
جون بولتون لـ"الشرق": علاقة ترمب ببوتين لم تُجد نفعاً في إنهاء حرب أوكرانيا
وأضاف بولتون في مقابلة مع "الشرق"، أن ترمب كان مخطئاً في اعتقاده بوجود صداقة حقيقية مع بوتين، مؤكداً أن موسكو لا تتحرك وفق العلاقات الشخصية بل بما تمليه عليها مصالحها، وذلك تعليقاً على زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا في محاولة للتوسط لوقف حرب أوكرانيا.
واعتبر أن تفاصيل زيارة ويتكوف إلى موسكو لا تزال غامضة، في ظل غياب معلومات كافية عمّا جرى خلال الاجتماع، لكنه أشار إلى وجود تقارير تفيد بأن "المهلة التي حددها ترمب لروسيا لا تزال قائمة دون تغيير"، مع الحديث عن تلويح بعقوبات إضافية، وهي الاستراتيجية نفسها التي استخدمها مع الهند، وقد يكررها مع الصين ودول أخرى تشتري النفط الروسي.
وأعلن ترمب، الأربعاء، أن ويتكوف عقد اجتماعاً "مثمراً جداً" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى تحقيق "تقدم كبير" خلال اللقاء، وسط تلويح أميركي باحتمالية فرض "عقوبات ثانوية" على موسكو.
وأوضح الرئيس الأميركي على منصته "تروث سوشيال"، أنه أطلع عدداً من حلفاء بلاده الأوروبيين على نتائج الاجتماع، لافتاً إلى أن "الجميع متفق على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وأن العمل سيتواصل لتحقيق ذلك "خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
إلا أن بولتون قال إنه من غير الواضح ما إذا كان ويتكوف سيبقى في موسكو لإجراء مزيد من المفاوضات، معتبراً أن النقاشات قد تكون محدودة، وتابع: "لا أرى أي وعود حتى الآن بوقف إطلاق نار روسي، ولو كان جزئياً، في أوكرانيا".
وفي ما يتعلق بالعقوبات، تساءل بولتون: "هل فشل الحوار أم أن الباب قد أُغلق؟". وتابع: "أعتقد أن ترمب يريد الابتعاد عن المشكلة الأوكرانية، بعدما فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولا يريد أن يظهر كمن تضررت سمعته".
ولفت إلى أن ترمب قد يفرض بعض العقوبات على روسيا، مع بعض التهديدات بفرض تعريفات جمركية على صادراتها، مشيراً إلى أن هذه التهديدات "واهية"، إذ كانت مُقررة مبدئياً منذ عام 2024، علماً بأن إجمالي الصادرات الروسية إلى الولايات المتحدة ارتفع إلى نحو 3 مليارات دولار.
"بوتين لم يكن يوماً صديقاً لترمب"
ومضى بولتون بالقول: "لا أعتقد أن ترمب يتحمل اليوم ضغطاً حقيقياً لدفع روسيا نحو وقف إطلاق النار، فصداقته مع بوتين لم تنفعه، وكان يظن أنها ستقوده إلى اتفاق سلام وربما إلى جائزة نوبل، لكن الأشخاص المحيطين به قالوا له بوضوح: بوتين لا يرى نفسه صديقاً لك، بل تتحكم في قراره مصالح روسيا فقط، وهذا ما لم يفهمه ترمب حتى الآن".
واعتبر بولتون أن ما يجري حالياً ليس أكثر من محاولة لحفظ ماء وجه ترمب، وسط ترقب لمصير مهمة مبعوثه ستيف ويتكوف في موسكو، وما إذا كانت روسيا ستقترح وقفاً جزئياً لإطلاق النار، يقتصر على المجال الجوي.
وتابع بولتون: "السؤال الحقيقي هو ما إذا كان ترمب سيوافق على الدخول في مفاوضات مع الروس".
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق إلى أن مآلات هذه التحركات لا تزال ضبابية، مؤكداً أن الحل السياسي للأزمة غير واضح المعالم.
وأضاف: "لو كنت في موقع تفاوض اليوم، لبحثت عن هوامش ضيقة يمكن البناء عليها للتوصل إلى تفاهمات محدودة".
وحذّر بولتون من المبالغة في توقع فرص التوصل إلى اتفاق شامل، قائلاً إن موسكو ترى أنها تحقق مكاسب على الأرض رغم الخسائر، ولا تملك حتى الآن دافعاً حقيقياً للانخراط في مفاوضات جادة، باستثناء احتمالية وقف جزئي للعمليات القتالية.
"دعم أوكرانيا مهدد"
كما حذّر بولتون من "مخاطر حقيقية" تهدد استمرارية الدعم العسكري والاستخباراتي لأوكرانيا في عهد ترمب، مشيراً إلى أن تزويد كييف بمنظومات "باتريوت"، رغم صوابه، لم يكن سوى إجراء مؤقت لا يعبّر عن التزام طويل الأمد.
واعتبر أن غياب خطة مستدامة للدعم الغربي يشكّل مكسباً استراتيجياً لروسيا، التي يرى أنها تواصل تحقيق تقدم ميداني بطيء، رغم خسائرها البشرية. وأضاف: "الأوكرانيون يقاتلون من أجل حريتهم منذ 3 سنوات... ولن يستسلموا بسهولة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 2 ساعات
- الاقتصادية
الأسهم الأمريكية تغلق منخفضة بعد مطالبة ترمب باستقالة رئيس "إنتل"
أغلقت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية على انخفاض اليوم الخميس، مع تسجيل تراجع ملحوظ في أسهم شركة إنتل، عقب دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لاستقالة الرئيس التنفيذي الجديد للشركة. يأتي هذا في ظل سعي المستثمرين لفهم تقرير حول الخيار الأمثل لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي). وقد سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضاً بنسبة 0.75% ليصل إلى 43859.85 نقطة، في حين هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.45% إلى 6316.45 نقطة، وانخفض مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.24% ليصل إلى 21118.81 نقطة. ترمب وجه انتقادات لرئيس الفيدرالي الحالي، جيروم باول، بسبب تأخره في خفض تكاليف الاقتراض، ما يعكس توتر العلاقات بين الإدارة الأمريكية والبنك المركزي حول السياسات النقدية. من جانب آخر، شهد سهم إنتل هبوطًا بنسبة 3.7% بعد مطالبة ترمب برحيل الرئيس التنفيذي ليب بو تان بسبب ما وصفه بتضارب في المصالح نظرًا لعلاقاته مع شركات صينية، وهو ما قد يؤثر في ثقة المستثمرين في قيادة الشركة.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب يرشح ستيفن ميران لعضوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي مؤقتاً
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الخميس اختياره ستيفن ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، لعضوية مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، خلفاً لأدريانا كوغلر التي استقالت يوم الجمعة. وسيكمل المرشح فترة كوغلر التي تنتهي في 31 يناير (كانون الثاني) 2026. وقال ترمب في منشور على موقع «تروث سوشيال»: «في غضون ذلك، سنواصل البحث عن بديل دائم»، ميراً إلى أن المرشح لشغل المنصب لمدة 14 عاماً كاملةً في المجلس قد يكون شخصاً آخر، وأن ميران قد يكون مجرد قائم بأعمال الرئيس. وأضاف ترمب: «لقد كان معي منذ بداية ولايتي الثانية، وخبرته في عالم الاقتصاد لا مثيل لها - سيقوم بعمل رائع. تهانينا ستيفن!». يأتي تعيين ميران وسط تكهنات مستمرة بأن ترمب سيسعى لترشيح «رئيس ظل» تكون مهمته الرئيسية إثارة المشاكل في المجلس. وكان الرئيس يضغط من أجل خفض أسعار الفائدة بشكل حاد. معروف أن ميران منتقد سابق للاحتياطي الفيدرالي، وخاصةً إجراءاته التحفيزية الجريئة خلال أزمة كوفيد. إضافةً إلى ذلك، فهو واضع ما يُسمى باتفاقية مار-أ-لاغو، وهي خطة لخفض قيمة الدولار كوسيلة لإدارة مشكلة عجز الحساب الجاري للولايات المتحدة. لا يزال ميران بحاجة إلى تأكيد مجلس الشيوخ لعضويته في المجلس المكون من سبعة أعضاء، وهو أمرٌ مستبعدٌ حتى عودة المجلس الأعلى للانعقاد في سبتمبر (أيلول). تجتمع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، التي سيكون عضواً دائماً فيها يتمتع بحق التصويت، يومي 16 و17 سبتمبر (أيلول) المقبل.


الاقتصادية
منذ 2 ساعات
- الاقتصادية
برنت يتراجع 0.7% بفعل إعلان لقاء ترمب وبوتين خلال أيام
تراجعت أسعار النفط عند التسوية اليوم الخميس للجلسة السادسة على التوالي بعد إعلان الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب في غضون أيام، ما عزز توقعات بنهاية دبلوماسية للأزمة الأوكرانية. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.7% إلى 66.43 دولار للبرميل، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.7% إلى 63.88 دولار. وانخفض كلا الخامين القياسيين بنحو 1% أمس الأربعاء، ليسجلا أدنى مستوى لهما في ثمانية أسابيع، بعد تصريحات ترمب بشأن تقدم في المحادثات مع موسكو. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي اليوم إن ترمب وبوتين سيلتقيان خلال الأيام المقبلة فيما ستكون أول قمة بين زعيمي البلدين منذ 2021. وقال مسؤول في البيت الأبيض في وقت سابق إن ترمب قد يلتقي بوتين في وقت قريب ربما الأسبوع المقبل على الرغم من أن الولايات المتحدة واصلت استعداداتها لفرض عقوبات ثانوية قد تشمل الصين للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة.