"اسرائيل الكبرى" نتنياهو يختبر العرب والأردن في الواجهة
داخلياً، يوظّف نتنياهو هذا الخطاب لتعزيز موقعه أمام اليمين الاسرائيلي، في ظل أزمات سياسية وانقسامات متلاحقة. أما خارجياً فهو يسعى إلى إختبار الموقف العربي، خصوصا في لحظة تشهد بالفعل مستوى ملحوظاً من التنسيق بين الاردن ومصر والسعودية وأخرى. لكن نتنياهو يدرك أيضا أن الخطابات والبيانات العربية السابقة لم تفضِ إلى أي تغيير فعلي.
في هذا السياق، يظهر الاردن كدولة معنية بشكل مباشر، فالجغرافيا والتاريخ يضعان عمان في قلب أي نقاش حول مستقبل الضفة الغربية والقدس والقضية الفلسطينية بشكل عام، ومن هذا المنطلق لا يتعامل الاردن مع تصريحات نتنياهو باعتبارها حدثا اعلاميا عابرا، بل كخطاب له انعكاسات امنية وسياسية تمس استقراره الوطني وهوية المنطقة، خاصة حين يعاد التلويح بمفاهيم ومشاريع توسعية، بالتالي يطل الاردن في الصورة لا كمجرد جار لفلسطين المحتلة، بل "كمؤشر" يقرأ منه نتنياهو مدى جدية الموقف العربي.
لكن لنتكلم بواقعية: الحقيقة ان اسرائيل لم تعد تخشى التصريحات العربية، لانها جربت سابقا انها نادرا ما تتحول الى خطوات فعلية. لذلك، فان كلام نتنياهو عن "اسرائيل الكبرى" هو في الاساس اختبار: ان كان الرد العربي ضعيفا سيزيد من سقف تصريحاته نحو اهدافه، وان كان الرد قويا ومنسقا بين الأطراف كافة، قد تلجم اهدافه التوسعية.
تعكس الاستجابة الاردنية الرسمية خلال الايام القليلة الماضية تجاه تصريحات نتنياهو وعيا بالواقع السياسي وتعقيدات الملفات الإقليمية الإقليم، عمان لم تنجر وراء ردود فعل انفعالية عكستها اطراف داخلية، لكنها في الوقت ذاته تدرك خطورة الخطاب التوسعي، تحرك الاردن على مستويات متعددة يعكس هذا التوازن، من تعزيز التنسيق العربي لتقليل فرص استفراد اسرائيل بكل طرف، و دعم الجهود الفلسطينية للحفاظ على وحدة الصف كشرط اساسي لرفض اي محاولات لفرض واقع جديد، إلى مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين خصوصا في اوروبا لترسيخ حل الدولتين كخيار وحيد يحظى بشرعية دولية.
من وجهة نظري، يظهر هذا النهج موقف الاردن واضحاً وفعالاً دون ان يكون تصعيدياً، ويعكس حرصه على حماية الاستقرار الاقليمي .
بالتالي فإن الاردن اليوم أمام فرصة وامتحان في الوقت نفسه، الفرصة: تكمن في قيادة تحرك عربي ودولي واضح، والامتحان في اثبات ان موقفه ليس دفاعاً جغرافياً فحسب، بل دفاعاً سياسياً وسيادياً، فنتنياهو يراقب عمان عن قرب، إذ تشكل في ابجديات المشروع التوسعي الصهيوني مفتاح الرد العربي.
بالتالي، فإن الاكتفاء ببيانات الشجب وحدها لن يكون كافيا، بل قد يمنح نتنياهو فرصة للاستمرار في تصريحاته وتوسعه المحتمل على الارض.
وعليه، فإن المعركة اليوم ليست على الحدود الجغرافية فقط، بل على هوية المنطقة ومستقبلها. و الاردن بتاريخه الطويل في مواجهة التوسع الصهيوني ودوره في الدفاع عن القدس ودعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك موقفه الواضح في الحرب الاسرائيلية على غزة، يمتلك تجربة استراتيجية مهمة يمكن البناء عليها.
اذا تمكن الاردن من بناء موقف عربي قائم على خطط عملية سياسية ودبلوماسية واعلامية متوازنة، فلن يقتصر ذلك على حماية مصالح المنطقة، بل سيسهم ايضا في تحجيم الاصوات المعارضة في الداخل التي تكتفي بالتحذير من مخاطر التوسع الصهيوني وتغفل في كثير من الأحيان ضرورات الواقعية السياسية، والأهم أنه سيشكل رادعا لاي خطوات توسعية محتملة، ويدفع الجهود الدولية نحو حل الدولتين.
كاتبة وصحفية أردنية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ 34 دقائق
- العرب اليوم
النبى نيتانياهو!
ما هذه البلاوى التى تحدف علينا من حيث لا نحتسب! فوفقا لما قرأته على موقع بى بى سى العربى (14 /8) فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو كان فى حوار مع قناة (إسرائيل 24)..، وفى أثناء الحوار أهداه المحاور «تميمة» على شكل خريطة «الأرض الموعودة»! وعندما سأله المحاور عن مدى ارتباطه بهذه الرؤية لإسرائيل الكبرى، أجاب نيتانياهو «بالتأكيد»!.. (لقد سبق ان استخدم اصطلاح «إسرائيل الكبرى» بعد هزيمة 1967 للإشارة إلى إسرائيل والمناطق التى احتلتها بعدها آنذاك، أى القدس الشرقية، والضفة الغربية، ومرتفعات الجولان، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء).. وفى خلال الحوار، سئل نيتانياهو عن شعوره بأنه فى مهمة نيابة عن الشعب اليهودى، أجاب بأنه «فى مهمة أجيال، فهناك أجيال من اليهود حلمت بالمجىء إلى هنا، وأجيال من اليهود سوف تأتى بعدنا». وأضاف نيتانياهو.. «إذا كنت تسأل إذا كان لدى شعور بالمهمة، تاريخيا وروحيا، فالجواب هو نعم» ! لقد أدانت جامعة الدول العربية هذه التصريحات، واعتبرتها استباحة لسيادة دول عربية، ومحاولة لتقوض الأمن والاستقرار فى المنطقة، كما أدانتها بيانات واضحة للخارجية المصرية والخارجية الأردنية. غيرأن ما يلفت نظرى للغاية، ويثير دهشتى بشدة أن نيتانياهو الشخص الذكى، المتخرج بتفوق من إحدى أفضل الجامعات الأمريكية (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) والذى شغل مناصب دبلوماسية رفيعة، قبل توليه رئاسة حزب الليكود، فضلاعن مناصب وزارية مهمة، وعلاقات دولية واسعة. هو نفسه الذى يحمل أفكارا خرافية وهمية عن «مهام تاريخية له وللشعب اليهودى»! تبرر لديه سياسات عنصرية بغيضة تجاه الشعب الفلسطينى، وتجاه حقه المشروع فى مقاومة الاحتلال، ومرتكبا فى غزة جرائم لن يغفرها التاريخ له.إنها الجرائم التى دفعت شعوبا وبلادا عديدة تجمع على المطالبة بمطاردة نيتانياهو، واقتياده للمحاكمة الجنائية الدولية، مهما طال الزمن!

عمون
منذ 34 دقائق
- عمون
أستراليا تلغي تأشيرة عضو الكنيست الإسرائيلي روتمان
عمون - قررت استراليا منع عضو الكنيست الإسرائيلية المتطرف سمحا روتمان من دخول أراضيها لحضور مؤتمر للجالية اليهودية، بسبب دعمه للاحتلال ونشره لثقافة الكراهية والانقسام. وبحسب وكالة الصحافة الأسترالية، أوضح وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك، أن روتمان لن يتمكن من التقدم بطلب تأشيرة مرة أخرى لمدة ثلاث سنوات، مشددا على موقف حكومته الصارم ضد أي محاولة لزرع الفرقة بهدف ضمان شعور الجميع بالأمان في البلاد.

عمون
منذ 34 دقائق
- عمون
%85 من مواليد 2007 لن يستدعوا لخدمة العلّم في المرحلة الاولى
* 94 ألفا و333 مولودا ذكرا في الأردن عام 2007 عمون - تشمل المرحلة الأولى من خدمة العلم مطلع العام المقبل 6 آلاف شاب من مواليد عام 2007 والبالغ عددهم 94 ألفا و333 وفق بيانات دائرة الاحصاءات العامة للمواليد الذكور لعام 2007. وبحسب ما أعلنته الحكومة اليوم الاثنين، سيتم اختيار الـ 6 آلاف بالقرعة العشوائية، وهم يشكلون نحو 15% مواليد العام المستهدف. وتشير هذه البيانات إلى أن نحو 85% من مواليد العام 2007 لن يستدعوا لخدمة العلم في المرحلة الأولى منها التي تنطلق بداية عام 2026. اما من لن يستدعى للخدمة سواء من مواليد 2007 او قبل ذلك ممن ينطبق عليهم القانون سيستمروا بتأجيل خدمة العلم إلى أن يتم استدعاؤهم او يتجاوزا السن القانوني وهو 40 عاما. اما المرحلة الثانية من برنامج خدمة العلم فستشمل 10 آلاف شاب، ويبدأ التوسع بالاستدعاء في المراحل القادمة بحسب تقييم نتائج البرنامج.