصنة! والأكثر تهريجًا أن هؤلاء الصيادين، بدلًا من الفرار كما يفعل الناس حين يعتقدون أنهم أمام جنّ، قبضوا عليه وكادوا يفتكون به! من منكم سمع يوماً عن بشر يطاردون الجن ليعتقلوه؟! إنه المؤلف هاري بوتر السوداني كامل إدريس!
ومن أجل أن تكتمل أيقونة التضحية الموجّهة غربًا، يحدثنا كامل عن معاناته مع عمالة الأطفال، وعن صباه المغموس بالألم في أوروبا. يا له من صبر! ويا لها من رحلة! لولا أن الواقع – هذا الكائن اللئيم – يكذّبه، إذ تقول سيرته المبذولة على Google- الذي لا يُظلم عنده أحد – إنه من أسرة سودانية مستورة الحال، ولم يغادر السودان إلا بعد تخرّجه من الجامعة. فمتى عمل في المصانع؟ ومتى ذاق بؤس عمالة الأطفال؟ ومتى ضاع صباه الباكر في شوارع أوروبا؟
شيءٌ واحد فقط نسي الرجل أن يضمنه في مذكراته حتى تكتمل الملحمة وتنافس ملحمة جلجامش في إثارة تعاطف الغرب والشرق معًا: إذ كان حرياً به أن يروي لنا بالمرة- أنه تعرّض في طفولته لانتهاك جنسي sexual abuse، فالرجل لم يترك تجربة إنسانية مؤلمة إلا وخاضها ونجا منها، ولا بطولة إلا وادّعاها!
ولأن الكذب حين يُروى بلا خجل يحتاج إلى تعويذةٍ تُكسبه التصديق، فقد استدعى كامل إدريس في خياله اسمًا لا يُردّ له طلب، وهو: نيلسون مانديلا. لا لشيء إلا ليمنحه شرعية ومصداقية يفتقدهما.
مانديلا، رمز النضال والكفاح والكرامة والاتساق والصدق، يطلّ في فصول ملحمة الكذب والرداءة، لا كإيقونة نضال، بل ك"قارئ محتاج إلى خدمات كامل إدريس"! الذي يزعم، بحسب ما جاء في كتابه، أن مانديلا شخصيًا طلب منه أن يكتب مذكراته! لا لشيء إلا لأن العالم ينتظر أن يعرف كيف خاض هذا البطل السوداني المتخيَّل صراعًا ضد قراصنة النيل والجن في طفولته، ونجا منهم جميعًا، ثم أصبح (قائدًا عالميًا) بفضل ثباته في تلك اللحظات العصيبة أمام التماسيح!!
ولا أعرف، ماذا نفعل نحن لو أردنا الاستيثاق من مانديلا نفسه بشأن هذه الرواية؟ خصوصًا وأنه، رحمه الله، في علّيّين مع النبيين والصديقين منذ أكثر من عشر سنوات من تاريخ كتابة هذه الخزعبلات!
إن ما ادّعاه الرجل لا يسيء إليه وحده، بل يُهين ذكرى مانديلا العطرة، ويُلوّث ذاكرة النضال في افريقيا والعالم كلّه!
إنها المأساة التي تبلغ ذروتها حين يُطرح رجل بهذه السوية الإنسانية المتدنية، وبهذا الخيال والكذب المرضي والنرجسية المزمنة، كخيارٍ لنهضة أمة، في مشهد تراجيدي يبدو وكأنه خرج مباشرة من صفحات كتابه!
إنها سلطة تعيش على الأكاذيب والأوهام... ولا بد أن تعيّن رجلًا يكتب الكذب والأوهام مذكرات!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ يوم واحد
- أرقام
نيويورك تايمز وأمازون تتعاونان في مجال الذكاء الاصطناعي
أبرمت "نيويورك تايمز"، الخميس، اتفاقاً مع "أمازون" يسمح لنماذجها للذكاء الاصطناعي بالوصول إلى المحتوى الخاص بالصحيفة. ذكرت الصحيفة في بيان أن الاتفاق يسمح لنماذج "أمازون" بالوصول لأخبار، والمقالات، ومحتوى الطهي والرياضة الخاص بالموقع الإلكتروني التابع لها "ذي أثليتك". وأوضحت أن الاتفاق يتضمن إتاحة عرض ملخصات ومقتطفات من محتوى الصحيفة داخل المنتجات والخدمات الإلكترونية التابعة لـ "أمازون" مثل المساعد الشخصي "أليكسا"، بالإضافة إلى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

سودارس
منذ 4 أيام
- سودارس
أضحك مع (هلاويس) كامل إدريس!
لكامل إدريس، أو كميل إدريس كما يطلق على نفسه، كتابٌ بعنوان My Nile Odyssey، أو ملحمتي النيلية، كتبه كسيرة ذاتية، وهي ليست مذكرات عن حياة شخصية ومهنية تعكس عصارة تجربة وسيرة رجل عاش، كما قد يتبادر إلى الذهن، بل هي هذيان وهلاوس لحياة موازية لرجل تمنى أن يعيشها... عوالم من الفنتازيا، حيث المراكب الشراعية، والبواخر، وقراصنة الليل، تختلط بعوالم السحر والجن، وكأنك تشاهد فيلمًا من إنتاج مارفل، أو تقرأ رواية عن خيالات الأطفال من هاري بوتر، لا سيرة ذاتية لرجل ثمانيني تم اختياره رئيسًا لحكومة يُفترض أن نعرف ونطلع على تجربته: فلا تجربة، ولا حكمة، ولا موعظة، بل أنهار من الخيال غير الخلّاق، ومجاديف من الأكاذيب الشاطحة! وحتى لا يظن أحد أننا نتجنّى على الرجل، فإنّ الكتاب موجود ومتاح عبر منفذ أمازون، وهو من (484) صفحة عجاف، صدر عام 2022 عن دار UK Book Publishing. ويبدو واضحًا من الوهلة الأولى أنه موجَّه بالأساس إلى الغربيين، لا إلى السودانيين أو متحدثي العربية، الذين سيكتشفون بسهولة أنه يفوق شطحات الخيال، ويتجاوز حدود الكذب وادّعاء البطولات والملاحم: على أنه رجل التحديات، قوي الشكيمة، متين العريكة، كافح وناضل، وعرّض نفسه للمهالك، وواجه الموت مباشرة في سبيل تحقيق حلمه – كما يفعل الآن بقبوله منصب رئيس الوزراء في اللا حكومة التي يؤسّسها البرهان من بورتسودان ، في مسعاه لبناء حكمه العضوض! إذا جاز لي وصف الكتاب بكل حيادية وأمانة، فسأقول إنه يحتشد بالكذب حتى يكاد الصدق لا يتسلل إلى صفحاته، كما يعاني من فقر في الخيال ورداءة في إخراجه! ومن أكثر شطحات كامل إدريس ما اختاره موقع أمازون ليكون ملخصًا للكتاب: "أن المؤلف شخصيًا تم القبض عليه من قِبل صيادين، وصفهم بأنهم قراصنة النيل، لأنهم ظنوه جنًّا أو روحًا شريرة، لكنه – كما يزعم – تمكن من النجاة! صحيح أن الإيمان بالجن شائع في السودان، كما في عموم إفريقيا، لكن المضحك أن يُطلق الكاتب على صيادي الأسماك وصف قراصنة! والأكثر تهريجًا أن هؤلاء الصيادين، بدلًا من الفرار كما يفعل الناس حين يعتقدون أنهم أمام جنّ، قبضوا عليه وكادوا يفتكون به! من منكم سمع يوماً عن بشر يطاردون الجن ليعتقلوه؟! إنه المؤلف هاري بوتر السوداني كامل إدريس! ومن أجل أن تكتمل أيقونة التضحية الموجّهة غربًا، يحدثنا كامل عن معاناته مع عمالة الأطفال، وعن صباه المغموس بالألم في أوروبا. يا له من صبر! ويا لها من رحلة! لولا أن الواقع – هذا الكائن اللئيم – يكذّبه، إذ تقول سيرته المبذولة على Google- الذي لا يُظلم عنده أحد – إنه من أسرة سودانية مستورة الحال، ولم يغادر السودان إلا بعد تخرّجه من الجامعة. فمتى عمل في المصانع؟ ومتى ذاق بؤس عمالة الأطفال؟ ومتى ضاع صباه الباكر في شوارع أوروبا؟ شيءٌ واحد فقط نسي الرجل أن يضمنه في مذكراته حتى تكتمل الملحمة وتنافس ملحمة جلجامش في إثارة تعاطف الغرب والشرق معًا: إذ كان حرياً به أن يروي لنا بالمرة- أنه تعرّض في طفولته لانتهاك جنسي sexual abuse، فالرجل لم يترك تجربة إنسانية مؤلمة إلا وخاضها ونجا منها، ولا بطولة إلا وادّعاها! ولأن الكذب حين يُروى بلا خجل يحتاج إلى تعويذةٍ تُكسبه التصديق، فقد استدعى كامل إدريس في خياله اسمًا لا يُردّ له طلب، وهو: نيلسون مانديلا. لا لشيء إلا ليمنحه شرعية ومصداقية يفتقدهما. مانديلا، رمز النضال والكفاح والكرامة والاتساق والصدق، يطلّ في فصول ملحمة الكذب والرداءة، لا كإيقونة نضال، بل ك"قارئ محتاج إلى خدمات كامل إدريس"! الذي يزعم، بحسب ما جاء في كتابه، أن مانديلا شخصيًا طلب منه أن يكتب مذكراته! لا لشيء إلا لأن العالم ينتظر أن يعرف كيف خاض هذا البطل السوداني المتخيَّل صراعًا ضد قراصنة النيل والجن في طفولته، ونجا منهم جميعًا، ثم أصبح (قائدًا عالميًا) بفضل ثباته في تلك اللحظات العصيبة أمام التماسيح!! ولا أعرف، ماذا نفعل نحن لو أردنا الاستيثاق من مانديلا نفسه بشأن هذه الرواية؟ خصوصًا وأنه، رحمه الله، في علّيّين مع النبيين والصديقين منذ أكثر من عشر سنوات من تاريخ كتابة هذه الخزعبلات! إن ما ادّعاه الرجل لا يسيء إليه وحده، بل يُهين ذكرى مانديلا العطرة، ويُلوّث ذاكرة النضال في افريقيا والعالم كلّه! إنها المأساة التي تبلغ ذروتها حين يُطرح رجل بهذه السوية الإنسانية المتدنية، وبهذا الخيال والكذب المرضي والنرجسية المزمنة، كخيارٍ لنهضة أمة، في مشهد تراجيدي يبدو وكأنه خرج مباشرة من صفحات كتابه! إنها سلطة تعيش على الأكاذيب والأوهام... ولا بد أن تعيّن رجلًا يكتب الكذب والأوهام مذكرات!


الرجل
منذ 4 أيام
- الرجل
هيو جاكمان يثير الجدل حول ظهوره في Avengers: Doomsday
أثار النجم الأسترالي هيو جاكمان، البالغ من العمر 55 عامًا، موجة جديدة من التساؤلات بعد ظهوره في برنامج The View، حيث طُرح عليه سؤال مباشر حول احتمالية عودته بدور وولفرين في فيلم Marvel المرتقب Avengers: Doomsday. وردّ جاكمان ساخرًا: "عندما تقولون ظهور، تقصدون هيمنة وتدمير بقية الشخصيات.. أمزح! لا أملك شيئًا لأضيفه، ولو كنت أملك، لوجدت طريقة ذكية لعدم قوله". ورغم طبيعته المرحة في الإجابة، لم ينفِ جاكمان صراحة مشاركته في الفيلم، ما ترك الباب مفتوحًا أمام جمهور السلسلة للتكهن حول عودته بشخصية وولفرين، خاصة بعد ظهوره في Deadpool 3 عام 2024، وقد جسد جاكمان الشخصية في ستة أفلام سابقة، أبرزها Logan (2017) الذي اعتُبر وداعًا ملحميًا للدور. أبطال X-Men في "Avengers: Doomsday" لعل ما يعزّز احتمالية ظهور جاكمان هو تأكيد مشاركة عدد من شخصيات سلسلة X-Men في الفيلم، مثل باتريك ستيوارت (بروفيسور إكس)، إيان ماكيلين (ماجنيتو)، ريبيكا رومين (ميستيك)، وجيمس مارسدن (سايكلوبس)، ومن بين المفاجآت، ظهور تشانينج تيتوم بدور جامبيت، وهو دور طال انتظاره. إلى جانب أبطال X-Men، يضم الفيلم قائمة ممتدة من نجوم عالم مارفيل، من بينهم كريس هيمسوورث (ثور)، أنطوني ماكي (كابتن أمريكا)، سيمو ليو (شانج تشي)، توم هيدلستون (لوكي)، وبيدرو باسكال (ريد ريتشاردز)، ويُتوقع أن يكون الفيلم حلقة محورية قبل صدور Avengers: Secret Wars لاحقًا. وفي ظل الأسماء الكبيرة المشاركة، والتوجّه العام للدمج بين عوالم Marvel Cinematic Universe وسلسلة X-Men، يبقى سؤال عودة هيو جاكمان أحد أكثر المواضيع سخونة بين الجمهور، خصوصًا وأنه لم يُعلَن عن بديل له حتى الآن، وحتى يأتي التأكيد الرسمي، سيبقى جمهور مارفيل في ترقّب لما قد تكون إحدى أكبر مفاجآت Avengers: Doomsday.