كيف غيرت اليمن مستقبل الحروب البحرية! كامل المعمري
كيف غيرت اليمن مستقبل الحروب البحرية!
كامل المعمري
منذ اندلاع المواجهات البحرية في البحر الأحمر في ديسمبر2023 بين اليمن وتحالف 'حارس الازدهار' بقيادة أمريكا وبريطانيا لم يعد البحر كما كان، ولم تعد معادلات القوة كما رسمتها المراكز العسكرية التقليدية.
سرعان ما تحوّلت المعركة إلى اختبارٍ استراتيجي صادم للقوة البحرية الأمريكية، التي وجدت نفسها لأول مرة منذ عقود أمام خصم لا يملك أسطولًا ضخمًا، لكنه يملك ما هو أخطر تكتيك مرن، وتكنولوجيا منخفضة الكلفة
كيف غيّرت اليمن مستقبل الحروب البحرية؟ ولماذا وجدت واشنطن نفسها مضطرة لإعادة النظر في كامل عقيدتها القتالية في البحر؟ هذا ما نحاول سبر أغواره في هذا التقرير الخاص
لقد غيرت اليمن تماما مستقبل الحروب البحرية، بعدما قدمت نموذجا جديدًا في استخدام التكنولوجيا المتقدمة في ساحة القتال.. عبر تكتيكات غير تقليدية، أبرزها الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة،
حيث تمكنت القوات اليمنية، وبشكل خاص الحوثيون، من قلب موازين القوى في البحر الأحمر.
الأساليب الحديثة في الحرب البحرية لم تقتصر على السفن الحربية الضخمة، وانما استفادت من الأنظمة غير المأهولة التي أظهرت فعالية كبيرة في تنفيذ العمليات العسكرية بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة.
العمليات العسكرية التي نفذها الحوثيون أحدثت تغييرات كبيرة في الطريقة التي يفكر بها العالم في الحروب البحرية وهي تحولات دفعت القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلى إعادة النظر في استراتيجياتها البحرية وتطوير منصاتها بشكل أسرع وأكثر مرونة…
وعلى الرغم من أن الأساطيل البحرية الكبيرة كانت تعد الأداة الأساسية في المعركة البحرية، فإن العمليات العسكرية التي نفذها الحوثيون في هذه المنطقة أظهرت أن الحروب المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على الأنظمة غير المأهولة، التي تتمتع بقدرة على تنفيذ المهام العسكرية بكفاءة وبتكلفة أقل.
التحول الكبير في أساليب القتال دفع المشرعين الأمريكيين إلى مناقشة ضرورة التكيف مع هذه التغيرات. حيث دعا أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى استراتيجيات استحواذ أكثر مرونة وسرعة، تتيح دمج الأنظمة المأهولة وغير المأهولة في العمليات العسكرية. وبحسب المشرعين، فإن هذا التغيير في الفكر العسكري يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على جاهزية البحرية الأمريكية لمواجهة التحديات المستقبلية التي تزداد تعقيدًا.
في هذا السياق قال موقع Meritalk المتخصص في التصنيع التكنولوجي إن مجموعة من المشرعين الأمريكيين دعت إلى إحداث تحول جذري في كيفية استحواذ الجيش الأمريكي على منصاته العسكرية، خصوصًا في ظل تنامي أهمية الأنظمة غير المأهولة في الحروب المستقبلية. وطالب النواب باستراتيجيات استحواذ أسرع وأكثر مرونة تمكّن من دمج الأصول المأهولة وغير المأهولة بشكل أفضل عبر الأسطول البحري الأمريكي، مؤكدين أن الوقت قد حان للتخلي عن الطرق التقليدية في التحديث والاقتناء.
ووفقا للموقع قال النائب ترينت كيلي، عضو مجلس النواب عن ولاية ميسيسيبي، خلال مشاركته في حلقة نقاش ضمن مؤتمر البحر والجو والفضاء في ناشيونال هاربور بولاية ماريلاند، إن البحرية يجب أن تتحرر من التقاليد القديمة، مشيرًا إلى أن المفاضلة بين المنصات المأهولة وغير المأهولة ليست ثنائية، بل يجب أن تُبنى القرارات على أساس احتياجات المهمة.
وأضاف: 'أعتقد أن هذا هو الخطأ في نظام الاستحواذ لدينا، والسبب في تعطله… لا أعتقد أنه منصة مأهولة أو غير مأهولة، أعتقد أن بعضها يمكن أن يكون كلاهما، اعتمادًا على المهمة واعتمادًا على ما تفعله'.
وأشار كيلي إلى أن الأنظمة غير المأهولة أقل تكلفة، وتعرض عددًا أقل من الأشخاص للخطر، لكنها لا تزال تتطلب تدخلًا بشريًا في إدارتها وتشغيلها. واعتبر أن على الإدارة والكونغرس أن يؤكدا بوضوح رفضهما للنهج القديم، قائلاً: 'إنه مسرح استراتيجي جديد نعمل فيه، وعلينا أن نعمل بشكل مختلف لأننا… لن نحصل على الأسهم الضخمة التي نحتاجها'.
ورغم التأكيد على ضرورة التحديث، حذّر كيلي من مغبة إحالة السفن إلى التقاعد دون وجود بدائل، معتبرًا أن ذلك يضعف من جاهزية القوات البحرية. وشدد على ضرورة الموازنة بين الكمال والسرعة، قائلاً: 'هناك بعض الأفكار الجيدة التي يمكنك القيام بها، ولكن من الأفضل أن تنفذها بعنف لبناء 85 في المئة من السفينة التي تريدها، بدلاً من أن يكون لديك صفر في المئة لأن الأفكار القديمة إما أصبحت قديمة جدًا بحيث لا تعمل بعد الآن، أو أن الأفكار الجديدة تحتاج إلى 10 سنوات حتى تبدأ الإنتاج'. وأضاف: 'يمكنك أن تقبل مخاطر الحصول على نسبة 85 بالمئة، ولكن عليك أن تدرك أن المخاطرة… أفضل من صفر بالمئة في أي يوم'.
من جهته، أيّد النائب روب ويتمان، الجمهوري عن ولاية فرجينيا، هذه الدعوة إلى التغيير السريع، محذرًا من أن إعادة التصميم المطوّلة والجداول الزمنية المتأخرة تقوّض قدرة البحرية الأمريكية على مواكبة التحديث. وتساءل: 'ما هي طائراتكم المؤقتة لمجموعة حاملة الطائرات الهجومية لضمان قدرتكم على العمل عن بُعد الآن، وأين يمكنكم إضافة ذلك إلى… نظام بدون طيار قادر على القيام بهذه المهام؟'، مؤكداً أن 'البحرية تطرح الأسئلة الصحيحة هنا'.
أما النائبة جين كيجانز، الجمهورية عن ولاية فرجينيا، فقد حذّرت من أن عملية دمج الأنظمة غير المأهولة تتطلب تدريبات فورية وجادة لضمان الجاهزية عند الحاجة القصوى. وأشارت إلى أن قاعدة أوشيانا الجوية البحرية في منطقتها تقدم مثالًا على أهمية الجاهزية، مضيفة: 'بينما نرسل هؤلاء الأفراد في مهمات حول العالم… نحتاج إلى هذه العناصر'. وتابعت: 'عندما نجري لقاءً مع الأفراد الذين كانوا في البحر الأحمر… ونستمع إلى تحدياتهم ومعاناتهم مع هذا التكامل غير المأهول، نظرًا لوجود العديد من الشركاء الذين نحاول التنسيق معهم، نحتاج إلى التدرب على هذه التكتيكات والسيناريوهات، حتى نكون مستعدين للانطلاق عندما يحين وقت الحسم'.
ما قدّمته اليمن في هذه المواجهة لفت أنظار الباحثين العسكريين وصنّاع القرار حول العالم، إذ استطاعت قوة غير تقليدية أن تؤثر بعمق على حركة الملاحة العالمية، وتحدث خللاً حقيقيًا في التوازنات البحرية السائدة.
من خلال مزيج من الطائرات بدون طيار، والصواريخ الكروزية، والباليستية، والطائرات المسيرة السطحية، صعد الحوثيون إلى صدارة المشهد البحري العالمي، في مشهد يذكّر بتحولات كبرى في تاريخ الحروب.
ولم يكن مفاجئًا أن يخصص مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في أغسطس 2024 تقريرًا مطولًا لتحليل هذه الظاهرة، مؤكدًا أن اليمن قدّمت نموذجًا جديدًا في الحرب البحرية يفرض إعادة التفكير في شكل المواجهات القادمة.
التقرير أشار إلى أن الهجمات التي ينفذها الحوثيون بمعدل 2.5 هجوم أسبوعيًا منذ يناير 2024 لم تكن مجرد عمليات تخريبية عشوائية، بل جزء من استراتيجية دقيقة استهدفت تعطيل واحدة من أهم طرق التجارة العالمية: قناة السويس.
هذه الاستراتيجية شكلت ضغطًا غير مسبوق على القوى البحرية الكبرى، وفي مقدمتها البحرية الأمريكية، التي تجد نفسها لأول مرة منذ عقود في موضع دفاعي حرج في منطقة تحظى بأهمية استراتيجية قصوى.
التحول اللافت في أداء الحوثيين لا يمكن عزله عن استخدامهم المتطور للأنظمة غير المأهولة، التي أثبتت أنها قادرة على تجاوز الدفاعات التقليدية وإرباك القوات النظامية، في ظل كلفة منخفضة نسبيًا مقارنة بالنتائج المحققة.
لقد بات من الواضح أن مستقبل الحروب البحرية لن يكون كما كان، وأن ما بدأ في سواحل اليمن قد يفتح الباب أمام فاعلين جدد على المسرح الدولي، لا يملكون أساطيل ضخمة، ولكنهم يملكون العقول والابتكار والتكنولوجيا.
وإزاء هذا المشهد الجديد، أصبحت المنطقة ساحة اختبار مفتوحة لمفاهيم عسكرية طالما ظن العالم أنها من الثوابت، وهو ما يعكسه مضمون التقرير الأمريكي الذي يُعد من أبرز التحليلات الصادرة في هذا السياق.
لم تقتصر المفاجأة اليمنية في الحرب البحرية على طبيعة الأسلحة المستخدمة فحسب،وإنما امتدت إلى التكتيكات الذكية التي وظّفت بها هذه الأسلحة، لتكشف عن جانب آخر أكثر تعقيدًا وخطورة : الاستنزاف.
فبينما استخدمت اليمن، عبر جماعة الحوثي، طائرات مسيرة وصواريخ بدائية نسبيًا ومنخفضة الكلفة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى الرد بأنظمة دفاعية باهظة الثمن، تتطلب مليارات الدولارات لتشغيلها وصيانتها.
فبينما استخدمت اليمن، عبر جماعة الحوثي، طائرات مسيرة وصواريخ بدائية نسبيًا ومنخفضة الكلفة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى الرد بأنظمة دفاعية باهظة الثمن، تتطلب مليارات الدولارات لتشغيلها وصيانتها.
ففي مقال نشره جون جامبريل في وكالة الأسوشيتد برس في يناير 2024، وصف المواجهة البحرية الجارية بأنها الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، ليس فقط لكثافة النيران، بل أيضًا لطبيعة التهديد المتجدد وغير المتوازن.
أمام هذا الواقع، تحولت المواجهة إلى نزيف اقتصادي يومي للولايات المتحدة، خاصة مع تصاعد وتيرة الهجمات، وارتفاع وتيرة الاعتراضات التي تقوم بها السفن الحربية الأمريكية.
إن هذا الخلل في معادلة الكلفة والفعالية أعاد إلى الأذهان دروسًا من حروب العصابات، لكن هذه المرة في البحر، حيث تُطلق طائرة مسيرة لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف من الدولارات، فيُرد عليها بصواريخ اعتراضية تبلغ ملايين.
قبل أيام قليلة وتحديدا في 13 ابريل 2025 نشرت صحيفة ناشيونال إنترست تقريرا قالت فيه إن الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في البحر الأحمر قد تفشل في تحقيق أهدافها، ما لم تُصحح الأخطاء التي أعاقت العمليات السابقة، وهو ما يبدو مشكوكًا فيه بحسب تقارير وزارة الدفاع الأمريكية.
واضافت الصحيفة بأنه ورغم الإنفاق الأمريكي الضخم الذي بلغ نحو 4.86 مليار دولار، وفقدان طائرات بدون طيار متطورة مثل MQ-9 Reaper في مواجهة صواريخ وطائرات مسيرة منخفضة التكلفة، لم تنجح واشنطن حتى الآن في استعادة الردع المفقود، وفقًا لما جاء في المقال التحليلي الذي كتبه تشاد كونكل الذي قال بأن العمليات في البحر الأحمر تستنزف ذخائر باهظة الثمن ومحدودة الندرة، وهي ضرورية في مناطق أكثر أهمية للمصالح الأمريكية، وفي مقدمتها منطقة المحيطين الهندي والهادئ
إذن كل اعتراض من هذا النوع يكلف الولايات المتحدة مبالغ ضخمة، مقارنة بالكلفة الرمزية للوسائل الهجومية المستخدمة من الطرف اليمني، ما جعل النزاع البحري يتحول تدريجيًا إلى حرب استنزاف اقتصادية.
في ظل هذا السياق، لم تعد المسألة تتعلق بحماية السفن فحسب، انما بمستقبل الاستراتيجية البحرية الأمريكية، التي تواجه لأول مرة اختبارًا مفتوحًا أمام خصم لا يملك أسطولًا، لكنه يعرف كيف يستنزف إمبراطورية بحرية بكل هدوء ودهاء.
اخيرا يبدو أن الولايات المتحدة، رغم كل قوتها العسكرية، قد تراجعت إلى ما وراء الأفق.بينما اليمن، التي كانت يوماً ما بعيدة عن أعين القوى الكبرى، قد قلبت موازين القوة في البحر الأحمر من خلال تكتيك غير تقليدي، اعتمد على الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة التي أظهرت للعالم قوة غير مأهولة بإرادة تصارع من أجل البقاء. بينما كانت أمريكا تراقب هذا التحول، كانت مشغولة بمحاكاة الماضي وتدريب أساطيلها على طرق قتالية باتت في طي النسيان.
ولم تتوقع واشنطن أن تأتي تلك الرياح من حيث لا تدري، وأن تكشف عن هشاشة استراتيجياتها التي كانت تعتمد على القوة الضخمة فقط. وها هي اليوم مجبرة على إعادة تقييم موقعها العسكري، متأخرة عن ركب التغيير الذي لن ينتظرها.
2025-04-16
The post كيف غيرت اليمن مستقبل الحروب البحرية! كامل المعمري first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 2 أيام
- وكالة الصحافة المستقلة
الأبيض يكشف: قانون أمريكي يدرج المالكي والعامري وزيدان على قوائم الإرهاب!
المستقلة/- في تطور مفاجئ أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض تغريدة مثيرة عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقاً)، كشف فيها عن تعديلات جوهرية أُدخلت على قانون 'تحرير العراق من إيران'، والذي أُقر مؤخراً في الكونغرس الأمريكي. التغريدة تضمنت معلومات خطيرة تفيد بأن القانون لم يقتصر فقط على تصنيف الميليشيات الموالية لإيران كـ'منظمات إرهابية'، بل تم توسيعه ليشمل شخصيات سياسية وقضائية وأمنية عراقية بارزة، اعتبرها القانون متورطة في 'انتهاك الحريات ودعم الإرهاب وممارسة التعذيب'، بحسب تعبير الأبيض. مضامين التعديل: أسماء ثقيلة ومؤسسات تحت المجهر وفق ما ذكره الدكتور الأبيض، فإن التعديلات الجديدة على القانون شملت ما يلي: تصنيف جميع الميليشيات المسلحة، بما فيها 'الحشد الشعبي'، كـ'منظمات إرهابية' وفق قانون الهجرة والجنسية الأمريكي. توسيع نطاق العقوبات ليشمل مؤسسات رسمية مثل 'شركة سومو' لتسويق النفط. إدراج شخصيات بارزة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية، من أبرزهم: نوري المالكي (رئيس الوزراء العراقي الأسبق) هادي العامري (زعيم فيلق بدر) قاسم الأعرجي (مستشار الأمن القومي) عبد الأمير يار الله (رئيس الأركان العراقية) جاسم عبود (رئيس المحكمة الاتحادية) فائق زيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى) القانون يمنح وزير الخارجية الأمريكي صلاحية تصنيف هؤلاء كأفراد إرهابيين فوراً، دون الحاجة للانتظار 90 يوماً، كما هو معتاد في الإجراءات الأميركية. تهديد مباشر: 'الويل لكم مما نخطط وننفذ' الأكثر إثارة في تغريدة الدكتور الأبيض كان ختامها، حين استخدم عبارة صريحة: 'الويل لكم مما نخطط ونعمل على تنفيذه'، ما اعتبره مراقبون رسالة تحذير شديدة اللهجة موجهة إلى الطبقة السياسية العراقية المرتبطة بمحور طهران. ما دلالات القانون؟ وهل يشكل تحولاً استراتيجياً؟ إذا ما تم إقرار القانون بصيغته المعدلة في أكتوبر المقبل – كما تشير التسريبات – فإن العراق سيكون أمام تصعيد أمريكي غير مسبوق، قد يشمل مذكرات توقيف دولية وتجميد أصول ومقاطعة شاملة لكيانات وشخصيات نافذة في المشهد العراقي. ويرى خبراء أن واشنطن تسعى من خلال هذا القانون إلى تقويض النفوذ الإيراني في العراق ليس فقط عسكرياً، بل سياسياً واقتصادياً وقضائياً، في محاولة لإعادة رسم التوازنات في العراق والمنطقة. ردود فعل متوقعة… وصمت حكومي حتى الآن حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر الحكومة العراقية أو الجهات القضائية أي تعليق رسمي على محتوى التغريدة أو تفاصيل القانون، فيما تستعد الأوساط السياسية والإعلامية لموجة من التوترات المتوقعة بين بغداد وواشنطن، وربما أيضاً داخل البيت العراقي نفسه.


شفق نيوز
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج
زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 15 مايو/ أيار، قاعدة العُديد الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأعلن عن استثمار قطري فيها بقيمة 10 مليارات دولار. وجاء ذلك ضمن زيارته إلى دول الخليج في منطقة الشرق الأوسط، خاصة خلال تواجده في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تقع القاعدة الجوية. فماذا نعرف عن قاعدة العُديد؟ Reuters أبرمت الولايات المتحدة ودولة قطر بنهاية حرب الخليج الثانية 1991، اتفاقاً للتعاون العسكري بين البلدين. وقامت قطر ببناء قاعدة "العُديد" أو ما يعرف بمطار "أبو نخلة" عام 1996 بكلفة مليار دولار. واستخدمت الولايات المتحدة القاعدة بشكل سري عام 2001 في الحرب على أفغانستان، وبعد ذلك بعام تم الإعلان بشكل رسمي عن تمركز القوات الأمريكية في القاعدة. وجرى توسيع القاعدة مع مرور الوقت وباتت تضم عدداً كبيراً من المنشآت؛ مثل مراكز القيادة المتطورة ومخازن أسلحة ووقود وورشات صيانة للأسلحة والطائرات. وبعد غزو العراق عام 2003 بفترة قصيرة، تم نقل مركز العمليات القتالية الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية في شرقي السعودية إلى قاعدة "العُديد" التي كانت تضم مقراً احتياطياً أقيم قبل عام من ذلك. ومع لجوء الولايات المتحدة إلى استخدام المزيد من الطائرات في عملياتها العسكرية، ومن بينها الطائرات بلا طيار في ملاحقة عناصر القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة، زادت أهمية قاعدة العُديد حيث تعمل القوات الأمريكية بكامل الحرية ولا تدفع أية بدلات لدولة قطر. وإلى جانب قاعدة العُديد، تستخدم الولايات المتحدة قاعدة "السيلية" القريبة من العاصمة الدوحة حيث تتمركز القيادة المركزية للقوات الأمريكية. وتُخزّن الولايات المتحدة في هذه القاعدة والتي تم افتتاحها عام 2000 أسلحة وآليات وذخائر. حقائق تقع قاعدة العُديد على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الدوحة، وتضم أطول مدرج للطائرات في الخليج بطول 5 كيلومترات. ووفق وثيقة أمريكية رسمية، منشورة عبر مكتبة الكونغرس الأمريكي حول قاعدة "العُديد" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، فإن، معظم الأفراد العسكريين الأمريكيين في قطر هم من أفراد القوات الجوية الأمريكية المتمركزين في قاعدة العديد الجوية. وتستضيف القاعدة، مقر القيادة المركزية الأمريكية المتقدمة، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية المتقدمة، وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المتقدمة، بالإضافة إلى قوة المهام المشتركة بين الوكالات - سوريا، ومركز العمليات الجوية المشتركة التابع للقيادة المركزية الأمريكية، والجناح الجوي 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية. ويشارك الأفراد الأمريكيون المنتشرين في قطر في عمليات أمريكية، مثل: عملية العزم الصلب (OIR) ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويوفرون قدرات كبيرة ضد إيران. وتنشر الولايات المتحدة بعضاً من أكثر طائراتها القتالية تطوراً في هذه المنشأة. وتوسّع التعاون الدفاعي والأمني بين الولايات المتحدة وقطر، ليشمل إنشاء مساكن ثابتة ومنشآت أخرى للأفراد الأمريكيين المنتشرين في قاعدة العديد. وفي يناير/ كانون الثاني 2019، وقّعت وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية مذكرة تفاهم وصفتها وزارة الدفاع بأنها "خطوة إيجابية نحو إضفاء الطابع الرسمي النهائي على التزام قطر بدعم تكاليف الاستدامة وتكاليف البنية التحتية المستقبلية في قاعدة العديد الجوية". وقد شهدت قاعدة العديد توسعاً وتعزيزاً مطرداً بفضل التمويل القطري، تمثّلأ بأكثر من 8 مليارات دولار لدعم العمليات الأمريكية وعمليات التحالف في قاعدة العديد منذ عام 2003 وحتى تاريخ نشر الوثيقة، بالإضافة إلى تمويل الإنشاءات العسكرية الأمريكية.


شفق نيوز
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
في أول زيارة إلى أوروبا.. الشرع يلتقي ماكرون و"قيصر"
شفق نيوز/ وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى فرنسا، يوم الأربعاء، برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، في أول زيارة له لدولة غربية عقب توليه زمام السلطة في سوريا. واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره السوري أحمد الشرع بقصر الإليزيه في باريس، في هذه الزيارة التي تعد الأولى له إلى أوروبا منذ توليه رئاسة البلاد. وسيبحث الشرع مع نظيره الفرنسي عددا من الملفات في مقدمها إعادة الإعمار وآفاق التعاون الاقتصادي لا سيما في مجالي الطاقة والطيران، وفق ما أفادت مصدر رسمي في وزارة الإعلام. كما وتشمل المباحثات، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: "ملفات هامة لعل أبرزها التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة السورية الجديدة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، والعلاقات مع دول الجوار وخصوصا لبنان". وعلى الرغم من حساسية الزيارة وأهميتها، إلا أن لحظة وصول الشرع إلى مطار شارل ديغول كانت محط جدل، حيث اعتبر الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن المراسم والسجادة الحمراء لا ترقى لاستقبال رئيس دولة أخرى. في الزيارة أيضا، التقى الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، فريد المذهان المعروف بـ "قيصر" على هامش زيارتهما إلى جمهورية فرنسا. من هو فريد المذهان؟ فريد المذهان، المعروف بلقب "قيصر"، هو عسكري سوري سابق انشق عن نظام الرئيس بشار الأسد في عام 2013، ليصبح أحد أبرز الشهود على جرائم الحرب المرتكبة ضد المدنيين السوريين. وينحدر المذهان، من مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، جنوب سوريا، وشغل منصب مساعد أول ورئيس قسم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، حيث كان مسؤولًا عن توثيق حالات الوفاة داخل مراكز الاحتجاز والسجون التابعة للنظام . بين عامي 2011 و2013، قام المذهان بتوثيق وتصوير جثث ضحايا التعذيب والإعدام داخل الأفرع الأمنية. ونجح في تهريب حوالي 55 ألف صورة عبر وسائط تخزين مخفية، كأكياس الخبز، إلى خارج سوريا، حيث سلمها إلى ناشطين حقوقيين. في عام 2014، عرض المذهان الصور على لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، مما أسهم في فرض "قانون قيصر" في 2019، الذي يفرض عقوبات على النظام السوري بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.